أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة وعشرون وصياً
وردت روايات كثيرة جداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الأئمة من ذريته عليهم السلام تنص – بجلاء لا تعمى عنه غير عيون من أضلهم فقهاء آخر الزمان – على أن الأوصياء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة وعشرون وصياً، الأئمة الإثني عشر عليهم السلام ومن بعدهم المهديون الإثني عشر عليهم السلام، وسترون أن الروايات تسمي المهديين أئمة أيضاً، وعليه يستبين سخف قول من يقول أن اليمانيين يقولون أن الأئمة ثلاثة عشر، وإليكم بعض الروايات المشار إليها، علماً أن تخريج المصادر والأجزاء والصفحات تم وفقاً لمكتبة أهل البيت الإلكترونية:
1- وصية رسول الله في ليلة وفاته: عن الباقر u، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين ، قال: (قال رسول الله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي u: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة، فأملا رسول الله وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً، ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إماماً، سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك.
يا علي، أنت وصيّ على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثبّتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد ، فذلك إثنا عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامي, اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين) الغيبة للطوسي: ص150، بحار الأنوار: ج53 ص147.
2 - عن أبي بصير، قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): يا ابن رسول الله، إني سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر إماماً، فقال: إنما قال اثنا عشر مهدياً، ولم يقل: إثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا) كمال الدين وتمام النعمة: ص358.
3- عن أبي عبد الله : (إن منا بعد القائم u اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين u) منتخب الأنوار المضيئة: ص353 – 354.
4- عن أبي جعفر ، قال: قلت له: إي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله ، فقال: (الكوفة يا أبا بكر، هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين) كامل الزيارات: ص76.
في هذه الرواية يذكر الإمام أبو جعفر u المهديين بلفظ: (والقوام من بعده)، أي من بعد القائم u، فهو u يسميهم (القوام).
5- عن حبة العرني، قال: خرج أمير المؤمنين إلى الحيرة، فقال: (لتصلن هذه بهذه -وأومئ بيده إلى الكوفة - والحيرة حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير، وليُبنينّ بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عجل الله تعالى فرجه؛ لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً، قلت: يا أمير المؤمنين، ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذ ؟!! قال: تبنى له أربع مساجد مسجد الكوفة أصغرها وهذا ومسجدان في طرفي الكوفة من هذا الجانب وهذا الجانب، وأومئ بيده نحو البصريين والغريين) تهذيب الأحكام: ج3 ص253.
في هذه الرواية يقول أمير المؤمنين u إن في الحيرة يُبنى مسجد يصلي فيه خليفة القائم، ثم إنه u قال: (وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً) وهؤلاء الأئمة يصلون فيه بعد أن يبنيه القائم u أي إنهم ليسوا هم الأئمة الإثني عشر ، وإنما هم من تسميهم الروايات الأخرى (المهديين).
6- والدعاء الوارد عنهم في حق الإمام المهدي المنتظر u وهو طويل اقتصر منه على موضع الشاهد، ويمكن لمن شاء العود للمصدر المذكور أدناه، وفي الدعاء: (اللهم وصل على ولاة عهده، وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وانصرهم، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك، واجعلنا لهم أعواناً وعلى دينك أنصاراً، وصل على آبائه الطاهرين، الأئمة الراشدين. اللهم فإنهم معادن كلماتك، وخزان علمك، وولاة أمرك وخالصتك من عبادك، وخيرتك من خلقك، وأوليائك، وسلائل أوليائك، وصفوتك وأولاد أصفيائك، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم أجمعين) مكيال المكارم: ج2 ص73.
الدعاء هنا للقائم u وولاة عهده تعني خلفائه كما هو واضح، ويذكر في الدعاء عبارة (وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك) فهم مسند لهم أمر الدين. والدليل على أن المقصود هم المهديون هو أنّ الدعاء بعد أن يصلي عليهم يصلي على آبائه الطاهرين، أي آباء القائم u.
7- وعن الإمام السجاد u، قال: (يقوم القائم منا ثم يكون بعده اثنا عشر مهديا) شرح الأخبار: ج3 ص400.
8- في الدعاء الوارد عن المرأة التي كانت في منـزل الإمام المهدي u والتي نقلها لنا الشيخ الطوسي وورد فيه: (... اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الرضا والحسين المصفى وجميع الأوصياء، مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم، وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم دنيا وديناً وآخره انك على كل شيء قدير) الغيبة للطوسي: ص 28، بحار الأنوار: ج52 ص22، وج 91 ص83.
المرأة تنقل دعاء الإمام المهدي u وهو u يصلي على آبائه ويردفها بصلاة على المهديين . وهذا الدعاء هو مؤيد وقرينة على صحة مضمون الوصية وان أوصياءه اثنا عشر إماما، واثنا عشر مهديا من ذرية الإمام المهدي ، بدليل أن الإمام المهدي أمر الضراب أن يصلي على الرسول وآله بأسمائهم وعلى النسخة التي أعطاها له، كما جاء في نص الرواية وقصة استلام الضراب لهذا الدعاء عن طريق المرأة العجوز التي كانت تلتقي بالإمام المهدي وهي واسطة بينه وبين بعض شيعته:
(.... ثم قالت: يقول لك – أي الإمام المهدي -: إذا صليت على نبيك كيف تصلي ؟ فقلت: أقول: اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. فقالت: لا، إذا صليت فصل عليهم كلهم وسمهم. فقلت: نعم، فلما كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير فقالت: يقول لك: إذا صليت على النبي فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة .....).
والنسخة التي أعطاها له هي دعاء وصلاة على الرسول محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وعلى الحسن والحسين (عليهما السلام) وهكذا إمام بعد إمام حتى وصل إلى الإمام المهدي وبعد الدعاء والصلاة عليه قال: (وصل على وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنيا وآخرة إنك على كل شئ قدير).
ويفهم من هذا أن ذرية الإمام المهدي – المهديون - هم أوصياء للرسول محمد ومأمور بالصلاة عليهم بعد الأئمة ، وهم أئمة بنص كلام الإمام المهدي في دعائه هذا (والأئمة من ولده).
وهنا أيضاً دعاء لولي الله الإمام المهدي u ويعقبه دعاء لولاة عهده، وكل هذا يأتي بعد الانتهاء من الدعاء للرسول وفاطمة وعلي (عليهما السلام) وجميع الأوصياء من أبنائهما. والدعاء تنقله المرأة عن الإمام المهدي u والإمام u يقول في دعائه للمهديين : (وزد في آجالهم) والمعلوم أن الأئمة من آباء الإمام المهدي u متوفين.
9- ما ورد عن الإمام العسكري u في دعاء الثالث من شعبان المعظم في شأن المهديين من بعد الإمام المهدي u، ويقر الإمام u أنهم الحجج على الخلق بعده u، وقد ورد في هذا الدعاء بكلمة للإمام العسكري قالها لأبي القاسم بن العلاء الهمداني وهو وكيلهu : (إن مولانا الحسين u ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه وادع فيه بهذا الدعاء)، وهو طويل أقتبس منه موضع الشاهد: (... وسيد الأسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله أن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته، حتى يدركوا الأوتار، ويثأروا الثأر، ويرضوا الجبار، ويكونوا خير أنصار) بحار الأنوار: ج53 ص94، الإقبال للسيد ابن طاووس: ص689، المصباح للكفعمي: ص543، البلد الأمين: ص185، مصباح المتهجد للشيخ الطوسي: ص826.
وفيه نص على وجود أوصياء للقائم u، فهو يقول: (والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته).
10 - الدعاء الوارد في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي.
(بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البريء من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه دين الله ....... (إلى قوله ): اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه وتسر به نفسه، وبلغه أفضل ما أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير ...... (ثم يقول ): وصل على وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير) مصباح المتهجد: ص405 – 411، الغيبة للطوسي: ص273 وما بعدها، جمال الأسبوع للسيد ابن طاووس: ص301 وما بعدها، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للشيخ علي اليزدي الحائري: ج1 ص331.
وهو واضح في الدعاء للقائم وولاة عهده بزيادة العمر والأجل.
11- جمال الأسبوع - السيد ابن طاووس:
(حدثني الجماعة الذين قدمت ذكرهم في عدة مواضع من هذا الكتاب بإسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي تلقاه الله جل جلاله بالأمان والرضوان يوم الحساب، قال: أخبرنا ابن أبي الجيد، عن محمد بن الحسن بن سعيد بن عبد الله والحميري وعلي بن إبراهيم ومحمد بن الحسن الصفار، كلهم عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مولد وصالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن، ورواه جدي أبى جعفر الطوسي فيما يرويه عن يونس بن الرحمن بعدة طرق تركت ذكرها كراهية للإطالة في هذا المكان، يروى عن يونس بن عبد الرحمن: أن الرضا كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا:
(اللهم ادفع عن وليك وخليفتك، وحجتك على خلقك، ولسانك المعبر عنك بإذنك... (إلى قوله u): اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه ... (إلى قوله u): اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده، وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم واعز نصرهم وتمم لهم ما أسندت إليهم في أمرك لهم وثبت دعائمهم، واجعلنا لهم أعواناً وعلى دينك أنصاراً، فإنهم معادن كلماتك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة أمرك، وخالصتك من عبادك وصفوتك من خلقك، وأوليائك وسلائل أوليائك وصفوة أولاد رسلك، والسلام عليهم ورحمه الله وبركاته) جمال الأسبوع: ص307 – 310.
يتبع
وردت روايات كثيرة جداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الأئمة من ذريته عليهم السلام تنص – بجلاء لا تعمى عنه غير عيون من أضلهم فقهاء آخر الزمان – على أن الأوصياء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة وعشرون وصياً، الأئمة الإثني عشر عليهم السلام ومن بعدهم المهديون الإثني عشر عليهم السلام، وسترون أن الروايات تسمي المهديين أئمة أيضاً، وعليه يستبين سخف قول من يقول أن اليمانيين يقولون أن الأئمة ثلاثة عشر، وإليكم بعض الروايات المشار إليها، علماً أن تخريج المصادر والأجزاء والصفحات تم وفقاً لمكتبة أهل البيت الإلكترونية:
1- وصية رسول الله في ليلة وفاته: عن الباقر u، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين ، قال: (قال رسول الله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي u: يا أبا الحسن، أحضر صحيفة ودواة، فأملا رسول الله وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع، فقال: يا علي، إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً، ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إماماً، سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك.
يا علي، أنت وصيّ على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثبّتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي، فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد ، فذلك إثنا عشر إماماً. ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين، له ثلاثة أسامي, اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث المهدي، وهو أول المؤمنين) الغيبة للطوسي: ص150، بحار الأنوار: ج53 ص147.
2 - عن أبي بصير، قال: (قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): يا ابن رسول الله، إني سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر إماماً، فقال: إنما قال اثنا عشر مهدياً، ولم يقل: إثنا عشر إماماً، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا) كمال الدين وتمام النعمة: ص358.
3- عن أبي عبد الله : (إن منا بعد القائم u اثنا عشر مهدياً من ولد الحسين u) منتخب الأنوار المضيئة: ص353 – 354.
4- عن أبي جعفر ، قال: قلت له: إي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله ، فقال: (الكوفة يا أبا بكر، هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين) كامل الزيارات: ص76.
في هذه الرواية يذكر الإمام أبو جعفر u المهديين بلفظ: (والقوام من بعده)، أي من بعد القائم u، فهو u يسميهم (القوام).
5- عن حبة العرني، قال: خرج أمير المؤمنين إلى الحيرة، فقال: (لتصلن هذه بهذه -وأومئ بيده إلى الكوفة - والحيرة حتى يباع الذراع فيما بينهما بدنانير، وليُبنينّ بالحيرة مسجد له خمسمائة باب يصلي فيه خليفة القائم عجل الله تعالى فرجه؛ لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً، قلت: يا أمير المؤمنين، ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذ ؟!! قال: تبنى له أربع مساجد مسجد الكوفة أصغرها وهذا ومسجدان في طرفي الكوفة من هذا الجانب وهذا الجانب، وأومئ بيده نحو البصريين والغريين) تهذيب الأحكام: ج3 ص253.
في هذه الرواية يقول أمير المؤمنين u إن في الحيرة يُبنى مسجد يصلي فيه خليفة القائم، ثم إنه u قال: (وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً) وهؤلاء الأئمة يصلون فيه بعد أن يبنيه القائم u أي إنهم ليسوا هم الأئمة الإثني عشر ، وإنما هم من تسميهم الروايات الأخرى (المهديين).
6- والدعاء الوارد عنهم في حق الإمام المهدي المنتظر u وهو طويل اقتصر منه على موضع الشاهد، ويمكن لمن شاء العود للمصدر المذكور أدناه، وفي الدعاء: (اللهم وصل على ولاة عهده، وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وانصرهم، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك، واجعلنا لهم أعواناً وعلى دينك أنصاراً، وصل على آبائه الطاهرين، الأئمة الراشدين. اللهم فإنهم معادن كلماتك، وخزان علمك، وولاة أمرك وخالصتك من عبادك، وخيرتك من خلقك، وأوليائك، وسلائل أوليائك، وصفوتك وأولاد أصفيائك، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم أجمعين) مكيال المكارم: ج2 ص73.
الدعاء هنا للقائم u وولاة عهده تعني خلفائه كما هو واضح، ويذكر في الدعاء عبارة (وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك) فهم مسند لهم أمر الدين. والدليل على أن المقصود هم المهديون هو أنّ الدعاء بعد أن يصلي عليهم يصلي على آبائه الطاهرين، أي آباء القائم u.
7- وعن الإمام السجاد u، قال: (يقوم القائم منا ثم يكون بعده اثنا عشر مهديا) شرح الأخبار: ج3 ص400.
8- في الدعاء الوارد عن المرأة التي كانت في منـزل الإمام المهدي u والتي نقلها لنا الشيخ الطوسي وورد فيه: (... اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الرضا والحسين المصفى وجميع الأوصياء، مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم، وصل على وليك وولاة عهده والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم دنيا وديناً وآخره انك على كل شيء قدير) الغيبة للطوسي: ص 28، بحار الأنوار: ج52 ص22، وج 91 ص83.
المرأة تنقل دعاء الإمام المهدي u وهو u يصلي على آبائه ويردفها بصلاة على المهديين . وهذا الدعاء هو مؤيد وقرينة على صحة مضمون الوصية وان أوصياءه اثنا عشر إماما، واثنا عشر مهديا من ذرية الإمام المهدي ، بدليل أن الإمام المهدي أمر الضراب أن يصلي على الرسول وآله بأسمائهم وعلى النسخة التي أعطاها له، كما جاء في نص الرواية وقصة استلام الضراب لهذا الدعاء عن طريق المرأة العجوز التي كانت تلتقي بالإمام المهدي وهي واسطة بينه وبين بعض شيعته:
(.... ثم قالت: يقول لك – أي الإمام المهدي -: إذا صليت على نبيك كيف تصلي ؟ فقلت: أقول: اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. فقالت: لا، إذا صليت فصل عليهم كلهم وسمهم. فقلت: نعم، فلما كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير فقالت: يقول لك: إذا صليت على النبي فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة .....).
والنسخة التي أعطاها له هي دعاء وصلاة على الرسول محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وعلى الحسن والحسين (عليهما السلام) وهكذا إمام بعد إمام حتى وصل إلى الإمام المهدي وبعد الدعاء والصلاة عليه قال: (وصل على وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنيا وآخرة إنك على كل شئ قدير).
ويفهم من هذا أن ذرية الإمام المهدي – المهديون - هم أوصياء للرسول محمد ومأمور بالصلاة عليهم بعد الأئمة ، وهم أئمة بنص كلام الإمام المهدي في دعائه هذا (والأئمة من ولده).
وهنا أيضاً دعاء لولي الله الإمام المهدي u ويعقبه دعاء لولاة عهده، وكل هذا يأتي بعد الانتهاء من الدعاء للرسول وفاطمة وعلي (عليهما السلام) وجميع الأوصياء من أبنائهما. والدعاء تنقله المرأة عن الإمام المهدي u والإمام u يقول في دعائه للمهديين : (وزد في آجالهم) والمعلوم أن الأئمة من آباء الإمام المهدي u متوفين.
9- ما ورد عن الإمام العسكري u في دعاء الثالث من شعبان المعظم في شأن المهديين من بعد الإمام المهدي u، ويقر الإمام u أنهم الحجج على الخلق بعده u، وقد ورد في هذا الدعاء بكلمة للإمام العسكري قالها لأبي القاسم بن العلاء الهمداني وهو وكيلهu : (إن مولانا الحسين u ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصمه وادع فيه بهذا الدعاء)، وهو طويل أقتبس منه موضع الشاهد: (... وسيد الأسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة المعوض من قتله أن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته، حتى يدركوا الأوتار، ويثأروا الثأر، ويرضوا الجبار، ويكونوا خير أنصار) بحار الأنوار: ج53 ص94، الإقبال للسيد ابن طاووس: ص689، المصباح للكفعمي: ص543، البلد الأمين: ص185، مصباح المتهجد للشيخ الطوسي: ص826.
وفيه نص على وجود أوصياء للقائم u، فهو يقول: (والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته).
10 - الدعاء الوارد في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي.
(بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البريء من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه دين الله ....... (إلى قوله ): اللهم أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه وتسر به نفسه، وبلغه أفضل ما أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير ...... (ثم يقول ): وصل على وليك وولاة عهدك والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنيا وآخرة إنك على كل شيء قدير) مصباح المتهجد: ص405 – 411، الغيبة للطوسي: ص273 وما بعدها، جمال الأسبوع للسيد ابن طاووس: ص301 وما بعدها، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب للشيخ علي اليزدي الحائري: ج1 ص331.
وهو واضح في الدعاء للقائم وولاة عهده بزيادة العمر والأجل.
11- جمال الأسبوع - السيد ابن طاووس:
(حدثني الجماعة الذين قدمت ذكرهم في عدة مواضع من هذا الكتاب بإسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي تلقاه الله جل جلاله بالأمان والرضوان يوم الحساب، قال: أخبرنا ابن أبي الجيد، عن محمد بن الحسن بن سعيد بن عبد الله والحميري وعلي بن إبراهيم ومحمد بن الحسن الصفار، كلهم عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مولد وصالح بن السندي، عن يونس بن عبد الرحمن، ورواه جدي أبى جعفر الطوسي فيما يرويه عن يونس بن الرحمن بعدة طرق تركت ذكرها كراهية للإطالة في هذا المكان، يروى عن يونس بن عبد الرحمن: أن الرضا كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا:
(اللهم ادفع عن وليك وخليفتك، وحجتك على خلقك، ولسانك المعبر عنك بإذنك... (إلى قوله u): اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وأمته وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه ... (إلى قوله u): اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده، وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم واعز نصرهم وتمم لهم ما أسندت إليهم في أمرك لهم وثبت دعائمهم، واجعلنا لهم أعواناً وعلى دينك أنصاراً، فإنهم معادن كلماتك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة أمرك، وخالصتك من عبادك وصفوتك من خلقك، وأوليائك وسلائل أوليائك وصفوة أولاد رسلك، والسلام عليهم ورحمه الله وبركاته) جمال الأسبوع: ص307 – 310.
يتبع
تعليق