بسم الله الرحمن الرحيم
الاصوليون وتناقضاتهم
من الواضح إن القواعد والأسس التي من خلالها جوز الأصوليون التقليد والاجتهاد وبراءة الذمة بالعلم الإجمالي هو مايلي(ان للناس مصالح كثيرة واعمال شتى لتآمين معايشهم فلا بد من بقائهم على اعمالهم وتخصص من لديه القدرة والكفاءة للتفقه في الدين وعند ئذ يتوجب على الاخرين تقليده لما ينالهم من الحرج من قيامهم جميعا بهذه المهمة بل هو مستحيل بنفسه على ما حكاه بعض الاصوليين )مفتاح الوصول الى علم الاصول (ج/1)ص6
بهذه المقولة والاحتجاج خدعو الناس بضرورة التقليد والاحتهاد مسقطين عنهم التفقه في الدين وايهامهم بضرورة رجوع الجاهل الى العالم كرجوع المريض الى الطبيب وهذه المقولة مردودة لوجوه منها ..
1- ان توقف معايشهم ان انصرفوا جميعا الى التفقه في الدين هو رجم بالغيب بل ومخالف لصريح القران اذ الاحرى ان ياتيهم رزقهم رغدا من كل مكان لان هذا واجبهم الاول والاخير وهو الغاية من خلقهم (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )الذاريات 56
2- من الثابت في قواعد الاستخلاف ان الخلق اذا اتقوا ربهم استخلفهم وجعل الارزاق ميسورة لهم والموجودات طائعة لهم تابعة لحاجتهم ولهذا الامر قاعدة عامة ظهرت في القران منها قوله تعالى {ولو ان اهل القرى امنو ا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض }الاعراف 96
ولا يحصل كمال الايمان والتقوى من غير معرفة بالدين والتفقه فيه ولا يكفي قيام افراد قلائل بالتفقه بالدين اذ لامعنى له في النهاية سوا ما حصل في الامم السالفة حيث حافظ على الدين افراد قلائل وحقت كلمة العذاب على الباقين بل تكملة الاية تشير الى ان التكذيب بهذه الحقيقة هوسبب البلاء والفتن {ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانو يكسبون }
3-ان اقامة الشرائع الالهيه مرتبط بنزول البركات والارزاق وهو قانون الهي ومن المعلوم ان ازدياد عدد العارفين بشرع الله يتناسب طرديا مع هذا القانون بلا حدود فلا يقال اذا اصبح اكثر من نصف المجتمع متفقهين في الدين مثلا قلت الارزاق وانقطعت المعايش فهذا الكلام حرام في ذاته وكذالك الامر الى ما هو ابعد من هذا العدد اذ معناه ان زيادة المتفقهين في الدين يستلزم زيادة الفقر وانقطاع الرزق قال تعالى {ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لآكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم }المائدة 66
4- ان الخطاب الكلي موجه لعموم الخلق حتى ان الاصوليين انفسهم اقروا بوقوع وجوب التكليف على الجميع بل لو قلنا انه موجه للذين امنوا فقط فالازم منه عدم حصر التفقه في الدين على جماعة وابراء ذمة الاخرين وان امكنهم التفقه في الدين فمثل هذا الحكم غريب عن الخطاب الا ماذكروه عن اية النفر بتوجيه قوله تعالى {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين }التوبة 122
وهو توجيه لاتساعد عليه الفاظ الاية اذ يحتاجون الى دليل لاثبات ان الفارق بين الفرقة والطائفة في العدد يفوق عدد المعذورين من النساء والشيوخ والولدان والذين هم قاصرون لا مقصرون وهذه الطبقة نراها تمثل النسبة بين اللفضين اذ لو قال {لولا نفرت كل فرقة ليتفقهوا}
لما استثنى احدا ولما اعذر من احد على ان ما ورد في السنة المقدسة كفاية شمول خطاب التفقه لكل قادر بلا استثناء فمنه حديث البافر (ع) الذي يفيد لفضه تعيم وجوب طلب التفقه وهو قوله {تفقهوا والا انتم اعراب }ومعلوم انه (ع) يشير الى لفظ قراني اخر هو اعراب اي اذا لم تتفقهوا في الدين فانتم من الذين قال الله فيهم {الاعراب اشد كفرا ونفاقا} وحديث الصادق (ع){لو اوتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في الدين لادبته } فلم يقل الامام (ع) انه لو اوتي بشاب لايتفقه وياخذ الحكم جاهزا من الفقيه تقليدا يبرئه الذمة بل يؤدبه واذن فحكمه مختلف بهذا الخصوص عن حكم الفقهاء الاصوليين .
والصلاة والسلام على محمد وال محمد
الاصوليون وتناقضاتهم
من الواضح إن القواعد والأسس التي من خلالها جوز الأصوليون التقليد والاجتهاد وبراءة الذمة بالعلم الإجمالي هو مايلي(ان للناس مصالح كثيرة واعمال شتى لتآمين معايشهم فلا بد من بقائهم على اعمالهم وتخصص من لديه القدرة والكفاءة للتفقه في الدين وعند ئذ يتوجب على الاخرين تقليده لما ينالهم من الحرج من قيامهم جميعا بهذه المهمة بل هو مستحيل بنفسه على ما حكاه بعض الاصوليين )مفتاح الوصول الى علم الاصول (ج/1)ص6
بهذه المقولة والاحتجاج خدعو الناس بضرورة التقليد والاحتهاد مسقطين عنهم التفقه في الدين وايهامهم بضرورة رجوع الجاهل الى العالم كرجوع المريض الى الطبيب وهذه المقولة مردودة لوجوه منها ..
1- ان توقف معايشهم ان انصرفوا جميعا الى التفقه في الدين هو رجم بالغيب بل ومخالف لصريح القران اذ الاحرى ان ياتيهم رزقهم رغدا من كل مكان لان هذا واجبهم الاول والاخير وهو الغاية من خلقهم (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )الذاريات 56
2- من الثابت في قواعد الاستخلاف ان الخلق اذا اتقوا ربهم استخلفهم وجعل الارزاق ميسورة لهم والموجودات طائعة لهم تابعة لحاجتهم ولهذا الامر قاعدة عامة ظهرت في القران منها قوله تعالى {ولو ان اهل القرى امنو ا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض }الاعراف 96
ولا يحصل كمال الايمان والتقوى من غير معرفة بالدين والتفقه فيه ولا يكفي قيام افراد قلائل بالتفقه بالدين اذ لامعنى له في النهاية سوا ما حصل في الامم السالفة حيث حافظ على الدين افراد قلائل وحقت كلمة العذاب على الباقين بل تكملة الاية تشير الى ان التكذيب بهذه الحقيقة هوسبب البلاء والفتن {ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانو يكسبون }
3-ان اقامة الشرائع الالهيه مرتبط بنزول البركات والارزاق وهو قانون الهي ومن المعلوم ان ازدياد عدد العارفين بشرع الله يتناسب طرديا مع هذا القانون بلا حدود فلا يقال اذا اصبح اكثر من نصف المجتمع متفقهين في الدين مثلا قلت الارزاق وانقطعت المعايش فهذا الكلام حرام في ذاته وكذالك الامر الى ما هو ابعد من هذا العدد اذ معناه ان زيادة المتفقهين في الدين يستلزم زيادة الفقر وانقطاع الرزق قال تعالى {ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لآكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم }المائدة 66
4- ان الخطاب الكلي موجه لعموم الخلق حتى ان الاصوليين انفسهم اقروا بوقوع وجوب التكليف على الجميع بل لو قلنا انه موجه للذين امنوا فقط فالازم منه عدم حصر التفقه في الدين على جماعة وابراء ذمة الاخرين وان امكنهم التفقه في الدين فمثل هذا الحكم غريب عن الخطاب الا ماذكروه عن اية النفر بتوجيه قوله تعالى {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين }التوبة 122
وهو توجيه لاتساعد عليه الفاظ الاية اذ يحتاجون الى دليل لاثبات ان الفارق بين الفرقة والطائفة في العدد يفوق عدد المعذورين من النساء والشيوخ والولدان والذين هم قاصرون لا مقصرون وهذه الطبقة نراها تمثل النسبة بين اللفضين اذ لو قال {لولا نفرت كل فرقة ليتفقهوا}
لما استثنى احدا ولما اعذر من احد على ان ما ورد في السنة المقدسة كفاية شمول خطاب التفقه لكل قادر بلا استثناء فمنه حديث البافر (ع) الذي يفيد لفضه تعيم وجوب طلب التفقه وهو قوله {تفقهوا والا انتم اعراب }ومعلوم انه (ع) يشير الى لفظ قراني اخر هو اعراب اي اذا لم تتفقهوا في الدين فانتم من الذين قال الله فيهم {الاعراب اشد كفرا ونفاقا} وحديث الصادق (ع){لو اوتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في الدين لادبته } فلم يقل الامام (ع) انه لو اوتي بشاب لايتفقه وياخذ الحكم جاهزا من الفقيه تقليدا يبرئه الذمة بل يؤدبه واذن فحكمه مختلف بهذا الخصوص عن حكم الفقهاء الاصوليين .
والصلاة والسلام على محمد وال محمد
تعليق