بسم الله الرحمن الرحيم
القبر :هو آخر منازل الدنيا وأول منازل الآخرة، وهو: كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال :
** إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار **
وشدته أمارة للشدائد كلها، وما يراه العبد فيه عنوان ما يصل إليه فيما بعد .
وهو محطة مهمة في طريق الإنسان إلى ربه، يدرك الكافر فيه بعضاً مما سيحل به، وينعم المؤمن بما سينال من أجر على جده وتعبه.
فتدبرتِ أي الحفرتين مصيركِ ، وأي القبرين جزاؤكِ
خطب أمير المؤمنين [عليه السلام] فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: عباد الله الموت ليس منه فوت، ان أقمتم له أخذكم وان فررتم منه أدرككم الموت معقود بنواصيكم فالنجا النجا والوحا الوحا وراءكم طالب حثيث القبر احذروا ضنكه وظلمته وضيقه. ألا [و] ان القبر حفره من حفر جهنم أو روضة، من رياض الجنة. ألا وانه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الوحشة، أنا بيت الظلمة، أنا بيت الدود.
ألا وان وراء ذلك اليوم أشد من ذلك اليوم نار، حرها شديد، وقعرها عميق وحبلها حديد ليس لله فيها رحمة، قال: فبكى المسلمون حوله بكاءا شديدا ! ! ! فقال: وان وراء ذلك جنة، عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين، أجارنا الله واياكم من العذاب الاليم
وقال أميرالمؤمنين عليه السلام :
إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا، و أول يوم من الآخرة مثل له ماله و ولده و عمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: و الله إني كنت عليك لحريصا شحيحا، فما لي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك، ثم يلتفت إلى ولده فيقول: و الله إني كنت لكم لمحبا، و إني كنت عليكم لحاميا، فما ذا لي عندكم؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك و نواريك فيها، ثم يلتفت إلى عمله فيقول: و الله إني كنت فيك لزاهدا، و إنك كنت علي لثقيلا، فما ذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك، و يوم حشرك .......
ما ينفع في القبر من الأعمال .
عن الإمام الصادق (عليه السلام)أنه قال:
إذا دخل المؤمن في قبره كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبر مظل عليه ويتنحى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة والزكاة والبر: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه فأنا دونه
البحار ج68 ص 88 .
وعنه عليه السلام أنه
قال: ستة تلحق المؤمن بعد وفاته ، ولد يستغفرله ، ومصحف
يخلفه ، وغرس يغرسه وقليب يحفره ، وصدقة يجريها ، وسنة يؤخذ بها من بعده .
مشكاة الأنوار ج1 ص 117(منقول)
تعليق