لا توجد امة من الامم او شعب من الشعوب الا ولديه شعائر وطقوس واعياد يحتفلون بها وفق ما يلائم مبادئهم وتعاليم معتقداتهم واديانهم ومن هذه الامم والشعوب الامة الاسلامية وبالاخص الشيعة الامامية نظراً لان الكلام يدور حول عيداً من اكبر اعيادهم بل هو افضل الاعياد على الاطلاق وهو عيد الغدير عيد الله الاكبر كما دلت الروايات وهذا ليس فيه نقاش فيوم الغدير اعظم ايام المسلمين وهو يوم الولاية الحقة اليوم الذي نصب فيه رسول الله ( ) علياً عليه السلام اميراً للمؤمنين ووصياً له من بعده وقد وردت الكثير من الروايات المعتبرة عن ائمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم في ما ينبغي على المسلم فعله في هذا اليوم لأحياء شعيرته التي هي من شعائر الله ومن اهم الاعمال الواردة في هذا اليوم هو زيارة امير المؤمنين (ع) بل جاء التاكيدعليها ، ففي حديث ابي نصر البيزنطي عن الامام الرضا عليه السلام قال : ( يا ابن ابي نصر اينما كنت فاحضر يوم الغدير عند امير المؤمنين (ع) فأن الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ...) مفاتيح الجنان ص343 . كما ذكرت لنا الروايات وكتب العلماءالمخلصين العاملين اداب واعمال يقوم بها المؤمن في يوم الغدير احياء لتلك الشعيرة ووفاء لذلك الامام الهمام الذي عرف بسيرته التي لم تك كمثلها سيرة غير سيرة النبي المصطفى ( ) ومما ورد في الاعمال في هذا اليوم كما جاء عن الصادق (ع) عندما سأله الراوي :0 قال الراوي وما ينبغي لنا ان نفعل في ذلك اليوم ؟ قال : الصيام والعبادة والذكر لمحمد وال محمد عليهم السلام ) مفاتيح الجنان ص343 . ومن تلك الاعمال التي ذكرها العلماء هي ما ذكرها الشيخ عباس القمي صاحب كتاب مفاتيح الجنان نذكرها على نحو الاجمال : ( الصوم - الغسل - زارة امير المؤمنين (ع) - تعويذ ورد عن النبي (ص) - يصلي ركعتين وياتي بدعاء بعدها - غسل ثاني قبل الزوال ويصلي بعده ركعتين - دعاء الندبة - دعاء خاص رواه السيد ابن طاووس والشيخ المفيد - التهنئة - ذكر خاص - والمواخاة ) وهذه الامور في الحقيقة لا تتعارض مع مبادئنا الاسلامية وتعاليم ديننا الحنيف ولا تتعارض مع سيرة صاحب ذلك اليوم امير المؤمنين (ع) الا اننا وللاسف الشديد نلاحظ وبمحظر وعلم رجال الدين والفقهاء والمتعلمين ان الكثير من الزائرين يأتون بأعمال ويقومون بأفعال بعيدة كل البعد عن واقعنا الاسلامي ومعارضة لمبادئنا التي نؤمن بها كما ان تلك الافعال نفسها والتي يؤديها الزائر معارضة ومخالفة لسيرة المزور (( امير المؤمنين )) ولا ادري كيف يحللون تلك الافعال ولماذا لا يسألون انفسهم هذا السؤال ، هل يقبل امير المؤمنين بافعالنا هذه ؟ من تصفيق وقرع للطبول والتغني ببعض الاهازيج والرقص والى غير ذلك من الافعال الغريبة والعجينة والتي ظهرت بصورة واضحة بين المؤمنين وهل تسأل هؤلاء الزائرين عن معنى قوله تعالى{ وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }الأنفال35 . فقد جاء في تفسير القمي ج1 ص272 في كلام طويل ونزل جبرائيل (ع) على رسول الله (ص) وخبره ان قريشاً قد اجتمعت في دار الندوة يدبرون عليك وانزل عليه في ذلك { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30. واجتمعت قريش ان يدخلوا عليه ليلاً فيقتلوه وخرجوا الى المسجد يصفرون ويصفقون ويطوفون بالبيت فانزل الله { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } فأمكاء التصفير والتصدية صفق اليدين … ) وعن ابي عبد الله الصادق (ع) في قول الله عز وجل : { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً } تفسير البرهان ج2 ص684 . وفي العيون عن الرضا (ع) قال : ( سميت مكة مكة لان الناس يمكون فيها وكان يقال لمن قصدها قد مكا وذلك قول الله تعالى وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية فالمكاء الصفير والتصدية تصفيق اليدين ...) تفسير الصافي ج2 ص300 .وهناك الكثير من الاخبار التي تؤكد هذا المعنى في تفسير الاية الكريمة المتقدمة الذكر وبناء على هذا فما الفرق بيننا وبين مشركي قريش اذن حينما نطوف بكعبة الشيعة مرقد امير المؤمنين (ع) في يوم الزيارة ونحن نصفر ونصفق ونرقص وما الى ذلك من الافعال التي لا تمت الى المذهب والدين بصلة علينا ان نراجع حساباتنا ولا نسيء اكثر من هذا الى سيدنا ومولانا امير المؤمنين (ع) والعتب اولاً واخيراً على رجال الدين لماذا يؤيدون هذه الافعال ولا ينكرونها ولا يصرحون ببطلانها بل انها تجري في محضر منهم او مسمع ثم العتب على القنوات الفضائية كيف تقوم بنقل تلك الافعالعلى شاشات التلفاز والفضائيات التي تلتقطها اغلب البلدان اننا ندعوا جميع المؤمنين وشيعة امير المؤمنين (ع) ان يعوا ويفهموا معنى البيعة والولاية فأن امام زماننا وعصرنا هو المهدي (ع) ونحن مسؤولون عن بيعته وولايته فعلينا في يوم الغدير ان نؤدي البيعة ونقر بالولاية لو كنا صادقين الى الامام المهدي (ع) الذي نصبه محمد وعلي صلواة الله عليهم اجمعين والممثل لهما فأن الولاية لعلي (ع) لا تقبل ان لم تكن عندنا ولاية لولدة المهدي(ع) جعلنا الله واياكم من انصاره والمواكبين له .
صحيفة القائم عليه السلام
صحيفة القائم عليه السلام
تعليق