بسم الله الرحمن الرحيم ... وبه نستعين ... وصل اللهم على محمد وآل محمد
بني العباس في آخر الزمان ... أين مركز حكمهم
مما لا شك إن الروايات المعصومة قد أكدت على إن لحكم بني العباس رجعة في آخر الزمان وان حكمهم سيتجدد مرة أخرى ، أما حيثية هذا الرجوع فليس من العسير أن يجد له مبرر إذا ثبت الأصل بالنص ، فيكون رجوعهم أما من حيث المعنى أو من حيث الانتساب إلى بني العباس ، فقد ورد عن الإمام الرضا(ع) هذه الحقيقة (( علي بن أحمد البندنيجي ، عن عبيد الله بن موسى العلوي ، عن محمد ابن موسى ، عن أحمد بن أبي أحمد ، عن محمد بن علي القرشي ، عن الحسن بن الجهم ، قال : " قلت للرضا ( عليه السلام ) : أصلحك الله ، إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس. فقال : كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم " )) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 315 . والرواية الأخرى التي تثبت هذه الحقيقة مارواه النعماني أيضا(( مرفوعا عن علي بن أبي حمزة قال : رافقت أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) بين مكة والمدينة ، فقال لي يوما : يا علي ، لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض دماءهم حتى يخرج السفياني . قلت له : يا سيدي ، أمره من المحتوم ؟ قال : نعم ، ثم أطرف هنيئة ، ثم رفع رأسه ، وقال : ملك بني العباس مكر وخداع ، يذهب حتى يقال : لم يبق منه شئ ، ثم يتجدد حتى يقال : ما مر به شئ " )) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 314 . إذا ثبت ذلك دعونا نرى أين مكان حكم بني العباس ، للوهلة الأولى قد يضن البعض إن مكان حكمهم هو بغداد كما أكدت على ذلك العديد من الروايات كارواية المنقولة في البحار عن رسول الله (ص) ((وروي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وآله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ، قال : فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ، يعني بغداد ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويفضحون أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون [ بها ] ثلاثمائة كبش من بني العباس )) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 186 .
وهذا واضح انهم يحكمون في بغداد ولكن ليس مركز حكمهم هو بغداد لو تأملنا الروايات جيدا فالننظر الى هذه لرواية جيدا والتي ينقلها الكليني في الكافي ((سهل بن زياد ، عن بكر بن صالح ، عن محمد بن سنان ، عن معاوية بن وهب قال تمثل أبو عبد الله ( عليه السلام ) ببيت شعر لابن أبي عقب . وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى * ثمانون ألفا مثل ما تنحر البدن. ثم قال لي : تعرف الزوراء ؟ قال : قلت : جعلت فداك يقولون : إنها بغداد قال : لا ، ثم قال ( عليه السلام ) : دخلت الري ؟ قلت : نعم ، قال : أتيت سوق الدواب ؟ قلت : نعم ، قال : رأيت الجبل الأسود عن يمين الطريق ؟ تلك الزوراء يقتل فيها ثمانون ألفا منهم ثمانون رجلا ( 2 ) من ولد فلان كلهم يصلح للخلافة ، قلت : ومن يقتلهم جعلت فداك ؟ قال : يقتلهم أولاد العجم )) الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 177وهنا فان دلالة الإمام (ع) يريد أن يضع مصداقا آخر للزوراء وهي إيران وليس العراق فان الزوراء تطلق في الروايات على مكانين وليس مكانا واحدا كما هو واضح من دلالة الرواية . والأوضح من ذلك هذه الرواية التي ينقلها النعماني في كتابه الغيبة ((ومن نسل علي القائم المهدي الذي يبدل الأرض غير الأرض ، وبه يحتج عيسى بن مريم ( عليه السلام ) على نصارى الروم والصين ، إن القائم المهدي من نسل علي ، أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقا وخلقا وسمتا وهيبة ، يعطيه الله عز وجل ما أعطى الأنبياء ويزيده ويفضله ، إن القائم من ولد علي ( عليه السلام ) له غيبة كغيبة يوسف ، ورجعة كرجعة عيسى بن مريم ، ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الأحمر ، وخراب الزوراء ، وهي الري ، وخسف المزورة وهي بغداد ، وخروج السفياني ، وحرب ولد العباس مع فتيان أرمينية وأذربيجان ، تلك حرب يقتل فيها ألوف وألوف ، كل يقبض على سيف محلى ، تخفق عليه رايات سود ، تلك حرب يشوبها الموت الأحمر والطاعون الأغبر)) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 149فالزوراء هنا هي الري والمزورة هي بغداد ، فإذا اجتمع اللفظان فرقا بين الزوراء المزورة وإذا فرقا يستدل بالقرينة الداخلية في الرواية على مكان الزوراء كالرواية السابقة ، ثم انظر إلى هذه الحقيقة في هذه الرواية (( وحرب ولد العباس مع فتيان أرمينية وأذربيجان)) ، فلو كان حكم بني العباس هو بغداد العراق فليس للعراق حدود متاخمة مع أرمينية وأذربيجان بل إيران هي التي لها هذه الحدود مع هذه الدول ، وهذا يدل على إن حكم بني العباس في آخر الزمان هو في إيران وليس في العراق ، ولكن فرع من هذا الحكم سوف يكون في العراق كما دلت على ذلك الروايات الشريفة عن النبي( ص) ((قال النبي صلى الله عليه وآله : يكون لبني العباس رايتان مركزهما كفر وأعلاهما ضلالة إن أدركتها يا ثوبان فلا تستظل بظلها)) وقال ((ص) ((قال النبي : إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق ، فان أولها فتنة ، وأوسطها هرج ، وآخرها ضلالة)) مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3
من مجموع هذه الروايات نستبين إن حكم بني العباس في إيران والعراق معا ، ولكن مركز حكمهم هو إيران وليس العراق كما هو واضح .
بني العباس في آخر الزمان ... أين مركز حكمهم
مما لا شك إن الروايات المعصومة قد أكدت على إن لحكم بني العباس رجعة في آخر الزمان وان حكمهم سيتجدد مرة أخرى ، أما حيثية هذا الرجوع فليس من العسير أن يجد له مبرر إذا ثبت الأصل بالنص ، فيكون رجوعهم أما من حيث المعنى أو من حيث الانتساب إلى بني العباس ، فقد ورد عن الإمام الرضا(ع) هذه الحقيقة (( علي بن أحمد البندنيجي ، عن عبيد الله بن موسى العلوي ، عن محمد ابن موسى ، عن أحمد بن أبي أحمد ، عن محمد بن علي القرشي ، عن الحسن بن الجهم ، قال : " قلت للرضا ( عليه السلام ) : أصلحك الله ، إنهم يتحدثون أن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس. فقال : كذبوا إنه ليقوم وإن سلطانهم لقائم " )) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 315 . والرواية الأخرى التي تثبت هذه الحقيقة مارواه النعماني أيضا(( مرفوعا عن علي بن أبي حمزة قال : رافقت أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) بين مكة والمدينة ، فقال لي يوما : يا علي ، لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسقيت الأرض دماءهم حتى يخرج السفياني . قلت له : يا سيدي ، أمره من المحتوم ؟ قال : نعم ، ثم أطرف هنيئة ، ثم رفع رأسه ، وقال : ملك بني العباس مكر وخداع ، يذهب حتى يقال : لم يبق منه شئ ، ثم يتجدد حتى يقال : ما مر به شئ " )) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 314 . إذا ثبت ذلك دعونا نرى أين مكان حكم بني العباس ، للوهلة الأولى قد يضن البعض إن مكان حكمهم هو بغداد كما أكدت على ذلك العديد من الروايات كارواية المنقولة في البحار عن رسول الله (ص) ((وروي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وآله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ، قال : فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ، يعني بغداد ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويفضحون أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون [ بها ] ثلاثمائة كبش من بني العباس )) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 186 .
وهذا واضح انهم يحكمون في بغداد ولكن ليس مركز حكمهم هو بغداد لو تأملنا الروايات جيدا فالننظر الى هذه لرواية جيدا والتي ينقلها الكليني في الكافي ((سهل بن زياد ، عن بكر بن صالح ، عن محمد بن سنان ، عن معاوية بن وهب قال تمثل أبو عبد الله ( عليه السلام ) ببيت شعر لابن أبي عقب . وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى * ثمانون ألفا مثل ما تنحر البدن. ثم قال لي : تعرف الزوراء ؟ قال : قلت : جعلت فداك يقولون : إنها بغداد قال : لا ، ثم قال ( عليه السلام ) : دخلت الري ؟ قلت : نعم ، قال : أتيت سوق الدواب ؟ قلت : نعم ، قال : رأيت الجبل الأسود عن يمين الطريق ؟ تلك الزوراء يقتل فيها ثمانون ألفا منهم ثمانون رجلا ( 2 ) من ولد فلان كلهم يصلح للخلافة ، قلت : ومن يقتلهم جعلت فداك ؟ قال : يقتلهم أولاد العجم )) الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 177وهنا فان دلالة الإمام (ع) يريد أن يضع مصداقا آخر للزوراء وهي إيران وليس العراق فان الزوراء تطلق في الروايات على مكانين وليس مكانا واحدا كما هو واضح من دلالة الرواية . والأوضح من ذلك هذه الرواية التي ينقلها النعماني في كتابه الغيبة ((ومن نسل علي القائم المهدي الذي يبدل الأرض غير الأرض ، وبه يحتج عيسى بن مريم ( عليه السلام ) على نصارى الروم والصين ، إن القائم المهدي من نسل علي ، أشبه الناس بعيسى بن مريم خلقا وخلقا وسمتا وهيبة ، يعطيه الله عز وجل ما أعطى الأنبياء ويزيده ويفضله ، إن القائم من ولد علي ( عليه السلام ) له غيبة كغيبة يوسف ، ورجعة كرجعة عيسى بن مريم ، ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الأحمر ، وخراب الزوراء ، وهي الري ، وخسف المزورة وهي بغداد ، وخروج السفياني ، وحرب ولد العباس مع فتيان أرمينية وأذربيجان ، تلك حرب يقتل فيها ألوف وألوف ، كل يقبض على سيف محلى ، تخفق عليه رايات سود ، تلك حرب يشوبها الموت الأحمر والطاعون الأغبر)) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 149فالزوراء هنا هي الري والمزورة هي بغداد ، فإذا اجتمع اللفظان فرقا بين الزوراء المزورة وإذا فرقا يستدل بالقرينة الداخلية في الرواية على مكان الزوراء كالرواية السابقة ، ثم انظر إلى هذه الحقيقة في هذه الرواية (( وحرب ولد العباس مع فتيان أرمينية وأذربيجان)) ، فلو كان حكم بني العباس هو بغداد العراق فليس للعراق حدود متاخمة مع أرمينية وأذربيجان بل إيران هي التي لها هذه الحدود مع هذه الدول ، وهذا يدل على إن حكم بني العباس في آخر الزمان هو في إيران وليس في العراق ، ولكن فرع من هذا الحكم سوف يكون في العراق كما دلت على ذلك الروايات الشريفة عن النبي( ص) ((قال النبي صلى الله عليه وآله : يكون لبني العباس رايتان مركزهما كفر وأعلاهما ضلالة إن أدركتها يا ثوبان فلا تستظل بظلها)) وقال ((ص) ((قال النبي : إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق ، فان أولها فتنة ، وأوسطها هرج ، وآخرها ضلالة)) مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3
من مجموع هذه الروايات نستبين إن حكم بني العباس في إيران والعراق معا ، ولكن مركز حكمهم هو إيران وليس العراق كما هو واضح .
تعليق