عندما وضع العلماء انفسهم بابا لهداية الناس وابقاء الأمة على الصراط المستقيم كان لزاما عليهم أن ينهضوا بذلك العبء الثقيل وأن يحتضنوا المؤمنين ويحافظوا على دينهم ومعتقداتهم إلا إننا نلاحظ في هذا الزمن العجيب ما هو العكس تماما .
فقد أفتى مؤخرا علماء الأزهر وتماشى معهم على ذلك علماء السعودية على جواز إفطار لاعبي كرة القدم في اليوم الذي يكون لديهم فيه مباراة وهذه الفتوى لم يكلفهم بها اللاعبون أنفسهم بل أطراف أخرى تصب مصالحهم في فوز هذه الفرق ليكسبوا الأموال الطائلة من جراء تلك المباريات ونسى هؤلاء العلماء بأن الدين ليس سلعة يباع ويشترى في السوق وإذا ما أفتوا اليوم بالحرام وجوازه فسوف يجترئون مجددا على أكثر من هذه الفتوى الضالة المضلة فقد يأخذون الناس ويلقون بهم في نار جهنم مقابل حفنة من المال .
ولو لم يكن المال هو غايتهم ما الذي يدفعهم لمخالفة السنة والكتاب .
ثم إن هذه الفتوى لم تلق استحسان من أكثر اللاعبين فبعد إحصاءات قامت بها بعض الجهات المختصة وصرحت بها إذاعة البي بي سي فإن أكثر من ستون بالمئة من اللاعبين يفضلون اللعب وهم صائمون في المباريات أما الأربعون بالمئة فإن أكثر من خسة وعشرون بالمئة منهم أي أكثر من النصف غير مرتاحون لأنهم مفطرون .
فيا الله على هؤلاء العلماء فالمسلمين يريدون البقاء على دينهم ويعز عليهم ترك ما فرض الله عليهم وهم يرفضون بقاء الأمة على جادة الصواب بل يرغمونهم على الحرام فمن المؤكد إن اللاعب إذا رفض الإفطار فسوف يحتج عليه المدرب بهذه الفتوى وبالتالي يخيره بين الإفطار وبين ترك اللعب .
ثم إنه قد بان على رجال الدين في الآونة الأخيرة محاولة إرضاء الناس بشتى السبل ومهما كانت التضحيات بحجة التماشي مع العصر ويبقى على المؤمن اللبيب أن يتابع مثل هذه الفتاوى ليكون على حذر وحرص على دينه لئلا يسرق منه على حين غرة
تعليق