إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصفات الجسدية للإمام المهدي (ع) ولوزيره صاحب الرايات السود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصفات الجسدية للإمام المهدي (ع) ولوزيره صاحب الرايات السود

    الصفات الجسدية للإمام المهدي (ع) ولوزيره صاحب الرايات السود
    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني


    في هذا الفصل سنبين بعد طلب العون من الله سبحانه , مواصفات الإمام المهدي (عليه السلام) ومواصفات وزيره صاحب الرايات السود السيد اليماني , فإن معرفة الصفات الجسدية لها دور كبير ومهم في معرفة شخصية الوزير صاحب الرايات السود.
    ولم يرسل الله سبحانه من نبي أو وصي إلى أمته الا وفرض عليه ان يبشرهم قبل وفاته بمجيء النبي الذي يأتي بعده وأوصاه بأن يبين الادلة التي يأتي بها , حتى يتم التعرف عليه من قبل المنتظرين له , فقضية التبشير بالموعود سنة الله فرضها على انبيائه , نأخذ كمثال النبي ادم (عليه السلام) , فعندما حضرته الوفاة أوصى خليفته هبة الله ان يبشر بالموعود الذي يأتي بعده ويبين صفاته ودلائل نبوته فقد جاء عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : ( فلما دنا أجل آدم (عليه السلام)، أوحى الله إليه: أن يا آدم إني متوفيك ورافع روحك إلي يوم كذا وكذا، فأوص إلى خير ولدك، وهو هبتي الذي وهبته لك، فأوص إليه، وسلم إليه ما علمناك من الأسماء، والاسم الأعظم، فاجعل ذلك في تابوت، فإني أحب أن لا تخلوا أرضي من عالم يعلم علمي، ويقضي بحكمي، أجعله حجة لي على خلقي )(البرهان في تفسير القرآن، ج2، ص: 276 ).
    من كلام الإمام الباقر (عليه السلام) يستفاد أمران الأول : إن الحجة لابد ان يشير الى الذي يأتي بعده , والأمر الثاني إن الدليل على صدق دعوة الحجة هو العلم بدلالة قول الإمام الباقر (عليه السلام) (وسلم إليه ما علمناك من الأسماء، والاسم الأعظم، فاجعل ذلك في تابوت، فإني أحب أن لا تخلوا أرضي من عالم يعلم علمي، ويقضي بحكمي)( ). فبالعلم الإلهي يعرف الحجة الحقيقي , لان العلم حاوي على أوامر الله ونواهيه وحلاله وحرامه ونظامه الذي به يحكم النبي الخلائق, وما من نبي أو وصي إلا وكان العلم الإلهي سلاحه ودليله.
    وأوصى الله سبحانه أنبياءه بأمر آخر مهم اضافة إلى العلم , وهو ايضاح الصفات الجسدية للنبي أو الوصي الموعود , وهذه ايضاً سنة من سنن الله المفروضة على أنبياءه (عليهم السلام) فما من نبي أو وصي إلا وبين صفات الحجة الذي يأتي بعده , ونأخذ على سبيل المثال "والامثلة كثيرة " النبي يوسف (عليه السلام) " وكيفية تبشيره بالنبي موسى (عليه السلام) وكيف أنه (عليه السلام) بين صفاته الجسدية لبني اسرائيل بشكل دقيق , فقد جاء عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ( إن يوسف بن يعقوب (صلوات الله عليهما) حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب، وهم ثمانون رجلا فقال: إن هؤلاء القبط سيظهرون عليكم، و يسومونكم سوء العذاب، وإنما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لأوي بن يعقوب، اسمه موسى بن عمران (عليه السلام) غلام طويل، جعد، آدم، فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمي ابنه عمران، و يسمي عمران ابنه موسى )( - تفسير العياشي ج1 ص306).
    ومن هذه الرواية الشريفة نفهم أمر مهم وهو ان الله سبحانه فرض على أنبياءه (عليهم السلام) عندما تحضر احدهم الوفاة ان يبين صفات النبي الذي يأتي من بعده , فكشف الصفات الجسدية للحجة اللاحق يغلق الباب بوجه المدعين الدجلة الكاذبين من ان يتقمصوا دور الحجة الموعود.
    وكذلك حصل هذا الأمر مع النبي عيسى (عليه السلام) وكيفية تبشيره بالنبي الموعود محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) , فقد بين النبي عيسى (عليه السلام) لبني اسرائيل صفات النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الجسدية وخصائصه بل حتى الدابة التي يركبها ذكرها لأجل تسهيل معرفته من قبل المؤمنين اذا قام .
    وما هذا الاهتمام من قبل الله سبحانه بتبيان صفات الموعود إلا لأجل ان يتعرف عليه الناس عند ظهوره فيصدقوا دعوته , فقضية تبيان الصفات الجسدية للحجة الموعود تعتبر بمثابة الرحمة المهداة من قبل الرحمن الرحيم لعباده حتى يسهل عليهم تمييزه والالتحاق به دون عناء , ومن جانب آخر يتم من خلال المعرف المسبقة لصفات الحجة الحقيقي اجتناب الدجالين الذين ينتحلون شخصيات الأنبياء وأوصيائهم, اما اذا لم يبين الله لنبيه صفات خليفته والنبي بدوره لا يبين لأمته هذه الصفات فسيتم اضلال المنتظرين من قبل كل دجال غوي , فلولا ان بين الأنبياء صفات النبي الموعود لتم اضلال الناس، ولما نجى احد من شباك الدجالين الذين يتهيؤون عند حصول فراغ في الساحة بعد غياب الحجة من اجل ان يتصدروا للأمر ويقدموا انفسهم للناس على أنهم هم الحجة الذي ينتظرونه , فذكر صفات النبي أو الوصي الموعود قبل مجيئه كان العامل المساعد والاهم والاقوى على كشف زيف المدعين الكذبة وعامل مساعد من جهة أخرى لمعرفة الحجة الحقيقي والالتحاق به , فهل هناك نعمة اعظم من هذه النعمة التي من بها المنان علينا وعلى الامم الذين سبقونا.
    واخبرتنا الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) عن الدجالين الذين كانوا قبل قيام كل حجة يقدمون انفسهم للناس على أنهم هم المقصودين بالموعود فقد جاء عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، أنه قال: (ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بني إسرائيل، كلهم يدعي أنه موسى بن عمران- فبلغ فرعون أنهم يرجفون به، ويطلبون هذا الغلام، وقال له كهنته و سحرته: إن هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام ، الذي يولد العالم في بني إسرائيل، فوضع القوابل على النساء، وقال: لا يولد العام غلام إلا ذبح، ووضع على أم موسى (عليه السلام) قابلة )( كمال الدين وتمام النعمة ص147) .
    مع ان النبي يوسف (عليه السلام) ذكر مواصفات النبي موسى, الا ان هذا الأمر لم يردع الدجالين من ان ينتحلوا شخصية الموعود فكيف سيكون الحال إذن لو لم توجد صفات ومميزات للمنقذ الذي تنتظره كل أمة !؟.
    فتصور اخي القارئ الكريم الوضع بعد رحيل النبي أو الوصي اذا لم يبين مواصفات الموعود الذي سيأتي من بعده, فماذا سيفعل الدجالين عندها , فمع وجود النصوص التي تبين الصفات الدقيقة للحجة الموعود , تقمص الدجالين دور هذه الشخصية , فلولا ذكر الصفات الجسدية وذكر ادلته من قبل النبي يوسف لما نجى من هذه الفتنة من بني اسرائيل احد.
    وقضيته الإمام المهدي (عليه السلام) ودعوته من سنخ قضايا الأنبياء والأوصياء ودعواتهم , كيف لا وهو متمم شرائعهم وهو من سيرجع الإسلام الحقيقي الذي بشر به كل الأنبياء ودعوا إليه , فقد جاء عن أحمد بن الحسن بن أبان ، قال : حدثنا عبد الله بن عطاء المكي ، عن شيخ من الفقهاء - يعني أبا عبد الله ( (عليه السلام) ) - قال : (سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته ؟ فقال : يصنع كما صنع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمر الجاهلية ، ويستأنف الإسلام جديدا )( - كمال الدين وتمام النعمة ص147).
    فالإمام المهدي (عليه السلام) هو امتداد طبيعي للأنبياء والأوصياء وهو ممثلهم جميعاً , فقد اهتم المولى سبحانه بقضية بتبيان صفات الإمام المهدي (عليه السلام) قبل قيامه , كما اهتم بذكر صفات الأنبياء وأوصيائهم (عليه السلام) من قبل , ولم يقتصر الأمر على الإمام وانصاره بل حتى أعداء الإمام تم اعطاء صفاتهم , قبل قيامهم , ومن طالع الروايات الشريفة يجد أثار هذا الاهتمام واضحة, فلا تخلوا شخصية من الشخصيات المعادية للإمام الا وقد نالها الاهتمام الكبير من قبل الأئمة (عليهم السلام) حتى بينوا بشكل عجيب ملامح هذه الشخصيات المعادية للإمام ولقضيته , ما جعل هذه الشخصيات واضحة المعالم وبينة الملامح لمن أراد الحق وبحث عنه.
    وشخصية الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره اهم عند الله سبحانه من شخصيات " السفياني والشيصباني والدجال وغيرهم " فلذلك أوجب الله سبحانه على الأئمة (عليهم السلام) , ان يبينوا للناس صفاتهم , لكي يتعرف عليهم المؤمنون عند ظهورهم .
    وتبيين الأئمة لصفات الإمام المهدي (عليه السلام) وصفات صاحب الرايات السود وزيره قبل قيامهما يكون بمثابة دليل آخر يضاف إلى دليل العلم على صدقهم وقوة دعوتهم.
    وأن اقوى ضربة وجهت من قبل أهل البيت (عليهم السلام) للدجالين الذين سيدعون أنهم هم الموعود ذكر المواصفات الجسدية للإمام ولوزيره , وهذا الأمر ينفع المؤمنين على وجه الخصوص فمعرفتهم بمواصفات الإمام ووزيره سيحصنهم من ان يقعوا فريسة سهلة بشباك الدجالين .
    نبدأ على بركة الله بذكر الصفات الجسدية للإمام المهدي (عليه السلام) والصفات الجسدية لوزيره صاحب الرايات السود السيد اليماني.

    يتبع لطفآ
    التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الامام; الساعة 18-05-15, 06:33 AM.
    إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة

  • #2
    احسنتم اخي لكن عندي مﻻحظة صغيرة .كان المفروض ان يكتب مع العنوان جملة ترمز الى أن للموضوع تكملة .ﻷن من يتابع المنشور يتوقع ان يتعرف على الصفات كلها لهاتين الشخصيتين المهمتين .لكننا نرى ان المنشور ينتهي دون بيان صفاتهما .فالمتلهف الذي يقرأ الموضوع يشعر بالحزن ﻷن نهاية الموضوع ﻻتحوي مايتوق اليه .مع شكري ودعائي لكم بالتسديد
    أين الطالب بدم المقتول بكربلاء

    تعليق


    • #3
      الإمام المهدي (ع) اسمر البشرة
      جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهو يذكر الصفات الجسدية للإمام المهدي (عليه السلام) بعد ان سأله عمران بن الحصين قائلاً: ( صف لنا يا رسول الله هذا الرجل وما حاله - أي المهدي - فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه رجل من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل )( - الملاحم والفتن لابن طاووس ص281
      ). ( أي ضخم الجثة طويل القامة )
      وفي رواية أخرى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه ذكر في صفة المهدي (عليه السلام) فقال : (انه رجل من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل يخرج عند جهد من أمتي وبلاء ، عربي اللون ابن أربعين سنة )( - الملاحم والفتن لابن طاووس ص281) اي طويل القامة ولونه اسمر لان لون العربي اسمر والعمر اربعين سنة .
      لون بشرة الإمام الحجة ابن الحسن (عليه السلام) في الصغر :
      عن أبي الأديان خادم الإمام العسكري (عليه السلام): ( أنه بعثه إلى المدائن وأخبره أنه عند عودته سيجده قد استشهد (عليه السلام) وإن الإمام من بعده من تكون فيه علامات منها: (ويخبرك بما في الهميان فهو القائم بعدي فخرج وجئت فكان كما قال فقدم أخوه جعفر ليصلي عليه فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج فنحاه وصلى عليه )(الصراط المستقيم ج2 ص256 ) اذن الإمام المهدي (عليه السلام) اسمر اللون
      حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: ( سمعت أبا الحسين الحسن بن وجناء يقول حدثنا أبي عن جده ، أنه كان في دار الحسن بن علي ع فكبستنا الخيل وفيهم جعفر بن علي الكذاب واشتغلوا بالنهب والغارة وكانت همتي في مولاي القائم ع قال فإذا أنا به ع قد أقبل وخرج عليهم من الباب وأنا أنظر إليه هو ع ابن ست سنين فلم يره أحد حتى غاب إلى قوله { فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي ص على نعشه مكفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط بأسنانه تفليج فجبذ برداء جعفر بن علي وقال تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر وقد أربد وجهه واصفر فتقدم الصبي وصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه ع )( كمال الدين وتمام النعمة ص476) وهنا ايضاً الإمام اسمر اللون وشعره قطط كما جاء في هذه الروايات .
      لون بشرة الإمام المهدي (عليه السلام) في كبره وعند قيامه :
      أما ما جاء عن محمد وآله في صفته ولونه عندما يكبر وعند ظهوره , فقد جاء عن يوسف بن أحمد الجعفري قال: (حججت سنة ست وثلاثمائة، وجاورت بمكة تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع وثلاثمائة، ثم خرجت عنها منصرفا إلى الشام، فبينا أنا في بعض الطريق، وقد فاتتني صلاة الفجر، فنزلت من المحمل وتهيأت للصلاة، فرأيت أربعة نفر في محمل، فوقفت أعجب منهم، فقال أحدهم: مم تعجب؟ تركت صلاتك وخالفت مذهبك. فقلت للذي يخاطبني: وما علمك بمذهبي؟ فقال: تحب أن ترى صاحب زمانك؟ قلت نعم، فأومأ إلى أحد الاربعة، فقلت (له): إن له دلائل وعلامات فقال: أيما أحب إليك أن ترى الجمل وما عليه صاعدا إلى السماء، أو ترى المحمل صاعدا إلى السماء؟ فقلت: أيهما كان فهي دلالة، فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء، وكان الرجل أومأ إلى رجل به سمرة، وكان لونه الذهب، بين عينيه سجادة )( - غيبة الطوسي ص258) لاحظوا قوله ( أومأ إلى رجل به سمرة )
      الرواية الأخرى طويلة نأخذ من موضع الحاجة.
      وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن علي الرازي ، قال : حدثني محمد بن علي ، عن محمد بن أحمد بن خلف ، قال: (نزلنا مسجدا في المنزل : المعروف بالعباسية ، - على مرحلتين من فسطاط مصر - وتفرق غلماني في النزول وبقي معي في المسجد غلام أعجمي فرأيت في زاويته شيخا كثير التسبيح فلما زالت الشمس ركعت وسجدت وصليت الظهر في أول وقتها ، ودعوت بالطعام وسألت الشيخ أن يأكل معي ( فأجابني ). فلما طعمنا سألت عن اسمه واسم أبيه وعن بلده وحرفته ومقصده ، فذكر أن اسمه محمد بن عبد الله ، وأنه من أهل قم ، وذكر أنه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحق ويتنقل في البلدان والسواحل ، وأنه أوطن مكة والمدينة نحو عشرين سنة يبحث عن الأخبار ويتبع الأثار . فلما كان في سنة ثلاث وتسعين ومائتين طاف بالبيت ثم صار إلى مقام إبراهيم (عليه السلام) فركع فيه وغلبته عينه فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله ، قال : فتأملت الداعي فإذا هو شاب أسمر لم أر قط في حسن صورته واعتدال قامته ، ثم صلى فخرج وسعى ، فاتبعته وأوقع الله عز وجل في نفسي أنه صاحب الزمان (عليه السلام) . فلما فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب فقصدت أثره )( - الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 254 – 255) وهنا الإمام لون بشرته سمراء وهو قول الإمام (فإذا هو شاب أسمر لم أر قط في حسن صورته واعتدال قامته )
      وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ) المهدي لونه عربي وجسمه إسرائيلي طويل القامة وعظيم الجثة هو المهدي )(- إلزام الناصب ج1 ص526).
      هنا ايضا الإمام لونه اسمر وطويل القامة وقول الإمام الصادق ( عظيم الجثة ) ما يوحي إلى ضخامة الإمام المهدي (عليه السلام) من بين كل الأئمة (عليهم السلام) , لان صفة الضخامة وضعها الإمام الصادق كعلامة مائزة للإمام المهدي (عليه السلام) ولو كانت لغيره لما صح ان تكون علامة دالة عليه.
      وعن أبي سليمان داد بن غسان البحراني قال: قرأت على أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي قال (مولد محمد بن الحسن بن علي ولد (عليه السلام) بسامراء سنة ست وخمسين ومائتين، أمه صقيل ويكنى أبا القاسم، بهذه الكنية أوصى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: " اسمه كاسمي وكنيته كنيتي لقبه المهدي، وهو الحجة، وهو المنتظر، وهو صاحب الزمان (عليه السلام) ( إلى ان قال ) وقال لعقيد: أدخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به. قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء، فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه، إذا جاءت أمه صقيل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن (عليه السلام). قال أبو سهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الاسنان، فلما رآه الحسن (عليه السلام) )(- غيبة الطوسي ص273 ).
      هنا يذكر الإمام الحسن (عليه السلام) المواصفات الأخرى للإمام المهدي (عليه السلام) والتي تجدها في باقي روايات التي تصف الإمام المهدي (عليه السلام) مثل التي تقول ان الإمام اسمر وهي (في اسنانه فلج وفي شعره قطط ) فما من رواية تصف الإمام المهدي الا وتجد ان هذه الأوصاف مثل (في أسنانه فلج ) و ( شعره قطط ) و(ضخم الجثة ) و( اسمر الوجه).
      وجاء عن جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال : ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل آدم )( غيبة الطوسي ص188) والآدم هو الأسمر ومأخوذ من الأدمة وهي السمرة والأدمة في الناس هي شربة من سواد، وسمي آدم من اللون لأنه خلق من أدمة الأرض وهو لونها.
      وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في صفة المهدي (عليه السلام) قال : (المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي (أي اسمر ) وجسمه جسم إسرائيلي)
      وهذه الرواية ايضاً تؤيد ما ذهبنا اليه فالإمام اسمر لأن العرب لونهم أسمر كما هو متعارف ومعنى جسمه إسرائيلي أي ضخم الجثة لأن بني إسرائيل يمتازون بضخامة الاجسام.
      وعن أحد أصحاب الأئمة قال: (دخلت على سيدي ومولاي أبي الحسن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصر، فرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول : أنت الله لا آله إلاّ أنت الأول والآخر والظاهر والباطن إلى أن قال : أسألك أن تصلّي على محمد وآل محمد، وأن تعجّل فرج المنتقم لك من أعدائك، وأنجز له ما وعدته يا ذا الجلال والإكرام قلت : مَن المدعو له : قال (عليه السلام) : ذاك المهدي من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال (عليه السلام) : بأبي المنتدح البطن، المقرون الحاجبين، أحمش الساقين، بعيد ما بين المنكبين، أسمر اللون، يعتريه مع سمرته صفرة من سهر الليل بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً وراكعاً بأبي مَن لا يأخذه في الله لومة لائم، مصباح الدجى بأبي القائم بأمر الله)( بحار الانوار ج51 ص80 ).
      وهنا يؤكد الإمام الكاظم (عليه السلام) ما قاله جده المصطفى وآبائه الابرار (عليهم السلام) , بقوله الإمام المهدي اسمر شديد السمرة.
      وجاء ايضاً في الرواية الواردة عن عمران بن الحصين قال : ( صف لنا يا رسول الله هذا الرجل وما حاله - أي المهدي - فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : أنه رجل من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل)( - فلاح السائل ص200).
      والمقصود من هذه الرواية أن الإمام المهدي (عليه السلام) ضخم الجثة طويل القامة وهذه هي صفة رجال بني إسرائيل كما هو معلوم وفي رواية أخرى في صفة المهدي (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ( أنه رجل من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل يخرج عند جهد من أمتي وبلاء ،عربي اللون ابن أربعين سنة )(- الملاحم والفتن لابن طاووس ص281 ).
      وهذه الرواية كسابقتها من حيث ضخامة جسم الإمام (عليه السلام) وطول قامته إضافة إلى أن اللون العربي معناه الأسمر فإن أكثر العرب سمر الوجوه كما لا يخفى.
      وعن حذيفة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) : (المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً )( - الملاحم والفتن لابن طاووس ص281
      ولهذا السبب نعرف السر في تشبيه النبي الأكرم الإمام المهدي (عليه السلام) بالنبي موسى (عليه السلام).
      فمن المعلوم ان الإمام المهدي هو شبيه النبي موسى (عليه السلام) اما من ناحية اللون فإنه اسمر أو ادم شديد السمرة وأما تشابه الشعر فإن النبي موسى شعره جعد والإمام المهدي شعره جعد ايضاً واما ضخامة الجثة فالإمام ضخم الجثة والنبي موسى ايضاً ضخم الجثة .
      فقد جاء في تفسير علي بن إبراهيم بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في خبر المعراج عن النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) قال ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما ) أنه قال: (ثم صعدنا إلى السماء السادسة وإذا فيها رجل ادم طويل وسمعته يقول يزعم بنو إسرائيل إني أكرم ولد آدم على الله وهذا رجل أكرم على الله مني ، فقلت : من هذا يا جبرائيل قال هذا أخوك موسى بن عمران ).
      اما شعر النبي موسى فجعد كشعر الإمام المهدي (عليه السلام) فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (رأيت ليلة اسري بي موسى بن عمران رجلاً آدم طوالاً جعداً كأنه من رجال شبوه )( - بحار الأنوار ج51 ص80).
      وروى الشيخ الصدوق في کتاب کمال الدين بسنده عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا (عليه السلام) : ( أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال (عليه السلام) أنا صاحب هذا الأمر ولکني لست بالذي أملاها عدلا کما ملئت جورا وکيف أکون ذلک على ما ترى من ضعف بدني وإن القائم هو الذي إذا خرج کان في سن الشيوخ ومنظر الشبان قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة علي وجه الأرض لقلعها ).
      فالإمام المهدي (عليه السلام) كما كان موسى ابن عمران طويل الجسد قوي البنية . والإمام الرضا اعطانا صورة واضحة وعلامة مائزة عن قوة الإمام المهدي (عليه السلام) بقوله: ( قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة علي وجه الأرض لقلعها ) ما يجعل هذه القوة الفريدة من نوعها دليل على من يمتلك هذه القوة هو الإمام المهدي (عليه السلام) مع باقي الادلة التي يأتي بها روحي له الفداء والوقاء.
      والخلاصة ان الإمام المهدي (عليه السلام) :
      أولاً : ضخم الجثة طويل القامة .
      ثانياً: الإمام قوي البدن .
      ثالثاً : لون بشرة الإمام المهدي (عليه السلام) اسمر الوجه
      رابعاً : يخرج الإمام المهدي (عليه السلام) في سن الأربعين .


      يتبع لطفآ
      إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة

      تعليق


      • #4
        صفات اليماني الجسدية في كلام الأئمة (عليهم السلام)
        لم تهمل صفات اليماني الموعود من قبل الله سبحانه ولا من قبل أوليائه (عليهم السلام) بل المطالع للروايات الشريفة الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) سيلمس بوضوح اهتمام كبير من قبل الأئمة (عليه السلام) بتوضيح مواصفات اليماني , والروايات التي ذكرت صفات اليماني الجسدية كثيرة منها ما تم ذكر بالمباشرة ومنها ما يتضح بربط الاحاديث بعضها ببعض ، ومما نلاحظه في النصوص المعصومية أن أهل البيت (عليهم السلام) بينوا الصفات الخاصة بأعداء الإمام المهدي (عليه السلام) مثل السفياني والدجال والشيصباني وغيرهم , فكيف بشخصية وزير الإمام ورافع رايته , بل ان شخصية اليماني نالت من الاهتمام الكبير من قبل الأئمة (عليهم السلام) ما جعلها تنال ما نالته باقي الشخصيات من التوضيح والتبيان , ولو راجعنا الروايات الواردة الأئمة (عليهم السلام) تجد ان الأئمة لم يهملوا اي جزئية تخص الصفات الجسدية لليماني الموعود , بل يستطيع القارئ لروايات الأئمة التي بينت مواصفاته ان يرسم صورة متكاملة لهذه الشخصية, ولا يحتاج من اراد ان يعرف شكل اليماني الا فرشاة لرسم صورته، لان الروايات التي حكت عن مواصفاته الجسدية لم تهمل اي جزئية تخص صفاته الجسدية الا واشارت إليها , وهذا الأمر لمسه ابا خالد الكابلي عندما سمع من الأئمة (عليهم السلام) روايات حكوا فيها عن صفات اليماني بالتفصيل فقال ابا خالد الكابلي لما مضى علي بن الحسين (عليه السلام) دخلت على محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ، فقلت له : (جعلت فداك ، قد عرفت انقطاعي إلى أبيك وأنسي به ووحشتي من الناس . قال : صدقت - يا أبا خالد - فتريد ماذا ؟ قلت : جعلت فداك ، لقد وصف لي أبوك صاحب هذا الأمر بصفة لو رأيته في بعض الطرق لأخذت بيده . قال : فتريد ماذا ، يا أبا خالد ؟ قلت : أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه . فقال : سألتني والله - يا أبا خالد - عن سؤال مجهد ، ولقد سألتني عن أمر ما كنت محدثا به أحدا ، ولو كنت محدثا به أحدا لحدثتك ، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة )( - كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم الن ص 299 – 300).
        فإذا كانت هذه الشخصيات المعادية للحق قد اخذت مأخذها من اهتمام الله سبحانه والأئمة (عليهم السلام) حتى تم ذكر ادق التفاصيل الخاصة بصفاتهم الجسدية في كثير من الروايات الشريفة , فهل يعقل ان يتم اهمال شخصية اليماني الذي قال عنه الإمام الباقر (عليه السلام) ( الملتوي عليه من أهل النار) وقال عنه ايضاً ( يدعوا إلى الحق) وقال ايضاً (يدعوا إلى صراط مستقيم) وقال ايضاً ( يدعوا إلى صاحبكم ) اي إلى الحجة القائم من ال محمد (عليه السلام) فهل يعقل ان يهمل الله وأهل البيت (عليهم السلام) هذه الشخصية العظيمة ويكون الإهتمام بالسفياني والدجال وغيرهم من الشخصيات الملعونة , هذا محال , فقد اهتم الله بذكر صفات كثير من أوصياء الأنبياء الذين هم اقل رتبة من اليماني الموعود وزير الإمام المهدي (عليه السلام) , فهل يعقل ان تهمل هذه الشخصية , ثم ما هو الداعي لإهمال صفات اليماني ،على فرض ان صفات اليماني لم يبينها الأئمة (عليه السلام) في رواياتهم .
        فهل هذا من سنة الله سبحانه في أوليائه , وهل يعتبر عدم تبيان صفات اليماني للمؤمنين إلا إغراء بالجهل والغواية , إن من المحال ان يهمل أهل البيت أمر وليه اليماني الموعود , لان اليماني هو باب الإمام المهدي في غيبته وقبل قيامه , فمن لم يوفق لمعرفة اليماني فهو من أهل النار وبئس القرار كما قال الإمام الباقر (عليه السلام) لأنه اليماني هو من يوصل الناس إلى الإمام ويجعلهم يبايعوه , فبدون وجود اليماني لا يمكن جمع انصار الإمام ولهذا اختاره الله لأجل هذه المهمة العظيمة , واليكم اخوتي الصفات الجسدية لليماني الموعود على لسان الابرار من ال محمد (عليهم السلام).
        جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (يبعث بجيش إلى المدينة فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، ويقتل من بني هاشم رجال ونساء ، فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة إلى مكة فيبعث في طلبهما ، وقد لحقا بحرم الله وأمنه )( الملاحم والفتان ص125).
        المبيض هو وزير الإمام المهدي (عليه السلام) اليماني الموعود وهو من يهرب مع الإمام عند ظهور السفياني , وجاء في رواية أخرى عن الإمام الباقر (عليه السلام) وهو يسميه بالمنصور بدل المبيض واليكم الرواية : عن جابر بن يزيد الجعفي قال قال الإمام الباقر (عليه السلام) : (ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ، ويهرب المهدي والمنصور منها ، ويؤخذ آل محمد صلى الله عليه وآله صغيرهم وكبيرهم ، ولا يترك منهم أحد إلا حبس . ويخرج الجيش في طلب الرجلين )(- بحار الانوار ج52 ص223
        ان المنصور في هذه الرواية هو نفسه المبيض في الرواية الواردة عن أمير المؤمنين (عليه السلام), لكن هنا سمي بالمنصور لأنه منصور على اعدائه , وهو نفسه الذي سماه الله في كتابه { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل أنه كان منصورا }( - الإسراء 33 ).
        عن محمد بن سنان ، عن رجل ، قال : سألت عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى :{ ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل أنه كان منصورا : قال : (ذلك قائم آل محمد ، يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام) فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفا ، وقوله : ( فلا يسرف في القتل ) لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) : يقتل والله ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها)(كامل الزيارات ص 135 – 136 ).
        فاليماني هو المنصور بدليل قول أبي جعفر (عليه السلام): ( إذا ظهر الأبقع مع قوم ذوي أجسام فتكون بينهم ملحمة عظيمة ثم يظهر الأخوص السفياني الملعون فقاتلهما جميعاً فيظهر عليهما جميعاً ثم يسير إليهم منصور اليماني )( - معجم احاديث الامام المهدي ج3ص276 ).
        وفي رواية ثالثة أنه وفد على رسول الله الله ص أهل اليمن فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : (جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا فلما دخلوا على رسوا الله ص قال قوم قلوبهم رقيقة راسخ ايمانهم منهم المنصور يخرج في سبعين الفا ينصر خلفي وخلف وصيي حمائل سيوفهم المسك )( - الغيبة للنعماني ص 46).
        فالمنصور هو اليماني الموعود
        وجاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( يبعث بجيش إلى المدينة فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، ويقتل من بني هاشم رجال ونساء ، فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة إلى مكة فيبعث في طلبهما ، وقد لحقا بحرم الله وأمنه )(- الملاحم والفتن لابن طاووس ص125
        والمبيض هو نفسه المنصور في الرواية الأولى اعلاه فيكون يهرب ( المهدي والمبيض اليماني ) من جيش السفياني والنتيجة ان اليماني ابيض اللون .
        وجاء في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : عن سعد ، عن اليقطيني ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : ( سائل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال : أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟ فقال : أما اسمه فان حبيبي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله ، قال : فأخبرني عن صفته قال : هو شاب مربوع حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه ، بأبي ابن خيرة الإماء )( - الغيبة طوسي ص470 ).
        ان الذي سأل عنه عمر ابن الخطاب ليس الإمام المهدي (عليه السلام) , فمن غير الممكن ان يسأل عمر ابن الخطاب عن اسم الإمام المهدي (عليه السلام) والنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في كثير من المناسبات والمواطن صرح باسمه, بل أمير المؤمنين في أكثر من موقف اعلن عن اسم الإمام المهدي (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام) كذلك صرحوا باسم الإمام المهدي (عليه السلام) والشيعة كلهم يعرفون اسم الإمام المهدي (عليه السلام) فهو (عليه السلام) مولود وسماه ابوه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ( محمد ) والشيعة منذ ذلك الزمان يعرفون ان اسم الإمام المهدي (عليه السلام) ( محمد بن الحسن ) ومن غير الممكن ان يكون اسمه غير محمد, والنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كان يصرح علانية ان الإمام المهدي سميه وهذا الأمر كان شائع بين المسلمين لكثرة التصاريح من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) باسم الإمام المهدي (عليه السلام) , وهذه رواية واحدة من روايات كثيرة ذكر فيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولده الإمام المهدي (عليه السلام) , فقد جاء عنه (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : ( المهدي من ولدي ، اسمه اسمي وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقا وخلقا ، يكون له غيبة وحيرة يضل فيها الأمم ، ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملاءها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما )( كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 67) فاين عمر من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بل لماذا لم يخبره الإمام علي (عليه السلام) باسم المهدي.
        وعن أبي خالد الخادم أنه قال: ( ولد لأبي محمد ولد فسماه محمد فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار فإذا ملئت الأرض جوراً وظلماً خرج فيملئها قسطاً وعلاً )( - بحار الأنوار ج51 ص5 ).
        فيكون من الواضح ان المسؤول عن اسمه ليس الإمام المهدي (عليه السلام) بل المسؤول عن اسمه هو وزير الإمام صاحب الرايات السود السيد اليماني الذي تكتم الأئمة عن اسمه مخافة ان يقطع تقطيعاً من قبل فقهاء الكوفة اذا عرفوا اسمه بعد رفع رايته , كما اشار الإمام الباقر (عليه السلام) إلى هذا الأمر.
        فالمبيض الذي اشارت إليه الروايات هو اليماني الذي يولد في آخر الزمان عكس الإمام المهدي (عليه السلام) الذي ولد قبل أكثر من الف عام , ولهذا السبب ترى ان الإمام الصادق (عليه السلام) حينما يتعرض لذكر اليماني يقول ( اني اعرف اسم واسم ابيه وحليته ) في إشارة إلى أنه وحده من يعرف اسم اليماني لا غير.
        ويريد ان يبين أيضاً ان اسم اليماني سيتم التعرف عليه في آخر الزمان عند ظهوره , وهذه الرواية تؤكد نفس الأمر فقد جاء سعدان بن مسلم، عن رجل، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ( إذا أذن الإمام دعا الله بأسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم أصحاب الالوية منهم من يفقد من فراشه ليلا فيصبح بمكة، ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا، قال: الذى يسير في السحاب نهارا، وهم المفقودون، وفيهم نزلت هذه الآية " أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا " )( - غيبة النعماني ص326).
        ان اسم اليماني لا يعلمه الا الأئمة (عليهم السلام) , فلا تجد رواية تذكر اليماني الا وتجد هذه التركيبة ( اني اعرف اسم واسم ابيه واعرف حليته ) أو ( يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه ) أو (أريد ان تسميه لي حتى اعرفه باسمه. فقال: سألتني عن أمر ما كنت محدثاً به احد، ولو كنت محدثاً به احد لحدثتك، ولقد سألتني عن أمر لو ان بني فاطمة عرفوه حرصوا على ان يقطعوه بضعة بضعة ).
        اما اسم الإمام المهدي (عليه السلام) فهو معروف عند كل الشيعة بل حتى المخالفين يعرفون ان اسم الإمام المهدي هو ( محمد ).
        وفي هذا المقطع يصف الإمام الصادق (عليه السلام) اعظم شخص بعد القائم بقول: ( ومنهم من يرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا، قال: الذى يسير في السحاب نهارا ) واليماني هو اعظم اصحاب الإمام المهدي ايماناً لأنه الداعي للإمام وخليفته ووزيره وهو من سيأتي محمولاً على السحاب إلى الإمام المهدي (عليه السلام) لمبايعته , وهو من تكتم الأئمة على أسمه .
        فيكون واضح ان هذه الصفات التي ذكرها أمير المؤمنين (عليه السلام) لعمر ابن الخطاب في النص وهي في قوله : ( أما اسمه فان حبيبي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله ، قال : فأخبرني عن صفته قال : هو شاب مربوع حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ) تخص من تكتم الأئمة (عليهم السلام) عن اسمه وهو السيد اليماني ولا تخص هذه الصفات الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يعرف اسمه القاصي والداني.
        وذكر الأئمة (عليهم السلام) في رواياتهم ان اليماني شبيه عيسى ابن مريم (عليه السلام) , ومن طالع الروايات التي تصف النبي عيسى (عليهم السلام) سيتفاجأ من تطابق صفاته مع صفات السيد اليماني بل سوف تلاحظ ان اليماني نسخة مطابقة لعيسى ابن مريم , وهذا التشابه بين اليماني وعيسى (عليهم السلام) له مثيل بين الإمام المهدي وبين النبي موسى عليهما السلام.
        وهنا سوف نطرح روايتين تبين مواصفات النبي عيسى (عليه السلام) ومواصفات السيد اليماني واليكم الروايتين .
        جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهو يصف النبي عيسى ابن مريم أنه قال: ( رأيت ليلة اسري بي موسى بن عمران رجلاً ادم طوالاً جعداً كأنه من رجال شبوه ورأيت عيسى بن مريم رجلاً مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس )(بحار الأنوار ، ج13 ، ص3).
        ان هذه الصفات هي عين صفات السيد اليماني التي وردت عن أهل البيت (عليهم السلام) , فلا تجد أي فرق بين الوصفين لليماني وعيسى ابن مريم (عليه السلام) والفرق واضح جداً بين من هو مربوع وابيض وسبط الشعر أي ناعم الشعر وبين من هو ضخم طويل واسمر وشعره جعد.
        وهذه الرواية التي وصفت اليماني بنفس صفات النبي عيسى (عليه السلام) فقد جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( هو شاب مربوع حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه)
        وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض ) فلا تجد أي اختلاف بين صفات النبي عيسى (عليه السلام) وصفات اليماني الموعود.
        والجدير بالذكر أن المحدثين نقلوا روايات شبه المهدي من عيسى ابن مريم (عليه السلام) , لكنهم نقلوها فقط من اجل التسليم لكلام الأئمة (عليهم السلام) ، لأنهم نقلوها عن دراية ، فهم لم يتوصلوا إلى ان اليماني هو شبيه عيسى , ولذلك تراهم وقفوا عاجزين امام هذه الروايات وتفسيرها ، فروايات تقول ان المهدي شبيه موسى ابن عمران وروايات أخرى تقول ان المهدي شبيه عيسى ابن مريم مع علمهم -أي الرواة والمحدثين - ان النبي موسى لا يشبه النبي عيسى عليهما السلام , وهذه الاسرار كما قلنا فيما سبق لا يكشفها الا اليماني الموعود نفسه , وقد حصل بحمد الله ان جاء من فك رموز هذه الروايات , وتم ايضاح قضية الإمام المهدي (عليه السلام) فلا تجد بعد ان تصدى السيد القحطاني لتوضيح قضية الإمام المهدي (عليه السلام) , أي اشكال يخص القضية المهدوية على الاطلاق , وهذا ما عجز عنه جميع الفقهاء والباحثين بل وحتى الدجالين الذين ادعوا مقام اليماني الموعود والمهدي المنتظر (عليه السلام).


        يتبع لطفآ
        إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة

        تعليق


        • #5
          الفرق بين شعر الامام المهدي (ع) وشعر اليماني الموعود

          ذكر الأئمة (عليهم السلام) شعر الإمام المهدي (عليه السلام) , كما ذكروا بقية اجزاء جسده الشريف حتى يسهل التعرف عليه عند قيامه , فقد جاء عن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال: (المهدي أقبل ، جعد ، بخده خال)( غيبة النعماني163- ).
          فشعر الإمام المهدي (عليه السلام) جعد .
          وجاء في رواية الصدوق في الإكمال بسنده إلى أبي الأديان أنه قال: ( كنت أخدم الحسن بن علي (عليه السلام) – إلى قوله فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة ، بشعره قطط ، بأسنانه تفليج)( كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 475).
          وقال إسماعيل بن علي : (دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) في المرضة التي مات فيها إلى قوله - فلما مثل الصبي بين يديه سلّم، وإذا هو دُرّي اللون وفي شعر رأسه قطط، مفلج الأسنان)(- الغيبة للطوسي: ص272).
          والقطط في اللغة من قط قططاً وقطاطة، قطاطة الشعر أي كان قصير جعداً أو قصير الشعر جعد ( - المنجد ق1 ص637).
          والخلاصة ان شعره (عليه السلام) حسب ما جاء عن الأئمة (عليهم السلام) جعد قصير فيه تكسير وليس مسترسل بل قصير وجعد , وشعر النبي موسى (عليه السلام) كذلك جعد فيه قطط وقصير وهذا ما ورد عن النبي حينما رأى النبي موسى (عليه السلام) بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) (رأيت ليلة اسري بي موسى بن عمران رجلاً آدم طوالاً جعداً كأنه من رجال شبوه )( - بحار الأنوار ج13 ص3 ) والتشابه بين الإمام المهدي والنبي موسى عليهما السلام ليس في الشعر فقط بل في كل شيء كما هو التشابه بين اليماني والنبي عيسى (عليه السلام) , والأئمة (عليهم السلام) كانوا يسمون الإمام المهدي للناس بشبيه موسى ابن عمران لشدة التشابه بينهما , فقد جاء عن ابي جعفر (عليه السلام) أنه قال بحق الإمام المهدي (عليه السلام) : ( الغائر العينين المشرف الحاجبين، عريض ما بين المنكبين، برأسه حزاز، وبوجهه أثر رحم الله موسى )( - بحار الانوار 51 ص40) فذكر النبي موسى من قبل الإمام الباقر (عليه السلام) بعد ان تحدث عن الإمام المهدي (عليه السلام) فيه إشارة إلى تشابه الإمام مع النبي موسى عليهما السلام).
          وصف شعر اليماني صاحب الرايات السود.
          جاء في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : ( سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال أخبرني عن المهدي ما اسمه ؟ فقال : أما اسمه فان حبيبي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله ، قال : فأخبرني عن صفته قال : هو شاب مربوع حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه ، بأبي ابن خيرة الإماء ).
          اثبتنا ان الذي تكتم عن ذكر اسمه هو اليماني الموعود واثبتنا ان اليماني هو المبيض الذي يهرب مع الإمام المهدي (عليه السلام) من مكة إلى المدينة واثبتنا ايضاً ان الإمام المهدي اسمر الوجه اجعد الشعر ومع هذا كله , اسم الإمام معروف وغير مجهول , والنبي وأهل البيت عليهم السلام صرحوا باسمه جهاراً نهاراً ، فيكون الذي تستر على اسمه اهل البيت (عليهم السلام) هو اليماني الموعود لا غير .
          والصفات التي ذكرها الإمام علي (عليه السلام) لعمر ابن الخطاب هي نفس صفات النبي عيسى (عليه السلام) , فقوله (عليه السلام) (هو شاب مربوع حسن الوجه ، حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه ، ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه ) اذا طابقناها مع مواصفات النبي عيسى تكاد لا تجد أي فرق بين الوصفين وقد مر وصف هيئة نبي الله عيسى على لسان النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فراجع.
          وكذلك ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في رواية أخرى : ( فعند ذلك ينزل أخي عيسى بن مريم من السماء على جبل أفيق إماماً هادياً وحكماً عدلاً عليه برنس له مربوع الخلق أصلت سبط الشعر بيده حربه يقتل الدجال )( تاريخ مدينة دمشق ج47 ص505).
          وجاء في الرواية الشريفة التي أوردها الحر العاملي في الجزء الثالث من كتابه إثبات الهداة والتي جاء فيها : (إن القائم المهدي من ولد علي أشبه الناس بعيسى بن مريم خَلقاً وخُلقاً وسُمتاً وهيبة )( - غيبة النعماني ص149).
          إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة

          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج مولانا وثبتنا على نصرته .سلمت تلك الأنامل التي كتبت موضوعا نعشقه عمن نعشقه وننتظره
            أين الطالب بدم المقتول بكربلاء

            تعليق


            • #7

              تعليق

              يعمل...
              X