تويت
يوسف
كثر الجدال حول العمل الدرامي الكبير والمتمثل بمسلسل يوسف الصديق(ع) بين اوساط المنطقة العربية والاسلامية وحتى العالمية ، فمنهم من حرم مشاهدته لأسباب تتعلق بتجسيد شخصية النبي ، ومنهم من اباح مشاهدته للجمهور العاشق لافلام الانبياء وسير القديسين، وعموما" فالاعم الاغلب من الناس قد استمتعوا به وكان قد ترك بالغ الاثرخصوصا" في نفوس اولئك المنتظرين لطلعة المنقذ المنتظر(عج)من الذين وجدوا في تفاصيل حياة النبي يوسف(ع) مرآة حقيقية تعكس الوجه المرتقب لسيرة حياة الامام الحجة(ارواحنا فداه).. ففضلا" عن الاحاديث الواردة عن اهل البيت (ع) والتي تقرن شخصية ذلك النبي بشخص الامام المهدي(ع) فالى جانب المعرفة بتلك الروايات من قبل المشاهد المثقف بالثقافة المهدوية ، فهنالك يوجد تلميح صريح وواضح من قبل كاتب السناريو والحوار لمسلسل يوسف(ع) حيث يجد المتابع اكثر من مشهد درامي يتعامل فيه بطل الشخصية مع قضية الموعود المنتظر بشكل حوار رسالي بين شخص الرجل العجوز ذو الملابس الخضراء والنبي يوسف(ع) ، مرة داخل البئر ومرة في نهاية القصة في المشهد الاخير للمسلسل، هذا الى جانب حوارات النبي يعقوب والد يوسف مع احفاده من بني اسرائيل حول الحكومة العادلة التي ستقوم في آخر الزمان، لقد نجح كل من الكاتب والمخرج في هدفهم من انتاج المسلسل ..الا وهو لفت المسلمين على مختلف توجهاتهم ومذاهبهم في انحاء العالم الى النقاط الرئيسية التي يتشارك فيها يوسف والمهدي(ع)، فالسجن والغيبة والحكومة العادلة هي نقاط رئيسية تكاد تكون معلومة للكثيرين ، يضاف اليها حبكة درامية ذكية الى درجة كبيرة حين اضاف الكاتب حركة الصراع بين المعبد وبين يوسف على الرغم من عدم وجود مصادر معروفة تذكر وجود ذلك الصراع المزعوم ، الا ان المصادر التي اعتمدها الكاتب في هذا الجانب لا بد انها من خلال استقراء الواقع التأريخي لمصر وعموم تأريخ الانبياء الحافل بصراعات ازلية بين اصحاب الدعوات الالهية وبين المنتفعين بالدين في كل زمان ومكان.
ربما يخفى على الكثيرين مسالة تعلق اهالي جمهورية ايران الاسلامية بشخص النبي يوسف (ع) ، ولكن حتما" معروف عند بعض من عاشر عشاق الامام هناك في ايران ورأى كيف يخص شعبها النبي يوسف الصديق بمحبة وتبجيل عن من سواه من الانبياء، ويرجع ذلك الى عشقهم للامام الحجة(عج) الذي يطلقون عليه لقب(يوسف ابن الزهراء) واحيانا" يقولون في توسلاتهم بشخصه الشريف( يا يوسف الزهراء!!)، ولا شك ان المقصود من يوسف الزهراء هو ليس عين النبي يوسف بن يعقوب(ع) انما هو من تجري عليه سنة يوسف وهو الامام الحجة(عج)وعلى هذا الاساس فقد وجد الكاتب قصة يوسف ضالته لتلقى صداها العميق في نفوس الايرانيين اولا" وفي نفوس المسلمين ثانيا"في مختلف اصقاع الارض، ولكن يبقى تسآؤل اخير حول مدى ارتباط تفاصيل واحداث حياة ذلك النبي مع شخصية الامام المهدي (ع) خصوصا" اذا ما اشرنا الى مسألة السجن التي التفت اليها بعض الباحثين كونها مسألة لا يمكن ان تنطبق على شخص الامام، كونه في حال الغيبة لا يمكن ان يسجن ... وعليه تنطبق اكثر تفاصيل القصة القرآنية والروائية على شخص اليماني الموعود او صاحب هذا الامر التي وضحها الباحث الاسلامي السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني في موسوعة القائم ، فهو الذي تجري عليه الكثير من سنن الانبياء ومنه سنن النبي يوسف(ع) كالسجن والغيبة وحسد الاخوة وملك مصر، لقد تاقت نفوس المؤمنين لرؤيا محيا المنقذ المنتظر ووزيره اليماني ونفذ الصبر من قلوب المنتظرين الظمأى ، ترى متى سنرى يوسف ابن الزهراء(ع) الذي هو حلم الانبياء والناس والملائكة ؟..ومتى سيجلس على كرسي الملك ليحكم الارض بالعدل؟
تعليق