مالك بن زعر
ورد ذكر شخصية مالك بن زعر في بعض روايات اهل السنة على انه الشخص الذي ابتاع يوسف من اخوته ليبيعه في مصر لعزيزها ، وورد ايضا" انه كان من اولاد ابراهيم(ع)، وقد كان لهذه الشخصية اكبر دور في انقاذ يوسف وتهيئة الامر له ليكون عزيز مصر في ما تلى من السنين، لقد كان مالك اول الامر عندما ظفر بيوسف (ع)فرحا" ليس لكونه قد ظفر بولي من اولياء الله كعبد له، وانما من اجل ان يصيب الربح المادي كما ورد في تفاصيل المسلسل، غير انه سرعان ما شعر بالندم بمجرد ان فطن الى سوء عمله وجهله بكون يوسف _العبد_ كان ولي من اولياء الله بل ومن انبياءه، ان ذلك الندم وان كان متأخرا" بعض الشيء اذ انه تم بعد ان باع يوسف في سوق النخاسين لعزيز مصر، الا انه تدارك الامر من مالك كان جديرا" بالثناء لكونه خاطر بحياته وضحى بمستقبله للتكفير عن ذنبه ببيع يوسف .
ان الوقفة التي استوقفنيها مالك بن زعر في مسلسل يوسف جعلتني اطيل النظر بردة فعله العجيبة ، فبينما هو من اشد الناس تعلقا" بالدنيا والتجارة والمال واذا به يزهد في كل ذلك في اللحظة التي علم بها مقام يوسف الحقيقي..ان حال اولئك الذين هم مثل مالك بن زعر، يمن الله عليهم بلقاء ولي من اولياء الله في زمن من الازمنة ثم تاتيهم اكثر من اشارة من الله على عظمة ذلك الولي المرسل اليهم من الله واذا بهم يزهدون بتلك النعمة ويركنون الى الدنيا الزائلة ، ان مالك لم يلتفت الى مقام يوسف حت ذكره صاحبه في القافلة بالحوادث التي وقعت لهم بصحبة يوسف والنعم المتوالية عليهم برفقة يوسف، فصرخ بدوره بعد ان اخبره يوسف بنسبه ونبوتهالويل لي..لقد بعت نبي من انبياء الله عبدا"..)، ان استدراك مالك للتوبة عن فعلته جدير بان يكون درسا" لاولئك الذين زهدوا في بعض اولياء الله وركنوا ال الدنيا، لانه كذلك يكون تدارك الذنوب فلقد زهد مالك بالدنيا بعد ان علم بالحقيقة وترك عياله واهله وسكن مصر انتظارا" للقاء يوسف في يوم من الايام، وان العذاب الذي لقيه مالك لا يقل درجة" عن العذاب الذي لقيته زليخا من فراق يوسف ان لم يكن اكثر..لقد ظل يبحث عن يوسف في ازقة وشوارع مصروقصورها املا" في ان يتشرف بخدمة ولي الله الاعظم آنذاك..ولم يفقد الامل وان طال العهد به للقاء يوسف..ما احوجنا الى توبة مثل توبة مالك بن زعر تلك في ايامنا هذه ، لنكون حقا" مؤهلين للتكفير عن تقصيرنا في خدمة امام الزمان(عج) حتى تاتي الساعة التي نلقى بها يوسف آخر الزمان.
تعليق