«
«قوة خفية» في الفضاء تبطئ سرعة «مسبار ناسا» وتحير العلماء
هناك "شيء ما" في الفضاء، غامض وجديد على العلماء تماما، وقد يكون طاقة خارقة أو قوة غير معروفة، على ما يبدو من محاولتها صد الأجسام بلطف ورشاقة لكي لا تتوغل أكثر مما ينبغي في الفضاء، كما وكأنها إشارة مرور حمراء ما إن تبدو للسائق من بعيد إلا ويبطئ سرعته استعدادا للوصول إليها على مهل والوقوف بسيارته أمامها بلا حراك.
القوة الخفية تلك حيرت مجموعة من العلماء منذ اكتشفت بعدما أطلقت "ناسا" مسبارا فضائيا قبل عشرات السنين كساع للبريد حمل رسالة من أهل الأرض للتواصل مع كائنات في عوالم بعيدة، لكنه تباطأ وسط تلك القوة الغامضة وهو في منطقة لا شيء فيها يمكنه التسبب في تباطؤ سرعته على الإطلاق.
وأوضح عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز الناشط مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) منذ أكثر من 43 سنة عبر حديث نقله موقع "العربية نت"، أن تلك الطاقة قد تكون شيئا جديدا بالمرة ومختلفا عما هو معروف من قوى الكون الشهيرة، كالجاذبية أو الكهرمغناطيسية مثلا، إذا ما اتضح فعلا أنها هي سبب ما حدث للمسبار "بيونير 10" المتوغل منذ 1972 في الفضاء بسرعة تسمح له بقطع أكثر من مليون كيلومتر في اليوم الواحد.
لكنه قال أيضا: إن بالإمكان وصف تلك القوة بالغامضة "طالما لم نتعرف إليها تماما. ونحن لا يمكننا تفسيرها الآن قبل التأكد من وجودها العلمي بشكل حاسم، فالوقت ما زال مبكرا"، وفق تعبيره أثناء حديثه عبر الهاتف من بوسطن، عاصمة ولاية ماساشوستس الأمريكية، حيث يعمل ويقيم.
ويقول بعض العلماء: "إن المسبار وصل خارج المجموعة الشمسية إلى فراغ في الفضاء ليس فيه أي كوكب ليجذبه نحوه بجاذبيته أو حقله المغناطيسي، فيما الإشعاعات الشمسية وجاذبياتها معدومة في الموقع السالك فيه المسبار لبعده عن الشمس، فما الذي يبطئ من سرعة "بيونير 10" إن لم تكن قوة غير معروفة حتى الآن؟
ومنذ اعترض العلماء هذا اللغز راحوا يدرسون جميع الاحتمالات بصمت في ما بينهم، إلى أن كشف اثنان منهم في اليومين الماضيين عن ملخص دراسة علمية ستنشرها في عددها المقبل مجلة "ذي فيزيكال ريفيو" الموصوفة بالرائدة في نشر الأبحاث الفيزيائية بشكل خاص، وفيها تساؤلات عن تلك القوة التي إن وجدت حقا فقد تنسف معظم المعروف عن نظم الكون وما فيه من قوى وطاقات تمسك بزمام الأمور فيه من الأساس.
واحد من العالمين هو الدكتور فيليب لينج، الناشط مع "هيئة آيروسبيس كوربوريشن أوف كاليفورنيا" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية والعضو في فريق علماء يتابع "بيونير 10" ومساره كأول مسبار أطلقته "ناسا" في 1972 لالتقاط صور قريبة لكوكب المشتري، ومنه غادر في 1978 نحو كوكب "بلوتو" الأبعد عن الأرض.
ومن "بلوتو" الذي مر المسبار قربه في 1983 غادر إلى منطقة يسمونها "حزام الكويكبات" فعبرها بلا أي ارتطام، ثم بدأ بالتوغل في الكون حاملا أسطوانة من التيتانيوم المقاوم للحرارة تضمنت رسالة صوتية مرفقة برسم لامرأة ورجل عاريين، لعل وعسى تعثر عليها كائنات قد تكون موجودة في عوالم أخرى فتتعرف إلى سكان كوكب من البشر ملأوا الكون.
ويقول الدكتور لينج: "إنه وزملاءه فحصوا واختبروا "كل نظرية أو احتمال ميكانيكي ممكن ويخطر على البال لمعرفة السبب في (تباطؤ سرعة المسبار)، لكن من دون أي جدوى إلى الآن"، على حد ما نقلت عن لسانه صحيفة "التلغراف" البريطانية.
وما زال المسبار الذي أطلقته "ناسا" قبل 38 سنة وستة أشهر سالكا خارج المجموعة الشمسية ومتوغلا في الفضاء الفسيح حتى أصبح بعيدا عن الأرض أكثر من 11 مليار كيلومتر تقريبا؛ لأن سرعته المبرمجة منذ إطلاقه هي 43 ألف كيلومتر بالساعة، أي أنه يقطع المسافة بين مكة المكرمة والقدس، وهي 1230 كلم وتحتاج إلى ساعتي طيران تقريبا، بأقل من دقيقتين، وبأقل من سبع دقائق يمكنه "القفز" من لندن إلى الرياض. ويتعرف العلماء عبر حسابات بالكومبيوتيرات عادة إلى المكان الذي وصل إليه المسبار في الفضاء كل مدة بعد أن انقطع آخر اتصال معه قبل سبع سنوات؛ لذلك فحين لاحظوا أن المكان المفترض أن يصل إليه تأخر عنه بمقدار معين من الأمتار، ومن دون أي سبب معروف، تأكدوا حينها أن "شيئا ما" يبطئ من سرعته المبرمجة، فراحوا يتساءلون عما يكون.
وحجم هذا التباطؤ قليل جدا ويكاد لا يذكر، إلى درجة يمكن معها تشبيهه بنهر خسر نقطة من الماء، فهو 25 سنتيمترا إلى الوراء كل يوم، أو تسعة كيلومترات تقريبا كل 100 عام يقطع المسبار خلالها 40 مليارا من الكيلومترات تقريبا، لكن اكتشاف هذا التباطؤ مهم جدا؛ لأنه يدل على وجود قوة كابحة لسرعة المسبار، وهي أضعف من قوة جاذبية كوكب كالأرض بعشرة مليارات مرة، كما يقول العلماء. وقوة خفية من هذا النوع أمرها غريب في كون من المفترض أن تكون طاقاته وقواه هائلة وكبيرة تتناسب مع ضخامته، إلا إذا كانت من النوع المتعامل بلطف وبالتي هي أحسن مع الأشياء وطبقا لأحجامها بحيث تتغير بنسبة حجم وقوة الشيء الذي تتعامل معه في الفراغ، وبحيث لا تسبب له أي عطل أو ضرر، فتحدث الأمور عندها طبقا للحديث الشريف: "خاطبوا الناس على قدر عقولهم"، وهو شأن بعيد عن الطاقات الكونية باعتبارها غير واعية وغير عاقلة، هذا على افتراض أن قوة غير معروفة سببت فعلا بذلك التباطؤ الغريب. ولم يندهش الدكتور الباز لتباطؤ سرعة "بيونير 10" في الفضاء، وقال: "لقد رأيت الكثير من المفاجآت العلمية خلال عملي في وكالة الفضاء الأمريكية". وروى أن أحد رواد السفينة "أبولو 14" التي أطلقتها "ناسا" في أوائل 1971 إلى القمر رأى جسما معدنيا طوله ثلاثة أمتار تقريبا، وقد يكون انفصل عن المركبة، لكنه كان يسير بعكس مسارها مع أنه كان قريبا منها، "وهذا يناقض أي قانون كوني معروف؛ لأنه يجب أن يسير بموازاتها لا عكسها، وهو ما لم نجد له حلا إلى الآن"،
«قوة خفية» في الفضاء تبطئ سرعة «مسبار ناسا» وتحير العلماء
هناك "شيء ما" في الفضاء، غامض وجديد على العلماء تماما، وقد يكون طاقة خارقة أو قوة غير معروفة، على ما يبدو من محاولتها صد الأجسام بلطف ورشاقة لكي لا تتوغل أكثر مما ينبغي في الفضاء، كما وكأنها إشارة مرور حمراء ما إن تبدو للسائق من بعيد إلا ويبطئ سرعته استعدادا للوصول إليها على مهل والوقوف بسيارته أمامها بلا حراك.
القوة الخفية تلك حيرت مجموعة من العلماء منذ اكتشفت بعدما أطلقت "ناسا" مسبارا فضائيا قبل عشرات السنين كساع للبريد حمل رسالة من أهل الأرض للتواصل مع كائنات في عوالم بعيدة، لكنه تباطأ وسط تلك القوة الغامضة وهو في منطقة لا شيء فيها يمكنه التسبب في تباطؤ سرعته على الإطلاق.
وأوضح عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز الناشط مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) منذ أكثر من 43 سنة عبر حديث نقله موقع "العربية نت"، أن تلك الطاقة قد تكون شيئا جديدا بالمرة ومختلفا عما هو معروف من قوى الكون الشهيرة، كالجاذبية أو الكهرمغناطيسية مثلا، إذا ما اتضح فعلا أنها هي سبب ما حدث للمسبار "بيونير 10" المتوغل منذ 1972 في الفضاء بسرعة تسمح له بقطع أكثر من مليون كيلومتر في اليوم الواحد.
لكنه قال أيضا: إن بالإمكان وصف تلك القوة بالغامضة "طالما لم نتعرف إليها تماما. ونحن لا يمكننا تفسيرها الآن قبل التأكد من وجودها العلمي بشكل حاسم، فالوقت ما زال مبكرا"، وفق تعبيره أثناء حديثه عبر الهاتف من بوسطن، عاصمة ولاية ماساشوستس الأمريكية، حيث يعمل ويقيم.
ويقول بعض العلماء: "إن المسبار وصل خارج المجموعة الشمسية إلى فراغ في الفضاء ليس فيه أي كوكب ليجذبه نحوه بجاذبيته أو حقله المغناطيسي، فيما الإشعاعات الشمسية وجاذبياتها معدومة في الموقع السالك فيه المسبار لبعده عن الشمس، فما الذي يبطئ من سرعة "بيونير 10" إن لم تكن قوة غير معروفة حتى الآن؟
ومنذ اعترض العلماء هذا اللغز راحوا يدرسون جميع الاحتمالات بصمت في ما بينهم، إلى أن كشف اثنان منهم في اليومين الماضيين عن ملخص دراسة علمية ستنشرها في عددها المقبل مجلة "ذي فيزيكال ريفيو" الموصوفة بالرائدة في نشر الأبحاث الفيزيائية بشكل خاص، وفيها تساؤلات عن تلك القوة التي إن وجدت حقا فقد تنسف معظم المعروف عن نظم الكون وما فيه من قوى وطاقات تمسك بزمام الأمور فيه من الأساس.
واحد من العالمين هو الدكتور فيليب لينج، الناشط مع "هيئة آيروسبيس كوربوريشن أوف كاليفورنيا" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية والعضو في فريق علماء يتابع "بيونير 10" ومساره كأول مسبار أطلقته "ناسا" في 1972 لالتقاط صور قريبة لكوكب المشتري، ومنه غادر في 1978 نحو كوكب "بلوتو" الأبعد عن الأرض.
ومن "بلوتو" الذي مر المسبار قربه في 1983 غادر إلى منطقة يسمونها "حزام الكويكبات" فعبرها بلا أي ارتطام، ثم بدأ بالتوغل في الكون حاملا أسطوانة من التيتانيوم المقاوم للحرارة تضمنت رسالة صوتية مرفقة برسم لامرأة ورجل عاريين، لعل وعسى تعثر عليها كائنات قد تكون موجودة في عوالم أخرى فتتعرف إلى سكان كوكب من البشر ملأوا الكون.
ويقول الدكتور لينج: "إنه وزملاءه فحصوا واختبروا "كل نظرية أو احتمال ميكانيكي ممكن ويخطر على البال لمعرفة السبب في (تباطؤ سرعة المسبار)، لكن من دون أي جدوى إلى الآن"، على حد ما نقلت عن لسانه صحيفة "التلغراف" البريطانية.
وما زال المسبار الذي أطلقته "ناسا" قبل 38 سنة وستة أشهر سالكا خارج المجموعة الشمسية ومتوغلا في الفضاء الفسيح حتى أصبح بعيدا عن الأرض أكثر من 11 مليار كيلومتر تقريبا؛ لأن سرعته المبرمجة منذ إطلاقه هي 43 ألف كيلومتر بالساعة، أي أنه يقطع المسافة بين مكة المكرمة والقدس، وهي 1230 كلم وتحتاج إلى ساعتي طيران تقريبا، بأقل من دقيقتين، وبأقل من سبع دقائق يمكنه "القفز" من لندن إلى الرياض. ويتعرف العلماء عبر حسابات بالكومبيوتيرات عادة إلى المكان الذي وصل إليه المسبار في الفضاء كل مدة بعد أن انقطع آخر اتصال معه قبل سبع سنوات؛ لذلك فحين لاحظوا أن المكان المفترض أن يصل إليه تأخر عنه بمقدار معين من الأمتار، ومن دون أي سبب معروف، تأكدوا حينها أن "شيئا ما" يبطئ من سرعته المبرمجة، فراحوا يتساءلون عما يكون.
وحجم هذا التباطؤ قليل جدا ويكاد لا يذكر، إلى درجة يمكن معها تشبيهه بنهر خسر نقطة من الماء، فهو 25 سنتيمترا إلى الوراء كل يوم، أو تسعة كيلومترات تقريبا كل 100 عام يقطع المسبار خلالها 40 مليارا من الكيلومترات تقريبا، لكن اكتشاف هذا التباطؤ مهم جدا؛ لأنه يدل على وجود قوة كابحة لسرعة المسبار، وهي أضعف من قوة جاذبية كوكب كالأرض بعشرة مليارات مرة، كما يقول العلماء. وقوة خفية من هذا النوع أمرها غريب في كون من المفترض أن تكون طاقاته وقواه هائلة وكبيرة تتناسب مع ضخامته، إلا إذا كانت من النوع المتعامل بلطف وبالتي هي أحسن مع الأشياء وطبقا لأحجامها بحيث تتغير بنسبة حجم وقوة الشيء الذي تتعامل معه في الفراغ، وبحيث لا تسبب له أي عطل أو ضرر، فتحدث الأمور عندها طبقا للحديث الشريف: "خاطبوا الناس على قدر عقولهم"، وهو شأن بعيد عن الطاقات الكونية باعتبارها غير واعية وغير عاقلة، هذا على افتراض أن قوة غير معروفة سببت فعلا بذلك التباطؤ الغريب. ولم يندهش الدكتور الباز لتباطؤ سرعة "بيونير 10" في الفضاء، وقال: "لقد رأيت الكثير من المفاجآت العلمية خلال عملي في وكالة الفضاء الأمريكية". وروى أن أحد رواد السفينة "أبولو 14" التي أطلقتها "ناسا" في أوائل 1971 إلى القمر رأى جسما معدنيا طوله ثلاثة أمتار تقريبا، وقد يكون انفصل عن المركبة، لكنه كان يسير بعكس مسارها مع أنه كان قريبا منها، "وهذا يناقض أي قانون كوني معروف؛ لأنه يجب أن يسير بموازاتها لا عكسها، وهو ما لم نجد له حلا إلى الآن"،
تعليق