اليماني الموعود هو يوسف الصدّيق (ع) في آخر الزمان / الحلقة الأولى
جاء ذكر شخصية اليماني الموعود من العلامات الحتمية للظهور الشريف حيث نقل الشيخ النعماني (رحمهُ الله) في كتاب الغيبة عن أبي عبدالله (عليهِ السلام) قال: (النــداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، واليمــاني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ...) إلى آخر الرواية ، فلا يمكن أن يتحقق ظهور الإمام المهدي المنتظر(عليه السلام) إن لم يتحقق ظهور تلك الشخصية لذا كان من الأجدر أعطاء هذهِ الشخصية أهمية كبرى في نفوسنا في البحث والتقصّي عنها لأن رايتهُ راية حق وهدى ولايحق لأحد أن يلتوي عليه أي (محاربته)أو (التخلف) عن نصرتهِ وهذا الكلام يحتاج إلى إدراكه كل عاقل لبيب في تأمل الغاية من هذهِ السطور البسيطة والعميقة في عنوانها ومحتواها طالما إنه عنوان أصبح في هذا الزمن لايُعير أهمية لكثير من رجال الدين والناس على الرغم من إن شخصية اليماني الموعود هو مفتاح الوصول إلى (أسرار القضية المهدوية) وهذا الأمر بات عند الناس والأسف الشديد أمراً أعتيادياً وكأنه شخصية عابرة مع الزمن ورايتهُ تظهر في مكان وزمان ما وينتهي كل شيء وهذا التصور ماذهب إليه أغلب الباحثين والمفكرين في القضية المهدوية.
فقد ورد عن أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) في حديثهم عن تلك الشخصية التي تظهر في زمان تكثر فيها رايات الضلالة والفتن والقتل والتي عُدّت من العلامات الحتمية لظهور قائمهم (عليه السلام) ولأهميتها الكبيرة في هداية المنتظرين كون هذهِ الشخصية من أعلم أهل ذلك الزمان في دينهم وإمام زمانهم ، حيث ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: (وليس راية في الرايات أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه (يـدعو إلى صاحبكــــم) ، فإذا خرج اليماني حرّم بيع السلاح على الناس وكل مُسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، ولايحلُ لمسلم أن يلتوي عليهِ فمن فعل فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مُستقيم) غيبة النعماني ص264 .
إذن فمن منّا لاينصر تلك الشخصية إذا خرجت للناس وعلِمنا أن رايتها راية هُدى لذا أصبح لزاماً علينا البحث والأستطلاع الدؤوب عن تلك الشخصية ومراحل ظهورها لنعرف الحق وأهلهُ وطريق النجاة خصوصاً إننا نعيش زمن الظهور القريب للمهدي (عليه السلام) الذي لايمكن الشك بهِ ، فلنهيئ أنفُسنا لمعرفة راية الحق كما أشارت لها الرواية الشريفة قبل وقوعنا في طرق ورايات الفتن والضلالة التي كثُر تحققها يوماً بعد يوم ونحن لانعلم إننا نمر بتلك العلامات الحتمية بسبب غفلتنا عن إمام زماننا (عليه السلام).
أنقل لكم هذا الموضوع الذي فيه من نقاط الشبه بين صاحب راية الهدى (اليماني الموعود) ونبي الله تعالى وهو يوسف الصدّيق (عليه السلام) والذي يُثبت إن اليماني الموعود هو يوسف آخر الزمان
جاء في الروايات المعتبرة الواردة عن أئمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم أن لصاحب هذا أ لآمر سنن من الأنبياء وبالأخص من يوسف (ع) وفيما يلي نقوم بعرض لتلك الأخبار محاولين حل ما يرد عليها من أشكالات و كشف بعض الأسرار المتعلقة بأمر ألأمام المهدي(ع) وقد ذكرنا في (موضوع روايات واشكالات)الروايه الوارده عن ابي بصير عن ابي جعفر (ع) وقد ا وردنا عليها بعض ألأشكالات او التساؤلات وسنقوم باعادة الروايه الان مع باقي الروايات :-
1- عن ابي بصير قال (سمعت ابا جعفر الباقر (ع) يقول : في صاحب هذا الامر سنة من اربعة انبياء ، سنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من يوسف ، وسنة من محمد (ص) فقلت : ما سنة موسى ؟ قال : خائف يترقب .قلت . وماسنة عيسى ؟ فقال : يقال فيه ماقيل في عيسى . قلت فما سنة يوسف ؟ قال السجن والغيبة . قلت وما سنة محمد (ص)؟ قال : اذا قام سار بسيرة رسول الله (ص) الا انه يبين اثار محمد (ص)ويضع السيف عتى عاتقه ثمانية اشهر هرجاً مرجاً حتى يرضى الله، قلت : فكيف يعلم رضا الله ؟ قال يلقي الله في قلبه الرحمة)( ).
2- وعن ابي بصير قال : سمعت ابا جعفر يقول:في صاحب هذا الامر سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (ص) واما من موسى فخائف يترقب واما من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى واما من يوسف السجن والتقية واما من محمد (ص) فالقيام بسيرته وتبين اثاره ثم يضع السيف على عاتقه ثمانية اشهر ولايزال يقتل اعداء الله حتى يرضى الله ..)( ).
ان هذه الروايات واشباهها تذكر لنا ان لصاحب هذا الامر شبها ًوسنة من يوسف عليه السلام مره يكون الشبه في ان صاحب هذا الامر يسجن ويغيب وفي مره اخرى يسجن ويمارس التقية وقد وقف الكثير من العلماء والباحثين متحيرين امام هذه الروايات ولم يعلقوا عليها او يحاولوا كشف النقاب عنها الا القليل منهم الذين حاولوا تأويلها ولكنهم في الحقيقة لم يفلحوا . وقد ذكرنا التساؤلات المطروحة حول هذا الامر تحت عنوان روايات واشكالات وهي كالتالي : كيف نستطيع ان نتصور ان الامام المهدي (ع) يسجن ؟! ومن هو الذي يستطيع سجن الامام (ع) ؟ واذا كان كذلك فمتى يكون ذلك السجن هل وقع قبل الغيبة الصغرى او في اثنائها ؟ او انه وقع في الغيبة الكبرى ؟ او ان ذلك يقع بعد ان يقوم الامام (ع) ويقيم دولة الحق يا ترى ؟
والحقيقة ان التاريخ لم يذكر لنا ان الامام المهدي(ع) سجن بعد ولادته اي قبل الغيبة الصغرى كما انه لم يسجن في الغيبة الصغرى ولايمكن ان نحتمل ان الامام يسجن بعد قيامه وقيام دولة الحق على يديه الشريفتين وعليه فلم يبقى الا احتمال واحد وهو ان يكون قد سجن في فترة الغيبة الكبرى ولكن لا يمكن ان نتصور بحال من الاحوال ان الامام (ع) يسجن ويمارس التقية وذلك لأنه من الصعب حمل هذه الروايات على الامام المهدي (ع) فان الامام (ع) كما لا يخفى لا يظهر ويقوم حتى يتهيأ له جيشاً وانصاراً وقاعدة معدة له قبل قيامه المقدس فقد جاء في الرواية الشريفة عن الامام الصادق (ع) : ( ما يخرج الا في اولي القوة وما يكون اولوا اقل من عشرة الاف ) ( ).
يُتبــع رجاءاً
تعليق