بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إخبار الكهنة والسابقين بأعيان الأئمة (عليهم السلام) وقيام القائم (عج
في البحار عن كتاب المقتضب: أجلي الفرس عن القادسية وبلغ يزدجرد بن شهريار ما كان من رستم وإدالة العرب عليه، وظن أن رستم قد هلك والفرس جميعا، وجاء مبادرا وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل، فخرج يزدجرد هاربا في أهل بيته ووقف بباب الإيوان وقال: السلام عليك أيها الإيوان، ها أنا ذا منصرف عنك وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه. قال سليمان الديلمي فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألته عن ذلك وقلت له ما قوله: أو رجل من ولدي "؟ قال: ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل السادس من ولدي قد ولده يزدجرد فهو ولده.(1) في إثبات الهداة للشيخ حر العاملي (رحمه الله) عن هشام بن سعد الرجال قال: إنا وجدنا حجرا بالإسكندرية مكتوبا فيه: أنا شداد بن عاد، أنا الذي شيد عماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، إلى أن قال: وكنزت كنزا في البحر على اثني عشر ميلا لن يخرجه أحد حتى يخرجه قائم آل محمد.(2) وفي البحار عن الشعبي: إن عبد الملك بن مروان دعاني فقال: يا أبا عمرو إن موسى بن نصير العبدي كتب إلي - وكان عامله على المغرب - يقول: إن مدينة من صفر كان ابتناها نبي الله سليمان بن داود، أمر الجن أن يبنوها له فاجتمعت العفاريت من الجن على بنائها، وأنها من عين القطر التي ألانها الله لسليمان بن داود، وإنها في مفازة الأندلس، وإن فيها من الكنوز التي استودعها سليمان، وقد أردت أن أتغاضى الارتحال إليها، فأعلمني الغلام بهذا الطريق أنه صعب لا يتمطى إلا بالاستعداد من الظهور والأزواد الكثيرة مع بعد المسافة وصعوبتها، وإن أحدا لم يهتم بها إلا قصر عن بلوغها، إلا دارا بن دارا، فلما قتله الإسكندر قال: والله لقد جئت الأرض والأقاليم كلها ودان لي أهلها، وما أرض إلا وقد وطيتها إلا هذه الأرض من الأندلس، فقد أدركها دارا بن دارا وإني لجدير بقصدها كي لا أقصر عن غاية بلغها دارا، فتجهز الإسكندر واستعد للخروج عاما كاملا، فلما ظن أنه قد استعد لذلك وقد كان بعث رواده فأعلموه أن موانع دونها، فكتب عبد الملك إلى موسى بن نصير يأمره بالاستعداد والاستخلاف على علمه، فاستعد وخرج فرآها وذكر أحوالها فلما رجع كتب إلى عبد الملك بحالها وقال في آخر الكتاب: فلما مضت الأيام وفنيت الأزواد سرنا نحو بحيرة ذات شجر، وسرت مع سور البلد فصرت إلى مكان من السور فيه كتاب بالعربية فوقفت على قراءته وأمرت بانتساخه فإذا هو: ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن يرجو الخلود وما حي بمخلود لو أن خلقا ينال الخلد في مهل لنال ذاك سليمان بن داود سالت له القطر عين القطر فائضة بالقطر منه عطاء غير مصدود فقال للجن ابنوا لي به أثرا يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي فصيروه صفاحا ثم هيل له إلى السماء بأحكام وتجويد وأفرغ القطر فوق السور منصلتا فصار صلب من الصماء صيخود وبث فيه كنوز الأرض قاطبة وسوف يظهر يوما غير محدود وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا مصمدا بطوابيق الجلاميد لم يبق من بعده للملك سابقة حتى يضمن رمسا غير أخدود هذا ليعلم أن الملك منقطع إلا من الله ذي النعماء والجود حتى إذا ولدت عدنان صاحبها من هاشم كان منها خير مولود وخصه الله بالآيات منبعثا إلى الخليقة منها البيض والسود له مقاليد أهل الأرض قاطبة والأوصياء به أهل المقاليد هم الخلائف اثنا عشرة حججا من بعدها الأوصياء السادة الصيد حتى يقوم بأمر الله قائمهم من السماء إذا ما باسمه نودي فلما قرأ عبد الملك الكتاب وأخبره طالب بن مدرك - وكان رسوله إليه - بما عاين من ذلك، وعنده محمد بن شهاب الزهري قال: ما ترى في هذا الأمر العجيب؟ فقال الزهري: وأظن أن جنا كانوا موكلين بما في تلك المدينة، حفظة لها، يخيلون إلى من كان صعدها، قال عبد الملك: فهل علمت من أمر المنادي من السماء شيئا؟ قال: إله عن هذا يا أمير المؤمنين. قال عبد الملك: كيف ألهو عن ذلك وهو أكبر أقطاري؟ لتقولن بأشد ما عندك في ذلك ساءني أم سرني. فقال الزهري: أخبرني علي بن الحسين (عليه السلام) أن هذا المهدي (عج) من ولد فاطمة بنت رسول الله، فقال عبد الملك: كذبتما لا تزالان تدحضان في بولكما وتكذبان في قولكما، ذلك رجل منا. قال الزهري: أما أنا فرويته لك عن علي بن الحسين (عليه السلام)، فإن شئت فاسأله عن ذلك ولا لوم علي فيما قلته لك، فإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يقول. فقال عبد الملك: لا حاجة بي إلى سؤال بني أبي تراب، فخفض عليك يا زهري بعض هذا القول فلا يسمعه منك أحد. قال الزهري: لا علي ذلك.(3)
الهوامش
(1) البحار: 51 / 163، والمقتضب: 40.
(2) كمال الدين: 307.
(3) مقتضب الأثر: 44 والبحار: 51 / 164.
المصدر
إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب
اللهم صل على محمد وآل محمد
إخبار الكهنة والسابقين بأعيان الأئمة (عليهم السلام) وقيام القائم (عج
في البحار عن كتاب المقتضب: أجلي الفرس عن القادسية وبلغ يزدجرد بن شهريار ما كان من رستم وإدالة العرب عليه، وظن أن رستم قد هلك والفرس جميعا، وجاء مبادرا وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل، فخرج يزدجرد هاربا في أهل بيته ووقف بباب الإيوان وقال: السلام عليك أيها الإيوان، ها أنا ذا منصرف عنك وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه ولا آن أوانه. قال سليمان الديلمي فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألته عن ذلك وقلت له ما قوله: أو رجل من ولدي "؟ قال: ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل السادس من ولدي قد ولده يزدجرد فهو ولده.(1) في إثبات الهداة للشيخ حر العاملي (رحمه الله) عن هشام بن سعد الرجال قال: إنا وجدنا حجرا بالإسكندرية مكتوبا فيه: أنا شداد بن عاد، أنا الذي شيد عماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، إلى أن قال: وكنزت كنزا في البحر على اثني عشر ميلا لن يخرجه أحد حتى يخرجه قائم آل محمد.(2) وفي البحار عن الشعبي: إن عبد الملك بن مروان دعاني فقال: يا أبا عمرو إن موسى بن نصير العبدي كتب إلي - وكان عامله على المغرب - يقول: إن مدينة من صفر كان ابتناها نبي الله سليمان بن داود، أمر الجن أن يبنوها له فاجتمعت العفاريت من الجن على بنائها، وأنها من عين القطر التي ألانها الله لسليمان بن داود، وإنها في مفازة الأندلس، وإن فيها من الكنوز التي استودعها سليمان، وقد أردت أن أتغاضى الارتحال إليها، فأعلمني الغلام بهذا الطريق أنه صعب لا يتمطى إلا بالاستعداد من الظهور والأزواد الكثيرة مع بعد المسافة وصعوبتها، وإن أحدا لم يهتم بها إلا قصر عن بلوغها، إلا دارا بن دارا، فلما قتله الإسكندر قال: والله لقد جئت الأرض والأقاليم كلها ودان لي أهلها، وما أرض إلا وقد وطيتها إلا هذه الأرض من الأندلس، فقد أدركها دارا بن دارا وإني لجدير بقصدها كي لا أقصر عن غاية بلغها دارا، فتجهز الإسكندر واستعد للخروج عاما كاملا، فلما ظن أنه قد استعد لذلك وقد كان بعث رواده فأعلموه أن موانع دونها، فكتب عبد الملك إلى موسى بن نصير يأمره بالاستعداد والاستخلاف على علمه، فاستعد وخرج فرآها وذكر أحوالها فلما رجع كتب إلى عبد الملك بحالها وقال في آخر الكتاب: فلما مضت الأيام وفنيت الأزواد سرنا نحو بحيرة ذات شجر، وسرت مع سور البلد فصرت إلى مكان من السور فيه كتاب بالعربية فوقفت على قراءته وأمرت بانتساخه فإذا هو: ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن يرجو الخلود وما حي بمخلود لو أن خلقا ينال الخلد في مهل لنال ذاك سليمان بن داود سالت له القطر عين القطر فائضة بالقطر منه عطاء غير مصدود فقال للجن ابنوا لي به أثرا يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي فصيروه صفاحا ثم هيل له إلى السماء بأحكام وتجويد وأفرغ القطر فوق السور منصلتا فصار صلب من الصماء صيخود وبث فيه كنوز الأرض قاطبة وسوف يظهر يوما غير محدود وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا مصمدا بطوابيق الجلاميد لم يبق من بعده للملك سابقة حتى يضمن رمسا غير أخدود هذا ليعلم أن الملك منقطع إلا من الله ذي النعماء والجود حتى إذا ولدت عدنان صاحبها من هاشم كان منها خير مولود وخصه الله بالآيات منبعثا إلى الخليقة منها البيض والسود له مقاليد أهل الأرض قاطبة والأوصياء به أهل المقاليد هم الخلائف اثنا عشرة حججا من بعدها الأوصياء السادة الصيد حتى يقوم بأمر الله قائمهم من السماء إذا ما باسمه نودي فلما قرأ عبد الملك الكتاب وأخبره طالب بن مدرك - وكان رسوله إليه - بما عاين من ذلك، وعنده محمد بن شهاب الزهري قال: ما ترى في هذا الأمر العجيب؟ فقال الزهري: وأظن أن جنا كانوا موكلين بما في تلك المدينة، حفظة لها، يخيلون إلى من كان صعدها، قال عبد الملك: فهل علمت من أمر المنادي من السماء شيئا؟ قال: إله عن هذا يا أمير المؤمنين. قال عبد الملك: كيف ألهو عن ذلك وهو أكبر أقطاري؟ لتقولن بأشد ما عندك في ذلك ساءني أم سرني. فقال الزهري: أخبرني علي بن الحسين (عليه السلام) أن هذا المهدي (عج) من ولد فاطمة بنت رسول الله، فقال عبد الملك: كذبتما لا تزالان تدحضان في بولكما وتكذبان في قولكما، ذلك رجل منا. قال الزهري: أما أنا فرويته لك عن علي بن الحسين (عليه السلام)، فإن شئت فاسأله عن ذلك ولا لوم علي فيما قلته لك، فإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يقول. فقال عبد الملك: لا حاجة بي إلى سؤال بني أبي تراب، فخفض عليك يا زهري بعض هذا القول فلا يسمعه منك أحد. قال الزهري: لا علي ذلك.(3)
الهوامش
(1) البحار: 51 / 163، والمقتضب: 40.
(2) كمال الدين: 307.
(3) مقتضب الأثر: 44 والبحار: 51 / 164.
المصدر
إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب
تعليق