السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السفياني فكراً ومنهجاً
بعد التدقيق في روايات المقامات السابقة وغيرها نلاحظ تعدد العناوين بل الأسماء وكذلك تعدد التطبيقات والمصاديق التي يُدّعى أن كلاً منها يمثل السفياني سواء كان ذلك الادعاء في أصل الرواية أم في محاولة البعض تفسير وتأويلها وتطبيقها فمثلاً بعضها يشير أو يدعي أن السفياني هو (معاوية) ، (ابن آكلة الأكباد) ، (من ولد يزيد بن معاوية) ، (عثمان بن عنبسة)، (أبو العمطير) ، (من ولد خالد بن يزيد) ، (من ولد عتبة بن أبي سفيان) ، (معاوية بن عنبسة) ، (عبد الله بن يزيد) ، (أبو محمد بن عبد الله بن يزيد) ، (علي بن عبد الله) ،
إضافة لروايات المقام الأول نذكر:
أ- فيض القدير شرح الجامع الصغير / المنادي/ج4/167
[[....سيكون بعدي خلفاء......ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم يؤمر بعده القحطاني.........
قال البسطامي : قبل نزول عيسى يخرج من بلاد الجزيرة رجل يقال له الأصهب ، ويخرج عليه من الشام رجل يقال له جرهم ، ثم يخرج القحطاني رجل بأرض اليمن ، فبينما هؤلاء الثلاثة إذا هم بالسفياني وقد خرج من غوطة دمشق واسمه معاوية بن عنبسة....]] .
ب- الخرائج والجرائح/الراوندي/ج3/1155
[[ قيل لعلي بن الحسين (عليه السلام) : صف لنا خروج المهدي وعرّفنا دلائله وعلاماته؟ فقال(عليه السلام) : يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له : عوف السلمي....ثم يكون خروج شعيب بن صالح بسمرقند ، ثم يخرج السفياني الملعون بالواد اليابس ، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان....]] .
جـ- البداية والنهاية /ابن كثير/ج10/57
[[....ان أهل قنسرين تراسلوا مع أهل حمص وتزمروا واجتمعوا على (أبي محمد السفياني) وهو (أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان)، فبايعوه بالخلافة وقام معه نحو من أربعين ألفاً ، فقصدهم (عبد الله بن علي) فالتقوا بمرج الأخرم فاقتتلوا مع مقدمة السفياني وعليها (أبو الورد)، فاقتتلوا قتالاً شديداً وهزموا (عبد الصمد) وقُتل من الفريقين ألوف،
فتقدم أليهم (عبد الله بن علي) ومعه (حميد بن قحطبة) فاقتتلوا قتالاً شديداً جداً..... وهرب (أبو محمد السفياني) ومن معه حتى لحقوا بتدمر..... وأما (أبو محمد السفياني) فإنه ما زال مضيعاً ومشتتاً حتى لحق بأرض الحجاز فقاتله نائب (أبي جعفر المنصور) في أيام المنصور ، فقتله وبعث برأسه وبإبنين له أخذهما أسيرين فاطلقهما المنصور في أيامه،
وقد قيل أن وقعة السفياني يوم الثلاثاء آخر يوم من ذي الحجة سنة سنتين وثلاثين ومئة....]] .
د- سيرة أعلام النبلاء/ الذهبي/ج9/284
[[ السفياني ، الأمير أبو الحسن ، (علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان) القرشي الأموي الدمشقي ، ويعرف بأبي العمطير ، كان سيد قومه وشيخهم في زمانه ، بويع بالخلافة زمن الأمين ، وغلب على دمشق في أول سنة ست وتسعين....]] .
هـ- تاريخ مدينة دمشق/ابن عساكر/ج86/219
[[....المدائني قال : كان في ولد أبي سفيان رجل به وضح ومرض ..... انه قال أنا السفياني الذي يذهب ملك بني العباس على يديه ،
فطلبه عبد الله (عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس) فتوارى (السفياني) ، فأمر (عبد الله) بإخراج نساء أبي سفيان والتماسه منهن ، فلما هتك الحرم ، وافى (السفياني) باب (عبد الله بن علي) على بغل ومعه ابناه على فرسين.... قال (عبد الله) أقتلوه ،
قال (السفياني) : فإن كنت فاعلاً فابْنَي قبلي ، فَقُتلا ثم قتل من بعدهما ]] .
و- تاريخ دمشق/ابن عساكر/ج66/135
[[ أبو حرب المبرقع الذي زعم أنه السفياني خرج على السلطان بفلسطين ودعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم قُتل بناحية دمشق ]] .
ز- سيرة أعلام النبلاء/الذهبي/ج10/301- 302
[[ في سنة 277 : ظهر أبو حرب المبرقع بفلسطين ، وزعم انه السفياني ودعا إلى أقامة الحق ، وكان قتل جندياً آذى زوجته ثم ألبس وجهه برقعاً...]] .
أقول :
(أ) بعد ملاحظة ذلك .
(ب) وملاحظة الاطروحات المذكورة كالانتساب لمذهب (سفيان الثوري) أو الانتساب لقرية (سفيان) في هراة أو الانتساب لـ(الحسن بن سفيان النسائي) .
(جـ) وملاحظة أن العديد من الروايات تشير بل تؤكد على أوصاف (السفياني) وتشير إلى أوصاف لها تأويلات وتفسيرات وتطبيقات متعددة كالأحمر ، والأشقر ، الأزرق ، العنيف ، أعور العين ، المشوّه ، الأعرابي ، أخبث الناس ، لم يعبد الله ، لم يرَ مكة ولا المدينة ، من بلاد الروم ، في عنقه صليب ، رايته صفراء ، رايته حمراء ، يملك كور الشام الخمس ، يملك كنوز الشام الخمس
[[ فعن الإمام الصادق (عليه السلام) : انك لـو رأيت السفياني لرأيته أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول : يا رب ثاري ثاري ثم النار ]] .
وعن أمير المؤمنين(عليه السلام) [[ ...فإذا رأيت المشوّه الأعرابي في جحفل فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ]] .
(د) وملاحظة أن العديد من الروايات تشير إلى أن المعصومين لا يؤكدون بل لا يلتفتون بل ينهون من البحث والسؤال عن اسم (السفياني) ، ويؤكدّون(عليهم السلام) على ملاحظة الأوصاف والسلوك وتشخيصها وترتيب الآثار عليها ، فمثلاً يتكرر الكلام من المعصومين والذي مفاده (ما تصنع باسمه؟؟)
فعندما سُئل الإمام الصادق(عليه السلام) عن اسم السفياني [[قال (عليه السلام) : وما تصنع باسمه ، إذا ملك كور الشام الخمس (دمشق وحمص وفلسطين والاردن وقنسرين) فتوقعوا عند ذلك الفرج ...]] .
(هـ) يتحصل أن أطروحة المقام الخامس (السفياني فكراً ومنهجاً) ممكنة لها مؤيدات عديدة ، فيكون المراد بـ(السفياني) كل من تبنى فكر أبي سفيان ومعاوية ويزيد وآل أبي سفيان وانتهج طريقهم وأسلوبهم في الارتباط والانقياد والتبعية والعبودية للنفس والهوى والدنيا وإبليس وشياطين الجن والأنس ، طريق النصب والعداء للعدل والحق وإمام الحق وإله الحق(سبحانه وتعالى) ، فيندرج هذا تحت القانون الإلهي المشير إلى جعل لكل نبي شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض الزخرف والباطل والمكر والخداع والكيد والاستكبار والعدوان والظلم كما في فرعون وهامان وقارون ، والمترفين ، وذوي الطول ، وأكابر القوم ، والأكثر مالاً وبنيناً ، وسادات الناس وزعمائهم ،
قال سبحانه وتعالى {وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الإِْنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ }([4]).
وقال جلت قدرته وعظمته {وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ }([5]) .
وعليه فإن كل معاندٍ للحق وناصبٍ للعداء له وكل سائر في طريق الظلم والظلام والضلالة وكل جبت وطاغوت ولات وعُزى وكل عابد لها وتابع وناصر ومطيع لها وكل مؤيد وراضٍ بما يصدر عنهم فكل هؤلاء يدخل ضمن احتمال وأطروحة السفياني فيحتمل أن يكون هو السفياني أو من أتباع وأنصار السفياني ، فيجب الحذر ...الحذر....الحذر من ذلك حتى لا تكون من تطبيقات وصغريات السفياني أو الدّجال أو الجبت والطاغوت واللات والعزى أو أعوانهم أو أشياعهم أو مؤيديهم أو ناصريهم أو الراضين بعملهم ،
إذن فكل من سلك منهج آل أبي سفيان وحكم أو يحكم قولاً أو فعلاً بما لم ينزل الله تعالى فهو من تطبيقات السفياني ومصاديقه .
وعلى هذه الأطروحة يتضح لنا العديد من التطبيقات والصغريات السفياني كانطباق السفياني على حكام الضلالة والجور في كل عصر ومصر وعلى المنظمات والأحزاب التي ارتبطت بالغرب الكافر ورضعت من فكره وانتهجت منهجه سواء كانت إسلامية أو غيرها ، وعلى نفس الغرب ودوله المستكبرة كأميركا المحتلة وبريطانيا الغاصبة ، وعلى أجهزة المخابرات التابعة للدول وللمنظمات العالمية الظالمة المنحرفة ، وعلى كل دولة أو حكومة أو حركة أو حزب أو منظمة أو جهة أو رمز تسلك وتنتهج سلك وطريق آل أبي سفيان من حب الدنيا والارتباط بها واتباع وعبادة النفس والهوى وإبليس والتعلق بالأموال والجاه والمنصب والبطر والترف والاستكبار والنفاق والخداع سواء كانت دينية أم غيرها وسواء كانت شيعية أم غيرها ، وسواء كانت إسلامية أم غيرها .
الفصل الثالث
زمن ظهوره :
الكلام بصوره عامة عن زمن ظهور السفياني يمكن رجوعه واستفادته بالرجوع الى ما يذكر في فصول أخر كبحث (ولادته) و(اسمه) وغيرها فمثلاً ، الروايات المشيرة الى اسم مشخص معين على كونه السفياني أو المشيرة الى ولادة ووجود السفياني في زمن حاكم معين أو دولة معينة مقامة ، فانها تشير بصورة مباشرة أو غير مباشرة الى ظهور السفياني في ذلك الزمان أو الزمان المتصل به ، ومع ملاحظة أطروحة طول عمر السفياني بصورة مستقلة كشخص أو كفكر ومنهج أو بصورة تطبيق كانطباق السفياني على إبليس اللعين ونحوها ، فاننا يمكن ان نتصور طوائف عديدة من الروايات تشير الى اطروحات عديدة
السفياني فكراً ومنهجاً
بعد التدقيق في روايات المقامات السابقة وغيرها نلاحظ تعدد العناوين بل الأسماء وكذلك تعدد التطبيقات والمصاديق التي يُدّعى أن كلاً منها يمثل السفياني سواء كان ذلك الادعاء في أصل الرواية أم في محاولة البعض تفسير وتأويلها وتطبيقها فمثلاً بعضها يشير أو يدعي أن السفياني هو (معاوية) ، (ابن آكلة الأكباد) ، (من ولد يزيد بن معاوية) ، (عثمان بن عنبسة)، (أبو العمطير) ، (من ولد خالد بن يزيد) ، (من ولد عتبة بن أبي سفيان) ، (معاوية بن عنبسة) ، (عبد الله بن يزيد) ، (أبو محمد بن عبد الله بن يزيد) ، (علي بن عبد الله) ،
إضافة لروايات المقام الأول نذكر:
أ- فيض القدير شرح الجامع الصغير / المنادي/ج4/167
[[....سيكون بعدي خلفاء......ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم يؤمر بعده القحطاني.........
قال البسطامي : قبل نزول عيسى يخرج من بلاد الجزيرة رجل يقال له الأصهب ، ويخرج عليه من الشام رجل يقال له جرهم ، ثم يخرج القحطاني رجل بأرض اليمن ، فبينما هؤلاء الثلاثة إذا هم بالسفياني وقد خرج من غوطة دمشق واسمه معاوية بن عنبسة....]] .
ب- الخرائج والجرائح/الراوندي/ج3/1155
[[ قيل لعلي بن الحسين (عليه السلام) : صف لنا خروج المهدي وعرّفنا دلائله وعلاماته؟ فقال(عليه السلام) : يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له : عوف السلمي....ثم يكون خروج شعيب بن صالح بسمرقند ، ثم يخرج السفياني الملعون بالواد اليابس ، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان....]] .
جـ- البداية والنهاية /ابن كثير/ج10/57
[[....ان أهل قنسرين تراسلوا مع أهل حمص وتزمروا واجتمعوا على (أبي محمد السفياني) وهو (أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان)، فبايعوه بالخلافة وقام معه نحو من أربعين ألفاً ، فقصدهم (عبد الله بن علي) فالتقوا بمرج الأخرم فاقتتلوا مع مقدمة السفياني وعليها (أبو الورد)، فاقتتلوا قتالاً شديداً وهزموا (عبد الصمد) وقُتل من الفريقين ألوف،
فتقدم أليهم (عبد الله بن علي) ومعه (حميد بن قحطبة) فاقتتلوا قتالاً شديداً جداً..... وهرب (أبو محمد السفياني) ومن معه حتى لحقوا بتدمر..... وأما (أبو محمد السفياني) فإنه ما زال مضيعاً ومشتتاً حتى لحق بأرض الحجاز فقاتله نائب (أبي جعفر المنصور) في أيام المنصور ، فقتله وبعث برأسه وبإبنين له أخذهما أسيرين فاطلقهما المنصور في أيامه،
وقد قيل أن وقعة السفياني يوم الثلاثاء آخر يوم من ذي الحجة سنة سنتين وثلاثين ومئة....]] .
د- سيرة أعلام النبلاء/ الذهبي/ج9/284
[[ السفياني ، الأمير أبو الحسن ، (علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان) القرشي الأموي الدمشقي ، ويعرف بأبي العمطير ، كان سيد قومه وشيخهم في زمانه ، بويع بالخلافة زمن الأمين ، وغلب على دمشق في أول سنة ست وتسعين....]] .
هـ- تاريخ مدينة دمشق/ابن عساكر/ج86/219
[[....المدائني قال : كان في ولد أبي سفيان رجل به وضح ومرض ..... انه قال أنا السفياني الذي يذهب ملك بني العباس على يديه ،
فطلبه عبد الله (عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس) فتوارى (السفياني) ، فأمر (عبد الله) بإخراج نساء أبي سفيان والتماسه منهن ، فلما هتك الحرم ، وافى (السفياني) باب (عبد الله بن علي) على بغل ومعه ابناه على فرسين.... قال (عبد الله) أقتلوه ،
قال (السفياني) : فإن كنت فاعلاً فابْنَي قبلي ، فَقُتلا ثم قتل من بعدهما ]] .
و- تاريخ دمشق/ابن عساكر/ج66/135
[[ أبو حرب المبرقع الذي زعم أنه السفياني خرج على السلطان بفلسطين ودعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم قُتل بناحية دمشق ]] .
ز- سيرة أعلام النبلاء/الذهبي/ج10/301- 302
[[ في سنة 277 : ظهر أبو حرب المبرقع بفلسطين ، وزعم انه السفياني ودعا إلى أقامة الحق ، وكان قتل جندياً آذى زوجته ثم ألبس وجهه برقعاً...]] .
أقول :
(أ) بعد ملاحظة ذلك .
(ب) وملاحظة الاطروحات المذكورة كالانتساب لمذهب (سفيان الثوري) أو الانتساب لقرية (سفيان) في هراة أو الانتساب لـ(الحسن بن سفيان النسائي) .
(جـ) وملاحظة أن العديد من الروايات تشير بل تؤكد على أوصاف (السفياني) وتشير إلى أوصاف لها تأويلات وتفسيرات وتطبيقات متعددة كالأحمر ، والأشقر ، الأزرق ، العنيف ، أعور العين ، المشوّه ، الأعرابي ، أخبث الناس ، لم يعبد الله ، لم يرَ مكة ولا المدينة ، من بلاد الروم ، في عنقه صليب ، رايته صفراء ، رايته حمراء ، يملك كور الشام الخمس ، يملك كنوز الشام الخمس
[[ فعن الإمام الصادق (عليه السلام) : انك لـو رأيت السفياني لرأيته أخبث الناس ، أشقر أحمر أزرق ، يقول : يا رب ثاري ثاري ثم النار ]] .
وعن أمير المؤمنين(عليه السلام) [[ ...فإذا رأيت المشوّه الأعرابي في جحفل فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ]] .
(د) وملاحظة أن العديد من الروايات تشير إلى أن المعصومين لا يؤكدون بل لا يلتفتون بل ينهون من البحث والسؤال عن اسم (السفياني) ، ويؤكدّون(عليهم السلام) على ملاحظة الأوصاف والسلوك وتشخيصها وترتيب الآثار عليها ، فمثلاً يتكرر الكلام من المعصومين والذي مفاده (ما تصنع باسمه؟؟)
فعندما سُئل الإمام الصادق(عليه السلام) عن اسم السفياني [[قال (عليه السلام) : وما تصنع باسمه ، إذا ملك كور الشام الخمس (دمشق وحمص وفلسطين والاردن وقنسرين) فتوقعوا عند ذلك الفرج ...]] .
(هـ) يتحصل أن أطروحة المقام الخامس (السفياني فكراً ومنهجاً) ممكنة لها مؤيدات عديدة ، فيكون المراد بـ(السفياني) كل من تبنى فكر أبي سفيان ومعاوية ويزيد وآل أبي سفيان وانتهج طريقهم وأسلوبهم في الارتباط والانقياد والتبعية والعبودية للنفس والهوى والدنيا وإبليس وشياطين الجن والأنس ، طريق النصب والعداء للعدل والحق وإمام الحق وإله الحق(سبحانه وتعالى) ، فيندرج هذا تحت القانون الإلهي المشير إلى جعل لكل نبي شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض الزخرف والباطل والمكر والخداع والكيد والاستكبار والعدوان والظلم كما في فرعون وهامان وقارون ، والمترفين ، وذوي الطول ، وأكابر القوم ، والأكثر مالاً وبنيناً ، وسادات الناس وزعمائهم ،
قال سبحانه وتعالى {وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الإِْنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ }([4]).
وقال جلت قدرته وعظمته {وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها وَما يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ }([5]) .
وعليه فإن كل معاندٍ للحق وناصبٍ للعداء له وكل سائر في طريق الظلم والظلام والضلالة وكل جبت وطاغوت ولات وعُزى وكل عابد لها وتابع وناصر ومطيع لها وكل مؤيد وراضٍ بما يصدر عنهم فكل هؤلاء يدخل ضمن احتمال وأطروحة السفياني فيحتمل أن يكون هو السفياني أو من أتباع وأنصار السفياني ، فيجب الحذر ...الحذر....الحذر من ذلك حتى لا تكون من تطبيقات وصغريات السفياني أو الدّجال أو الجبت والطاغوت واللات والعزى أو أعوانهم أو أشياعهم أو مؤيديهم أو ناصريهم أو الراضين بعملهم ،
إذن فكل من سلك منهج آل أبي سفيان وحكم أو يحكم قولاً أو فعلاً بما لم ينزل الله تعالى فهو من تطبيقات السفياني ومصاديقه .
وعلى هذه الأطروحة يتضح لنا العديد من التطبيقات والصغريات السفياني كانطباق السفياني على حكام الضلالة والجور في كل عصر ومصر وعلى المنظمات والأحزاب التي ارتبطت بالغرب الكافر ورضعت من فكره وانتهجت منهجه سواء كانت إسلامية أو غيرها ، وعلى نفس الغرب ودوله المستكبرة كأميركا المحتلة وبريطانيا الغاصبة ، وعلى أجهزة المخابرات التابعة للدول وللمنظمات العالمية الظالمة المنحرفة ، وعلى كل دولة أو حكومة أو حركة أو حزب أو منظمة أو جهة أو رمز تسلك وتنتهج سلك وطريق آل أبي سفيان من حب الدنيا والارتباط بها واتباع وعبادة النفس والهوى وإبليس والتعلق بالأموال والجاه والمنصب والبطر والترف والاستكبار والنفاق والخداع سواء كانت دينية أم غيرها وسواء كانت شيعية أم غيرها ، وسواء كانت إسلامية أم غيرها .
الفصل الثالث
زمن ظهوره :
الكلام بصوره عامة عن زمن ظهور السفياني يمكن رجوعه واستفادته بالرجوع الى ما يذكر في فصول أخر كبحث (ولادته) و(اسمه) وغيرها فمثلاً ، الروايات المشيرة الى اسم مشخص معين على كونه السفياني أو المشيرة الى ولادة ووجود السفياني في زمن حاكم معين أو دولة معينة مقامة ، فانها تشير بصورة مباشرة أو غير مباشرة الى ظهور السفياني في ذلك الزمان أو الزمان المتصل به ، ومع ملاحظة أطروحة طول عمر السفياني بصورة مستقلة كشخص أو كفكر ومنهج أو بصورة تطبيق كانطباق السفياني على إبليس اللعين ونحوها ، فاننا يمكن ان نتصور طوائف عديدة من الروايات تشير الى اطروحات عديدة
تعليق