________________________________________
الخلافة والانقلاب على الأعقاب في اليهودية والمسيحية والإٍسلام
.
التمهيد:
تعرضت عملية تدوين الحديث الشريف وكذلك تدوين التاريخ الإسلامي إلى مراقبة شديدة من قبل قريش بعد أن عجزت عن القضاء على الرسالة واستسلمت طائعة لسلطان الإسلام بعد فتح مكة، حتى أن ذلك كلفها الكثير من الوقت والجهد.
فقريش التي فقدت عزها القديم بعد أن حل الإسلام في ربوع مكة على يد غلام يتيم لامال له ، وبدأ يزحف على العالم كله .لم تدخر وسعا من أجل الوقوف سدا منيعا بوجه هذه الرسالة فقاتلتها بشراسة لا نضير لها وبذلت كل الوسائل من أجل خنقها وهي في المهد لولا أن الله منّ على رسوله بالهجرة .
فبينما كان الضعفاء من الصحابة يتعرضون إلى شتى ضروب التعذيب والأذى النفسي والجسدي .كان كبار الصحابة يتنعمون بحماية مشركي قريش في أحلاف ومعاهدات منعت الأذى من أن يطالهم مع أن الرسول (ص) وعشيرته الأدنين لم يسلموا من أذى قريش ومردتها إلا أن هؤلاء ، الصحابة كانوا يتمتعون بالحماية ولم يطالهم أي أذى حتى في الحروب التي خاضها النبي( ص) ضد قريش كان هؤلاء القرشيين بعيدين أيضا عن القتال وحر السيوف فلم يثبت مثلا أن أبا بكر أو عمر أو عثمان قد قتلوا شخصا أو جندلوا فارسا وهذا التاريخ لم يذكر لنا اسم واحد من قتلاهم او جريح من جرحاهم بل التاريخ يشهد على جبنهم وتخاذلهم وفرارهم في أحلك لحظات الدعوة الإسلامية وسلموا الرسول لسيوف الأعداء وكادوا أن يتسببوا بإجهاض الدعوة برمتها ، ومع ذلك فقد أقصي المعذبون من الصحابة وهمش المجاهدون الصابرون منهم وتسنم اولئك المحميون السلطة بعد رسول الله( ص) ثم سلموها إلى أشد أعداء الله ورسوله ((الأمويون )) وكأن ثمن حمايتهم إبان بداية الدعوة هو أن تكون الخلافة لهم بعد وفاة الرسول( ص) وهكذا عادت الحرب بين الجاهلية والإسلام بأبشع صورها كما كانت على عهد الرسول (ص) بينه وبين الأمويون . أصبحت بين علي والخط والأموي المتمثل بألعن رموز هذا البيت ((معاوية ابن ابي سفيان((.
فالرسول (ص) ومنذ بداية بعثته تعرض للكثير من حملات التشويه والتسفيه والأذى على يد قريش . فقد اتهموه بالسحر واتهموه بالجنون ، واتهموه بأنه شاعر وأن اليهود والنصارى يعلمونه ما يقوله من قرآن، إضافة إلى الأذى الجسدي من وضع الأشواك في طريقه وإلقاء فضلات الحيوانات على رأسه وهو ساجد ، وعندما كان يقرأ شيئا من القرآن يستغشون ثيابهم ، ويعلو تصفيقهم وصفيرهم وهو الذي وصفه الله تعالى بالمكاء والتصدية .
وعندما أسلمت أو بالاحرى (استسلمت) قريش رغم أنفها عمدت إلى التخريب الداخلي للرسالة حيث منعت أصحاب رسول الله( ص) من كتابة حديثه أو تدوين سيرته حيث كانوا يرون الرسول بشر يخطيء ويُصيب وكان اغلب الصحابة يأتونه بكتب أهل الكتاب اليهود والنصارى ، فكان غضب الرسول( ص) يشتد عليهم وهكذا استمرت عملية مراقبة قريش لعملية تدوين السنة والسيرة للنبي أمد بعيد جدا حتى أن القرآن لم يسلم من هذه الحملة فادعوا بأن النبي( ص) لم يكتبه وأنه تركه في صدور الرجال . واتهموا الرسول (ص) بأنه لم يوص لأحد من بعده بالخلافة أو الولاية . وأنه ترك الأمر هملا . وهذا يتنافى مع قوله : لا يجوز لمؤمن أن ينام إلا ووصيته تحت رأسه . وكذلك تعارض قولهم هذا الآيات التي تحث المؤمنين على الوصية قبل الموت والتي حفل بها القرآن الكريم : (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية(
لهذه الأسباب وأسباب أخرى ، غابت عنا الكثير من الأحداث والأحاديث والوقائع وحرف الكثير من هذه الوقائع والأحاديث بما يخدم أغراض قريش حتى أن أحد أهم شروط رواية الحديث وكتابته أن يكون مرّ عبر بوتقة أبو بكر وعمر كما رفع عثمان ومعاوية شعاره لكل من روى الحديث حيث قال : انظروا الحديث الذي في زمن أبو بكر وعمر فارووه
من بين هذا الركام المخيف من عمليات الاقلاب والتحريف والتزوير والتغيير والكذب والدس والدجل انفرد الشيعة بنوع خاص من التدوين شعاره : اعرضوا حديثنا على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه به واعملوا به ، وما خالف كتاب الله فارموا به عرض الحائط. فبينما كان القوم يشرطون في الرواية أن تكون مما روي في زمن أبي بكر وعمر ، يشرط الشيعة أن تكون الرواية مطابقة للقرآن الكريم لأن الحديث وحي ، والقرآن وحي والذي جاء بهما : إن هو إلا وحيٌ يوحى . فبعد ذلك لا تستغرب أن ترى الكثير من الروايات في مصادر الشيعة ، لا يوجد مثيلها لدى الآخرين. فعندما ترى مثلا روايات تسيء للرسول( ص) وتجعله كسائر الناس في مصادر القوم فأعلم أن هذا نفس قرشي أموي سفياني دأب على محاربة الله ورسوله ولا ينتهي إلا بقتل السفياني في آخر الزمان حيث تستقيم الشريعة .
ولم يتعرض أي معتقد إسلامي آخر إلى التشويه المتعمد كما تعرضت إليه الإمامة التي تعرضت إلى أشرس حرب خاضتها قريش ضدها لأنها الامتداد لحكم بني هاشم الذي هو حكم الله تعالى ولذلك ترى هذا التضارب المخيف في كتب القوم حول موضوع الإمامة ومن هذا المنطلق فلتت من لسان عمر بن الخطاب تلك المقولة التي تعكس لنا مدى تحامل قريش على النبوة والخلافة فقال عمر في معرض حديثه لابن عباس : كرهت قريش أن تجتمع النبوة والإمامة في بني هاشم . ولذلك عمد عمر إلى التفريق بين النبوة والإمامة من خلال منعه الرسول (ص) من كتابة ذلك الكتاب العاصم للأمة من الضلالة . ولم تجد قريش برمتها كفأ مثل عمر بن الخطاب ليقوم بهذا الدور الخطير والمريع الذي تسبب في انحراف الأمة الإسلامية عن مسار التخطيط الإلهي. وهكذا جرت سنة الله تعالى في خلقة فلا بد لكل أمة أن تتعرض للاختبار الإلهي والتمحيص : ليهلك من يهلك عن بينة ويحيا من يحيا عن بينة
الخلافة والانقلاب على الأعقاب في اليهودية والمسيحية والإٍسلام
.
التمهيد:
تعرضت عملية تدوين الحديث الشريف وكذلك تدوين التاريخ الإسلامي إلى مراقبة شديدة من قبل قريش بعد أن عجزت عن القضاء على الرسالة واستسلمت طائعة لسلطان الإسلام بعد فتح مكة، حتى أن ذلك كلفها الكثير من الوقت والجهد.
فقريش التي فقدت عزها القديم بعد أن حل الإسلام في ربوع مكة على يد غلام يتيم لامال له ، وبدأ يزحف على العالم كله .لم تدخر وسعا من أجل الوقوف سدا منيعا بوجه هذه الرسالة فقاتلتها بشراسة لا نضير لها وبذلت كل الوسائل من أجل خنقها وهي في المهد لولا أن الله منّ على رسوله بالهجرة .
فبينما كان الضعفاء من الصحابة يتعرضون إلى شتى ضروب التعذيب والأذى النفسي والجسدي .كان كبار الصحابة يتنعمون بحماية مشركي قريش في أحلاف ومعاهدات منعت الأذى من أن يطالهم مع أن الرسول (ص) وعشيرته الأدنين لم يسلموا من أذى قريش ومردتها إلا أن هؤلاء ، الصحابة كانوا يتمتعون بالحماية ولم يطالهم أي أذى حتى في الحروب التي خاضها النبي( ص) ضد قريش كان هؤلاء القرشيين بعيدين أيضا عن القتال وحر السيوف فلم يثبت مثلا أن أبا بكر أو عمر أو عثمان قد قتلوا شخصا أو جندلوا فارسا وهذا التاريخ لم يذكر لنا اسم واحد من قتلاهم او جريح من جرحاهم بل التاريخ يشهد على جبنهم وتخاذلهم وفرارهم في أحلك لحظات الدعوة الإسلامية وسلموا الرسول لسيوف الأعداء وكادوا أن يتسببوا بإجهاض الدعوة برمتها ، ومع ذلك فقد أقصي المعذبون من الصحابة وهمش المجاهدون الصابرون منهم وتسنم اولئك المحميون السلطة بعد رسول الله( ص) ثم سلموها إلى أشد أعداء الله ورسوله ((الأمويون )) وكأن ثمن حمايتهم إبان بداية الدعوة هو أن تكون الخلافة لهم بعد وفاة الرسول( ص) وهكذا عادت الحرب بين الجاهلية والإسلام بأبشع صورها كما كانت على عهد الرسول (ص) بينه وبين الأمويون . أصبحت بين علي والخط والأموي المتمثل بألعن رموز هذا البيت ((معاوية ابن ابي سفيان((.
فالرسول (ص) ومنذ بداية بعثته تعرض للكثير من حملات التشويه والتسفيه والأذى على يد قريش . فقد اتهموه بالسحر واتهموه بالجنون ، واتهموه بأنه شاعر وأن اليهود والنصارى يعلمونه ما يقوله من قرآن، إضافة إلى الأذى الجسدي من وضع الأشواك في طريقه وإلقاء فضلات الحيوانات على رأسه وهو ساجد ، وعندما كان يقرأ شيئا من القرآن يستغشون ثيابهم ، ويعلو تصفيقهم وصفيرهم وهو الذي وصفه الله تعالى بالمكاء والتصدية .
وعندما أسلمت أو بالاحرى (استسلمت) قريش رغم أنفها عمدت إلى التخريب الداخلي للرسالة حيث منعت أصحاب رسول الله( ص) من كتابة حديثه أو تدوين سيرته حيث كانوا يرون الرسول بشر يخطيء ويُصيب وكان اغلب الصحابة يأتونه بكتب أهل الكتاب اليهود والنصارى ، فكان غضب الرسول( ص) يشتد عليهم وهكذا استمرت عملية مراقبة قريش لعملية تدوين السنة والسيرة للنبي أمد بعيد جدا حتى أن القرآن لم يسلم من هذه الحملة فادعوا بأن النبي( ص) لم يكتبه وأنه تركه في صدور الرجال . واتهموا الرسول (ص) بأنه لم يوص لأحد من بعده بالخلافة أو الولاية . وأنه ترك الأمر هملا . وهذا يتنافى مع قوله : لا يجوز لمؤمن أن ينام إلا ووصيته تحت رأسه . وكذلك تعارض قولهم هذا الآيات التي تحث المؤمنين على الوصية قبل الموت والتي حفل بها القرآن الكريم : (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية(
لهذه الأسباب وأسباب أخرى ، غابت عنا الكثير من الأحداث والأحاديث والوقائع وحرف الكثير من هذه الوقائع والأحاديث بما يخدم أغراض قريش حتى أن أحد أهم شروط رواية الحديث وكتابته أن يكون مرّ عبر بوتقة أبو بكر وعمر كما رفع عثمان ومعاوية شعاره لكل من روى الحديث حيث قال : انظروا الحديث الذي في زمن أبو بكر وعمر فارووه
من بين هذا الركام المخيف من عمليات الاقلاب والتحريف والتزوير والتغيير والكذب والدس والدجل انفرد الشيعة بنوع خاص من التدوين شعاره : اعرضوا حديثنا على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه به واعملوا به ، وما خالف كتاب الله فارموا به عرض الحائط. فبينما كان القوم يشرطون في الرواية أن تكون مما روي في زمن أبي بكر وعمر ، يشرط الشيعة أن تكون الرواية مطابقة للقرآن الكريم لأن الحديث وحي ، والقرآن وحي والذي جاء بهما : إن هو إلا وحيٌ يوحى . فبعد ذلك لا تستغرب أن ترى الكثير من الروايات في مصادر الشيعة ، لا يوجد مثيلها لدى الآخرين. فعندما ترى مثلا روايات تسيء للرسول( ص) وتجعله كسائر الناس في مصادر القوم فأعلم أن هذا نفس قرشي أموي سفياني دأب على محاربة الله ورسوله ولا ينتهي إلا بقتل السفياني في آخر الزمان حيث تستقيم الشريعة .
ولم يتعرض أي معتقد إسلامي آخر إلى التشويه المتعمد كما تعرضت إليه الإمامة التي تعرضت إلى أشرس حرب خاضتها قريش ضدها لأنها الامتداد لحكم بني هاشم الذي هو حكم الله تعالى ولذلك ترى هذا التضارب المخيف في كتب القوم حول موضوع الإمامة ومن هذا المنطلق فلتت من لسان عمر بن الخطاب تلك المقولة التي تعكس لنا مدى تحامل قريش على النبوة والخلافة فقال عمر في معرض حديثه لابن عباس : كرهت قريش أن تجتمع النبوة والإمامة في بني هاشم . ولذلك عمد عمر إلى التفريق بين النبوة والإمامة من خلال منعه الرسول (ص) من كتابة ذلك الكتاب العاصم للأمة من الضلالة . ولم تجد قريش برمتها كفأ مثل عمر بن الخطاب ليقوم بهذا الدور الخطير والمريع الذي تسبب في انحراف الأمة الإسلامية عن مسار التخطيط الإلهي. وهكذا جرت سنة الله تعالى في خلقة فلا بد لكل أمة أن تتعرض للاختبار الإلهي والتمحيص : ليهلك من يهلك عن بينة ويحيا من يحيا عن بينة
تعليق