إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بني العباس وفقهاء الدين في عصر الظهورالشريف ( وجهان لعملة واحدة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بني العباس وفقهاء الدين في عصر الظهورالشريف ( وجهان لعملة واحدة)

    بني العباس وفقهاء الدين في عصر الظهورالشريف ( وجهان لعملة واحدة)

    [IMG]http://www.elaph.com/elaph***/Resources/images/Entertainment/2007/2/thumbnails/T_c1bab641-9f94-49a7-9e9d-cf5f63b0a04f.jpg[/IMG]

    إن من علامات آخر الزمان ظهور راية يُقام على أثرها دولة يكون حكمها على غرار حكومة بني العباس التي ظهرت على الحكم الأموي فقضت عليهِ تحت شعار (يالثارات الحسين ) أو الثار لآلِ محمد بحجة الأنصاف والعدالة للمظلومين من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) ونصرة للمستضعفين من القتل والتشريد وإباحة المحرمات في البلاد الإسلامية بسبب الظلم والجور الذي صنعهُ بني أمية في حكمهم الذي نشر الفساد في البلاد والعباد وأحداث تلك الصراعات كانت في العراق الذي أطلق عليه قديماً بـ (الكوفة) آنذاك.

    فالأحاديث التي وردتنا من الأئمة الأطهار (عليهم السلام) تخبرنا بقيام دولة ثانية تسير بمنهجية دولة العباسيين الأولى وهناك روايات كثيرة صرّحت باسماء رمزية لتلك الدولة كـ (بني فلان وبني مرداس وبني برهان) التي سمّاها أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) في أحاديثهم عندما عاشوا الفترات الزمنية للدولة العباسية الأولى فكانوا (عليهم السلام) يتحدثون عن دولتهم الثانية بأسماء رمزية من أجل التقية والحفاظ على المؤمنين من أتباعهم (عليهم السلام) من تسلط أجناد تلك الحكومة الظالمة المنحرفة.

    فقد ورد ذكرهم عند كلا الفريقين من السنّة والشيعة يمكن تبيان ذلك من خلال الأدلة القرآنية والروائية /

    الدليل القرآني :

    إن دولة بني العباس التي تخرج في آخر الزمان ذمها الله تعالى في كتابه حيث قال تعالى :{حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} سورة يونس(الآية:24

    عن الصادق (عليه السلام) قال : نزلت في بني فلان ثلاث آيات : قوله عز وجل{حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً}: يعني القائم بالسيف : {فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ}وقوله تعالى :{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الأنعام(الآية:44و45)

    قال أبو عبد الله (عليه السلام) : بالسيف ، وقوله تعالى :{ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فيه ومساكنكم لعلّكم تسئلون} الأنبياء(الآية:12و13) : يعني القائم يسأل بني فلان عن كنوز بني أمية) دلائل الإمامة.ص469/طبعة مؤسسة البعثة. .

    قال الله تعالى {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} سورة إبراهيم(الآية:46) ، عن جميل بن دراج قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : (إن كان مكرهم لتزول منه الجبال وإن كان مكر بني برهان (العباس) بالقائم لتزول منه قلوب الرجال) تفسير العياشي ج2ص235 .

    قال تعالى : {حم*عسق} سورة الشورى(الآية:1و2)، عن أبي المغيرة عن أرطأة بن المنذر عمن حدثه عن أبن عباس إنه أتاه رجل وعنده حذيفة , فقال : يا بن عباس قوله تعالى : {حم * عسق} فأطرق ساعة , وأعرض عنه, ثم كررها فلم يجب بشيء , فقال حذيفة : أنا أنبئك , قد عرفت لِمَ كرهها, إنما نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله أوعبد الله , ينزل على نهر من انهار المشرق , يبني عليه مدينتان , يشق النهر بينهما شقاً , جمع فيها كل جبار عنيد .
    قال أرطأة : إذا بنيت مدينة على شاطىء الفرات ثم أتتكم الفواصل والقوا صم, وأنفرجتم عن دينكم كما تنفرج المرأة قبلها, حتى لا تمتنعوا عن ذل ينزل بكم , وإذا بنيت مدينة بين النهرين بأرض منقطعة من أرض العراق أتتكم الدُهيماء) الطبري في تفسيره(1/137)وعنه كتاب الفتن, ص169 .

    قال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} البقرة(الآية:155) .

    عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول : (إن لقيام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين .

    قلت : وما هي جعلني الله فداك ؟

    قال : قول الله عز وجل : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} يعني المؤمنين قبل خروج القائم (عليه السلام) {بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} .

    قال : نبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في أخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم .

    (ونقص من الأموال) قال : كساد التجارات وقلة الفضل .
    (ونقص من الأنفس) قال : موت ذريع .

    (ونقص من الثمرات) : قلة ريع ما يُزرع , وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل الفرج .

    ثم قال لي : يا محمد هذا تأويله , وإن الله عز وجل يقول : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} سورة آل عمران(الآية:7) كمال الدين ص588ح3..

    قال تعالى : {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ} سورة إبراهيم(الآية:45) . عن سعد بن عمر عن غير واحد ممن حضر أبا عبد الله (عليه السلام)ورجل يقول : (قد ثبت دار صالح ودار عيسى بن علي وذكر دور العباسيين ).

    فقال : أراناها الله خراباً أو خربها بأيدينا .

    فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : لا تقل هكذا , بل يكون مساكن القائم وأصحابه ، أما سمعت الله يقول : {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ}) تفسير العياشي ج2 ص235. .

    ونود الإشارة إن الأئمة عليهم السلام كانوا يطلقون على بني العباس أسماء رمزية مثل (آل فلان) و (بني فلان) و (آل مر داس) و (بني برهان) لأجل التقية التي كانوا يمرون بها من قبل حكام بني العباس .

    الدليل الروائي :

    أولا : ما نقلته السنة :

    وردت عدة روايات عن أهل السنة بخصوص تجدد وقيام حكومة بني العباس في أخر الزمان وسوف نورد بعض من هذه الروايات مراعاة للاختصار :

    عن عبد الله بن أبي الأشعث الليثي قال :

    (تخرج لبني العباس رايتان أحداهما أولهما نصر وأخرها وزر , لا ينصرونها لا نصرها الله, والأخرى أولها وزر وأخرها كفر, لا ينصرونها لا نصرها الله) كتاب الفتن لأبن حمّاد.ص170 .

    ومن هذه الرواية يتبين أن الراية الأولى هي دولة العباسيين التي قضى عليها هولاكو ، فقد ادعت الولاء لأهل البيت والثأر للإمام الحسين في بادىء الأمر , ولما انتصرت استولت على منصب الإمام (عليه السلام) فلحقها الوزر .
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

  • #2
    أما الراية الثانية فتأتي في بادىء الأمر بالاستحواذ على مكان الإمام (عليه السلام) فيلحقها الوزر , وفي آخرها تحارب جيش الإمام (عليه السلام) فتكون كافرة منحرفة ضالة .

    حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطأة بن المنذر عمن حدثه عن كعب قال :

    (إذا خلع من بني العباس رجلان وهما الفرعان وقع بينهما الاختلاف الأول ثم يتبعه الاختلاف الأخر الذي فيه الفناء , وخروج السفياني عند اختلافهم الثاني) نفس المصدر.ص176 .

    عن ابن أبي معيط عن أبن عباس إنه قدم على معاوية , وأنا حاضره , فأجازه وأحسن جائزته, ثم قال يا أبا العباس هل تكون لكم دولة ؟

    قال : اعفني من هذا يا أمير المؤمنين .

    قال : لَتخبرني .

    قال : نعم وذلك في أخر الزمان .

    قال : فمن أنصاركم ؟

    قال : أهل خراسان .

    قال : ولبني أمية من بني هاشم نطحات ولبني هاشم من بني أمية نطحات , ثم يخرج السفياني) الخطيب في تاريخ بغداد, وعنه الفتن لأبن حمّاد.ص164 .

    عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) يقول :

    (إذا خرجت الرايات السود فأن أولها فتنة , وأوسطها ضلالة , وأخرها كفر) كتاب الفتن ص164..

    قال الوليد بن مسلم:حدثني شيخ عن جابر عن أبي جعفر بن علي قال :

    (يُقتل أربعة نفر بالشام كلهم ولد خليفة:رجل من بني مروان , ورجل من آل أبي سفيان .
    قال : فيقهرُ السفياني المروانيين فيقتلهم , ثم يتبع بني مروان فيقتلهم ثم يقبل على أهل المشرق وبني العباس حتى يدخل الكوفة) نفس المصدر.ص228ج4.

    ثانياً : ما نقلته الشيعة :

    عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :

    (يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين تسع واحد ثلاث خمس وقال إذا اختلفت بنو أمية ذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم فإذا اختلفوا ذهب ملكهم) غيبة النعماني .

    عن البطائني قال :

    ( زاملتُ أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) من مكة إلى المدينة فقال يوماُ لي : لو إن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس لسُقيت الأرض بدمائهم حتى يخرج السفياني .
    قلت له يا سيدي : أمره من المحتوم ؟
    قال : نعم , ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه وقال : مُلك بني العباس مكرُ وخداعُ , يذهب حتى يُقال لم يبق منه شيء , ثم يتجدد حتى يُقال ما مر به شيء) غيبة النعماني ص302/ بحار الأنوار ج52ص250 .

    وفي هذه الرواية دليل واضح على تجدد حكومة بني العباس لأن من الواضح إن السفياني هو من يخرج على بني العباس ويقضي على حكومتهم .

    والسفياني كما هو معلوم من العلامات الحتمية التي تتحقق وتظهر قبل قيام الإمام (عليه السلام) بفترة قليلة , وهذا يدل على ما قلناه .

    عن الحسن بن أبي إبراهيم قال : (قلت للرضا (عليه السلام) أصلحك الله إنهم يتحدثون إن السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس .

    فقال :كذبوا , إنه لَيقوم وإن سلطانهم لَقائم) غيبة النعماني.ص303ج11.

    قال سلمان المحمدي (رضي الله عنه) :

    (أتيتُ أمير المؤمنين (عليه السلام) خالياً فقلتُ : يا أمير المؤمنين , متى القائم من ولدك ؟

    فتنفس الصعداء وقال : لا يظهر القائم حتى يكون أمور الصبيان , ويضيع حقوق الرحمن , ويُتغنى بالقرآن , فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمى والالتباس أصحابَ الرمي عن الأقواس بوجوه كالتراس , وخُربت البصرة, هناك يقوم القائم من ولد الحسين (عليه السلام) العدد القوية للعلامة الحلي ص57 ح126 ؛ بحار الأنوار ج52 ص472 ح168 ..

    عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :

    (الله أجلُ وأكرم من أن يترك الأرض بلا إمام عدل .
    قال : قلت له : جُعلت فداك فاخبرني بما أستريح إليه .

    قال : يا أبا محمد , ليس يرى أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان مُلك حتى ينقرض ملكهم , فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد رجلاً منا أهل البيت يُشير بالتقى ويعمل بالهدى , ولا يأخذ في حكمه الرشا , والله إني لأعرفه باسمه وأسم أبيه ثم يأتينا الغليظ القصرة , ذو الخال والشامتين القائم العادل , الحافظ لما أستودعَ يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً) إقبال الأعمال لأبن طاووس ج3 ص116 . .

    أقول بعد التوكل على المولى عز وجل : قد تلخّص من مجموع ما تقدم من روايات إن إخبارات النبي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين تؤكد إن لبني العباس دولة ثانية , وإن اختلافهم هو علامة لانقطاع ملكهم وحصول الفتن عندها يقوم قائم آل محمد عليهم السلام .

    يتبـــع رجاءاً

    .
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

    تعليق


    • #3
      فيتبين لنا من الأحاديث والروايات المذكورة عن معالم تلك الحكومة العباسية الظالمة إنها/

      1-نظام الحكم يماثل نظام الحكم العباسي من خلال تسميتها بدولة (بني العباس) والتي تقوم في آخر الزمان ، وهو زمن الظهور الشريف لمولانا صاحب العصر والزمان (عليه السلام).

      2-حالة الناس المعيشية في ظل حكومة بني العباس قبل الظهور الشريف تكون عسيرة عليهم في جهد وبلاء شديدين وغلاء في أسعار السلع والطعام وعدم توّفر أبسط خدمات العيش وقلة الأموال المُدخرة وكثرة الطبقات الفقيرة على نطاق واسع على أهل الكوفة أو العراق.

      وهذا الأمر ليس غريباً علينا عندما نسمع كلام أهل بيت النبوة الأطهار (عليهم السلام)عندما أخبروا عن حكومة تقوم في آخر الزمان إن ((حكمهــم عســـر لا يســـر فيه)).

      أما الأموال الطائلة التي ينفقونها هي لتشييد مقرّات حكمهم كالقصور والمباني العظيمة من الوزارات اللاخدمية وتمويل معسكرات الجيش والشرطة لحماية الرموز والقيادات في حكمهم قبل غيرهم وتبذير قسماً كبيراً من أموال البلد في بناء العلاقات المتينة مع حلفائهم في أقاليم العالم الآخرى مقابل فرض الضرائب والرسوم الخدمية الصارمة على الناس وعدم تلبية حقوقهم ومطالبهم المهمة لحياتهم وعدم توفير أبسط فرص العمل فمن لايجد لقمة العيش فإلى رحمة الله .

      3-يؤسسون لبناء حكم قوي لاتنال منهُ أي قوى على وجه الأرض حتى لو أمتلئت الأرض من قتالهم بالدماء وهذا ما أخبرتنا بهِ الروايات الشريفة بذلك ، إلا في حالة أختلافهم وتشتت أمرهم وبعد أن يوهى سلطانهم ستخرج عليهم رايتان هما الخراساني (اليماني) من المشرق بقيادة (الرايات السود) من خراسان ، والسفياني من المغرب (الراية الحمراء وهي راية الكفر والأرهاب العالمي المنطوية تحت شعار تنظيم القاعدة الأرهابي المدعوم من الأنظمة الغربية) فيكون هلاك تلك الجكومة الفاسدة على يديهما ، بعد دخول تلكما الرايتين لأرض العراق الذي سيصبح ساحة الصراع المشترك بين راية الحق الإلهية المهدوية القادمة من المشرق وهي (الراية اليمانية الخراسانية) ، وراية الباطل الشيطانية القادمة من المغرب أو بلاد الشام تحديداً وهي (الراية السفيانية الأموية) التي من خلالهما تكون نهاية أو زوال دولة بني العباس.

      أما طبيعة المؤسسة الدينية لفقهاء الدين والمتشرَّعة في ذلك الزمان فبناءها سيكون واضح بالأخذ والعطاء من تلك الحكومة المنحرفة فهناك تعاون مشترك فيما بينهما في تحديد المصالح العامة والخاصة ومساومة هؤلاء الفقهاء المضّلين على دينهم لتحقيق مآربهم الدنيوية وذلك سيكون على حساب حقوق غالبية الناس الذين يضعون أهل الفقه والولاية عليهم في التشريع الديني كرمزاً إسلامياً لهم في أخذ مايحل لهم وما يُحرم عليهم.

      فمن المؤكد إن الناس وهم يعيشون يوم الظهور الشريف لايرون بأعينهم إلا فقهاء سوء يحكمون ويُشرّعون بما تهوى عقولهم وأنفسهم فيتسببون في بطلان السنن الإلهية التي رسمها لنا نبيّنا الأكرم وأهل بيتهِ الطاهرين (صلوات الله وسلامهُ عليهم أجمعين) والأتيان بتشريع العقول الذي ما أنزل الله بهِ من سلطان ، وبعد ماجاءنا بهِ الرسول (صلى الله عليه وآلهِ وسلم تسليماً) الذي وصفهُ الحق الجليل في كتابهِ العزيز {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107، فالرحمة ستتلاشى مع الزمن حتى يأتي يوماً يتمنى الناس فيه الموت صباحاً ومساءاً بسبب ما يواجه تلك الأمة الأسلامية من الفتن والبلاء والعيش المرير ، فالأمر لاينتهي مع فقهاء الدين بهذا الأطار فقط بل سيلجئون إلى أخذ الأموال من الناس تحت غطاء وعناوين شريعة الدين من خلال مطالبة الناس في تسليم الأموال للـ ( إمــام) او الفقيه الشرعي لديهم معتبرين إن تلك الأموال في حالة عدم تسليمها هي نقص وبطلان لدينهم ، لكن الحقيقة إن تلك الأموال الكثيرة لاتذهب لسد رمق عيش الفقراء والمساكين ولا تذهب لبيت الأموال لإنفاقها على الناس المحتاجين والمتضررين من صعوبة العيش بل تنفق لمصالحهم الدنيوية وملذاتهم النفسية وأركان الآلهة البشرية المسيطرة على آلتهم الدينية .

      مستغلين الناس الغافلين عن حقيقتهم إنهم (فقهــاء الســوء) الذين وصِفوا في أحاديث وروايات أهل بيت الوحي والنبوة أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) كما جاء عن رسول الله (صلى الله عليهِ وآله وسلم تسليماً) قال : (( يأتي زمان لا يبقي من القرآن إلا رسمه ، ولا من الإسلام إلا اسمه يسمون به ، وهم أبعد الناس عنه ، مساجدهم عامرة وهى خراب من الهدى ، فقهاؤهم شر فقهاء تحت أديم السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود )). نهج البلاغة .
      فهؤلاء الفقهاء يعملون تحت مظلة الحكومة العباسية حيث إنها تستعين بها كقوة لحماية مؤسساتها الدينية الضالة ، أما الأخيرة فتستمد من نِظامها الديني المُهيّمن على قلوب الناس المسلمين في بسط السيطرة على ديمومة حكم الدولة القائمة تحت شعار الحكومة العادلة وحريّة العيش بعد الذل والهوان الذي هيمّن على الناس نتيجة النظام الأموي الثاني الذي يسبق حكمهم في آخر الزمان ويأتي دور فقهاء الضلالة هو الإفتاء بحرمة الوقوف بوجه النظام العباسي الحاكم وخذلانهِ تحت مُسميات النظام التعددي العادل لكافة أطياف الناس.

      ومن ذلك نستشفي إلى أن هؤلاء الفقهاء يقفون مؤيدين بفتاواهم الباطلة لحث الناس التابعين لهم على رضاهم ونصرتهم لنظام بني العباس وهذهِ الأمور قد حصلت مع حكومة بني العباس الأولى عندما وقف الكثير من فقهاء زمانهم إلى جنبهم ، وسيكون ذلك حتماً مع النظام الذي يحكم العراق في آخر الزمان .

      وبذلك يمكن القول إن حكومة بني العباس وفقهاء السوء في شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) قبل الظهور الشريف هما وجهان لعملة واحدة فهم أولياء بعضهم لبعض .

      ففقهاء السوء في آخر الزمان هم الذين يتفقهون في الدين لغير ما أنزل في القرآن فيتأولون كتاب الله من خلال آرائهم العقلية ويتدخلون في سياسة البلاد بِشكل ملحوظ تحت غطاء الرعية والولاية على الناس وإنقاذ الناس من المنحرفين المتسلطين عليهم فيعمدون على توجيه آرائهم لإدارة الحكم مع النظام العباسي على أسس دستورية بمباركة من فقهاء المؤسسة الدينية هناك وهذا الشاكلة عندما تحصل فهذا يعني وقوف العلماء أو الفقهاء في الدين على أبواب الأمراء نتيجة لتدخلهم ومساندتهم لساسة النظام الفاسد، فقد ورد في الحديث الشريف عن أئمة الهدى (عليهم السلام) ((إذا رأيت الأمراء على أبواب العلمـاء فنعم الأمراء ونعم العلمـاء ، وإذا رأيت العلمــاء على أبواب الأمراء (بِتدخلهم في الرئاسة والسياسة) فبئـس الأمراء وبئـس العلمـاء)).

      وعن رسول الله (صلى الله عليهِ وآله وسلم تسليماً) قال: (( يتفقه أقوام لغير الله ، وطلباً للدنيا والرئاسة ، ويوجه القرآن على الأهواء ويصير الدين بالرأي ... ) يوم الخلاص ص404 .

      لذا فما على المؤمن والُمترّقب بقلبهِ لإمــام زمانهِ (عليه السلام) أن يتأمل تلك المعالم التي عُدَّت من علامات الظهور الشريف والبحث عن ملامح عصر نشوء حكومة بني العباس الثانية وتحت مظلتها فقهاء السوء المتلونين بالدين الذي يصبح الدين لديهم بأسم السياسة فقط والمناصب الدنيوية .

      * الأدلة القرآنية والروائية أستمدتها من موسوعة القائم (عجل الله تعالى فرجهُ الشريف) الجزء -3- (مكة والمدينة في عصر الظهور الشريف).
      من فكر السـيّد أبي عبدالله الحسين القحطاني

      اللهم نرغب إليك في دولة كريمة تعزُ بها الإسلام وتُذل بها النفاق وأهلهُ وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين
      عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

      ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
      .

      تعليق


      • #4
        قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

        تعليق


        • #5
          وفقك الله أخي وأيدك لخير الدنيا والآخرة
          عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

          ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
          .

          تعليق

          يعمل...
          X