مدى دقة الحسابات الفلكية في إثبات الشهور الهجرية
أ.د/ مسلم شلتوت
المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية
حلوان ـ جمهورية مصر العربية
E-mail: mosalamshaltout@hotmail.com
www.m-shaltout.com
ملخص البحث:
يتكون البحث من سبعة أجزاء:
1. مقدمة: لتعريف مدى دقة الحسابات الفلكية في إثبات الشهور الهجرية ولماذا الاختلاف بين البلاد العربية والإسلامية في بدايات الشهور الهجرية وبالذات رمضان وشوال وذو الحجة.
2. أسس الحسابات الفلكية في ضوء علم الفلك الحديث.
3. الاقتران المركزي للقمر والشمس والفرق بينه وبين الاقتران السطحي لمكان الرصد وضرورة أن تكون حسابات مكث الهلال بناءاً على الاقتران السطحي وليس المركزي.
4. التقويم الإسلامي القمري الموحد ومراحل تقويم أم القرى والأخطاء الموجودة حالياً فيه وكيف يمكن تعديله.
5. رأي الفقه المستنير في الحساب الفلكي: أراء للإمام تقي الدين السبكي والدكتور يوسف القرضاوي والأستاذ الدكتور مصطفى أحمد الزرقا باعتبار الحساب الفلكي علم صحيح يقيني قطعي والرؤية ظنية ويجب الأخذ بالحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية الصحيحة ولكنه ليس بديلاً عنها على الأقل.
6. الحساب الفلكي يغني عن بدعة التصوير الراديوي للهلال ومشروع القمر الصناعي الإسلامي.
7. الخاتمة والتوصيات: أنني مع الرأي القائل باستخدام الحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية الصحيحة ولكنه ليس بديلاً عنها.
بمعنى الأخذ بالحساب الفلكي في النفي لا في الإثبات. ومعنى الأخذ بالحساب في النفي أن تظل على إثبات الهلال بالرؤية وفقاً لرأي الأكثرين من أهل الفقه في عصرنا. ولكن إذا نفي الحساب إمكان الرؤية. وقال إنها غير ممكنة، لأن الهلال لم يولد أصلاً أو لأنه يغرب قبل غروب الشمس في أي مكان في العالم الإسلامي ـ كان الواجب ألا تقبل (ترد) شهادة الشهود. أما بالنسبة للتقويم الإسلامي الهجري الموحد فأنا أرى أن تقويم أم القرى ووسطيه مكة المكرمة للعالم العربي والإسلامي يمكن أن يكونا بداية لتقويم إسلامي هجري موحد على أن يأخذ في الاعتبار حساب أطوار القمر وبالذات الهلال الوليد على أساس الاقتران السطحي لمكة المكرمة بدلاً من الاقتران المركزي حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة دقة التقويم وتطابقه مع الرؤية الشرعية.
1- مقدمة:
تعتبر الحسابات الفلكية في العصر الحديث هي أساس الملاحة البحرية والجوية والفضائية وهي تعتمد على علمين صحيحين هما علم الفلك الكروي Spherical Astronomy وعلم الميكانيكا السماوية Celestial Mechanics وهما العلمان الذي أستطاع بهما الإنسان غزو الفضاء الخارجي والوصول للقمر والهبوط عليه عام 1969 أي منذ أربعين عام.
وهما العلمان الذي أستطاع بهما الإنسان أن يجول داخل المجموعة الشمسية وينزل المركبات الفضائية والإنسان الآلي الروبوت على سطح كوكب المريخ والذي يبعد عنا أحياناً 400مليون كيلو متر وأجراء تجربة الضرب في العمق Deep Impact لرأس مذنب على بعد يتجاوز بعد المريخ. وهما أيضاً أساس حسابات الكسوف والخسوف والتي تحدث في المكان والزمان المحدد بفارق أقل من الثانية. لذلك فهما علميين صحيحين موثوق بهما ومع استعمال الحاسبات الإلكترونية والبرامج المتقدمة أصبحت دقة الحسابات الفلكية ليست مجال شك أو جدل بل مسلمات وأعجاز علمي لما أفضى الله به على الإنسان من نعمة العقل وكانت الحسابات الفلكية في صدر الإسلام وحتى في أوج الحضارة العربية والإسلامية موضع شك في إثبات بدايات الشهور الهجرية وذلك لسببين أولهما أنه لم تكن قد بلغت حد الكمال المطلوب والذي تحقق في العصر الحديث وثانيهما ربطها بالتنجيم والتخمين عند بعض المشعوذين .
وأن هذه الحسابات الفلكية كانت واحدة من أهم الموضوعات الفلكية التي شغلت الكثير من علماء المسلمين كأبن الشاطر وأولغ بيك وغيرهم الكثير.وقد وضع العديد من الفلكيين العرب والمسلمين معاييرهم الخاصة لتحديد إمكانية رؤية الهلال أو درسوا الموضوع بإسهاب في مؤلفاتهم، ومن هؤلاء العلماء: ابن طارق وحبشي والخوارزمي والخازن والطبري والفهاد والفرغاني وثابت بن قرة والبتاني وابن ميمون والبيروني والصوفي وابن سينا والطوسي والكاشاني.
فعلى سبيل المثال وضع ابن طارق معياراً يعتمد على ارتفاع القمر فوق الأفق وقت غروب الشمس وعلى مكث القمر، وفي عصرنا الحاضر وضع محمد إلياس عالم الفلك الماليزي المسلم عدة معايير لمعرفة إمكانية رؤية الهلال. وفي اعتقادي أن الحسابات الفلكية في العصر الحديث هي اليقين القطعي بينما الرؤية بالعين المجردة أو بالمنظار هي الظن في إثبات هلال أوائل الشهور الهجرية.
ولماذا الاختلاف ما بين البلاد العربية والإسلامية في تحديد أوائل الشهور الهجرية؟! الاختلاف راجع إلى اختلاف فقهاء الشريعة الإسلامية في البلاد الإسلامية والعربية وليس لاختلاف علماء الفلك لأن الحسابات الفلكية أصولها واحدة ومع استخدام الحاسبات الآلية والبرامج المتقدمة أصبحت تكاد متطابقة في أي بلد في العالم.
فإذا رجعنا لعلماء الشريعة الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية المختلفة نجد أنهم منقسمون إلى ثلاث مجموعات وهي:
1. مجموعة تأخذ بالحساب الفلكي بديلاً عن الرؤية (ليبيا ـ تونس ـ الجزائر ـ تركيا ـ ماليزيا ـ بروناي ـ أندونيسيا).
2. مجموعة تأخذ بالحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية الصحيحة ولكنه ليس بديلاً عنها (مصر).
3. مجموعة تتمسك بالرؤية بالعين المجردة أو المنظار وترفض الحساب الفلكي (السعودية ـ الهند ـ الباكستان ـ بنجلاديش ـ المغرب) أما قطر والكويت والإمارات والبحرين واليمن وسوريا والأردن يتبعون السعودية بالرغم من أن لهم قاضي قضاه أو هيئة ثبوت الرؤية.
وحتى المجموعة الأولى التي تأخذ بالحساب الفلكي فهي منقسمة على عدة مجموعات فرعية:
أ- مجموعة تتمسك بأنه إذا كان مكث الهلال بعد غروب شمس يوم 29 في الشهر الهجري ولو بدقيقة واحدة يصبح اليوم التالي هو بداية الشهر الهجري الجديد (تونس).
ب- مجموعة تأخذ بمقررات المؤتمر الإسلامي في أسطنبول عام 1978 وهو أنه لابد أن يكون ارتفاع القمر فوق الأفق بمقدار (5) درجات ويكون بعد القمر عن الشمس (الأستطالة) بمقدار (7) درجات أي أن مكث القمر بعد غروب شمس يوم 29 في الشهر الهجري يجب أن لا يقل عن 20دقيقة (تركيا ـ والجزائر).
ج- مجموعة تأخذ بميلاد القمر الجديد New moon وتعتبر بداية الشهر الهجري بعد لحظة الاقتران (ليبيا) وهذا مخالف للشريعة الإسلامية لأن الشهر الهجري شهر هلالي أي من هلال إلى هلال، كما أفتى بذلك الإمام الأكبر المرحوم الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر الأسبق في كتابة الفتاوي في فصل (صيام أهل القطبين)(1).
د- مجموعة ماليزيا وبروناي وأندونسيا وهي تشترط أن يكون عمر الهلال أكثر من 8 ساعات وارتفاع القمر فوق الأفق أكبر من درجتين قوسيه والبعد الزاوي أكبر من 3 درجات قوسية.
فهناك أربع أنواع من الشهور القمرية وهي:
1. الشهر الإهلالي (من إهلال إلي إهلال) ومقداره 29 أو 30 يوم وهو الشهر الهجري.
2. الشهر الأقتراني Synodic month وهو من اقتران إلى اقتران ومقداره 29.5305891 يوماً أي 2.9 ثانية و44 دقيقة و12ساعة و29يوم. والأقتران معناه أن الشمس والقمر يكونا في اتجاه واحد من الأرض.
3. الشهر المداري Tropical month من اعتدال إلى اعتدال (والاعتدال هو نقطة تقاطع دائرة البروج مع دائرة الاستواء السماوي) ومقداره 27.3215821 يوماً أي 4.7ثانية و43دقيقة و7ساعة و27يوم.
4. الشهر النجمي Sidereal month وهو دورة مرور القمر أمام نجم ثابت مرتين متتاليتين ومقداره 27.321662 يوماً أي 11.6ثانية و43دقيقة و7ساعة و27يوم.
5. الشهر الحضيضي Anomalistic Month وهو دورة مرور القمر من حضيض إلى حضيض في مداره حول الأرض ومقداره 27 يوم و13ساعة و18 دقيقة و37.4 ثانية.
6. الشهر التنيني (العقدي) Nodical Month وهو دورة مرور القمر من عقدة إلى عقدة (والعقدة هي نقطة تقاطع مدار الأرض حول الشمس والمسماة بدائرة البروج مع الدائرة السماوية العظمى المارة بمدار القمر حول الأرض) ومقداره 27 يوم و5ساعة و5دقائق و34.1 ثانية.
أما المجموعة التي تأخذ بالحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية الصحيحة وليست بديلاً عنها كما هو حادث في دار الإفتاء المصرية منذ أكثر من ثلاثين عام فلم يحدث أي خلاف ما بين الحساب الفلكي والرؤية الشرعية خلال ثلاثين عام لأن القائمين على الحساب من علماء الفلك المتمرسين والقائمين على الرؤية من شباب علماء الفلك والشريعة المدربين تدريباً جيداً على عملية الرصد الصحيح للهلال الوليد.
وكان الشيخ مصطفى المراغي مفتي الديار المصرية ثم شيخ الأزهر في ثلاثينيات القرن العشرين يرد شهادة الشهود للرؤية إذا كانت مخالفة للحساب الفلكي.
وأنني في عجب كيف نأخذ بالحساب الفلكي في فريضة الصلاة وهي فريضة مقدمة على الصوم ولا نأخذ بها في الأخيرة.
وللبحث تتمه حيث لاتسع الصفحه الا 10000 كلمه
أ.د/ مسلم شلتوت
المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية
حلوان ـ جمهورية مصر العربية
E-mail: mosalamshaltout@hotmail.com
www.m-shaltout.com
ملخص البحث:
يتكون البحث من سبعة أجزاء:
1. مقدمة: لتعريف مدى دقة الحسابات الفلكية في إثبات الشهور الهجرية ولماذا الاختلاف بين البلاد العربية والإسلامية في بدايات الشهور الهجرية وبالذات رمضان وشوال وذو الحجة.
2. أسس الحسابات الفلكية في ضوء علم الفلك الحديث.
3. الاقتران المركزي للقمر والشمس والفرق بينه وبين الاقتران السطحي لمكان الرصد وضرورة أن تكون حسابات مكث الهلال بناءاً على الاقتران السطحي وليس المركزي.
4. التقويم الإسلامي القمري الموحد ومراحل تقويم أم القرى والأخطاء الموجودة حالياً فيه وكيف يمكن تعديله.
5. رأي الفقه المستنير في الحساب الفلكي: أراء للإمام تقي الدين السبكي والدكتور يوسف القرضاوي والأستاذ الدكتور مصطفى أحمد الزرقا باعتبار الحساب الفلكي علم صحيح يقيني قطعي والرؤية ظنية ويجب الأخذ بالحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية الصحيحة ولكنه ليس بديلاً عنها على الأقل.
6. الحساب الفلكي يغني عن بدعة التصوير الراديوي للهلال ومشروع القمر الصناعي الإسلامي.
7. الخاتمة والتوصيات: أنني مع الرأي القائل باستخدام الحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية الصحيحة ولكنه ليس بديلاً عنها.
بمعنى الأخذ بالحساب الفلكي في النفي لا في الإثبات. ومعنى الأخذ بالحساب في النفي أن تظل على إثبات الهلال بالرؤية وفقاً لرأي الأكثرين من أهل الفقه في عصرنا. ولكن إذا نفي الحساب إمكان الرؤية. وقال إنها غير ممكنة، لأن الهلال لم يولد أصلاً أو لأنه يغرب قبل غروب الشمس في أي مكان في العالم الإسلامي ـ كان الواجب ألا تقبل (ترد) شهادة الشهود. أما بالنسبة للتقويم الإسلامي الهجري الموحد فأنا أرى أن تقويم أم القرى ووسطيه مكة المكرمة للعالم العربي والإسلامي يمكن أن يكونا بداية لتقويم إسلامي هجري موحد على أن يأخذ في الاعتبار حساب أطوار القمر وبالذات الهلال الوليد على أساس الاقتران السطحي لمكة المكرمة بدلاً من الاقتران المركزي حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة دقة التقويم وتطابقه مع الرؤية الشرعية.
1- مقدمة:
تعتبر الحسابات الفلكية في العصر الحديث هي أساس الملاحة البحرية والجوية والفضائية وهي تعتمد على علمين صحيحين هما علم الفلك الكروي Spherical Astronomy وعلم الميكانيكا السماوية Celestial Mechanics وهما العلمان الذي أستطاع بهما الإنسان غزو الفضاء الخارجي والوصول للقمر والهبوط عليه عام 1969 أي منذ أربعين عام.
وهما العلمان الذي أستطاع بهما الإنسان أن يجول داخل المجموعة الشمسية وينزل المركبات الفضائية والإنسان الآلي الروبوت على سطح كوكب المريخ والذي يبعد عنا أحياناً 400مليون كيلو متر وأجراء تجربة الضرب في العمق Deep Impact لرأس مذنب على بعد يتجاوز بعد المريخ. وهما أيضاً أساس حسابات الكسوف والخسوف والتي تحدث في المكان والزمان المحدد بفارق أقل من الثانية. لذلك فهما علميين صحيحين موثوق بهما ومع استعمال الحاسبات الإلكترونية والبرامج المتقدمة أصبحت دقة الحسابات الفلكية ليست مجال شك أو جدل بل مسلمات وأعجاز علمي لما أفضى الله به على الإنسان من نعمة العقل وكانت الحسابات الفلكية في صدر الإسلام وحتى في أوج الحضارة العربية والإسلامية موضع شك في إثبات بدايات الشهور الهجرية وذلك لسببين أولهما أنه لم تكن قد بلغت حد الكمال المطلوب والذي تحقق في العصر الحديث وثانيهما ربطها بالتنجيم والتخمين عند بعض المشعوذين .
وأن هذه الحسابات الفلكية كانت واحدة من أهم الموضوعات الفلكية التي شغلت الكثير من علماء المسلمين كأبن الشاطر وأولغ بيك وغيرهم الكثير.وقد وضع العديد من الفلكيين العرب والمسلمين معاييرهم الخاصة لتحديد إمكانية رؤية الهلال أو درسوا الموضوع بإسهاب في مؤلفاتهم، ومن هؤلاء العلماء: ابن طارق وحبشي والخوارزمي والخازن والطبري والفهاد والفرغاني وثابت بن قرة والبتاني وابن ميمون والبيروني والصوفي وابن سينا والطوسي والكاشاني.
فعلى سبيل المثال وضع ابن طارق معياراً يعتمد على ارتفاع القمر فوق الأفق وقت غروب الشمس وعلى مكث القمر، وفي عصرنا الحاضر وضع محمد إلياس عالم الفلك الماليزي المسلم عدة معايير لمعرفة إمكانية رؤية الهلال. وفي اعتقادي أن الحسابات الفلكية في العصر الحديث هي اليقين القطعي بينما الرؤية بالعين المجردة أو بالمنظار هي الظن في إثبات هلال أوائل الشهور الهجرية.
ولماذا الاختلاف ما بين البلاد العربية والإسلامية في تحديد أوائل الشهور الهجرية؟! الاختلاف راجع إلى اختلاف فقهاء الشريعة الإسلامية في البلاد الإسلامية والعربية وليس لاختلاف علماء الفلك لأن الحسابات الفلكية أصولها واحدة ومع استخدام الحاسبات الآلية والبرامج المتقدمة أصبحت تكاد متطابقة في أي بلد في العالم.
فإذا رجعنا لعلماء الشريعة الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية المختلفة نجد أنهم منقسمون إلى ثلاث مجموعات وهي:
1. مجموعة تأخذ بالحساب الفلكي بديلاً عن الرؤية (ليبيا ـ تونس ـ الجزائر ـ تركيا ـ ماليزيا ـ بروناي ـ أندونيسيا).
2. مجموعة تأخذ بالحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية الصحيحة ولكنه ليس بديلاً عنها (مصر).
3. مجموعة تتمسك بالرؤية بالعين المجردة أو المنظار وترفض الحساب الفلكي (السعودية ـ الهند ـ الباكستان ـ بنجلاديش ـ المغرب) أما قطر والكويت والإمارات والبحرين واليمن وسوريا والأردن يتبعون السعودية بالرغم من أن لهم قاضي قضاه أو هيئة ثبوت الرؤية.
وحتى المجموعة الأولى التي تأخذ بالحساب الفلكي فهي منقسمة على عدة مجموعات فرعية:
أ- مجموعة تتمسك بأنه إذا كان مكث الهلال بعد غروب شمس يوم 29 في الشهر الهجري ولو بدقيقة واحدة يصبح اليوم التالي هو بداية الشهر الهجري الجديد (تونس).
ب- مجموعة تأخذ بمقررات المؤتمر الإسلامي في أسطنبول عام 1978 وهو أنه لابد أن يكون ارتفاع القمر فوق الأفق بمقدار (5) درجات ويكون بعد القمر عن الشمس (الأستطالة) بمقدار (7) درجات أي أن مكث القمر بعد غروب شمس يوم 29 في الشهر الهجري يجب أن لا يقل عن 20دقيقة (تركيا ـ والجزائر).
ج- مجموعة تأخذ بميلاد القمر الجديد New moon وتعتبر بداية الشهر الهجري بعد لحظة الاقتران (ليبيا) وهذا مخالف للشريعة الإسلامية لأن الشهر الهجري شهر هلالي أي من هلال إلى هلال، كما أفتى بذلك الإمام الأكبر المرحوم الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر الأسبق في كتابة الفتاوي في فصل (صيام أهل القطبين)(1).
د- مجموعة ماليزيا وبروناي وأندونسيا وهي تشترط أن يكون عمر الهلال أكثر من 8 ساعات وارتفاع القمر فوق الأفق أكبر من درجتين قوسيه والبعد الزاوي أكبر من 3 درجات قوسية.
فهناك أربع أنواع من الشهور القمرية وهي:
1. الشهر الإهلالي (من إهلال إلي إهلال) ومقداره 29 أو 30 يوم وهو الشهر الهجري.
2. الشهر الأقتراني Synodic month وهو من اقتران إلى اقتران ومقداره 29.5305891 يوماً أي 2.9 ثانية و44 دقيقة و12ساعة و29يوم. والأقتران معناه أن الشمس والقمر يكونا في اتجاه واحد من الأرض.
3. الشهر المداري Tropical month من اعتدال إلى اعتدال (والاعتدال هو نقطة تقاطع دائرة البروج مع دائرة الاستواء السماوي) ومقداره 27.3215821 يوماً أي 4.7ثانية و43دقيقة و7ساعة و27يوم.
4. الشهر النجمي Sidereal month وهو دورة مرور القمر أمام نجم ثابت مرتين متتاليتين ومقداره 27.321662 يوماً أي 11.6ثانية و43دقيقة و7ساعة و27يوم.
5. الشهر الحضيضي Anomalistic Month وهو دورة مرور القمر من حضيض إلى حضيض في مداره حول الأرض ومقداره 27 يوم و13ساعة و18 دقيقة و37.4 ثانية.
6. الشهر التنيني (العقدي) Nodical Month وهو دورة مرور القمر من عقدة إلى عقدة (والعقدة هي نقطة تقاطع مدار الأرض حول الشمس والمسماة بدائرة البروج مع الدائرة السماوية العظمى المارة بمدار القمر حول الأرض) ومقداره 27 يوم و5ساعة و5دقائق و34.1 ثانية.
أما المجموعة التي تأخذ بالحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية الصحيحة وليست بديلاً عنها كما هو حادث في دار الإفتاء المصرية منذ أكثر من ثلاثين عام فلم يحدث أي خلاف ما بين الحساب الفلكي والرؤية الشرعية خلال ثلاثين عام لأن القائمين على الحساب من علماء الفلك المتمرسين والقائمين على الرؤية من شباب علماء الفلك والشريعة المدربين تدريباً جيداً على عملية الرصد الصحيح للهلال الوليد.
وكان الشيخ مصطفى المراغي مفتي الديار المصرية ثم شيخ الأزهر في ثلاثينيات القرن العشرين يرد شهادة الشهود للرؤية إذا كانت مخالفة للحساب الفلكي.
وأنني في عجب كيف نأخذ بالحساب الفلكي في فريضة الصلاة وهي فريضة مقدمة على الصوم ولا نأخذ بها في الأخيرة.
وللبحث تتمه حيث لاتسع الصفحه الا 10000 كلمه
تعليق