إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بعثة المهدي بعثة نيابية عن كل الأنبياء

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعثة المهدي بعثة نيابية عن كل الأنبياء



    منقول من الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني (الجزء الأول )
    البعثة النيابية (الجزء الأول)

    دلت الروايات المتكاثرة عن الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين ) ، إن الله تبارك تعالى خلق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قبل أن يخلق الدنيا وخلق علي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى والحسين الشهيد (عليهم السلام ) بعد خلق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، ومن نورهم خلق العرش واللوح والشمس والنور والضياء والعقل والمعرفة ، وهؤلاء الخمسة أصحاب الكساء الذين يتقدمهم سيدهم وسيد الخلائق أجمعين الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
    قد خلقهم المولى عز وجل قبل خلق الخلائق أجمعين ، الذين بضمنهم الأنبياء والمرسلين (صلوات الله عليهم أجمعين) .
    ومن هذه الروايات ما ورد عن معاذ بن جبل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انه قال إن الله عز وجل خلقني وعلياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .
    قلت : فأين كنتم يا رسول الله ؟ قال : قدام العرش نسبح الله عز وجل ونحمده ونقدسه ونمجده قلت : على أي مثال . قال : أشباح نور حتى إذا أراد الله عز وجل أن يخلق صورتنا صيرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب ادم ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر يسعد بنا قوم ويشقى بنا اخرون ....) - بحار الأنوار ج35ص34.
    وقد ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله خلق الله آدم على صورته ) وذلك على معنى ناقة الله وبيت الله وليس المعنى المادي فالمولى عز وجل ليس كمثله شيء ، ومعنى صورته هو على صورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لكونه هو الحقيقة الكاملة وأفضل الأنبياء والذي خاطبه المولى تبارك وتعالى بقوله { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم4.

    وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (أول ما خلق الله نوري ففتق منه نور علي ثم خلق العرش واللوح والشمس وضوء النهار ونور الأبصار والعقل والمعرفة ) البحار ج54ص170.
    وغير ذلك من الروايات العديدة ، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هو الحقيقة الكاملة التي تمثل المولى جل وعلا في خَلقِهِ ودينه ، ودين الله الكامل الشامل هو الإسلام بل هو أصل الأديان وأول الأديان وآخرها ، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هو أول المسلمين ، وقد أكد الله عز وجل ذلك في القرآن في ثلاث مواضع قال تعالى : { ُقلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ } الأنعام 14.
    وقوله: {لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } الأنعام 163
    .
    وقوله : {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ } الزمر12 .
    فان إسلامه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) متقدم على إسلام الخلائق كلهم فهو أول من أجاب في عالم الذر ولم ينعت بأول المسلمين أحد في القران إلا هو (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وقد أمره الله تعالى فيها أن يخبر قومه بسبقه للإسلام قبل الخلق أجمعين ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هو خاتم النبيين ودين الإسلام هو خاتم الأديان ومتممها وهو الدين المصطفى للأنبياء والمرسلين الذين يتواصون به نبي بعد آخر .
    وهذا واضح في قوله تعالى :{ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} البقرة131 - 132 - 133.
    وان الأنبياء مأمورين بالإسلام أيضاً بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، فقد قال تعالى حكاية عن نوح : {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } يونس 72.
    وعن إبراهيم قوله {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } البقرة 130.
    وكذلك الأمر مع الأوصياء فقال تعالى : {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } المائدة111 .
    وقد سئل الأنبياء الإسلام والثبات عليه قال تعالى حكاية عن إبراهيم وإسماعيل {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة 128 .
    وعن يوسف قوله : { تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } يوسف101.
    والإسلام هو مجمل الأديان وجوهر الأديان ، فإن الله تبارك وتعالى أنزل الأديان السماوية متدرجة بعضها يكمل بعضاً وهي كلها من الإسلام وبدايتها
    الإسلام وختمها بالإسلام ، فإن نبي الله عيسى (عليه السلام) يقول : ( جئت لاتمم شريعة موسى ) .
    وهكذا فالشرائع السماوية المنزلة على الأنبياء أصلها واحد ولا فرق بين حامليها فكلهم آتاهم الله من نفس المصدر ( الإسلام ) فقد قال تعالى : {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }- آل عمران 84-85
    .
    في هاتين الآيتين دلالة واضحة على إن الدين الإسلامي هو دين الله وهو الدين الشامل والجامع لرسالات الأنبياء ومن يتخذ غير الإسلام ديناً فلا يتقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين .
    وقد قال تعالى : {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ*بلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } البقرة 111-112.
    إن الإسلام من التسليم والتسليم هو الانقياد إلى طاعة الله ومرضاته ، وتكمن هذه الطاعة في إتباع الأنبياء والائتمار بأمرهم والانتهاء بنهيهم قال تعالى : {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } آل عمران 19
    لقد قال العلماء والمفسرين عن هذه الآية معناها هو الدين الإسلامي الآن الذي نتسمى به نحن معشر المسلمين وقولهم هذا ناقص وغير صحيح ، بل هو تكويناً واصلاً ( إن الدين عند الله الإسلام ) .
    ودرجة التسليم والانقياد لله تعالى هي أعلى من درجة الإيمان فرب مؤمن بالله لكنه غير متبع وغير منقاد لأمره جل وعلا ، أما المسلم فهو المطيع المنقاد الذي يوكل جميع أموره لربه ، لذلك فقد قدم الله تعالى المسلمين والمسلمات على المؤمنين والمؤمنات في قوله : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الأحزاب 35.
    إن أصل الإسلام هو الميثاق والسلام والتسليم ، والميثاق هو العهد الذي أخذه الله تعالى على الخلائق في عالم الذر والسلام هو صفة الإسلام ، وقانون الإسلام مبتني على السلام ، فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله : (المسلم من سلم الناس من يده و لسانه ) .
    والتسليم كما ذكرنا هو التسليم والانقياد لطاعة الله عز وجل ، فقوله تعالى حكاية عن سليمان مخاطباً قوم بلقيس : {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } النمل31
    ، وقوله : {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } النمل 38
    ، فمسلمين يعني طائعين ، وقوله تعالى : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }- فصلت11، أي أتينا مسلمين ، فجوهر السماء والأرض هو الإسلام ، وقد نزلت الكتب السماوية بأجمعها وهي منطوية تحت القرآن .
    يتبع


  • #2

    البعثة النيابية (الجزء الثاني)


    بعد أن أوضحنا بأن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هو أول من خلق الله وأول من اسلم قبل المخلوقات وهو الخاتم ونهاية الأديان وتمامها في دينه ( الإسلام ) ذلك الدين الشامل الكامل ، الذي هو دين الله وان جميع أنبياء الله هم مسلمون به ، وقد ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انه قال : ( بنا فتح الله وبنا يختم).
    إذن فالذين يأتون من الأنبياء قبل انبثاق دعوة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) هم مبعوثون نيابة عنه وممهدون له في ذات الوقت ، أي بمعنى آخر إن جميع الأنبياء الذين بعثهم المولى تعالى هم سفراء عن رسول الله وخير خلقه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما). قال تعالى {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } يوسف4.
    إذا قال قائل إن هذه الآية تنطبق على بني إسرائيل فقط ولا تنطبق على المسلمين فهذا الكلام يتعارض مع شمولية القران ورسالة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي خاطبه المولى عز وجل بقوله : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}- سبأ28.
    فهناك ترابط مهم بين هذه الآية والأئمة المعصومين (عليهم السلام) فكل كوكب من هذه الكواكب التي رآها نبي الله يوسف هي تمثل أحد المعصومين ، فالشمس هنا تمثل السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) والقمر يمثل أمير المؤمنين (عليه السلام) أما الكواكب الأحد عشر تمثل الأئمة المعصومين الأحد عشر من الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) إلى الإمام المهدي (عليه السلام) ، إن مصدر الحياة ومصدر الفيض الإلهي هو الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهو يمثل الشمس ، وفاطمة بضعة من الرسول كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قوله : ( ان فاطمة بضعة مني ) وسائل الشيعة ج2 ص67 .
    فلو أرجعنا كلمة ( البعوضة ) لتبين إنها آتية من البعضية والبعض معناه جزء من الكل وهو شبيه الكل أي بمعنى صورة مصغرة من الكل ، فالزهراء (عليها السلام) هي أيضاً شمس وهي هنا تمثل الشمس في هذه الآية ، والشمس علمياً هي أم الكواكب وتستمد منها الفيض والنور ، وقد ورد في زيارة الإمام المهدي (عليه السلام) : ( السلام عليك يا ابن الكواكب الزاهرة ) وجاء في قصة الإسراء والمعراج : ( ....... يا محمد تحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب ، فقال لي : التفت عن يمين العرش ، فالتفتُ فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين - إلى أن قال - والمهدي في ضحضاح من نور قيام يصلون في وسطهم المهدي يضيء كأنه كوكب دري .....) بحار الأنوار ج27 ص191
    ، وقد ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في اشراط الساعة ظهور الكوكب المذنب قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) أو هو مرتبط بظهور الإمام ، فالإمام المهدي (عليه السلام) هو الكوكب الغائب ، وهذا إعجاز علمي لقضية الإمام المهدي (عليه السلام) ، فقد ذكر عبد الله بن عباس قال : حججنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حجة الوداع فأخذ باب الكعبة ثم اقبل علينا بوجهه فقال : ( إلا أخبركم بأشراط الساعة وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان (رض) فقال : بلى يا رسول الله ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( .... ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه ويطلع الكوكب المذنب) .
    فيوسف (عليه السلام) هنا يمثل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، لكون الدين الحقيقي الكامل هو دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) . وقد جاءت هذه الآية بعدها مباشرة والتي تذكر قول يعقوب في قوله تعالى : {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } يوسف5
    ، فيعقوب أوصى يوسف بعدم البوح برؤياه لأخوته لأنه عرف إن يوسف سيكون نبي ، وانه اختير من المولى جل وعلا ليكون سفيراً عن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهو مبعوث بالنيابة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وسيكون ممهداً له شأنه شأن الأنبياء الذين سبقوه ، وان أخوة يوسف هم عالمين بتأويل الرؤيا لذلك منعه يعقوب عن كشف هذه الرؤيا التي رآها حتى لا ينكشف الأمر ويعرفوا إن يوسف سيكون مبعوثاً وسفيراً عن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ، وهناك علاقة مترابطة بين الكواكب والإنسان ، وبزوال الكواكب تفسد الحياة وتتوقف .
    قد يقول قائل بما إن الدين الإسلامي هو الدين الشامل الكامل فلماذا لم يبعثه الله تعالى على احد الأنبياء جملة واحدة في عصر من العصور وانقضى الأمر ؟ أقول : إن لكل نبي يبعثه الله تعالى دور ومهمة يقوم بها والمنسك والشريعة التي يعلمها لأهل زمانه هي حسب مستوى معرفتهم ومدى تقبلهم فكان نزول الأحكام والتشريعات على الأنبياء بالتدريج وحسب قابليات الناس في كل زمان على تقبل الحق وإرادة الله فنرى إن أول الشرائع التامة التي نزلت هي على يد نبي الله نوح وهكذا تدرجاً إلى أن يصل الحال إلى نزول الشريعة الخاتمة التامة فيكون الأنبياء في هذه الحالة يدعون للإسلام ويبشرون بالنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال تعالى : {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } الحج34
    .
    وستجتمع هذه الأمم على يد الإمام المهدي (عليه السلام) الذي سيجمع كافة الديانات في الدين الإسلامي الواحد الشامل ، وهو الذي سيظهر الله عز وجل به دين الحق على الدين كله رغم أنوف الظالمين ذلك الدين القيم الداعي إلى التوحيد قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } التوبة33
    .
    فالإمام المهدي (عليه السلام) هو جامع الكلمة على التقوى ، والقائم بقيامه يدعو الناس إلى الإسلام الجديد الذي قد دثر نتيجة لابتعاد الناس عن الدين الحق وحصول الضلالة فيهديهم القائم لهذا الأمر المضلول عنه .
    فقد روى محمد بن عجلان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إذا قام القائم (عليه السلام) دعا الناس إلى الإسلام جديداً وهداهم إلى أمر قد دثر وضل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق) بحار الأنوار ج51ص30
    والقائم المهدي (عليه السلام) يسير بسيرة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فيهدم ما قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ما قبله فيستأنف الإسلام جديداً ، فقد جاء عن عبد الله بن عطا قال : سألت أبا جعفر الباقر(عليه السلام) فقلت : (إذا قام القائم باي سيرة يسير في الناس ؟ فقال(عليه السلام): يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)ويستأنف الإسلام جديداً) ( )

    تعليق


    • #3
      السلام على باقر الحديث السلام على السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني

      تعليق


      • #4
        بارك الله بك اخي فرقد على الطرح المبارك

        تعليق


        • #5
          لولا ان من الله علينا بالسيد القحطاني لأصبحنا ابعد الناس عن الامام المهدي وامره

          اللهم ارنا الحق حقا حتى نتبعه وارنا الباطل باطلا لكي نجتنبه

          عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن قائمنا إذا قام مد الله عزوجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى [لا] يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه. (ميزان الحكمة ج1 ص186)

          تعليق

          يعمل...
          X