منقول من الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني
تأويل بعض المعاني القرانية :
أصحاب الكهف والرقيم
نحن الان في صدد بيان أصحاب الكهف والرقيم في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
حيث كانوا في بني إسرائيل أولئك الفتية الذين كانوا شيوخاً لان منهم ستة وزراء لذلك الملك الكافر ، والراعي وكلبه ، وكلهم آمنوا بالله فكتموا إيمانهم ثم هربوا من قومهم وملكهم الكافر إلى الكهف فأماتهم الله سبحانه وتعالى (309) عام ثم عادوا إلى الحياة بعد هذه الفترة وهؤلاء هم ( أصحاب الكهف ) .
ومعنى الرقيم على ما جاء في الروايات أسماء هؤلاء وأسماء آبائهم وعشائرهم كتبوا في صحف من رصاص .
فعن أبي عبد الله (عليه سلام) ({ أَمْ حَسِبْتَ ان أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }( ) قال :
هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الديار أسمائهم وعشائرهم في صحف من رصاص فهو قوله أصحاب الكهف والرقيم ) ( ).
هذا في ذلك الزمان أما في زمن أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهم أصحاب المهدي واليماني وسوف نقدم شرح ذلك على شكل بيانات .
البيان الأول : ان الكهف اسم من أسماء أهل البيت (عليهم سلام) فقد جاء في الدعاء : ( اللهم صل على محمد وآل محمد الكهف الحصين )( ) .
بل ورد في الحديث ان مثلهم كمثل الكهف ، فعن أبي حمزة الثمالي عن الباقر (عليه سلام) قال : ( ان مثلنا فيكم كمثل الكهف لأصحاب الكهف ) ( ).
وكذلك ورد عن أمير المؤمنين (عليه سلام) قال في صفة المهدي ( أوسعكم كهفاً وأكثركم علماً ) ( ). فان الكهف هو المهدي وله أصحاب كما نعرف هم ( 313 ) .
أما الرقيم - فهو صفة لكتاب خاص فيه أسماء جيش الغضب الذي هو الرقم الموعود به المهدي ، الذي أميرهم اليماني فهم العشرة آلاف والثلاثمائة وثلاثة عشر رجل والمسمون بالحلقة .
عن أبي بصير قال أبو عبد الله (عليه سلام) : ( لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة . قلت : وكم تكملة الحلقة ؟
قال : عشرة آلاف )( ) .
البيان الثاني : ان القران الكريم وصف أصحاب الكهف والرقيم بانهم فتية علماً انهم كانوا شيوخ قال تعالى :
{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ انهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدى } ، فعن أبي عبد الله الصادق (عليه سلام) قال لرجل عنده : ( ما الفتى عندك ؟ فقال له : الشاب .
فقال : لا الفتى المؤمن . ان أصحاب الكهف كانوا شيوخاً فسماهم الله عز وجل فتية بإيمانهم ) ( ).
وعن الباقر (عليه سلام) قال لسليمان بن جعفر الهمداني : ( يا سليمان ما الفتى ؟
فقلت له : جعلت فداك الفتى عندنا الشاب .
قال لي : أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولاً فسماهم الله فتية بإيمانهم يا سليمان من آمن بالله واتقى هو الفتى )( ) .
وهذه الصفة موجودة في أصحاب المهدي فهم فتية لا كهول فيهم إلا القليل منهم فقد ورد في وصفهم عن أبي حكيم بن سعد قال : سمعت علياً (عليه سلام) يقول :
( ان أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد وأقل الزاد الملح )( ) .
البيان الثالث : مسألة العجب قال تعالى : { أَمْ حَسِبْتَ ان أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً } .
فقد تعجب منهم الناس ان يناموا ( 309 ) سنة ثم يعودون للحياة ، وأما أصحاب المهدي سوف يتعجب منهم الناس فان منهم من يسير على السحاب في النهار وبعضهم مفقود من فراشه والآخر تطوى له الأرض فيجتمع إليه أصحابه من غير ميعاد كقزع الخريف أي اجتماع الغيم المتباعد والمتفرق سواء كان الأصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر أو العشرة آلاف جيش الغضب فهم أيضاً يجتمعون كقزع الخريف واليك الروايات :
عن المفضل بن عمر قال : ( قال أبو عبد الله (عليه سلام) إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف . فهم أصحاب الألوية فيهم من يفقد من فراشه ليلا فيصبح بمكة ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه .
قلت جعلت فداك : أيهم أعظم إيماناً ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الآية : { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً} )( ) .
وكذلك ورد في غيبة النعماني عن جيش الغضب يجتمعون كقزع الخريف .
عن الاحنف بن قيس قال : ( دخلت على علي (عليه سلام) في حاجة لي فجاء ابن الكواء وشبث بن ربعي فاستأذنا عليه فقال لي علي (عليه سلام) : ان شئت فأذن لهما فانك انت بدأت الحاجة .
قال : قلت يا أمير المؤمنين فأذن لهما . فلما دخلا .
قال : ما حملكما على ان خرجتما علي بحروراء ؟
قالا : أحبننا ان نكون من جيش الغضب .
قال : ويحكما وهل في ولايتي غضب ؟ أو يكون الغضب حتى يكون من البلاء كذا وكذا ؟ ثم يجتمعون كقزع الخريف من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة )( ) . إذن اجتماعهم أيضاً عجب .
وكذلك ما ورد عن أمير المؤنين (عليه السلام) : ( يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب فقال رجل من شرطة الخميس ما هذا العجب يا أمير المؤمنين قال ومالي لا أعجب وقد سبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث الا صوتات بينهن موتات حصد نبات ونشر أموات يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب قال أيضاً رجل يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه قال ثكلت أمك وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هامات الاحياء قال انى يكون ذلك يا أمير المؤمنين قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة كاني انظر إليهم قد تخللوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله ولرسوله وللمؤمنين وذلك قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ })( ) .
فأمر أصحاب المهدي من العجب الذي صرح به أمير المؤمنين (عليه السلام) في عدة مواطن مختلفة .
البيان الرابع : لقد ورد في الروايات المعتبرة بان رأس الحسين (عليه سلام) صار يردد هذه الآية : { أَمْ حَسِبْتَ ان أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً } وذلك حينما قتل الحسين (عليه سلام) وحمل رأسه على القنا .
وهذا له علاقة وطيدة بأصحاب المهدي (عليه سلام) وجيش الغضب وذلك لان شعارهم هو يا لثارات الحسين ، وثورتهم في اليوم الذي قتل فيه الحسين يوم عاشوراء هو يوم قيامهم مع المهدي .
بل ان جيش الغضب لم يسموا بهذه التسمية إلا لأجل ثورة الحسين (عليه سلام) والحرقة القلبية والغضب الإلهي الذي يودعه عند أميرهم وعند كل واحد منهم لانهم سوف يطالبون بثارات الحسين (عليه سلام) فهم يخرجون موتورين غاضبين لان المهدي (عليه سلام) يخرج موتوراً وغضباناً لا يعرف الرحمة حتى يلقي الله الرحمة في قلبه كما ورد في الحديث عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى : (اني لأرجوك ان تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما . فقال عليه السلام : يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله وهادي إلى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلا وقسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه ، وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب ، يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا من أقاصي الأرض ، وذلك قول الله عز وجل " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شئ قدير فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر أمره ، فإذا أكمل له العقد وهي عشرة ألف رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى . قال عبد العظيم : قلت له : يا سيدي وكيف يعلم ان الله قد رضي ؟ قال : يلقي في قلبه الرحمة)( ) .
البيان الخامس : مما يشهد بان أصحاب الكهف والرقيم لهم علاقة بالمهدي وأصحابه .
ان الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كان لا يتحدث عنهم كثيراً وخصوصاً في باطن القران وبالأخص مع اليهود والنصارى حينما جاءوه يسألونه عن أصحاب الكهف والرقيم وعن عدتهم قال الله تعالى فلا تمار فيهم إلا مراءاً ظاهراً وقال تعالى :
{ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }( ) ، وهذا النهي الوارد انما يشير إلى ان المراء الباطني يكشف بانهم أصحاب المهدي(313) والرقيم هم جيش الغضب (10000) .
تأويل بعض المعاني القرانية :
أصحاب الكهف والرقيم
نحن الان في صدد بيان أصحاب الكهف والرقيم في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
حيث كانوا في بني إسرائيل أولئك الفتية الذين كانوا شيوخاً لان منهم ستة وزراء لذلك الملك الكافر ، والراعي وكلبه ، وكلهم آمنوا بالله فكتموا إيمانهم ثم هربوا من قومهم وملكهم الكافر إلى الكهف فأماتهم الله سبحانه وتعالى (309) عام ثم عادوا إلى الحياة بعد هذه الفترة وهؤلاء هم ( أصحاب الكهف ) .
ومعنى الرقيم على ما جاء في الروايات أسماء هؤلاء وأسماء آبائهم وعشائرهم كتبوا في صحف من رصاص .
فعن أبي عبد الله (عليه سلام) ({ أَمْ حَسِبْتَ ان أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }( ) قال :
هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الديار أسمائهم وعشائرهم في صحف من رصاص فهو قوله أصحاب الكهف والرقيم ) ( ).
هذا في ذلك الزمان أما في زمن أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهم أصحاب المهدي واليماني وسوف نقدم شرح ذلك على شكل بيانات .
البيان الأول : ان الكهف اسم من أسماء أهل البيت (عليهم سلام) فقد جاء في الدعاء : ( اللهم صل على محمد وآل محمد الكهف الحصين )( ) .
بل ورد في الحديث ان مثلهم كمثل الكهف ، فعن أبي حمزة الثمالي عن الباقر (عليه سلام) قال : ( ان مثلنا فيكم كمثل الكهف لأصحاب الكهف ) ( ).
وكذلك ورد عن أمير المؤمنين (عليه سلام) قال في صفة المهدي ( أوسعكم كهفاً وأكثركم علماً ) ( ). فان الكهف هو المهدي وله أصحاب كما نعرف هم ( 313 ) .
أما الرقيم - فهو صفة لكتاب خاص فيه أسماء جيش الغضب الذي هو الرقم الموعود به المهدي ، الذي أميرهم اليماني فهم العشرة آلاف والثلاثمائة وثلاثة عشر رجل والمسمون بالحلقة .
عن أبي بصير قال أبو عبد الله (عليه سلام) : ( لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة . قلت : وكم تكملة الحلقة ؟
قال : عشرة آلاف )( ) .
البيان الثاني : ان القران الكريم وصف أصحاب الكهف والرقيم بانهم فتية علماً انهم كانوا شيوخ قال تعالى :
{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ انهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدى } ، فعن أبي عبد الله الصادق (عليه سلام) قال لرجل عنده : ( ما الفتى عندك ؟ فقال له : الشاب .
فقال : لا الفتى المؤمن . ان أصحاب الكهف كانوا شيوخاً فسماهم الله عز وجل فتية بإيمانهم ) ( ).
وعن الباقر (عليه سلام) قال لسليمان بن جعفر الهمداني : ( يا سليمان ما الفتى ؟
فقلت له : جعلت فداك الفتى عندنا الشاب .
قال لي : أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولاً فسماهم الله فتية بإيمانهم يا سليمان من آمن بالله واتقى هو الفتى )( ) .
وهذه الصفة موجودة في أصحاب المهدي فهم فتية لا كهول فيهم إلا القليل منهم فقد ورد في وصفهم عن أبي حكيم بن سعد قال : سمعت علياً (عليه سلام) يقول :
( ان أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد وأقل الزاد الملح )( ) .
البيان الثالث : مسألة العجب قال تعالى : { أَمْ حَسِبْتَ ان أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً } .
فقد تعجب منهم الناس ان يناموا ( 309 ) سنة ثم يعودون للحياة ، وأما أصحاب المهدي سوف يتعجب منهم الناس فان منهم من يسير على السحاب في النهار وبعضهم مفقود من فراشه والآخر تطوى له الأرض فيجتمع إليه أصحابه من غير ميعاد كقزع الخريف أي اجتماع الغيم المتباعد والمتفرق سواء كان الأصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر أو العشرة آلاف جيش الغضب فهم أيضاً يجتمعون كقزع الخريف واليك الروايات :
عن المفضل بن عمر قال : ( قال أبو عبد الله (عليه سلام) إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف . فهم أصحاب الألوية فيهم من يفقد من فراشه ليلا فيصبح بمكة ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه .
قلت جعلت فداك : أيهم أعظم إيماناً ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الآية : { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً} )( ) .
وكذلك ورد في غيبة النعماني عن جيش الغضب يجتمعون كقزع الخريف .
عن الاحنف بن قيس قال : ( دخلت على علي (عليه سلام) في حاجة لي فجاء ابن الكواء وشبث بن ربعي فاستأذنا عليه فقال لي علي (عليه سلام) : ان شئت فأذن لهما فانك انت بدأت الحاجة .
قال : قلت يا أمير المؤمنين فأذن لهما . فلما دخلا .
قال : ما حملكما على ان خرجتما علي بحروراء ؟
قالا : أحبننا ان نكون من جيش الغضب .
قال : ويحكما وهل في ولايتي غضب ؟ أو يكون الغضب حتى يكون من البلاء كذا وكذا ؟ ثم يجتمعون كقزع الخريف من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة )( ) . إذن اجتماعهم أيضاً عجب .
وكذلك ما ورد عن أمير المؤنين (عليه السلام) : ( يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب فقال رجل من شرطة الخميس ما هذا العجب يا أمير المؤمنين قال ومالي لا أعجب وقد سبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث الا صوتات بينهن موتات حصد نبات ونشر أموات يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب قال أيضاً رجل يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه قال ثكلت أمك وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هامات الاحياء قال انى يكون ذلك يا أمير المؤمنين قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة كاني انظر إليهم قد تخللوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله ولرسوله وللمؤمنين وذلك قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ })( ) .
فأمر أصحاب المهدي من العجب الذي صرح به أمير المؤمنين (عليه السلام) في عدة مواطن مختلفة .
البيان الرابع : لقد ورد في الروايات المعتبرة بان رأس الحسين (عليه سلام) صار يردد هذه الآية : { أَمْ حَسِبْتَ ان أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً } وذلك حينما قتل الحسين (عليه سلام) وحمل رأسه على القنا .
وهذا له علاقة وطيدة بأصحاب المهدي (عليه سلام) وجيش الغضب وذلك لان شعارهم هو يا لثارات الحسين ، وثورتهم في اليوم الذي قتل فيه الحسين يوم عاشوراء هو يوم قيامهم مع المهدي .
بل ان جيش الغضب لم يسموا بهذه التسمية إلا لأجل ثورة الحسين (عليه سلام) والحرقة القلبية والغضب الإلهي الذي يودعه عند أميرهم وعند كل واحد منهم لانهم سوف يطالبون بثارات الحسين (عليه سلام) فهم يخرجون موتورين غاضبين لان المهدي (عليه سلام) يخرج موتوراً وغضباناً لا يعرف الرحمة حتى يلقي الله الرحمة في قلبه كما ورد في الحديث عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى : (اني لأرجوك ان تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما . فقال عليه السلام : يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله وهادي إلى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلا وقسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه ، وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب ، يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا من أقاصي الأرض ، وذلك قول الله عز وجل " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شئ قدير فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر أمره ، فإذا أكمل له العقد وهي عشرة ألف رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى . قال عبد العظيم : قلت له : يا سيدي وكيف يعلم ان الله قد رضي ؟ قال : يلقي في قلبه الرحمة)( ) .
البيان الخامس : مما يشهد بان أصحاب الكهف والرقيم لهم علاقة بالمهدي وأصحابه .
ان الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كان لا يتحدث عنهم كثيراً وخصوصاً في باطن القران وبالأخص مع اليهود والنصارى حينما جاءوه يسألونه عن أصحاب الكهف والرقيم وعن عدتهم قال الله تعالى فلا تمار فيهم إلا مراءاً ظاهراً وقال تعالى :
{ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }( ) ، وهذا النهي الوارد انما يشير إلى ان المراء الباطني يكشف بانهم أصحاب المهدي(313) والرقيم هم جيش الغضب (10000) .
تعليق