إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخلافة والامامة والانقلاب على الاعقاب في اليهودية والمسيحية والاسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخلافة والامامة والانقلاب على الاعقاب في اليهودية والمسيحية والاسلام

    ________________________________________
    الخلافة والانقلاب على الأعقاب في اليهودية والمسيحية والإٍسلام


    .

    التمهيد:
    تعرضت عملية تدوين الحديث الشريف وكذلك تدوين التاريخ الإسلامي إلى مراقبة شديدة من قبل قريش بعد أن عجزت عن القضاء على الرسالة واستسلمت طائعة لسلطان الإسلام بعد فتح مكة، حتى أن ذلك كلفها الكثير من الوقت والجهد.
    فقريش التي فقدت عزها القديم بعد أن حل الإسلام في ربوع مكة على يد غلام يتيم لامال له ، وبدأ يزحف على العالم كله .لم تدخر وسعا من أجل الوقوف سدا منيعا بوجه هذه الرسالة فقاتلتها بشراسة لا نضير لها وبذلت كل الوسائل من أجل خنقها وهي في المهد لولا أن الله منّ على رسوله بالهجرة .
    فبينما كان الضعفاء من الصحابة يتعرضون إلى شتى ضروب التعذيب والأذى النفسي والجسدي .كان كبار الصحابة يتنعمون بحماية مشركي قريش في أحلاف ومعاهدات منعت الأذى من أن يطالهم مع أن الرسول (ص) وعشيرته الأدنين لم يسلموا من أذى قريش ومردتها إلا أن هؤلاء ، الصحابة كانوا يتمتعون بالحماية ولم يطالهم أي أذى حتى في الحروب التي خاضها النبي( ص) ضد قريش كان هؤلاء القرشيين بعيدين أيضا عن القتال وحر السيوف فلم يثبت مثلا أن أبا بكر أو عمر أو عثمان قد قتلوا شخصا أو جندلوا فارسا وهذا التاريخ لم يذكر لنا اسم واحد من قتلاهم او جريح من جرحاهم بل التاريخ يشهد على جبنهم وتخاذلهم وفرارهم في أحلك لحظات الدعوة الإسلامية وسلموا الرسول لسيوف الأعداء وكادوا أن يتسببوا بإجهاض الدعوة برمتها ، ومع ذلك فقد أقصي المعذبون من الصحابة وهمش المجاهدون الصابرون منهم وتسنم اولئك المحميون السلطة بعد رسول الله( ص) ثم سلموها إلى أشد أعداء الله ورسوله ((الأمويون )) وكأن ثمن حمايتهم إبان بداية الدعوة هو أن تكون الخلافة لهم بعد وفاة الرسول( ص) وهكذا عادت الحرب بين الجاهلية والإسلام بأبشع صورها كما كانت على عهد الرسول (ص) بينه وبين الأمويون . أصبحت بين علي والخط والأموي المتمثل بألعن رموز هذا البيت ((معاوية ابن ابي سفيان((.
    فالرسول (ص) ومنذ بداية بعثته تعرض للكثير من حملات التشويه والتسفيه والأذى على يد قريش . فقد اتهموه بالسحر واتهموه بالجنون ، واتهموه بأنه شاعر وأن اليهود والنصارى يعلمونه ما يقوله من قرآن، إضافة إلى الأذى الجسدي من وضع الأشواك في طريقه وإلقاء فضلات الحيوانات على رأسه وهو ساجد ، وعندما كان يقرأ شيئا من القرآن يستغشون ثيابهم ، ويعلو تصفيقهم وصفيرهم وهو الذي وصفه الله تعالى بالمكاء والتصدية .
    وعندما أسلمت أو بالاحرى (استسلمت) قريش رغم أنفها عمدت إلى التخريب الداخلي للرسالة حيث منعت أصحاب رسول الله( ص) من كتابة حديثه أو تدوين سيرته حيث كانوا يرون الرسول بشر يخطيء ويُصيب وكان اغلب الصحابة يأتونه بكتب أهل الكتاب اليهود والنصارى ، فكان غضب الرسول( ص) يشتد عليهم وهكذا استمرت عملية مراقبة قريش لعملية تدوين السنة والسيرة للنبي أمد بعيد جدا حتى أن القرآن لم يسلم من هذه الحملة فادعوا بأن النبي( ص) لم يكتبه وأنه تركه في صدور الرجال . واتهموا الرسول (ص) بأنه لم يوص لأحد من بعده بالخلافة أو الولاية . وأنه ترك الأمر هملا . وهذا يتنافى مع قوله : لا يجوز لمؤمن أن ينام إلا ووصيته تحت رأسه . وكذلك تعارض قولهم هذا الآيات التي تحث المؤمنين على الوصية قبل الموت والتي حفل بها القرآن الكريم : (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية(

    لهذه الأسباب وأسباب أخرى ، غابت عنا الكثير من الأحداث والأحاديث والوقائع وحرف الكثير من هذه الوقائع والأحاديث بما يخدم أغراض قريش حتى أن أحد أهم شروط رواية الحديث وكتابته أن يكون مرّ عبر بوتقة أبو بكر وعمر كما رفع عثمان ومعاوية شعاره لكل من روى الحديث حيث قال : انظروا الحديث الذي في زمن أبو بكر وعمر فارووه

    من بين هذا الركام المخيف من عمليات الاقلاب والتحريف والتزوير والتغيير والكذب والدس والدجل انفرد الشيعة بنوع خاص من التدوين شعاره : اعرضوا حديثنا على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه به واعملوا به ، وما خالف كتاب الله فارموا به عرض الحائط. فبينما كان القوم يشرطون في الرواية أن تكون مما روي في زمن أبي بكر وعمر ، يشرط الشيعة أن تكون الرواية مطابقة للقرآن الكريم لأن الحديث وحي ، والقرآن وحي والذي جاء بهما : إن هو إلا وحيٌ يوحى . فبعد ذلك لا تستغرب أن ترى الكثير من الروايات في مصادر الشيعة ، لا يوجد مثيلها لدى الآخرين. فعندما ترى مثلا روايات تسيء للرسول( ص) وتجعله كسائر الناس في مصادر القوم فأعلم أن هذا نفس قرشي أموي سفياني دأب على محاربة الله ورسوله ولا ينتهي إلا بقتل السفياني في آخر الزمان حيث تستقيم الشريعة .
    ولم يتعرض أي معتقد إسلامي آخر إلى التشويه المتعمد كما تعرضت إليه الإمامة التي تعرضت إلى أشرس حرب خاضتها قريش ضدها لأنها الامتداد لحكم بني هاشم الذي هو حكم الله تعالى ولذلك ترى هذا التضارب المخيف في كتب القوم حول موضوع الإمامة ومن هذا المنطلق فلتت من لسان عمر بن الخطاب تلك المقولة التي تعكس لنا مدى تحامل قريش على النبوة والخلافة فقال عمر في معرض حديثه لابن عباس : كرهت قريش أن تجتمع النبوة والإمامة في بني هاشم . ولذلك عمد عمر إلى التفريق بين النبوة والإمامة من خلال منعه الرسول (ص) من كتابة ذلك الكتاب العاصم للأمة من الضلالة . ولم تجد قريش برمتها كفأ مثل عمر بن الخطاب ليقوم بهذا الدور الخطير والمريع الذي تسبب في انحراف الأمة الإسلامية عن مسار التخطيط الإلهي. وهكذا جرت سنة الله تعالى في خلقة فلا بد لكل أمة أن تتعرض للاختبار الإلهي والتمحيص : ليهلك من يهلك عن بينة ويحيا من يحيا عن بينة
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

  • #2
    تابع

    البحث :
    جرت سنة الله في خلقه أن يكون هناك حاكم ومحكوم فالله الحاكم والإنسان والكون بما فيه هو المحكوم , وجرت سنة الله في خلقه أيضا أن يكون هناك نائبا للمحكوم يطبق كل الأوامر التي تصدر من الحاكم فكان الأنبياء والرسل هم النواب لله تعالى في تبليغ وإيصال كل ما من شأنه أن يرقى بالمخلوق نحو مراتب الكمال التي تعود بالنفع عليه للوصول به إلى الغاية المنشودة من خلقه . وهذا ما اخبرتنا به السنن الجارية بين العباد حيث لم يهمل الإنسان هذا الجانب الحيوي من تعيين الخليفة أو النائب حتى عند أدنى الناس مرتبة كما في رعاة الأغنام لا بل تعدى ذلك إلى عالم الحيوان الذي ينتخب له قائدا يقوده ويُسير له أموره . وحتى في الجمادات حيث أن الإنسان أطلق لربما لا شعوريا وانطلاقا من فكرة الخلافة والزعامة المتأصلة في نفسه أطلق على عالمه بعالم المجموعة الشمسية حيث نسب المجموعة كلها للشمس ولم يتركها من دون قيادة فأعطى القيادة للشمس وجعل النيابة للقمر المضيء ليلا , فالشمس هي النور الكلي الذي يشرق على الدنيا فيعمها بالخير والحياة ويبعث فيها الدفئ والطمأنينة ، وفي حال غياب الشمس وحلول الظلام يكون القمر حاضرا ليبدد جيوش الظلام وُينير تلك الظلمة للإنسان فيأنس بنور القمر ويُناجيه دفعا لرهبة ظلام الليل . وهكذا نرى أن هذا التشبيه قاله سيد الكائنات في الحديث المشهور يا علي أنا الشمس وأنت القمر . ثم جعل بقية الأوصياء بمثابة النجومالتي تحيط بالقمر وكلها تستمد النور من الشمس .
    وهذا ما يقوله هؤلاء الأوصياء سلام الله عليهم : كل ما عندنا من رسول الله( ص) لقوله تعالى وما أتاكم الرسول فخذوه ، فأخذه هؤلاء من دون سائر العالمين .وأمرنا تعالى أن نأخذ منهم في حال موت النبي (ص) حيث أمرنا أن نكون مع الصادقين .يعني عن هؤلاء الأوصياء لأنه ليس من المعقول أن نأخذ من غير المؤتمن . ولذلك اقتضت الضرورة أن يُذهب الله الرجس عن آل البيت ويطهرهم تطهيرا لهذا الهدف .
    ومن هنا كانت رؤيا نبي الله يوسف كاشفة لهذا المعنى حيث رأى الشمس والقمر ... واحد عشر كوكبا له ساجدين . فضرب الله لنا مثلا بهم الشمس والقمر والنجوم وهي استعارة لطيفة منه تعالى. ومن ثم استدعاها رسوله الكريم (ص) ليضفيها على نفسه وعلى وصيه علي وأبناءه عليهم السلام أجمعين .

    الرسول يطلب من الله تعالى أن يُعين شخصا ، يجعله وزيرا للنبي ويخلفه في حال رحيله أو بعد موته ، فلا يحق للناس وحتى لو كان رسولا أن يعين هذا الشخص لأن الله تعالى أدرى بمصالح عباده وأدرى بدخائلهم ومع ذلك فإن الله تعالى عندما يُريد تعيين خليفة للنبي فإنه يمهد له بكثير من العناية ويحفهُ بالشواهد والآيات بحيث أن الساحة تفرز هذا القائد قبل الإعلان عنه ، فمسألة إعداد الخليفة تمر بمراحل كثيرة تبدء من النطفة وحتى آخر يوم من أيام ذلك الخليفة أو الإمام . كما في الرسول أو النبي فإن مراحل إعداده طويلة جدا حتى أن بعض الديانات كانت تبشر بالنبي الآتي قبل ولادته وبعثته بمئآت السنين , وهذا يعني أن هذه السلسلة من الأنبياء والأوصياء هي في علم الله وعنايته منذ أن خلق الله السموات والأرض وكذلك أوصياءهم .

    مسألة اختيار الخليفة ليست اعتباطية إطلاقا ولا تخضع للمقاييس البشرية وليس للإنسان أن يختار الخليفة الحق إلا بإذنه تعالى وبعلمه ، ونستطيع أن نرى ذلك واضحا من خلال طلب موسى عليه السلام من الله تعالى أن يُعين من بعده رجلا يخلفه في قومه كما جاء في سفر التثنية حيث جاء : ((فكلم موسى الرب قائلا. ليوكل الرب اله أرواح جميع البشر رجلا على الجماعة يخرج أمامهم ويدخل أمامهم ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها. فقال الرب لموسى خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح وضع يدك عليه وأوقفه قدام كل الجماعة وأوصاه أمام أعينهم. واجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كل جماعة بني إسرائيل. حسب قوله يخرجون وحسب قوله يدخلون هو وكل بني إسرائيل معه كل الجماعة. ففعل موسى كما أمره الرب.اخذ يشوع وأوقفه قدام كل الجماعة ووضع يديه عليه وأوصاه كما تكلم الرب عن يد موسى ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو إسرائيل وعملوا كما أوصى الرب موسى((.

    وهذا أيضا نراه في تاريخنا الإسلامي الذي ينقل لنا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طلب نفس طلب موسى عليه السلام حيث ورد في تفسير الثعلبي وغيره من المصادر ما نصه : ((أخرج أبو اسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده عن أبي ذر قال: أما إني صليت مع رسول الله (ص) يوما من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يديه إلى السماء و قال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد نبيك محمد (ص) فلم يعطني أحد شيئا. و كان علي (ع)في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى و فيه خاتم ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره, و ذلك بمرآة النبي(ص) و هو في المسجد. فرفع رسول الله (ص) طرفه إلى السماء, و قال : ((اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري , و يسر لي أمري, و احلل عقدة من لساني يفقهوا قول، فأنزلت عليه قرآنا : سنشد عضدك بأخيك و نجعل لكم سلطانا فلا يصلوا إليكما اللهم و إني محمد نبيك و صفيك, اللهم و اشرح لي صدري و يسر لي أمري و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري قال أبو ذر: فما استتم دعاءه حتى نزل جبرائيل(ع) من عند الله عز و جل و قال: يا محمد إقرأ ((إنما و ليكم الله و رسوله..((

    فكما في رواية التوراة فإن موسى عليه السلام طلب من الله أن يُنصّب الإمام والخليفة من بعده ، ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم أيضا طلب من الله تعالى نفس الطلب فماذا كان الجواب , الجواب لموسى هو قوله تعالى له : (خذ يشوع بن نون وضع يدك عليه وأوقفه أمام الجماعة وأوصي له أمام أعينهم ) ففعل موسى ما أمره الله تعالى . وكذلك نبيا عليه صلوات الله فإنه طلب من الله تعالى أن يجعل له وزيرا وخليفة ، فأمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر وأن يُبلغ ما أنزل إليه من ربه . فأخذ بيد علي ونصبه أمام الجماعة وأوصى له .
    وكذلك فعل عيسى عليه السلام أيضا عندما نزل إليه أمر الرب تعالى بأن يُنصب خليفة له (برنابا) ففعل ما أمر به حيث كلمهم الروح القدس (جبريل) قائلا لهم )) افردوا لي برنابا )) .)فأوصاه وعينه خليفة يٌبلّغ بعده رسالة الله تعالى . ولكن قوم عيسى لم يتبعوا قول الرسول ولا سمعوا لأمر الله تعالى ، فبمجرد أن رُفع عيسى إلى ربه ، انقلب النصارى واتخذوا من بولس (شاول) وصيا ورسولا وقرنوه ببرنابا الوصي الحق ، ولكن برنابا غضب عليهم ولم يقبل العمل مع بولس ـ الذي كان يهوديا فتنصر بعد رحيل المسيح في رؤيا خرافية لم يكن فيها شهود إلا بولس نفسه ـ فافترق عن بولس وذهب حانقا عليه فرفضه النصارى ورفضوا معه إنجيله الذي اشتهر بإنجيل برنابا وهذا ما فعله ٌ علي عليه السلام حينما حينما رفضه القوم وقالوا له لا حاجة لنا في مصحفك فخرج حانقا عن القوم واعتزلهم ، ولم يقبل بشرط العمل بسنة الشيخين لكي ينال منصب الخلافة فحدث الانشقاق في الإسلام وافترق إلى فرقتين والرسول( ص) لا يزال في قبره طريا لم يمض على دفنه أيام.

    وهذا أيضا نفسه هو الذي حدث في شريعة السيد المسيح حيث قرن النصارى ما جاء به بولس من سنّة مبتدعة وجعلوها إنجيلا يُتلى وجعلوا شرط الإيمان أن يؤمن النصراني بما جاء به بولس، وهذا ما حدث أيضا عندما قرنوا سنة الشيخين أبو بكر وعمر بسنة رسول الله وجعلوهما من شروط نيل الخلافة وهو أن يرضى المرشح للخلافة بأن يعمل بكتاب الله وسنة رسول الله( ص.) وسنة الشيخين أبو بكر وعمر. ولازال العمل بسنة الشيخين إلى هذا اليوم على يد أتباعهم ، حيث نقرء في كتب الحديث والسيرة ما قاله فلان ، وعمل به فلان ، ورأينا فلان وعن فلان .. وهكذا .

    وهذا أيضا ينطبق على اليهود فما أن مات موسى حتى انقلب الجميع على أعقابهم ونكثوا بيعتهم وجعلوا ملكا عليها من بينهم وتركوا يشوع وصي موسى مع وجود النص عليه من قبل الله تعالى وهذا ما ذكرته التوراة : ((وأبوا الاستماع ولم يذكروا عجائبك التي صنعت معهم وصلّبوا رقابهم وعند تمردهم أقاموا رئيسا ليرجعوا إلى عبوديتهم)) نحميا 9 : 17.

    ولكن عندما دارت الأيام دورتها رجع الناس إلى يشوع ورفعوه خليفة عليهم حدث ما لم يكن بالحسبان فقد شًنت الحروب على يشوع من كل جانب ومكان وأستطاع يشوع بحنكته ودرايته وحكمته أن يقضي على هذه الحروب حتى أن التوراة افردت فصلا خاصا لحروب يشوع مع من خرجوا عليه من مارقين وقاسطين وناكثي تلك الأمة. ولكن الحرب التي شغلته كثيرا هي الحرب التي شنتها أم المؤمنين((صفوراء)). زوجة موسى عليه السلام حيث شنت حربها على الوصي فكانت حربا ضروس أتت فيها على الأخضر واليابس وتسببت في ارماد البلاد وإهلاك العباد حيث أن صفورة كانت ابنة نبي وزوجة نبي ،كما أن حميراء هذه الأمة كانت زوجة نبي وابنة اقرب الناس إلى النبي( ص) وابنة اول الحكام المسلمين ولذلك فإن حميراء قد استغلت هذين الميزتين في تحشيد وتأليب رعاع الناس وغوغائهم ضد الخليفة الحق المنتخب من قبل الله والناس .

    فالنبي (ص) أشار إلى ذلك ، حيث فلتت من أعين الرقيب ومقصه بعض الروايات المتناثرة هنا وهناك والتي تنبأنا بأن النبي حذر الأمة من تلك الفتن ولكن يد قريش طالتها بالتحريف والتشويه والحذف فلم يصلنا منها إلا القليل الذي سلط الضوء على تلك الوقائع التاريخية.
    ومن ذلك أن النبي( ص) قد حذر نسائه خصوصا فقال : فبعد أن ذكر النبي( ص) خروج صفوراء بنت شعيب على يوشع بن نون قال ما حدث في الأمم الماضية إلا ويجري في أمتي مثله . ثم قال لأزواجه : وإن منكن من تخرج على وصيي وهي ظالمة ، ثم قال : يا حميراء لا تكونيها . فأخبر بذلك قبل كونه فكان معجزا له صلى الله عليه وآله وسلم .
    وفي رواية أن يوشع بن نون قام بالأمر بعد موسى صابرا على اللأواء والضراء والجهد والبلاء حتى مضى منهم ثلاث طواغيت فقوى بعدهم أمره فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسى بصفراء بنت شعيب ، امرأة موسى في مائة ألف رجل، فقاتلوا يوشع بن نون نون، فغلبهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، وهزم الباقين بإذن الله تعالى ذكره، وأسر صفراء بنت شعيب، وقال لها: قد عفوت عنك في الدنيا إلى أن نلقى نبي الله موسى، فأشكو ما لقيت منك ومن قومك. فقالت صفراء: وا ويلاه، والله لو أبيحت لي الجنة لاستحييت أن أرى فيها رسول الله وقد هتكت حجابه، وخرجت على وصيه بعده).
    لا تعجب من فقداننا لهذه الآثار النبوية المعجزة التي أخبر عنها أتباعه ولكن العجب أن يصلنا بعضا منها وإن كان كافيا ليسلط الضوء على أقوال أخبر بها النبي)ص) ، ولكنها محيت وحرفت ، وهذا الكم القليل يكون شاهد على مدى الظلم والحيف الذي لحق سنة وسيرة وأخبار الرسول(ص) الذي لحق به من عتاة قريش ومردتهم الذين كانوا لا يُطيقون ذكر اسم علي ويقتلون كل من تسمى باسم علي .
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

    تعليق


    • #3
      وهذا أيضا نفسه هو الذي حدث في شريعة السيد المسيح حيث قرن النصارى ما جاء به بولس من سنّة مبتدعة وجعلوها إنجيلا يُتلى وجعلوا شرط الإيمان أن يؤمن النصراني بما جاء به بولس، وهذا ما حدث أيضا عندما قرنوا سنة الشيخين أبو بكر وعمر بسنة رسول الله وجعلوهما من شروط نيل الخلافة وهو أن يرضى المرشح للخلافة بأن يعمل بكتاب الله وسنة رسول الله( ص.) وسنة الشيخين أبو بكر وعمر. ولازال العمل بسنة الشيخين إلى هذا اليوم على يد أتباعهم ، حيث نقرء في كتب الحديث والسيرة ما قاله فلان ، وعمل به فلان ، ورأينا فلان وعن فلان .. وهكذا .
      احسنت اخي عارف الحق على الموضوع الشيق واسمح لي بتعليق بسيط
      ان اشتراط القوم على ان الخليفة الذي ياتي لابد ان يعمل بسيرة الشيخين يوجد له ما يشابهه في مناهج الأصوليون فلا يحق لأي فقيه جديد ان يخالف مناهج الفقهاء الذين قبله وهذا يسمى مخالفة الإجماع فحتى لو ورد نص صحيح سندا ومتنا وخالفه الفقهاء السابقون فلا يحق للفقيه الجديد ان يخالف الإجماع لأن اجماع العلماء عندهم متيقن والنص مشكوك فيه



      من بين هذا الركام المخيف من عمليات الاقلاب والتحريف والتزوير والتغيير والكذب والدس والدجل انفرد الشيعة بنوع خاص من التدوين شعاره : اعرضوا حديثنا على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه به واعملوا به ، وما خالف كتاب الله فارموا به عرض الحائط. فبينما كان القوم يشرطون في الرواية أن تكون مما روي في زمن أبي بكر وعمر ، يشرط الشيعة أن تكون الرواية مطابقة للقرآن الكريم لأن الحديث وحي ، والقرآن وحي والذي جاء بهما : إن هو إلا وحيٌ يوحى . فبعد ذلك لا تستغرب أن ترى الكثير من الروايات في مصادر الشيعة ، لا يوجد مثيلها لدى الآخرين. فعندما ترى مثلا روايات تسيء للرسول( ص) وتجعله كسائر الناس في مصادر القوم فأعلم أن هذا نفس قرشي أموي سفياني دأب على محاربة الله ورسوله ولا ينتهي إلا بقتل السفياني في آخر الزمان حيث تستقيم الشريعة .
      نعم اخي عارف الحق هنا تتكرر نفس المؤامرة من قبل الفقهاء لمسخ الدين وجعله كما يحلوا لهم فهذه القاعدة (عرض الحديث على الكتاب) اسسها اهل البيت (ع) وانكرها وعطلها ولم يعمل بها الفقهاء الشيعة الأصوليون بل جعلوا للحديث موازين اخذوا اكثرها من اهل السنة المخالفين لمنهج اهل البيت (ع) وأهم هذه الاسس الباطلة التي اسسوها هو علم الرجال الذي اسقط الكثير من النصوص الصحيحة ومن هذه القواعد المبتدعة قولهم ما حسنة العقل يحسنه الشرع فجعلوا العقل مصدرا للتشريع وهو باطل فمتى كان الشيعة يحكمون بما جاء عن اهل البيت ؟!!!

      تعليق


      • #4
        شكراً لأخي العزيز الأشتر على هذه المداخلة القيّمة والربط المحكم بين الموقفين المتشابهين. تحياتنا
        قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

        تعليق

        يعمل...
        X