بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صل عل محمد وال محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما
راي علماء السنة في المهدي
1 ـ الشيخ محمد السفاريني المتوفى سنة ثمان وثمانين بعد المئة والالف ،(1188 هـ ) في كتابه لوامع الانوار البهية . قال :
«وقد كثرت بخروجه (يعني المهدي) الروايات ، حتى بلغت حد التواتر المعنوي» وأورد الاحاديث في خروج المهدي ، وأسماء بعض الصحابة الذين رووها ، ثم قال : «وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي اللّه عنهم بروايات متعددة ، وعن التابعين من بعدهم ، ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالايمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة» .
2 ـ وحكى التواتر غير هؤلاء من الأعلام ؛ كالسيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي , والسخاوي في فتح المغيث , والمغربي في إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون , والألباني وغيرهم . حيث قال:
بعد هذا كله ؛ لا يبقى مجال للشك في أصل الاعتقاد بالمهدي الموعود من نسل فاطمة عليها السلام , ولو اعترى الشك بعض التفاصيل لأسباب مختلفة ؛ فإن ذلك لا يغير من التسالم الواقع على أصل الموضوع , وها هي الصلاة فريضة مسلمة , وهي من الضروريات ولا يختلف عليها اثنان من المسلمين , ومع ذلك وجد الخلاف بين الفقهاء في الكثير من تفاصيلها .
3- وقال ابن حجر المكي المتوفى سنة 974 هـ في كتابه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر : «الذي يتعين اعتقاده مادلت عليه الاحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر ، الذي يخرج الدجال وعيسى خلفه ، وأنه المراد حيث أُطلق المهدي» . انتهى بواسطة نقل البرزنجي في الاشاعة لاشراط الساعة .
4- ومنهم العلامة الشيخ محمد البرزنجي المتوفى( 1103 هـ) في كتابه " الإشاعة لأشراط الساعة " , قال: « فمنها المهدي , وهو أولها , واعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر , ـ إلى أن قال ـ : ثم الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة , أنه من ولد فاطمة ـ إلى أن قال ـ :
تنبيه : قد علمت أن أحاديث وجود المهدي , وخروجه آخر الزمان , وأنه من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة ؛ بلغت حد التواتر المعنوي , فلا معنى لإنكارها ».
5- الشيخ صديق حسن القنوجي المتوفى سنة (1307هـ ) قال في كتابه " الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة " : « والأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جداً , تبلغ حد التواتر المعنوي , وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم و المسانيد ـ إلى إن قال ـ لاشك أن المهدي يخرج آخر الزمان من غير تعيين لشهر وعام , لما تواتر من الأخبار في الباب , واتفق عليه جمهور الأمة خلفا عن سلف , إلا من لا يعتد بخلافه ـ إلى أن قال ـ فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظر , المدلول عليه بالأدلة , بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة البالغة إلى حد التواتر
6-الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين السجستاني الآبري , صاحب كتاب "مناقب الشافعي" المتوفى ( 363هـ ) , قال : « وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي , وأنه من أهل بيته , وأنه يملك سبع سنين , وأنه يملأ الأرض عدلاً , وأن عيسى عليه السلام يخرج فيساعده على قتل الدجال , وأنه يؤم هذه الأمة , ويصلي عيسى خلفه » نقل ذلك عنه ابن القيم في كتابه المنار المنيف
7- القاضي محمد بن علي الشوكاني الزيدي المتوفى سنة (1250هـ ) , قال في كتابه "التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح" : « والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها , منها خمسون حديثاً , فيها الصحيح والحسن , والضعيف المنجبر , وهي متواترة بلا شك ولا شبهة , بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول , وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي , فهي كثيرة جداً لها حكم الرفع , إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك» .
8- الشيخ محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة (1345هـ) قال في كتابه " نظم المتناثر من الحديث المتواتر" : « والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة , وكذا الواردة في الدجال , وفي نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام»
9- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : « تواترت الأخبار بأنّ المهدي من هذه الأمة. وأن عيسي ـ عليه السلام ـ سينزل ويصلي خلفه » .
10-الشيخ صديق حسن القنوجي المتوفى سنة سبع بعد الثلاثمئة والالف . قال في كتابه الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة :
«والاحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جداً ، تبلغ حد التواتر المعنوي ، وهي في السنن وغيرها من دواوين الاسلام من المعاجم والمسانيد» إلى أن قال :
«لاشك أن المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين شهر ولا عام ، لما تواتر من الاخبار في الباب ، واتفق عليه جمهور الامة خلفاً عن سلف ، إلاّ من لا يعتد بخلافه»
إلى أن قال : «فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظر ، المدلول عليه بالادلة ، بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة ، البالغة الى حد التواتر»
نستعرض اليوم قولاً آخر من أقوال علماء المدرسة السلفية , بل هو الملهم لهذه المدرسة , وهو شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني , قال في كتابه منهاج السنة ج 4 ص211 :
وأما الحديث الذي رواه عن ابن عمر , عن النبي صلى الله عليه وسلم : (يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي ؛ اسمه كاسمي , وكنيته كنيتي , يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً , فذلك هو المهدي) ؛
فالجواب :قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني
إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة , رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره , كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن مسعود :
( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم , لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل مني أو من أهل بيتي , يواطئ اسمه اسمي , واسم أبيه اسم أبي , يملأ الأرض قسطاً وعدلاً , كما ملئت جوراً وظلماً )
, ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة , وأيضاً فيه : (المهدي من عترتي من ولد فاطمة )
ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد وفيه : (يملك الأرض سبع سنين) ,
ثم نضيف إلى ذلك كله رأي الشيعة الإمامية , الذين أطبقت كلمتهم على هذه العقيدة , بل إن الشيعي لا يكون إمامياً إثني عشرياً ما لم يؤمن بالمهدي , لأن المهدي ختام الأئمة الإثني عشر , وقد التصقت بهم هذه العقيدة حتى ظن البعض أنها من مختصاتهم .
هذا ؛ وقد أحصى العلماء 400 رواية عن النبي (ص) في المهدي من طرق أهل السنة فقط , كما ينقل ذلك السيد صدر الدين الصدر في كتابه المهدي , مما يوفر تواتراً قطعياً . وأحصى العالم الجليل الشيخ لطف الله الصافي حفظه الله تعالى في كتابه القيم منتخب الأثر أكثر من 6350 رواية في المهدي من طرق الشيعة والسنة , وهذا يعني أن الشك في هذا الكم الضخم من الروايات غير جائز , إذ لو جاز ذلك لطال الكثير من المسلمات الدينية التي لا تحظى بمثل هذا المستند .
ولكن مع ذلك فقد تجرأ البعض وشكك في هذه الحقيقة , ولعل أول من فتح هذا الباب هو ابن خلدون , ثم تبعه مثل أحمد أمين , ومحمد رشيد رضا , ومحي الدين عبد الحميد , والشيخ عبد الله بن محمود , ولا يعبأ بخلافهم بعد ما ذكرناه , وقد تصدى للرد عليهم علماء السنة أنفسهم , وسفهوا رأيهم واعتبروه مجازفة وتقحماً , وقولاً بغير علم , وبرأيي أن الباعث لذلك أمور نذكر منها الآن أمرين هما :
1 ـ الجهل بفن الحديث وعلومه .
2 ـ توهم البعض أن هذه العقيدة عقيدة شيعية خاصة .
وللأسف ؛ كثيراً ما يتجرأ بعض الجهال على أحكام الإسلام , لمجرد العداء للشيعة , فيتهجم من حيث لا يشعر على أحكام الله تعالى , وأبرز مثال على ذلك تشريع المتعة المنصوص عليه في كتاب الله سبحانه , وهو من الأحكام الشرعية المسلمة , غاية ما هنالك أنهم يقولون أن هذا الحكم نسخ .
اقوال علماء السنه بالمهدي ع
والحق أنه لا اختلاف بين الأحاديث النبوية في ظهور المهدي,بل إنما هو حديث واحد ضعيف حكم عليه بعض العلماء بالوضع في مقابلة أحاديث كثيرة صحيحة وحسنة وأخرى ضعيفة ,فأين الاختلاف المزعوم بين الأحاديث , و أما اختلاف العلماء فجمهورهم على ثبوت المهدي وخروجه في آخر الزمان,
و إنما ذهبت شرذمة قليلة إلى إنكاره,أشهرهم المؤرخ (ابن خلدون) وقد تعقب كلامه كثير من العلماء بالرد, وللشيخ (أحمد بن الصديق الغماري) كتاب مفرد في تفنيد كلامه و نقضه,سماه (إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون) وهو مطبوع, ثم تبع (ابن خلدون) في إنكاره هذا خلف من أتباع المدرسة العقلية الذين ردوا عقائد كثيرة ثابتة في السنة النبوية لخلاف عقولهم الكاسدة و آرائهم الفاسدة, ولا عبرة بخلافهم مع صحة الأحاديث النبوية وتواترها بخروج (المهدي), فإنه إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل, وقد نص على تواترها جمهرة من العلماء المحققين,كما في (نظم المتناثر)(ص144) وقد ذكرنا كلامه في المقدمة, والله أعلم
اللهم صل عل محمد وال محمد الائمه والمهدیین وسلم تسلیما
راي علماء السنة في المهدي
1 ـ الشيخ محمد السفاريني المتوفى سنة ثمان وثمانين بعد المئة والالف ،(1188 هـ ) في كتابه لوامع الانوار البهية . قال :
«وقد كثرت بخروجه (يعني المهدي) الروايات ، حتى بلغت حد التواتر المعنوي» وأورد الاحاديث في خروج المهدي ، وأسماء بعض الصحابة الذين رووها ، ثم قال : «وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي اللّه عنهم بروايات متعددة ، وعن التابعين من بعدهم ، ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالايمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة» .
2 ـ وحكى التواتر غير هؤلاء من الأعلام ؛ كالسيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي , والسخاوي في فتح المغيث , والمغربي في إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون , والألباني وغيرهم . حيث قال:
بعد هذا كله ؛ لا يبقى مجال للشك في أصل الاعتقاد بالمهدي الموعود من نسل فاطمة عليها السلام , ولو اعترى الشك بعض التفاصيل لأسباب مختلفة ؛ فإن ذلك لا يغير من التسالم الواقع على أصل الموضوع , وها هي الصلاة فريضة مسلمة , وهي من الضروريات ولا يختلف عليها اثنان من المسلمين , ومع ذلك وجد الخلاف بين الفقهاء في الكثير من تفاصيلها .
3- وقال ابن حجر المكي المتوفى سنة 974 هـ في كتابه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر : «الذي يتعين اعتقاده مادلت عليه الاحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر ، الذي يخرج الدجال وعيسى خلفه ، وأنه المراد حيث أُطلق المهدي» . انتهى بواسطة نقل البرزنجي في الاشاعة لاشراط الساعة .
4- ومنهم العلامة الشيخ محمد البرزنجي المتوفى( 1103 هـ) في كتابه " الإشاعة لأشراط الساعة " , قال: « فمنها المهدي , وهو أولها , واعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر , ـ إلى أن قال ـ : ثم الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة , أنه من ولد فاطمة ـ إلى أن قال ـ :
تنبيه : قد علمت أن أحاديث وجود المهدي , وخروجه آخر الزمان , وأنه من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة ؛ بلغت حد التواتر المعنوي , فلا معنى لإنكارها ».
5- الشيخ صديق حسن القنوجي المتوفى سنة (1307هـ ) قال في كتابه " الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة " : « والأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جداً , تبلغ حد التواتر المعنوي , وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم و المسانيد ـ إلى إن قال ـ لاشك أن المهدي يخرج آخر الزمان من غير تعيين لشهر وعام , لما تواتر من الأخبار في الباب , واتفق عليه جمهور الأمة خلفا عن سلف , إلا من لا يعتد بخلافه ـ إلى أن قال ـ فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظر , المدلول عليه بالأدلة , بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة البالغة إلى حد التواتر
6-الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين السجستاني الآبري , صاحب كتاب "مناقب الشافعي" المتوفى ( 363هـ ) , قال : « وقد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي , وأنه من أهل بيته , وأنه يملك سبع سنين , وأنه يملأ الأرض عدلاً , وأن عيسى عليه السلام يخرج فيساعده على قتل الدجال , وأنه يؤم هذه الأمة , ويصلي عيسى خلفه » نقل ذلك عنه ابن القيم في كتابه المنار المنيف
7- القاضي محمد بن علي الشوكاني الزيدي المتوفى سنة (1250هـ ) , قال في كتابه "التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح" : « والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها , منها خمسون حديثاً , فيها الصحيح والحسن , والضعيف المنجبر , وهي متواترة بلا شك ولا شبهة , بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول , وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي , فهي كثيرة جداً لها حكم الرفع , إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك» .
8- الشيخ محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة (1345هـ) قال في كتابه " نظم المتناثر من الحديث المتواتر" : « والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة , وكذا الواردة في الدجال , وفي نزول سيدنا عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام»
9- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : « تواترت الأخبار بأنّ المهدي من هذه الأمة. وأن عيسي ـ عليه السلام ـ سينزل ويصلي خلفه » .
10-الشيخ صديق حسن القنوجي المتوفى سنة سبع بعد الثلاثمئة والالف . قال في كتابه الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة :
«والاحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جداً ، تبلغ حد التواتر المعنوي ، وهي في السنن وغيرها من دواوين الاسلام من المعاجم والمسانيد» إلى أن قال :
«لاشك أن المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين شهر ولا عام ، لما تواتر من الاخبار في الباب ، واتفق عليه جمهور الامة خلفاً عن سلف ، إلاّ من لا يعتد بخلافه»
إلى أن قال : «فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظر ، المدلول عليه بالادلة ، بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة ، البالغة الى حد التواتر»
نستعرض اليوم قولاً آخر من أقوال علماء المدرسة السلفية , بل هو الملهم لهذه المدرسة , وهو شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني , قال في كتابه منهاج السنة ج 4 ص211 :
وأما الحديث الذي رواه عن ابن عمر , عن النبي صلى الله عليه وسلم : (يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي ؛ اسمه كاسمي , وكنيته كنيتي , يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً , فذلك هو المهدي) ؛
فالجواب :قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني
إن الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة , رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره , كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن مسعود :
( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم , لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل مني أو من أهل بيتي , يواطئ اسمه اسمي , واسم أبيه اسم أبي , يملأ الأرض قسطاً وعدلاً , كما ملئت جوراً وظلماً )
, ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة , وأيضاً فيه : (المهدي من عترتي من ولد فاطمة )
ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد وفيه : (يملك الأرض سبع سنين) ,
ثم نضيف إلى ذلك كله رأي الشيعة الإمامية , الذين أطبقت كلمتهم على هذه العقيدة , بل إن الشيعي لا يكون إمامياً إثني عشرياً ما لم يؤمن بالمهدي , لأن المهدي ختام الأئمة الإثني عشر , وقد التصقت بهم هذه العقيدة حتى ظن البعض أنها من مختصاتهم .
هذا ؛ وقد أحصى العلماء 400 رواية عن النبي (ص) في المهدي من طرق أهل السنة فقط , كما ينقل ذلك السيد صدر الدين الصدر في كتابه المهدي , مما يوفر تواتراً قطعياً . وأحصى العالم الجليل الشيخ لطف الله الصافي حفظه الله تعالى في كتابه القيم منتخب الأثر أكثر من 6350 رواية في المهدي من طرق الشيعة والسنة , وهذا يعني أن الشك في هذا الكم الضخم من الروايات غير جائز , إذ لو جاز ذلك لطال الكثير من المسلمات الدينية التي لا تحظى بمثل هذا المستند .
ولكن مع ذلك فقد تجرأ البعض وشكك في هذه الحقيقة , ولعل أول من فتح هذا الباب هو ابن خلدون , ثم تبعه مثل أحمد أمين , ومحمد رشيد رضا , ومحي الدين عبد الحميد , والشيخ عبد الله بن محمود , ولا يعبأ بخلافهم بعد ما ذكرناه , وقد تصدى للرد عليهم علماء السنة أنفسهم , وسفهوا رأيهم واعتبروه مجازفة وتقحماً , وقولاً بغير علم , وبرأيي أن الباعث لذلك أمور نذكر منها الآن أمرين هما :
1 ـ الجهل بفن الحديث وعلومه .
2 ـ توهم البعض أن هذه العقيدة عقيدة شيعية خاصة .
وللأسف ؛ كثيراً ما يتجرأ بعض الجهال على أحكام الإسلام , لمجرد العداء للشيعة , فيتهجم من حيث لا يشعر على أحكام الله تعالى , وأبرز مثال على ذلك تشريع المتعة المنصوص عليه في كتاب الله سبحانه , وهو من الأحكام الشرعية المسلمة , غاية ما هنالك أنهم يقولون أن هذا الحكم نسخ .
اقوال علماء السنه بالمهدي ع
والحق أنه لا اختلاف بين الأحاديث النبوية في ظهور المهدي,بل إنما هو حديث واحد ضعيف حكم عليه بعض العلماء بالوضع في مقابلة أحاديث كثيرة صحيحة وحسنة وأخرى ضعيفة ,فأين الاختلاف المزعوم بين الأحاديث , و أما اختلاف العلماء فجمهورهم على ثبوت المهدي وخروجه في آخر الزمان,
و إنما ذهبت شرذمة قليلة إلى إنكاره,أشهرهم المؤرخ (ابن خلدون) وقد تعقب كلامه كثير من العلماء بالرد, وللشيخ (أحمد بن الصديق الغماري) كتاب مفرد في تفنيد كلامه و نقضه,سماه (إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون) وهو مطبوع, ثم تبع (ابن خلدون) في إنكاره هذا خلف من أتباع المدرسة العقلية الذين ردوا عقائد كثيرة ثابتة في السنة النبوية لخلاف عقولهم الكاسدة و آرائهم الفاسدة, ولا عبرة بخلافهم مع صحة الأحاديث النبوية وتواترها بخروج (المهدي), فإنه إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل, وقد نص على تواترها جمهرة من العلماء المحققين,كما في (نظم المتناثر)(ص144) وقد ذكرنا كلامه في المقدمة, والله أعلم
تعليق