تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الفكرة المهدوية وحاجة العالم الى القائد الموعود
يؤكد الباحثون في التاريخ وعلم الاجتماع يوما بعد اخر ان فكرة وجود منقذ للبشرية هي فكرة عامة تظهر بشكل او بآخر في المجتمعات الانسانية رغم اختلافها الشديد وثباتها في الثقافة والقومية والدين ومن هنا يظهر خطأ التصور القائل ان فكرة المهدوية هي فكرة دينية غيبية .
فاذا كان جوهر الفكرة هو مظهر قيادة عالمية تحكم العالم بالعدل وتقيم القانون وتخلص البشرية من ويلات الحروب والمجاعات فالهدف كان ولايزال من اهداف المصلحين والساسة والحكماء والفلاسفة في مختلف العصور بل هو اليوم في العالم المتحضر اظهر منه في أي وقت مضى كما سنرى ، فهل تحول ساسة الغرب الى رجال دينيين غيبيين ايضا ؟ كلا وانما هو الشعور العام بضرورة الحكومة العالمية .
ان المهدوية تظهر في الديانة اليهودية من خلال التبشير( بالمسيح اليهودي ) وعند العالم المسيحي بالمسيح نفسه عيسى بن مريم(ع) ، وعند المسلمين المهدي المنتظر (ع) الذي يعاونه المسيح (ع) . و تظهر المهدوية أيضا في الديانات الهندوسية والبوذية وعند الحكماء والفلاسفة القدامى والمحدثين مثل افلاطون في الجمهورية والفارابي في( المدينة الفاضلة )و ( الملة الفاضلة ) والفيلسوف الانكليزي توماس مورفي (بوتوبيا ) او جزيرة طوبى وامثال هذه المدن الفاضلة والجمهوريات المثالية لا حصر لها { اتلانتا الجديدة } لفرنسيس بيكون و{ المدينة المسيحية} ليوهان و { مدينة الشمس } لتوماز كامبلا و جزيرة كو نفيشيوس لحكيم الصين وغيرها.
والاسماء التي وضعوها لهذه الملة او المدينة ليست خيالية تماما بل قائمة على التصورات يؤديها العلم والدين والاثار كما سوف نبرهن عليه بأذن الله تعالى ..
ويختلف اسم القائد الملهم الذي يقود المدن عند الجميع . فهو عند توماس مور { يوتو بوس العظيم } واسمه مشتق من الجزيرة { يوتوبيا } ومعلوم ان (طوبى )مرحلة تطورية ذكرت في القران الكريم كونها عاقبة للصالحين من الناس وكما نجد احد من الحكماء على مر التاريخ لم يحاول تخيل المجتمع المثالي الذي يقوده رجل عظيم ومثالي حكيم ولا يختلف المعاصرون بشئ من ذلك
فقد أقترح الطبيب كارل من فرنسا في عصر الذرة- أخذ نخبة من التلاميذ
الاذكياء جدا لتعليمهم أنواع مختلفة من العلوم وحرمانهم من اللهو والعبث
ليظهر منهم في الاقل شخص واحد يتقن جميع العلوم قادر على قيادة العالم0
والحق ان هذا لايختلف بشئ من حيث هو مقترح كما بشر به النصارى من عودة المسيح(ع) روح الله الجامع لكل العلوم 0 أو مابشر به المسلمون من ظهور المهدي الذي ورث من جده علوم الاولين والاخرين سوى ان الطبيب مستعجل في العثور على القائد0
ان هذا يدل على حاجة البشر الماسة الى دولة عالمية وحكومة مثالية0
وشارك برتراند راسل في تأسيس الامم المتحدة وطالب أن يكون للمنظمة جيش قوي بل أقوى جيش في العالم من أجل تحقيق ادنى قدر من الحكومة العالمية0
ولم يتوقف الامر على ذلك فأعداء الديانات التقليدين يتفقون مع الآخرين
في ضرورة الحكومة العالمية فذهب كارل ماركس شوطا بعيدا في الغيبيات
والميتافيزيقية(التي أعلن الحرب والبراءة منها) حيث أعلن من جهة اخرى
ان الطور الاشتراكي أمر مؤقت زائل تحل محله الشيوعية بفضل قيادة مخلصة
وواعية ولم يكتف بالسير على نفس أسلوب التبشير الذي أعتمده الانبياء بل
زعم أن الناس لشدة ولعهم بالفضائل في مرحلة الشيوعية فأنهم لن يحتاجوا
الى المال ولا المؤسسات الرأسمالية بل يصل بهم الحال الى الاستغناء عن
القيادة أصلا فتذوب الحكومة من تلقاء نفسها0
فأنت ترى أن هذا التصور أبعد بكثير مما سوف يحدث وفق البشارة الدينية
والمسيح(ع) بل هو عكسه تماما 0 فحكومة المهدي وفق المفهوم الديني تترسخ ولا تضعف ولم يدع أحد أنه سيلغي التعامل بالاوراق النقدية أو يلغي
المؤسسات الرسمية بل يصنع مجتمعا فاضلا يسوده العدل ,ليس هو الذي
سيصنعه بل المجتمع نفسه حينما يصل الى مرحلة متقدمة من الوعي الديني
والفكري ,فالعدل عند أهل الدين نتاج صحة الفكر وليس نتاج صحة التوزيع
للثروة بالقوة كما هو عند ماركس, فكيف تقود عدالة التوزيع الى تطور فكري
يوصل الى المجتمع الافضل0 فهذا بمفرده كاف للتدليل على تخليط الرجل
وقلبه للموازين وجعله الاشياء كلها معكوسة ومع ذلك لم أسمع من الاساتذة
الناقدين ولو تلميحا الى اغراق ماركس في الغيبيات والميتافيزيقية بل السوفسطائية المضحكة وشنوا حربهم الاعلامية ضد المهدوية الدينية وكان على
هؤلاء بدلا من ذلك أن يأخذوا كتابا في علامات ظهور المهدي (ع) الاجتماعية ليتعرفوا على الواقع الاجتماعي الذي يحدث فيه الظهور بدلا من
أن يجعلوا لنا الحجة في اتهامهم بالجهل المطبق في قضية المهدي0
وزعم آخرون ان المهدوية أو فكرة وجود منقذ هي رد فعل على الاوضاع
الفاسدة التي تسود المجتمعات الانسانية غرضها بعث الامل في النفوس وقتل
اليأس في أرواح الناس فهذا تخليط آخر وتضليل غريب وجمع للمتناقضات في آن واحد , وقال آخرون: ان المهدوية أو فكرة المنقذ هي فكرة من صنع خيال بني الانسان لأسكات روح المعارضة للانظمة الفاسدة وقتل روح العمل
والاصلاح , فهذا القول كما ترى عكس الاول ولنفس المتحذلقين والذين لم
يقرءوا بكل تأكيد كتابا واحدا من كتب الاديان الثلاثة بشأن القائد الموعود.
ولو قرءوا شيئا يسيرا لمدة ساعتين فقط فانها تكفي ليفهموا أمرا واضحا لامراء
فيه وهو ان المنقذ لم يأت أبدا مالم يمهد لظهوره بالعمل والاصلاح ,
فكيف خالف هؤلاء رأي علماء الاجتماع من أن المجتمع الانساني متطور بطبعه يسعى دوما لما هو أفضل؟ وكيف لم يقولوا هذه المقالة لماركس؟
وكيف زعموا ان الفكر المادي واقعي وهو غارق الى أذنيه في الخيالات
ووصموا الفكر الديني الذي هو الواقعية بعينها- وصموه بالطوبائية والصفات
الخيالية؟
نعم أن للدين عالما آخر يؤمن به هو عالم الغيب ولكن المهدوية هي طور دنيوي, سوف ترى في الكتاب ان القرآن أستخدم المصطلحات الدنيوية
والواقعية بشأن المهدوية وأستخدم الايمان بالغيب لوصف الاخرة التي هي
المقصود من الغيب الاخرة بعد القيامة فثمة آخرة للحياة وثمة آخرة للكون كله
لكن هؤلاء معذورين-فقد أكبوا على قراءة( رأس المال) وحفظوا فقرات مطولة منها – لكنهم رغم اسلامهم لم يتمعنوا بقراءة واحدة كاملة لكتاب الله
فكيف سمح هؤلاء لأنفسهم بمهاجمة الفكرة المهدوية في الدين وحكومته العالمية الموعودة ولم يفعلوا نفس الشئ في ما يطالب به قادة ومصلحون
في الغرب من تأسيس حكومة عالمية0
ان أسوأ حالات الاستلاب الفكري هي حينما تنعدم ثقة الطليعة من الأمة بتراثها وفكرها الديني لدرجة مضحكة مثل هذه ,فكل ما يأتي من هناك
يصدقوه ويجلوه وكل ما يخرج من تراثهم وعقيدتهم يعرضوا عنه ويستصغروه.
فأكرم بهم من طليعة مثقفة0000 [/font]
الفكرة المهدوية وحاجة العالم الى القائد الموعود
يؤكد الباحثون في التاريخ وعلم الاجتماع يوما بعد اخر ان فكرة وجود منقذ للبشرية هي فكرة عامة تظهر بشكل او بآخر في المجتمعات الانسانية رغم اختلافها الشديد وثباتها في الثقافة والقومية والدين ومن هنا يظهر خطأ التصور القائل ان فكرة المهدوية هي فكرة دينية غيبية .
فاذا كان جوهر الفكرة هو مظهر قيادة عالمية تحكم العالم بالعدل وتقيم القانون وتخلص البشرية من ويلات الحروب والمجاعات فالهدف كان ولايزال من اهداف المصلحين والساسة والحكماء والفلاسفة في مختلف العصور بل هو اليوم في العالم المتحضر اظهر منه في أي وقت مضى كما سنرى ، فهل تحول ساسة الغرب الى رجال دينيين غيبيين ايضا ؟ كلا وانما هو الشعور العام بضرورة الحكومة العالمية .
ان المهدوية تظهر في الديانة اليهودية من خلال التبشير( بالمسيح اليهودي ) وعند العالم المسيحي بالمسيح نفسه عيسى بن مريم(ع) ، وعند المسلمين المهدي المنتظر (ع) الذي يعاونه المسيح (ع) . و تظهر المهدوية أيضا في الديانات الهندوسية والبوذية وعند الحكماء والفلاسفة القدامى والمحدثين مثل افلاطون في الجمهورية والفارابي في( المدينة الفاضلة )و ( الملة الفاضلة ) والفيلسوف الانكليزي توماس مورفي (بوتوبيا ) او جزيرة طوبى وامثال هذه المدن الفاضلة والجمهوريات المثالية لا حصر لها { اتلانتا الجديدة } لفرنسيس بيكون و{ المدينة المسيحية} ليوهان و { مدينة الشمس } لتوماز كامبلا و جزيرة كو نفيشيوس لحكيم الصين وغيرها.
والاسماء التي وضعوها لهذه الملة او المدينة ليست خيالية تماما بل قائمة على التصورات يؤديها العلم والدين والاثار كما سوف نبرهن عليه بأذن الله تعالى ..
ويختلف اسم القائد الملهم الذي يقود المدن عند الجميع . فهو عند توماس مور { يوتو بوس العظيم } واسمه مشتق من الجزيرة { يوتوبيا } ومعلوم ان (طوبى )مرحلة تطورية ذكرت في القران الكريم كونها عاقبة للصالحين من الناس وكما نجد احد من الحكماء على مر التاريخ لم يحاول تخيل المجتمع المثالي الذي يقوده رجل عظيم ومثالي حكيم ولا يختلف المعاصرون بشئ من ذلك
فقد أقترح الطبيب كارل من فرنسا في عصر الذرة- أخذ نخبة من التلاميذ
الاذكياء جدا لتعليمهم أنواع مختلفة من العلوم وحرمانهم من اللهو والعبث
ليظهر منهم في الاقل شخص واحد يتقن جميع العلوم قادر على قيادة العالم0
والحق ان هذا لايختلف بشئ من حيث هو مقترح كما بشر به النصارى من عودة المسيح(ع) روح الله الجامع لكل العلوم 0 أو مابشر به المسلمون من ظهور المهدي الذي ورث من جده علوم الاولين والاخرين سوى ان الطبيب مستعجل في العثور على القائد0
ان هذا يدل على حاجة البشر الماسة الى دولة عالمية وحكومة مثالية0
وشارك برتراند راسل في تأسيس الامم المتحدة وطالب أن يكون للمنظمة جيش قوي بل أقوى جيش في العالم من أجل تحقيق ادنى قدر من الحكومة العالمية0
ولم يتوقف الامر على ذلك فأعداء الديانات التقليدين يتفقون مع الآخرين
في ضرورة الحكومة العالمية فذهب كارل ماركس شوطا بعيدا في الغيبيات
والميتافيزيقية(التي أعلن الحرب والبراءة منها) حيث أعلن من جهة اخرى
ان الطور الاشتراكي أمر مؤقت زائل تحل محله الشيوعية بفضل قيادة مخلصة
وواعية ولم يكتف بالسير على نفس أسلوب التبشير الذي أعتمده الانبياء بل
زعم أن الناس لشدة ولعهم بالفضائل في مرحلة الشيوعية فأنهم لن يحتاجوا
الى المال ولا المؤسسات الرأسمالية بل يصل بهم الحال الى الاستغناء عن
القيادة أصلا فتذوب الحكومة من تلقاء نفسها0
فأنت ترى أن هذا التصور أبعد بكثير مما سوف يحدث وفق البشارة الدينية
والمسيح(ع) بل هو عكسه تماما 0 فحكومة المهدي وفق المفهوم الديني تترسخ ولا تضعف ولم يدع أحد أنه سيلغي التعامل بالاوراق النقدية أو يلغي
المؤسسات الرسمية بل يصنع مجتمعا فاضلا يسوده العدل ,ليس هو الذي
سيصنعه بل المجتمع نفسه حينما يصل الى مرحلة متقدمة من الوعي الديني
والفكري ,فالعدل عند أهل الدين نتاج صحة الفكر وليس نتاج صحة التوزيع
للثروة بالقوة كما هو عند ماركس, فكيف تقود عدالة التوزيع الى تطور فكري
يوصل الى المجتمع الافضل0 فهذا بمفرده كاف للتدليل على تخليط الرجل
وقلبه للموازين وجعله الاشياء كلها معكوسة ومع ذلك لم أسمع من الاساتذة
الناقدين ولو تلميحا الى اغراق ماركس في الغيبيات والميتافيزيقية بل السوفسطائية المضحكة وشنوا حربهم الاعلامية ضد المهدوية الدينية وكان على
هؤلاء بدلا من ذلك أن يأخذوا كتابا في علامات ظهور المهدي (ع) الاجتماعية ليتعرفوا على الواقع الاجتماعي الذي يحدث فيه الظهور بدلا من
أن يجعلوا لنا الحجة في اتهامهم بالجهل المطبق في قضية المهدي0
وزعم آخرون ان المهدوية أو فكرة وجود منقذ هي رد فعل على الاوضاع
الفاسدة التي تسود المجتمعات الانسانية غرضها بعث الامل في النفوس وقتل
اليأس في أرواح الناس فهذا تخليط آخر وتضليل غريب وجمع للمتناقضات في آن واحد , وقال آخرون: ان المهدوية أو فكرة المنقذ هي فكرة من صنع خيال بني الانسان لأسكات روح المعارضة للانظمة الفاسدة وقتل روح العمل
والاصلاح , فهذا القول كما ترى عكس الاول ولنفس المتحذلقين والذين لم
يقرءوا بكل تأكيد كتابا واحدا من كتب الاديان الثلاثة بشأن القائد الموعود.
ولو قرءوا شيئا يسيرا لمدة ساعتين فقط فانها تكفي ليفهموا أمرا واضحا لامراء
فيه وهو ان المنقذ لم يأت أبدا مالم يمهد لظهوره بالعمل والاصلاح ,
فكيف خالف هؤلاء رأي علماء الاجتماع من أن المجتمع الانساني متطور بطبعه يسعى دوما لما هو أفضل؟ وكيف لم يقولوا هذه المقالة لماركس؟
وكيف زعموا ان الفكر المادي واقعي وهو غارق الى أذنيه في الخيالات
ووصموا الفكر الديني الذي هو الواقعية بعينها- وصموه بالطوبائية والصفات
الخيالية؟
نعم أن للدين عالما آخر يؤمن به هو عالم الغيب ولكن المهدوية هي طور دنيوي, سوف ترى في الكتاب ان القرآن أستخدم المصطلحات الدنيوية
والواقعية بشأن المهدوية وأستخدم الايمان بالغيب لوصف الاخرة التي هي
المقصود من الغيب الاخرة بعد القيامة فثمة آخرة للحياة وثمة آخرة للكون كله
لكن هؤلاء معذورين-فقد أكبوا على قراءة( رأس المال) وحفظوا فقرات مطولة منها – لكنهم رغم اسلامهم لم يتمعنوا بقراءة واحدة كاملة لكتاب الله
فكيف سمح هؤلاء لأنفسهم بمهاجمة الفكرة المهدوية في الدين وحكومته العالمية الموعودة ولم يفعلوا نفس الشئ في ما يطالب به قادة ومصلحون
في الغرب من تأسيس حكومة عالمية0
ان أسوأ حالات الاستلاب الفكري هي حينما تنعدم ثقة الطليعة من الأمة بتراثها وفكرها الديني لدرجة مضحكة مثل هذه ,فكل ما يأتي من هناك
يصدقوه ويجلوه وكل ما يخرج من تراثهم وعقيدتهم يعرضوا عنه ويستصغروه.
فأكرم بهم من طليعة مثقفة0000 [/font]
تعليق