فقهاء الإمامية ومقلديهم في آخر الزمان يخرجون عن نظام الإمامة
السلام عليكم
وردت طائفة من الروايات الشريفة في كتاب الغيبة للشيخ الجليل النعماني (رض) في الباب (12) والذي يصف حال الناس الموالين والمنسوبين كشيعة لأهل البيت في آخر الزمان وخروج الكثير منهم عن تعاليم ائمتنا المعصومين (عليهم السلام) ، فلا يبقى على أمرهم إلا الفئة الموصوفة في الأحاديث الشريفة وهم (الشيعة الحقيقيين) ، وهذا الحال لايكون إلا بعد ضلالة الفقهاء وانحراف سلوكهم عن منهجية الرسالة المحمدية والذين يكثرون البدع والفتن ويميتون الفرائض والسنن والناس كالعبيد لهم يحسبون ان الحق بإتباعهم والباطل بتركهم متجاهلين الضلالة السائرين عليها وابتعادهم الشديد عن فكر أئمتنا الأطهار (عليهم السلام) ، إليكم وصف حال الشيعة نتيجة لكثرة فقهاء الضلال فيهم :
(( باب (12) ما يلحق الشيعة من التمحيص و التفرق و التشتت عند الغيبة حتى لا يبقى على حقيقة الأمر إلا الأقل الذي وصفه الأئمة (عليهم السلام) :
1- حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن يعقوب السراج و عن علي بن رئاب عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) أنه قال:
لما بويع لأمير المؤمنين (عليهِ السلام) بعد مقتل عثمان صعد المنبر و خطب خطبة ذكرها يقول فيها ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) و الذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة و لتغربلن غربلة حتى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم و ليسبقن سابقون كانوا قصروا و ليقصرن سباقون كانوا سبقوا و الله ما كتمت وسمة و لا كذبت كذبة و لقد نبئت بهذا المقام و هذا اليوم .
2- حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثني عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن (عليهِ السلام) يقول ((الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ))
ثم قال لي: ما الفتنة؟
فقلت: جعلت فداك الذي عندنا أن الفتنة في الدين.
فقال: يفتنون كما يفتن الذهب
ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب.
3- حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهِ السلام) قال قال: إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال فانبذوه إليهم نبذا فمن أقر به فزيدوه و من أنكر فذروه إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن و شيعتنا .
4- حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث و سبعين و مائتين قال حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري سنة تسع و عشرين و مائتين عن رجل عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له:
جعلت فداك إني و الله أحبك و أحب من يحبك يا سيدي ما أكثر شيعتكم.
فقال له :اذكرهم.
فقال كثير.
فقال: تحصيهم.
فقال: هم أكثر من ذلك.
فقال أبو عبد الله (عليهِ السلام): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة و بضعة عشر كان الذي تريدون و لكن شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه و لا شحناؤه بدنه و لا يمدح بنا معلنا و لا يخاصم بنا قاليا و لا يجالس لنا عائبا و لا يحدث لنا ثالبا و لا يحب لنا مبغضا و لا يبغض لنا محبا.
فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟
فقال: فيهم التمييز و فيهم التمحيص و فيهم التبديل يأتي عليهم سنون تفنيهم و سيف يقتلهم و اختلاف يبددهم إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب و لا يطمع طمع الغراب و لا يسأل الناس بكفه و إن مات جوعا.
قلت: جعلت فداك فأين أطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة؟
فقال: اطلبهم في أطراف الأرض أولئك الخفيض عيشهم المنتقلة دارهم الذين إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا و إن مرضوا لم يعادوا و إن خطبوا لم يزوجوا و إن ماتوا لم يشهدوا أولئك الذين في أموالهم يتواسون و في قبورهم يتزاورون و لا تختلف أهواؤهم و إن اختلفت بهم البلدان.
5- حدثنا محمد بن همام قال حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي عن علي بن منصور عن إبراهيم بن مهزم الأسدي عن أبيه مهزم عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) بمثله إلا أنه زاد فيه: و إن رأوا مؤمنا أكرموه و إن رأوا منافقا هجروه و عند الموت لا يجزعون و في قبورهم يتزاورون ثم تمام الحديث .
6- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني أحمد بن يوسف الجعفي أبو الحسن من كتابه قال حدثنا إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه و وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) أنه قال:
مع القائم (عليهِ السلام) من العرب شيء يسير.
فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير!
قال: لا بد للناس من أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و سيخرج من الغربال خلق كثير.
7- و أخبرنا علي بن الحسين قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن حسان الرازي قال حدثنا محمد بن علي الكوفي عن الحسن بن محبوب الزراد عن أبي المغراء عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) أنه سمعه يقول:
ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب.
قلت: جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟
قال: شيء يسير.
فقلت: و الله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير.
فقال: لا بد للناس من أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و يخرج من الغربال خلق كثير
وحدثنا بذلك أيضا بلفظه محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى و الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن علي عن أبي المغراء عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله (عليهِ السلام) وذكر مثله.
8- و أخبرنا علي بن أحمد قال حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي العباسي عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن زياد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) يقول:
و الله لتميزن و الله لتمحصن و الله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح .
9- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم قال حدثنا عبيس بن هشام عن عبد الله بن جبلة عن مسكين الرحال عن علي بن أبي المغيرة عن عميرة بنت نفيل قالت سمعت الحسين بن علي (عليهما السلام) يقول:
لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض و يتفل بعضكم في وجوه بعض و يشهد بعضكم على بعض بالكفر و يلعن بعضكم بعضا.
فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير؟
فقال الحسين (عليهِ السلام): الخير كله في ذلك الزمان يقوم قائمنا و يدفع ذلك كله.
10- أخبرنا علي بن أحمد قال أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي عن الحسن بن علي عن عبد الله بن جبلة عن بعض رجاله عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) أنه قال:
لا يكون ذلك الأمر حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض و حتى يلعن بعضكم بعضا و حتى يسمي بعضكم بعضا كذابين .
11- و أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا علي بن الحسن التيملي قال حدثنا محمد و أحمد ابنا الحسن عن أبيهما عن ثعلبة بن ميمون عن أبي كهمس عن عمران بن ميثم عن مالك بن ضمرة قال قال أمير المؤمنين (عليهِ السلام):
يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا؟ و شبك أصابعه و أدخل بعضها في بعض.
فقلت يا أمير المؤمنين: ما عند ذلك من خير؟
قال: الخير كله عند ذلك.
يا مالك: عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله و على رسوله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) فيقتلهم ثم يجمعهم الله على أمر واحد.
12- و أخبرنا علي بن أحمد قال أخبرنا عبيد الله بن موسى العلوي عن علي بن إسماعيل الأشعري عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن رجل عن أبي جعفر (عليهِ السلام) أنه قال:
لتمحصن يا (شيعـة آل محمد) تمحيص الكحل في العين و إن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه و لا يعلم متى يخرج منها و كذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا و يمسي و قد خرج منها و يمسي على شريعة من أمرنا و يصبح و قد خرج منها .
13- و أخبرنا علي بن أحمد قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن رجل عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد المسلي من بني مسلية عن مهزم بن أبي بردة الأسدي و غيره عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) أنه قال:
و الله لتكسرن تكسر الزجاج و إن الزجاج ليعاد فيعود كما كان و الله لتكسرن تكسر الفخار فإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان و و الله لتغربلن و و الله لتميزن و و الله لتمحصن حتى لا يبقى منكم إلا الأقل و صعر كفه.
فتبينوا يا معشر الشيعة هذه الأحاديث المروية عن أمير المؤمنين و من بعده من الأئمة (عليهم السلام) و احذروا ما حذروكم و تأملوا ما جاء عنهم تأملا شافيا و فكروا فيها فكرا تنعمونه فلم يكن في التحذير شيء أبلغ من قولهم إن الرجل يصبح على شريعة من أمرنا و يمسي و قد خرج منها و يمسي على شريعة من أمرنا و يصبح و قد خرج منها
أليس هذا دليلاً على الخروج من نظام الإمامة و ترك ما كان يعتقد منها إلى تبيان الطريق؟؟ ))
موسوعة كتب الغيبة / الغيبة للنعماني /الباب(12) ص136
اقول بعد هذا الوصف من أحاديث أئمتنا المعصومين (عليهم السلام):
هل يبقى إلا الفقهاء الخونة والأمراء الفجرة في آخر الزمان يحكمون بتعاليم انفسهم لا بتعاليم السماء فيتسببون بغربلة كثير من الناس وخروجهم عن منهج أهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً في القضية المهدوية التي سيحارب الناس إمام زماننا وانصارهِ من القلة القليلة والعدة الموصوفة في الأحاديث الشريفة ؟!
وإلا في أي مقام سنراهم ياترى ؟!
تعليق