(وَقَالـُوا مَالِ هَـذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ)
سَبَب نِزُول هـذِهِ الآيَـة أنَ جَماعَةَ مِنْ قادَةِ قُريْش قالـُوا لِلنَبيِّ مُحَمدٍ صَلى اللـَّهُ
عَليهِ وآلِـهِ إن كُنـْتَ تـُريد بِما جِئْـتَ بـهِ مالاً جَمَعنا لكَ المال حَتى تَكُـونَ أغـْنانا
وبأحسَنِ مَقاماً عِندَنا، وإنْ كُنتَ تُريد مَلِكاً ذا حَشَمٍ وَهيبَةٍ جَعلْناكَ مَلِكاً عَلينا؟؟
فقالَ صَلى اللهُ عَليهِ وآلِهِ لا أريدُ شَيْئاً مِما تَزْعمُون وَلكِن اللهُ تَعالى رَبكُم ورَبي
أنْزَلَ عَليَّ بِوَحيهِ قُرآنـاً, وَبعثنِي إليكُم رَسُولاً, وَأمَرَنِي فِيـهِ أنْ أكُونَ لَكُم بشِيراً
وَنَذِيراً, فبَلَغتَكُم رِسالَةَ رَبي الذِي أنذَرَني فِيكُم لِمَن عَصاه فَحسْبُهُ جَهَنَم وَلبئْسَ
مَثوَى الكافِرينَ، وَنَصْحتُ لكُم فإنْ تَقبَلُوا مِنى ما جِئْتَكُم بهِ مِنْ تَبشيرٍ فَهُوَ حَظكُم
في الدُنيا والآخِرَة والعاقِبَةُ لِلمُتقينَ: وإنْ تَرِّدُوا كِتابَ اللـَّهِ عَليَّ أنْ أصْبـرَ لأمْـرِ
رَبي حَتى يَحكُم بَيْنِي وَبَيْنكُم وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ,,
فقالُوا يا مُحَمد فإنْ كُنتَ غيرُ قابِل شَيْئاً مِما عَرضْناهُ بمُساوَمَتِنا عَليْكَ فَرَفضْتَها
نَعرضُ عَليكَ أربَعَةَ شِرُوطٍ إنْ جِئتَنا بِها صَدَقناكَ واتَبَعناكَ فِي رِسالَتِكَ,,
الأوَلُ: فسَلْ رَبُكَ أنْ يَبْعَثَ مَلِكاً يَمْشِي مَعَكَ فِي الأسْواق يُصَّدُقـُكَ وَيُراجِعُنا عَنكَ
لِنسْمَع مِنهُ ما تَقول, وَالثانِي سَل رَبُكَ أنْ يَجْعَل لَكَ ما فِينا جِناناً مَلِيئَةٌ بالأشْجارِ
المُثمِرَةِ مالا تَشبَه ثِمار الفُقراء لِتأكُلَ مِنها وَنَلتَمَس مَعَكَ مِـنْ خَيراتِها: والثالِثُ
أنْ يُنزِّلَ عَليْكَ رَبُكَ الغَنِيُ كَنزاً مَرفُوداً يُغنِيكَ دَهْراً عَنْ التِماس الرِّزق بالأسْواقِ
بعَكْسِ سائِرِ الناسِ الفُقراءِ, والرابِعُ وَيَجعَلَ لَكَ ما فِيـنا قصُوراً مُشيدَةً بأحسَنِ
مّا عِندَ المِلُوكِ العِظامِ,,
فقالَ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِـهِ يا قادَةَ قرَيش ما بِعثتُ إليكُم بهذا, وَما أنا بفاعِلٍ مِما
تَطلِبُون, وَما أنا بالذِي يَسْأل رَبَـهُ عَما تَزعَمُون، فأنَزَلَ اللـَّهُ في قوْلِهِم هذا آيَـةً
لِخَيبَتِهِم عَلى تَهَكُمِهِم والضَميرُ يَعُود فِي قَولِهِم قالُوا (لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ
مَعَهُ نَذِيـراً) هـذا القـَول في ضَمِير الآيَـةِ يَعُـود إلى مُشْركِي قـُرَيش في مُقدمَتِها
قالـُوا (مَالِ هَـذَا الرَّسُولِ يَأْكُـلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِـي الْأَسْوَاقِ) فَجاءَ حَرفُ ( مَا )
اسْتِفهاماً لِقولِهِم بمَعنى إنـْكارٌ فِي الوقوعِ لِرسالةِ مُحَمـدٍ: فَشُكِلَت الآيَـة بالـجار
والمَجرُور: وَبعدَها جاءَ خَبـرُها (الْأَسْوَاقِ) التِي حَقَقـت الجُمْلَة وَقالـُوا ( يَأْكُـلُ
الطَّعَامَ ) فأصبَحَ قولِهِم مُضافاً عَلى سَبيـلِ السِخريَةِ وَالتَهَكُـمِ والإنـْكار لِرسالـةِ
النبيِّ مُحَمَدٍ: يَعني بِقولِهِم كَيْفَ يَجُوز لِمُحَمَدٍ شَأناً أنْ يَمتازَ عَنا بالنبوَةِ لِيَتزَعَمَ
قُرَيشاً بزَعامَةٍ مِنْ رَبِهِ وَشأنَهُ الذِي نَراهُ بأعيُنِنا أنهُ يَأكُلُ الطعامَ كَما يَأكُلُ سائِر
الناس وَهُوَ يَمْشِي في الأسْواق يَتَرَدَد فِيها كَما يَتَرَدَدَ الناسُ طَلَباً لِلرزْقِ,,
فَضَّلَ مُحَمَدٌ (ص) بَرسالَتِهِ لَنْ يُصادَقَهُ هؤلاء الذِينَ كَذبُوهُ بدَعوتهِِ وَسَخَرُوا مِنْ
شأنِهِ إلا أنْ يُشاهِدُونَ مَعَهُ مَلَكٌ يُعاضِدُهُ ويُساعِدُهُ فَيكُون هـذا المَلَكُ مَعَهُ مُنـْذِراً
وَظَهيراً يَشهَدُ لَهُ أمامَهُم برسالَتِهِ مِمَنْ يُخالِفُهُ بِسُوءِ دَعوَتِهِ (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ
تَتَّبِعُونَ) مُحَمَداً لاتَتبَعُـونَ (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(الفرقان8) فَرمُوهُ بالتَهَكُمِ مَغلُوب
العَقل مَجنُوناً عَلى هَواه: هكَذا وَقـد ضَّلَ القَوم الكافِرينَ يَتلُونَ عَليهِ مُقتَرحاتِهم
الفاسِدَة بالتَهْوينِ مِنْ تَفاهَةِ تَفكِيرهِم وَضُحالَة عِقولِهم الطائِشَة وَسُوء أقاوِّيلِهم
الفاسِدَة فَوَصَفوهُ بالسِحر تارَةَ وَتارَةً بشاعِرٍ مَجنُون وَكاهِنٍ كَذاب وَحَكَمُوا عَليهِ
بالخَيبَةِ والضَّلالِ فَلَنْ يَشَأ اللهُ عَلى ما اقتَرحَتهُ قرَيش على نَبيهِ:: فَلَوْ شاءَ اللـَّهُ
لَفتَـحَ لِنبيـهِ الحِصُون والمَدائِن في مَشارق الأرضِ وَمَغاربِها رَغماً عَلى أنـُوفِ
الكُفار: وَلكِنْ أضافَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى تِلْكَ التَسلِيَة في قَلْـبِ الرَسُول صَلى اللـَّهُ
عَليهِ وآلِـهِ خَيراً مِنَ الذِي اقتَرَحُوهُ الكُفارَ على نَبيهِ مِن كِنوزٍ وَبَساتِينٍ وقصُورٍ
لِيَهبَ لَهُ جَناتٌ تَجْرى مِنْ تَحتِ أشْجارِها الأنْهار:: هذا ما أدخَرَهُ اللـَّه لِنَبيهِ مِنْ
عَطاءٍ كَريمٍ خُيـرٌ وَأبْقى مِـنَ الدُنيا الفانِيَـة:
لاكن السؤال هنا -هل في هذا الزمان ومع رسول الامام -ع- هل سيقولون له مثلما قالوا لجده-ص- لا بد ان نراجع هذا الامر المهم-----
سَبَب نِزُول هـذِهِ الآيَـة أنَ جَماعَةَ مِنْ قادَةِ قُريْش قالـُوا لِلنَبيِّ مُحَمدٍ صَلى اللـَّهُ
عَليهِ وآلِـهِ إن كُنـْتَ تـُريد بِما جِئْـتَ بـهِ مالاً جَمَعنا لكَ المال حَتى تَكُـونَ أغـْنانا
وبأحسَنِ مَقاماً عِندَنا، وإنْ كُنتَ تُريد مَلِكاً ذا حَشَمٍ وَهيبَةٍ جَعلْناكَ مَلِكاً عَلينا؟؟
فقالَ صَلى اللهُ عَليهِ وآلِهِ لا أريدُ شَيْئاً مِما تَزْعمُون وَلكِن اللهُ تَعالى رَبكُم ورَبي
أنْزَلَ عَليَّ بِوَحيهِ قُرآنـاً, وَبعثنِي إليكُم رَسُولاً, وَأمَرَنِي فِيـهِ أنْ أكُونَ لَكُم بشِيراً
وَنَذِيراً, فبَلَغتَكُم رِسالَةَ رَبي الذِي أنذَرَني فِيكُم لِمَن عَصاه فَحسْبُهُ جَهَنَم وَلبئْسَ
مَثوَى الكافِرينَ، وَنَصْحتُ لكُم فإنْ تَقبَلُوا مِنى ما جِئْتَكُم بهِ مِنْ تَبشيرٍ فَهُوَ حَظكُم
في الدُنيا والآخِرَة والعاقِبَةُ لِلمُتقينَ: وإنْ تَرِّدُوا كِتابَ اللـَّهِ عَليَّ أنْ أصْبـرَ لأمْـرِ
رَبي حَتى يَحكُم بَيْنِي وَبَيْنكُم وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ,,
فقالُوا يا مُحَمد فإنْ كُنتَ غيرُ قابِل شَيْئاً مِما عَرضْناهُ بمُساوَمَتِنا عَليْكَ فَرَفضْتَها
نَعرضُ عَليكَ أربَعَةَ شِرُوطٍ إنْ جِئتَنا بِها صَدَقناكَ واتَبَعناكَ فِي رِسالَتِكَ,,
الأوَلُ: فسَلْ رَبُكَ أنْ يَبْعَثَ مَلِكاً يَمْشِي مَعَكَ فِي الأسْواق يُصَّدُقـُكَ وَيُراجِعُنا عَنكَ
لِنسْمَع مِنهُ ما تَقول, وَالثانِي سَل رَبُكَ أنْ يَجْعَل لَكَ ما فِينا جِناناً مَلِيئَةٌ بالأشْجارِ
المُثمِرَةِ مالا تَشبَه ثِمار الفُقراء لِتأكُلَ مِنها وَنَلتَمَس مَعَكَ مِـنْ خَيراتِها: والثالِثُ
أنْ يُنزِّلَ عَليْكَ رَبُكَ الغَنِيُ كَنزاً مَرفُوداً يُغنِيكَ دَهْراً عَنْ التِماس الرِّزق بالأسْواقِ
بعَكْسِ سائِرِ الناسِ الفُقراءِ, والرابِعُ وَيَجعَلَ لَكَ ما فِيـنا قصُوراً مُشيدَةً بأحسَنِ
مّا عِندَ المِلُوكِ العِظامِ,,
فقالَ صَلى اللهُ عَليهِ وَآلِـهِ يا قادَةَ قرَيش ما بِعثتُ إليكُم بهذا, وَما أنا بفاعِلٍ مِما
تَطلِبُون, وَما أنا بالذِي يَسْأل رَبَـهُ عَما تَزعَمُون، فأنَزَلَ اللـَّهُ في قوْلِهِم هذا آيَـةً
لِخَيبَتِهِم عَلى تَهَكُمِهِم والضَميرُ يَعُود فِي قَولِهِم قالُوا (لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ
مَعَهُ نَذِيـراً) هـذا القـَول في ضَمِير الآيَـةِ يَعُـود إلى مُشْركِي قـُرَيش في مُقدمَتِها
قالـُوا (مَالِ هَـذَا الرَّسُولِ يَأْكُـلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِـي الْأَسْوَاقِ) فَجاءَ حَرفُ ( مَا )
اسْتِفهاماً لِقولِهِم بمَعنى إنـْكارٌ فِي الوقوعِ لِرسالةِ مُحَمـدٍ: فَشُكِلَت الآيَـة بالـجار
والمَجرُور: وَبعدَها جاءَ خَبـرُها (الْأَسْوَاقِ) التِي حَقَقـت الجُمْلَة وَقالـُوا ( يَأْكُـلُ
الطَّعَامَ ) فأصبَحَ قولِهِم مُضافاً عَلى سَبيـلِ السِخريَةِ وَالتَهَكُـمِ والإنـْكار لِرسالـةِ
النبيِّ مُحَمَدٍ: يَعني بِقولِهِم كَيْفَ يَجُوز لِمُحَمَدٍ شَأناً أنْ يَمتازَ عَنا بالنبوَةِ لِيَتزَعَمَ
قُرَيشاً بزَعامَةٍ مِنْ رَبِهِ وَشأنَهُ الذِي نَراهُ بأعيُنِنا أنهُ يَأكُلُ الطعامَ كَما يَأكُلُ سائِر
الناس وَهُوَ يَمْشِي في الأسْواق يَتَرَدَد فِيها كَما يَتَرَدَدَ الناسُ طَلَباً لِلرزْقِ,,
فَضَّلَ مُحَمَدٌ (ص) بَرسالَتِهِ لَنْ يُصادَقَهُ هؤلاء الذِينَ كَذبُوهُ بدَعوتهِِ وَسَخَرُوا مِنْ
شأنِهِ إلا أنْ يُشاهِدُونَ مَعَهُ مَلَكٌ يُعاضِدُهُ ويُساعِدُهُ فَيكُون هـذا المَلَكُ مَعَهُ مُنـْذِراً
وَظَهيراً يَشهَدُ لَهُ أمامَهُم برسالَتِهِ مِمَنْ يُخالِفُهُ بِسُوءِ دَعوَتِهِ (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ
تَتَّبِعُونَ) مُحَمَداً لاتَتبَعُـونَ (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(الفرقان8) فَرمُوهُ بالتَهَكُمِ مَغلُوب
العَقل مَجنُوناً عَلى هَواه: هكَذا وَقـد ضَّلَ القَوم الكافِرينَ يَتلُونَ عَليهِ مُقتَرحاتِهم
الفاسِدَة بالتَهْوينِ مِنْ تَفاهَةِ تَفكِيرهِم وَضُحالَة عِقولِهم الطائِشَة وَسُوء أقاوِّيلِهم
الفاسِدَة فَوَصَفوهُ بالسِحر تارَةَ وَتارَةً بشاعِرٍ مَجنُون وَكاهِنٍ كَذاب وَحَكَمُوا عَليهِ
بالخَيبَةِ والضَّلالِ فَلَنْ يَشَأ اللهُ عَلى ما اقتَرحَتهُ قرَيش على نَبيهِ:: فَلَوْ شاءَ اللـَّهُ
لَفتَـحَ لِنبيـهِ الحِصُون والمَدائِن في مَشارق الأرضِ وَمَغاربِها رَغماً عَلى أنـُوفِ
الكُفار: وَلكِنْ أضافَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى تِلْكَ التَسلِيَة في قَلْـبِ الرَسُول صَلى اللـَّهُ
عَليهِ وآلِـهِ خَيراً مِنَ الذِي اقتَرَحُوهُ الكُفارَ على نَبيهِ مِن كِنوزٍ وَبَساتِينٍ وقصُورٍ
لِيَهبَ لَهُ جَناتٌ تَجْرى مِنْ تَحتِ أشْجارِها الأنْهار:: هذا ما أدخَرَهُ اللـَّه لِنَبيهِ مِنْ
عَطاءٍ كَريمٍ خُيـرٌ وَأبْقى مِـنَ الدُنيا الفانِيَـة:
لاكن السؤال هنا -هل في هذا الزمان ومع رسول الامام -ع- هل سيقولون له مثلما قالوا لجده-ص- لا بد ان نراجع هذا الامر المهم-----
تعليق