التقليد بين فقهاء الشيعة..وبابوات الكنيسة
الحلقة الاولى
الحلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على النبي الخاتم محمد وآلخ الطاهرين وسلم تسليما"
وبعد...
ربما لا يعرف اكثرنا ان مسألة التقليد لم يكن ظهورها الاول في فقه الشيعة بعد غيبة الامام المهدي(عج) ، بل هي اقدم من ذلم بمئات السنين فقد سبق ظهورها في فقه الشيعة ظهورها في فقه اهل الكتاب-اليهود والنصارى- وكان متلازما" على ما يبدو مع غيبة او رحيل اصحاب الرسالات السماوية من الانبياء او اوصياؤهم، وقد كان نصيب المسيحين من الابتلاء بهذه البدعة الاجنبية بعد رفع المسيح(ع)عن الدين لا يقل عن ابتلاء عوام الشيعة بها بعد غيبة الامام المهدي(ع) ، فالطوائف المسيحية المتعددة -كالارذدوكس والكاثوليك وغريهن- كانت هي السابقة في اتباع هذه السنة لمئات السنين ولم يكن احد ليجرؤ احد على مخالفة هذه البدعة الخطيرة في صفوف رجال الكهنوت المسيحي حتى ظهر اخيرا"(مارتن لوثر) القس المسيحي المجدد ابان القرن السادس عشر ليعلن ثورته الدينية الشهيرة على ادعياء التقليد الكنسي والبابوات والقساوسة المبطلين الذين حرفوا دين يسوع المسيح طوال قرون مظلمة مرت، لتستمر بعد ذلك الطائفة التي اتبعت افكار لوثر التجديدية والتي تعرف بال(بروتستانتية) والتي يعتنقها اليوم حوالي 800 مليون مسيحي في شتى بقاع العالم .
لقد كان الصراع الكنسي بين ابناء البروتستانتية ونظرائهم من الكاثوليك والارذدوكس يدور حول محاور عديدة منها محور عقيدة التقليد المقدس ، الذي لا يؤمن به اتباع لوثر بينما يعتبره الكاث والارذ عقيدة اساسية يقوم على اساسها الايمان الحقيقي لرسالة يسوع، وهو يذكرنا بالصراع الازلي بين اتباع المدرسة الاخبارية والمدرسة الاصولية من الشيعة في عصر الغيبة ، فكما رفض الاخباريين التقليد وحاربوه وال عقود من الزمن ، فعل الشيء ذاته البروتستانت المسيحيين تجاه عقيدة الكاثوليك ، تعالوا لنقرا بعض النصوص المسيحية لقساوسة الكنائس الاصولية- ان صح التعبير- حول التقليد :يقول الانبا شنودة الثالث -بابا الاكندرية الشهير المعاصر-في كتابه اللاهوت المقارن ج1 :
(التقليد هو كل تعليم وصل إلينا عن طريق التسليم الرسولي والآبائي، غير الكلام الذي ترك لنا كتابة في الكتاب المقدس، في موضوعات ربما لم تذكر في الكتاب، ولكنها لا تتعارض معه في شئ.
والبروتستانت لا يؤمنون بالتقليد. ولا يلتزمون إلا بالكتاب المقدس وبهذا الوضع يتركون كل التراث الذي تركته الأجيال السابقة للكنيسة: كل ما تركه الآباء الرسل، آباء الكنيسة الأولي، والمجامع المقدسة، والقوانين والنظم الكنسية، وما في الكنيسة من طقوس ومن نظم، وما أخذناه من تعليم شفاهي عبر هذه الأجيال الطويلة كلها. وسنبحث هنا موضوع التقليد.)
ومن الجدير بالذكر ان رجال الكنيسة عندما لم يجدوا دليلا" واحدا" يثبت التقليد راحوا يسوقون ادلة تذكرنا بفقهاء الشيعة حين عجزوا عن ايجاد دليل ثابت يوجب التقليد راحوا يسوقون الادلة العقلية والقول بدعوى ان القرآن لا يفي بالغرض كقول العلامة الحلي في كتاب الألفين ( الوقايع غير متناهية والكتاب والسنة متناهيان) كتاب الألفين - العلامة الحلي - ص 27، وقال في موضع اخر من نفس الكتاب ماهذا نصه ( الوقايع غير محصورة ، والحوادث غير مضبوطة ، والكتاب والسنة لا يفيان بها ) كتاب الألفين - العلامة الحلي - ص 28.
ان الملفت للنظر و ذلك التقارب في الفكر والنهج بين رجال الكنيسة وفقهاء الشيعة في القول والفعل ، فكلام العلامة الحلي يشابه بل يابق كلام القساوسة والبابوات ومنهم الانبا شنودة في نفس الكتاب يقول في فصل تحت عنوان(الكتاب لم يذكر كل شيء) ما نصهلم يذكر كل ما فعله السيد المسيح، ولا كل ما قاله.. وإنما الذي حدث هو أن الإنجيليين اختاروا بعضاً من أقوال السيد المسيح ومن أعماله وسجلوها في وقت ما للناس، وتركوا الباقي.
وهذا واضح في أخر إنجيل قد كتب، إذا يقول القديس يوحنا الرسول (وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة فواحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة) (يو25:21) كما يقول أيضاً (وآيات آخر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه) (يو20: 30،31)
. وبعد...
ربما لا يعرف اكثرنا ان مسألة التقليد لم يكن ظهورها الاول في فقه الشيعة بعد غيبة الامام المهدي(عج) ، بل هي اقدم من ذلم بمئات السنين فقد سبق ظهورها في فقه الشيعة ظهورها في فقه اهل الكتاب-اليهود والنصارى- وكان متلازما" على ما يبدو مع غيبة او رحيل اصحاب الرسالات السماوية من الانبياء او اوصياؤهم، وقد كان نصيب المسيحين من الابتلاء بهذه البدعة الاجنبية بعد رفع المسيح(ع)عن الدين لا يقل عن ابتلاء عوام الشيعة بها بعد غيبة الامام المهدي(ع) ، فالطوائف المسيحية المتعددة -كالارذدوكس والكاثوليك وغريهن- كانت هي السابقة في اتباع هذه السنة لمئات السنين ولم يكن احد ليجرؤ احد على مخالفة هذه البدعة الخطيرة في صفوف رجال الكهنوت المسيحي حتى ظهر اخيرا"(مارتن لوثر) القس المسيحي المجدد ابان القرن السادس عشر ليعلن ثورته الدينية الشهيرة على ادعياء التقليد الكنسي والبابوات والقساوسة المبطلين الذين حرفوا دين يسوع المسيح طوال قرون مظلمة مرت، لتستمر بعد ذلك الطائفة التي اتبعت افكار لوثر التجديدية والتي تعرف بال(بروتستانتية) والتي يعتنقها اليوم حوالي 800 مليون مسيحي في شتى بقاع العالم .
لقد كان الصراع الكنسي بين ابناء البروتستانتية ونظرائهم من الكاثوليك والارذدوكس يدور حول محاور عديدة منها محور عقيدة التقليد المقدس ، الذي لا يؤمن به اتباع لوثر بينما يعتبره الكاث والارذ عقيدة اساسية يقوم على اساسها الايمان الحقيقي لرسالة يسوع، وهو يذكرنا بالصراع الازلي بين اتباع المدرسة الاخبارية والمدرسة الاصولية من الشيعة في عصر الغيبة ، فكما رفض الاخباريين التقليد وحاربوه وال عقود من الزمن ، فعل الشيء ذاته البروتستانت المسيحيين تجاه عقيدة الكاثوليك ، تعالوا لنقرا بعض النصوص المسيحية لقساوسة الكنائس الاصولية- ان صح التعبير- حول التقليد :يقول الانبا شنودة الثالث -بابا الاكندرية الشهير المعاصر-في كتابه اللاهوت المقارن ج1 :
(التقليد هو كل تعليم وصل إلينا عن طريق التسليم الرسولي والآبائي، غير الكلام الذي ترك لنا كتابة في الكتاب المقدس، في موضوعات ربما لم تذكر في الكتاب، ولكنها لا تتعارض معه في شئ.
والبروتستانت لا يؤمنون بالتقليد. ولا يلتزمون إلا بالكتاب المقدس وبهذا الوضع يتركون كل التراث الذي تركته الأجيال السابقة للكنيسة: كل ما تركه الآباء الرسل، آباء الكنيسة الأولي، والمجامع المقدسة، والقوانين والنظم الكنسية، وما في الكنيسة من طقوس ومن نظم، وما أخذناه من تعليم شفاهي عبر هذه الأجيال الطويلة كلها. وسنبحث هنا موضوع التقليد.)
ومن الجدير بالذكر ان رجال الكنيسة عندما لم يجدوا دليلا" واحدا" يثبت التقليد راحوا يسوقون ادلة تذكرنا بفقهاء الشيعة حين عجزوا عن ايجاد دليل ثابت يوجب التقليد راحوا يسوقون الادلة العقلية والقول بدعوى ان القرآن لا يفي بالغرض كقول العلامة الحلي في كتاب الألفين ( الوقايع غير متناهية والكتاب والسنة متناهيان) كتاب الألفين - العلامة الحلي - ص 27، وقال في موضع اخر من نفس الكتاب ماهذا نصه ( الوقايع غير محصورة ، والحوادث غير مضبوطة ، والكتاب والسنة لا يفيان بها ) كتاب الألفين - العلامة الحلي - ص 28.
ان الملفت للنظر و ذلك التقارب في الفكر والنهج بين رجال الكنيسة وفقهاء الشيعة في القول والفعل ، فكلام العلامة الحلي يشابه بل يابق كلام القساوسة والبابوات ومنهم الانبا شنودة في نفس الكتاب يقول في فصل تحت عنوان(الكتاب لم يذكر كل شيء) ما نصهلم يذكر كل ما فعله السيد المسيح، ولا كل ما قاله.. وإنما الذي حدث هو أن الإنجيليين اختاروا بعضاً من أقوال السيد المسيح ومن أعماله وسجلوها في وقت ما للناس، وتركوا الباقي.
وهذا واضح في أخر إنجيل قد كتب، إذا يقول القديس يوحنا الرسول (وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة فواحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة) (يو25:21) كما يقول أيضاً (وآيات آخر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه) (يو20: 30،31)
وبالرغم من ما وجده القائلين بالتقليد في الكتاب المقدس من ذم صريح للتقليد على لسان يسوع المسيح الا انهم حاولوا كما فعل فقهاء الشيعة الالتفاف حول النص وتفسيره على حسب اهواءهم ومصالحهم ، حيث يذكر الانجيل توبيخ السيد المسيح لأولئك اليهود المتمسكين بتقليد الشيوخ رجال الكهنوت دون تعاليم الكتاب المقدس ما نصهوَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ وَقَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ.
2 وَلَمَّا رَأَوْا بَعْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ، أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ، لاَمُوا.
3 لأَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ الْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ بِاعْتِنَاءٍ، لاَ يَأْكُلُونَ، مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ.
4 وَمِنَ السُّوقِ إِنْ لَمْ يَغْتَسِلُوا لاَ يَأْكُلُونَ. وَأَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّمُوهَا لِلتَّمَسُّكِ بِهَا، مِنْ غَسْلِ كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ وَآنِيَةِ نُحَاسٍ وَأَسِرَّةٍ.
5 ثُمَّ سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ: «لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ الشُّيُوخِ، بَلْ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ؟»
6 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ! كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا،
7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ.
8 لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ، وَأُمُورًا أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ».انجيل مرقس13:7
ان كلام السيد المسيح صريح ينظره حتى الاعمى -ان صح التعبير- لكن رجال الكنيسة حينما وجدوا انه سيسقط في ايديهم ان فهم الناس ان كلامه(ع) يراد به كل رجال الدين في كل زمان ومكان ، فعمدوا بدهاء كبير وخبث عظيم الى الالتفاف حول النص والقول ان ذم التقليد على لسان المسيح لا يشمل رجال الكنيسة والبابوات فراحوا يسوقون الادلة وابتداع ماكر بقولهم (التقليدالسليم والتقليد الباطل) لكي يمرروا المخطط الهدام والفكر المنحرف الى ساحة الدين الحقيقي الذي تركه المسيح، اذ يقول الانبا حول كلام السيد المسيح(ع) إن الذين يرفضون التقليد، يحتجون علي ذلك بأن السيد المسيح قد رفضه في توبيخ الرب للكتبة والفريسيين "وأنتم لماذا تتعدون وصية الرب بسبب تقليدكم" (مت3:15) وإدانة في نفس المناسبة لبعض التقاليد الخاطئة (مت15: 4-6).
وكذلك يحتجون بقول الرسول "انظر أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة أو بغرور باطل حسب تقليد الناس.. وليس حسب المسيح" (كو8:2).
ونحن لا نقصد في حديثنا عن التقليد تلك التقاليد الباطلة التي هي من صنع الناس، أو التي هي ضد تعليم الكتاب أو ضد روحه، أو كالتقاليد التي أظهر السيد المسيح زيفها..
2 وَلَمَّا رَأَوْا بَعْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ دَنِسَةٍ، أَيْ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ، لاَمُوا.
3 لأَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ وَكُلَّ الْيَهُودِ إِنْ لَمْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ بِاعْتِنَاءٍ، لاَ يَأْكُلُونَ، مُتَمَسِّكِينَ بِتَقْلِيدِ الشُّيُوخِ.
4 وَمِنَ السُّوقِ إِنْ لَمْ يَغْتَسِلُوا لاَ يَأْكُلُونَ. وَأَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسَلَّمُوهَا لِلتَّمَسُّكِ بِهَا، مِنْ غَسْلِ كُؤُوسٍ وَأَبَارِيقَ وَآنِيَةِ نُحَاسٍ وَأَسِرَّةٍ.
5 ثُمَّ سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ: «لِمَاذَا لاَ يَسْلُكُ تَلاَمِيذُكَ حَسَبَ تَقْلِيدِ الشُّيُوخِ، بَلْ يَأْكُلُونَ خُبْزًا بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ؟»
6 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «حَسَنًا تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ! كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا،
7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ.
8 لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ، وَأُمُورًا أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ».انجيل مرقس13:7
ان كلام السيد المسيح صريح ينظره حتى الاعمى -ان صح التعبير- لكن رجال الكنيسة حينما وجدوا انه سيسقط في ايديهم ان فهم الناس ان كلامه(ع) يراد به كل رجال الدين في كل زمان ومكان ، فعمدوا بدهاء كبير وخبث عظيم الى الالتفاف حول النص والقول ان ذم التقليد على لسان المسيح لا يشمل رجال الكنيسة والبابوات فراحوا يسوقون الادلة وابتداع ماكر بقولهم (التقليدالسليم والتقليد الباطل) لكي يمرروا المخطط الهدام والفكر المنحرف الى ساحة الدين الحقيقي الذي تركه المسيح، اذ يقول الانبا حول كلام السيد المسيح(ع) إن الذين يرفضون التقليد، يحتجون علي ذلك بأن السيد المسيح قد رفضه في توبيخ الرب للكتبة والفريسيين "وأنتم لماذا تتعدون وصية الرب بسبب تقليدكم" (مت3:15) وإدانة في نفس المناسبة لبعض التقاليد الخاطئة (مت15: 4-6).
وكذلك يحتجون بقول الرسول "انظر أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة أو بغرور باطل حسب تقليد الناس.. وليس حسب المسيح" (كو8:2).
ونحن لا نقصد في حديثنا عن التقليد تلك التقاليد الباطلة التي هي من صنع الناس، أو التي هي ضد تعليم الكتاب أو ضد روحه، أو كالتقاليد التي أظهر السيد المسيح زيفها..
إنما نقصد التقليد السليم الذي هو علي أنواع:
1- تعليم الرب نفسه الذي وصل عن طريق التقليد.
2- التقليد الرسولي الذي هو تعليم الآباء الرسل وقد وصل إلينا عن طريق التسليم جيل يسلم جيلاً.
3- التقليد الكنسي، الذي قررته مجامع الكنيسة المقدسة في قوانينها ونظمها أو ما وصل إلينا عن طريق الآباء الكبار معلمي البيعة أو أبطال الإيمان. وهذا ينقلنا إلي نقطة هامة وهي: سلطة الكنيسة في التشريع
ومن المفارقات ان نجد فقهاء الشيعة حين عجزوا عن الاتكاز على دليل واحد نقلي-ما عدا الوراية الضعيفة السن الواردة في تفسير الحسن العسكري- عمدوا الى ايراد ادلة عقلية لاثبات التقليد كما يذكر الخميني في كتابه (الاجتهاد والتقليد) المعروف أن عمدة دليل وجوب التقليد هو ارتكاز العقلاء ، فإنه من فطريات العقول رجوع كل جاهل إلى العالم، ورجوع كل محتاج في صنعة )الاجتهاد والتقليد/الخميني، وبالرغم من وجود اعترافات صريحة بين يات كتب جهابذة الفكر الاصولي لهم من امثال السيد الخوئي: ( ثم إن التكلم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتب عليه ثمرة فقهية اللهم إلا في النذر . وذلك لعدم وروده في شئ من الروايات . نعم ورد في رواية الاحتجاج فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه مخالفا على هواه . مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه إلا أنها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد ) كتاب الاجتهاد والتقليد - السيد الخوئي - شرح ص 81.
وختاما" اذكر رواية السنن الالهية التي وعد الله ورسوله امةمحمد(ص) ان تجري عليهم سنن الامم السالفة : (عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، حتى لا تخطؤون طريقهم، ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل) بحار الانوارج13
__________________
1- تعليم الرب نفسه الذي وصل عن طريق التقليد.
2- التقليد الرسولي الذي هو تعليم الآباء الرسل وقد وصل إلينا عن طريق التسليم جيل يسلم جيلاً.
3- التقليد الكنسي، الذي قررته مجامع الكنيسة المقدسة في قوانينها ونظمها أو ما وصل إلينا عن طريق الآباء الكبار معلمي البيعة أو أبطال الإيمان. وهذا ينقلنا إلي نقطة هامة وهي: سلطة الكنيسة في التشريع
ومن المفارقات ان نجد فقهاء الشيعة حين عجزوا عن الاتكاز على دليل واحد نقلي-ما عدا الوراية الضعيفة السن الواردة في تفسير الحسن العسكري- عمدوا الى ايراد ادلة عقلية لاثبات التقليد كما يذكر الخميني في كتابه (الاجتهاد والتقليد) المعروف أن عمدة دليل وجوب التقليد هو ارتكاز العقلاء ، فإنه من فطريات العقول رجوع كل جاهل إلى العالم، ورجوع كل محتاج في صنعة )الاجتهاد والتقليد/الخميني، وبالرغم من وجود اعترافات صريحة بين يات كتب جهابذة الفكر الاصولي لهم من امثال السيد الخوئي: ( ثم إن التكلم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتب عليه ثمرة فقهية اللهم إلا في النذر . وذلك لعدم وروده في شئ من الروايات . نعم ورد في رواية الاحتجاج فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه مخالفا على هواه . مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه إلا أنها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد ) كتاب الاجتهاد والتقليد - السيد الخوئي - شرح ص 81.
وختاما" اذكر رواية السنن الالهية التي وعد الله ورسوله امةمحمد(ص) ان تجري عليهم سنن الامم السالفة : (عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، حتى لا تخطؤون طريقهم، ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل) بحار الانوارج13
__________________
تعليق