ويقول السيد محمد حسين فضل الله : ( فقد نفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم أو في غيرهما لا تمتلك منهجاً دراسياً للقرآن) ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية - ص 111
اذا كان الفقهاء لايدرسون القران ولا يملكون منهجاً دراسياً للقران بل لايراجعوه ولو لمرة واحدة في حياتهم فلا عتب عليهم بانهم لايعلمون عدد ايات الاحكام بل لاعتب عليهم وهم يختلفون في تفسير اياته وسوره فالجاهل بالشيء لايمكننا ان نسألة عنه ولكن لايسعنا الا السؤال عن العلة التي من اجلها جعلوه في صدارة مصادر التشريع فاذا كان هو الاول لزم ان يعطى العناية الكبرى وهذا مما لاوجود له فان القران قد هجرة القوم وأن العجب العجاب من أناس يحملون ألقاب تكاد تسجد لها أن يكونون بهذا المستوى الفكري المعيب على الاسلام ككل وليس على المذهب فقط فيافقهاء ويامحققين ألم تقراءوا قوله تعالى (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) والله أن هذه الاية كأنها نزلت اليوم لتروي لنا موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من أمته فقد قال المجلسي عن هذه الاية (وقال الرسول " يعنى محمدا صلى الله عليه وآله " يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " يعني هجروا القرآن وهجروني وكذبوني
وذكر الشيخ الطبرسي في تفسيره(( وقال الرسول ) يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، يشكو قومه ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) يعني هجروا القرآن ، وهجروني وكذبوني ، عن ابن عباس . والمعنى : جعلوه متروكا لا يسمعونه ، ولا يتفهمونه ) تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 7 - ص 293
وهذا هو عين الواقع فقد جعلنا القران في المساجد للزينة لو للثواب وطبع في عدة ألوان وأحجام دون تفقه وتدبر ودون دراسة وتمعن وهذه هي الطامة الكبرى التي نعيشها في واقعنا الهزيل .
أن المؤلم في هذا المقام هو علم زعماء الحوزة وفقهاءها بأنهم قد هجروا القران ومع ذلك فهم يوبخون أنفسهم بأنفسهم وهذا من العجب العجاب فقد ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيرة الاية قائلاً : (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرن مهجورا . قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هذا ، وشكواه هذه ، مستمران إلى هذا اليوم من فئة عظيمة من المسلمين ، يشكو بين يدي الله أنهم دفنوا القرآن بيد النسيان ، القرآن الذي هو رمز الحياة ووسيلة النجاة ، القرآن الذي هو سبب الانتصار والحركة والترقي ، القرآن الممتلئ ببرامج الحياة ، هجروا هذا القرآن فمدوا يد الاستجداء إلى الآخرين ، حتى في القوانين المدنية والجزائية .) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 11 - ص 244 - 245
وهنا يبرز سؤال مهم جدا وهو كيف يستطيع المجتهد بلوغ مرحلة الاجتهاد الذي يعتمد في عملية الاستنباط على القران كما يزعمون من دون دراية أو معرفة بالمنهج القراني ولا دراسه لناسخهِ ومنسوخه ومحكمهِ ومتشابهه وهذا الامر اي الاعتماد على القران والسنة يزعمه الفقهاء والا بالحقيقة فانهم كما قال الخامنئي بإمكان الفقيه ان يبدء الدراسة إلى حين استلام إجازة الإجتهاد دون أن يراجع القرآن ولو مرة واحدة وهذه هي الحقيقة المخفية عندهم والا فان الظاهر غير المخفي فأن الظاهر بان الكتاب هو المصدر الاول لمعرفة الاحكام وهو الاول وهو الاساس اما ما خفي فان الفقيه لايعتمد على القران في معرفة الاحكام بل ان المجتهد الاصولي بأمكانة استلام اجازة الاجتهاد دون ان يراجع القران ولو لمرة واحدة فهل بعد هذا الهجران هجران لكتاب الله لماذا هذا الهجر لكتاب الله والتمسك بكلمات المخالفين وأصولهم أليس كتابنا هو القران أليست عقائدنا مبنية على القران أليس فقهنا مبني على القران ألم يقدم الرسول كتاب الله في حديث الثقلين ألا تعتبر هذه معصية و مخالفة لوصية الرسول فالننظر الى أنفسنا كيف نعصي وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قبل أن نعيب على من غصب حق الامام وخالف وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ونشن الحروب الكلامية من على المنابر على بقية المسلمين مثيرين بذلك الفتن الطائفية بين أبناء الدين الواحد في مختلف بقاع العالم .
ان مسألة هجر القران من المسائل المعيبة على المسلمين عموماً وعلى الامامية بالخصوص فأن هذه المسالة تشيب حتى الطفل الرضيع فما بالهم قد هجرو القران وصاحبوا عقولهم وارائهم وتركوا دستور السماء وتمسكوا بزخارف الاوهام وحبائل الشيطان وصار هذا من السنن التي تزيدها الأيام ثباتاً جيلا بعد جيل أن هذه الظلال القاتمة من الحال المرير الذي نعيشه تتطلب منا وقفة نراجع فيها نفوسنا وإذا استمر هذا الوضع المُخزي ، فنحن على أعتاب كارثة فكرية كبرى ، فما دام الحال يراوح في مكانه ، فسوف تتخرج الاجيال حتى تصبح عقائدنا ما لا يصلح أن يكون صحيفة على حائط في مدرسة للصبيان ، فإن استصلاح الحال وتقويمه يحتاج الى نفوس صابرة وهمم مشحوذة وقلوب مشحونه بنور الايمان .
أن مصائب القوم لم تقف عند هذا الحد وياليتها وقفت الى هنا فأن المصيبة تكمن في محاربة كل من يتجرىء ويحاول ان يدرس أو يُدرس القران في الحوزة وتنهال علية التهم من كل حدب وصوب فتارة يُتهم بالجهل ! وتارة بفقدان الوعي بل حتى بالجنون ؟!!
يقول السيد الخامنئي : (إذا ما أراد شخص كسب أي مقام علمي في الحوزة العلمية كان عليه أن لا يفسر القرآن حتى لا يتهم بالجهل حيث كان ينظر إلى العالم المفسر الذي يستفيد الناس من تفسيره على أنه جاهل ولا وزن له علمياً ، لذا يضطر إلى ترك درسه، ألا تعتبرون ذلك فاجعة ) ثوابت ومتغيرات الحوزة - ص 112
ان هذه الكلمات يقف كل مؤمن عندها مصدوماً متألماً لما وصل اليه حل مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هذه المدرسة التي كان يفتخر بها المخالفون قبل المولون ويعتمد عليها المبغضون قبل المحبون الا انها اليوم اصبحت في طي النسيان والهجران فلا يعتمدها الا قليل من المؤمنون وهم بعداد المعدومين لندرتهم الا ان الكثير من الشيعة لايعلمون هذه الحقائق التي ذكرناها لحسن ظنهم بالكثير من الرجال خصوصاً من وصفهم الامام علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله : (إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه وتماوت في منطقه وتخاضع في حركاته فرويدا لا يغرنكم... ) الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 10 - ص 58 - 59
فلا يغرنا من يتماوت في منطقه ويتخاضع في حركاته لكي يثبت شيء عند الله منفي ليضل به كثيراً من الناس والله عاصم الذين امنوا فهو مولاهم ونعم النصير .
اننا حين نطالع كلمات اكثر الفقهاء حين يتحدثون الكتاب الكريم نجد سمات الجهل في هذه الكلمات كما اننا نجد التجاوز السفاهة في بعض كلماتهم منها ماقالة الطبرسي حين عد بعض فقرات الكتاب بالسخيفة وهذا نص ما قاله الطبرسي وهو يصف صفات ايات الكتاب : (قوله تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا فان الاختلاف فيه كما يصدق على اختلاف المعنى وتناقضه كنفيه مرة واثباته اخرى وعلى اختلاف النظم كفصاحة بعض فقراتها البالغة حد الاعجاز وسخافة بعضها الاخرى وعلى اختلاف مراتب الفصاحة) فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الارباب - النوري الطبرسي - ص 211
ان هذا الجهل نابع من ترك الكتاب وهجره فأن المؤمن المتمسك بالثقلين لايمكن ان يصف بعض الكتاب بالسخافة والله قد فضل القران على كل الكتب والعلوم وقال تعالى عنه بانه تفصيل كل شئ وهدى وبشرى للمسلمين قال تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)النحل89
كيف لاتوصف بعض فقرات الكتاب بالسخافة وهو متروك على رفوف المكتبات او للقراءة من اجل الثواب لا من اجل تدبر اياته وكلماته فضلاً على انك تجد طلبة وأساتذة الحوزة يفضلون دراسة أصول الفقه والفلسفة وعلم الكلام والمنطق على كتاب الله المنزل وهذا ليس تصريح مني أو رميا بالكلام جزافا بل هو واقع تعيشة الحوزة مع شديد الاسف فقد عبر عن هذه الحال الدكتور الباقري : ( وكان ربما يعاب على بعض العلماء مثل هذا التوجه والتخصص (أي في القرآن وعلومه) الذي ينأى بطالب العلوم الدينية عن علم الأصول ويقترب به من العلم بكتاب الله ولا يعتبر هذا النوع من الطلاب من ذوي الثقل والوزن العلمي المعتد به في هذه الأوساط) ثوابت ومتغيرات الحوزة - ص 112.
والله يقف كل أنسان عاجز عن الرد على هذا الكلام ولايستطيع أظهار تعبير يليق بهذا التردي الفكري والانحلال الذهني فألى أين أوصلتنا عقولنا أفنقارن علم الاصول بكتاب الله وياليتنا قارناه بل فضلناه كما يذكر الدكتور فالذي عندة علم بكتاب الله ليس له وزنا ولا ثقلاً علميا والذي عنده علم باصول فقه السنة يكون من ذوي الثقل العلمي!!!يقول الدكتور الباقري : (هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك والانكار) ثوابت ومتغيرات الحوزة - ص 110 .
نعم أذ كيف يستطيع أصدار فتوى صحيحة وهو لم يدرس القران ! وهذه المسألة من الاسباب الرئيسية التي ادت الى بروز العديد من المسائل الخلافية بينهم والتي ذكرناها وهذا كلة نتيجة طبيعية لهذه المقدمة المريرة .
بعد ماتقدم نحب ان نبين خلاصة الموضوع وهذه الخلاصة يمكن تحديدها بان القران بيننا قد اصبح مهجورا وان الفقهاء قد فضلوا دراسة وتدريس اصول الفقه والمنطق والفلسفة على تعلم القران وتعليمة بل انهم يرمون من يتعلم القران بالجهل فكيف يمكن القول بان الكتاب الكريم فعلاً هو المصدر الاول في معرفة الاحكام الشرعية اذ كيف يتمكن الفقيه من افتاء الناس بحكم معين وهو لم يتصفح القران ولو لمرة واحدة كما ذكر السيد الخامنئي وهذه المأسات تدلنا على بعد التشريح في الوقت الراهن تحديداً عن روح الكتاب الكريم وهذه ما اردنا بيانه وانا لله وانا اليه راجعون .
اذا كان الفقهاء لايدرسون القران ولا يملكون منهجاً دراسياً للقران بل لايراجعوه ولو لمرة واحدة في حياتهم فلا عتب عليهم بانهم لايعلمون عدد ايات الاحكام بل لاعتب عليهم وهم يختلفون في تفسير اياته وسوره فالجاهل بالشيء لايمكننا ان نسألة عنه ولكن لايسعنا الا السؤال عن العلة التي من اجلها جعلوه في صدارة مصادر التشريع فاذا كان هو الاول لزم ان يعطى العناية الكبرى وهذا مما لاوجود له فان القران قد هجرة القوم وأن العجب العجاب من أناس يحملون ألقاب تكاد تسجد لها أن يكونون بهذا المستوى الفكري المعيب على الاسلام ككل وليس على المذهب فقط فيافقهاء ويامحققين ألم تقراءوا قوله تعالى (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) والله أن هذه الاية كأنها نزلت اليوم لتروي لنا موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من أمته فقد قال المجلسي عن هذه الاية (وقال الرسول " يعنى محمدا صلى الله عليه وآله " يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " يعني هجروا القرآن وهجروني وكذبوني
وذكر الشيخ الطبرسي في تفسيره(( وقال الرسول ) يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، يشكو قومه ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) يعني هجروا القرآن ، وهجروني وكذبوني ، عن ابن عباس . والمعنى : جعلوه متروكا لا يسمعونه ، ولا يتفهمونه ) تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 7 - ص 293
وهذا هو عين الواقع فقد جعلنا القران في المساجد للزينة لو للثواب وطبع في عدة ألوان وأحجام دون تفقه وتدبر ودون دراسة وتمعن وهذه هي الطامة الكبرى التي نعيشها في واقعنا الهزيل .
أن المؤلم في هذا المقام هو علم زعماء الحوزة وفقهاءها بأنهم قد هجروا القران ومع ذلك فهم يوبخون أنفسهم بأنفسهم وهذا من العجب العجاب فقد ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيرة الاية قائلاً : (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرن مهجورا . قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هذا ، وشكواه هذه ، مستمران إلى هذا اليوم من فئة عظيمة من المسلمين ، يشكو بين يدي الله أنهم دفنوا القرآن بيد النسيان ، القرآن الذي هو رمز الحياة ووسيلة النجاة ، القرآن الذي هو سبب الانتصار والحركة والترقي ، القرآن الممتلئ ببرامج الحياة ، هجروا هذا القرآن فمدوا يد الاستجداء إلى الآخرين ، حتى في القوانين المدنية والجزائية .) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 11 - ص 244 - 245
وهنا يبرز سؤال مهم جدا وهو كيف يستطيع المجتهد بلوغ مرحلة الاجتهاد الذي يعتمد في عملية الاستنباط على القران كما يزعمون من دون دراية أو معرفة بالمنهج القراني ولا دراسه لناسخهِ ومنسوخه ومحكمهِ ومتشابهه وهذا الامر اي الاعتماد على القران والسنة يزعمه الفقهاء والا بالحقيقة فانهم كما قال الخامنئي بإمكان الفقيه ان يبدء الدراسة إلى حين استلام إجازة الإجتهاد دون أن يراجع القرآن ولو مرة واحدة وهذه هي الحقيقة المخفية عندهم والا فان الظاهر غير المخفي فأن الظاهر بان الكتاب هو المصدر الاول لمعرفة الاحكام وهو الاول وهو الاساس اما ما خفي فان الفقيه لايعتمد على القران في معرفة الاحكام بل ان المجتهد الاصولي بأمكانة استلام اجازة الاجتهاد دون ان يراجع القران ولو لمرة واحدة فهل بعد هذا الهجران هجران لكتاب الله لماذا هذا الهجر لكتاب الله والتمسك بكلمات المخالفين وأصولهم أليس كتابنا هو القران أليست عقائدنا مبنية على القران أليس فقهنا مبني على القران ألم يقدم الرسول كتاب الله في حديث الثقلين ألا تعتبر هذه معصية و مخالفة لوصية الرسول فالننظر الى أنفسنا كيف نعصي وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قبل أن نعيب على من غصب حق الامام وخالف وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ونشن الحروب الكلامية من على المنابر على بقية المسلمين مثيرين بذلك الفتن الطائفية بين أبناء الدين الواحد في مختلف بقاع العالم .
ان مسألة هجر القران من المسائل المعيبة على المسلمين عموماً وعلى الامامية بالخصوص فأن هذه المسالة تشيب حتى الطفل الرضيع فما بالهم قد هجرو القران وصاحبوا عقولهم وارائهم وتركوا دستور السماء وتمسكوا بزخارف الاوهام وحبائل الشيطان وصار هذا من السنن التي تزيدها الأيام ثباتاً جيلا بعد جيل أن هذه الظلال القاتمة من الحال المرير الذي نعيشه تتطلب منا وقفة نراجع فيها نفوسنا وإذا استمر هذا الوضع المُخزي ، فنحن على أعتاب كارثة فكرية كبرى ، فما دام الحال يراوح في مكانه ، فسوف تتخرج الاجيال حتى تصبح عقائدنا ما لا يصلح أن يكون صحيفة على حائط في مدرسة للصبيان ، فإن استصلاح الحال وتقويمه يحتاج الى نفوس صابرة وهمم مشحوذة وقلوب مشحونه بنور الايمان .
أن مصائب القوم لم تقف عند هذا الحد وياليتها وقفت الى هنا فأن المصيبة تكمن في محاربة كل من يتجرىء ويحاول ان يدرس أو يُدرس القران في الحوزة وتنهال علية التهم من كل حدب وصوب فتارة يُتهم بالجهل ! وتارة بفقدان الوعي بل حتى بالجنون ؟!!
يقول السيد الخامنئي : (إذا ما أراد شخص كسب أي مقام علمي في الحوزة العلمية كان عليه أن لا يفسر القرآن حتى لا يتهم بالجهل حيث كان ينظر إلى العالم المفسر الذي يستفيد الناس من تفسيره على أنه جاهل ولا وزن له علمياً ، لذا يضطر إلى ترك درسه، ألا تعتبرون ذلك فاجعة ) ثوابت ومتغيرات الحوزة - ص 112
ان هذه الكلمات يقف كل مؤمن عندها مصدوماً متألماً لما وصل اليه حل مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هذه المدرسة التي كان يفتخر بها المخالفون قبل المولون ويعتمد عليها المبغضون قبل المحبون الا انها اليوم اصبحت في طي النسيان والهجران فلا يعتمدها الا قليل من المؤمنون وهم بعداد المعدومين لندرتهم الا ان الكثير من الشيعة لايعلمون هذه الحقائق التي ذكرناها لحسن ظنهم بالكثير من الرجال خصوصاً من وصفهم الامام علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله : (إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه وتماوت في منطقه وتخاضع في حركاته فرويدا لا يغرنكم... ) الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 10 - ص 58 - 59
فلا يغرنا من يتماوت في منطقه ويتخاضع في حركاته لكي يثبت شيء عند الله منفي ليضل به كثيراً من الناس والله عاصم الذين امنوا فهو مولاهم ونعم النصير .
اننا حين نطالع كلمات اكثر الفقهاء حين يتحدثون الكتاب الكريم نجد سمات الجهل في هذه الكلمات كما اننا نجد التجاوز السفاهة في بعض كلماتهم منها ماقالة الطبرسي حين عد بعض فقرات الكتاب بالسخيفة وهذا نص ما قاله الطبرسي وهو يصف صفات ايات الكتاب : (قوله تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا فان الاختلاف فيه كما يصدق على اختلاف المعنى وتناقضه كنفيه مرة واثباته اخرى وعلى اختلاف النظم كفصاحة بعض فقراتها البالغة حد الاعجاز وسخافة بعضها الاخرى وعلى اختلاف مراتب الفصاحة) فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الارباب - النوري الطبرسي - ص 211
ان هذا الجهل نابع من ترك الكتاب وهجره فأن المؤمن المتمسك بالثقلين لايمكن ان يصف بعض الكتاب بالسخافة والله قد فضل القران على كل الكتب والعلوم وقال تعالى عنه بانه تفصيل كل شئ وهدى وبشرى للمسلمين قال تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)النحل89
كيف لاتوصف بعض فقرات الكتاب بالسخافة وهو متروك على رفوف المكتبات او للقراءة من اجل الثواب لا من اجل تدبر اياته وكلماته فضلاً على انك تجد طلبة وأساتذة الحوزة يفضلون دراسة أصول الفقه والفلسفة وعلم الكلام والمنطق على كتاب الله المنزل وهذا ليس تصريح مني أو رميا بالكلام جزافا بل هو واقع تعيشة الحوزة مع شديد الاسف فقد عبر عن هذه الحال الدكتور الباقري : ( وكان ربما يعاب على بعض العلماء مثل هذا التوجه والتخصص (أي في القرآن وعلومه) الذي ينأى بطالب العلوم الدينية عن علم الأصول ويقترب به من العلم بكتاب الله ولا يعتبر هذا النوع من الطلاب من ذوي الثقل والوزن العلمي المعتد به في هذه الأوساط) ثوابت ومتغيرات الحوزة - ص 112.
والله يقف كل أنسان عاجز عن الرد على هذا الكلام ولايستطيع أظهار تعبير يليق بهذا التردي الفكري والانحلال الذهني فألى أين أوصلتنا عقولنا أفنقارن علم الاصول بكتاب الله وياليتنا قارناه بل فضلناه كما يذكر الدكتور فالذي عندة علم بكتاب الله ليس له وزنا ولا ثقلاً علميا والذي عنده علم باصول فقه السنة يكون من ذوي الثقل العلمي!!!يقول الدكتور الباقري : (هذا الأمر الحساس أدى إلى بروز مشكلات مستعصية وقصور حقيقي في واقع الحوزة العلمية لا يقبل التشكيك والانكار) ثوابت ومتغيرات الحوزة - ص 110 .
نعم أذ كيف يستطيع أصدار فتوى صحيحة وهو لم يدرس القران ! وهذه المسألة من الاسباب الرئيسية التي ادت الى بروز العديد من المسائل الخلافية بينهم والتي ذكرناها وهذا كلة نتيجة طبيعية لهذه المقدمة المريرة .
بعد ماتقدم نحب ان نبين خلاصة الموضوع وهذه الخلاصة يمكن تحديدها بان القران بيننا قد اصبح مهجورا وان الفقهاء قد فضلوا دراسة وتدريس اصول الفقه والمنطق والفلسفة على تعلم القران وتعليمة بل انهم يرمون من يتعلم القران بالجهل فكيف يمكن القول بان الكتاب الكريم فعلاً هو المصدر الاول في معرفة الاحكام الشرعية اذ كيف يتمكن الفقيه من افتاء الناس بحكم معين وهو لم يتصفح القران ولو لمرة واحدة كما ذكر السيد الخامنئي وهذه المأسات تدلنا على بعد التشريح في الوقت الراهن تحديداً عن روح الكتاب الكريم وهذه ما اردنا بيانه وانا لله وانا اليه راجعون .
تعليق