نورد هذا البحث لا طعنا ً بالسيد محمود الحسني بل من اجل توضيح الحق ووضع النقاط على ما وضعها أهل البيت (عليهم السلام ) في رواياتهم
و نود أن نلفت نظر الاخوة إننا لا نستعين في نقاشنا هذا مع سماحة السيد محمود الحسني إلا بما ذكره في كتابه (( الدجال )) حيث ذهب إلى القول بأن الدجال هو الغرب وأمريكا فقد قال في الصفحة ( 203 ) من كتابه : ( إشارة الرسول الكريم (ص) إلى الدجال بالمسيح الكذاب والمسيح الدجال تدل بوضوح إلى انطباق هذا العنوان على بني الأصفر الصليبيين وأوضحهم أمريكا ) انتهى كلام السيد الحسني .
ونحن لا ننكر ما يقوم به الغرب الكافر وما تقوم به أمريكا من دجل ونفاق وكذب وخداع إلا أن ذلك لا يعني أن الدجال الموصوف بالأحاديث والروايات انه يخرج في آخر الزمان هو الغرب وأمريكا فهذا غير صحيح فالنبي (ص) أكد وبين إن الدجال رجل اعور يمارس الدجل والكذب ويدعي باطلاً مقامات عظيمة ويتبعه الكثير من الناس ويقوم بفتنة عظيمة وتكون نهايته والقضاء عليه من قبل الإمام المهدي (مكن) سواء أكان ذلك بيده الشريفة مباشرةً أو عن طريق عيسى بن مريم(ع) كما أشارت إلى ذلك الروايات وهناك الكثير من الأدلة التي تؤكد وتدل بما لا يقبل الشك واللبس على كون الدجال رجل اعور يقود حركة ويظهر في آخر الزمان وليس دولة أو مجموعة من الدول . واليك عزيزي القارئ ما يدل على ذلك:
1- فقد استدل سماحة السيد الحسني في الصفحة (20) من كتابه على طول عمر المهدي (ع) وغيبته بطول عمر الدجال وغيبته فقد قال : ( أولاً : كما يقال : ( إن أدل دليل على الإمكان هو الوقوع ) ، وإطالة عمر الدجال بل والغيبة معها قد حصلت ووقعت بخصوص الدجال ، وبهذا يثبت إمكانها بصورة عامة ، وخصوصاً في قضية الإمام المعصوم (عليه السلام) . فالمصادر الإسلامية عموماً ومصادر أهل السنة خصوصاً تثبت بقاء الدجال على قيد الحياة منذ عهد النبي (ص) بل قبل ذلك وسيبقى إلى آخر الزمان حيث يخرج ويُقتل بيد الإمام (عليه السلام) أو وزيره نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام)...
ويتبين من كلام السيد هذا إن الدجال رجل موجود في عهد النبي (ص) وانه حي وغائب ويظهر في آخر الزمان ويقتله الإمام أو النبي عيسى (عليهما السلام) وهذا أول التناقض فأما إن يكون الدجال رجلاً أو انه دولة أو مجموعة دول كما ذكر سماحة السيد الحسني أيده الله وكونه رجل مما قام عليه الدليل كما صرح السيد نفسه حيث قال : ( فالمصادر الإسلامية عموماً ومصادر أهل السنة خصوصاً تثبت بقاء الدجال على قيد الحياة ) أما كونه دولة فليس من دليل عليه بل هو مجرد رأي وقول من دون دليل شرعي. وقال سماحة السيد أيضاً في الصفحة (22) من نفس الكتاب : (ذكرنا أن قضية الدجال تعتبر آية من آيات الله تعالى ، أما بإطالة عمره وبقاءه على قيد الحياة إلى أن يشاء الله تعالى ، أو باعتبار التنبؤ والإخبار عنه وعن علاماته وأفعاله ،...) . وهذا ما يؤكد أيضاً أن الدجال رجل فلا أدري كيف ذهب السيد الحسني إلى القول بأن الدجال هو الغرب وأمريكا ؟! أما الأحاديث التي تؤكد كون الدجال رجلاً فهي كثيرة نذكر منها ما ذكره السيد في كتابه فقط:
أ- ذكر السيد الحسني في الصفحة (29) هذا الحديث فقال : (..... صعد رسول الله (ص) المنبر ذات يوم وهو يضحك فقال (ص) : إن تميم الداري حدثني بحديث فرحت به ، فأحببت أن أحدثكموه لتفرحوا بما فرح به نبيكم ، حدث أن أناساً من فلسطين ركبوا السفينة في البحر ....فقالوا : ما أنت ، قالت : أنا الجساسة ، قالوا : فاخبرنا بشيء ، قال : ما أنا مخبركم ...... فأتينا القرية ، فإذا رجل موثق بسلسلة ، فقال (أي الرجل) : فاخبروني عن النبي العربي الأمي ،هل خرج فيكم ؟ فقلنا : نعم ، قال : فهل دخل الناس ، فقلنا : هم إليه سراع ، فنزّ نزوة كاد أن تتقطع السلسلة ، فقلنا : من أنت ، قال : أنا الدجال ، فقال (ص) : إنه يدخل الأمصار إلا طيبة).
ب- ذكر سماحة السيد في الصفحة (41) ما هذا نصه : (2- عن رسول الله (ص) : ((.... والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى ....)) ) . ونحن نقول ألا يدل هذا الحديث على ظهور ثلاثين كذاباً في آخر الزمان آخرهم الأعور الدجال وإلا كيف يتسنى لنا حمل كل هؤلاء الكذابين على أنهم دول .
ج- وذكر السيد في الصفحة (50) ما هذا نصه : (8- ذكر النبي (ص) : ((يومأ بين ظهري الناس المسيح الدجال ، فقال (ص) إن الله ليس بأعور ، إلا أن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام ، فإذا رجل كأحسن ما يرى من آدم الرجال ، تضرب لمته بين منكبيه ، رجل الشعر يقطّر رأسه ماء ، واضعاً يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت ، فقلت : من هذا ، فقالوا : هذا المسيح بن مريم ، ثم رأيت رجلاً وراءه جعداً قططاً أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن ، واضعاً يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت ، فقلت: من هذا ، قالوا : المسيح الدجال .....)) ) . أليس هذا دليلاً على أن الدجال رجلٌ؟.
د- وذكر سماحة السيد أيضاً في الصفحة (55) ما هذا نصه : (2- عن خاتم الأنبياء والمرسلين (ص) : ((.... لا يبقى شيءٌ في الأرض إلا وطأه وغلب عليه إلا روضة مكة والمدينة ، ....) . ونحن نقول : لو كان الدجال هو الغرب وأمريكا والفكر المادي المنحرف فكيف نحمل هذا الحديث فإن التواجد الغربي والأمريكي في السعودية بل في مكة والمدينة معروف وواضح بل الأعظم من ذلك اقتحام القوات الفرنسية للحرم المكي في قضية جهيمان العتبي ولو كان المقصود مجرد الفكر فالفكر الغربي الأمريكي أخذ مأخذه في المجتمعات السعودية وهذا مما لا يخفى على أحد . إذن فالدجال رجلٌ وليس دولة أو فكر معيناً . والأخبار التي تؤكد أن الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة كثيرة فمن أراد المزيد فليراجعها في أمهات الكتب .
هـ - ذكر السيد الحسني في الصفحة (203) كما قدمنا سابقاً (إشارة الرسول الكريم (ص) إلى الدجال بالمسيح الكذاب والمسيح الدجال تدل بوضوح إلى انطباق هذا العنوان على بني الأصفر الصليب وأوضحهم أمريكا ) . إلا أنه ذكر في الصفحة (129) ما هذا نصه : ( قال الرسول الأكرم (ص) : ((اعلموا أنكم ستقاتلون بني الأصفر ، ويقاتلهم من بعدكم المؤمنين ، وتخرج إليهم روقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، حتى يفتح الله عز وجل عليهم قسطنطينية ورومية ، فينهدم حصنها ، فيصبيون نيلاً عظيماً .... ، حتى أنهم يقتسمون بالترس ، ثم يصرخ صارخ يا أهل العراق يا أهل الإسلام قد خرج المسيح الدجال ....)) ) . انتهى ما ذكره السيد الحسني . لكن يرد عليه : إنك تقول أن بني الأصفر الصليبيين وأوضحهم أمريكا هم الدجال ثم تذكر أن المسلمين يقاتلون بني الأصفر ويقتحمون مدنهم ثم يأتيهم الخبر أن الدجال ظهر وهذا لعمري تناقض واضح والحقيقة أن بني الأصفر وأمريكا غير الدجال .
و- ذكر سماحة السيد الحسني في الصفحة (133) : (2- عن الصادق الأمين (ص) : ((لما عرج بي إلى السماء .... قال الله عز وجل لي : ...... وإني سأخرج من صلبه (علي) أحد عشر نقيباً منهم سيد يصلي خلفه المسيح بن مريم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ... قلت : يا ربي متى يكون ذلك ؟ قال (تعالى) : إذا رفع العلم وكثر الجهل وكثر القراء وقل العلماء ، وقل الفقهاء ، وكثر الشعراء ، وكثر الجور والفساد .... وصارت الأئمة خونة أعوانهم ظلمة ، فهناك أظهر خسفاً بالمشرق وخسفاً بالمغرب ، ثم يظهر الدجال بالمشرق)) ) . انتهى ما ذكره السيد.
والذي تبين من هذا الكلام أن خروج الدجال من المشرق ولو كانت أمريكا والغرب هما الدجال كما يعتقد سماحة السيد فهذا مخالف لما جاء عن النبي الخاتم (ص) من كون الدجال يخرج من المشرق وأمريكا والغرب هم من المغرب وليسوا من المشرق .
كما ان احاديث اخرى كثيرة دلت على ان الدجال يخرج من المشرق بل من خراسان على وجه التحديد نذكر منها كما آلينا على أنفسنا ما اورده السيد في كتابه فقط فقد ذكر في الصفحة (171) : { 1- عن رسول الله (ص) : ( ان الاعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة)}.
وذكر في الصفحة (210) من كتابه : { 3- عن الصادق الامين (ص) : ( الدجال ليس به خفاء ، يجيء من قبل المشرق فيدعو لنفسه فيتبع...)}.
وذكر أيضاً في الصفحة (225) تحت عنوان ( من خراسان ) ما هذا نصه : ( ومما يشير الى خروج الدجال من خراسان واصفهان والمشرق : عن رسول الله (ص) : ليهبطن الدجال بجور ( مدينة فارس ) وكرمان في ثمانين ألفاً كأن وجوههم مجان (تروس) مطرقة ، يلبسون الطيالسة وينتعلون الشعر).
وذكر أيضاً في الصفحة (266) : ( عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( ..... يخرج الدجال من بلدة يقال لها أصفهان من قرية تعرف باليهودية......).
دخل على الامام الباقر (عليه السلام) رجل من اهل بلخ ، فقال (عليه السلام) له : ( يا خراساني تعرف وادي كذا وكذا ، قال : نعم ، قال 0عليه السلام) : تعرف صدعاً في الوادي من صفته كذا وكذا ، قال الرجل : نعم ، قال (عليه السلام) : من ذلك يخرج الدجال ) انتهى ما ذكر سماحة السيد .
فكيف أمكن لنا بعد كل هذه الاحاديث ان نتصور ان الدجال هو أمريكا وهي كما هو واضح من الغرب وليست من الشرق .
كما ان ما يؤكد كون الدجال رجلاً وليس هو امريكا والغرب هو ما ذكره السيد الحسني في كتابه في الصفحة (161) وما بعدها حيث ذكر ما هذا نصه : ( 1- عن رسول الله (ص) : ( الدجال اعور هجان . . . أشبه رجالكم به عبد العزى بن قطن ...) . 2- قال رسول الله (ص) : ( خرجت اليكم وقد بينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة . . . أما ليلة القدر فلتحسبوها في العشر الأواخر وتراً ، واما مسيح الضلالة فانه اعور العين اجلى الجبهة عريض النحر . . . كأنه قطن بن عبد العزى ....).
3- قال الرسول الكريم (ص) : ( ..... ان الدجال مطموس العين كانها عين عبد العزى بن قطن الخزاعي).
4- قال خاتم الانبياء (ص) : ( ..... انه لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون آخرهم الاعور الدجال ممسوح العين اليسرى كانها عين أبي يحيى ... ) انتهى ما ذكره السيد الحسني .
والا أدري ما معنى ما يذكر السيد من روايات صريحة تؤكد على ان الدجال رجلاً وله شبيه في ذلك الزمان ( عصر النبي ) وبين قوله ان الدجال هو أمريكا والغرب . ثم ان الاحاديث الشريفة اجمعت على ان الدجال يخرج بعد قيام الامام المهدي (ع) وان الامام (ع) هو من يقتله او ان الذي قتله عيسى بن مريم (ع) والمعروف ان امريكا نشأت منذ مئات السنين وان الامام لم يقم بعد وهي ما زالت تتحرك وتنشر فكرها وتبث سمومها في مجتمعاتنا الاسلامية .
ومن الامور التي لم يصيب فيها سماحة السيد الحسني ما ذكره في الصفحة (203) وما يليها من كتابه حيث حاول ان يثبت ان المسيح الدجال شخصان لا شخص واحد فاحدهما يحاول اغواء المسيحيين واليهود والآخر يحاول اغواء المسلمين فقد ذكر ما هذا نصه : ( ...... ومن الواضح وكما اشرنا سابقاً ان دعوى المسيحية لا تجدي الا بالاحتجاج على المسلمين من بني الاصفر وكذلك اليهود ، أما على المسلمين فلا تاثير لها لأنهم يرتبطون مع الرسول الاعظم (ص) وبولده قائم آل محمد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) ، فالدجال الذي يريد خداع المسلمين يدعي انه الامام المهدي (ع) او انه يمثل الامام (ع) او نائبه او رسوله او وكيله ، أما الدجال الذي يريد خداع المسيحيين وكذلك اليهود فإنه يدعي انه يمثل المسيح (ع) نائبه او رسوله او وكيله او ممثله ) انتهى كلام السيد الحسني .
ويرد على هذا الكلام : ان ما ذهب اليه السيدغير صحيح نعم فإن الدجالين كثيرون الا ان آخر الدجالين والذي يظهر في آخر الزمان بعد قيام الامام المهدي (ع) هو شخص واحد لا غير وهو من يسمى الاعور الدجال او المسيح الدجال اما الدليل على هذا الكلام فهو ما اورده السيد الحسني نفسه في كتابه في الصفحة (204) حيث اورد : ( عن دعاء الامام الصادق (ع) : ( اللهم اني اعوذ بك من قتنة المحيا والممات وعذاب القبر ، ومن فتنة الدجال ).
و نود أن نلفت نظر الاخوة إننا لا نستعين في نقاشنا هذا مع سماحة السيد محمود الحسني إلا بما ذكره في كتابه (( الدجال )) حيث ذهب إلى القول بأن الدجال هو الغرب وأمريكا فقد قال في الصفحة ( 203 ) من كتابه : ( إشارة الرسول الكريم (ص) إلى الدجال بالمسيح الكذاب والمسيح الدجال تدل بوضوح إلى انطباق هذا العنوان على بني الأصفر الصليبيين وأوضحهم أمريكا ) انتهى كلام السيد الحسني .
ونحن لا ننكر ما يقوم به الغرب الكافر وما تقوم به أمريكا من دجل ونفاق وكذب وخداع إلا أن ذلك لا يعني أن الدجال الموصوف بالأحاديث والروايات انه يخرج في آخر الزمان هو الغرب وأمريكا فهذا غير صحيح فالنبي (ص) أكد وبين إن الدجال رجل اعور يمارس الدجل والكذب ويدعي باطلاً مقامات عظيمة ويتبعه الكثير من الناس ويقوم بفتنة عظيمة وتكون نهايته والقضاء عليه من قبل الإمام المهدي (مكن) سواء أكان ذلك بيده الشريفة مباشرةً أو عن طريق عيسى بن مريم(ع) كما أشارت إلى ذلك الروايات وهناك الكثير من الأدلة التي تؤكد وتدل بما لا يقبل الشك واللبس على كون الدجال رجل اعور يقود حركة ويظهر في آخر الزمان وليس دولة أو مجموعة من الدول . واليك عزيزي القارئ ما يدل على ذلك:
1- فقد استدل سماحة السيد الحسني في الصفحة (20) من كتابه على طول عمر المهدي (ع) وغيبته بطول عمر الدجال وغيبته فقد قال : ( أولاً : كما يقال : ( إن أدل دليل على الإمكان هو الوقوع ) ، وإطالة عمر الدجال بل والغيبة معها قد حصلت ووقعت بخصوص الدجال ، وبهذا يثبت إمكانها بصورة عامة ، وخصوصاً في قضية الإمام المعصوم (عليه السلام) . فالمصادر الإسلامية عموماً ومصادر أهل السنة خصوصاً تثبت بقاء الدجال على قيد الحياة منذ عهد النبي (ص) بل قبل ذلك وسيبقى إلى آخر الزمان حيث يخرج ويُقتل بيد الإمام (عليه السلام) أو وزيره نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام)...
ويتبين من كلام السيد هذا إن الدجال رجل موجود في عهد النبي (ص) وانه حي وغائب ويظهر في آخر الزمان ويقتله الإمام أو النبي عيسى (عليهما السلام) وهذا أول التناقض فأما إن يكون الدجال رجلاً أو انه دولة أو مجموعة دول كما ذكر سماحة السيد الحسني أيده الله وكونه رجل مما قام عليه الدليل كما صرح السيد نفسه حيث قال : ( فالمصادر الإسلامية عموماً ومصادر أهل السنة خصوصاً تثبت بقاء الدجال على قيد الحياة ) أما كونه دولة فليس من دليل عليه بل هو مجرد رأي وقول من دون دليل شرعي. وقال سماحة السيد أيضاً في الصفحة (22) من نفس الكتاب : (ذكرنا أن قضية الدجال تعتبر آية من آيات الله تعالى ، أما بإطالة عمره وبقاءه على قيد الحياة إلى أن يشاء الله تعالى ، أو باعتبار التنبؤ والإخبار عنه وعن علاماته وأفعاله ،...) . وهذا ما يؤكد أيضاً أن الدجال رجل فلا أدري كيف ذهب السيد الحسني إلى القول بأن الدجال هو الغرب وأمريكا ؟! أما الأحاديث التي تؤكد كون الدجال رجلاً فهي كثيرة نذكر منها ما ذكره السيد في كتابه فقط:
أ- ذكر السيد الحسني في الصفحة (29) هذا الحديث فقال : (..... صعد رسول الله (ص) المنبر ذات يوم وهو يضحك فقال (ص) : إن تميم الداري حدثني بحديث فرحت به ، فأحببت أن أحدثكموه لتفرحوا بما فرح به نبيكم ، حدث أن أناساً من فلسطين ركبوا السفينة في البحر ....فقالوا : ما أنت ، قالت : أنا الجساسة ، قالوا : فاخبرنا بشيء ، قال : ما أنا مخبركم ...... فأتينا القرية ، فإذا رجل موثق بسلسلة ، فقال (أي الرجل) : فاخبروني عن النبي العربي الأمي ،هل خرج فيكم ؟ فقلنا : نعم ، قال : فهل دخل الناس ، فقلنا : هم إليه سراع ، فنزّ نزوة كاد أن تتقطع السلسلة ، فقلنا : من أنت ، قال : أنا الدجال ، فقال (ص) : إنه يدخل الأمصار إلا طيبة).
ب- ذكر سماحة السيد في الصفحة (41) ما هذا نصه : (2- عن رسول الله (ص) : ((.... والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى ....)) ) . ونحن نقول ألا يدل هذا الحديث على ظهور ثلاثين كذاباً في آخر الزمان آخرهم الأعور الدجال وإلا كيف يتسنى لنا حمل كل هؤلاء الكذابين على أنهم دول .
ج- وذكر السيد في الصفحة (50) ما هذا نصه : (8- ذكر النبي (ص) : ((يومأ بين ظهري الناس المسيح الدجال ، فقال (ص) إن الله ليس بأعور ، إلا أن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام ، فإذا رجل كأحسن ما يرى من آدم الرجال ، تضرب لمته بين منكبيه ، رجل الشعر يقطّر رأسه ماء ، واضعاً يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت ، فقلت : من هذا ، فقالوا : هذا المسيح بن مريم ، ثم رأيت رجلاً وراءه جعداً قططاً أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن ، واضعاً يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت ، فقلت: من هذا ، قالوا : المسيح الدجال .....)) ) . أليس هذا دليلاً على أن الدجال رجلٌ؟.
د- وذكر سماحة السيد أيضاً في الصفحة (55) ما هذا نصه : (2- عن خاتم الأنبياء والمرسلين (ص) : ((.... لا يبقى شيءٌ في الأرض إلا وطأه وغلب عليه إلا روضة مكة والمدينة ، ....) . ونحن نقول : لو كان الدجال هو الغرب وأمريكا والفكر المادي المنحرف فكيف نحمل هذا الحديث فإن التواجد الغربي والأمريكي في السعودية بل في مكة والمدينة معروف وواضح بل الأعظم من ذلك اقتحام القوات الفرنسية للحرم المكي في قضية جهيمان العتبي ولو كان المقصود مجرد الفكر فالفكر الغربي الأمريكي أخذ مأخذه في المجتمعات السعودية وهذا مما لا يخفى على أحد . إذن فالدجال رجلٌ وليس دولة أو فكر معيناً . والأخبار التي تؤكد أن الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة كثيرة فمن أراد المزيد فليراجعها في أمهات الكتب .
هـ - ذكر السيد الحسني في الصفحة (203) كما قدمنا سابقاً (إشارة الرسول الكريم (ص) إلى الدجال بالمسيح الكذاب والمسيح الدجال تدل بوضوح إلى انطباق هذا العنوان على بني الأصفر الصليب وأوضحهم أمريكا ) . إلا أنه ذكر في الصفحة (129) ما هذا نصه : ( قال الرسول الأكرم (ص) : ((اعلموا أنكم ستقاتلون بني الأصفر ، ويقاتلهم من بعدكم المؤمنين ، وتخرج إليهم روقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله ، لا تأخذهم في الله لومة لائم ، حتى يفتح الله عز وجل عليهم قسطنطينية ورومية ، فينهدم حصنها ، فيصبيون نيلاً عظيماً .... ، حتى أنهم يقتسمون بالترس ، ثم يصرخ صارخ يا أهل العراق يا أهل الإسلام قد خرج المسيح الدجال ....)) ) . انتهى ما ذكره السيد الحسني . لكن يرد عليه : إنك تقول أن بني الأصفر الصليبيين وأوضحهم أمريكا هم الدجال ثم تذكر أن المسلمين يقاتلون بني الأصفر ويقتحمون مدنهم ثم يأتيهم الخبر أن الدجال ظهر وهذا لعمري تناقض واضح والحقيقة أن بني الأصفر وأمريكا غير الدجال .
و- ذكر سماحة السيد الحسني في الصفحة (133) : (2- عن الصادق الأمين (ص) : ((لما عرج بي إلى السماء .... قال الله عز وجل لي : ...... وإني سأخرج من صلبه (علي) أحد عشر نقيباً منهم سيد يصلي خلفه المسيح بن مريم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ... قلت : يا ربي متى يكون ذلك ؟ قال (تعالى) : إذا رفع العلم وكثر الجهل وكثر القراء وقل العلماء ، وقل الفقهاء ، وكثر الشعراء ، وكثر الجور والفساد .... وصارت الأئمة خونة أعوانهم ظلمة ، فهناك أظهر خسفاً بالمشرق وخسفاً بالمغرب ، ثم يظهر الدجال بالمشرق)) ) . انتهى ما ذكره السيد.
والذي تبين من هذا الكلام أن خروج الدجال من المشرق ولو كانت أمريكا والغرب هما الدجال كما يعتقد سماحة السيد فهذا مخالف لما جاء عن النبي الخاتم (ص) من كون الدجال يخرج من المشرق وأمريكا والغرب هم من المغرب وليسوا من المشرق .
كما ان احاديث اخرى كثيرة دلت على ان الدجال يخرج من المشرق بل من خراسان على وجه التحديد نذكر منها كما آلينا على أنفسنا ما اورده السيد في كتابه فقط فقد ذكر في الصفحة (171) : { 1- عن رسول الله (ص) : ( ان الاعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة)}.
وذكر في الصفحة (210) من كتابه : { 3- عن الصادق الامين (ص) : ( الدجال ليس به خفاء ، يجيء من قبل المشرق فيدعو لنفسه فيتبع...)}.
وذكر أيضاً في الصفحة (225) تحت عنوان ( من خراسان ) ما هذا نصه : ( ومما يشير الى خروج الدجال من خراسان واصفهان والمشرق : عن رسول الله (ص) : ليهبطن الدجال بجور ( مدينة فارس ) وكرمان في ثمانين ألفاً كأن وجوههم مجان (تروس) مطرقة ، يلبسون الطيالسة وينتعلون الشعر).
وذكر أيضاً في الصفحة (266) : ( عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( ..... يخرج الدجال من بلدة يقال لها أصفهان من قرية تعرف باليهودية......).
دخل على الامام الباقر (عليه السلام) رجل من اهل بلخ ، فقال (عليه السلام) له : ( يا خراساني تعرف وادي كذا وكذا ، قال : نعم ، قال 0عليه السلام) : تعرف صدعاً في الوادي من صفته كذا وكذا ، قال الرجل : نعم ، قال (عليه السلام) : من ذلك يخرج الدجال ) انتهى ما ذكر سماحة السيد .
فكيف أمكن لنا بعد كل هذه الاحاديث ان نتصور ان الدجال هو أمريكا وهي كما هو واضح من الغرب وليست من الشرق .
كما ان ما يؤكد كون الدجال رجلاً وليس هو امريكا والغرب هو ما ذكره السيد الحسني في كتابه في الصفحة (161) وما بعدها حيث ذكر ما هذا نصه : ( 1- عن رسول الله (ص) : ( الدجال اعور هجان . . . أشبه رجالكم به عبد العزى بن قطن ...) . 2- قال رسول الله (ص) : ( خرجت اليكم وقد بينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة . . . أما ليلة القدر فلتحسبوها في العشر الأواخر وتراً ، واما مسيح الضلالة فانه اعور العين اجلى الجبهة عريض النحر . . . كأنه قطن بن عبد العزى ....).
3- قال الرسول الكريم (ص) : ( ..... ان الدجال مطموس العين كانها عين عبد العزى بن قطن الخزاعي).
4- قال خاتم الانبياء (ص) : ( ..... انه لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون آخرهم الاعور الدجال ممسوح العين اليسرى كانها عين أبي يحيى ... ) انتهى ما ذكره السيد الحسني .
والا أدري ما معنى ما يذكر السيد من روايات صريحة تؤكد على ان الدجال رجلاً وله شبيه في ذلك الزمان ( عصر النبي ) وبين قوله ان الدجال هو أمريكا والغرب . ثم ان الاحاديث الشريفة اجمعت على ان الدجال يخرج بعد قيام الامام المهدي (ع) وان الامام (ع) هو من يقتله او ان الذي قتله عيسى بن مريم (ع) والمعروف ان امريكا نشأت منذ مئات السنين وان الامام لم يقم بعد وهي ما زالت تتحرك وتنشر فكرها وتبث سمومها في مجتمعاتنا الاسلامية .
ومن الامور التي لم يصيب فيها سماحة السيد الحسني ما ذكره في الصفحة (203) وما يليها من كتابه حيث حاول ان يثبت ان المسيح الدجال شخصان لا شخص واحد فاحدهما يحاول اغواء المسيحيين واليهود والآخر يحاول اغواء المسلمين فقد ذكر ما هذا نصه : ( ...... ومن الواضح وكما اشرنا سابقاً ان دعوى المسيحية لا تجدي الا بالاحتجاج على المسلمين من بني الاصفر وكذلك اليهود ، أما على المسلمين فلا تاثير لها لأنهم يرتبطون مع الرسول الاعظم (ص) وبولده قائم آل محمد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) ، فالدجال الذي يريد خداع المسلمين يدعي انه الامام المهدي (ع) او انه يمثل الامام (ع) او نائبه او رسوله او وكيله ، أما الدجال الذي يريد خداع المسيحيين وكذلك اليهود فإنه يدعي انه يمثل المسيح (ع) نائبه او رسوله او وكيله او ممثله ) انتهى كلام السيد الحسني .
ويرد على هذا الكلام : ان ما ذهب اليه السيدغير صحيح نعم فإن الدجالين كثيرون الا ان آخر الدجالين والذي يظهر في آخر الزمان بعد قيام الامام المهدي (ع) هو شخص واحد لا غير وهو من يسمى الاعور الدجال او المسيح الدجال اما الدليل على هذا الكلام فهو ما اورده السيد الحسني نفسه في كتابه في الصفحة (204) حيث اورد : ( عن دعاء الامام الصادق (ع) : ( اللهم اني اعوذ بك من قتنة المحيا والممات وعذاب القبر ، ومن فتنة الدجال ).
تعليق