إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناقشة علة طول الغيبة من وجهة السيد محمد باقر الصدر (ره)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناقشة علة طول الغيبة من وجهة السيد محمد باقر الصدر (ره)

    هذه المرة سنعرف على ما كتبه السيد(ره) في مقدمة موسوعة الامام المهدي(عج) للسيد محمد صادق الصدر(ره) ، وقد وجدنا ان القضية المهدوية -مع كونها قضية عقائدية - لم تخل من الرأي والاستحسان والتمنطق والاستقراء شانها شان أخواتها من القضايا الفقهية ، ولا شك ان طريقة السيد في التفكير تنعكس على كل المجالات البحثية ومنها العقائد ، لان من ينهج طرق الأصول والعقل لا يتمكن من الخروج من بودقة الاستدلالات المنطقية في كل معترك او بحث ديني أي كان اتجاهه .
    لنعود الى ما كتبه بهذا الصدد وهنا يبدأ بفصل يناقش فلسفة العمر الطويل للامام المهدي (عج) ويحاول ان يسلط الضوء على علة طول أمد الغيبة للإمام المهدي(عج) لكن التفسير بالنسبة الى فهم السيد الصدر منشأه منهجه الأصولي المرتكز على العقل والرأي لا التسليم من خلال ما ورد عن الثقلين ، فالعمر الطويل للحجة او طول غيبته كما يراها أنها من ضرورات أعداد القائد المنتظر نفسياً!!... ولا ادري ما دخل العامل النفسي بقضية مفصلية كالقاءم المخلص الموعود ؟. وهل صرحت بذلك الأخبار أو الروايات ام انه استحسان وراي كما اعتدنا ان نسمعه من فقهاء الحوزة ؟.. لنسمع ما قاله ان عملية التغيير الكبرى تتطلب وضعاً نفسياً فريداً في القائد الممارس لها مشحوناً بالشعور بالتفوق والإحساس بضالة الكيانات الشامخة التي اعد للقضاء عليها ولتحويلها حضارياً الى عالم جديد ، فبقدر ما يعمر قلب القائد المغير من شعور بتفاهة الحضارة التي يصارعها وإحساس واضح بانها مجرد نقطة على الخط الطويل لحضارة الإنسان ، يصبح اكثر قدرة من الناحية النفسية على مواجهتها والصمود في وجهها ومواصلة العمل ضدها حتى النصر ...الى ان يقول : ...فان شخصاً من هذا القبيل عاش كل هذه المراحل بفطنة وانتباه كاملين ينظر الى هذا العملاق الذي يريد ان يصارعه من زاوية ذلك الامتداد التاريخي الطويل الذي عاشه بحسه لا في بطون كتب التاريخ ...) ص18-19 تاريخ الغيبة الصغرى /موسوعة الصدر

    نقول رداً على هذا الطرح عدة نقاط :-

    أولاً:- ان هذا الطرح لا يستند الى دليل متين كالقران والعترة ، بل هو استقراء عقلي محض لقضية غيبة الحجة(عج) والتي هي من أصعب القضايا في الفكر البشري كما نعلم ، فالقول بان الناحية النفسية هي اهم أسباب الغيبة الطويلة إنما هو قياس بين شخص الحجة وغيره من القادة المصلحين ، نعم ربما يحتاج قائد عسكري ما شهد انهيار الاتحاد السوفيتي ان يستقرا كيف ستنهار امريكا وحلفاؤها على نفس الشاكلة ، لكن هذا هو قياس باطل ولا يصمد أمام النقد العلمي ، لان نفسية المعصوم ليست كسائر الناس كما عبر عنها الامام امير الموءمنين (ع) بقوله ( نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد، فينا نزل القرآن وفينا معدن الرسالة) عيون أخبار الرضا(ع) ج1ص71 ، إذن لا يجوز ان تشبه الخلجات او النزعات النفسية الاعتيادية في هذا المضمار -وهو قيادة العالم-بهكذا تشبيه واهي .
    ثانياً:- لو عدنا الى الأخبار لوجدنا الحق الصواب بعلة طول العمر والغيبة كان من المفروض ان يستلهم منها السيد الصدر لدعم موضوعه ومنها ان العلة هي لاستيفاء انطباق سنن الأنبياء (ع) على شخص الامام (عج) :
    * عن حنان بن سدير، عن أبيه عن أخيه عبد الله " ع " قال: قال: إن للقايم منا غيبة يطول أمدها فقلت له ولم ذاك يا بن رسول الله؟ قال: إن الله عز وجل أبى إلا أن يجرى فيه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم وانه لا بد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال الله عز وجل (لتركبن طبقا عن طبق) أي سننا على سنن من كان قبلكم /علل الشرائع ج1ص245.
    ومنها ان العلة لانه يخاف القتل وذلك لعدم وجود الثلة المؤمنة الحقيقية التي تدافع عن أمامها وتحامي دونه حتى الموت ، حيث ورد :
    * حدثنا محمد بن همام (رحمه الله)، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، عن يحيى بن يعلى، عن زرارة، قال:
    " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للقائم (عليه السلام) غيبة قبل أن يقوم.
    فقلت: ولم؟
    قال: يخاف - وأومى بيده إلى بطنه -، ثم قال: يا زرارة، وهو المنتظر، وهو الذي يشك في ولادته، فمنهم من يقول: مات أبوه بلا خلف ...) غيبة النعماني ص170
    ومنها ان العلة هي ان لا تكون في عنق المولى (عج) أي بيعة لطاغية من الطواغي حيث ورد :-
    * إسحاق بن يعقوب أنه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان: وأما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز وجل يقول: " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " (1) إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي../ بحار الأنوار ج52ص92
    والاهم من ذلك هو ما ذكره المعصومون (ع) ان وجه او علة الغيبة هي حكمة لم تكشف بعد ولن تكشف حتى ظهوره الشريف(عج) ومصداق ذلك الخبر الوارد في علل الشراءع عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان عن أحمد ابن عبد الله بن جعفر المدائني، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن لصاحب هذا الامر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل، فقلت له: ولم جعلت فداك؟ قال: لامر لم يؤذن لنا في كشفه لكم قلت:
    فما وجه الحكمة في غيبته؟ فقال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، لموسى عليه السلام إلا وقت افتراقهما.
    يا ابن الفضل إن هذا الامر أمر من أمر الله، وسر من سر الله، وغيب من غيب الله ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم، صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، وإن كان وجهها غير منكشف لنا./ المصدر السابق ج52
    ثالثاً : نحن لا ننفي الجانب البشري للمعصوم لانه بشر من ناحية الحاجات الأساسية كالحاجة الى الطعام والشراب والنكاح والفرح والسرور والغضب والحزن ، لكن الفرق كبير مع الاعتراف بالعجز عن إدراك كنه المعصوم (ع) لانه باب الله ووجه الله ويده وجانبه ، لذلك فان القول بانه(عج) محتاج الى تلك السنوات من التربية والأعداد ينافي قانون السنن الإلهية المثبت من خلال النصوص والأخبار التي لم تذكر ان نبي من أنبياء الله أطال الله عمره ليعاصر سقوط الحضارات ، ومن ثم فان هذا القول يخالف صراحةً المفهوم المستقى من الخبر القاءل (يصلح الله أمره في ليلة) والذي يعني ان اليد الإلهية حاضرة وجاهزة لأحداث التغيير في أي وقت او زمن من الأزمان ، إذن فما الداعي لإطالة العمر حتى تتبلور شخصية المنقذ كما يدعي اليد ؟!....
    وفوق هذا وذاك فقد ناقض السيد القول الذي ذكره في اول البحث ، والذي أشار فيه الى تدخل اليد الإلهية لتعطيل القوانين والنواميس الطبيعية او ما يسمى اصطلاحاً بالمعجزة ، وقد اجتهد السيد في سبيل إقناع القاريء بالحكمة من وراء الإعجاز الالهي في إطالة العمر للمنقذ ، حيث ذكر ( والحقيقة ان المعجزة بمفهومها الديني قد أصبحت ضوء المنطق العلمي الحديث مفهومة أكبر مما كانت عليه في ظل وجهة النظر الكلاسيكية الى علاقات السببية -الى ان قال- وبهذا تصبح المعجزة حالة استثنائية لهذا الاطراد في الاقتران دون ان تصطدم او توءدي الى استحالة ..) ص16
    أقول ان كلامه الأخير عليه إشكالات عديدة منها :-
    1. قد ثبت السيد على نفسه أولا ان المعجزة حالة استثنائية ضرورية يوجدها الخالق في كل زمن من الازمان على حسب الحكمة والمصلحة التي هو اعلم بها من عباده القاصرين العقول ، فنقول له : على هذا الافتراض ، لا حاجة من بعد الى سنوات من الإعداد النفسي بل قرون حتى وصلت الى ما يزيد عن الألف سنة ، لان الله تعالى قادر بيد إعجازه ان يولد القائد ويكون بعد خمس سنوات فقط من معاصرة أبيه العسكري(ع) مهيء ومعد نفسيا وروحيا ً لإنقاذ العالم من الظلم والجور !... ولماذا يكون الإعجاز حاضراً في إطالة عمر خلايا جسم المهدي (عج) ونوح (ع) بينما لا يكون موجوداً في عملية التهيئة النفسية والروحية المزعومة كما ذكرها السيد(ره) ؟!!!
    2. قد اعرض السيد وأطول في محاولة إقناع القاريء ان المعجزة ((في ضوء المنطق العلمي)) على حد وصفه أصبحت مفهومة اليوم أكبر مما كانت عليه مسبقاً ووصفها بانها كانت نظرة كلاسيكية !... أقول :
    اين هذا الكلام من ناحية الواقع العملي ؟.... وكيف يمكن ان نفهم المعجزة أنها حقيقة علمية محضة ؟!... ومتى توصلت البشرية في تاريخها الطويل الى تفسير ظواهر معجزات الأنبياء ؟... ومن العاقل الذي تجرا وفسر معجزة عصا موسى من وجهة نظر علمية ؟... وما هو المنطق العلمي في أحياء الموتى على يد عيسى المسيح (ع) وشفاء المشلول والمصروع ؟!....ومن يتجرأ ويقف أمام قصة رد الشمس ليشوع بن نون (ع) وأمير الموءمنين (ع)؟!... نهم هنالك وجهات نظر وفرضيات واطروحات لكنها لا تعدو كونها افتراضات لم تصل الى ساحة الإثبات بحسب اعتراف وإقرار أصحابها أنها مجرد فرضيات ، فاحضر عرش بلقيس ناقشه احد الباحثين علميا وحاول ان يفهم العنصر الأساسي الذي قامت به تلك المعجزة الشهيرة ، ويقول ان النقل كان من خلال عملية نقل الطاقة من غير ان تتبدد أولاً ، وكذلك من خلال وضع عناصر العرش وذراته تماماً في وضعها الأصلي أمام سليمان النبي (ع) ،ولكن للان البشرية لم تتوصل الى الماهية الحقيقية لعملية نقل العرش ، وحتى لو سلمنا وقلنا بتحليل المعجزة تلك علميا وقبولها بالمنطق ، تبقى بقية المعاجز عصية على العقل البشري مع امتداد التاريخ الطويل منذ حدوثها ونقلها في الكتب السماوية والتاريخية ، وحتى ظهور المنتظر (عج) .... فيا سيد محمد باقر الصدر كيف سيفسر منطقك العلمي تلك المعاجز ويحيلها من الكلاسيك الى العلم ؟....أتمنى ان تجيبني او احد تلامذتك الكثر اليوم حتى تشفي غليلي والسلام .

    نكمل ما جاء به في قضية الامام (عج) ...يقول ...قد بنيت شخصيته بناءاً كاملاً بصورة مستقلة ومنفصلة عن مؤثرات الحضارة التي يقدر لليوم الموعود ان يحاربها وخلافاً لذلك الشخص الذي يولد وينشأ في كنف هذه الحضارة وتتفتح أفكاره ومشاعره في إطارها فانه لا يتخلص غالباً من رواسب تلك الحضارة ومرتكزاتها ، وان قاد حملة التغيير ضدها ، فلكي يضمن عدم تأثر القائد المدخر للحضارة التي اعد لاستبدالها لا بد ان تكون شخصيته قد بنيت بناءاً كاملاً في مرحلة حضارية سابقة هي اقرب ما تكون في الروح العامة ...) ص21 .

    نقول :-
    هذا الكلام مرفوض جملةً وتفصيلاً وليس هنالك أي دليل عليه سواء تاريخي او رواءي ، وقد نجح من خلاله السيد في ابهار العقول المعجبة بفكره وفصاحة تعبيره وجمال عباراته ، وللوهلة الأولى يعتقد القاريء ان كلامه (ره) يستند الى الأدلة التاريخية او النصية المعتبرة ، لكن التمعن فيه بعد برهة وبعين مستقلة الحكم ، يرى خلاف ذلك ، فالتاريخ يحدثنا ان النبي موسى (ع) نشا وترعرع في بلاط فرعون ، وهو إذن ربيب تلك الحضارة الفرعونية التي لا زالت الإنسانية تكتشف في ثناياها الأعاجيب جيلاً بعد جيل ، وكان الإعجب منها ان ينشأ عدو فرعون ونده بين أحضان تلك الحضارة ، وعلى أطروحة السيد الصدر (ره) أعلاه لن يتمكن موسى الكليم (ع) من محاربة الحضارة التي أثرت في نفسه وتركت بصماتها في تكوين شخصيته ، لكن الواقع يثبت خلاف تلك الأطروحة لان الإعداد الالهي والاختيار السماوي لا يفرق بين ربيباً للحضارة والبلاط كموسى (ع) او راعياً للغنم كالخاتم محمد(ص) ، لان الاصطفاء والانتجاب له موازين إلهية ليس هنا محل نقاشها وهي أولاً وأخيراً بيد الحكم العدل الذي لا يحيف ولا يظلم مثقال ذرة .
    ولدينا مثال آخر من التاريخ والنصوص للقادة الألهيين الذين يصلح ان نقارن بينهم وبين شخص المنتظر الموعود(عج) على نظام السنن الإلهية المؤكد عليها ، فها هو يوسف (ع) قد نشا هو الآخر في بلاط عزيز مصر وقضى سنوات من عمره بين أحضان المصريين عبدة أمون اله مصر القديم ، لكن هذا لم يمنع من اختيار الله له في أحداث التغيير المطلوب وليعرف تلك المسيرة الطويلة التي امتدت زهاء 3000 سنة من عبادة الأصنام ، فقام يوسف الصديق(ع) وجعل اهل مصر موحدين ولو الى حين لو لم يبدل الناس من بعده الدين ويحرفوا المسيرة الصحيحة عن مسارها ، فيا ترى لم لم توغل حضارة مصر في نفس يوسف (ع) ومن بعده موسى وكلاهما عاش في كنفها سنون من حياته ؟!!
    ان العجب الفكري الذي تتسم به كتابات السيد الصدر (ره) ونعني به إعجاب السيد بفكره وقلمه جعله يبالغ في مقارنة المعصوم بمن سواه من الناس الخطاءين ، وأني ما زلت حتى اللحظة كلما أسترسل في قراءة ما كتبه في شتى المجالات اجد انه لا يعلم ان يضع قدمه حين يعالج أي مسالة فكرية ، مرة في العقائد ومرة في الفقه ، أتساءل أحياناً هل قرا الشهيد الصدر حديث الامام الرضا (ع) عن شخص الامام يوماً من الأيام ؟.. وإذا كان قد مر على مسامعه يوماً ما ذكره الامام الرضا (ع) فما هذا التساهل في معالجة كل قضية تعنى بالمعصوم ودوره في هذه الحياة ، الم يسمعه يقول (ان الإمامة أجل قدرا وأعظم شانا وأعلى مكانا وامنع جانبا وابعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم ان الإمامة خص الله بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبه ثالثه وفضيلة شرفه بها ...-الى قوله-....بالإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ان الإمامة أس الاسلام النامي وفرعه السامي بالامام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفئ والصدقات وامضاء الحدود والاحكام ومنع الثغور والأطراف والامام يحل حلال الله ويحرم حرام الله ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة الامام كالشمس الطالعة للعالم وهي بالأفق بحيث لا تنالها الأيدي والابصار الامام البدر المنير والسراج الزاهر والنور الساطع والنجم الهادي في غياهب الدجى والبيد القفار ولجج البحار الامام الماء العذب على الظماء والدال على الهدى والمنجي من الردى والامام النار على اليفاع الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك من فارقه فهالك الامام السحاب الماطر والغيث الهاطل والشمس المضيئة والأرض البسيطة والعين الغزيرة والغدير والروضة الامام الأمين الرفيق والوالد الرفيق والأخ الشفيق ومفزع العباد في الداهية الامام امين الله في ارضه وحجته على عباده وخليفته في بلاده الداعي إلى الله والذاب عن حرم الله الامام المطهر الذنوب المبرأ من العيوب مخصوص بالعلم مرسوم بالحلم نظام الدين وعز المسلمين وغيظ المنافقين وبوار الكافرين الامام واحد دهره لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل وله مثل ولا نظير مخصوص بالفعل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب فمن ذا الذي يبلغ معرفه الامام ويمكنه اختياره؟! هيهات هيهات!
    ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وحسرت العيون وتصاغرت العظماء وتحيرت الحكماء وتقاصرت الحلماء وحصرت الخطباء وجهلت الألباء وكلت الشعراء وعجزت الأدباء وعييت البلغاء عن وصف شان من شانه أو فضيله من فضائله فأقرت بالعجز والتقصير وكيف يوصف له أو ينعت بكنهه يفهم شئ من امره أو يوجد من يقام مقامه ويغنى غناه لا كيف وانى وهو بحيت النجم من أيدي المتناولين ووصف الواصفين فأين الاختيار من هذا؟...)عيون أخبار الرضا(ع) ج2ص196-197
    هذا غيض من فيض ولسنا نعرف ما الأسرار التي تستودعها الله تعالى في شخص إلنبي او الامام الى اللحظة ، وثم يأتي أحدنا فيكتب عن أعداد القائد المنتظر وكأنه مثل ساءر الخلق محتاج الى ان يعاصر الحضارة بشرط ان لا يعيش في كنفها ، وان لا يتأثر بها ، وبعدها يتناول شخصيته بالتحليل والاستقراء ، على الرغم من تأكيد الأخبار على تضافر العقول عن إدراك أمر الله عز وجل فيهم ، انظر ما ورد عن علي بن محمد، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن " إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلنكم عنها، فإنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله يمتحن الله بها خلقه، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا الدين لاتبعوه.
    قال: قلت: يا سيدي، من الخامس من ولد السابع؟
    فقال: يا بني، عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه " .(المصدر /غيبة النعماني صظ،ظ¥ظ¦-ظ،ظ¥ظ§)

    وللحديث تتمة ....
    التعديل الأخير تم بواسطة اصلان; الساعة 24-11-13, 11:10 PM.
    شتاء عالم نارنيا يحتضر .. وربيع اصلان قريب

  • #2
    بارك الله فيك وبقلمك الراقي اخينا اصلان
    ننتظر منك المزيد

    تعليق

    يعمل...
    X