المهدي المنتظرعلى الأبواب:
كيف لرجل وحيد يظهر في عصر المعلومات ودولة المؤسسات والمجتمع المدني أن ينجح ، ليس في تغيير أحوال مجتمعه ، بل في تغيير أوضاع المسلمين وأوضاع العالم ؟!
إذا استندنا إلى معطيات العلوم الإنسانية فمثل هذه المهمة مستحيلة وغير متصورة ، خصوصاً في هذا العصر الذي يتسم بالتعددية الشديدة وتنوع وسائل التأثير والانفجار السكاني الهائل وانحسار دور الأفراد في مقابل تنامي دور الشركات والمؤسسات والمنظمات . ويزداد الأمر صعوبة إذا نظرنا إلى الصورة المبسطة والمختزلة التي تشيع في الثقافة السائدة حول شخصية رجل مثل المهدي المنتظر .
يبدو وكأن الأمر يحتاج إلى عالم بسيط ومحدود وساذج لينجح شخص وحيد في تغييره ، خصوصاً وأن هذا الشخص - المهدي - بموجب الأحاديث لن يكون معه معجزات مادية أو حسية .
لقد ظل نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، وفي مجتمع بسيط ومحدود ومتواضع ، ورغم ذلك لم يؤمن معه إلا القليل .
عيسى عليه السلام أتى بالعديد من المعجزات ، ومع ذلك لم يؤمن به قومه ( اليهود ) .
الأحوال مشابهة أو مقاربة بالنسبة لإبراهيم وهود وصالح ومعظم الرسل والأنبياء عليهم السلام .
الرسول صلى الله عليه وسلم ظل يدعو قومه ثلاثة عشر عاماً ، واضطر بعدها إلى الهجرة إلى المدينة ، ولم تفتح مكة إلا في أواخر حياته .
إذا انتقلنا من الرسل والأنبياء إلى أفاضل الصحابة فسنجد أن قسماً منهم رفض سلطة علي كرم الله وجهه رغم كل ما يتمتع به من مزايا على صعيد القربى والفضل والسمات الشخصية ، وفي النهاية التحق غالبية الناس بالمنتصر .
الحسين رضي الله عنه قتل في مجزرة مروعة وظل معظم الناس مع الحاكم الغالب .
وإذا كان هذا هو حال الرسل والأنبياء وبعض رموز آل البيت ، فما الذي سيجعل الناس في عصر المعلومات ودولة المؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني يصطفون على النحو الهائل والسريع والفوري الذي تشير إليه الأحاديث خلف رجل لا يعرف الناس سوى بعض المعلومات عن اسمه ونسبه وملامحه الشكلية ؟!
لولا احترام حقائق الوحي لانفجرت بالضحك والقهقهة وأنا أتصور إمكانات رجل يريد أن يغير أوضاع عالم معقد ومتشابك وموّار مثل عالمنا .
لكن ماذا إن كانت هذه الصعوبات والاستحالة الظاهرية هي ما يعطي للمهدي قيمته وسر تميزه والإخبار عنه ؟!
ماذا لو اختبرنا الموضوع عقلياً ومنطقياً ووجدنا أنه بقدر استحالته الظاهرية فإنه يمكن فهمه والتثبت منه وتصوره وتقديم الدلائل على بعض أدوات التغيير الفاعلة التي ستتيح للمهدي بالفعل أن يغير الأوضاع بصورة حاسمة وسريعة ؟!
ماذا لو استطعنا رسم صورة يشعر معها القارئ المهتم والجاد بأنه على بعد أيام أو أسابيع أو أشهر من ظهور المهدي المنتظر ؟!
ماذا لو نجحنا في تخطي الاستحالات الظاهرية وقفزنا إلى صورة منطقية ومدعمة بالشواهد والاستدلالات وأدوات التغيير الكبرى التي لا ينقصها سوى اكتساب المصداقية لتفعل فعلها في هذا العصر ؟!
هذه هي المهام التي سنلتزم من خلال هذه المشاركة بإنجازها وإثباتها والتدليل عليها .
سنبحث أولاً في الوسيلة التي يمكن من خلالها لرجل وحيد في عالم لم يعد يحتمل الأدوار الفردية أن يغير أوضاع المسلمين وأوضاع العالم
إذا حددنا الوسيلة فسنبحث في أدوات التغيير التي لا بد أن تكون في مستوى الحدث وفي مستوى العصر وقادرة على تحقيق التغيير العام والسريع الذي تشير إليه الأحاديث .
بعد أن نحدد الأدوات سيكون علينا أن نقدم نماذج لهذه الأدوات على نحو يشعر معه القارئ الجاد والموضوعي بأنه لا ينقص الأمر سوى تحقق علامات ظهور المهدي الحسية لتتحقق المصداقية وتبدأ رحلة التغيير .
سنعود أولاً إلى السنوات التي قضيناها للترويج لتأويل كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان ، فمع تأويل المسيح الدجال بأنه الغرب الحديث أو الحضارة الغربية وتأويل فتنة قرن الشيطان بأنها جماعات التكفير والعنف في مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان طبيعياً أن تظهر كل ردود الأفعال التي تعكس الوعي السائد والقناعات السائدة .
البعض اعتبر الأمر مجرد شطحات وإثارة لموضوعات غير هامة وغير مفيدة .
البعض رأى أن أحاديث المسيح الدجال وما يشابهها هي أحاديث مختلقة وموضوعة ، وبذلك فالأمر لا يحتاج إلى دراستها أو النقاش بشأنها .
البعض شعر بقوة وعمق الطرح لكنه ظل يشعر بالحاجة إلى دليل حاسم يؤكد صحة ما تم طرحه ويعطي معنى وفائدة لهذا الطرح .
البعض شعر بأننا نتطاول على حضارة عملاقة ومفيدة مثل الحضارة الغربية وكأننا بذلك ندعم الطروحات التي تعمق تخلفنا وأوضاعنا المتردية .
البعض شعر بأننا نتطاول على دعوة تصحيحية فريدة مثل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فننصر بذلك حملات تشويه هذه الدعوة لمصلحة الطرح الشيعي أو الطرح الصوفي أو الطرح الليبرالي .
الآن ، ماذا إن كان الهدف مختلفاً تماماً عن هذه الاستنتاجات ؟
ماذا إن كان الهدف من طرح تأويل نبوءة المسيح الدجال وتأويل نبوءة قرن الشيطان هو التمهيد للوصول إلى الحلقة المفقودة والجزء الناقص من الصورة ، وهي نبوءة المهدي المنتظر التي يفترض بحسب ما ورد في الأحاديث النبوية أن تشكل النهاية لفتنة قرن الشيطان وبداية النهاية بالنسبة لفتنة المسيح الدجال ؟!
بإمكاننا أن ندلل من خلال تأويل كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان على منطقية وموضوعية نبوءة المهدي المنتظر وكوننا على أبواب تحققها . وبطريقة عكسية يمكننا من خلال حسن تصوير شخصية المهدي المنتظر ومهامه أن ندلل على منطقية تأويل كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان .
إذا تحقق هذا فإن الباحث الجاد والموضوعي قد لا يحتاج إلا إلى ظهور الدليل الحاسم الذي يؤكد مصداقية الطرح . وهذا الدليل الحاسم لن يكون غير تحقق العلامات المادية التي تؤكد وجود المهدي .
فلنفترض أن تلك العلامات قد تحققت . فما هي القضايا التي يثبتها ظهور المهدي؟ .
على رأس تلك القضايا تحقق فتنة المسيح الدجال وفتنة قرن الشيطان . ذلك أن الأحاديث تشير إلى أن المهدي سيعايش فتنة الدجال ، وسيبقى للدجال وجود في فلسطين إلى حين عودة عيسى عليه السلام في زمن المهدي . والأحاديث تشير أيضاً إلى أن أواخر الجماعات التي تجسد فتنة قرن الشيطان ستعايش فتنة المسيح الدجال . أي أن المهدي المنتظر سيظهر في أواخر الفتنتين ، وهو ما ينبئ عن جانب من الدور الذي سيقوم به في تغيير الأوضاع .
وهكذا ، فإذا كان المهدي سيظهر خلال الفترة القادمة – والله وحده يعلم متى سيكون ظهوره على وجه الدقة والتحديد – فإن هذا الظهور سيكون بمثابة دلالة أكيدة وقاطعة على أن فتنة المسيح الدجال هي فتنة الغرب الحديث أو الحضارة الغربية ، وفتنة قرن الشيطان هي فتنة جماعات التكفير والعنف في مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وذلك طالما أن الفتنتين ستسبقانه وأنه سيعايشهما .
لقد تعرضت نبوءة المهدي المنتظر للكثير من صور سوء الفهم وسوء الاستغلال . والواقع أنه يوجد الكثير من الأسباب الواقعية والثقافية ، ولكن أهمها – في تقديرنا – هي سوء فهم المؤهلات التي يمكن أن يحملها رجل يؤدي مهمة تاريخية كبرى .
المسألة على الصعيد السني وعلى الصعيد الشيعي تكاد تدور حول رجل بمواصفات شكلية وعائلية تطابق ما ورد في الأحاديث الثابتة عند كل فريق ، وعندها من السهل الظن بأن ذلك الرجل هو المهدي المنتظر .
إنه لا يكاد يتم التنبه إلى أن أهم ما في شخصية المهدي المنتظر هي المؤهلات التي تجعله قادراً على أن يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً . فما هي المؤهلات التي يمكن من خلالها لرجل أن ينجح في تغيير الأوضاع على مستوى العالم ؟.
بالتأكيد إنها ليست المؤهلات العسكرية
هذه المقالة تبين مدى ضحالة تفكير بعض من الذين يحسبون على طبقة المثقفين والمفكرين
وكيف يتصورون ظهور الأمام علما إنهم يقرون
بأن الامام على الأبواب لكنهم يشككون بقدرته
على تحقيق دولة العدل الالهي وإقامة الحق.
كيف لرجل وحيد يظهر في عصر المعلومات ودولة المؤسسات والمجتمع المدني أن ينجح ، ليس في تغيير أحوال مجتمعه ، بل في تغيير أوضاع المسلمين وأوضاع العالم ؟!
إذا استندنا إلى معطيات العلوم الإنسانية فمثل هذه المهمة مستحيلة وغير متصورة ، خصوصاً في هذا العصر الذي يتسم بالتعددية الشديدة وتنوع وسائل التأثير والانفجار السكاني الهائل وانحسار دور الأفراد في مقابل تنامي دور الشركات والمؤسسات والمنظمات . ويزداد الأمر صعوبة إذا نظرنا إلى الصورة المبسطة والمختزلة التي تشيع في الثقافة السائدة حول شخصية رجل مثل المهدي المنتظر .
يبدو وكأن الأمر يحتاج إلى عالم بسيط ومحدود وساذج لينجح شخص وحيد في تغييره ، خصوصاً وأن هذا الشخص - المهدي - بموجب الأحاديث لن يكون معه معجزات مادية أو حسية .
لقد ظل نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ، وفي مجتمع بسيط ومحدود ومتواضع ، ورغم ذلك لم يؤمن معه إلا القليل .
عيسى عليه السلام أتى بالعديد من المعجزات ، ومع ذلك لم يؤمن به قومه ( اليهود ) .
الأحوال مشابهة أو مقاربة بالنسبة لإبراهيم وهود وصالح ومعظم الرسل والأنبياء عليهم السلام .
الرسول صلى الله عليه وسلم ظل يدعو قومه ثلاثة عشر عاماً ، واضطر بعدها إلى الهجرة إلى المدينة ، ولم تفتح مكة إلا في أواخر حياته .
إذا انتقلنا من الرسل والأنبياء إلى أفاضل الصحابة فسنجد أن قسماً منهم رفض سلطة علي كرم الله وجهه رغم كل ما يتمتع به من مزايا على صعيد القربى والفضل والسمات الشخصية ، وفي النهاية التحق غالبية الناس بالمنتصر .
الحسين رضي الله عنه قتل في مجزرة مروعة وظل معظم الناس مع الحاكم الغالب .
وإذا كان هذا هو حال الرسل والأنبياء وبعض رموز آل البيت ، فما الذي سيجعل الناس في عصر المعلومات ودولة المؤسسات وتنظيمات المجتمع المدني يصطفون على النحو الهائل والسريع والفوري الذي تشير إليه الأحاديث خلف رجل لا يعرف الناس سوى بعض المعلومات عن اسمه ونسبه وملامحه الشكلية ؟!
لولا احترام حقائق الوحي لانفجرت بالضحك والقهقهة وأنا أتصور إمكانات رجل يريد أن يغير أوضاع عالم معقد ومتشابك وموّار مثل عالمنا .
لكن ماذا إن كانت هذه الصعوبات والاستحالة الظاهرية هي ما يعطي للمهدي قيمته وسر تميزه والإخبار عنه ؟!
ماذا لو اختبرنا الموضوع عقلياً ومنطقياً ووجدنا أنه بقدر استحالته الظاهرية فإنه يمكن فهمه والتثبت منه وتصوره وتقديم الدلائل على بعض أدوات التغيير الفاعلة التي ستتيح للمهدي بالفعل أن يغير الأوضاع بصورة حاسمة وسريعة ؟!
ماذا لو استطعنا رسم صورة يشعر معها القارئ المهتم والجاد بأنه على بعد أيام أو أسابيع أو أشهر من ظهور المهدي المنتظر ؟!
ماذا لو نجحنا في تخطي الاستحالات الظاهرية وقفزنا إلى صورة منطقية ومدعمة بالشواهد والاستدلالات وأدوات التغيير الكبرى التي لا ينقصها سوى اكتساب المصداقية لتفعل فعلها في هذا العصر ؟!
هذه هي المهام التي سنلتزم من خلال هذه المشاركة بإنجازها وإثباتها والتدليل عليها .
سنبحث أولاً في الوسيلة التي يمكن من خلالها لرجل وحيد في عالم لم يعد يحتمل الأدوار الفردية أن يغير أوضاع المسلمين وأوضاع العالم
إذا حددنا الوسيلة فسنبحث في أدوات التغيير التي لا بد أن تكون في مستوى الحدث وفي مستوى العصر وقادرة على تحقيق التغيير العام والسريع الذي تشير إليه الأحاديث .
بعد أن نحدد الأدوات سيكون علينا أن نقدم نماذج لهذه الأدوات على نحو يشعر معه القارئ الجاد والموضوعي بأنه لا ينقص الأمر سوى تحقق علامات ظهور المهدي الحسية لتتحقق المصداقية وتبدأ رحلة التغيير .
سنعود أولاً إلى السنوات التي قضيناها للترويج لتأويل كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان ، فمع تأويل المسيح الدجال بأنه الغرب الحديث أو الحضارة الغربية وتأويل فتنة قرن الشيطان بأنها جماعات التكفير والعنف في مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان طبيعياً أن تظهر كل ردود الأفعال التي تعكس الوعي السائد والقناعات السائدة .
البعض اعتبر الأمر مجرد شطحات وإثارة لموضوعات غير هامة وغير مفيدة .
البعض رأى أن أحاديث المسيح الدجال وما يشابهها هي أحاديث مختلقة وموضوعة ، وبذلك فالأمر لا يحتاج إلى دراستها أو النقاش بشأنها .
البعض شعر بقوة وعمق الطرح لكنه ظل يشعر بالحاجة إلى دليل حاسم يؤكد صحة ما تم طرحه ويعطي معنى وفائدة لهذا الطرح .
البعض شعر بأننا نتطاول على حضارة عملاقة ومفيدة مثل الحضارة الغربية وكأننا بذلك ندعم الطروحات التي تعمق تخلفنا وأوضاعنا المتردية .
البعض شعر بأننا نتطاول على دعوة تصحيحية فريدة مثل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فننصر بذلك حملات تشويه هذه الدعوة لمصلحة الطرح الشيعي أو الطرح الصوفي أو الطرح الليبرالي .
الآن ، ماذا إن كان الهدف مختلفاً تماماً عن هذه الاستنتاجات ؟
ماذا إن كان الهدف من طرح تأويل نبوءة المسيح الدجال وتأويل نبوءة قرن الشيطان هو التمهيد للوصول إلى الحلقة المفقودة والجزء الناقص من الصورة ، وهي نبوءة المهدي المنتظر التي يفترض بحسب ما ورد في الأحاديث النبوية أن تشكل النهاية لفتنة قرن الشيطان وبداية النهاية بالنسبة لفتنة المسيح الدجال ؟!
بإمكاننا أن ندلل من خلال تأويل كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان على منطقية وموضوعية نبوءة المهدي المنتظر وكوننا على أبواب تحققها . وبطريقة عكسية يمكننا من خلال حسن تصوير شخصية المهدي المنتظر ومهامه أن ندلل على منطقية تأويل كل من نبوءة المسيح الدجال ونبوءة قرن الشيطان .
إذا تحقق هذا فإن الباحث الجاد والموضوعي قد لا يحتاج إلا إلى ظهور الدليل الحاسم الذي يؤكد مصداقية الطرح . وهذا الدليل الحاسم لن يكون غير تحقق العلامات المادية التي تؤكد وجود المهدي .
فلنفترض أن تلك العلامات قد تحققت . فما هي القضايا التي يثبتها ظهور المهدي؟ .
على رأس تلك القضايا تحقق فتنة المسيح الدجال وفتنة قرن الشيطان . ذلك أن الأحاديث تشير إلى أن المهدي سيعايش فتنة الدجال ، وسيبقى للدجال وجود في فلسطين إلى حين عودة عيسى عليه السلام في زمن المهدي . والأحاديث تشير أيضاً إلى أن أواخر الجماعات التي تجسد فتنة قرن الشيطان ستعايش فتنة المسيح الدجال . أي أن المهدي المنتظر سيظهر في أواخر الفتنتين ، وهو ما ينبئ عن جانب من الدور الذي سيقوم به في تغيير الأوضاع .
وهكذا ، فإذا كان المهدي سيظهر خلال الفترة القادمة – والله وحده يعلم متى سيكون ظهوره على وجه الدقة والتحديد – فإن هذا الظهور سيكون بمثابة دلالة أكيدة وقاطعة على أن فتنة المسيح الدجال هي فتنة الغرب الحديث أو الحضارة الغربية ، وفتنة قرن الشيطان هي فتنة جماعات التكفير والعنف في مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وذلك طالما أن الفتنتين ستسبقانه وأنه سيعايشهما .
لقد تعرضت نبوءة المهدي المنتظر للكثير من صور سوء الفهم وسوء الاستغلال . والواقع أنه يوجد الكثير من الأسباب الواقعية والثقافية ، ولكن أهمها – في تقديرنا – هي سوء فهم المؤهلات التي يمكن أن يحملها رجل يؤدي مهمة تاريخية كبرى .
المسألة على الصعيد السني وعلى الصعيد الشيعي تكاد تدور حول رجل بمواصفات شكلية وعائلية تطابق ما ورد في الأحاديث الثابتة عند كل فريق ، وعندها من السهل الظن بأن ذلك الرجل هو المهدي المنتظر .
إنه لا يكاد يتم التنبه إلى أن أهم ما في شخصية المهدي المنتظر هي المؤهلات التي تجعله قادراً على أن يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً . فما هي المؤهلات التي يمكن من خلالها لرجل أن ينجح في تغيير الأوضاع على مستوى العالم ؟.
بالتأكيد إنها ليست المؤهلات العسكرية
هذه المقالة تبين مدى ضحالة تفكير بعض من الذين يحسبون على طبقة المثقفين والمفكرين
وكيف يتصورون ظهور الأمام علما إنهم يقرون
بأن الامام على الأبواب لكنهم يشككون بقدرته
على تحقيق دولة العدل الالهي وإقامة الحق.
تعليق