إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناطقة الحوزة يجهلون الجهل

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناطقة الحوزة يجهلون الجهل

    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني
    مستل من كتاب القحطاني يناقش العلماء والمدعين

    مناطقة الحوزة يجهلون الجهل

    الجهل وأقسامه:
    إن الجهل ليس له تعريف قائم بنفسه بل إنه يعتمد على بيان العلم حيث إن الجهل عدم العلم، فالأمر العدمي لا يتبين إلا باضافته إلى غيره وكذلك قيوده تكون عرضية، من هذا تعرف ان معنى الجهل ( عدم حضور صورة الشيء بالعقل )، وكذلك تعرف ان التقابل بينهما تقابل الملكة وعدمها حيث ان الملكة قيودها وجودية وهو ( العلم ) وعدمها قيود عدمية وهو عدم العلم ( الجهل ) من هذا تنبه المناطقة وقسموا الجهل إلى اقسام متعددة وذلك لأنه يقابل العلم ويبادله في موارده ولعل سائلاً يسأل كيف يمكن تقسيم الامر العدمي؟ رغم ان القسمة هي ضم القيود. نقول ان هذه القسمة بالنظر إلى طرف العلم، فكلما كان هناك علم يقابله عدم العلم وهو الجهل وبما ان العلم على اقسام، إلا أن الاشكال هنا هو انهم قسموا العلم إلى اقسام كثيرة اكثر من الجهل وقسموا الجهل إلى أقسام معروفة ( كما سنوضحها).
    حيث قسموا الجهل إلى تصوري وتصديقي ومن ثم قسموا الجهل التصديقي إلى بسيط ومركب.
    أقول... ألم نقسم العلم إلى أقسام كثيرة مثل ( العلم الحسي والخيالي والوهمي ) وكذلك العلم البديهي والنظري فلماذا لم نقسم الجهل إليها كذلك ؟ نعم يجب ان ينقسم الجهل حسب الاقسام المذكورة والدليل على ذلك:-
    1- إنهم ذكروا الحجة في تقسيم الجهل أنه يقابل العلم ويبادله بأقسامه إذن لماذا لا يبادله في الاقسام المذكورة ؟
    وإليك نص الحجة في تقسيم الشيخ المظفر للجهل (( والجهل على قسمين كما ان العلم على قسمين لأنه يقابل العلم فيبادله في موارده فتارة يبادل التصور اي يكون في موارده واخرى يبادل التصديقي اي يكون في موارده))( )
    أقول... لماذا أخذنا التقسيم إلى التصويري والتصديقي فقط ؟ فهناك قد قسمنا العلم إلى حسي وخيالي ووهمي وإلى نظري وبديهي.
    2- انهم ذكروا في بطون الكتب ان هناك جهلاً بديهياً لكنهم لم يعطوه عنواناً أو يعترفوا به كقسم - وإليك نص الكلام المنقول من كتاب تحرير القواعد الشمسية: (( ليس كل واحد من التصور والتصديق بديهياً فانه لو كانت جميع التصورات والتصديقات بديهية لما كان شيء من الاشياء مجهولاً لنا وهو باطل، وفيه نظر لجواز ان يكون الشيء بديهياً ومجهولاً لنا فان البديهي وان لم يتوقف حصوله على نظر وكسب لكن يمكن ان يتوقف حصوله على نظر وكسب، ويمكن ان يتوقف حصوله على شيء اخر من توجه العقل اليه - او الاحساس به - او الحدس او التجربة ( وغير ذلك ) )) انتهى .
    اقول انه يثبت الجهل البديهي بعبارته: ( الجواز ان يكون الشيء بديهياً ومجهولاً لنا ) وكذلك ما قاله الشيخ المظفر: (( فان الشيء قد يكون بديهياً ولكن يجهله الإنسان لفقد اسباب النفس فلا يجب ان يكون الإنسان عالماً بجميع البديهيات ولا يضر ببداهة البديهي ))( ).
    اذاً تحصل مما ذكرنا ان أقسام الجهل كأقسام العلم كلها.
    النتيجة:- ينقسم الجهل إلى اقسام، فينقسم بإعتبار انه يقابل ( العلم الحسي والخيالي والوهمي ) إلى جهل حسي وجهل خيالي وجهل وهمي.
    الجهل الحسي:
    وهو عدم العلم الحسي ( الذي نحصل عليه عن طريق الحواس ) وذلك مثل فقدان البصر ( فالاعمى ) يجهل كثيراً من الأشياء الخارجية لكن جهله يسمى جهلاً حسياً لأنه فقد حساً ولعله إلى هذا تشير الحكمة ( من فقد حساً فقد علماً ) وكذلك الاصم يجهل كثيراً من الاشياء التي من شأنها ان تُدرك عن طريق السامعة، مثل الاصوات ويسمى هذا الجهل بالجهل الحسي.

    الجهل الخيالي:
    وهو عدم العلم الخيالي ( الذي نحصل عليه عن طريق قوة الخيال ) وذلك مثل بعض الناس الذين تحصل عندهم اصابة بالرأس مما يؤدي إلى عطل بالخيال ويؤدي إلى عدم ضبط الخيال وليس له المقدرة على ادراك وتأليف الصور الخارجية او المحفوظة عنده.

    الجهل الوهمي:
    وهو عدم العلم الوهمي ( الذي نحصل عليه من طريق قوة الوهم ) وذلك مثل كثير من الناس الذين لا يدركون معاني الحب والبغض حيث نرى بعض الناس يحب الآخر لكنهم لا يدركون هذا المعنى ويسمى هذا الجهل ( الجهل الوهمي ) لأن من شأنه ان يدرَك بالوهم.
    وكذلك ينقسم الجهل إلى قسمين بإعتبار انه يقابل ( العلم البديهي والنظري):



    الجهل البديهي:
    وهو عدم العلم البديهي الذي من شانه انه يدرك بالبداهة فبعض الناس مثلاً يجهل اموراً بديهية حتى يصل إلى مرحلة انه يجهل اسمه أو وجوده ( فيقول هل انا موجود ) وذلك يحصل نتيجة فقدان الاشياء التي يحصل بها الإنسان على ذلك العلم مثل الحدس والتجربة او الانتباه فإننا اذا لاحظنا مثلاً المعتزلة الذين يقولون بشبهة الحال وهي ان هناك حالة وسطاً بين الوجود والعدم صفة لا هي موجودة ولا هي معدومة فهنا عندهم هذه المسألة من البديهيات التي تحصل بالبداهة وغيرها من الامور بل حتى تصل إلى مرحلة ان بعض الناس لا يعرف ( 1+1 ) كم يساوي.

    الجهل النظري:
    وهو عدم العلم النظري ( الذي نحصل عليه عن طريق الكسب والمعرفة ) فهذا القسم امثلته كثيرة لأنه اكثر سعة واستخداماً من العلوم الأخرى ما عدا ( الحسي ) فمثلاً: اذا سألت احدهم عن مقدار وزن شيء من الاشياء فقال لا اعرف فذلك نظري لأنه من شأن هذه المسألة ان تدرك بالعلم النظري.
    (انتبه) ان العلم ينقسم إلى قسمين الحصولي والحضوري ولما كان الجهل كما قال المناطقة يقابل العلم ويبادل موارده لزم ان ينقسم ايضاً إلى قسمين الجهل الحصولي والجهل الحضوري ولما كان العلم الحصولي هو حضور صورة الشيء عند الذهن.
    ولما كان العلم الحضوري هو حضور نفس الشيء.
    اذن الجهل الحضوري: هو عدم حضور نفس الشيء. وقد مثلوا لذلك كعلم النفس بذاتها، ولما كان كذلك فكيف يوصف الإنسان وهو في حال التخدير العام. فالإنسان في حالة التخدير العام فان نفسه حتماً حاضرة لكنه جاهل بحضورها.

    الجهل التصويري والتصديقي:
    ان معنى الجهل التصويري وهو عدم ملكة التصور ومعنى الجهل التصديقي هو عدم التصديق قال الله تعالى: {قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ}( )، فهنا حصل لهم تصور بالحلم الذي قصه عليهم العزيز لكنهم لم يحكموا ولم يدركوا معناه ولم يحصل عندهم تصديق فلذلك حصل عندهم جهل تصديقي لأن ملكة الحكم لم توجد عندهم.
    قال الله تعالى: { أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ }( ) فنفى الله تعالى العلم عنهم وهذه دلالة على انهم يجهلون {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إلى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}( )، نسب يعقوب (عليه السلام) إلى ابنائه الجهل لكن من اي قسم هو ذلك الجهل ؟ ذلك الجهل قسم من الجهل التصويري وذلك لأنهم حتى تصور كثيراً من الامور لا يعرفونه حيث ان هذه الآية تحكي عن يعقوب بأنه يعلم ان يوسف حي وغائب عنه وهم يقولون ان يوسف مات فهم يجهلون ان يوسف حي.

    يتبع لطفا

  • #2

    الجهل البسيط والمركب:
    قد عرفنا ان معنى الجهل هو عدم العلم وكذلك عرفنا انه ينقسم إلى اقسام ومنها انقسامه إلى بسيط ومركب ومعنى البسيط ( ان يجهل الإنسان شيئاً وهو ملتفت لجهله ) ومعنى المركب ( ان يجهل الإنسان شيء وهو غير ملتفت لجهله ).
    وهذا مما وضحه القرآن في آيات كثيرة فمثلاً بالنسبة إلى الجهل البسيط قال الله تعالى عن الملائكة: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم}( )، فهنا كان عند الملائكة جهل بأسماء هؤلاء وأن الله نفى عنهم العلم بها قال على لسانهم { لاَ عِلْمَ لَنَا } لذلك هذا جهل بسيط لأنهم يجهلون وهم يعلمون بأنفسهم انهم جاهلون بهذه الاسماء وكذلك قصة يوسف، حيث ذكر الله تعالى هذا النوع من الجهل وهي حكاية عن العزيز حيث رأى الرؤيا وقال: {يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}( )، فقالوا له: {قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ}( )، فاعترفوا انهم لا علم لهم بتأويل الاحلام اذن هذا جهل بسيط وهناك الكثير من الآيات التي تثبت ذلك إلا اننا سنكتفي بما ذكر لضيق المقام.
    أما الجهل المركب فوصفه تعالى بقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}( )، فهؤلاء عندهم جهل مركب من جهلين - الأول يجهلون الافساد - الثاني يجهلون بأنفسهم انهم يجهلون، لذلك قال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ}( )، فكان عندهم جهل مركب لأنهم يجهلون الايمان وقالوا هؤلاء سفهاء وكذلك لا يعلمون { إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } فنفى الله العلم عنهم وهذه دلالة على انهم يجهلون.
    وكذلك قوله تعالى حكاية عن الملائكة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون}( )، فهنا كان اعتراض الملائكة عن جهل وجهلهم كان مركباً لأنهم لا يعلمون ما هو المغزى والهدف الرئيس من خلق الإنسان وجعل الخليفة وكذلك لا يعلمون انهم جاهلون بهذه القضية فقالوا {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} وهذا ناتج عن وجود جهل لديهم فلذلك قال الله تعالى: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون}.

    الجهل الحسي والوهمي الخيالي:
    ان معنى الجهل الحسي هو عدم العلم الحسي ومعنى الجهل الوهمي هو عدم العلم الوهمي ومعنى الجهل الخيالي هو عدم العلم الخيالي لأن عدم الملكة هو الجهل فمن شأن بعض الامور ان تدرك بالحواس لكن في بعض الاحيان يجهلها الإنسان وهناك آية في القرآن تثبت كل انواع الجهل، قال تعالى: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}( ).
    فهنا أثبت الله سبحانه الجهل المطلق الذي يثبت كل انواع الجهل الحسي والوهمي والخيالي وذلك لأن ملكة الحواس غير موجودة وكذلك ملكة الخيال وكذلك ملكة الوهم فهي غير موجودة في مرحلة الطفولة حيث يتميز الإنسان فيها بجهالة شديدة وتبدأ المدارك تتطور عنده شيئاً فشيئاً.
    قال تعالى: {وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}( )، اي ان الإنسان بطبيعته يتميز بالجهل بل انه في بعض الاحيان تكون الحواس موجودة عنده لكنه يجهل كثيراً من الامور، دلالة على وجود الجهل الحسي.
    قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ}( )، فهنا يقول الله سبحانه وتعالى ان الإنسان عنده جهل حسي بالشياطين حيث انهم موجودون ولكن لا نراهم وهم يروننا وكذلك قال الله تعالى: { سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ}( )، فهنا يكشف الله سبحانه ان بعض السحر هو من الجهل الحسي حيث يؤثر على العين فلا ترى الحقيقة لذلك قال: { سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ}.
    وقال الله تعالى: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إلى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ}( )، يعني عندهم جهل بالشيء المراد منهم عن طريق النبي رغم ان هذا الشيء يدرك بالحس.

    الجهل البديهي والنظري:
    معنى الجهل البديهي هو عدم العلم البديهي يعني ملكة العلم البديهي قال الله تعالى: {وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}( )، اننا نعرف بأن معرفة الأخ لا تحتاج إلى كسب ونظر وعملية عقلية بل تكون بالبداهة لكن في بعض الاحيان توجد امور توهم الإنسان فتمنعه عن المعرفة فيفقد البداهة ويحصل عنده جهل بديهي - وهو عدم العلم البديهي - وهذا له أمثلة كثيرة.
    قال الله تعالى حكاية لقصة سليمان بن داود (عليه السلام) مع بلقيس {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ}( ) ، فان معرفة الاشياء الخاصة بها معرفة بديهية وخصوصاً العرش المشار إليه لأنها كانت تجلس عليه يومياً لكنها حينما نكروا وغيروا لها عرشها لم تعرفه مما يؤكد وجود جهل بديهي لأن مَلَكة البداهة انتفت لذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ }( ).
    وكذلك قال الله تعالى: {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}( ).
    ان بلقيس حينما دخلت الصرح ورأته حسبته لجة - يعني ماء - فهنا معرفة بديهية لا تحتاج إلى كسب ونظر ولكن حصل عندها جهل بديهي.

    أما الجهل النظري فقد قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ}( )، فالنبي ابراهيم (عليه السلام) كان يمر بتلك المرحلة والذي حصل بعدها على العلم النظري، وذلك لأن معرفة الرب معرفة نظرية قائمة على البرهان والدليل ألا تراه حينما رأى كوكباً قال: هذا ربي فلما افل يعني غاب قال انه ليس ربي وذلك لأن الرب لا يغيب اي ان الافول دليل على انه ليس برب وقال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ}( ).
    وكذلك حصل عنده في بداية الامر حينما أفل وغاب القمر اصبح عنده علم نظري {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ}( ).
    وأخيراً أصبح عنده علم نظري بأن ربه الذي فطر السماوات، وحصل على ذلك العلم عن طريق الدليل {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}( ).

    تعليق


    • #3
      {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }لقمان11

      هذا باب من أبواب المعارف الإلهية التي منَّ الله تعالى بها على السيد أبي عبدالله الحسين القحطاني في كشف الجهل بـ (منطق الجهل) عند مناطقة وعلماء الحوزة

      فهل بعد الحق من حق يا فقهاء عصر الظهور الشريف ؟؟!!
      التعديل الأخير تم بواسطة خادم ابن الانسان; الساعة 26-07-11, 10:50 PM.
      عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

      ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
      .

      تعليق


      • #4
        قد يكون هناك باحث او مفكر كتب في تفنيد علم الاصول وبطلانه ولكن جميعهم لم يتمكنوا من ضربه في الصميم ولو تنزلنا جدلا بقوة ضرباتهم .
        إلا انه لم يخوض في المباحث العميقة لإبطال تشدق العلماء بعلمهم سوى السيد القحطاني الذي اوضح ان علماء الاصول يجهلون الجهل ...فالجهل قبيح ولكن الاقبح منه ان لا يعلم الجاهل انه جاهل وهذا الموضوع يثبت ذلك

        تعليق


        • #5
          السلام على قواعد العلم
          السلام على السيد القحطاني
          السلام على من الهم قواعد العلوم الصحيحة فثبتها
          وهدم قواعد العلوم الباطلة وهدمها
          السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا
          عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن قائمنا إذا قام مد الله عزوجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى [لا] يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه. (ميزان الحكمة ج1 ص186)

          تعليق

          يعمل...
          X