توجد العديد من النوافذ التي يمكن من خلالها إلقاء النظرة على ما يدور في كواليس أنقرا وردهاتها السياسية المعتمة، وفي هذا الخصوص سعت بعض التسريبات الأخيرة إلى تسليط الضوء على ما حدث يوم الجمعة الماضي في أنقرا من خلال الإشارة إلى النقاط والوقائع الآتية:
• سعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى مطالبة قيادة الجيش التركي بضرورة التحرك العسكري إلى داخل الأراضي السورية.
• الغرض الأول من التدخل هو أن يغطي مناطق شمال سوريا التي تزايدت توتراتها خلال الثلاثة أيام التي سبقت يوم الجمعة الماضي.
• عقد كبار المسؤولين بمكتب رئيس الوزراء التركي لقاءً مشتركاً مع قيادة الجيش التركي وذلك للتفاهم حول طبيعة العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا.
• برزت خلافات في اجتماع مكتب رئيس الوزراء ـ قيادة الجيش حول كيفية وضع مفهوم محدد يتم على أساسه تحديد وتعريف العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا.
• أشار أحد الاقتراحات التي تم تداولها إلى إمكانية استلهام بنود القرار الدولي 1973 الذي تشكلت على أساسه العملية العسكرية التدخلية الدولية الجارية حالياً ضد ليبيا، وذلك على أساس اعتبارات وجود تماثل في الجانب المتعلق لـ(حماية المدنيين الليبيين) بما يمكن اشتقاق مفهوم موازي لهذا التماثل يتضمن التأكيد على أن المطلوب تركياً هو (حماية المدنيين السوريين).
• سعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى التنديد في تصريحاته بدمشق، وبالتالي فقد كان قيام أردوغان باتهام دمشق بأنها (ترتكب الفظائع) هو اتهام مرسوم ومخطط له بشكل قصدي، يهدف إلى التسويق السياسي بما يمهد السبيل أمام عملية الجيش التركي المحتملة ضد شمال سوريا.
• قرار أنقرا بإنفاذ العملية العسكرية التدخلية التركية ضد شمال سوريا كان قبل انعقاد جولة الانتخابات البرلمانية العامة التركية بيومين، الأمر الذي أربك المزيد من الحسابات التركية الداخلية المتعلقة بالصراع الانتخابي، ولم يكن من المتاح لأنقرا معرفة حسابات الفرص والمخاطر المتعلقة بتأثير تداعيات العملية العسكرية على العملية الانتخابية بالشكل الدقيق.
• تقول التسريبات، بأن سبب قرار أردوغان، هو إدراك أنقرا إلى أن هناك عملية عسكرية سورية وشيكة، وإذا تم إنفاذ هذه العملية، فإن مخطط استهداف سوريا عبر المنطقة الشمالية سوف يفشل، طالما أن القوام الأساسي للجماعات المسلحة التي تم إدخالها عبرالحدود التركية سوف يتفكك وينهار تماماً.
• ظلت أنقرا أكثر وعياً وإدراكاً بأن المسلحين الذين تم إدخالهم عبر الحدود التركية إلى داخل شمال سوريا هم من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين السورية، والذي تدرك أنقرا جيداً كيف تم تدريبهم وتمويلهم وتزويدهم بالسلاح وتهريبهم إلى داخل شمال سوريا.
• تدرك أنقرا جيداً أنها شاركت في العملية من خلال تقديم المزيد من الدعم والمساعدات المحفزة بما في ذلك توسيع نطاق شبكة اتصالات هواتف الخليوي التركية بما يشمل مناطق شمال سوريا.
هذا، وأشارت التسريبات إلى أن أنقرا كانت على علم تام بالتفاصيل الدقيقة التي حدثت في منطقة جسر الشغور في يوم أمس الاثنين ، حيث قام المسلحون بقتل 120 عنصراً من عناصر أجهزة الأمن والشرطة السورية، وضمن عملية نوعية، تضمنت المزيد من العمليات وتصوير عمليات القتل بحيث تبدو كما لو أنها عمليات قامت بتنفيذها القوات السورية ضد المدنيين، ثم القيام باستخدام هذه الصور في العمليات النفسية الإعلامية الجارية حالياً ضد دمشق.
منقول
تعليق