حقيقة السيد حسن نصر الله والامام المهدي(عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
نرحب بكم احبتي المرتقبين للطلعة البهية صاحب العصر والزمان عليه السلام، اخوتي واخواتي باعتبار اننا نعيش عصر الظهور المبارك التي ستكثر فيه الفتن ويقل فيه الناصر ؛ لذلك نحن نسعى جاهدين لدفع الشبهات عن قضيته المباركة ونوضح للناس الطريق الصحيح؛ ليكونوا على درجة عالية في قبول الحق.
تحدث السيد حسن نصر الله سابقا عن قضية الامام المهدي عليه السلام خلال المجلس العاشوري المركزي من عاشوراء سنة 2014 م، وتحدث عن كثير من المفاصل التي تخص ذلك، فهل يا ترى الفكرة التي طرحها السيد في كلامه يمكن الاعتماد عليها للوصول الى امر الامام المهدي عليه السلام؟
في الحقيقة لقد اطلعنا على هذه المحاضرات ، وكانت للاسف الشديد غلق جديد في وجه الامام المهدي عليه السلام،ونحن كمؤسسة تمهد للامام المهدي عليه السلام،آلينا على انفسنا ان نفتح تلك الابواب المغلقة وان نرفع حجر العثرة التي يوضع في طريق الامام (ع) .
ان السيد حسن نصر الله يقول:" ان هناك مدعين كاذبين لمسألة المهدوية"، ونحن نقول ايضا بان هناك مدعين كاذبين ، ولكن لا نرفض كل هذه الدعوات؛ لان دعوة الامام المهدي ستكون وسط هذه الدعوات، وكما بين لنا اهل البيت عليهم السلام ان امر الامام المهدي يأتي بشبهة ليستبين ويأتي وسط هذه الفتن،ولقد وردت في السنة النصوص الآتية:
قال عليه السلام: (يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين، فيعلو ذكره، ويظهر أمره، وينادي باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين والموافقين والمخالفين...الخ) ، اي في اول الامر يكون شبهة ثم يتضح بعد ذلك لانصاره واعوانه.
وهناك نص آخر في مكاتبة للشيخ المفيد في كتاب الاحتجاج يقول: (فاتّقوا الله جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمَّ أجله، ويحمى عليه من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا) وهذا يعني انه في وسط الفتنة تكون ازوف لحركة الامام المهدي (ع) والكل متفق معنا بان هذه هي فتن عصر الظهور، وهي الايام التي ستكون فيها ظهور دعوته المباركة عليه السلام وقيامه وانتصاره على اعدائه ان شاء الله.
والسيد حسن نصر الله اشار في محاضرته بأن هناك روايات فيها دس، ويجب عرضها على علم الرجال وعلم الدراية ؛ لاجل معرفة السقيم من الصحيح .وهذه المسألة هي مسألة اهل الاختصاص التي يحث الناس على الاستماع اليها والاخذ منهم !لماذا لم يجدوا حل لتلك الملابسات في النصوص منذ مئات السنين ومنذ ان تأسست المؤسسة الدينية اوالحوزة العلمية ، دائما يخوفون الناس من الدخول في النصوص وقرائتها، ويريدوا ان يأخذوا من الناس تلك الاحاديث ، فظلت هذه الاحاديث كأنها شفرة خاصة بهم لا يعرفها احد.لماذا لم يصدروا مصنفات لمعرفة الروايات الصحيحة هذه السنين؟ ، وهذا هو بالتحديد ذنب اهل الاختصاص، اهل الاختصاص لم يحددوا ملامح الحديث الصحيح ولم يميزوا الغث من السمين!.
ان مسألة علم الرجال كانت مختصة برجال الحوزة العلمية، وكانوا يخوفون الناس من سند الاحاديث؛ لعلة ابقاء الناس ملتفة حولهم ، ومن اجل امور دنيوية ،وللتسلط كذلك على رقاب الناس واموالهم وممتلكاتهم. اما مسألة هل جاء عن طريق اهل البيت ام لا، فالاجابة دون ادنى شك " لا"، واقدم الكتب التي الفت حول علم الحديث وعلم الدراية وهما كتابي الكشي والنجاشي، والكشي توفي سنة 350 هــ ، والنجاشي توفي سنة 450 هــ، ان هذا العلم انشئ في زمن ما بعد الامام المهدي ب 200 عام، ولم يأتي عن طريق اهل البيت(ع) ، وكان هذا العلم مختص باهل العامة، وكانوا يعتمدون عليه في حل مشاكلهم، وبالتالي ان الشيعة عندما احتاجوه نقلوه الى اصطلاحاتهم عن طريق اهل العامة، و سنثبت لكم فيما يلي كيف ان فقهاء الشيعة ومراجعهم اخذوا هذا العلم من اهل العامة ونقلوها الى المدرسة الخاصة التي اسسوها في زمن ما بعد غيبة الامام المهدي (ع).
قال الحر العاملي ( 1033 هـ - 1104 هـ ) :
( والذي لم يعلم ذلك منه ، يعلم أنه طريق إلى رواية أصل الثقة الذي نقل الحديث منه ، والفائدة في ذكره مجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانيّة ، ودفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة ، بل منقولة من أصول قدمائهم ) ، المصدر : وسائل الشيعة ( 30 / 258).
فكانوا يذكرون السند للتبرك، ولم يكن علما قائما ينتفع به من اجل معرفة الحق والتشريع والحلال والحرام.
ومسألة اخرى قال الحر العاملي وهو يتحدث عن الشهيد الثاني :
وهو أول من صنف من الإمامية في دراية الحديث ، لكنه نقل الاصطلاحات من كتب العامة ، كما ذكره ولده وغيره، المصدر : أمل الآمل ( 1 / 86) .
اي ان العلم كان منقول من كتب اهل العامة الى المدرسة الشيعية التي تأسست في زمن ما بعد الغيبة، وهي المؤسسة الدينية الموجودة الآن والتي يوجد فيها علم الرجال ويعتمد عليه في معرفة الروايات والتمييز بين الغث والسمين.
بل ان علم الرجال ينقضه قوله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
فان جاءنا اي فاسق او مدعي او خبر يجب علينا ان نتبين لا ان نرفضه جملة وتفصيلا ، وبالتالي ربما يكون هناك حق قد جاءنا ولا نعلم ، فلا يجب علينا ان نرفض كل ما يأتينا، ونحن في صدد المدعين وفي صدد الاحاديث التي تأتينا عن المدعين وعن الامام المهدي(ع) وعن المدعين الكاذبين ، يجب التبين من ذلك والسيد القحطاني عندما طرح الدعوة الالهية ، فقد طرحها بالادلة القرآنية ومن احاديث اهل البيت (عليهم السلام)، ثم جاء بعلم يعجز عنه اللسان والعقل، وهذه المسائل لا يمكن ردها، بل يجب الاطلاع ومعرفة حقائقها.
ان اردنا عرض علم الرجال على القرآن فأنه سينسف باكمله، وقد وضع لنا رسول الله (ص) قاعدة نتبعها لمعرفة الحديث الصحيح فقد ورد عنه رسول الله (ص) أنه قال: "تكثر لكم الأحاديث بعدي، فإذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاقبلوه، وما خالف فردوه".
فيجب ان نعرض الحديث الذي يأتينا عن طريق اهل البيت عليهم السلام ونتأكد ان كان يوافق كتاب الله ، فان وافق كلام الله نأخذ به وان لم يوافق نرده،وحتى لو سلمنا جدلا بصحة علم الرجال، فأن الحوزة العلمية لا يأخذون بالمرسلات من الاحاديث، فلو كانت الرواية مرسلة فانه لا يتم الاعتماد عليها.
وقد اسست الحوزة العلمية كلها على رواية مرسلة واحدة ، وقد تم الاشارة اليها في كتاب الاجتهاد والتقليد للسيد الخوئي في الصفحة رقم 81، حيث قال السيد الخوئي ما يلي: " ثم إن التكلم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتب عليه ثمرة فقهية اللهم إلا في النذر. وذلك لعدم وروده في شئ من الروايات. نعم ورد في رواية الاحتجاج فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا على هواه. مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه .إلا أنها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد عليها إذا فلم يؤخذ عنوان التقليد في موضوع أي حكم لنتكلم عن مفهومه ومعناه.
والسيد الخوئي يعتبر سيد الفقهاء ، ولم تجتمع الامة منذ الامام جعفر الصادق (ع) الى يومنا هذا على تقليد احد كما اجتمعت على تقليد السيد الخوئي، فقلده ما يقارب مئة مليون مقلد، والسيد الخوئي يقول انها رواية مرسلة بنيت عليها الحوزة العلمية كلها، ولكن عندما نأتي الى قضية الامام المهدي فانهم يخوفونا بسند الاحاديث وعلم الرجال وعلم الدراية ويدخلون الناس في متاهات حتى ترجع لهم ، وعندما يأتي شخص من الحوزة لا يوافقها، فعند ذلك يقولون بان هذه الرواية كاذبة، كما رفض السيد حسن نصر الله كل المدعين جملة وتفصيلا دون ان يطلع على كلامهم وعلمهم وادلتهم، وهذا خطأ كبير وغلق في وجه الامام المهدي (عليه السلام).
ولماذا لا يدققون اهل الاختصاص بالاحاديث ويظهرون للناس الغث والسمين منها؛ لكي يعرف الناس حقيقة المدعين ويصنفون الروايات للناس الى روايات خاصة بالامام المهدي وروايات اخرى خاصة بوزير الامام المهدي اليماني الحسني وهكذا، الا ان هذه المسألة بقت مغلقة حتى تبقى الناس في حيرة وبالتالي لا مخرج الا باتباع الفقيه واهل الاختصاص فقط . وهذا الامر بحد ذاته تضييع لقضية الامام المهدي (ع)، وحتى اذا جاء شخص لا يوافق اهوائهم ، فانهم يضربون كل الادلة التي جاء بها عن طريق علم الرجال والدراية ومن ثم يقولون ان ادلة هذا المدعي باطلة..وهذه المسألة ظلت موجودة للطعن والقبول.،والسيد حسن نصر الله مهد كذلك لهذه المسألة وقال :"إذا ادعوا بأن السيد الخامنئي هو الخراساني فأنا افرح بذلك "، فكان السيد حسن نصر الله مهيئا وممهدا لهذا الطريق ، فأتى بكل هذه الاحاديث من اجل تثيبت هذا العنوان على السيد الخامنئي، واذا جاء شخص ضد الحوزة وادعى هذه المقامات العالية التي هي قريبة من الامام المهدي (ع)، فانهم سوف يطعنون باحاديثه وادلته كما فعلوا جملة وتفصيلا .ولو كانت هناك نية سليمة لافرزوا الاحاديث الصحيحة من غيرها، فتركهم لهذه الاحاديث تبين هذه النية.
والسيد حسن نصر الله اشار في كلامه الى ان اكثر مجالين تم الدس فيها هما:مجال الملاحم والفتن ومجال الفضائل، وفي مجال الفضائل نحن نؤيد كلام السيد حسن نصر الله ، ولكن في مجال الملاحم والفتن كيف بالراوي ان يبتدع امور تتحدث عن عصر الظهور وهو لم يعشها او يسمع بها؟، لا يمكن ان يأتي شخص ويتنبأ بالمستقبل عن احداث عصر الظهور والملاحم والفتن وشخصيات عصر الظهور وما يحدث في آخر الزمان ، وبالتالي فان مجال الفضائل يمكن الدس فيها، اما مجال الملاحم والفتن لا يمكن التلاعب فيها ،ونحن نطلب من السيد حسن نصر الله مراجعة هذه المعلومة.
فالفضائل من الممكن الدس فيها من اجل الصراع على منصب الخلافة ، كبني العباس عندما حادوا كل الروايات الى جنبهم عندما ارادوا الخلافة وبني امية كذلك، ولكن هذه الروايات في الحقيقة غير صحيحة.
وقال السيد حسن نصر الله في محاضراته : "انه يجب على اليماني ان ينتصر ويجب علينا الحذر" ، ونحن نقول للسيد انه على هذا الاساس سنرفض كل الدعوات التي تأتينا من قبل الامام المهدي (ع) ومن قبل الكذابين ايضا ، وبالتالي ستكون دعوة الامام المهدي (ع) ضحية ، ونكون قد خذلنا المعصوم وبخسنا انفسنا لنصرته، ومسألة اخرى وهي هل يأتي اليماني بقتال حتى نؤيد قتاله؟ وهل يكون صدق دليل دعوته النصر والقتال في المعارك؟ وحديث اليماني الذي ورد عن الامام الباقر عليه السلام يقول:" (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم)" (غيبة الشيخ النعماني ص264).
ان اليماني صاحب دعوة، وله ظهور وقيام ففي ظهوره يقوم بدعوة الناس الى قضية الامام المهدي (ع) كما تقول الرواية يدعو الناس الى صاحبكم والى طريق مستقيم، اما القتال فسوف يكون في قيامه العسكري لذلك ان القتال لا يعتبر دليل على صدق دعوته انما له صفات علمية وجسمانية تدل على صدق دعوته كما بين اهل البيت (ع) ونسأل ونقول لماذا لم يحدد الفقهاء ملامح شخصيات عصر الظهور ومنهم اليماني حتى يسدون الباب في وجه المدعين، فالمقصر والسبب الرئيسي لكثر المدعين هم الفقهاء الذين لم يحددوا هذه الملامح، ومع هذا نقول ان هذا الامر ليس ضمن نطاق عملهم، لان مسألة الامامة تعتبر من اصول الدين، ولو تنازلنا جدلا وقلنا ان قضية الامام المهدي (ع) ضمن نطاق عمل الفقهاء، ولكن في الواقع ان قضية الامام المهدي ليس من ضمن حدود عملهم، واذا تنازلنا وقلنا ان التفقه صحيح والتقليد موجود، فالفقيه يتفقه في فروع الفروع وليس في فروع الدين، اما الامامة فعي من اصول الدين ولا يمكن للفقيه ان يقول لاتباعه هذا امام وذاك ليس بامام او هذا يماني وذاك ليس بيماني، وليراجع اهل الاختصاص انفسهم ويسالون هل هم مكلفين باصول الدين ام لا؟، هم ليسوا بمكلفين حتى في فروع الدين ، فلو قال احد الفقهاء اتركوا الصلاة او الصيام او اي فرع من فروع الدين، فليس واجب على المقلدين اتباعهم في ذلك، فنطاق عملهم يقتصر على التفقه بفروع الفروع ، فيخبرك كيفية الصلاة والصيام وغيرها من فروع الدين، ولكن ليس من حقه ان يأتي ويشخص لك الامام المهدي ووزيره السيد القحطاني او بقية شخصيات عصر الظهور، فهذا الامر ليس من واجبهم، ونحن ندعو السيد حسن نصر الله ان يراجع ما هو تكليف المجتهد ، فتكليف المجتهد ان يجتهد في فروع الفروع وليس في اصول الدين.
ولا نعني بما قلناه مسبقا بان اليماني لا يقاتل ابدا، فاليماني يقاتل وله سنة من جده وهي الدعوة والسيف كما جاء في الروايات، والنبي محمد (ص) في بداية الامر دعا الناس الى الاسلام في بداية صدر الاسلام ، ودعاهم على مرحلتين وهما : مرحلة سرية وعلنية ومن ثم القيام، وسيكون لليماني هكذا كما كان لرسول الله (ص) ، وبعد الدعوة سيكون السيف ، وهناك روايات مستفيضة تؤكد ذلك حيث تقول: " ان الخراساني والسفياني يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان" ، وبالتالي ستكون هناك معركة عظيمة سينتصر فيها اليماني، كما ان هناك وقعات كثيرة لليماني لنصرة جيش الامام المهدي (ع) في ذلك الوقت، واذا كنا في عصر الظهور مبتلين بكثرة المدعين الكذبة، فلماذا لم يبين الفقهاء ملامح قضية اليماني ومواصفاته او الادلة العلمية التي يأتي بها
ولكن نقول ان الفقهاء وحتى السيد حسن نصر الله عندما تكلم في قضية الامام المهدي لم يصب كبد الحقيقة، فالسيد حسن نصر الله لا يعرف شيء عن شخصيات عصر الظهور، ولا يعرف شيء عن شخصية اليماني، حتى انه يجهل ان اليماني هو الداعي الى الامام المهدي (ع) ، حيث انه يريد من اليماني ان يكون منتصرا في المعارك حتى يقبلوه او يرفضوه.
مسألة اخرى وهي ان السيد حسن نصر الله قد تكلم عن دولة بني العباس وهو لا يعرف ان لهم دولة في آخر الزمان ولهم راية ترفع ، ويقول ان العلامات الحتمية كلها ممكن ان تكون في يوم واحد ، وهذا الشيء غير ممكن لان العلامات الحتمية الخمسة - وهو جعلها ستة – ،وهي: قيام اليماني والسيفياني في رجب، والصيحة في الثالث والعشرين من رمضان، وقيام الامام المهدي في العاشر من محرم ، والاحداث ستستغرق ستة اشهر ، فلا يمكن ان تقع العلامات في يوم واحد ، والله جعلها هكذا متسلسلة ، والله على كل شيء قدير ، فجعل قيام الوزير في الشتاء ، فأمرنا الرسول ص بالالتحاق برايته ولو حبوا على الثلج ، اما قيام الامام المهدي ع سيكون في الصيف، وقد ورد في الحديث : " منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمكة"، لذا فانه لا يمكن ان تقع هذه العلامات في يوم واحد، وكذلك اشار السيد حسن نصر الله في تفنيد المدعين وقال بلهجته الدارجة: " هيك بيحكون حكي" ، اي ليس لديهم اي دليل .
ونحن نسأل هل كلام الله سبحانه وتعالى الا هو "حكي" كما هو متداول في اللهجة اللبنانية؟ وهل كلام الرسل والانبياء صلوات الله عليهم الا "حكي"؟، وهل كلام الائمة عليهم السلام الا "حكي"؟، وهل جميع الدعوات الإلهية التي جاءت الا "حكي"؟ ، وكيف كلامهم "حكي" وهم اتوا بما يثبت الحق من الباطل ، حتى ان النبي عيسى ع هو كلمة من الله فهل كل هذا "حكي"؟ ، والحق له ميزان حيث ان الداعي يأتي ويحكي للناس ويقنعهم بأدلة تثبت انه الداعي والمرسل من الله، فلا يكون المعيار عندنا كما يفعل الجاهلون هو الاتيان بالمعجزة، فهل يريد منا السيد حسن نصر الله ان نؤمن بشخص يطير في الهواء او يمشي على الماء او يفعل المعاجز كما يفعلها الدجال الذي حذرنا النبي والائمة عليهم السلام من فتنته؟، فالدجال يفعل ذلك ويحي الموتى فهل هذا هو المعيار الصحيح ام النصر كما يريد ان ينتصر اليماني بدعوته في معارك؟، هل في الدعوة قتال ومعارك؟، لا يمكن ذلك
..يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
نرحب بكم احبتي المرتقبين للطلعة البهية صاحب العصر والزمان عليه السلام، اخوتي واخواتي باعتبار اننا نعيش عصر الظهور المبارك التي ستكثر فيه الفتن ويقل فيه الناصر ؛ لذلك نحن نسعى جاهدين لدفع الشبهات عن قضيته المباركة ونوضح للناس الطريق الصحيح؛ ليكونوا على درجة عالية في قبول الحق.
تحدث السيد حسن نصر الله سابقا عن قضية الامام المهدي عليه السلام خلال المجلس العاشوري المركزي من عاشوراء سنة 2014 م، وتحدث عن كثير من المفاصل التي تخص ذلك، فهل يا ترى الفكرة التي طرحها السيد في كلامه يمكن الاعتماد عليها للوصول الى امر الامام المهدي عليه السلام؟
في الحقيقة لقد اطلعنا على هذه المحاضرات ، وكانت للاسف الشديد غلق جديد في وجه الامام المهدي عليه السلام،ونحن كمؤسسة تمهد للامام المهدي عليه السلام،آلينا على انفسنا ان نفتح تلك الابواب المغلقة وان نرفع حجر العثرة التي يوضع في طريق الامام (ع) .
ان السيد حسن نصر الله يقول:" ان هناك مدعين كاذبين لمسألة المهدوية"، ونحن نقول ايضا بان هناك مدعين كاذبين ، ولكن لا نرفض كل هذه الدعوات؛ لان دعوة الامام المهدي ستكون وسط هذه الدعوات، وكما بين لنا اهل البيت عليهم السلام ان امر الامام المهدي يأتي بشبهة ليستبين ويأتي وسط هذه الفتن،ولقد وردت في السنة النصوص الآتية:
قال عليه السلام: (يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين، فيعلو ذكره، ويظهر أمره، وينادي باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين والموافقين والمخالفين...الخ) ، اي في اول الامر يكون شبهة ثم يتضح بعد ذلك لانصاره واعوانه.
وهناك نص آخر في مكاتبة للشيخ المفيد في كتاب الاحتجاج يقول: (فاتّقوا الله جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمَّ أجله، ويحمى عليه من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا) وهذا يعني انه في وسط الفتنة تكون ازوف لحركة الامام المهدي (ع) والكل متفق معنا بان هذه هي فتن عصر الظهور، وهي الايام التي ستكون فيها ظهور دعوته المباركة عليه السلام وقيامه وانتصاره على اعدائه ان شاء الله.
والسيد حسن نصر الله اشار في محاضرته بأن هناك روايات فيها دس، ويجب عرضها على علم الرجال وعلم الدراية ؛ لاجل معرفة السقيم من الصحيح .وهذه المسألة هي مسألة اهل الاختصاص التي يحث الناس على الاستماع اليها والاخذ منهم !لماذا لم يجدوا حل لتلك الملابسات في النصوص منذ مئات السنين ومنذ ان تأسست المؤسسة الدينية اوالحوزة العلمية ، دائما يخوفون الناس من الدخول في النصوص وقرائتها، ويريدوا ان يأخذوا من الناس تلك الاحاديث ، فظلت هذه الاحاديث كأنها شفرة خاصة بهم لا يعرفها احد.لماذا لم يصدروا مصنفات لمعرفة الروايات الصحيحة هذه السنين؟ ، وهذا هو بالتحديد ذنب اهل الاختصاص، اهل الاختصاص لم يحددوا ملامح الحديث الصحيح ولم يميزوا الغث من السمين!.
ان مسألة علم الرجال كانت مختصة برجال الحوزة العلمية، وكانوا يخوفون الناس من سند الاحاديث؛ لعلة ابقاء الناس ملتفة حولهم ، ومن اجل امور دنيوية ،وللتسلط كذلك على رقاب الناس واموالهم وممتلكاتهم. اما مسألة هل جاء عن طريق اهل البيت ام لا، فالاجابة دون ادنى شك " لا"، واقدم الكتب التي الفت حول علم الحديث وعلم الدراية وهما كتابي الكشي والنجاشي، والكشي توفي سنة 350 هــ ، والنجاشي توفي سنة 450 هــ، ان هذا العلم انشئ في زمن ما بعد الامام المهدي ب 200 عام، ولم يأتي عن طريق اهل البيت(ع) ، وكان هذا العلم مختص باهل العامة، وكانوا يعتمدون عليه في حل مشاكلهم، وبالتالي ان الشيعة عندما احتاجوه نقلوه الى اصطلاحاتهم عن طريق اهل العامة، و سنثبت لكم فيما يلي كيف ان فقهاء الشيعة ومراجعهم اخذوا هذا العلم من اهل العامة ونقلوها الى المدرسة الخاصة التي اسسوها في زمن ما بعد غيبة الامام المهدي (ع).
قال الحر العاملي ( 1033 هـ - 1104 هـ ) :
( والذي لم يعلم ذلك منه ، يعلم أنه طريق إلى رواية أصل الثقة الذي نقل الحديث منه ، والفائدة في ذكره مجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانيّة ، ودفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة ، بل منقولة من أصول قدمائهم ) ، المصدر : وسائل الشيعة ( 30 / 258).
فكانوا يذكرون السند للتبرك، ولم يكن علما قائما ينتفع به من اجل معرفة الحق والتشريع والحلال والحرام.
ومسألة اخرى قال الحر العاملي وهو يتحدث عن الشهيد الثاني :
وهو أول من صنف من الإمامية في دراية الحديث ، لكنه نقل الاصطلاحات من كتب العامة ، كما ذكره ولده وغيره، المصدر : أمل الآمل ( 1 / 86) .
اي ان العلم كان منقول من كتب اهل العامة الى المدرسة الشيعية التي تأسست في زمن ما بعد الغيبة، وهي المؤسسة الدينية الموجودة الآن والتي يوجد فيها علم الرجال ويعتمد عليه في معرفة الروايات والتمييز بين الغث والسمين.
بل ان علم الرجال ينقضه قوله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
فان جاءنا اي فاسق او مدعي او خبر يجب علينا ان نتبين لا ان نرفضه جملة وتفصيلا ، وبالتالي ربما يكون هناك حق قد جاءنا ولا نعلم ، فلا يجب علينا ان نرفض كل ما يأتينا، ونحن في صدد المدعين وفي صدد الاحاديث التي تأتينا عن المدعين وعن الامام المهدي(ع) وعن المدعين الكاذبين ، يجب التبين من ذلك والسيد القحطاني عندما طرح الدعوة الالهية ، فقد طرحها بالادلة القرآنية ومن احاديث اهل البيت (عليهم السلام)، ثم جاء بعلم يعجز عنه اللسان والعقل، وهذه المسائل لا يمكن ردها، بل يجب الاطلاع ومعرفة حقائقها.
ان اردنا عرض علم الرجال على القرآن فأنه سينسف باكمله، وقد وضع لنا رسول الله (ص) قاعدة نتبعها لمعرفة الحديث الصحيح فقد ورد عنه رسول الله (ص) أنه قال: "تكثر لكم الأحاديث بعدي، فإذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاقبلوه، وما خالف فردوه".
فيجب ان نعرض الحديث الذي يأتينا عن طريق اهل البيت عليهم السلام ونتأكد ان كان يوافق كتاب الله ، فان وافق كلام الله نأخذ به وان لم يوافق نرده،وحتى لو سلمنا جدلا بصحة علم الرجال، فأن الحوزة العلمية لا يأخذون بالمرسلات من الاحاديث، فلو كانت الرواية مرسلة فانه لا يتم الاعتماد عليها.
وقد اسست الحوزة العلمية كلها على رواية مرسلة واحدة ، وقد تم الاشارة اليها في كتاب الاجتهاد والتقليد للسيد الخوئي في الصفحة رقم 81، حيث قال السيد الخوئي ما يلي: " ثم إن التكلم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتب عليه ثمرة فقهية اللهم إلا في النذر. وذلك لعدم وروده في شئ من الروايات. نعم ورد في رواية الاحتجاج فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا على هواه. مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه .إلا أنها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد عليها إذا فلم يؤخذ عنوان التقليد في موضوع أي حكم لنتكلم عن مفهومه ومعناه.
والسيد الخوئي يعتبر سيد الفقهاء ، ولم تجتمع الامة منذ الامام جعفر الصادق (ع) الى يومنا هذا على تقليد احد كما اجتمعت على تقليد السيد الخوئي، فقلده ما يقارب مئة مليون مقلد، والسيد الخوئي يقول انها رواية مرسلة بنيت عليها الحوزة العلمية كلها، ولكن عندما نأتي الى قضية الامام المهدي فانهم يخوفونا بسند الاحاديث وعلم الرجال وعلم الدراية ويدخلون الناس في متاهات حتى ترجع لهم ، وعندما يأتي شخص من الحوزة لا يوافقها، فعند ذلك يقولون بان هذه الرواية كاذبة، كما رفض السيد حسن نصر الله كل المدعين جملة وتفصيلا دون ان يطلع على كلامهم وعلمهم وادلتهم، وهذا خطأ كبير وغلق في وجه الامام المهدي (عليه السلام).
ولماذا لا يدققون اهل الاختصاص بالاحاديث ويظهرون للناس الغث والسمين منها؛ لكي يعرف الناس حقيقة المدعين ويصنفون الروايات للناس الى روايات خاصة بالامام المهدي وروايات اخرى خاصة بوزير الامام المهدي اليماني الحسني وهكذا، الا ان هذه المسألة بقت مغلقة حتى تبقى الناس في حيرة وبالتالي لا مخرج الا باتباع الفقيه واهل الاختصاص فقط . وهذا الامر بحد ذاته تضييع لقضية الامام المهدي (ع)، وحتى اذا جاء شخص لا يوافق اهوائهم ، فانهم يضربون كل الادلة التي جاء بها عن طريق علم الرجال والدراية ومن ثم يقولون ان ادلة هذا المدعي باطلة..وهذه المسألة ظلت موجودة للطعن والقبول.،والسيد حسن نصر الله مهد كذلك لهذه المسألة وقال :"إذا ادعوا بأن السيد الخامنئي هو الخراساني فأنا افرح بذلك "، فكان السيد حسن نصر الله مهيئا وممهدا لهذا الطريق ، فأتى بكل هذه الاحاديث من اجل تثيبت هذا العنوان على السيد الخامنئي، واذا جاء شخص ضد الحوزة وادعى هذه المقامات العالية التي هي قريبة من الامام المهدي (ع)، فانهم سوف يطعنون باحاديثه وادلته كما فعلوا جملة وتفصيلا .ولو كانت هناك نية سليمة لافرزوا الاحاديث الصحيحة من غيرها، فتركهم لهذه الاحاديث تبين هذه النية.
والسيد حسن نصر الله اشار في كلامه الى ان اكثر مجالين تم الدس فيها هما:مجال الملاحم والفتن ومجال الفضائل، وفي مجال الفضائل نحن نؤيد كلام السيد حسن نصر الله ، ولكن في مجال الملاحم والفتن كيف بالراوي ان يبتدع امور تتحدث عن عصر الظهور وهو لم يعشها او يسمع بها؟، لا يمكن ان يأتي شخص ويتنبأ بالمستقبل عن احداث عصر الظهور والملاحم والفتن وشخصيات عصر الظهور وما يحدث في آخر الزمان ، وبالتالي فان مجال الفضائل يمكن الدس فيها، اما مجال الملاحم والفتن لا يمكن التلاعب فيها ،ونحن نطلب من السيد حسن نصر الله مراجعة هذه المعلومة.
فالفضائل من الممكن الدس فيها من اجل الصراع على منصب الخلافة ، كبني العباس عندما حادوا كل الروايات الى جنبهم عندما ارادوا الخلافة وبني امية كذلك، ولكن هذه الروايات في الحقيقة غير صحيحة.
وقال السيد حسن نصر الله في محاضراته : "انه يجب على اليماني ان ينتصر ويجب علينا الحذر" ، ونحن نقول للسيد انه على هذا الاساس سنرفض كل الدعوات التي تأتينا من قبل الامام المهدي (ع) ومن قبل الكذابين ايضا ، وبالتالي ستكون دعوة الامام المهدي (ع) ضحية ، ونكون قد خذلنا المعصوم وبخسنا انفسنا لنصرته، ومسألة اخرى وهي هل يأتي اليماني بقتال حتى نؤيد قتاله؟ وهل يكون صدق دليل دعوته النصر والقتال في المعارك؟ وحديث اليماني الذي ورد عن الامام الباقر عليه السلام يقول:" (وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم)" (غيبة الشيخ النعماني ص264).
ان اليماني صاحب دعوة، وله ظهور وقيام ففي ظهوره يقوم بدعوة الناس الى قضية الامام المهدي (ع) كما تقول الرواية يدعو الناس الى صاحبكم والى طريق مستقيم، اما القتال فسوف يكون في قيامه العسكري لذلك ان القتال لا يعتبر دليل على صدق دعوته انما له صفات علمية وجسمانية تدل على صدق دعوته كما بين اهل البيت (ع) ونسأل ونقول لماذا لم يحدد الفقهاء ملامح شخصيات عصر الظهور ومنهم اليماني حتى يسدون الباب في وجه المدعين، فالمقصر والسبب الرئيسي لكثر المدعين هم الفقهاء الذين لم يحددوا هذه الملامح، ومع هذا نقول ان هذا الامر ليس ضمن نطاق عملهم، لان مسألة الامامة تعتبر من اصول الدين، ولو تنازلنا جدلا وقلنا ان قضية الامام المهدي (ع) ضمن نطاق عمل الفقهاء، ولكن في الواقع ان قضية الامام المهدي ليس من ضمن حدود عملهم، واذا تنازلنا وقلنا ان التفقه صحيح والتقليد موجود، فالفقيه يتفقه في فروع الفروع وليس في فروع الدين، اما الامامة فعي من اصول الدين ولا يمكن للفقيه ان يقول لاتباعه هذا امام وذاك ليس بامام او هذا يماني وذاك ليس بيماني، وليراجع اهل الاختصاص انفسهم ويسالون هل هم مكلفين باصول الدين ام لا؟، هم ليسوا بمكلفين حتى في فروع الدين ، فلو قال احد الفقهاء اتركوا الصلاة او الصيام او اي فرع من فروع الدين، فليس واجب على المقلدين اتباعهم في ذلك، فنطاق عملهم يقتصر على التفقه بفروع الفروع ، فيخبرك كيفية الصلاة والصيام وغيرها من فروع الدين، ولكن ليس من حقه ان يأتي ويشخص لك الامام المهدي ووزيره السيد القحطاني او بقية شخصيات عصر الظهور، فهذا الامر ليس من واجبهم، ونحن ندعو السيد حسن نصر الله ان يراجع ما هو تكليف المجتهد ، فتكليف المجتهد ان يجتهد في فروع الفروع وليس في اصول الدين.
ولا نعني بما قلناه مسبقا بان اليماني لا يقاتل ابدا، فاليماني يقاتل وله سنة من جده وهي الدعوة والسيف كما جاء في الروايات، والنبي محمد (ص) في بداية الامر دعا الناس الى الاسلام في بداية صدر الاسلام ، ودعاهم على مرحلتين وهما : مرحلة سرية وعلنية ومن ثم القيام، وسيكون لليماني هكذا كما كان لرسول الله (ص) ، وبعد الدعوة سيكون السيف ، وهناك روايات مستفيضة تؤكد ذلك حيث تقول: " ان الخراساني والسفياني يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان" ، وبالتالي ستكون هناك معركة عظيمة سينتصر فيها اليماني، كما ان هناك وقعات كثيرة لليماني لنصرة جيش الامام المهدي (ع) في ذلك الوقت، واذا كنا في عصر الظهور مبتلين بكثرة المدعين الكذبة، فلماذا لم يبين الفقهاء ملامح قضية اليماني ومواصفاته او الادلة العلمية التي يأتي بها
ولكن نقول ان الفقهاء وحتى السيد حسن نصر الله عندما تكلم في قضية الامام المهدي لم يصب كبد الحقيقة، فالسيد حسن نصر الله لا يعرف شيء عن شخصيات عصر الظهور، ولا يعرف شيء عن شخصية اليماني، حتى انه يجهل ان اليماني هو الداعي الى الامام المهدي (ع) ، حيث انه يريد من اليماني ان يكون منتصرا في المعارك حتى يقبلوه او يرفضوه.
مسألة اخرى وهي ان السيد حسن نصر الله قد تكلم عن دولة بني العباس وهو لا يعرف ان لهم دولة في آخر الزمان ولهم راية ترفع ، ويقول ان العلامات الحتمية كلها ممكن ان تكون في يوم واحد ، وهذا الشيء غير ممكن لان العلامات الحتمية الخمسة - وهو جعلها ستة – ،وهي: قيام اليماني والسيفياني في رجب، والصيحة في الثالث والعشرين من رمضان، وقيام الامام المهدي في العاشر من محرم ، والاحداث ستستغرق ستة اشهر ، فلا يمكن ان تقع العلامات في يوم واحد ، والله جعلها هكذا متسلسلة ، والله على كل شيء قدير ، فجعل قيام الوزير في الشتاء ، فأمرنا الرسول ص بالالتحاق برايته ولو حبوا على الثلج ، اما قيام الامام المهدي ع سيكون في الصيف، وقد ورد في الحديث : " منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمكة"، لذا فانه لا يمكن ان تقع هذه العلامات في يوم واحد، وكذلك اشار السيد حسن نصر الله في تفنيد المدعين وقال بلهجته الدارجة: " هيك بيحكون حكي" ، اي ليس لديهم اي دليل .
ونحن نسأل هل كلام الله سبحانه وتعالى الا هو "حكي" كما هو متداول في اللهجة اللبنانية؟ وهل كلام الرسل والانبياء صلوات الله عليهم الا "حكي"؟، وهل كلام الائمة عليهم السلام الا "حكي"؟، وهل جميع الدعوات الإلهية التي جاءت الا "حكي"؟ ، وكيف كلامهم "حكي" وهم اتوا بما يثبت الحق من الباطل ، حتى ان النبي عيسى ع هو كلمة من الله فهل كل هذا "حكي"؟ ، والحق له ميزان حيث ان الداعي يأتي ويحكي للناس ويقنعهم بأدلة تثبت انه الداعي والمرسل من الله، فلا يكون المعيار عندنا كما يفعل الجاهلون هو الاتيان بالمعجزة، فهل يريد منا السيد حسن نصر الله ان نؤمن بشخص يطير في الهواء او يمشي على الماء او يفعل المعاجز كما يفعلها الدجال الذي حذرنا النبي والائمة عليهم السلام من فتنته؟، فالدجال يفعل ذلك ويحي الموتى فهل هذا هو المعيار الصحيح ام النصر كما يريد ان ينتصر اليماني بدعوته في معارك؟، هل في الدعوة قتال ومعارك؟، لا يمكن ذلك
..يتبع
تعليق