بسم الله الرحمن الرحيم
من الواضح جداً أن قيادة الامة أو قيادة الناس تحتاج إلى استحقاق من الله تعالى ، ولايصح لأي شخص ان يدعي القيادة اعتباطاً وجزافاً ، بل لا بد من مؤهلات تجعله صالح لأن يقود الناس ، حيث ذكر لنا المفكر العظيم السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) بما فهمناه من طرح السيد وهو على واقع من الصحة والدقة أن القيادة نص من الله سبحانه وتعالى وبطبيعة الحال ان هذا النص له صورتان أو يكون على طريقين :
الأول أو الصورة الأولى : ان القيادة في الواقع تكون أو تتخذ شكلاً من النص الشخصي أو على نحو القضية الخارجية كما يعبر الأصوليون ، بمعنى ان الله سبحانه وتعالى ينص بالقيادة شخصاً ويشير إلى ذلك الشخص بالنص ويذكر اسمه كما هو منزل على رسوله الأعظم صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ( علي خليفتي من بعدي ) ويدخل ضمن هذا الأطار وهذه القضية الخارجية ( الأنبياء ، والربانيون ) كما في الاية الكريمة ( ..... ليحكم بها الذين هادوا والنبيون والربانين .....)
الصورة الثانية : وتارة أخرى تتخذ القيادة شكلاً آخر وهو النص على الشخص بالصفات كما هو المثال ( كلما وجد أعلم جامع للشرائط يجب تقليده ) وعلى نحو القضية الحقيقية كما يعبر الأصوليون ، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يفترض أو ينص على القائد بالصفات كما في حديث الامام العسكري عليه السلام ( فمن كان منكم مخالفاً لهواه ....... فعلى العوام أن يقلدوه ) وغيرها من الأحاديث ، فلا بد للناس أن تتبع هذا الشخص ليكون عليها قائد .
وطبعاً هذا كله من الجانب القيادي الصحيح الذي يمثل المنهج الصحيح وفي المقابل الجانب الشاذ والسلبي ، لأنه كل أناس يدعون بقائدهم الذي ساروا عليه واتخذوه حجة فاذا كان من أحد الصورتين المذكورتين فخير على خير حبيبي ، وإلا غير هذا فيكون سبيلاً أو طريقاً للغي والضلال والضياع ، قال تعالى (يوم ندعو كل اناس بأمامهم ) .
النتيجة أن القيادة بواقعها السوي ومعناه الصحيح هي منصب ألهي ، يحتاج إلى مؤهلات وضوابط ، لكن قد يتفرع أوينتج ( قائد فرعي ) إذا صح التعبير ينص عليه الأمام أومن يمثل الأمام فيأخذ ذلك القائد الفرعي ضوابطه من الأمام أو من يمثله في عصرنا هذا ، هذا وجعلنا الله وإياكم من السائرين على المنهج الصحيح والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عل خير خلقه أجمعين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين .
تعليق