إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تأويل بعض المعاني القرانية :أصحاب الكهف والرقيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تأويل بعض المعاني القرانية :أصحاب الكهف والرقيم

    منقول من الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني
    تأويل بعض المعاني القرانية :
    أصحاب الكهف والرقيم

    نحن الان في صدد بيان أصحاب الكهف والرقيم في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) .
    حيث كانوا في بني إسرائيل أولئك الفتية الذين كانوا شيوخاً لان منهم ستة وزراء لذلك الملك الكافر ، والراعي وكلبه ، وكلهم آمنوا بالله فكتموا إيمانهم ثم هربوا من قومهم وملكهم الكافر إلى الكهف فأماتهم الله سبحانه وتعالى (309) عام ثم عادوا إلى الحياة بعد هذه الفترة وهؤلاء هم ( أصحاب الكهف ) .
    ومعنى الرقيم على ما جاء في الروايات أسماء هؤلاء وأسماء آبائهم وعشائرهم كتبوا في صحف من رصاص .
    فعن أبي عبد الله (عليه سلام) ({ أَمْ حَسِبْتَ ان أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً }( ) قال :
    هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الديار أسمائهم وعشائرهم في صحف من رصاص فهو قوله أصحاب الكهف والرقيم ) ( ).
    هذا في ذلك الزمان أما في زمن أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهم أصحاب المهدي واليماني وسوف نقدم شرح ذلك على شكل بيانات .
    البيان الأول : ان الكهف اسم من أسماء أهل البيت (عليهم سلام) فقد جاء في الدعاء : ( اللهم صل على محمد وآل محمد الكهف الحصين )( ) .
    بل ورد في الحديث ان مثلهم كمثل الكهف ، فعن أبي حمزة الثمالي عن الباقر (عليه سلام) قال : ( ان مثلنا فيكم كمثل الكهف لأصحاب الكهف ) ( ).
    وكذلك ورد عن أمير المؤمنين (عليه سلام) قال في صفة المهدي ( أوسعكم كهفاً وأكثركم علماً ) ( ). فان الكهف هو المهدي وله أصحاب كما نعرف هم ( 313 ) .
    أما الرقيم - فهو صفة لكتاب خاص فيه أسماء جيش الغضب الذي هو الرقم الموعود به المهدي ، الذي أميرهم اليماني فهم العشرة آلاف والثلاثمائة وثلاثة عشر رجل والمسمون بالحلقة .
    عن أبي بصير قال أبو عبد الله (عليه سلام) : ( لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة . قلت : وكم تكملة الحلقة ؟
    قال : عشرة آلاف )( ) .

    البيان الثاني : ان القران الكريم وصف أصحاب الكهف والرقيم بانهم فتية علماً انهم كانوا شيوخ قال تعالى :
    { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ انهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدى } ، فعن أبي عبد الله الصادق (عليه سلام) قال لرجل عنده : ( ما الفتى عندك ؟ فقال له : الشاب .
    فقال : لا الفتى المؤمن . ان أصحاب الكهف كانوا شيوخاً فسماهم الله عز وجل فتية بإيمانهم ) ( ).
    وعن الباقر (عليه سلام) قال لسليمان بن جعفر الهمداني : ( يا سليمان ما الفتى ؟
    فقلت له : جعلت فداك الفتى عندنا الشاب .
    قال لي : أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولاً فسماهم الله فتية بإيمانهم يا سليمان من آمن بالله واتقى هو الفتى )( ) .
    وهذه الصفة موجودة في أصحاب المهدي فهم فتية لا كهول فيهم إلا القليل منهم فقد ورد في وصفهم عن أبي حكيم بن سعد قال : سمعت علياً (عليه سلام) يقول :
    ( ان أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد وأقل الزاد الملح )( ) .

    البيان الثالث : مسألة العجب قال تعالى : { أَمْ حَسِبْتَ ان أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً } .
    فقد تعجب منهم الناس ان يناموا ( 309 ) سنة ثم يعودون للحياة ، وأما أصحاب المهدي سوف يتعجب منهم الناس فان منهم من يسير على السحاب في النهار وبعضهم مفقود من فراشه والآخر تطوى له الأرض فيجتمع إليه أصحابه من غير ميعاد كقزع الخريف أي اجتماع الغيم المتباعد والمتفرق سواء كان الأصحاب الثلاثمائة وثلاثة عشر أو العشرة آلاف جيش الغضب فهم أيضاً يجتمعون كقزع الخريف واليك الروايات :
    عن المفضل بن عمر قال : ( قال أبو عبد الله (عليه سلام) إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر قزع كقزع الخريف . فهم أصحاب الألوية فيهم من يفقد من فراشه ليلا فيصبح بمكة ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه .
    قلت جعلت فداك : أيهم أعظم إيماناً ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الآية : { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً} )( ) .
    وكذلك ورد في غيبة النعماني عن جيش الغضب يجتمعون كقزع الخريف .
    عن الاحنف بن قيس قال : ( دخلت على علي (عليه سلام) في حاجة لي فجاء ابن الكواء وشبث بن ربعي فاستأذنا عليه فقال لي علي (عليه سلام) : ان شئت فأذن لهما فانك انت بدأت الحاجة .
    قال : قلت يا أمير المؤمنين فأذن لهما . فلما دخلا .
    قال : ما حملكما على ان خرجتما علي بحروراء ؟
    قالا : أحبننا ان نكون من جيش الغضب .
    قال : ويحكما وهل في ولايتي غضب ؟ أو يكون الغضب حتى يكون من البلاء كذا وكذا ؟ ثم يجتمعون كقزع الخريف من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة )( ) . إذن اجتماعهم أيضاً عجب .
    وكذلك ما ورد عن أمير المؤنين (عليه السلام) : ( يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب فقال رجل من شرطة الخميس ما هذا العجب يا أمير المؤمنين قال ومالي لا أعجب وقد سبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث الا صوتات بينهن موتات حصد نبات ونشر أموات يا عجباً كل العجب بين جمادى ورجب قال أيضاً رجل يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه قال ثكلت أمك وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هامات الاحياء قال انى يكون ذلك يا أمير المؤمنين قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة كاني انظر إليهم قد تخللوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله ولرسوله وللمؤمنين وذلك قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ })( ) .
    فأمر أصحاب المهدي من العجب الذي صرح به أمير المؤمنين (عليه السلام) في عدة مواطن مختلفة .

    البيان الرابع : لقد ورد في الروايات المعتبرة بان رأس الحسين (عليه سلام) صار يردد هذه الآية : { أَمْ حَسِبْتَ ان أصحاب الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً } وذلك حينما قتل الحسين (عليه سلام) وحمل رأسه على القنا .
    وهذا له علاقة وطيدة بأصحاب المهدي (عليه سلام) وجيش الغضب وذلك لان شعارهم هو يا لثارات الحسين ، وثورتهم في اليوم الذي قتل فيه الحسين يوم عاشوراء هو يوم قيامهم مع المهدي .
    بل ان جيش الغضب لم يسموا بهذه التسمية إلا لأجل ثورة الحسين (عليه سلام) والحرقة القلبية والغضب الإلهي الذي يودعه عند أميرهم وعند كل واحد منهم لانهم سوف يطالبون بثارات الحسين (عليه سلام) فهم يخرجون موتورين غاضبين لان المهدي (عليه سلام) يخرج موتوراً وغضباناً لا يعرف الرحمة حتى يلقي الله الرحمة في قلبه كما ورد في الحديث عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى : (اني لأرجوك ان تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما . فقال عليه السلام : يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله وهادي إلى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله عز وجل به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلا وقسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه ، وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب ، يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا من أقاصي الأرض ، وذلك قول الله عز وجل " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شئ قدير فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر أمره ، فإذا أكمل له العقد وهي عشرة ألف رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى . قال عبد العظيم : قلت له : يا سيدي وكيف يعلم ان الله قد رضي ؟ قال : يلقي في قلبه الرحمة)( ) .

    البيان الخامس : مما يشهد بان أصحاب الكهف والرقيم لهم علاقة بالمهدي وأصحابه .
    ان الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كان لا يتحدث عنهم كثيراً وخصوصاً في باطن القران وبالأخص مع اليهود والنصارى حينما جاءوه يسألونه عن أصحاب الكهف والرقيم وعن عدتهم قال الله تعالى فلا تمار فيهم إلا مراءاً ظاهراً وقال تعالى :
    { سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }( ) ، وهذا النهي الوارد انما يشير إلى ان المراء الباطني يكشف بانهم أصحاب المهدي(313) والرقيم هم جيش الغضب (10000) .


  • #2
    سفينة نوح هي رآية الهدى

    سفينة نوح هي رآية الهدى

    ان قصة النبي نوح (عليه السلام) وتفاصيلها غير خافية على أحد على الأقل نقاطها المهمة وعناوينها ، وبما اننا نؤمن بالنظرية التي تقول ان القران كله يحكي للإمام المهدي (عليهم السلام) لانه وارث الانبياء والمرسلين والذي على يديه يمّكن الله الدين ليظهره على الدين كله .
    ومن هذا المنطلق تكون حركات وخطوات الانبياء المذكورة في القران هي رسم لحركة الإمام (عليهم السلام) وخطوات دعوته المباركة .
    فقد أكدت الروايات ان للقائم (عليه السلام) سُنّة من النبي نوح (عليه السلام) كما جاء في الرواية عن زين العابدين (عليه السلام) : ( في القائم سنة من سبع انبياء – إلى ان قال - وسنة من نوح ) ( ).
    ومما يثبت عندنا ان سفينة نوح في التأويل هي راية الهدى للمهدي (عليه السلام) ما جاء عن أبو ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) :
    (انما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها هلك ) ، وسمعت (يعني أبو ذر) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول :
    ( اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس فان الجسد لا يهتدي إلا بالرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين )( ).
    وهذا ما يؤكد على ان سفينة المهدي (عليه السلام) هي سفينة هداية وراية هدى .
    وقبل الدخول في صلب الموضوع نبرز أهم نقاط التشابه بين نوح النبي (عليه السلام) ونوح آخر الزمان المهدي (عليه السلام) ومن هذه النقاط :

    أولاً : المشابهة بالتسمية
    فقد ذكر ان سبب تسمية نوح بهذا الاسم لكثرة نياحه على قومه .
    وقد أشتهر عن الإمام المهدي (عليهم السلام) في الأخبار المروية عن آبائه (عليهم السلام) والروايات الكثيرة انه من أعظم البكائيين والنائحين على جده الحسين (عليه السلام) .
    وخير شاهد على ذلك الزيارة الواردة عنه (عليه السلام) والمعروفة بزيارة الناحية المقدسة حيث يقول في إحدى فقراتها مخاطباً جده الحسين (عليه السلام) :
    ( لاندبنك صباحاً ومساءاً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً ) .

    ثانياً: طول العمر
    فقد أكدت الروايات ان عمر نوح يزيد على ألف سنة وكذا المهدي (عليه السلام) حيث ان عمره الشريف يناهز الان 1172 سنة .

    ثالثاً : التشريع
    فقد أكدت الروايات على ان أول من جاء مشرعاً من الانبياء هو نوح (عليه السلام) .
    فقد قال تعالى في محكم كتابه : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أوحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ان أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }( ) .
    فنرى ان حركة التشريع في العالم بدأت من الكوفة مع بدء رسالة نوح (عليه السلام) وانتشرت في باقي الأرض مع انتشار الرسالات للانبياء (عليهم السلام) ، حتى استقرت بعد هذه المسيرة في مكة في عهد رسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وبعدها عاد التشريع إلى الكوفة بانتقال الرسالة في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الكوفة فجعلها عاصمة الدولة الإسلامية.
    ولذلك فهي تشابه رحلة سفينة نوح (عليه السلام) من انطلاقها وطوافها بمكة وعودتها إلى الكوفة وهي بذلك تشابه في التأويل راية الهداية للإمام المهدي (عليه السلام) .
    حيث تبدأ من الكوفة دعوتها وتمهيدها للإمام وتهيئة الانصار لنصرة الإمام المهدي (عليه السلام) وستعود بعد خروجها من الكوفة في طوفان الفتن إلى مكة حيث خروج الإمام المهدي (عليه السلام) ، وبعد توجهه بجيشه إلى الكوفة تعود سنة أمير المؤمنين وهي مشابهة لعودة سفينة نوح إلى الكوفة فتكون عاصمة الإمام التشريعية للعالم .
    ومما يؤكد هذا المعنى قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكر مسجد الكوفة : منه سارت سفينة نوح وكان فيه نسر ويغوث ويعوق ، ان سفينة نوح كانت مأمورة فطافت بالبيت حيث غرقت الأرض ثم أتت منى في أيامها ثم رجعت السفينة وكانت مأمورة وطافت بالبيت طواف النساء .
    ومما يؤكد عودة راية الهدى إلى الكوفة ما جاء عن المعلى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ان يوم النيروز هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح (عليهم السلام) على الجودي ) ( ).
    وهذا هو نفس اليوم الذي سيخرج فيه المهدي (عليه السلام) فقد جاء في الرواية :
    ( يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة )( ) وهذا شاهد مهم على التشابه ما بين سفينة نوح واستقرار راية الهدى في الكوفة .

    رابعاً : العذاب بالطوفان
    جاء في معنى الطوفان هو : (طفى الماء على كل شيء) وقد كان الطوفان عذاب لقومين هما قوم نوح والشاهد عليه قوله تعالى :
    { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطوفان وَهُمْ ظَالِمُونَ }( ) .
    وقوم فرعون الذي دلت عليه الآية الكريمة : { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطوفان وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }( ) .
    حيث ابتلاهم الله بهذا النوع من العذاب بسبب تكبرهم وسوء أعمالهم وقد كان الطوفان هو جزء من عذابات قد نزلت بهم .
    ولكن في طوفان نوح كان العذاب الأكبر كما هو الحال في طوفان الفتن في عصر المهدي (عليه السلام) فيكون طوفان من الدم والفتن في قبال طوفان نوح من الماء .
    والشاهد ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( قال المفضل : يا سيدي كيف تكون دار الظالمين في ذلك الوقت؟
    قال ( عليه السلام ) : في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يحلب الجريرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد ، والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلى آخره ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ، ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها سكنا فان المقيم بها يبقى بشقائه والخارج منها برحمة الله ) ( ).
    وهذا بيان واضح من الإمام الصادق (عليه السلام) في وصف طوفان زمن المهدي (عليه السلام) بانه طوفان دم وفتن لانه ناتج عن إستخدام السيف .
    ولعل أرقى ما قيل في وصف هذه الفتن بلسان أحد شعراء أهل البيت وهو جرير (ره) :
    طوفان آل محمــد في الأرض غرق جهلها
    وسفينتهم حمل الـذي طلب النجاة وأهلهـا
    فاقبض بكفـك عروة لا تخشى منها فصلهـا



    يتبع يتبع
    .

    تعليق


    • #3
      ومن يتتبع قصة نوح (عليه السلام) يجد انه بدء دعوته بالكوفة والشاهد على ذلك مقامه في مسجدها ومكان سفينته ومكان صنعها وكل هذا مؤكداً في الروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) .
      وبعد ان أتم نوح النبي (عليه السلام) دعوته وانذار قومه بتماديهم وكفرهم فحق عليهم العذاب فأمره الله ان يركب ومن معه السفينة فقال تعالى :
      {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }( ).
      وقال تعالى : { فانجَيْنَاهُ وَأصحاب السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }( ) .
      والمعروف والثابت ان السفينة انطلقت من الكوفة لتجوب الأرض ، ثم طافت حول موضع الكعبة في مكة ثم رجعت لتستقر في الكوفة ويمكن رسم خارطة لحركة السفينة في رحلتها فنجدها مرتكزة على ثلاث نقاط .
      النقطة الأولى والأخيرة هي الكوفة والوسط هي مكة وبعبارة أخرى ( تبدأ من الكوفة وتطوف حول الكعبة وتعود إلى الكوفة ) ولم تكن هذه الحركة للسفينة خاصة لنوح (عليه السلام) وانما بأمر من الله .
      كانت هذه الحركة حاكية ومعبرة عن حركة المهدي (عليه السلام) وانصاره فمن الكوفة يبدأ دعوته في التمهيد وإعداد الانصار ثم ينطلق ليقوم من مكة وأخيراً يعود إلى الكوفة ليؤسس عاصمته التي منها يبدأ التشريع .
      وكما قدمنا في نقاط التشابه ان عذاب هذه الأمة طوفان من الفتن مقابل طوفان الماء فكذلك ان المهدي (عليه السلام) يصنع سفينة للمؤمنين به لتنجيهم من طوفان الفتن .
      وكان صنع السفينة لنوح (عليه السلام) من الخشب لانه الوحيد الذي يطفو على الماء ، وان سفينة المهدي (راية الهدى) ستصنع بالهداية لانها الوحيدة القادرة على ان تطفو فوق طوفان الفتن كما جاء في رواية (أبي ذر) السابقة الذكر .
      ولا تكون هذه السفينة إلا راية هدى يرفعها بين الناس ويدعوهم إلى الالتحاق بها ولكن أكثرهم للحق كارهون كما فعل آبائهم وأجدادهم من قبل .
      ولا يخفى انه (عليه السلام) في الوقت الذي يصنع فيه سفينته تكون هناك عدة سفن راسيات وكل من هذه السفن تمثل دعوة أصحابها وعندما تنطلق سفينة الإمام ( دعوته ) تبدأ السفن بالانطلاق ولكن ما الفائدة من انطلاقها حيث ان جميع السفن ستغرق في طوفان الفتن لانها رايات باطلة ودعوات مظللة للناس وكذلك لانها لم تُبنَ على الهداية الحقيقية لأهل البيت (عليهم السلام) .
      وانه لا سفينة إلا سفينة الإمام (عليه السلام) هي التي ستنجو من غرق طوفان الفتن وذلك لانها راية الهدى ودعوة الحق .
      والسبب في ذلك يعود إلى كيفية قيادة السفينة وسط أمواج الفتن .
      حيث ان للسفينة كما نعلم قبطان يكون المسؤول عن قيادتها في وسط هذه الأمواج وبهذا فان لسفينة المهدي (عليه السلام) (راية الهدى) قبطان متصل بالله والإمام المهدي (عليه السلام) قادر على إدارة دفة السفينة بتسديد من الله وتوجيه مباشر من الإمام المهدي (عليه السلام) وهذا الشخص لا يكون إلا وزيره الخاص والممهد الرئيسي لدعوته وصاحب أمره .
      فبسبب قربه من الإمام يكون هذا القائد بارع ومتمكن من قيادة دفة السفينة وسط أمواج الفتن المتلاطمة ، فيتحكم بمسيرتها وسط الأهوال ويحرك شراعها باتجاه الريح إذا كانت عاتية ويتحرك بالسفينة وسط أمواج الفتن بدلا من ان يصطدم بها ، فهو يعمل كل ما يمكن من شانه ان يضمن نجاة سفينة القائم (عليه السلام) .
      وقد جاء بالرواية عن المفضل بن عمر الجعفي : ( روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) إياكم والتنويه أما والله ليغيبن سبتاً من دهركم وليخملن حتى يقال: مات ، هلك بأي واد سلك ؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، وليكفان تكفوء السفينة في أمواج البحر ، فلا ينجو إلا من اخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيده بروح منه ، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي ) ( ).
      وهنا إشارة واضحة إلى ظهور رايات (سفن) تدعو لنفسها تكون قبال راية الهدى ولكنها في النهاية ستغرق في طوفان الفتن لانها رايات باطلة وغير مسددة من الله تعالى .
      وخير شاهد على ذلك ما نقرأه في الدعاء بالصلاة الشعبانية :
      ( اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها ، المتقدم لهم مارق والمتخلف عنهم زاهق واللازم لهم لاحق...) .
      وهذا بيان واضح في تأويل حركة السفينة (الدعوة) حيث ورد في الدعاء الصلاة على محمد وآل محمد ومعنى الصلاة هنا عند أهل البيت : هي الصلة بالإمام المهدي (عليه السلام) التي هي الصلة بالله عز وجل وشبه أهل البيت بالفلك الجارية أي السفن المتحركة بسرعة والعلة بسرعتها لارتباطها الوثيق بقضية الإمام الحسين ( عليه السلام) والشاهد على ذلك حديث المعصومين (عليهم السلام) :
      ( كلنا سفن نجاة وسفينة الحسين أسرع )( ) فان هذه السفينة والتي هي ( راية هداية ) عند تحركها تتصف بالسرعة في انجاز أهدافها الإلهية في اللجج الغامرة (آي الأمواج العالية المغرقة) حيث انها تغمر كل السفن التي ليس لها تحصين من الغرق والذي هو (الهداية) في عصر ظهور المهدي (عليه السلام) وهنا توضيح مهم في المعنى من حيث تفصيل انواع الغارقين وسبب غرقهم .
      فقد قال المعصومون (عليهم السلام) في الصلاة الشعبانية ان التارك لسفينة آل محمد المتمثلة بسفينة المهدي (عليه السلام) هو الغارق وهذه صفة المعاندين الذين يصدون الناس عن الصعود في سفينة الهداية المحمدية .
      وأما الصنف الثاني فهم المارقين عن خط أهل البيت (عليهم السلام) والذين مرقوا عن أمر الله المتمثل بالمهدي (عليه السلام) أي انهم ادعوا الحق ولبسوا جلبابه الظاهري وتصدوا لدعاته الحقيقيين وجعلوا انفسهم قادة لأمر الله بدل من صاحبه الحقيقي الإمام المهدي (عليه السلام) .
      فقد جاء في الرواية : ( ان لنا راية من تقدمها سرق ومن تأخر عنها زهق ومن لزمها لحق )( ) .
      فهم سارقين لحق الإمام المهدي (عليه السلام) فأصبحوا كسرّاق الكعبة حيث خانوا الأمانة واغتصبوا حق الإمام مستغلين غيبته الشريفة في تكوين راياتهم التي لا تدعو إلا لأصحابها ، فهؤلاء هم المتقدمين على القادة الحقيقيين ألا وهم أهل البيت (عليهم السلام) فأصبحوا خارجين عن الدين والحق .
      ويتضح من المعنى انهم هم من يتصدى للحق باسم الدين ويحثون الناس على ترك راية الهدى للإمام المهدي (عليه السلام) بتقمصهم القيادة عنه (عليه السلام) .
      وإما الصنف الثالث فهم المتأخرين عن دعوة الإمام (عليه السلام) والذين لم يلتحقوا ويركبوا سفينة النجاة والهداية للمهدي (عليه السلام) فهم زاهقين بسبب تخلفهم عن نصرة الإمام وتصديق دعوته .
      وبما انهم تركوا قضية الإمام وتنصلوا لحقه وحاربوا انصاره وأتباعه فهم أخيراً زاهقين والحق يعلوا ولا يعلى عليه .
      قال تعالى : {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ان الْبَاطِلَ كَان زَهُوقاً }( ).
      وهذه هي الأصناف الثلاثة التي تمثل السفن الخاسرة قبال سفينة الهداية للإمام المهدي (عليه السلام) فلم يبق إلا الصنف الفائز وهم الملتحقين بالحق والسابقين في نصرته (عليه السلام) والداخلين تحت رايته راية الهدى التي سيرفعها (عليه السلام) والراكبين لسفينة هدايته والعاملين تحت لوائه والممهدين لأمره

      تعليق


      • #4
        تابوت السكينة





        تابوت السكينة

        قال تعالى : { وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ ان آيَةَ مُلْكِهِ ان يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ ان فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ ان كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }( ) .
        لقد ورد في تفسير هذه الآية المباركة من سورة البقرة في تفسير العياشي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله : { آية مُلْكِهِ ان يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ } ، قال (عليه السلام) : ( رضاض الألواح فيها العلم والحكمة ، العلم جاء من السماء فكتب في الألواح وجعل في التابوت )( ) .
        ان هذه الآية وردت في سورة البقرة وهذه السورة قد ذكرها أهل البيت (عليهم السلام) بانها تحوي على كل العلم ، هذا وقد جاء في تسمية الإمام محمد بن علي (عليه السلام) بالباقر كونه بقر العلم بقراًَ وهنا فان التابوت يمثل العلم والحكمة التي انزلها الله تبارك وتعالى في ألواح نبي الله موسى (عليه السلام) .
        وعن سعيد السمان قال : ( كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له :
        أفيكم إمام مفترض الطاعة ؟
        قال (عليه السلام) : فقالا له : قد اخبرنا عنك الثقات انك تفتي وتقر وتقول به ونسميهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير وهم ممن لا يكذب.
        فغضب أبا عبد الله (عليه السلام) فقال : ما أمرتهم بهذا ، فلما رأيا الغضب في وجهه خرجا .
        فقال لي أتعرف هذين قلت نعم هما من أهل سوقنا وهما من الزيدية وهما يزعمان ان سيف رسول الله عند عبد الله بن الحسن .
        فقال كذبا لعنهما الله والله ما رآه عبد الله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ولا رآه أبوه إلا ان يكون رآه عند علي بن الحسين (عليه السلام) .
        فان كانا صادقين فما علامة في مقبضه وما أثر في موضع مضربه وان عندي لسيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وان عندي لراية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ودرعه ولامته ومغفرة فان كانا صادقين فما العلامة في درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وان عندي لراية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) المغلبة وان عندي ألواح موسى وعصاه وان عندي خاتم سليمان بن داود وان عندي الطست الذي كان موسى يقرب به القربان وان عندي الاسم الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة وان عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة .
        ومثل السلاح فينا كمثل التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة ومن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة ولقد لبس أبي درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فخطت على الأرض خطيطاًَ ولبستها انا فكانت وكانت وقائمنا من إذا لبسها ملأها انشاء الله )( ) .
        نلاحظ من هذه الرواية ان الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) غضب من ادعاء رجلين من الزيدية ان سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عند غير الإمام الصادق (عليه السلام) .
        حيث ان السلاح هو من دلائل الإمامة وان الإمام الصادق المصدق(عليه السلام) يذكر في هذه الرواية مواريث الانبياء التي يتوارثها الأئمة المعصومين (عليهم السلام) واحداً تلو الآخر وهنا يمثل السلاح بتابوت السكينة .
        وهناك رواية أخرى:
        عن ابن أبي نصر قال : قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) : إذا مات الإمام بم يعرف الذي بعده ؟ فقال للإمام علامات منها ان يكون أكبر ولد أبيه ويكون فيه الفضل والوصية ، ويقدم الركب فيقول : إلى من أوصى فلان ؟ فيقال : إلى فلان ، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، تكون الإمامة مع السلاح حيثما كان) ( ).
        وتدل هذه الرواية على ان السلاح يمثل العلم وكما هو التابوت الذي كان يحوي ألواح موسى ومواريث النبي .
        فقد ورد ( )ان التابوت الذي انزله الله على موسى فوضعته فيه أمه وألقته في اليم كان في بني إسرائيل يتبركون به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع بن نون وصيه.
        فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بنو إسرائيل في عز وشرف ما دام التابوت عندهم فلما عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم فلما سألوا النبي وبعث الله إليهم طالوت ملكا يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت كما قال الله تعالى :
        { ان آيَةَ مُلْكِهِ ان يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ } قال البقية ذرية الانبياء وقوله فيه سكينة من ربكم فان التابوت كان يوضع بين يدي العدو وبين المسلمين فتخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الانسان .
        هذا وورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال : ( السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان - إلى ان قال - فأوحى الله إلى نبيهم ان جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى (عليه السلام) وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب (عليه السلام) وأسمه داود بن إيشا وكان إيشا راعياًَ وله عشرة أبناء وداود أصغرهم سناًَ - إلى ان قال - وكان داود شديد البطش قوياًَ في بدنه شجاعا ًَفلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوى عليه)( ).
        وهو بذلك شانه شان الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يرتدي درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فيكون ملائماً له تماماً حيث ان المهدي (عليه السلام) تجري عليه سنن الأولين( ) .
        وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ان الإمام المهدي (عليه السلام) يخرج موتوراً غضبان أسفاً لغضب الله على هذا الخلق ، يكون عليه قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي عليه يوم احد ، وعمامته السحاب ، ودرعه - درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)- السابغة ، وسيفه - سيف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)- ذو الفقار....)( ) .
        وقد ورد : ( ان المهدي (عليه السلام) يبعث بعثاًَ لقتال الروم فيرسل معه عشرة تستخرج تابوت السكينة من غار انطاكية فيه التوراة الذي انزل الله على موسى ، والانجيل الذي انزل الله على عيسى يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الانجيل بانجيلهم ) ( ).
        وهذا يثبت ان الإمام المهدي (عليه السلام) عندما يخرج معه سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وإضافة إلى ذلك فهو معه العلم الواسع الذي يطغى على كل شيء .
        فقد ورد عن أبي عبد الله قال : ( العلم سبعة وعشرون جزءاًَ ، فجميع ما جاءت به الرسل هو جزءان . فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الجزئين فإذا قام القائم أخرج الخمس والعشرين جزءاً فبثها للناس ، وضم إليه الجزئين ، حتى يبثها سبعة وعشرين جزءاًَ )( ) .
        وبذلك يتبين لنا ان الإمام المهدي (عليه السلام) يستخرج تابوت السكينة ليس فقط من الناحية الزمانية والمكانية بل هو إخراجه لسلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وإخراجه للعلم الذي يحمله (عليه السلام) وبذلك نستطيع القول ان التابوت يعني السلاح والعلم ، وبهذا لا يستطيع أي أحد ان يدعي مقام الإمام المهدي (عليه السلام) إلا بإخراجه لسلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) واستخراجه للعلم الوفير الذي يحويه الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) .
        هذا من جانب ومن جانب آخر ، عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : (ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذاباًَ من بني إسرائيل كلهم يدّعي انه موسى بن عمران....)( ) .
        وعن المفضل بن عمر قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( ...لترفعن اثنتا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي ؟ قال: فبكيت .
        فقال : ما يبكيك يا أبا عبد الله المفضل ؟
        فقلت : جعلت فداك كيف لا أبكي وانت تقول اثنتا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي ؟
        قال : وفي مجلسه كوة تدخل فيها الشمس .
        فقال (عليه السلام) : أبينة هذه ؟ فقلت : نعم .
        قال: ان امرنا أبين من هذه الشمس )( ) .
        كذلك ان سنن الانبياء التي تجري على الإمام المهدي (عليه السلام) يكون جريانها على وزير الإمام المهدي (عليه السلام) وموضع سره السيد اليماني.
        وكما سياتيك( ) ان له سنة من موسى (عليه السلام) فانظر أخي المؤمن اللبيب إلى هاتين الروايتين وتأمل بهما بدقة فيتبين لك ان هناك من يدعي الولاية لأهل البيت (عليهم السلام) والنصرة للإمام المهدي (عليه السلام) والتمهيد له وهو بذاك كاذب ومخادع فهم بذاك يتقمصون شخصية أمير جيش الغضب الممهد الرئيسي للإمام المهدي (عليه السلام) كذباًَ وزوراًَ .
        وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) عندما سئل عن معرفة الممهد الرئيسي والحقيقي للإمام المهدي (عليه السلام) وكيف نعرفه .
        عن عبد الرحمن بن كثير ، عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ان لصاحب هذا الأمر غيبتين في إحداهما يرجع فيها إلى أهله ، والأخرى يقال : في أي واد سلك ، قلت : كيف نصنع إذا كان ذلك ؟ قال : ان ادعى مدع فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله) ( ).
        وعظائم الأمور هذه التي يعرفها وزير الإمام المهدي (عليه السلام) السيد اليماني هي من علم الإمام المهدي (عليه السلام) وهي إثبات لاتصاله المباشر بالإمام (عليه السلام) .
        هذا وقد ورد عن المفضل بن صالح ، عن جابر ، قال : حدثني من رأى المسيب بن نجبه ، قال : ( وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه رجل يقال له ابن السوداء ، فقال له : يا أمير المؤمنين ان هذا يكذب على الله ورسوله ويستشهدك . فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لقد اعرض وأطول يقول ماذا ؟
        فقال : يذكر جيش الغضب .
        فقال : خل سبيل الرجل ، أولئك قوم يأتون في آخر الزمان قزع كقزع الخريف ، والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة حتى يبلغ تسعة ، أما والله ، اني لأعرف أميرهم واسمه ومناخ ركابهم ، ثم نهض وهو يقول : باقراَ باقراَ باقراَ ، ثم قال : ذلك رجل من ذريتي يبقر الحديث بقراَ)( ) .
        نستنتج من هذا ان الإمام المهدي (عليه السلام) يظهر جزءاً معيناًَ من العلم ( علم التابوت ) - حيث ذكرنا ان التابوت يعني السلاح والعلم - يظهر هذا العلم على يدي وزيره وأمير جيش الغضب والذي يذكره أمير المؤمنين بالقول ثلاثاًَ باقراًَ باقراًَ باقراًَ وانه يبقر الحديث بقراًَ لكونه قد بقر العلم الذي علمه الإمام المهدي (عليه السلام) .
        ولقد ذكرنا في البداية ان سورة البقرة تحوي على كل العلم ، وأيضاً في علة تسمية الإمام الهمام محمد بن علي بالباقر (عليه السلام) لكونه بقر علم النبيين ، فان أمير جيش الغضب يذكره الإمام علي (عليه السلام) بالباقر لنفس السبب في بقره للعلم الذي يتعلمه من الإمام المهدي (عليه أفضل الصلاة والسلام).

        تعليق


        • #5
          الفقهاء شعراء هذا العصر

          من المعروف ان الانبياء لما بعثهم الله لأقوامهم أيدهم بعلوم تتناسب والعلوم التي كانت سائدة في مجتمعاتهم ليقيم بذلك الحجة على الناس ، لكي لا تكون الحجة للناس على الله والرسل ، وليحيى من حيا على بينة.
          فقد بعث الله موسى (عليه السلام) وايده بالعصى والآيات الأخرى فكانت العصى تلقف ما كانوا يسحرون به أعين الناس ، ففي عصر موسى (عليه السلام) اشتهر عند الناس السحر ، وفي عصر عيسى اشتهره علم الطب حتى ان الأطباء كانوا لا يصعب عليهم علاج أي مرض .
          فأيد الله نبيه عيسى (عليه السلام) بهذا العلم وزيادة حيث كان عيسى يحيي الموتى بأذن الله وهذا هو الذي قصم ظهر المكذبين لنبوته ، ولما جاء عصر الرسالة الخاتمة كان قد ازدهر عند العرب الأدب والبلاغة والشعر فكان العرب يعرفون بالفصاحة وكانوا يعلقون أشعارهم على جدار الكعبة احتراماًَ واجلالاًَ منهم لشعرائهم فكانت تلك القصائد المعلقات ، وكانت لهم اسواق يقيمون فيها منتدياتهم الأدبية ، حيث كان الشعراء يقصدون تلك الأسواق لقراءة قصائدهم فأخذ فيهم الشعر مأخذاًَ عظيماًَ .
          ولما بعث الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ايده بالقران فكان القران معجزة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من قبل الله عز وجل حيث عجز كبار الشعراء واعلمهم بهذا الفن ان يردوا عليه رغم تحديه لهم مراراًَ وتكراراًَ .
          وهكذا هو الحال في كل عصر واوان حيث ان الحجج ماتزال باقية يؤيد بها الله اولياءه وحججه على خلقه ، ولما ختم الله النبوة بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وانزل معه القران ولم يعد هناك تنزيل جديد ، كانت الحاجة مستمرة للبشارة والانذار والهداية ، فانه لابد من تأيد من قبل المولى عز وجل للائمة الهدى ولابد ان يكون ذلك التأييد لما يتناسب وعصر كل إمام حيث انه تزدهر علوم وتندثر أخرى .
          لذلك أستمر القران الكريم مؤيداًَ من الله للأئمة الطاهرين وذلك بحسب التأويل ، حيث ان التنزيل انتهى بوفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولكن التأويل ياتي على مراحل إلى الائمة بما يناسب عصر كل إمام.
          فهذا الإمام الصادق المصدق (عليه السلام) يؤول لنا الايات الأخيرة من سورة الشعراء من قوله تعالى { وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ انهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ } ( )حيث قال في الرواية الواردة عنه (عليه السلام) في قول الله عزوجل ({ وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} فقال من رأيتم من الشعراء يتبع؟ انما عنى هؤلاء الفقهاء الذين يشعرون قلوب الناس بالباطل فهم الشعراء الذين يتبعون)( ).
          وقد ورد أيضاًَ عن الإمام أبي جعفر الباقر(عليه السلام) في قول الله عزوجل ({يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ، قال هل رأيت شاعراًَ يتبعه احد؟ انما هم قوم تفقهوا لغير الدين وضلوا واضلوا)( ).
          وورد أيضاًَ عن أبي عبد الله (عليه السلام) في نفس الآية الكريمة حيث قالهم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم فضلوا واضلوا)( ).
          لقد انزل الله سبحانه وتعالى على نبيه القران وانزل هذه السورة المباركة سورة الشعراء وهذه الآيات الكريمات ، وقد كان بحسب التنزيل والظاهر ان المقصود في الآية الكريمة الشعراء الذين ينشدون الشعر والذين كانوا سادة القوم في ذلك العلم الذي اشتهر بينهم انذاك .
          ولكن عندما جاء عصر الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) وازدهر علم الفقة في ذلك العصر حتى قيل انه قد تتلمذ على يد الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام) أربعة آلاف طالب فقه كانت هذه الآية بحسب التاويل الباطن تشير إلى الفقهاء (( الشعراء)) .
          حيث انه من زمن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كادت الناس تتبع الشعراء وتفتخر بهم وتعتبرهم سادة القوم انذاك ، ولكن في زمن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) وإلى يومنا هذا ازدهر وانتشر علم الفقه وكثر الفقهاء ولما كان القران بكل العصور والأزمان وانه يتجدد ولا تفنى عجائبه ، ولما كان سادة القوم هم الفقهاء لا الشعراء الذين ينشدون الشعر بل الشعراء الذين تتبعهم الناس في اخذ أحكامهم الشرعية منهم وترجع اليهم في كل صغيرة وكبيرة كان المقصود من الآية أولئك الفقهاء(( الشعراء)) الذين قال عنهم الصادق(عليه السلام) الفقهاء الذين يشعرون قلوب الناس وقال عنهم الباقر(عليه السلام) قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا واضلوا.
          والإتّباع المقصود هنا هو الميل مع هؤلاء الفقهاء فيما ذهبوا إليه من أرائهم وفتاويهم ومبانيهم العقلية ، والغاوون هم القريبين والمقربين من قبل هؤلاء الفقهاء(( الشعراء)) وهم تلامذتهم وحاشيتهم وبطائنهم ، وهم من يقوم بأغواء الاخرين وايقاعهم في شراك هؤلاء الفقهاء حتى يكونوا اتباعاًَ لهم وبالتالي يكونون ايضاًَ من الغاوين .
          وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى :
          عن أبي جعفر عليه السلام قال : { والشعراء يتبعهم الغاوون } قال نزلت في الذين غيروا دين الله بآرائهم وخالفوا امر الله هل رأيتم شاعرا قط تبعه أحد انما عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك ويؤكد ذلك قوله ( ألم تر انهم في كل واد يهيمون ) يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلة وفي كل مذهب يذهبون ( وانهم يقولون مالا يفعلون ) قال يعظون الناس ولا يتعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون ويأمرون بالمعروف ولا يعملون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم) ( ).
          وأما قوله تعالى { َانهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} فان هنا ثلاث مراحل:ـ
          المرحلة الاولى: مرحلة الاعراض عن الحق وعن دعاته وأهله وبألاخص الاعراض عن دعوة ونصرة القائم (عليه السلام) ومثلهم في هذه المرحلة وحقيقتهم الملكوتية كالحمير المتوحشة التي هجم فيها الأسد ففرت منه مذعورة خائفة فقد قال تعالى{ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَانهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ ان يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً }( ) والقسورة هو الأسد والسبع الضاري وهو تعبير مجازي عن الإمام (عليه السلام).
          المرحلة الثانية : مرحلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حيث تجدهم كما وصفهم الإمام في الرواية السابقة بانهم يأمرون الناس بما لا يعملون فهم تاركين للمعروف فاعلين للمنكر وكان ما لديهم من علم صار وبال عليهم فهم لا ينتفعون به ومثلهم في هذه المرحلة كما قال تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }( ) .
          المرحلة الثالثة : وهي أخطر المراحل وأشدها وهي الوقوف بوجه الرسل والانبياء والأوصياء والأولياء ودعاة الحق وبالأخص الوقوف بوجه دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) وممهديه والدعاة إليه ، ومن ثم الوقوف بوجهه (عليه السلام) واعلان مناصبته العداء والحرب عليه .
          كما فعل بلعم بن باعوراء العالم الرباني والعارف الإلهي الذي كان عنده اسم الله الأعظم عندما وقف بوجه موسى (عليه السلام) ورسالته بعد ان استماله فرعون وخدعه إبليس اللعين .
          وكما فعل علماء اليهود مع عيسى (عليه السلام) فقد وردت الروايات الكثيرة التي تؤكد على وقوف الكثير من الفقهاء والعلماء بوجه الإمام المهدي (عليه السلام) ودعوته المباركة وهؤلاء مثلهم كما قال تعالى في كتابه الكريم { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ان تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}.
          فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام)(( ان الكلب انجس المخلوقات وان الناصب لنا لانجس من الكلب))( )
          وهكذا ترى الفقهاء الشعراء يسحرون الناس بلفظهم وبيانهم وارائهم العقلية ومبتنياتهم الأصولية كما سحر سحرة فرعون الناس بسحرهم وكما أدهش الأطباء الناس في زمن عيسى (عليه السلام) بطبهم وكما هام الناس بالشعر والشعراء في زمن النبي الخاتم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)(( ان من البيان لسحراً)).

          تعليق


          • #6
            دين القيمة هو دين القائم (عليه السلام)

            ان دين القائم (عليه السلام) يختلف عن كل الأديان السماوية وذلك لانه يمثل مرحلة ظهور الحق المقدس الذي يطهر الأرض ، ومهمة هذا الدين هي التقديس لله سبحانه وتعالى ، حيث يجعل اسم الله القدوس ظاهر في الأرض ولهذه العلة نرى تركيز في القران على اقتران اسم القدوس مع سورة الجمعة التي هي خاصة بالإمام المهدي (عليه السلام) والجمعة هو يومه الذي يظهر فيه .
            وهذا الدين يكون قائماًَ على الأديان كلها قال تعالى : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } .
            وقد ورد في تفسير هذه الآية القرانية عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) قال : ( والله ما نزل تأويلها بعد . فقلت جعلت فداك ومتى ينزل تأويلها .
            قال : حتى يقوم القائم انشاء الله تعالى فإذا خرج القائم (عليه السلام) لم يبقى كافراًَ أو مشركاً إلا كره خروجه . ان كان كافراًَ أو مشركاًَ في بطن صخرة لقالت له الصخرة يا مؤمن في بطني كافر أو مشرك فاقتله فيجيء فيقتله )( ).
            عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) في قوله تعالى قال : ( هو أمر الله ورسوله بالولاية لوصيه والولاية هي دين الحق قلت ليظهره على الدين كله , قال : ليظهره على جميع الأديان عند قيام القائم (عليه السلام) ) .
            وقال تعالى : { ان الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } وأي إسلام فالإسلام اندثرت سننه وظهرت البدع فيه لدرجة ان المهدي (عليه السلام) إذا جاءنا بالإسلام الحقيقي نراه جديداً علينا وهو ما يصطلح عليه انه يأتي بإسلام جديد .
            عن عبد الله بن عطاء قال : ( سألت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) فقلت : إذا قام القائم (عليه السلام) بأي سيرة يسير في الناس ؟
            فقال : يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ويستانف الإسلام جديداً )( ) .
            وليس المقصود انه يختلف بجوهره عن الإسلام المحمدي بل هو المتمم للإسلام والموضح للشرائع وتطبيق الأوامر الإلهية فلذا سمي دين القائم بدين القيّمة ، لانه قائم على الأديان كلها فهو يمثل مرحلة التطبيق للشرائع الإلهية السابقة حيث انها لم تطبق بالوجه الصحيح ولم تظهر في ذلك الزمان على أتم وجه ، وهذا موضح بالروايات ان القائم سوف يحكم بحكم الانبياء .
            عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :
            ( يقضي القائم بقضايا ينكرها بعض أصحابه من ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء آدم (عليه السلام) فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الثانية فينكرها قوم آخرون ممن قد ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء داود (عليه السلام) فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الثالثة فينكرها قوم آخرون ممن ضرب قدامه بالسيف وهو قضاء إبراهيم (عليه السلام) فيقدمهم فيضرب أعناقهم ثم يقضي الرابعة وهو قضاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فلا ينكرها احد عليه )( ).
            هذه الرواية تؤكد لنا مدى إتصال الإسلام بالأديان الأخرى ومدى قيمومة الكتاب المقدس القران على الكتب السماوية الأخرى لذلك وصف الله سبحانه وتعالى ان القران فيه كتب قيّمة قال تعالى : { رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ }( ) وأخيرا قال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} ( ).
            فقد روي عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير هذه الآية:
            ( انما ذلك هو دين القائم (عليه السلام) )( ) .

            تعليق


            • #7
              شكرا على الموضوع واود اضافة بعض الملاحظات :

              1-المفيد الكراجكي تلميذ المفيد رحمهما الله في كنزه قال: حدثني علي بن أحمد اللغوي في سنة تسع وثلاثمائة قال: دخلت على أبي الحسن علي السلماسي في مرضته التي توفي فيها.. فسألته عن حاله؟؟
              فقال: لحقتني غشية أغمي علي فيها.. ورأيت مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " عليه السلام" قد أخذ بيدي وأنشأ يقول:

              طوفان آل محمد في الأرض غرق جهلها
              وسفينتهم حمل الذي طلب النجاة وأهلها
              فاقبض بكفك عروة لا تخش منها فضلها


              وبالتالي فان قائل هذا البيت ليس جرير الذي عادى اهل البيت ومدح بني امية

              2- بالنسبة لموضوع الطوفان والسفينة
              عندما كنت سابقا عضوا في جمعية الباراسايكولوجي القى احد الاساتذة مرة محاضرة عن الطوفان اذكر انه خلص في النهاية الى اننا قريبون من طوفان جديد
              اضافة الى الفلم الامريكي الجديد 2012 الذي يحكي نهاية العالم بعودة الطوفان (لا تؤاخذوني لذكري فلما سينمائيا فانا اعتقد كل الاعتقاد ان هذه الافلام لاتنبع الا عن شئ واقعي ملموس)

              3- قضية التابوت
              لماذا قيل عنه تابوت وليس صندوق ؟؟ حيث المعنى الذي تقدمتم بشرحه يشير الى كونه صندوقا وليس تابوتا



              وتقبلوا تقديري العميق لكل ما طرح واعتذر عن الاطالة لكنها فائدة للجميع والله الموفق
              مات التصبر بانتظارك ايها المحيي الشريعة

              تعليق


              • #8
                السلام عليكم
                الجواب على تعليق الأخ جعفر الكتبي الذي ورد كنقاط :
                النقطة الأولى : كلامك صحيح ولكن قد يكون هذا الشعر قد اخذ من مصدر مختلف فتغير السند أو القائل له ولكن صحة الأبيات ودلالتها تغني عن البحث والتدقيق في المصدروالقائل وإن كان مهما ثم إن الأبيات ذكرت للإستإناس بها ولم تكن هي الدليل على الطرح فنشكرك على ذلك .
                النقطة الثانية : إن الأفلام التي ينتجها الغرب لا تنبع من الفراغ بل إن لها فكرة واقعية أما بخصوص فلم نهاية العالم ففكرته قد يكون لها شيء من الصحة ولكن ليس بالكيفية التي ينقلون لأننا لم نجد هذا المعنى في روايات أهل البيت فمجريات الأحداث وفق الروايات تصف تسلسل الأحداث من قيام الإمام وحتى آخر المهديين الإثنا عشر.
                و قد تحدث بعض الكوارث بغير تلك الكيفية فقد ورد عن علي (ع) بأن البصرة سوف تغرق ويبقى منها المنائر كجئجئ سفينة وأن في عام الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل ازقة الكوفة وكذلك ورد أن من العلامات كثرة الزلازل وهذا يدل على حدوث كوارث طبيعية في العالم
                وقد صدر فلم وثائقي جديد من قبل الغرب يحكي التطابق بين نبواءات نوستراداموس وبين نبوءات شعب المايا ونبوءات الهنود والمصريين القدماء وغيرهم من اصحاب الحضارات القديمة ويستضيف في الفلم اشخاص بمختلف التوجهات من علماء طبيعة وفلك وبايلوجيا وعلماء الديانات السماوية ويخلص التحقيق إلى نفس النتيجة التي وتوصل لها منتجوا افلام نهاية العالم .
                ولا مجال لنا في التخمين مالم يكون قولنا تابع لقول المعصوم حيث تصرح روايات أهل البيت بأن طوفان آخر الزمان سيكون بالسيف فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( قال المفضل : يا سيدي كيف تكون دار الظالمين في ذلك الوقت؟
                قال ( عليه السلام ) : في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يحلب الجريرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد ، والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلى آخره ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ، ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها سكنا فان المقيم بها يبقى بشقائه والخارج منها برحمة الله )لذلك سيكون طوفان آخر الزمان بالفتن والسيف.

                النقطة الثالثة :ان الروايات والايات كلها تقول بانه تابوت فلا يسعنا ان نسميه صندوق ثم ان التابوت في زمن الائمة(ع) هو معنى تاويلي ومعناه العلم والسلاح والصندوق لا يعطي هذا المعنى
                التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحق; الساعة 05-01-10, 01:41 PM.

                تعليق


                • #9
                  شكرا على التوضيح وبارك الله فيك
                  مات التصبر بانتظارك ايها المحيي الشريعة

                  تعليق

                  يعمل...
                  X