بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا بحث يحتوي في طياته , صورة للمرجعيات , طالما كانت غائبة عن اذهان الكثيرين , الا وهي الصراع او الصراعات , التي كانت محتدمة بين مرجعيات الشيعة , وتتمثل هذة الصراعات , في النزاعات على المناصب والاموال والمراكز , بل وخلافات يراها البعض تافهة وسخيفة ونراها جسيمة وعظيمة ,
الصراع بين الاصولين والاخباريين
عندمااضطر بعض العلماء , في القرن الخامس هجري كالمفيد[1] والمرتضى[2] والطوسي[3] الى فتح باب الاجتهاد خروجا عن الخط الامامي الاخباري لانه يهدم ركناً رئيسيا من اركان النظرية الامامية , التي يشترط العلم الالهي في احكام الدين , وتحصر عملية التشريع والافتاء في الامام المعصوم المنصوص عليه من الله ورسوله) وقد عادت الحركة الاخبارية في منتصف ايام الدولة الصفوية , على يد الشيخ محمد امين الاستربادي (1036 هـ) التي تدعو الى التمسك الشديد بالاخبار , ورفض التطورات التي تتم تحت اجتهادات الاصوليين , ومن هنا فقد كانت ترفض عملية( الاجتهاد والمجتهدين , وتعتبر ذلك بدعة في الدين , وترفض عملية تقسيم الامة الى مجتهد ومقلدين , وكانت ترفض الاعتراف باي ولاية ( للفقهاء ) الذين تعتبرهم منحرفين عن خط اهل البيت (ع), كما ترفض عملية التقليد , ولاتجيزه الا للائمة المعصومين (ع)
وقد شن الميرزا محمد امين الاستربادي , حملة شعواء ضد انصار المدرسة الاجتهادية الاصولية التي راجت في الدولة الصفوية , وقال : (( ان الروايات التي ذكرها اصحابنا الاخباريون , كالصدوقين و ثقة الاسلام الكليني , كما صرح في اوائل كتاب الكافي : باب حرمة الاجتهاد والتقليد , وفي وجوب التمسك بروايات العترة الطاهرة المسطورة في تلك الكتب المؤلفة بامرهم (ع)
وعندما قام العلماء المتاخرون كالمحقق الكركي* , بالقول بنظرية ( النيابة العامة اعتبر اخباريون العمل السياسي واقامة الدولة وممارسة مهامها ,اغتصاباً لسلطة وصلاحيات الامام المعصوم(عج),) وقد تصدى للاخبارين السيد باقر البهبهاني و كان يدرس في كربلاء في العراق , وافتى بتكفير الاخباريين .
وبعد قيام الدولة القاجارية في ايران في مطلع القرن الثالث عشر هجري , جاء علي شاه , فتأرجحت الدولة (الشيعية ) بين علماء المدرسة الاصولية بزعامة الشيخ كاشف الغطاء (1228) والسيد محمد المجاهد (1242) وعلماء المدرسة الاخبارية بزعامة الميرزا محمد الاخباري (1232) والشيخ احمد زين الدين الاحسائي (1241) .
ويقول السيد الطالقاني[: وكان علماء كربلاء , قد صمموا على تكفير كل عالم يرأس ويتزعم
الحركة الاخبارية ويخافون تقدمه , وقدكفروا عدد من العلماء , ولكنهم لما اصابهم من الخجل
تركوا ذلك.
ويضيف قائلاً ( بدأ البرغاني للانتقام من الاحسائي , والوقيعة واخذ يتحين الفرص ويتسقط كلامه للحصول على أي مدخل يلج منه , وممسك به , وحانت الفرصة للبرغاني ان يلعب لعبته ويحقق رغبته , فاضاف الى الأراء بعض الكفريات , ونشرها بين العوام , ونسب الاحسائي الى تضليل , العوام بأرائه وكفره , وانتشرت اخبار تكفير الاحسائي في المدن الايرانية , وعندما وصل الى خراسان ومرٌ بالمدينة , وجد , الانقسام واضحاً,فريق يتجاهله, وفريق تعصب له.
وقد كتب الشهيد الثالث[9] الى علماء كربلاء بانه , كفر الاسترابادي, وطلب بذلك , فاستجابوا وارتفعت الاصوات معلنه كفره , فاصاب الناس الحيره من ذلك ثم سادت الخصومة وتوسع الخلاف , وظهر لدى الشيعة مبدأ جديد وهو الاصوليون
وقد جرى بين هاتين الفرقتين – الاخبارين والاصوليين – منازعات وتكفير حتى ان بعضهم افتى بتحريم الصلاة خلف البعض الاخر[10] , وكان من شيوخ الطائفة الاخبارية من لا يلمس مؤلفات الاصوليين بيده تحاشياً من نجاستها , وانما يقبضها من وراء الملابس[11] , وقد كفر الاستربادي ( الاخباري ) بعض الاصوليين , ونسبهم الى تخريب الدين , كما نسب الفيض الكاشاني صاحب الوافي , الى احد مصادرهم الثمانية جميع علمائهم الى الكفر[12] .
,مما رواه الحاج العلامة كمال الدين الطائي , والشيخ قاسم العيسي ,قالا :كنا محمد مهدي الخالصي في الكاظمية , فسأله احد علماء السنة عن رأيه في (الكليني) صاحب كتاب الكافي , فقال الخالصي :إنه كافر , فسأله عن صاحب كتاب الوافي , فقال إنه كافر , فسأله من صاحب كتاب من لايحضره الفقيه,فقال :إنه كافر وزنديق وسأله عن صاحب كتاب (فصل الخطاب في اثبات تحرف كتاب رب الارباب ) وهو النوري الطبرسي ,فتردد الخالصي , وبعد تفكير عميق قال :أن الحكومة التركية أذته ,فهرب الى ايران ,والف هذا الكتاب ,فقال له العالم السني وهل تكلم في كتابه عن الاتراك أو عن القران ؟!!
وهنا وقف حمار الشيخ في العقبة , والعقبة التي وقف فيها هي أن النوري الطبرسي كان , أستاذاً لكاشف الغطاء ,وكاشف الغطاء كان حياً يرزق والطعن في عقيده استاذه يرجع عليه ,أي على الخالصي , والخالصي شجاع على الاموات فقط .
صراع المرجعيات صراع المناصب
كان السيد محسن الحكيم يدرس عند النائيني , وكان احد تلامذة النائيني ايضاً شخص اسمه سيد جمال الكلبايكاني وهو اعلى طبقة من تلامذةالنائيني الذي توفي (1355هـ) . وتوجهت الانظار بعد وفاته الى السيد جمال الكلبايكاني , وفيما ان فرش المكان للصلاة في الحرم , وقد فرش سجادة الصلاة للكلبايكاني, على ان يصلي محل النائيني , صلاة المغرب والعشاء , وفي هذة الاثناء جاء السيد محسن الحكيم محاطاً بعددمن (الشقاوات ) يحملون الخناجر , وصلى في مكان النائيني , وعندما اخبرو الكلبايكاني قبل وصوله الى الحرم بذلك وهو لايزال في الطريق وقف ثم عاد من حيث اتى قائلاً باللغة الفارسية ( همجنين نماز بروذى نمي خواهد) اي ( كهذه بالقوة لا اريدها )
ويذكر ان السيد محمد الهاشمي نجل اية الله جمال الدين الكلبايكاني ,وبفعل صدمة هذة الحادثة نظم قصيدة يهجو فيها السيد الحكيم وافراد حاشيته , الذين جاؤوا به على اساس انه مرجع عربي , والغريب ان هذا الهاجي للسيد الحكيم هو محمد الهاشمي اصبح من اقرب المقربين للسيد الحكيم ,وذلك ان الهاشمي كان بالاساس مرتبطاً بشاه ايران , وعندما فرضت مرجعية الحكيم ,كأمر واقع عاد مرة اخرى الى هجائه انتقاماً لاستقصاء والده من المرجعية[14] .وقد اخذت هذه الصراعات تتفاقم حتى على الصعيد الشخصي للمراجع فيذكر لنا عادل رؤوف ان (توضيح الصراع التحتي الخطير الذي يحكم واقع يفسر دوامتها فيما يرتبط بالمرجع الاعلى وطريقة وصوله الى هذا المنصب ,ويتوضح هذا الصراع حتى على امكنه الصلاة في حرم الامام علي , والقصص كثيرة التي تدخل في هذا الباب منها , ان محمد علي الشيرازي قد ضرب حتى نزف دماً من انفه على يد احد الشقاوات الذي يسمى (حديد) وهو من جماعة محمد رضا الحكيم , ولقد ضرب محمد علي الشيرازي لأنه نقل صلاة ابيه في الصحن الحيدري من مكانها القديم الذي كان وراء اية الله الحكيم الى مكان اخر هو مكان السيد يحيى اليزدي بعد وفاته , فاجتهد محمد علي الشيرازي بان يحتل هذا المكان الواسع بدل مكان ابيه عبد الله الشيرازي , وعندما شرع في ذلك , وقد فرش السجاد في هذا المكان جاءه محمد رضا الحكيم ومعه (شقاوته) المعروفة , فتقدم من هؤلاء (حديد ) وضرب محمد علي الشيرازي , وتركه ينزف دماً , وجاء بمحمد الهاشمي الذي ذكرنا اسمه فيما سبق في هذا المكان انهاءً لـ ( صراع) الامكنة بين المراجع العظام !!)[15] ومن المواقف الشخصية , كخلافات ومشادات كلامية بين المرجعيات فحدث ولا حرج ومنها في الكويت , حيث كان شبر عالم الكويت المجتهد المعروف , في مجلس السيد علي الحسيني في بيته بالنجف عند زيارته , وكان قادماً من الكويت , وقد ارتقى في احد المرات المنبر للخطيب الشيخ مهدي وقال : في هذه الليلة الحزينة ومصاب الحسين , الشيخ كاشف الغطاء ذهب الى القاهرة لحضور البحوث الاسلامية والتقريب بين المذاهب , واضاف : ان كاشف الغطاء يذهب الى بلد النواصب ويطعن الشيعة ويسىء الى الطائفة , فصرخ السيد علي شبر قائلاً في وجه الخطيب الشيخ مهدي : ان علي كاشف الغطاء ( لم يخنق اباه ويلقه في البئر مشيرا الى ما عرف من تصرف ذلك الخطيب مع ابيه .
وكان السيد علي شبر يتكلم بحرقة وانفعال , بحضور السيد جعفر المرعشي وباللهجة الشعبية : ان علي كاشف الغطاء هو دواء سيد محسن الحكيم وهو على قلبه , فيرد على كل قول يقوله أو ممارسة يمارسها .
وقد شردني الحكيم الى الكويت واقعد بعض المراجع في بيتهم واضطرني ان اكون وكيلاً للسيد البروجودي في الكويت [16].
وعند زيارة الشيخ الواسطي للمرجع الديني احمد الحسني البغدادي لتهنئة سلامةالوصول الى دمشق قال ( اي الشيخ البغدادي )معظماً الشيخ كاشف الغطاء ; ;ان كره
الحكيم للشيخ علي هو الذي جعله يتجه الى التحالف مع السلطات , فانبرى الوائلي قائلاً كنت جالساً في الصحن مع السيد سعيد الحكيم والد السيد محمد تقي الحكيم عميد كلية الفقه ,فمر الشيخ علي كاشف الغطاء مع بعض الافراد , فقال السيد سعيد الحكيم نحن الذين حطمنا هذا الشيخ[17] .
وكذلك الشيخ ايه الله الغروي عندما اعتقل في اواخر السبعينات من قبل سلطات البعث الحاكمة انذاك بسبب انتقاده لهم في مجالسه الخاصة , فقد كان يقول السيد الخوئي , وقد تم اعتقاله بعد ان قرر ان يقيم الصلاه في الجامع بعد يومين من ذلك اعتقل , وعندما لم يدافع عنه السيد الخوئي ويتدخل لدى الدوله عنه , فقد حاول علي كاشف الغطاء التوسط لاخراجه من السجن وقد نجح في ذلك[18] .
فهذا بحث يحتوي في طياته , صورة للمرجعيات , طالما كانت غائبة عن اذهان الكثيرين , الا وهي الصراع او الصراعات , التي كانت محتدمة بين مرجعيات الشيعة , وتتمثل هذة الصراعات , في النزاعات على المناصب والاموال والمراكز , بل وخلافات يراها البعض تافهة وسخيفة ونراها جسيمة وعظيمة ,
الصراع بين الاصولين والاخباريين
عندمااضطر بعض العلماء , في القرن الخامس هجري كالمفيد[1] والمرتضى[2] والطوسي[3] الى فتح باب الاجتهاد خروجا عن الخط الامامي الاخباري لانه يهدم ركناً رئيسيا من اركان النظرية الامامية , التي يشترط العلم الالهي في احكام الدين , وتحصر عملية التشريع والافتاء في الامام المعصوم المنصوص عليه من الله ورسوله) وقد عادت الحركة الاخبارية في منتصف ايام الدولة الصفوية , على يد الشيخ محمد امين الاستربادي (1036 هـ) التي تدعو الى التمسك الشديد بالاخبار , ورفض التطورات التي تتم تحت اجتهادات الاصوليين , ومن هنا فقد كانت ترفض عملية( الاجتهاد والمجتهدين , وتعتبر ذلك بدعة في الدين , وترفض عملية تقسيم الامة الى مجتهد ومقلدين , وكانت ترفض الاعتراف باي ولاية ( للفقهاء ) الذين تعتبرهم منحرفين عن خط اهل البيت (ع), كما ترفض عملية التقليد , ولاتجيزه الا للائمة المعصومين (ع)
وقد شن الميرزا محمد امين الاستربادي , حملة شعواء ضد انصار المدرسة الاجتهادية الاصولية التي راجت في الدولة الصفوية , وقال : (( ان الروايات التي ذكرها اصحابنا الاخباريون , كالصدوقين و ثقة الاسلام الكليني , كما صرح في اوائل كتاب الكافي : باب حرمة الاجتهاد والتقليد , وفي وجوب التمسك بروايات العترة الطاهرة المسطورة في تلك الكتب المؤلفة بامرهم (ع)
وعندما قام العلماء المتاخرون كالمحقق الكركي* , بالقول بنظرية ( النيابة العامة اعتبر اخباريون العمل السياسي واقامة الدولة وممارسة مهامها ,اغتصاباً لسلطة وصلاحيات الامام المعصوم(عج),) وقد تصدى للاخبارين السيد باقر البهبهاني و كان يدرس في كربلاء في العراق , وافتى بتكفير الاخباريين .
وبعد قيام الدولة القاجارية في ايران في مطلع القرن الثالث عشر هجري , جاء علي شاه , فتأرجحت الدولة (الشيعية ) بين علماء المدرسة الاصولية بزعامة الشيخ كاشف الغطاء (1228) والسيد محمد المجاهد (1242) وعلماء المدرسة الاخبارية بزعامة الميرزا محمد الاخباري (1232) والشيخ احمد زين الدين الاحسائي (1241) .
ويقول السيد الطالقاني[: وكان علماء كربلاء , قد صمموا على تكفير كل عالم يرأس ويتزعم
الحركة الاخبارية ويخافون تقدمه , وقدكفروا عدد من العلماء , ولكنهم لما اصابهم من الخجل
تركوا ذلك.
ويضيف قائلاً ( بدأ البرغاني للانتقام من الاحسائي , والوقيعة واخذ يتحين الفرص ويتسقط كلامه للحصول على أي مدخل يلج منه , وممسك به , وحانت الفرصة للبرغاني ان يلعب لعبته ويحقق رغبته , فاضاف الى الأراء بعض الكفريات , ونشرها بين العوام , ونسب الاحسائي الى تضليل , العوام بأرائه وكفره , وانتشرت اخبار تكفير الاحسائي في المدن الايرانية , وعندما وصل الى خراسان ومرٌ بالمدينة , وجد , الانقسام واضحاً,فريق يتجاهله, وفريق تعصب له.
وقد كتب الشهيد الثالث[9] الى علماء كربلاء بانه , كفر الاسترابادي, وطلب بذلك , فاستجابوا وارتفعت الاصوات معلنه كفره , فاصاب الناس الحيره من ذلك ثم سادت الخصومة وتوسع الخلاف , وظهر لدى الشيعة مبدأ جديد وهو الاصوليون
وقد جرى بين هاتين الفرقتين – الاخبارين والاصوليين – منازعات وتكفير حتى ان بعضهم افتى بتحريم الصلاة خلف البعض الاخر[10] , وكان من شيوخ الطائفة الاخبارية من لا يلمس مؤلفات الاصوليين بيده تحاشياً من نجاستها , وانما يقبضها من وراء الملابس[11] , وقد كفر الاستربادي ( الاخباري ) بعض الاصوليين , ونسبهم الى تخريب الدين , كما نسب الفيض الكاشاني صاحب الوافي , الى احد مصادرهم الثمانية جميع علمائهم الى الكفر[12] .
,مما رواه الحاج العلامة كمال الدين الطائي , والشيخ قاسم العيسي ,قالا :كنا محمد مهدي الخالصي في الكاظمية , فسأله احد علماء السنة عن رأيه في (الكليني) صاحب كتاب الكافي , فقال الخالصي :إنه كافر , فسأله عن صاحب كتاب الوافي , فقال إنه كافر , فسأله من صاحب كتاب من لايحضره الفقيه,فقال :إنه كافر وزنديق وسأله عن صاحب كتاب (فصل الخطاب في اثبات تحرف كتاب رب الارباب ) وهو النوري الطبرسي ,فتردد الخالصي , وبعد تفكير عميق قال :أن الحكومة التركية أذته ,فهرب الى ايران ,والف هذا الكتاب ,فقال له العالم السني وهل تكلم في كتابه عن الاتراك أو عن القران ؟!!
وهنا وقف حمار الشيخ في العقبة , والعقبة التي وقف فيها هي أن النوري الطبرسي كان , أستاذاً لكاشف الغطاء ,وكاشف الغطاء كان حياً يرزق والطعن في عقيده استاذه يرجع عليه ,أي على الخالصي , والخالصي شجاع على الاموات فقط .
صراع المرجعيات صراع المناصب
كان السيد محسن الحكيم يدرس عند النائيني , وكان احد تلامذة النائيني ايضاً شخص اسمه سيد جمال الكلبايكاني وهو اعلى طبقة من تلامذةالنائيني الذي توفي (1355هـ) . وتوجهت الانظار بعد وفاته الى السيد جمال الكلبايكاني , وفيما ان فرش المكان للصلاة في الحرم , وقد فرش سجادة الصلاة للكلبايكاني, على ان يصلي محل النائيني , صلاة المغرب والعشاء , وفي هذة الاثناء جاء السيد محسن الحكيم محاطاً بعددمن (الشقاوات ) يحملون الخناجر , وصلى في مكان النائيني , وعندما اخبرو الكلبايكاني قبل وصوله الى الحرم بذلك وهو لايزال في الطريق وقف ثم عاد من حيث اتى قائلاً باللغة الفارسية ( همجنين نماز بروذى نمي خواهد) اي ( كهذه بالقوة لا اريدها )
ويذكر ان السيد محمد الهاشمي نجل اية الله جمال الدين الكلبايكاني ,وبفعل صدمة هذة الحادثة نظم قصيدة يهجو فيها السيد الحكيم وافراد حاشيته , الذين جاؤوا به على اساس انه مرجع عربي , والغريب ان هذا الهاجي للسيد الحكيم هو محمد الهاشمي اصبح من اقرب المقربين للسيد الحكيم ,وذلك ان الهاشمي كان بالاساس مرتبطاً بشاه ايران , وعندما فرضت مرجعية الحكيم ,كأمر واقع عاد مرة اخرى الى هجائه انتقاماً لاستقصاء والده من المرجعية[14] .وقد اخذت هذه الصراعات تتفاقم حتى على الصعيد الشخصي للمراجع فيذكر لنا عادل رؤوف ان (توضيح الصراع التحتي الخطير الذي يحكم واقع يفسر دوامتها فيما يرتبط بالمرجع الاعلى وطريقة وصوله الى هذا المنصب ,ويتوضح هذا الصراع حتى على امكنه الصلاة في حرم الامام علي , والقصص كثيرة التي تدخل في هذا الباب منها , ان محمد علي الشيرازي قد ضرب حتى نزف دماً من انفه على يد احد الشقاوات الذي يسمى (حديد) وهو من جماعة محمد رضا الحكيم , ولقد ضرب محمد علي الشيرازي لأنه نقل صلاة ابيه في الصحن الحيدري من مكانها القديم الذي كان وراء اية الله الحكيم الى مكان اخر هو مكان السيد يحيى اليزدي بعد وفاته , فاجتهد محمد علي الشيرازي بان يحتل هذا المكان الواسع بدل مكان ابيه عبد الله الشيرازي , وعندما شرع في ذلك , وقد فرش السجاد في هذا المكان جاءه محمد رضا الحكيم ومعه (شقاوته) المعروفة , فتقدم من هؤلاء (حديد ) وضرب محمد علي الشيرازي , وتركه ينزف دماً , وجاء بمحمد الهاشمي الذي ذكرنا اسمه فيما سبق في هذا المكان انهاءً لـ ( صراع) الامكنة بين المراجع العظام !!)[15] ومن المواقف الشخصية , كخلافات ومشادات كلامية بين المرجعيات فحدث ولا حرج ومنها في الكويت , حيث كان شبر عالم الكويت المجتهد المعروف , في مجلس السيد علي الحسيني في بيته بالنجف عند زيارته , وكان قادماً من الكويت , وقد ارتقى في احد المرات المنبر للخطيب الشيخ مهدي وقال : في هذه الليلة الحزينة ومصاب الحسين , الشيخ كاشف الغطاء ذهب الى القاهرة لحضور البحوث الاسلامية والتقريب بين المذاهب , واضاف : ان كاشف الغطاء يذهب الى بلد النواصب ويطعن الشيعة ويسىء الى الطائفة , فصرخ السيد علي شبر قائلاً في وجه الخطيب الشيخ مهدي : ان علي كاشف الغطاء ( لم يخنق اباه ويلقه في البئر مشيرا الى ما عرف من تصرف ذلك الخطيب مع ابيه .
وكان السيد علي شبر يتكلم بحرقة وانفعال , بحضور السيد جعفر المرعشي وباللهجة الشعبية : ان علي كاشف الغطاء هو دواء سيد محسن الحكيم وهو على قلبه , فيرد على كل قول يقوله أو ممارسة يمارسها .
وقد شردني الحكيم الى الكويت واقعد بعض المراجع في بيتهم واضطرني ان اكون وكيلاً للسيد البروجودي في الكويت [16].
وعند زيارة الشيخ الواسطي للمرجع الديني احمد الحسني البغدادي لتهنئة سلامةالوصول الى دمشق قال ( اي الشيخ البغدادي )معظماً الشيخ كاشف الغطاء ; ;ان كره
الحكيم للشيخ علي هو الذي جعله يتجه الى التحالف مع السلطات , فانبرى الوائلي قائلاً كنت جالساً في الصحن مع السيد سعيد الحكيم والد السيد محمد تقي الحكيم عميد كلية الفقه ,فمر الشيخ علي كاشف الغطاء مع بعض الافراد , فقال السيد سعيد الحكيم نحن الذين حطمنا هذا الشيخ[17] .
وكذلك الشيخ ايه الله الغروي عندما اعتقل في اواخر السبعينات من قبل سلطات البعث الحاكمة انذاك بسبب انتقاده لهم في مجالسه الخاصة , فقد كان يقول السيد الخوئي , وقد تم اعتقاله بعد ان قرر ان يقيم الصلاه في الجامع بعد يومين من ذلك اعتقل , وعندما لم يدافع عنه السيد الخوئي ويتدخل لدى الدوله عنه , فقد حاول علي كاشف الغطاء التوسط لاخراجه من السجن وقد نجح في ذلك[18] .
تعليق