من المقصود بهذهِ الروايات الشريفة ؟؟!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهُ
وردت طائفة من الأحاديث الشريفة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تتحدث عن أحوال القائم لأهل البيت (عليهم السلام) وحديث الناس عنهُ في آخر الزمان .
أذكر لكم بعض ماجاء منها في كتاب غيبة النعماني (رض) المتوفي سنة 360 هـ حيث قال :
1- أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث و سبعين و مائتين قال حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري سنة تسع و عشرين و مائتين عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليهِ السلام) قال قال لي:
يا أبا الجارود إذا دار الفلك و قالوا مات أو هلك و بأي واد سلك و قال الطالب له أنى يكون ذلك و قد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه و إذا سمعتم به فأتوه و لو حبوا على الثلج.
2- أخبرنا محمد بن همام رحمه الله قال حدثنا حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن زائدة بن قدامة عن بعض رجاله عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) قال:
إن القائم إذا قام يقول الناس أنى ذلك و قد بليت عظامه .
3- حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري عن أحمد بن علي الحميري عن الحسن بن أيوب عن عبد الكريم بن عمرو عن محمد بن الفضيل عن حماد بن عبد الكريم الجلاب قال ذكر القائم عند أبي عبد الله (عليهِ السلام) فقالك
أما إنه لو قد قام لقال الناس أنى يكون هذا و قد بليت عظامه (مذ كذا و كذا).
4- حدثنا علي بن أحمد البندنيجي قال حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي العباسي عن موسى بن سلام عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الرحمن عن الخشاب عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم):
مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا نجم منها طلع فرمقتموه بالأعين و أشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت فذهب به ثم لبثتم في ذلك سبتا من دهركم و استوت بنو عبد المطلب و لم يدر أي من أي فعند ذلك يبدو نجمكم فاحمدوا الله و اقبلوه .
5- وأخبرنا محمد بن همام قال حدثني جعفر بن محمد بن مالك و عبد الله بن جعفر الحميري قالا حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمد بن عيسى و عبد الله بن عامر القصباني جميعا عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الخشاب عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر (عليهِ السلام) قال سمعته يقول قال رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم):
إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا مددتم إليه حواجبكم و أشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت فذهب به ثم بقيتم سبتا من دهركم لا تدرون أيا من أي فاستوى في ذلك بنو عبد المطلب فبينما أنتم كذلك إذ أطلع الله عليكم نجمكم فاحمدوه و اقبلوه .
6- حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن حنان بن سدير عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر (عليهِ السلام) أنه قال:
إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم و ملتم بحواجبكم غيب الله عنكم نجمكم فاستوت بنو عبد المطلب فلم يعرف أي من أي فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم .
7- حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي الكوفي قال حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أبيه أمير المؤمنين (عليهِ السلام) أنه قال:
صاحب هذا الأمر من ولدي هو الذي يقال مات أو هلك لا بل في أي واد سلك .
8- وبه عن محمد بن علي الكوفي قال حدثنا يونس بن يعقوب عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله (عليهِ السلام):
ما علامة القائم؟
قال (عليهِ السلام): إذا استدار الفلك فقيل مات أو هلك في أي واد سلك.
قلت: جُعلت فداك ثم يكون ماذا؟
قال(عليهِ السلام): لا يظهر إلا بالسيف .
9- حدثنا محمد بن همام قال حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن زائدة بن قدامة عن عبد الكريم قال ذكر عند أبي عبد الله (عليهِ السلام) القائم فقال:
أنى يكون ذلك و لم يستدر الفلك حتى يقال مات أو هلك في أي واد سلك فقلت و ما استدارة الفلك فقال اختلاف الشيعة بينهم.
قبل مناقشة حقيقة الوصف الذي رسمتهُ هذهِ الروايات الشريفة لابد من معرفة امراً في غاية الأهمية لجميع الباحثين في القضية المهدوية هو إن هناك روايات كثيرة تتحدث عن شخصية القائم او المهدي او صاحب الأمر او صاحب هذا الأمر وغيرها من الألقاب فمنها ماينطبق بشكلاً مباشر على شخصية الإمام المهدي (عليهِ السلام) ومنها ماتشير إلى شخصية أخرى هي أيضاً له من القيام والتمهيد لنصرة الإمام المنتظر(عليهِ السلام) وهو المهدي اليماني حيث جاءت الأحاديث الشريفة بوصف شخصية المهدي او القائم تبعاً للظروف الزمانية والمكانية لذا جعلت من هذهِ الأسباب تفسير لتلك الروايات وإنطباقها على شخصيّتين لا واحدة تعملان في إطار واحد ومشترك لقيام العدل الإلهي في الأرض وتأسيس الدولة المهدوية العالمية .
ويمكن لمن أراد التحقق من هذهِ الحقيقة الإطلاع على بحث مستقل بهذا المفهوم تحت عنوان (صاحب هذا الأمر) في موسوعة القائم (عجل الله تعالى فرجهُ الشريف).
نرجع إلى الروايات الشريفة التي تقدم ذكرها ونطرح بعض الأسئلة للجميع وهي:
هل هذهِ الروايات تقصد الإمـام المهــدي (عليهِ السلام) فتكون منحصرة بشخصيتهِ (ع) دون غيرهِ ؟
وما هو الدليل ؟
وإن كانت لاتقصد الإمام المهدي (عليهِ السلام) فمن تقصد إذن ؟
وهل يجوز لنا كأصحاب عقيدة بإمـام زماننا وأهل بيتهِ (عليهم السلام) ردّ هكذا روايات وإنكارها في حين إنها صدرت قبل ألف سنة وحدّث بها من أخلص الثقاة من العلماء الإجلاء بفكر آل البيت (عليهم السلام) ومنهم الشيخ الجليل أبي زينب النعماني في كتابهِ (الغيبة)؟
قبل توضيح حقيقة هذهِ الروايات ، لايمكن القول بنفيها إطلاقاً لإن نُقلت عن مصادرعديدة لثقاة شيعة أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) ، وهناك الكثير من المحققين أعتمدوا على هذهِ الأحاديث كمصدر لفكرهم وكتاباتهم وبحوثهم.
نأتي لإلقاء نظرة مختصرة على الروايات الشريفة التسعة المذكورة لتحديدها من ناحية المعنى و المضمون وهل يلتقيان مع شخصية الإمـام المهدي (عليهِ السلام) أم لا ؟
عند القول بقبول هذهِ الروايات على شخصية الإمـام المهدي(عليهِ السلام) عند الشيعة فإننا لم نعهد منذ زمن غيبة إمامنا (عليهِ السلام) إلى يومنا هذا على لسان الشيعة ومُحبي أهل البيت (عليهم السلام) أن يقولوا إنهُ (مات أو هلك ) ولا نعتقد بهذا الشيء إطلاقاً عند جميع مكونات الطائفة الشيعية حتى يوم ظهورهِ الشريف ، لانهُ من المسلّمات عند عقيدة شيعة وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) إن الله تعالى غيّب وليّهُ حتى يأذن بيوم ظهورهِ (عليهِ السلام) ، ولايمكن قبول هذا القول (وقد بُليت عِظامهُ) على إمـام زماننا لأننا لم نعهد في تاريخ غيبتهِ (عليهِ السلام) إنهُ مات وقد بُليت عظامهُ لكي نقول (أنى يكون ذلك وقد بليت عظامهُ).
أما الرواية الرابعة فقد تحدثت عن الأئمة المعصومين فهم حجج الله على الخلق:
مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم (وهم المعصومين(ع))
حتى إذا نجم منها طلع فرمقتموه بالأعين و أشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت
(وهنا لايمكن القول بقبول هكذا وصف لإمـام زماننا أن يأتيهِ ملك الموت فيذهب بهِ)
وهنا أرتبطت فكرة الغيبة كناية عن قضية موتهِ وإنقطاع خبرهِ عند الناس وهذا واضح من الرواية الشريفة وهذا ما أشارت إليهِ الروايات الأولى الثلاثة.
فذهب به ثم لبثتم في ذلك سبتا من دهركم(فترة من الغيبة)
و استوت بنو عبد المطلب(وهل بنو عبد المطلب من أبناء الرسول (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) حاضرين في المكة المكرمة بعصر الظهور الشريف إن لم يشير هذا الوصف إلى سادة الكوفة المنسوبين كأبناء لأهل البيت التي تصبح (مكة عصر الظهور))
و لم يدر أي من أي(كثرة رايات الضلال المشتبهة والمُدعية بالولاء لإهل البيت فكلاً يقول أنا الحق لاغيري ولا يعرف الناس راية إمام زماننا ودعاة الحق لها)
فعند ذلك يبدو نجمكم (أي برجعتهِ) فاحمدوا الله و اقبلوه .
أكتفي بهذا التوضيح من هذهِ الروايات المتقاربة في المعنى والدليل.
أما السائد والمتعارف عن حقيقة المهدي المنتظر عند مذاهب أهل السنة فجميعاً تُشير إلى إنهُ سيولد في آخر الزمان ويظهرليقيم دولة العدل الإلهي في العالم ولا يوجد من الأخبار المعتبرة لديهم لتعطي قبولاً عندهم لهذا القول بإنهُ مات أو هلك .
إذن بعد كل هذا التوضيح لتلك الإخبار وتناولها عند كلا الفريقين الشيعة والسّنة ، لايمكن القول إن هذهِ الأحاديث الشريفة جاءت لتنطبق على الإمـام المهدي (عليه السلام) ، إنما جاءت تصف شخصية أخرى تحمل أعباء الدعوة المهدوية الشريفة وهو اليماني الموعود الذي يقال عنهُ (مـات أو هـلك) والذي عدّهُ أئمتنا الأطهار من العلامات الحتمية لظهور قائمهم الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجهُ الشريف).
وردت طائفة من الأحاديث الشريفة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تتحدث عن أحوال القائم لأهل البيت (عليهم السلام) وحديث الناس عنهُ في آخر الزمان .
أذكر لكم بعض ماجاء منها في كتاب غيبة النعماني (رض) المتوفي سنة 360 هـ حيث قال :
1- أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي سنة ثلاث و سبعين و مائتين قال حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري سنة تسع و عشرين و مائتين عن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليهِ السلام) قال قال لي:
يا أبا الجارود إذا دار الفلك و قالوا مات أو هلك و بأي واد سلك و قال الطالب له أنى يكون ذلك و قد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه و إذا سمعتم به فأتوه و لو حبوا على الثلج.
2- أخبرنا محمد بن همام رحمه الله قال حدثنا حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن زائدة بن قدامة عن بعض رجاله عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) قال:
إن القائم إذا قام يقول الناس أنى ذلك و قد بليت عظامه .
3- حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري عن أحمد بن علي الحميري عن الحسن بن أيوب عن عبد الكريم بن عمرو عن محمد بن الفضيل عن حماد بن عبد الكريم الجلاب قال ذكر القائم عند أبي عبد الله (عليهِ السلام) فقالك
أما إنه لو قد قام لقال الناس أنى يكون هذا و قد بليت عظامه (مذ كذا و كذا).
4- حدثنا علي بن أحمد البندنيجي قال حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي العباسي عن موسى بن سلام عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الرحمن عن الخشاب عن أبي عبد الله (عليهِ السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم):
مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا نجم منها طلع فرمقتموه بالأعين و أشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت فذهب به ثم لبثتم في ذلك سبتا من دهركم و استوت بنو عبد المطلب و لم يدر أي من أي فعند ذلك يبدو نجمكم فاحمدوا الله و اقبلوه .
5- وأخبرنا محمد بن همام قال حدثني جعفر بن محمد بن مالك و عبد الله بن جعفر الحميري قالا حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمد بن عيسى و عبد الله بن عامر القصباني جميعا عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الخشاب عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر (عليهِ السلام) قال سمعته يقول قال رسول الله (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم):
إنما مثل أهل بيتي في هذه الأمة كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا مددتم إليه حواجبكم و أشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت فذهب به ثم بقيتم سبتا من دهركم لا تدرون أيا من أي فاستوى في ذلك بنو عبد المطلب فبينما أنتم كذلك إذ أطلع الله عليكم نجمكم فاحمدوه و اقبلوه .
6- حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن حنان بن سدير عن معروف بن خربوذ عن أبي جعفر (عليهِ السلام) أنه قال:
إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم و ملتم بحواجبكم غيب الله عنكم نجمكم فاستوت بنو عبد المطلب فلم يعرف أي من أي فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم .
7- حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي الكوفي قال حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن أبيه أمير المؤمنين (عليهِ السلام) أنه قال:
صاحب هذا الأمر من ولدي هو الذي يقال مات أو هلك لا بل في أي واد سلك .
8- وبه عن محمد بن علي الكوفي قال حدثنا يونس بن يعقوب عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله (عليهِ السلام):
ما علامة القائم؟
قال (عليهِ السلام): إذا استدار الفلك فقيل مات أو هلك في أي واد سلك.
قلت: جُعلت فداك ثم يكون ماذا؟
قال(عليهِ السلام): لا يظهر إلا بالسيف .
9- حدثنا محمد بن همام قال حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن زائدة بن قدامة عن عبد الكريم قال ذكر عند أبي عبد الله (عليهِ السلام) القائم فقال:
أنى يكون ذلك و لم يستدر الفلك حتى يقال مات أو هلك في أي واد سلك فقلت و ما استدارة الفلك فقال اختلاف الشيعة بينهم.
قبل مناقشة حقيقة الوصف الذي رسمتهُ هذهِ الروايات الشريفة لابد من معرفة امراً في غاية الأهمية لجميع الباحثين في القضية المهدوية هو إن هناك روايات كثيرة تتحدث عن شخصية القائم او المهدي او صاحب الأمر او صاحب هذا الأمر وغيرها من الألقاب فمنها ماينطبق بشكلاً مباشر على شخصية الإمام المهدي (عليهِ السلام) ومنها ماتشير إلى شخصية أخرى هي أيضاً له من القيام والتمهيد لنصرة الإمام المنتظر(عليهِ السلام) وهو المهدي اليماني حيث جاءت الأحاديث الشريفة بوصف شخصية المهدي او القائم تبعاً للظروف الزمانية والمكانية لذا جعلت من هذهِ الأسباب تفسير لتلك الروايات وإنطباقها على شخصيّتين لا واحدة تعملان في إطار واحد ومشترك لقيام العدل الإلهي في الأرض وتأسيس الدولة المهدوية العالمية .
ويمكن لمن أراد التحقق من هذهِ الحقيقة الإطلاع على بحث مستقل بهذا المفهوم تحت عنوان (صاحب هذا الأمر) في موسوعة القائم (عجل الله تعالى فرجهُ الشريف).
نرجع إلى الروايات الشريفة التي تقدم ذكرها ونطرح بعض الأسئلة للجميع وهي:
هل هذهِ الروايات تقصد الإمـام المهــدي (عليهِ السلام) فتكون منحصرة بشخصيتهِ (ع) دون غيرهِ ؟
وما هو الدليل ؟
وإن كانت لاتقصد الإمام المهدي (عليهِ السلام) فمن تقصد إذن ؟
وهل يجوز لنا كأصحاب عقيدة بإمـام زماننا وأهل بيتهِ (عليهم السلام) ردّ هكذا روايات وإنكارها في حين إنها صدرت قبل ألف سنة وحدّث بها من أخلص الثقاة من العلماء الإجلاء بفكر آل البيت (عليهم السلام) ومنهم الشيخ الجليل أبي زينب النعماني في كتابهِ (الغيبة)؟
قبل توضيح حقيقة هذهِ الروايات ، لايمكن القول بنفيها إطلاقاً لإن نُقلت عن مصادرعديدة لثقاة شيعة أئمتنا المعصومين (عليهم السلام) ، وهناك الكثير من المحققين أعتمدوا على هذهِ الأحاديث كمصدر لفكرهم وكتاباتهم وبحوثهم.
نأتي لإلقاء نظرة مختصرة على الروايات الشريفة التسعة المذكورة لتحديدها من ناحية المعنى و المضمون وهل يلتقيان مع شخصية الإمـام المهدي (عليهِ السلام) أم لا ؟
عند القول بقبول هذهِ الروايات على شخصية الإمـام المهدي(عليهِ السلام) عند الشيعة فإننا لم نعهد منذ زمن غيبة إمامنا (عليهِ السلام) إلى يومنا هذا على لسان الشيعة ومُحبي أهل البيت (عليهم السلام) أن يقولوا إنهُ (مات أو هلك ) ولا نعتقد بهذا الشيء إطلاقاً عند جميع مكونات الطائفة الشيعية حتى يوم ظهورهِ الشريف ، لانهُ من المسلّمات عند عقيدة شيعة وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) إن الله تعالى غيّب وليّهُ حتى يأذن بيوم ظهورهِ (عليهِ السلام) ، ولايمكن قبول هذا القول (وقد بُليت عِظامهُ) على إمـام زماننا لأننا لم نعهد في تاريخ غيبتهِ (عليهِ السلام) إنهُ مات وقد بُليت عظامهُ لكي نقول (أنى يكون ذلك وقد بليت عظامهُ).
أما الرواية الرابعة فقد تحدثت عن الأئمة المعصومين فهم حجج الله على الخلق:
مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم (وهم المعصومين(ع))
حتى إذا نجم منها طلع فرمقتموه بالأعين و أشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت
(وهنا لايمكن القول بقبول هكذا وصف لإمـام زماننا أن يأتيهِ ملك الموت فيذهب بهِ)
وهنا أرتبطت فكرة الغيبة كناية عن قضية موتهِ وإنقطاع خبرهِ عند الناس وهذا واضح من الرواية الشريفة وهذا ما أشارت إليهِ الروايات الأولى الثلاثة.
فذهب به ثم لبثتم في ذلك سبتا من دهركم(فترة من الغيبة)
و استوت بنو عبد المطلب(وهل بنو عبد المطلب من أبناء الرسول (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) حاضرين في المكة المكرمة بعصر الظهور الشريف إن لم يشير هذا الوصف إلى سادة الكوفة المنسوبين كأبناء لأهل البيت التي تصبح (مكة عصر الظهور))
و لم يدر أي من أي(كثرة رايات الضلال المشتبهة والمُدعية بالولاء لإهل البيت فكلاً يقول أنا الحق لاغيري ولا يعرف الناس راية إمام زماننا ودعاة الحق لها)
فعند ذلك يبدو نجمكم (أي برجعتهِ) فاحمدوا الله و اقبلوه .
أكتفي بهذا التوضيح من هذهِ الروايات المتقاربة في المعنى والدليل.
أما السائد والمتعارف عن حقيقة المهدي المنتظر عند مذاهب أهل السنة فجميعاً تُشير إلى إنهُ سيولد في آخر الزمان ويظهرليقيم دولة العدل الإلهي في العالم ولا يوجد من الأخبار المعتبرة لديهم لتعطي قبولاً عندهم لهذا القول بإنهُ مات أو هلك .
إذن بعد كل هذا التوضيح لتلك الإخبار وتناولها عند كلا الفريقين الشيعة والسّنة ، لايمكن القول إن هذهِ الأحاديث الشريفة جاءت لتنطبق على الإمـام المهدي (عليه السلام) ، إنما جاءت تصف شخصية أخرى تحمل أعباء الدعوة المهدوية الشريفة وهو اليماني الموعود الذي يقال عنهُ (مـات أو هـلك) والذي عدّهُ أئمتنا الأطهار من العلامات الحتمية لظهور قائمهم الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجهُ الشريف).
تعليق