نســـــب السـيـد اليــمــانـــــــي
من فـكــــر الــسيـد ابـــي عبـــد اللـه الحــسيــــن القــحـــطـــانــي
سبق وأن ذكرنا إن شخصية السيد اليماني قد أحيطت من قبل الأئمة المعصومين عليهم السلام بشيء من الرمزية والضبابية لأكثر من حكمة ذكرناها هناك ، لذلك بقي نسب السيد اليماني غير واضح المعالم والأبعاد .
إلا إن الباحث الذي يريد الوصول إلى الحقيقة والمعرفة ، لا بد وأن يجد الخيوط التي لو قام بجمعها لتوصل إلى مبتغاه ، سواء كان في هذه المسألة أو غيرها .
إن اليماني حسني النسب ، وهناك الكثير من الأدلة التي تثبت ذلك : فإن للإمام أمير المؤمنين وولديه الحسن والحسين (عليهم السلام) شبه من نبي الله وخليله إبراهيم وولديه إسماعيل وإسحاق (عليهم السلام) .
فقد جعل المولى تبارك وتعالى النبوة في ذرية إسحاق واخرج منه أنبياء كثيرين ولم يجعلها في ذرية إسماعيل (عليه السلام) حتى بعث الله عز وجل محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) نبياً ورسولاً وعوض بذلك إسماعيل (عليه السلام) بأن جعل من ذريته نبي واحد فقط جعله خاتماً للأنبياء والمرسلين خرج في زمن متأخر نسبياً عن زمن جده نبي الله إسماعيل (عليه السلام) .
وكذلك جعل الله الإمامة في ذرية الحسين (عليه السلام) وأخرج منه تسعة أئمة ولم يجعلها في ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) وسوف يعوضه الله تبارك وتعالى برجل من ذريته يخرج في آخر الزمان يكون هادياً مهدياً يدعو الناس إلى الله وإلى الحق وإلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) .
وهو السيد الحسني الذي ورد ذكره في الروايات المعصومية الشريفة وهو الذي يسلم الراية للإمام المهدي (عليه السلام) وهو وزيره اليماني الذي يخرج بالرايات السود من خراسان .
وإليك عزيزي القارئ طائفة من الروايات الواردة عن أئمة الهدى (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) والتي اثبت من خلالها أن هناك مهدي حسني إضافة إلى المهدي الحسيني الذي هو الحجة بن الحسن (عليه السلام) :
1- عن الإمام الحسين (عليه السلام) إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لفاطمة (عليها السلام) : ( والذي بعثني بالحق منهما – يعني الحسن والحسين- مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن ...)( البرهان ص94 ).
2- عن علي بن هلال عن أبيه قال : ( دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الحالة التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها رأسه فقال : حبيبتي فاطمة - إلى أن قال- ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما ، والذي بعثني بالحق خير منهما يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً....)( بحار الأنوار ج51 ص78 باب1) .
يظهر من هذين الخبرين أن المهدي (عليه السلام) يكون من ذرية الحسن والحسين (عليهما السلام) وهذا لا يمكن تفسيره وحمله على شخص واحد لأن الحسن والحسين (عليهما السلام) هما شخصان لا شخص واحد .
وان الإمام المهدي من ذرية الإمام الحسين (عليهما السلام) كما لا يخفى لذا فإن الحق يقتضي أن يكون المهدي مفهوم ينطبق على مصداقين في آخر الزمان وهما الإمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) والسيد الحسني اليماني وزيره وصاحب دعوته والذي يسمى أيضاً بالمهدي كما في الأخبار القادمة .
3- عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل قال :
( يدخل المهدي الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت بينها فتصفو له فيدخل حتى يأتي المنبر ويخطب ولا يدري الناس ما يقول من البكاء وهو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كأني بالحسني والحسيني قد قادها فيسلمها إلى الحسيني فيبايعونه ...)( بحار الأنوار ج52 ص330 باب27 ).
وهذا الخبر يفسر لنا الخبرين المتقدمين حيث يظهر منه إن الذين يقودان الأمر والقضية المهدوية هم اثنين وليس واحد وهما المهدي الحسيني والمهدي الحسني وإن هذا الأخير سيقوم بتسليم الراية إلى المهدي الحسيني .
4- روى أبو داود والترمذي والنسائي : عن أبي إسحاق قال : قال علي- رضي الله عنه- ونظر إلى ابنه الحسن فقال : ( إن ابني هذا سيد كما سماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) يشبه في الخُلق ولا يشبه في الخلق...)( بشرى البشر في حقيقة المهدي المنتظر ).
وقد قال الحافظ عماد الدين : ( الأحاديث دالة على إن المهدي يكون بعد دولة بني العباس وانه يكون من أهل البيت من ذرية فاطمة من ولد الحسن لا الحسين (رضي الله عنهما) ) .
وقد ذكر الشيخ محمود الغرباوي في كتابه (بشرى البشر في حقيقة المهدي المنتظر) نسب المهدي عند أهل السنة والجماعة انه من نسل الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) وابن بنت البتول سيدة نساء العالمين ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة الزهراء (رضي الله عنها وأرضاها) .
والذي يظهر من هذا الخبر الذي ذكره إخواننا من أهل السنة والمروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إن المهدي من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) .
والصحيح عندنا أن المقصود من هذه الأخبار هو السيد اليماني وزير المهدي (عليه السلام) والذي يكون من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) كما دلت على ذلك الروايات وليس المقصود منه الإمام الحجة بن الحسن العسكري (عليه السلام) التي دلت الكثير من الروايات على أنه من نسل الحسين بن علي (عليهما السلام) ومن ذريته .
5- وقال أيضاً (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة ...)( ينابيع المودة ص449 باب78 ) .
وفي هذه الأحاديث إشارة إلى مكان خروج المهدي وهو قرية في اليمن تسمى كرعة والثابت عندنا والذي أجمعت عليه الأحاديث والروايات أن خروج الإمام المهدي يكون من مكة .
وهذا ما يؤكد أن اليماني هو من يخرج من قرية كرعة أو كريمة على ما قاله بعض الباحثين وهو يسمى مهدي أيضاً .
6- وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً فإن فيها خليفة الله المهدي )( المستدرك ج4 ص502 ) .
7- عن ارطأة قال : ( قال أمير الغضب ليس من ذي ولا ذا هو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله انس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني ...)( الملاحم والفتن ص24 ب20 ) .
يفهم من هذين الخبرين بوضوح إن السيد اليماني الحسني الذي يخرج بالرايات السود من خراسان يسمى خليفة ويسمى أيضاً مهدي .
فإن قيل إن المقصود بالخبر السادس الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) فهو خليفة الله المهدي قلنا أن الإمام المهدي (عليه السلام) يخرج من مكة كما دلت على ذلك الأحاديث والروايات الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ثم إن الخبر السابع ذكر السيد اليماني وعبر عنه بالخليفة اليماني .
والمتأكد لدينا وجود القائدين والشخصين في القضية المهدوية هما الحسيني (( الإمام المهدي )) والحسني الذي يليه في المقام .
والذي يسلم الراية للإمام عليه السلام ، وقد سبق وأن علمنا إن اليماني هو أقرب الناس للإمام ، وإنه صاحب دعوته ، وهو صاحب أهدى الرايات .
من فـكــــر الــسيـد ابـــي عبـــد اللـه الحــسيــــن القــحـــطـــانــي
سبق وأن ذكرنا إن شخصية السيد اليماني قد أحيطت من قبل الأئمة المعصومين عليهم السلام بشيء من الرمزية والضبابية لأكثر من حكمة ذكرناها هناك ، لذلك بقي نسب السيد اليماني غير واضح المعالم والأبعاد .
إلا إن الباحث الذي يريد الوصول إلى الحقيقة والمعرفة ، لا بد وأن يجد الخيوط التي لو قام بجمعها لتوصل إلى مبتغاه ، سواء كان في هذه المسألة أو غيرها .
إن اليماني حسني النسب ، وهناك الكثير من الأدلة التي تثبت ذلك : فإن للإمام أمير المؤمنين وولديه الحسن والحسين (عليهم السلام) شبه من نبي الله وخليله إبراهيم وولديه إسماعيل وإسحاق (عليهم السلام) .
فقد جعل المولى تبارك وتعالى النبوة في ذرية إسحاق واخرج منه أنبياء كثيرين ولم يجعلها في ذرية إسماعيل (عليه السلام) حتى بعث الله عز وجل محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) نبياً ورسولاً وعوض بذلك إسماعيل (عليه السلام) بأن جعل من ذريته نبي واحد فقط جعله خاتماً للأنبياء والمرسلين خرج في زمن متأخر نسبياً عن زمن جده نبي الله إسماعيل (عليه السلام) .
وكذلك جعل الله الإمامة في ذرية الحسين (عليه السلام) وأخرج منه تسعة أئمة ولم يجعلها في ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) وسوف يعوضه الله تبارك وتعالى برجل من ذريته يخرج في آخر الزمان يكون هادياً مهدياً يدعو الناس إلى الله وإلى الحق وإلى نصرة الإمام المهدي (عليه السلام) .
وهو السيد الحسني الذي ورد ذكره في الروايات المعصومية الشريفة وهو الذي يسلم الراية للإمام المهدي (عليه السلام) وهو وزيره اليماني الذي يخرج بالرايات السود من خراسان .
وإليك عزيزي القارئ طائفة من الروايات الواردة عن أئمة الهدى (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) والتي اثبت من خلالها أن هناك مهدي حسني إضافة إلى المهدي الحسيني الذي هو الحجة بن الحسن (عليه السلام) :
1- عن الإمام الحسين (عليه السلام) إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لفاطمة (عليها السلام) : ( والذي بعثني بالحق منهما – يعني الحسن والحسين- مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن ...)( البرهان ص94 ).
2- عن علي بن هلال عن أبيه قال : ( دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الحالة التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها رأسه فقال : حبيبتي فاطمة - إلى أن قال- ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما ، والذي بعثني بالحق خير منهما يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً....)( بحار الأنوار ج51 ص78 باب1) .
يظهر من هذين الخبرين أن المهدي (عليه السلام) يكون من ذرية الحسن والحسين (عليهما السلام) وهذا لا يمكن تفسيره وحمله على شخص واحد لأن الحسن والحسين (عليهما السلام) هما شخصان لا شخص واحد .
وان الإمام المهدي من ذرية الإمام الحسين (عليهما السلام) كما لا يخفى لذا فإن الحق يقتضي أن يكون المهدي مفهوم ينطبق على مصداقين في آخر الزمان وهما الإمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) والسيد الحسني اليماني وزيره وصاحب دعوته والذي يسمى أيضاً بالمهدي كما في الأخبار القادمة .
3- عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل قال :
( يدخل المهدي الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت بينها فتصفو له فيدخل حتى يأتي المنبر ويخطب ولا يدري الناس ما يقول من البكاء وهو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كأني بالحسني والحسيني قد قادها فيسلمها إلى الحسيني فيبايعونه ...)( بحار الأنوار ج52 ص330 باب27 ).
وهذا الخبر يفسر لنا الخبرين المتقدمين حيث يظهر منه إن الذين يقودان الأمر والقضية المهدوية هم اثنين وليس واحد وهما المهدي الحسيني والمهدي الحسني وإن هذا الأخير سيقوم بتسليم الراية إلى المهدي الحسيني .
4- روى أبو داود والترمذي والنسائي : عن أبي إسحاق قال : قال علي- رضي الله عنه- ونظر إلى ابنه الحسن فقال : ( إن ابني هذا سيد كما سماه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) يشبه في الخُلق ولا يشبه في الخلق...)( بشرى البشر في حقيقة المهدي المنتظر ).
وقد قال الحافظ عماد الدين : ( الأحاديث دالة على إن المهدي يكون بعد دولة بني العباس وانه يكون من أهل البيت من ذرية فاطمة من ولد الحسن لا الحسين (رضي الله عنهما) ) .
وقد ذكر الشيخ محمود الغرباوي في كتابه (بشرى البشر في حقيقة المهدي المنتظر) نسب المهدي عند أهل السنة والجماعة انه من نسل الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) وابن بنت البتول سيدة نساء العالمين ريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة الزهراء (رضي الله عنها وأرضاها) .
والذي يظهر من هذا الخبر الذي ذكره إخواننا من أهل السنة والمروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إن المهدي من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) .
والصحيح عندنا أن المقصود من هذه الأخبار هو السيد اليماني وزير المهدي (عليه السلام) والذي يكون من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) كما دلت على ذلك الروايات وليس المقصود منه الإمام الحجة بن الحسن العسكري (عليه السلام) التي دلت الكثير من الروايات على أنه من نسل الحسين بن علي (عليهما السلام) ومن ذريته .
5- وقال أيضاً (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة ...)( ينابيع المودة ص449 باب78 ) .
وفي هذه الأحاديث إشارة إلى مكان خروج المهدي وهو قرية في اليمن تسمى كرعة والثابت عندنا والذي أجمعت عليه الأحاديث والروايات أن خروج الإمام المهدي يكون من مكة .
وهذا ما يؤكد أن اليماني هو من يخرج من قرية كرعة أو كريمة على ما قاله بعض الباحثين وهو يسمى مهدي أيضاً .
6- وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : ( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً فإن فيها خليفة الله المهدي )( المستدرك ج4 ص502 ) .
7- عن ارطأة قال : ( قال أمير الغضب ليس من ذي ولا ذا هو لكنهم يسمعون صوتاً ما قاله انس ولا جان بايعوا فلاناً باسمه ليس من ذي ولا ذا هو ولكنه خليفة يماني ...)( الملاحم والفتن ص24 ب20 ) .
يفهم من هذين الخبرين بوضوح إن السيد اليماني الحسني الذي يخرج بالرايات السود من خراسان يسمى خليفة ويسمى أيضاً مهدي .
فإن قيل إن المقصود بالخبر السادس الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) فهو خليفة الله المهدي قلنا أن الإمام المهدي (عليه السلام) يخرج من مكة كما دلت على ذلك الأحاديث والروايات الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ثم إن الخبر السابع ذكر السيد اليماني وعبر عنه بالخليفة اليماني .
والمتأكد لدينا وجود القائدين والشخصين في القضية المهدوية هما الحسيني (( الإمام المهدي )) والحسني الذي يليه في المقام .
والذي يسلم الراية للإمام عليه السلام ، وقد سبق وأن علمنا إن اليماني هو أقرب الناس للإمام ، وإنه صاحب دعوته ، وهو صاحب أهدى الرايات .
تعليق