عاد المسلمون بعد رحيله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى القرآن والسنّة فيما يحتاجون إليه على صعيد الفقه والأحكام العملية، ولمّا لم يجدوا حلولاً شرعية للحوادث المستجدة، دأبوا على علاج هذا الوضع بصياغة قواعد وضوابط تعينهم على وضع الحلول المناسبة، وتكوّنت فيما بعدُ النواةُ الأولى لنمو الفقه وتكامله على ضوء ما تصوّروه حلاً شرعياً، وكلّما تقدم بهم الزمان أينعت تلك الشجرة الفقهية وكثرت فروعها وثمارها دون أن تصب في قالب معين خاص إما فقهاء الأمامية فقد كانوا على العكس من ذلك لأنهم كانوا يؤمنون بان البيان الشرعي لا يزال مستمرا باستمرار ألائمة (عليهم السلام ) فلم يوجد لديهم أي دافع للتوسع أما بعد مرور الشيعة في زمان الغيبة تولدت الحاجة وحصل الفراغ فمرت الشيعة بنفس المسلك الذي سارت به أبناء العامة من بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) فاجتهدوا كما فعل أبناء العامة واستعملوا القياس والإجماع والقواعد الموضوعة وخلطوها بروايات عن أهل البيت ( عليهم السلام ) فكانت بداية الاجتهاد آنذاك .
إذن يتبين لنا أن أبناء العامة بدأ عندهم الاجتهاد بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) لحاجتهم إلى التشريع فاعتمدوا على العقل والإجماع والقياس وغيرها من ضوابط متفاوتة بينهم واستمر الحال إلى أن تم إقفال باب الاجتهاد في أواسط القرن السابع الهجري.
أما الفقه الشيعي مر بعدة مراحل وأطوار ليصل إلى شكله الأخير المتعارف عليه ألان - وقد جاء في كتاب الفقه الجعفري لسبحاني [وأمّا الفقه الشيعي، فله أدوار سبعة لكلّ ميزته الخاصة به، وإليك الإشارة إلى عنوان كل دور:
الدور الأول: عصر النشاط ألحديثي والاجتهادي (11ـ260هـ).
الدور الثاني: عصر منهجة الحديث والاجتهاد(260ـ460هـ).
الدور الثالث: عصر الركود (460ـ نحو 600هـ).
الدور الرابع: تجديد الحياة الفقهية (600ـ1030هـ).
الدورالخامس: ظهور الحركة الاَخبارية(1030ـ 1180هـ).
الدور السادس: تصعيد النشاط الفقهي (1180ـ 1260هـ).
الدور السابع: عصر الإبداع الفقهي (1260ـ إلى وقتنا الحاضر)].
ومن هذا يتبين لنا كيف تطور الاجتهاد ومراحله حيث بدأ بعد الغيبة الصغرى مباشرة ولم يكن في عهد الرسول والائمة صلوات الله عليهم أجمعين اجتهاد في نص أو تشريع وسار الشيعة مسار أبناء العامة وسنأتي إلى سند ما قلنا بذكر بعض أراء العلماء في كتبهم .
أولا- جاء في الموسوعة الفقهية الميسرة ج1ص39ما هذا نصه ( بدأ تجريد الفقه عن الشكل الروائي بصورة رسمية وعامة بيد المحدث الجليل محمد بن علي بن الحسن بن بابوية ألقمي الملقب بالصدوق المتوقي سنة 381 ، حيث ألف كتابيه المقنع والهداية على هذا المنوال وقد كان لوالده علي بن الحسين بن بابويه المتوفي سنة 328 الفضل في ذلك حيث كتب رسالته المعروفة الى ولده الصدوق وهي رسالة فقهية . وكانت هذه الكتب عدا المقنعة مؤلفة من متون الروايات أو مضامينها وعاصر هذا التغيير تغيير آخر أكثر أهمية وهو تكثير الفروع وتفريعها وذكر الأقوال فيها ثم الاستدلال عليها أو مناقشتها وهكذا) .
ثانيا- الحسن بن علي العماني وهومن علماء القرن الرابع وقال فيه السيد بحر العلوم في كتابه الفوائد الرجالية ج2ص211وهو أول مَن هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ( الموسوعة الفقهية الميسرة ج1ص39)
ثالثا - وجاء في مقدمة كتاب المقنع للشيخ الصدوق ( رحمه الله ) ( أني صنفت كتابي هذا وسميته كتاب المقنع لقنوع من يقرأه بما فيه وحذفت الأسانيد منه لئلا يثقل حمله ولا يصعب حفظه ولا يمل قارئه إذ كان ما أبينه فيه في الكتب الأصولية موجودا )
رابعا -قال الشهيد في كتاب الذكرى4-5 ( وقد كان الأصحاب يتمسكون بما يجدونه في شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه القمي رحمه الله عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به ).
خامسا - جاء في كتاب علم الفقه ص32 ما نصه ( إن الفقه في بداية الغيبة الكبرى خرج عن طريق ترتيب الأحاديث إلى تحرير المسائل الفقهية مع الحسن بن علي بن أبي عقيل ابو محمد العماني الحذاء فأنه أول مَن حرر المسائل الفقهية وقد صنف كتابه (المتمسك بحبل آل الرسول )بعد ان احتاجت الشيعة لتحصيل الفتوى وقد انحصرت بإرجاع الإمام في الفقهاء والظاهر إن عمله كان بحذف الأسانيد والإبقاء على متن الأحاديث المعتبرة وقد أكد الشهيد ألمطهري عدم وجود نصوص فقهية محررة من الأسانيد قبله وقد استمر الفقه على هذه الطريقة إلى زمان السيد المرتضى حيث عظمت الحاجة عند الشيعة إلى التفريع في المسائل الفقهية .
وهذا يؤكد عملية تطور الاجتهاد وتشعبها واعتماد مقاييس جديدة وضوابط اتفق عليها وخلطوها بروايات أهل البيت ( عليهم السلام )أي إن الطريقة الجديدة هي طريقة مبتدعة لا يقولون فيها أهل البيت ولا يأمرون بها بل أنهم ينهون عنها وبشدة لأنها تعتمد على العقل والإجماع والقياس وغيرها من طرق ظنية أصلها سني ؟
إذن يتبين لنا أن أبناء العامة بدأ عندهم الاجتهاد بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) لحاجتهم إلى التشريع فاعتمدوا على العقل والإجماع والقياس وغيرها من ضوابط متفاوتة بينهم واستمر الحال إلى أن تم إقفال باب الاجتهاد في أواسط القرن السابع الهجري.
أما الفقه الشيعي مر بعدة مراحل وأطوار ليصل إلى شكله الأخير المتعارف عليه ألان - وقد جاء في كتاب الفقه الجعفري لسبحاني [وأمّا الفقه الشيعي، فله أدوار سبعة لكلّ ميزته الخاصة به، وإليك الإشارة إلى عنوان كل دور:
الدور الأول: عصر النشاط ألحديثي والاجتهادي (11ـ260هـ).
الدور الثاني: عصر منهجة الحديث والاجتهاد(260ـ460هـ).
الدور الثالث: عصر الركود (460ـ نحو 600هـ).
الدور الرابع: تجديد الحياة الفقهية (600ـ1030هـ).
الدورالخامس: ظهور الحركة الاَخبارية(1030ـ 1180هـ).
الدور السادس: تصعيد النشاط الفقهي (1180ـ 1260هـ).
الدور السابع: عصر الإبداع الفقهي (1260ـ إلى وقتنا الحاضر)].
ومن هذا يتبين لنا كيف تطور الاجتهاد ومراحله حيث بدأ بعد الغيبة الصغرى مباشرة ولم يكن في عهد الرسول والائمة صلوات الله عليهم أجمعين اجتهاد في نص أو تشريع وسار الشيعة مسار أبناء العامة وسنأتي إلى سند ما قلنا بذكر بعض أراء العلماء في كتبهم .
أولا- جاء في الموسوعة الفقهية الميسرة ج1ص39ما هذا نصه ( بدأ تجريد الفقه عن الشكل الروائي بصورة رسمية وعامة بيد المحدث الجليل محمد بن علي بن الحسن بن بابوية ألقمي الملقب بالصدوق المتوقي سنة 381 ، حيث ألف كتابيه المقنع والهداية على هذا المنوال وقد كان لوالده علي بن الحسين بن بابويه المتوفي سنة 328 الفضل في ذلك حيث كتب رسالته المعروفة الى ولده الصدوق وهي رسالة فقهية . وكانت هذه الكتب عدا المقنعة مؤلفة من متون الروايات أو مضامينها وعاصر هذا التغيير تغيير آخر أكثر أهمية وهو تكثير الفروع وتفريعها وذكر الأقوال فيها ثم الاستدلال عليها أو مناقشتها وهكذا) .
ثانيا- الحسن بن علي العماني وهومن علماء القرن الرابع وقال فيه السيد بحر العلوم في كتابه الفوائد الرجالية ج2ص211وهو أول مَن هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ( الموسوعة الفقهية الميسرة ج1ص39)
ثالثا - وجاء في مقدمة كتاب المقنع للشيخ الصدوق ( رحمه الله ) ( أني صنفت كتابي هذا وسميته كتاب المقنع لقنوع من يقرأه بما فيه وحذفت الأسانيد منه لئلا يثقل حمله ولا يصعب حفظه ولا يمل قارئه إذ كان ما أبينه فيه في الكتب الأصولية موجودا )
رابعا -قال الشهيد في كتاب الذكرى4-5 ( وقد كان الأصحاب يتمسكون بما يجدونه في شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه القمي رحمه الله عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به ).
خامسا - جاء في كتاب علم الفقه ص32 ما نصه ( إن الفقه في بداية الغيبة الكبرى خرج عن طريق ترتيب الأحاديث إلى تحرير المسائل الفقهية مع الحسن بن علي بن أبي عقيل ابو محمد العماني الحذاء فأنه أول مَن حرر المسائل الفقهية وقد صنف كتابه (المتمسك بحبل آل الرسول )بعد ان احتاجت الشيعة لتحصيل الفتوى وقد انحصرت بإرجاع الإمام في الفقهاء والظاهر إن عمله كان بحذف الأسانيد والإبقاء على متن الأحاديث المعتبرة وقد أكد الشهيد ألمطهري عدم وجود نصوص فقهية محررة من الأسانيد قبله وقد استمر الفقه على هذه الطريقة إلى زمان السيد المرتضى حيث عظمت الحاجة عند الشيعة إلى التفريع في المسائل الفقهية .
وهذا يؤكد عملية تطور الاجتهاد وتشعبها واعتماد مقاييس جديدة وضوابط اتفق عليها وخلطوها بروايات أهل البيت ( عليهم السلام )أي إن الطريقة الجديدة هي طريقة مبتدعة لا يقولون فيها أهل البيت ولا يأمرون بها بل أنهم ينهون عنها وبشدة لأنها تعتمد على العقل والإجماع والقياس وغيرها من طرق ظنية أصلها سني ؟
تعليق