إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناقشة الأدلة الروائية على وجوب التقليد ... الجزء الثاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناقشة الأدلة الروائية على وجوب التقليد ... الجزء الثاني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مناقشة أدلة وجوب التقليد الروائية :
    1) رواية إسحاق بن يعقوب فأنقلها لكم كما هي من كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ثم نضع بعض الملاحظات حول هذه الرواية :
    الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 290 - 293
    وأخبرني جماعة ، عن جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري ( وغيرهما ) عن محمد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب قال : سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتابا قد سئلت فيه عن مسائل أشكلت علي ، فورد التوقيع بخط مولينا صاحب الدار عليه السلام . أما ما سألت عنه أرشد الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا ، فاعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس مني ، وسبيله سبيل ابن نوح عليه السلام. وأما سبيل عمي جعفر وولده ، فسبيل إخوة يوسف على نبينا وآله وعليه السلام. وأما الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب. وأما أموالكم فما نقبلها إلا لتطهروا فمن شاء فليصل ، ومن شاء فليقطع ، فما آتانا الله خير مما آتاكم . وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله عز وجل ، كذب الوقاتون. وأما قول من زعم أن الحسين عليه السلام لم يقتل ، فكفر وتكذيب وضلال. وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله ( عليكم ). وأما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن أبيه من قبل ، فإنه ثقتي وكتابه كتابي. وأما محمد بن علي بن مهزيار الأهوازي فسيصلح الله قلبه ، ويزيل عنه شكه . وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب وطهر ، وثمن المغنية حرام. وأما محمد بن شاذان بن نعيم فإنه رجل من شعيتنا أهل البيت . وأما أبو الخطاب محمد بن ( أبي ) زينب الأجدع [ فإنه ] ملعون وأصحابه ملعونون ، فلا تجالس أهل مقالتهم وإني منهم برئ وآبائي عليهم السلام منهم براء. وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا فأكله فإنما يأكل النيران . وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث. وأما ندامة قوم قد شكوا في دين الله على ما وصلونا به ، فقد أقلنا من استقال ولا حاجة لنا في صلة الشاكين . وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي. وأما وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب ، وإني لأمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، فاغلقوا [ أبواب ] السؤال عما لا يعنيكم ، ولا تتكلفوا على ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى .
    الملاحظة الأولى : كما ترى إن إسحاق بن يعقوب الذي قدم أسئلته إلى محمد بن عثمان العمري ، ومحمد بن عثمان هو ثاني السفراء الأربعة للإمام(ع) في غيبته الصغرى وقد توفى سنة( 305 هـ ) ، والغيبة الكبرى للإمام(ع) حدثت بوفاة السفير الرابع السمري سنة (329هـ ) ولو تأملت جيدا إن بين هذا الكتاب وبين غيبة الإمام الكبرى تقريبا أكثر 25 سنة ، فالسؤال الذي يرد هنا ، هل إن الإمام المهدي(ع) وجه شيعته إلى العلماء وهو يعلم إن غيبته الكبرى لم تبدأ بعد وستبدأ بعد أكثر من 25 سنة ؟؟؟ ثم لو إن الإمام (ع) وجه الشيعة إلى مراجعة العلماء في هذا الكتاب وهو في زمن السفير الثاني فما حاجة تنصيب السفيرين الثالث والرابع ؟؟؟ فإذا كان الإمام وجه إسحاق بن يعقوب إلى رواة الحديث بدون تعيين نصي كيف جاوب على جميع الكتب والمراسلات التي وردته من سفيريه الثالث (الحسين بن روح) والرابع (السمري) ؟؟؟
    الملاحظة الثانية : ترى إن في هذه المراسلة تفسيق وتوثيق لعدد من العلماء الذين كانوا في زمن إسحاق ابن يعقوب كمحمد بن عثمان العمري ومحمد بن علي بن مهزيار الأهوازي ومحمد بن شاذان وأبو الخطاب الأجدع ، وهذا يدلل على إن التعيين النصي ضروري من قبل الإمام (ع) ولم يجعل الشيعة يختارون بأنفسهم بدون دال يدل على اختيارهم . وحال الإمام كحال القرآن الكريم في تعيين المصاديق لأنهم عدله الثاني ، ولأن تعيين المصاديق يحتاج إلى رؤية الملكوت للإطلاع على حقائق الأشياء ورؤية الملكوت منحصرة بأهل العصمة( عليهم السلام) وأضرب لكم مثالا قرآنيا واحدا على هذه الحقيقة ، قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119) فلو جاء شخص ما وقال أنا من الصادقين وعليكم إطاعتي واحتج بهذه الآية الشريفة لكن القرآن الكريم وضع مصداقا للصادقين بقوله تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) (النساء:69) فأنظر إلى قوله من يطع الله والرسول فأولئك مع (ومع) تفيد المعية وليس (من) التي تفيد التبعيض فالآية تقرر ان هناك دائرتان دائرة (من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) وهم واجبوا العصمة وما خلا هؤلاء هم يدخلون في دائرة المعية وهم جائزي الخطأ ، وحتى عنوان الصديقين والصالحيين يحتاجون إلى قرينة نصية لتعيينهم في الواقع الخارجي وإلا لو كان الأمر كذلك لما احتاج رسول الله(ص) من تعيين أمير المؤمنين(ع) خليفة بعده ولجعل الأمة هي التي تختار ، ولكن الله سبحانه _ وحسب قاعدة اللطف الإلهي _ يعلم إن الأمة غير قادرة بل عاجزة على تعيين الأصلح لحمل الأمر الإلهي فتدخلت السماء في تعيينه خارجا .
    الملاحظة الثالثة : كما ترى في هذه الرواية توجد هذه العبارة ((وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث )) ، فماذا تقولون هل إن الإمام أسقط الخمس عن شيعته في زمن الغيبة أم لا ؟؟؟ فإذا قلتم لا يجوز إسقاط الخمس بدليل هذه الرواية فهي ساقطة عندنا أما سندا أو متنا ، أقول : كيف تستدلون بصدر الرواية وتسقطون ذيلها أما الرواية صحيحة عندكم سندا ومتنا من أولها إلى آخرها وإنها صادرة من الإمام فأنتم ممن يسقط الخمس في زمن الغيبة ولا يجوز التبعيض في النص ، وإذا آمنتم بالتبعيض _ أي تؤمنون بصدر الرواية ولا تؤمنون بذيلها _ فأنتم مصداقا لقوله تعالى ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ))(البقرة: من الآية85) ، وإذا آمنتم بإسقاط الرواية جميعها بدليل علمي معتبر أما سندا أو جعلتموها من المراسيل فينتج إن هذه الرواية لا تصلح كدليل من أدلة إثبات التقليد وهو المطلوب ؟؟؟
    2) هناك روايات كثيرة وهي في مضمون واحد أحتج بها الأخوة على وجوب التقليد من هذه الروايات ((ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا)) ورواية ((من أمَّ قوماً وفيهم أعلم منه أو أفقه منه لم يزل أمرهم في سفال إلى يوم القيامة)) والرواية الأخرى هي ((من دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال ))
    أقول : نأتي إلى مناقشة الرواية الأولى بدقة الألفاظ وكما تعلمون إن أهل البيت (عليهم السلام) هم أمراء البلاغة والفصاحة ولا يعلوا أمرهم إلا كتاب الله ، وأيضا هم (عليهم السلام) القرآن الناطق فينطقون بألفاظه فتأمل في قول الإمام ((ما ولت أمة أمرها)) أولا يجب أن نعرف أن لفظ ((أمة)) يعني بها الإمام الأمة الإسلامية وإلا هو لا يتكلم عن الأمم الخارجة عن ملة الإسلام على اعتبار انه يخاطب بلغة القرآن ، أما ثانيا فأن لفظ((أمرها)) في الرواية هل يقصد الإمام أمرهم الدنيوي أم أمرهم الديني ؟؟؟ وبقرينة الألفاظ الأخرى الواردة في الرواية يدل على إن الأمر الذي يقصده الإمام هو الأمر الديني ، إذا كان كذلك فهل إن الأمر الديني لأمرة الأمة للناس أم لله ، فإذا قلتم للناس يختارون من هو الأعلم والأصلح أصبحتم كمدرسة الخلفاء الذين يؤمنون إن أمر الخلافة للناس شورى بينهم واحتجوا بقوله تعالى((وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ))(الشورى: من الآية38) ونسوا قوله تعالى ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)) (الأحزاب:36) ، وان قلتم ان الأمر لله أقول : إن الله اختار لأمركم إمامكم الحجة بن الحسن(ع) هو أعلم الأمة وأفقهها ليتولى أمر الأمة الإسلامية ، فان قلتم إن الإمام تحجبه عنا ظلامات الغيبة وهو غير موجود ، أجيبكم بمستويين : الأول قولكم هذا فرع العدم أي إنكم لا تؤمنون بوجوده بين أظهركم ، علما إن الإمام موجود ونحن الغائبون لا انه هو الغائب بل ان الغيبة من طرفنا لا من طرفه (عليه السلام) فعلة عدم رؤية الإمام حجب الظلام التي في قلوبنا ، فهو الحقيقة المحظة ونحن الوهم ولكننا توهمنا العكس من ذلك لكثرة بقع الظلام في قلوبنا ، المستوى الثاني : إن للإمام (ع) دوره التكويني في عالم الوجود _ فضلا عن ولايته التكوينية _ ودوره التشريعي بلا إشكال في ذلك ، فالماء الذي يروي عطشنا لا يمكن له أن يكون رافعا للعطش إلا بأذن ألهي المتجلي في عالم الإمكان بأذن الإمام (ع) وكذلك في جميع علل عالم الإمكان ، فهو محولة الفيض الإلهي في الأرض ، فلا يمكن أن يصدر معلول في عالمنا ما لم تكتمل علته التامة ومن أجزاء العلة التامة إذن الإمام في ذلك المعلول ، وهذا الأمر سواء كان تكوينا أو تشريعا ، فكيف هو غائب عنا ؟؟؟؟
    أما الروايات الأخرى فيجاب عنها بنفس الجواب كرواية ((من أم قوما وفيهم أعلم منه أو أفقه منه لم يزل ...)) أليس الامام داخل ضمن هذه الرواية أليس هو الأعلم والأفقه ؟؟ أم تخرجون الإمام من دائرة هذه الرواية؟؟ وإذا أخرجتموه فذلك هو ((فرع العدم)) ، ويورد نفس الإشكال على الرواية الأخرى (( من دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو الأعلم...))
    3) أورد هنا بعض الروايات التي أحتج بها بعض الأخوة على إثبات حجية التقليد ونضعها تحت المناقشة : الأولى : ((عن الإمام الرضا عليه السلام قال : قلت لا أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني فقال عليه السلام ؟ نعم )) أقول إن الرواية تؤكد قولنا السابق وهو التعيين النصي للإمام(ع) فالسائل يسأل الإمام هل آخذ ديني عن يونس بن عبد الرحمن ، فأجابه الإمام بنعم ، وهذه الرواية تثبت حجية يونس وليس غيره حيث إن الإمام أجاز أشخاص وليس صفات كما هو واضح لأن علم ما في الصدور مختص بهم لأنهم تجليات صفات الحق سبحانه وأسمائه ، فهي غير صالحة لاثبات وجوب التقليد .
    الثانية :رواية أحمد بن إسحاق عن الإمام الهادي عليه السلام قال : سألته وقلت من أعامل وعمن أخذ معالم ديني وقول من أقبل ؟
    فقال عليه السلام { العمري ثقتي فما أد ى إليك فعني يؤدي وما قال لك فعني يقول فاستمع له وأطع فانه الثقة المأمون قال الراوي : فسألت أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام عن مثل ذلك فقال عليه السلام : العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فأنهما الثقتان المأمونان ((.انظر إلى هذه الرواية فان الإمام قد وثق العمري وأبنه وجعلهم سفرائه على الشيعة وكما هو واضح فهذا هو التوثيق العيني والنصي والذي لا يقبل العموم ، مثله مثل التفسيق الذي صدر من الإمام لا يمكن تعميمه كذلك التوثيق لا يمكن تعميمه بل الوقوف عند النص .

  • #2
    حياك الله اخي الكريم ابو ايه واشد على يديك باظهار الحق الذي ظل مغيبا لسنين على طلابه
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبانتظار ابداعاتك العلميه
    اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى

    تعليق


    • #3
      وهذا يدلل على إن التعيين النصي ضروري من قبل الإمام (ع) ولم يجعل الشيعة يختارون بأنفسهم بدون دال يدل على اختيارهم . وحال الإمام كحال القرآن الكريم في تعيين المصاديق لأنهم عدله الثاني ، ولأن تعيين المصاديق يحتاج إلى رؤية الملكوت للإطلاع على حقائق الأشياء ورؤية الملكوت منحصرة بأهل العصمة( عليهم السلام)


      السلام عليكم:
      اذن اخي العزيز اذا كان التعيين النصي ضروري من قبل الامام عليه السلام فمن ياترى الذي عينه لنا الامام بالنص وطلب منا اتباعه؟!!
      خاصة وانت تقول(ولم يجعل الشيعه يختارون بانفسهم بدون دال يدل على اختيارهم)؟؟!!
      ارجو الاجابه مع الشكر لكم ايها الاخ العزيز
      والسلام عليكم
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج قائم آل محمد


      الاتحاد خلاف الحق ضلاله ....واتباع الحق هو الوحده

      تعليق


      • #4
        إن سبب عدم معرفتنا بالباب الذي عينه لنا الإمام (ع) ونص عليه هو سيرنا على النهج الذي كان السبب في فراق الإمام لنا فصرنا لا نعلم به وبإرادته وأوامره وبذلك تنطبق علينا سنة بني إسرائبل وهي التيه وفقا لقوله تعالى { لتركبن طبقاً عن طبق}
        وقد تريد أن تستشهد بالمكاتبة القائلة عليكم برواة الحديث فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله ..
        فأقول لك لو كانت هذه المكاتبة تعني المجتهدون لكان الإمام قد دلنا على أن نتبع السبب الأول والأخير في فرقة الأمة وتناحرها حيث وصل الحال بالأمة أن كل مسلم يرى فيمن يقلد غير المرجع الذي يقلده ووصل الأمر إلى الشتم واللعن وحتى القتل وفي حرم المساجد وهذا ما شهده القاصي والداني والفقهاء ينظرون إلى ذلك وهم سكوت فهل أمر الإمام بإتباع هؤلاء الذين همهم الوحيد التصدي للمرجعية وإثبات أعلمية أحدهم على الأخر لينالوا مكاسب كرسي الزعامة .
        وقد يقول قائل إن الإمام أشار في خطابه للأعلم منهم وهنا عين التناقض في هذا الإدعاء حاشا الإمام منه لأن المكاتبة تقول عليكم برواة الحديث ولم تقل عليكم بالأعلم من رواة الحديث ثم الصيغة للجمع وليس للمفرد فكيف يأمر الإمام بإتباع إناس غير مختلفين غير متفقين ولو كانوا متفقين لحددوا الأعلم وأقروا به وجعلوه المرجع المقلد الوحيد من بينهم وبهذا تتوحد الأمة وتزول الخلافات والضغائن من قلوب المؤمنين .
        ثم كيف نهتدي إلى باب الإمام (ع) ونحن لا نقبل قول من أي إنسان إلا أن يكون على نهج الفقهاء الأصوليون ونحن بذلك قد غلقنا الباب بوجه الإمام (ع) فلا نلوم بعدها إلا انفسنا .

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم ياكريم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          اخي الكريم كاتب هذا المقال ..شكرا لك على هذا الموضوع المتميز .. ولدي استفسار بسيط ..

          هل هذه الرواية صحيحة عند الشيعة جميعا ؟؟

          واذا كانت صحيحة لماذا يتغافلون عن موضوع الخمس ؟؟؟ هل فعلا نحن في حل منه كما قال الامام سلام الله عليه ؟؟
          وهل فعلا كل مايجري الآن من الفتاوي والاختلافات نهى عنها الامام صاحب الزمان عج
          ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

          اذا من اين ناخذ الاحكام ؟؟؟ وبمن نستعين ؟؟
          وحتى في الاشهر كيف نعرف اول شعبان واول رمضان بدونهم حتى نكمل العدة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          ارجو الافادة جزاكم الله خيرا ...ففعلا تعبنا من الاختلافات والتشتيت

          موفقين بحق الصلاة على محمد وآل محمد

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            نشكر إنتباهكم وتمييزكم للأمور جعل الله قلوبكم دليلكم في ظلمات الجهل التي تحيط بالناس
            إن المكاتبة الآنفة الذكر يستشهد بها فقهاء الأصول ليثبتوا للناس أنهم حجة عليهم وكذلك يثبتوا مشروعية إتباع الفقيه والمجتهد هذا ما ورد في أقوالهم وكتبهم.
            أما سؤالكم عن سبب تغافلهم عن موضوع الخمس ففي الحقيقة إن الخمس توقف العمل به وفق هذه المكاتبة لمدة من الزمن ولكن الفقهاء والمجتهدون قاموا بإرجاع العمل به وتوجيبه على الناس لأسباب منها أن طالب العلم يجب أن يكون لديه مورد ليعيش منه ليستطيع مواصلة الدرس والعلم . وهنا نراهم قد أخطئوا في هذا الحكم فصحابة الأئمة ومن تتلمذ على ايديهم كانوا من الفقراء وبسطاء الناس ومع ذلك لم يكن الإمام يعطيهم المال لقاء درسهم وتعلمهم منه ليستعينوا على أمورهم فكانوا يعملون ويتعلمون فكانوا خير نموذج أخرج للناس من طلبة العلم .
            ولدى الفقهاء سبب آخر هو أنهم عندما شرعوا الخمس قالوا بأنهم سوف يضعون الخمس في الموارد التي ترضي الإمام (ع) بإعتبار أن الخمس نصفه خاصا بالإمام المهدي (ع) لا يحق لأحد التصرف فيه ولو ترى كيفية تعاملهم في هذا الباب لرأيت العجاب فهم يعطون حصة لناقل الخمس ثلث المبالغ المستحصلة بل بعضهم يعطيه النصف بينما ناقل الخمس ليس له حصة في الخمس في الشريعة و أنهم يعطون لناقل الخمس ثلث أو نصف الخمس أي أنهم جعلوا ثلث أموال الخمس لناقل الخمس الغير مستحق له وباقي المستحقين المستحقين من المسلمين بالثلثين الباقية .
            أما رواتب أؤلئك الطلبة ففيها ما يخالف الشرع كذلك لأن الخمس كما نعلم لا يحل لغير السادة والذين لهم نسبة من الخمس بينما الفقهاء يعطون الشيوخ الغير مستحقين للخمس منه .
            ناهيك عن باقي الموارد الغير شرعية التي يطول الكلام فيها فهل يرضي الإمام هذا التصرف إذا سلمنا جدلا بصحة أخذهم للخمس أصلا وهو ما لا يصح في الأساس .
            أما سؤالكم عن إن مايجري الآن من الفتاوي والاختلافات نهى عنها الامام صاحب الزمان عج.
            ففي طبيعة الحال فإن ألدين واحد لا اختلاف فيه بل الإختلاف كان بسبب عدم اتباع وصايا الأئمة (ع) فخرج إلينا هذا التناحر والإختلاف بين الفقهاء وهذا قول أمير المؤمنين (ع) خير شاهد وأوضح شاهد على ذلك فقد ورد في نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 1 - ص 54 - 55
            ومن كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد . أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه . أم نهاهم عنه فعصوه . أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه . أم كانوا شركاء له . فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه وآله عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) فيه تبيان كل شئ وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) . وإن القرآن ظاهره أنيق . وباطنه عميق . لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلا به
            وها نحن نرى مدى الخلافات بين الفقهاء في أمور الدين والدنيا والنزاع الكبير على كرسي زعامة الحوزة أدى إلى طعن أحدهم بالآخر وإظهار عيوب بعضهم البعض فهل أمرهم الله بالإختلاف يا ترى
            أما بخصوص الرجوع إلى الفقهاء في تحديد شهر رمضان وغيره فإن اكبر الخلافات في تحديد الرؤية لدى الفقهاء حتى وصل الحال أن يكون العيد في إحدى المرات مشكك بين ثلاثة أيام أي أن بعضهم قال العيد السبت والآخر قال الأحد والثالث قال الإثنين وبذلك قد أوقعوا الكثير من المسلمين في المحرم لأنه كما نعلم أن إفطار يوم من شهر رمضان حرام وصوم يوم الفطر حرام أما البديل عن الرجوع إليهم في ثبوت الرؤية الشرعية فهو أن نرجع إلى روايات أهل البيت في هذا الخصوص والتي من خلالها نستطيع تحديد اليوم الذي نصوم فيه ونفطر فيه وهذا الكلام تجدونه في هذه المنتديات في الصفحة الخاصة بالتقويم المهدوي .
            علما أن الفقهاء في بعض الأحيان يفتون بالإفطار بعد مرور 29 يوما من شهر رمضان وهم بذلك يخالفون القرآن وأهل البيت (ع) لأن شهر رمضان حسب قول الصادق (ع) ثلاثون يوما ولا تنقص الفريضة وبذلك يكونون مخالفين للقرأن والأهل البيت (ع)
            التعديل الأخير تم بواسطة مفيد; الساعة 28-09-09, 06:40 AM.

            تعليق


            • #7
              اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاك الله اخي الكريم خير الجزاء وحشرك مع محمد وآل محمد وجعلك من انصارهم عليهم السلام

              اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

              موفقين بحق الصلاة على محمد وآل محمد

              تعليق


              • #8
                [color="red"]بسم الله الرحمن الرحيم ... والصلاة على محمد وعلى آله الطاهرين الطيبين
                ((اذن اخي العزيز اذا كان التعيين النصي ضروري من قبل الامام عليه السلام فمن ياترى الذي عينه لنا الامام بالنص وطلب منا اتباعه؟!!))[/color]
                إلى الأخ العزيز السلام عليكم ورحمته وبركاته إن سؤالك مهم جدا ويحتاج إلى تدبر أكثر من الفهم السطحي ، لكي نفهم هذا التساؤل لا بد لنا بالرتبة السابقة أن نخرج بمفهوم الغيبة ، وهل إن الإمام المهدي(ع) غاب عن الناس بإرادته الشخصية ، أم إن الله هو الذي غيبه عنا ، أم إن الأمة هي التي تسببت في غيابه ؟؟؟ أخي الكريم إذا استطعنا أن نجيب على هذه التساؤلات بموضوعية علمية أعتقد ينحل الإشكال الذي رابط في أذهان الكثير من الناس ؟
                فلو قلنا إن الله تبارك وتعالى هو الذي غيب الإمام(ع) عن الأمة نرى ذلك لا ينسجم مع الأدلة النقلية والعقلية فقد صرح القرآن الكريم بان الله سبحانه لم يخلق الإنسان في الأرض لكي يضله بل لكي يهديه إلى صراطه المستقيم وتكامله المنشود تحت ضغط الفطرة التي أودعها الله في الإنسان وهذا الأمر واضح من قاعدة اللطف الإلهي وإلا لأصبح الخلق عبثا وتعال الله عن ذلك علوا كبيرا بل هو مصدر الهداية والاستقامة ، حتى الظالمين والمتكبرين فان الله سبحانه لم يتركهم بدون بيان هداية لأنهم عباده انظر إلى قوله في حق فرعون عندما بعث له موسى وهارون قال تعالى ((اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)) فتراه سبحانه يعبر عن فرعون ((انه طغى)) ثم يقول لهما قولا له قولا لينا ((لعله يتذكر أو يخشى)) وهو يعلم سبحانه بعلمه الذاتي إن فرعون لم ولن يؤمن ولكن ليلزمه الحجة ولكي يعلم _ بالعلم الفعلي _ انه لا يؤمن ، من هذا نفهم إن الاحتمال الأول وهو إن الله هو الذي غيب الإمام عن الأمة ساقط عن الذهن بالاعتبارات السابقة ويكفي لسقوط هذا الاحتمال صفات الحق سبحانه وأسمائه فهو مصدر فيض الكمال والهداية من لوازم الكمال .
                أما الاحتمال الثاني وهو إن الإمام بنفسه وبتكليفه الشخصي غاب عن الأمة وترك الأمة بدون راع ، وهذا الاحتمال أيضا كسابقه ليس له القدرة على الصمود أمام الدليل العلمي على اعتبار إن الإمام (ع) _وكما تكلمنا في موضوع الخلافة الإلهية ومراتب التوحيد ولا نريد أن نكرره هنا ولكن إجمالا أقول _ إن الإمام(ع) هو خليفة الله في الأرض وبما انه خليفة فيفترض أن يأخذ كل صفات المستخلف ، فالصفات والأسماء الإلهية متلبس بها الإمام ومرتديها على البعد الطولي لا على البعد العرضي حتى لا يلزم من ذلك محذور وهو الشرك ، إذا كان الأمر كذلك فان قاعدة اللطف الإلهي هي بيد الإمام(ع) في محل الفعل لا في محل الذات لأن هذه القاعدة لله في محل الذات وللإمام في محل الفعل ، إذن الهداية الإلهية إذا نزلت من ساحت الذات المقدسة المطلقة إلى ساحة الإمكان المحدود تكون فيض الإمام(ع) فهو محولة الفيوضات الذاتية ، لهذا قال تعالى في كتابه الكريم ((أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(يونس: من الآية35)) وقد تكلمنا في تفصيل هذه الآية الكريمة في موضوع مناقشة الأدلة القرآنية ، وأثبتنا هناك إن الإمام (ع) هو الهادي إلى الحق لأنه هو الوحيد المهتدي بنفسه ولا يوجد غيره هاد إلى الحق البته . إذا كان الأمر كذلك وهو بيده الهداية الإلهية وهو المفوض بذلك فلا يمكن أن يغيب بدون عذر ويترك الأمة في ظلالها ، على اعتبار انه ظل الحق سبحانه وساحته منزه عن ذلك كما إن ساحة الحق منزه عن ذلك الأمر ، إذن الاحتمال الثاني وهو إن الإمام(ع) بنفسه غاب عن الأمة وتركها بدون هاد ساقط عن الذهن أيضا .
                إذن إذا كان الله لم يغيب إمامه عن الأمة والإمام بنفسه لم يغب عنها بدون مسبب وعذر لأن الدليل لم يساعد على ذلك فلا يبقى أمامنا إلا احتمال واحد وهو إن الأمة هي التي تسببت في غيبة إمامها وهي التي اختارت الضلالة على الهدى واختارت الفناء على الخلود وهذه الضلالة لم يكن منشأها زمن الإمام المهدي(ع) بل كانت هناك مقدمات طويلة سابقة أدت بها إلى هذه النتيجة ، ولكي نفهم هذه الحقيقة نحتاج إلى استرسال تاريخي وعقائدي نسلط به الضوء لفهم تساؤلنا الأول وهو لماذا غيبة الأمة إمامها :
                أولا: يجب معرفة إن النتيجة لا بد من اتكاءها على مقدمة لها ، وان المعلول لا يصدر حتى يتكأ على علته التامة ، وهذه، الحقيقة ثابتة بأدلتها العقائدية _وتفاصيلها تطلب من محلها _ ، حيث إن إبليس عليه اللعنة أبى وامتنع السجود لآدم (ع) وهذا الامتناع كان لمقدمة كفره سابقا قال تعالى ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)) و((كان)) تفيد الماضي والاستمرار أي كان ولا زال من الكافرين فلكونه كان في الماضي من الكافرين كان ذلك مقدمة لعدم سجوده لآدم(ع) على الرغم من إن كفره السابق على السجود لم يعلمه إلا الله سبحانه وعندما وضعه الله على محك الامتحان والابتلاء تحققت نتيجة ذلك الماضي برفضه للسجود واختياره الفناء على الخلود .
                ثانيا : إن غيبة الإمام المهدي(ع) معلول لعلة سابقة على ذلك ونتيجة لوجود مقدمة على ذلك ، فان الأمة وبعد وفاة رسول الله (ص) ارتدت عن دين الصواب واتبعت أهواءها ولم تنظف نفسها من دنس الجاهلية وترسباتها وهذه الحقيقة واضحة من كلام أهل البيت العصمة (عليهم السلام) ((عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي ، عن عمرو بن ثابت قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن النبي صلى الله عليه وآله لما قبض ارتد الناس على أعقابهم كفارا " إلا ثلاثا " : سلمان والمقداد ، وأبو ذر الغفاري ))الاختصاص - الشيخ المفيد - ص 6 ، وفي بعض الروايات أربعة معهم عمار بن ياسر .
                وفيه : في حديث آخر عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ارتد الناس إلا ثلاثة نفر : سلمان وأبو ذر والمقداد وأناب الناس بعد ، كان أول من أناب أبو ساسان [ حصين بن منذر الوقاشي صاحب راية علي عليه السلام ] وعمار وأبو عروة وشتيرة فكانوا سبعة فلم يعرف حق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلا هؤلاء السبعة .
                وفي رواية أخرى ((حدثنا جعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى عن يونس ، عن جميل ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة : أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا وكثروا وكان يحيى بن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول : " كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ")) الاختصاص - الشيخ المفيد - ص 64 ، إذن هذا الارتداد للامه سابق عن الغيبة وعلة لها كما هو واضح ، ثم إن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يعانون من هذا الارتداد الذي تعيشه الأمة على الرغم من إيمانهم الظاهري والروايات في ذلك أكثر من أن تحصى ، ثم إن الإمام المهدي(ع) نفسه علل سبب الغيبة بالأمة حيث رد في مكاتبة إسحاق بن يعقوب للسفير الثاني العمري عندما سأله عن سبب الغيبة قال (ع)((وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم )) أي إن السبب هو أنتم وليس غيركم ، والأمر أوضح من ذلك عند مكاتبته (ع) للشيخ المفيد جاء فيها ((ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته ، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم ، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ، ولتعجلت لهم ، السعادة بمشاهدتنا ، على حق المعرفة وصدقها منهم بنا ، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ، ولا نؤثره منهم ، والله المستعان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل)) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 53 - ص 177 .
                ثم إن الناس في زمنه (ع) هجروا الإمام وسفرائه فكانوا لا يسألونهم بل يسألون الفقيه فأصبحت أبواب الإمام مهجورة فلا سؤال ولا سائل وخير شاهد على ذلك قلة التواقيع التي خرجت على طول فترة الغيبة الصغرى من الناحية المقدسة والتي امتدت لأكثر من سبعين سنة وهي فترة طويلة فلو جمعت تلك التواقيع على طول هذه الفترة لما كانت كتيب فضلا على أن تكون كتاب ، فكانت الأمة هي التي حكمت على إمامها بالغيبة ، كما هجر الأولياء طوال الزمان ، فكان الغياب لازما لهذه الأمة لأنهم تركوا إمامهم فاستحقوا الهجران والتيه والضلال ، فتأمل عزيزي في قول الإمام الباقر(ع) ((إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا عن جوارهم )) الكافي ، ج1 ص506 . لهذا فان الإمام(ع) ترك الأمة تجرب جميع نظرياتها وأطروحاتها التي حاولوا أن يجعلوها بديلة عن إمامهم الذي غيبوه .
                فلو قلنا إن الإمام المهدي(ع) نصب الفقهاء من بعده ليكونوا نواب عنه فان لازم ذلك إن علة الغيبة هي الإمام نفسه(ع) وقد أسقطنا هذا الاحتمال لأن الدليل لا يساعد عليه فإذا سقط هذا الاحتمال سقط ملزومة وهو إن الإمام نصب الفقيه من بعده فتأمل . وإذا كانت الأمة هي سبب وعلة غيبة الإمام فيكون لازم ذلك إن الإمام يترك الأمة بدون أي تنصيب وبدون هاد ، وهذا الأمر واضح من ملازمة اللازم وملزومة ، ثم ما فائدة التنصيب وقد هجرت الأمة سفرائه من قبل ولم يرضوا بما نصبه الإمام لأن السفراء من عامة الناس وليس من الفقهاء فمنهم الخلال يبيع الخل ومنهم السمان الذي يبيع الدهن وهذا لا يرضيهم ، ثم إن الإمام (ع) يعلم انه لايوجد هاد إلى الحق غيره بدليل القرآن الكريم في قوله تعالى ((أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ))(يونس: من الآية35) ومرتبة الهداية مرتبة وجودية تكوينية وليست مرتبة اعتبارية حتى يمكن التخلي عنها للغير فتأمل ذلك جيدا ، لهذا فسوف تبقى الأمة تتخبط في عميها وظلالها وتجرب جميع البدائل التي استخرجوها بتوهم عقلي إنها تسد فراغ الغيبة وستبقى الأمة تجرب جميع أطروحاتها ونظرياتها إلى أن تصطدم بحقيقة الأمر بأنه ليس هناك بديل عن الإمام هاد للأمة عندئذ ستتولد تلك القناعة بصورة عامة عند الأمة وبالخصوص عند ((العقد والحلقة)) لهذا سوف يطلبونه طلبا حثيثا ويكونون له قاعدة الظهور المقدس لتمتد يده الشريفة لإنقاذ الأمة من براثم ظلالها ، فقد ورد في الرواية الشريفة ((عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : " ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا على الناس حتى لا يقول قائل : إنا لو ولينا لعدلنا ، ثم يقوم القائم بالحق والعدل)) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 282 .

                تعليق


                • #9
                  [بارك الله فيك اخي

                  تعليق


                  • #10
                    نزل الدين يخاطب بسطاء الناس كما خاطب وجهاءهم ((ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تتقون))
                    بينما قام مراجع التقليد بتعقيد الامور على الناس ليكونوا هم اصحاب العلم وحدهم
                    علم هم وضعوه وحاججوا الناس به على انه العلم الوحيد لاغيره

                    لا اريد الاطالة ففي جعبتي الكثير وادعوا الله ان ينصركم انه نعم المولى
                    مات التصبر بانتظارك ايها المحيي الشريعة

                    تعليق


                    • #11
                      هل الحكم الذي جعله الامام الصادق (ع) في هذه الرواية هو المجتهد او غيره والراد عليه راد على الله ارجو منكم التوضيح مع الشكر الجزيل .
                      عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان، أو إلى القضاة، أيحل ذلك ؟ قال عليه السلام: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الجبت والطاغوت المنهي عنه،وما حكم له به فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه ثابتا، لأنه أخذه بحكم الطاغوت ومن
                      أمر الله عز وجل أن يكفر به، قال الله عز وجل: يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد امروا أن يكفروا به. قلت: فكيف يصنعان وقد اختلفا ؟ قال: ينظران إلى من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف أحكامنا فليرض به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما، فإذا حكم بحكم ولم يقبله منه فإنما بحكم الله استخف وعلينا رد، والراد علينا كافر راد على الله وهو على حد من الشرك بالله

                      تعليق

                      يعمل...
                      X