إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السيد القحطاني يكشف اسرار اللغة الفردوسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيد القحطاني يكشف اسرار اللغة الفردوسية

    القحطاني يكشف أسرار اللغة الفردوسية
    إن عالم الحروف هو عالم كبير ومتشعب فيه أسرار عظيمة ، ومنها مفاتيح لكنوز المعارف المتعددة ، ومن هذه الكنوز ( اللغة الفردوسية ) أو لغة الرموز والأسرار ، وهذه اللغة توضح بأن كل حرف فيها له مسميات كثيرة تنطوي في معنى هذا الحرف ، فتكمن معرفة الحرف في معرفة حقيقته ، وهو ليس بالمعنى اللفظي المنطوق أو المسموع أو الوصف الخارجي له ، بل المعنى الذي في الحرف نفسه ، فلا تحقق تلك المعرفة دون الوصول إلى أعماق ذلك الحرف ، ولا يمكن للجميع التوصل لتلك الحقيقة إلاّ الذين حباهم الله تعالى بفضله ووفقهم لمعرفة أسرار علمه . ويطلق عليها هذه التسمية لأنها متأتية من جنة الفردوس ، فهي لغة أهل الجنة ، والمتعارف إن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة ، واللغة الفردوسية هي لغة الحروف وليست لغة الكلمات ، وهي لغة المخاطبة بين الملائكة . وقد أستخدم المولى عز وجل هذه اللغة في كتابه الكريم ، فكانت إشارة بينه وبين رسوله الكريم (ص) فالحروف المقطعة في أوائل السور هي من اللغة الفردوسية ، وفي هذه اللغة اسم الله الأعظم الذي غيبه المولى تبارك وتعالى في تلك الحروف ،
    فقد ورد في إكمال الدين عن أبي عبد الله (ع) إنه قال : ( قد غيب الله تعالى اسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى في أوائل سور من القرآن ، فقال عزّ وجل (الم والمر والمص وكهيعص وحم وعسق وطس وطسم) ، وما أشبه ذلك لعلتين إحداهما ان الكفار المشركين كانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله عزّ وجل وهو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بدليل قوله تعالى {قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَّسُولاً} وكانوا لا يستطيعون للقرآن فأنزل الله في أوائل سور منهم اسمه الأعظم بحروف مقطوعة ، وهي من حروف كلامهم ولغتهم ولم تجر عادتهم بذكرها مقطوعة فلما سمعوها تعجبوا منها وقالوا نسمع ما بعدها تعجباً ، فاستمعوا ما بعدها فتأكدت الحجة على المنكرين وازداد أهل الإقرار به بصيرة وتوقف الباقون شكاكاً لا همة لهم إلا البحث عما شكّوا فيه ، وفي البحث الوصول إلى الحق ، والعلة الأخرى في إنزال أوائل السور بالحروف المقطوعة ليختص بمعرفتها أهل العصمة والطهارة فيقيمون به الدلالة ويظهرون به المعجزات....)بحار الأنوار ج89 ص381 .
    إذن فاللغة الفردوسية مختصّة لأهل العصمة والطهارة ، ولا يستطيع فكّ رموزها أو كشف أسرارها إلا همّ أو من وفّقه الله تعالى بمنّه وجوده لذلك.




    اللغة الفردوسية لغة أسرار الحروف
    إن لكل حرف من حروف اللغة الفردوسية سرّ محدد يختلف عن غيره من الحروف ، وهذا الحرف له تأويل خاص به ، فأمير المؤمنين (ع) قال : (....سمعت رسول الله (ص) يقول : ليس من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن وما من حرف إلا وله تأويل {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}) بحار الأنوار ج33 ص155 .
    فكان الخطاب الإلهي إلى رسول الله (ص) في هذه اللغة ، وفيها أسرار رسول الله (ص) التي خصّ بها أمير المؤمنين (ع) فأودعها إليه قبل أن يُقبض (صلوات الله وسلامه عليه) والتي منها تفتح أبواب العلم ، فقد جاء في الخصال عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : (جاء أبو بكر وعمر إلى أمير المؤمنين (ع) حين دفن فاطمة (ع) في حديث طويل قال لهما : أما ذكرتما أني لم أشهدكما أمر رسول الله (ص) فإنه قال لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره، فلم أكن لأريكما به لذلك ، وأما إكبابي عليه فإنه علمني ألف حرف الحرف يفتح حرف ، فلم أكن لأطلعكما على سرّ رسول الله (ص)) بحار الأنوار ج22 ص464 .
    وفي رواية أخرى عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر (ع) قال : (إن رسول الله (ص) علّم علياً (ع) ألف حرف كلّ حرف يفتح ألف حرف والألف حرف يفتح كل حرف منها ألف حرف) بصائر الدرجات ص308 .
    ومن ذلك فإننا لا نستغرب حينما يتكلم أمير المؤمنين (ع) في شرح حرف واحد ساعة تامّة، ويستغرق شرح كلمة واحدة مدة ليلة كاملة من خلال الغوص في معاني هذه الحروف وتبيان أسرار علومها المختلفة ، فقد ورد عن محمد بن عبد الواحد في كتابه بإسناده : أن علي بن أبي طالب (ع) قال: (يا أبا عباس إذا صلّيت عشاء الآخرة فالحقني إلى الجبانة ، قال : فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة ، قال : فقال (ع) ما تفسير الألف من الحمد ؟ قال : فما علمت حرفاً أجيبه . قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة . قال : ثم قال لي : ما تفسير اللام من الحمد ؟ قال : فقلت لا أعلم ، فتكلم في تفسيرها ساعة تامّة ، قال : ثم قال (ع) فما تفسير الحاء من الحمد ؟ قال : فقلت لا أعلم . قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال لي : فما تفسير الميم من الحمد ؟ قال : فقلت لا أعلم . قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ، ثم قال : فما تفسير الدال من الحمد ؟ قال : فقلت لا أدري . قال : فتكلم في تفسيرها إلى أن برق عمود الفجر ، وقد وعيت كل ما قال ، ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المتفجّر ، قال القرارة : الغدير والمتفجر : البحر) بحار الأنوار ج19.
    وتعتبر اللغة الفردوسية المدخل الرئيسي للغة الوجودية ، فإن الله تعالى إذا تكلم أوجد ، وقوله تعالى (كُن) هو مسبب للوجود ، فكلامه جلّ وعلا ليس بعبث بل هو إيجاد للأشياء ، فقد ورد في مسائل عبد الله بن سلام (أحد رؤساء بني إسرائيل) لرسول الله (ص) فقال له : (فأخبرني عن آدم (ع) كيف خُلق ومن أي شيء خُلق ؟ قال (ص) : (نعم إن الله سبحانه وبحمده وتقدست أسماؤه ولا إله غيره خلق آدم من الطين والطين من الزبد والزبد من الموج والموج من البحر والبحر من الظلمة والظلمة من النور والنور من الحرف والحرف من الآية والآية من السورة والسورة من الياقوته والياقوته من كُن وكُن من لا شيء . قال صدقت يا محمد (ص) ...) بحار الأنوار ج9 ص342.


    منطق الطير جزء من اللغة الفردوسية
    لو لاحظنا أصوات الطيور لوجدناها عبارة عن مجموعة من الأحرف التي تنادي بها الطيور ، وقد علّم الله عزّ وجل نبيه سليمان (ع) منطق الطير ، وكذا علّمه لنبينا محمد وآله الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) فقد ورد عن زرارة عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : (قال أمير المؤمنين لابن عباس : إن الله علّمنا منطق الطير كما علمه سليمان بن داود ، ومنطق كل دابة في برّ أو بحر) بصائر الدرجات ص343 .
    فالديك مثلاً يقول في صياحه سبحان الملك القدوس ، فقد ورد عن جابر الجعفي ، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : (إن لله ديكاً رجلاه في الأرض ورأسه تحت العرش ، جناح له في المشرق ، وجناح له في المغرب يقول سبحان الملك القدوس ، فإذا قال ذلك صاحت الديوك وأجابته ، فإذا سُمع صوت الديك فليقل أحدكم سبحان ربي الملك القدوس) بحار الأنوار ج62 ص3 .
    أما العصافير فإنها بقولها تُقدّس ربها وتسأله قوتها ، فقد جاء في الاختصاص للشيخ المفيد (أعلى الله مقامه) عن أبي حمزة الثمالي قال : (كنت عند علي بن الحسين (ع) فلما انتشرت العصافير تصوتت ، فقال يا أبا حمزة أتدري ما تقول ؟ فقلت لا . قال : يقدسن ربها ويسألنه قوت يومها ، ثم قال يا أبا حمزة "علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء") ، وقد روى أن الحمرة فجمعت ...... فجاءت إلى النبي (ص) وقد جعلت ترفّ على رأس رسول الله (ص) فقال : (أيكم فجع هذه ؟ فقال رجل من القوم أنا أخذت بيضها ، فقال النبي (ص) أرددها ....) مناقب ابن شهر آشوب.
    وينطبق ذلك على منطق الدواب في البر والبحر ، فإن أصوات الدواب هي أصلاً حروف لا يفهمها إلا من حباه الله لمعرفة هذه اللغة ، فقد ورد عن أبي الدرداء قال : (كان داود (ع) يقضي بين البهائم يوماً وبين الناس يوماً ، فجاءت بقرة فوضعت قرنها على حلقة الباب ثم نغمت كما تنغم الوالدة على ولدها وقالت كنت شابة كانوا ينتجوني ويستعملوني ثم كبرت فأرادوا أن يذبحوني فقال داود أحسنوا إليها لا تذبحوها ثم قرأ (علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء)) البحار ج60 ص78 .
    إذن فهذه الأصوات هي حروف تنطوي على رموز وأسرار لا يعلمها إلا من علمه الله ومنّ عليه من علمه . ومن الطريف أن النملة التي خاطبت نبي الله سليمان تضمن خطابها إشارة إلى اللغة الفردوسية ، فقد ورد عن محمد بن جعفر (ع) أنه قال في ذلك : (....قالت النملة أنت أكبر أم أبوك داود ؟ قال سليمان بل أبي داود . قالت النملة فلم زيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود ؟ قال ما لي بهذا علم . قالت النملة لأن أباك داود داوى جرحه بود فسمي داود....) قصص الجزائري ص368.




    يتبع يتبع
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

  • #2

    (الفردوسية) لغة معاني الحروف
    لقد خص الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله بهذه اللغة فتعليم آدم للأسماء هو تعليم للحروف ، وهكذا توارثته الأنبياء والأوصياء وصولاً إلى محمد وأهل بيته الطاهرين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) الذين فاق علمهم جميع علوم من سبقهم بهذه اللغة وغيرها من العلوم الأخرى . إننا عندما نلفظ حرفاً معيناً بمفرده لا نفهم منه شيئاً ، ولكننا لو ربطنا هذا الحرف مع عدة حروف وجمعناها في كلمة واحدة لتبين لنا معنى معين لهذه الحروف ، ولو جمعنا عدة كلمات في جملة مفيدة واحدة لكان المعنى أكثر وضوحاً ، هذا في الوضع الشائع في عموم اللغة ، أما في نظام اللغة الفردوسية ، فإن لكل حرف معنى خاص به وواضح ومفهوم ويحتوي على سرّ معين يخصّ هذا الحرف ، ويتحكم موقع الحرف في معرفة معناه ، إضافة إلى عوامل أخرى تؤثر في تغيير معنى الحرف الواحد لسنا في صدد ذكرها الآن ، وقد أثبتنا في موضوع (نظرية الحقائق الآياتية) أن لكل آية في القرآن حقيقة ثابتة تختلف عن غيرها قد أوجدها الله تعالى في خلقه ، بل إن لكل كلمة وجود في خلق المولى سبحانه ، قال تعالى {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}آل عمران 45 ،
    وبما أن الموجودات هي أصلاً كلمات فلابد أن للحرف سرّ في الوجود ، والإمام الصادق (ع) يقول : (إن الله إذا تكلم أوجد) والإيجاد هنا لا يشمل عموم الكلام وحسب ، إنما يشمل أصل الكلام ، أي الحروف التي يتكوّن منها هذا الكلام ، فالحرف ينطوي تحته كلمة أو عدة كلمات في أحيان أخرى ، وهذا ما بينه الإمام الصادق (ع) عندما أعطى معاني الحروف المقطعة في بدايات الآيات ، والتي تمثل سرّ من أسرار الله ، فقد جاء في (معاني الأخبار) عن سفيان الثوري قال : (قلت للصادق (ع) : يابن رسول الله ما معنى قول الله عزّ وجل (الم ، والمص ، والر ، والمر ، وكهيعص ، وطه ، وطس ، وطسم ، و يس ، و ص ، و حم ، وحم عسق ، و ق ، و ن) ؟ قال (ع) : أما (الم) في أول سورة البقرة فمعناه أن الله الملك ، وأما (الم) في أول آل عمران فمعناه أنا الله المجيد ، و(المص) أنا الله المقتدر الصادق ، و(الر) معناه أنا الله الرؤوف ، و(المر) أنا الله المحيي المميت الرازق ، و(كهيعص) معناه أنا الكافي الهادي الهادي الولي العالم الصادق الوعد ، وأما (طه) فاسم من أسماء النبي (ص) ومعناه يا طالب الحق الهادي إليه ما انزل عليك القرآن لتشقى بل لتسعد به ، وأما (طس) فمعناه أنا الطالب السميع ، وأما (طسم) فمعناه أنا الطالب السميع المبدئ المعيد ، وأما (يس) فاسم من أسماء النبي (ص) ومعناه يا أيها السامع لوحيي والقرآن والحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم ، وأما (ص) فعين تنبع من تحت العرش وهي التي توضأ منها النبي (ص) لما عُرج به ويدخلها جبرائيل (ع) كل يوم دخلة فيغتمس فيها ثم يخرج فينفض أجنحته فليس من قطرة تقطر من أجنحته إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكاً يسبح الله ويقدسه ويكبره ويحمده إلى يوم القيامة ، وأما (حم) فمعناه الحميد المجيد ، وأما (حم عسق) فمعناه الحليم المثيب العالم السميع القادر القوي ، وأما (ق) فهو الجبل المحيط بالأرض وخضرة السماء منه وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها ، وأما (ن) فهو نهر في الجنة قال الله عزّ وجل اجمد فجمد فصار مدادا ، ثم قال عزّ وجل للقلم اكتب فسطّر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ....) البحار ج89 ص373 ، وكلام الإمام الصادق (ع) هنا هو كشف معنى واحد لهذه الحروف وليس جميع معانيها.


    علاقة الحرف بالمعنى
    لو أخذنا مقارنة بسيطة بين بعض الكلمات لتبين لنا الفرق الواضح في معانيها عندما تغير حرفاً واحداً من هذه الكلمة ، وبالتالي يكون المعنى مختلفاً تماماً عن المعنى الأول من خلال تغير هذا الحرف ، مع العلم يبقى وجود التشابه قائماً بينهما بقدر تشابه الحروف المتبقية ، وكلما تغيرت الحروف تغير المعنى ، وهكذا.
    مثال : النحل والنمل : لم يتغير في الكلمة الثانية إلاّ حرف واحد وهو الحرف الثالث الذي أدى إلى تغير المعنى تماماً ، ولكن بقية الحروف الأربعة هي متشابهة حتى في تسلسلها مع العلم أن الكلمتين هما تتكونان من خمسة أحرف ، وبإمكاننا حصر التشابه والاختلاف بين هاتين الكلمتين فيما يلي:
    أولاً : أوجه التشابه
    1) إن كل من النحل والنمل يعيشان في مملكة ، وإن لكل منهما ملكة واحدة .
    2) إن كلا الصنفين يتمتعان بالصبر ، ولهما قدرة عالية على المطاولة والتحمل .
    3) إن كل من النحل والنمل يتوخى الدقة في العمل مع الفارق بين فائدة أو مضرة ذلك العمل الذي يتم إنجازه منهما .
    4) إن كلاهما يقوم بادخار قوته ، فالنحل يدخر ما يكفي المملكة من الغذاء الملكي طيلة الموسم ، والنمل يخزن هذا القوت أيضاً ، كما أنهما يتمتعان بقدرات عالية من الذكاء ، وهذا ما أثبته العلم الحديث ، وغير ذلك من المواصفات المشتركة بينهما.
    ثانياً : أوجه الاختلاف : بالطبع إن الاختلاف بين النحل والنمل يتجلى في عدة أمور ذكرناها في مباحث سابقة ، ولكننا سوف نتحاشى الخوض فيها كي لا يخرجنا من أصل البحث ، وعليه فإننا سوف نأخذ نقطة الاختلاف الأساسية بينهما ، والتي تتمثل فيما يلي : إن الفارق بين النحل والنمل هو حرفي الحاء والميم والحاء يرمز للحياة ، والميم إلى الموت ، فالنحل يعيش في البيوت التي يتخذها من أعالي الجبال والأشجار وهي تدل على الرفعة والعلو الشاهق الذي يمثل ديمومة واستمرارية الحياة ويتجلى ذلك في بقاء هذه الأشجار وتلك الجبال الشامخة ، وإن الشجرة عندما تسقط على الأرض هو دليل انتهاء الحياة فيها ، أما الجبال فما دامت واقفة فإن الحياة مستمرة ، وبنهاية الحياة فالمولى عزّ وجل ينسف هذه الجبال نسفاً ، قال تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً}طه105 ، أما النمل فهو يتخذ المساكن التي تكون في ثقوب الأرض وشقوق الجدران ، وهذه المساكن مظلمة كظلمة القبور التي في باطن الأرض ، أما بخصوص عمل كل منهما فإن النحل يقوم بإنتاج العسل الذي يكون نتاجاً لعمله المتواصل والمثابر والذي فيه فوائد كثيرة، أما النمل فيكون نتاج عمله المتواصل هو العطل ، فالنمل عندما يريد تخزين أنواع الحبوب فإنه يقوم بتقطيع تلك الحبوب كي لا تنبت وتخرب بيته وبالتالي عدم الاستفادة منها ، ولو أن هذه الطريقة هي أسلوب ذكي في التخزين إلا أنها تتسبب في تعطيل إنبات تلك الحبوب ، وهو يسبب الضرر عكس النحل .
    وكذلك يمكننا مقارنة تغير الحروف في كلمات أخرى كالنحل والنخل ، والتمر والثمر ، وغير ذلك من الأمثلة التي توضح معنى الحرف وتغيره من كلمة لأخرى.



    اللغة الفردوسية بين لقائم وأصحابه
    بما أن القائم المهدي (ع) هو خاتم الأوصياء لخاتم النبيين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وهو وارث الأولين والآخرين وهو المكوّن لدولة العدل الإلهي التي وعِد بها الخلق أجمعين ، فلابد أن يكون ختم جميع العلوم والأسرار على يديه الشريفتين ، وذلك واضح في قول أمير المؤمنين (ع) لكميل بن زياد (رحمه الله) : (يا كميل ما من علم إلاّ وأنا افتحه وما من سرّ إلاّ والقائم يختمه) بحار الأنوار ج74 ص268 ،
    فيفتح الإمام المهدي (ع) لغة الأسرار والرموز اللغة الفردوسية ويعمل بها ويكون خطابه لأصحابه من خلالها فهي لغة (الجفر) التي يستخدمها في معاركه فلا يفهم منها العدو شيئاً ، ويستفيد الأصحاب من هذه اللغة بتقنية عالية من كشف الأسرار والعلوم بعد أن يعلمهم الإمام المهدي (ع) أصول وأساسيات هذه اللغة ، فقد ورد عن إبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : (سيأتي في مسجدكم ثلاثمائة وثلاث عشر رجلاً - إلى قوله- عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة) البحار ج52 ص286.
    ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

    تعليق


    • #3
      اللهم زدنا من هذه العلوم الالهية في قادم الآيام يا كريم .
      شتاء عالم نارنيا يحتضر .. وربيع اصلان قريب

      تعليق


      • #4
        جزيل الشكر على الموضوع المميز والمفيد

        بارك الله بجهودك المثمرة

        جزاك الله عن الامام المهدي عجل فرجه الشريف خير جزاء المحسنين

        تحياتي لك
        عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
        من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
        الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

        تعليق


        • #5
          شكرآ لك اخي على هذا التوضيح وبارك الله فيك
          لا اله الا الله

          متى يشرق نورك ايها المنتظر

          تعليق


          • #6
            سلمت أناملك لما طرحت
            جزاك الله خير الجزاء وأجزل لك الثواب
            جعله الله في ميزان اعمالك
            الشكر الجزيل لك ودمت بحفظ المولى
            إن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .

            تعليق


            • #7
              (1 30 30 5 ) (10 60 1 70 4 ) (100 30 2 ) (1 30 60 10 4 ) ( 8 10 50 ) (1 50 7 30 ) ( 70 30 10 5 ) ( 5 700 1 ) ( 1 30 40 6 800 6 70 )

              بوركت يا أخي على هذا الموضوع

              تعليق

              يعمل...