مشاهدة الامام (ع)
(...وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة , الإمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة , فهو كذاب مفتري . ولا حول ولاقوة ألابالله العلي العظيم) .
أن الغريب عند المعتقدين بصحة هذا التوقيع ينقلونه ثم يقولون أيضاً بتشرف فلان بمشاهدة الامام المهدي (عليه السلام) وخدمتة وعندما أنصدموا بهذا التناقض الفضيع راحوا يزيدون على الكلام المنسوب للإمام (عليه السلام) ويقولون أن مدعي المشاهدة بمعنى مدعي النيابة ولا أدري ماهو الربط بين مدعي المشاهدة ومدعي النيابة خصوصاُ أذا عرفنا بأن المشاهدة في اللغة تعني المعاينة لسان العرب ج3 ص 239
فهل الامام المهدي (عليه السلام) أراد ان يقول وسيأتي لشيعتي من يدعي النيابة ولكنة لم يستطع التعبير عن النيابة فقال المشاهدة وشتان مابين الاثنين , ام هل الامام لايجيد اللغة العربية وهو أبن أسياد المتكلمين ووارث علومهم .
والان وبعد ماتقدم لنقرء ما قاله الفقهاء الذين تعرضوا لهذا الموضوع ومنهم الشيخ عباس القمي حيث قال : ( فمن أدعى بعدها السفارة والنيابة الخاصة أو أدعى المشاهدة مع هذه الدعوى فهو كذاب مفتري على الحجة (عليه السلام) ) تأريخ الامام الثاني عشر ص 189
أن الذي يقراء كلام الشيخ القمي والذي يقراء التوقيع المنسوب للامام المهدي (عليه السلام) يجد أختلافاً موضوعياً بين الاثنين فأن الكلام المنسوب للإمام (عليه السلام) يقول بالمشاهدة ولم يتطرق للنيابة الخاصة أو العامة لامن قريب ولامن بعيد فمالكم كيف تحكمون .
ومن الغريب ايضاً ان الشيخ القمي في نفس الصفحة يقول ( فيكون المرجع في الدين وشرائع العلماء والفقهاء والمجتهدين بأمر الامام (عليه السلام) فأن النيابة ثابتة لهم على سبيل العموم )
وقد أحتج الشيخ القمي على نيابة الفقهاء و العلماء للإمام المهدي (عليه السلام) بما أخرجه الشيخ محمد بن عثمان العمري عن الإمام المهدي (عليه السلام) في حديث طويل الى ان قال (( وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا بها الى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم )) .
وقد ناقشنا هذا التوقيع في مبحث التقليد عند الامامية فتأمل .
ومن الذين تطرقوا لهذا الموضوع أيضاً هو علي بن عيسى الإربلي في كتاب كشف الغمه حيث أردف قائلاً (فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر والذي أراه أنه إن كان يراه أحد فقد علم منهم أنهم لا يدعون رؤيته و مشاهدته و أن الذي يدعيها كذاب فلا مناقضة إذا و الله أعلم) كشفالغمة ج : 2 ص : 539
وهذا الكلام غير صحيح بطبيعة الحال فأن الذي يدعي المشاهدة كثيرون ومنهم ثقاة ووصول هذا الامر فيهم الى حد التواتر بحيث اصبح قطعيات كالشمس الطالعة وأذا قمنا بتكذيبهم فهذا يتطلب منا عزل أكثر من تسعون بالمئة من ثقاة الشيعة أن لم نقل مئة بالمئة .
ومن الذين تطرقوا لهذا الموضوع هو العلامة المجلسي في البحار قائلاً :
(أنه خبر واحد مرسل غير موجب علما فلا يعارض تلك الوقائع و القصص التي يحصل القطع عن مجموعها بل و من بعضها المتضمن لكرامات و مفاخر لا يمكن صدورها من غيره (عليه السلام) فكيف يجوز الإعراض عنها لوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله و هو الشيخ في الكتاب المذكور كما يأتي كلامه فيه فكيف بغيره و العلماء الأعلام تلقوها بالقبول و ذكروها في زبرهم و تصانيفهم معولين عليها معتنين بها) بحارالأنوار ج : 53 ص : 319
ولعل الشيخ المجلسي قد أصاب كبد الحقيقة بهذه الكلمات فماهو الداعي من الشيخ الطوسي أن ينقل في كتاب الغيبة هذا الخبر ثم في نفس كتابة ينقل أخبار من تشرف بمشاهدة الامام المهدي (عليه السلام) وهم من الثقاة والمعول عليهم أليس هذا دليل على عدم عمل الشيخ بهذا الخبر ياأولوا الالباب .
وقد ناقش السيد حسن الابطحي التوقيع الذي أصدره السمري في كتابة الكمالات الروحية قائلاً ( ومن زعم أنة على صلة دائمة بالإمام بقية الله (روحي فداه) وأنة يتحدث مع الإمام متى شاء وينقل جواب الإمام (عليه السلام) للناس عما يسألون .. فأنه كذاب قد أدعى (( النيابة )) اذ ورد في التوقيع المقدس الصادر من صاحب الأمر (عليه السلام) لآخر نوابه الاربعة (( الإمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة , فهو كذاب مفتري . ولا حول ولاقوة ألابالله العلي العظيم )) الكمالات الروحية - السيد حسن الابطحي - ص216
نفهم من كلام السيد أن كلمة المشاهدة التي جاءت في الخبر تعني كل من يدعي أنه على صله بالإمام وأنه يستطيع أن يراه ويتحدث معه متى شاء فهو كذاب مفتري ولكن الملفت للنظر ان السيد الابطحي نفسه قد نقل قصة لقاء السيد أبو الحسن الاصفهاني بالإمام المهدي (عليه السلام) وكان السيد الاصفهاني يتمتع بصفة اللقاء مع الإمام المهدي (عليه السلام) متى شاء بل الأكثر من ذلك فأنه يستطيع أيصال الشاكين بالإمام لللقاء به لكي يؤمنو بالمهدي (عليه السلام) فهل السيد الأصفهاني كذاب مفتري ياترى !!! وعلى ايه حال لابأس من ذكر القصة التي ذكرها في كتابة اللقاء مع الامام صاحب الزمان نقلاً عن كتاب (كنز العارفين) للسيد حسن ميرجهاني والقصة هذه : ( كان أحد علماء اليمن وأسمه بحر العلوم يراسل العديد من علمائنا في النجف طالباً منهم اثبات الوجود المقدس لبقية الله في أرضه (عليه السلام) . وكان السيد بحر العلوم زيدياً غير مصدق بوجود الحجة (عليه السلام) فكتب له العلماء الأعلام رسائل عديدة وشرحوا له اثبات وجوده ولكنه لم يقتنع حتى كتب رسالة الى المرجع الأعلى للشيعة آنذاك السيد أبو الحسن الاصفهاني(رضوان الله تعالى عليه) يطلب منه اثبات ذلك . وفي جوابه , قال السيد أبو الحسن الأصفهاني للسيد بحر العلوم , اذا أرت اثبات ذلك والتأكد من والوجود المقدس لصاحب العصر فعليك المجيء الى النجف الأشرف لأثبت لك ذلك حضورياً وبعد عشرة أشهر وصل السيد بحر العلوم وابنه وعدد من أتباعه الى النجف الاشرف وزاروا السيد أبو الحسن وطلب منه أن يثبت له ذلك بعد أن حضر شخصياً الى النجف مع ابنه .
فقال له المرحوم السيد ابو الحسن الأصفهاني : تعال غداً أنت وابنك الى داري حتى اعطيك جواب سؤالك .
ثم جاء بحر العلوم وابنه وبعض أتباعه وبعد تناول العشاء والاحاديث الدينية وانصراف الضيوف وانتصاف الليل , قال السيد أبو الحسن الى خادمه مشهدي حسين , هات المصباح معك ووجه كلامه للسيد بحر العلوم وابنه وقال لهما . اتبعاني .
ثم أضاف السيد ميرجهاني : كنت احد الذين بقوا بعد انصراف الضيوف فأرت أن أذهب مع السيد أبو الحسن لكنه قال لي : يجب أن تبقى هنا ويأتي معي فقط بحر العلوم وابنه .
ثم ذهب الثلاثة في تلك الليلة المظلمة ولم نعرف وجهة سيرهم ولا الى اين ذهبوا.
ولكن وفي الصباح وعندما التقيت مع بحر العلوم وابنه وسألته عن أحداث الليلة الماضية قال : الحمد لله لقد تشرفنا ليلة أمس بخدمة ولي العصر (عليه السلام) وأصبحت من المعتقدين بوجودة المقدس .
فسألته : وكيف ذلك ؟
فقال : لقد أراني السيد أبو الحسن الأصفهاني الحجة بن الحسن (عليه السلام) .
فسألته : وكيف ذلك ؟
فقال بحر العلوم : عندما تركنا الدار لم ندر الى أين وجهتنا حتى وصلنا الى وادي السلام وفي وسط الوادي دخلنا مكاناً قال انه مقام صاحب الزمان (عليه السلام) .
وعندما وصل السيد أبو الحسن الى باب المقام , أخذ المصباح من خادمه مشهدي حسين ودخل منفرداً الى المقام ثم اشار الي أن أدخل وحدي معه ثم توضأ وبدأ بالصلاة وصلى أربع ركعات ثم قال شيئاً لم نفهمه ولكن شاهدت فجأة أنواراً خاطفة وقد غمر المكان نور ساطع .
وهنا يكمل الحكاية ولده فيقول :
كنت في هذه اللحظات خارج المقام ولكنني بعد دقائق سمعت صيحة عظيمة من قبل والدي ثم أغمي عليه فتقدمت قليلاً فوجت السيد أبو الحسن الأصفهاني يُمَسِد كتفيه حتى استفاق من غيبوبته فقال مباشرة : لقد رأيت ولي العصر والزمان (عليه السلام) وأصبحت من شيعته الإثنى عشرية , ولكنه لم يزد شيئاً على هذا الكلام ولم يوضح لقاءه بالحجة (عليه السلام) ثم عدنا الى اليمن بعد أيام وتشيع أكثر من أربعة آلاف من أتباعه) اللقاء مع الامام صاحب الزمان - السيد حسن الابطحي - ص129
بعد هذه القصة نوجه الحكم الى القارىء الكريم بخصوص ماتقدم من كلام السيد الابطحي في كتابة الكمالات الروحية ومانقله في كتابة اللقاء مع الامام صاحب الزمان من القصة أعلاه فهل السيد أبو الحسن الاصفهاني كذاب مفتري ياترى !!!
بعد أستعراض أراء بعض الفقهاء حول قضية التوقيع المنسوب للإمام المهدي (عليه السلام) بقي علينا أن ندرس مصلحة الحكومة العباسية من هذا التوقيع , فقد عرفنا ما للسلطات العباسية من تدخلات في موضوع السفارة وما كان همهم إلا غلق هذا الباب نهائياً وهذا كان مرادهم وقد استطاعوا ذلك من خلال التوقيع المذكور وأن من يدعي مشاهدة الإمام (عليه السلام) فهو كذاب مفتري وبذلك ارتاحت السلطات من مسأله وجود سفير أو نائب ينغص عليهم ملكهم وهذا بطبيعة الحال نصرٌ مابعدة نصر ولكن هيهات يافراعنة بني العباس لاتأمنوا مكر الله فقد وعدكم أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال (( ... إن لبني العباس يوما كيوم الطموح و لهم فيه صرخة كصرخة الحبلى الويل لشيعة ولد العباس من الحرب ... ))
_ بحارالأنوار ج : 52 ص : 228 _
وأن أمير المؤمنين لايخلف الميعاد لانه متصف بصفات ربه وان موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب وسيأتي يومكم الذي يكفر فيه بعضكم بعض ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار ومالكم من ناصرين حتى إذا رأوا مايوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقل عدداً والله بالغ أمره ولا حول ولاقوة ألابالله العلي العظيم .
ان المتتبع للفترة القريبة من أستشهاد الامام العسكري (عليه السلام) أي بعد تولي الامام المهدي (عليه السلام) الامامة يجد انها فترة عصيبة عليه (عليه السلام) وعلى شيعته وموالية أيضاً فأن السلطات العباسية الظالمة كانت تقتفي أثر الامام وأثر كل من يوصلهم ألية وذلك للقبض علية (عليه السلام) كما ذكر السيد الصدر في موسوعة الامام المهدي ماهذا نصة (كان القبض علية احد الاهداف الكبرى للدولة من حيث انها تعلم مافي كيانها من ضعف وانحراف وتسيب وتعلم ان المهدي (عليه السلام) هو المذخور لرفع الظلم والجور عن بني البشر اذن فهو يناقض باساس وجودة وعمق هدفة كيان هذه الدولة من الصميم ويشكل ضدها الخطر الاصيل . ولم تكن الدولة لتعلم انة سيتأخر ظهورة ماحصل له من تأخر بعد ذلك فأن من مميزات ظهور الامام المهدي (عليه السلام) كونه محتمل الظهور في كل وقت لكي يخافة كل ظالم ويخشاه كل منحرف) تاريخ الغيبة الصغرى – السيد محمد الصدر - ص 549
أن حملات القبض عليه كانت مستمرة وقد أجرت السلطات العباسية ثلاثة حملات ضده (عليه السلام) أحدها قام بها المعتمد العباسي والأخريان قام بها المعتضد العباسي الذي تولى الحكم بعد المعتمد ولكن الخلفاء الذين تلوا المعتضد لم يذكر التاريخ بان لهم حملات ضد الامام المهدي (عليه السلام) نعم كان هنالك تجسس وتلفت دائم ضد القضية المهدوية بشكل عام وضد الامام المهدي (عليه السلام) بشكل خاص بل أن هذا التجسس والتلفت موجود الى يومنا هذا من قبل الغرب عموما وأسرئيل وامريكا خصوصاً ومن الجدير بالذكر ماذكرة السيد الصدر في احدى خطب الجمعة بأن أمريكا تمتلك ملفاً كاملاً حول الامام المهدي (عليه السلام) وأن هذا الملف لاينقصة الاالصورة له (عليه السلام) .
ومن ما تقدم كان هذا سبب من أسباب كون الامام المهدي (عليه السلام) في خفاء الى يومنا هذا
(...وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة , الإمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة , فهو كذاب مفتري . ولا حول ولاقوة ألابالله العلي العظيم) .
أن الغريب عند المعتقدين بصحة هذا التوقيع ينقلونه ثم يقولون أيضاً بتشرف فلان بمشاهدة الامام المهدي (عليه السلام) وخدمتة وعندما أنصدموا بهذا التناقض الفضيع راحوا يزيدون على الكلام المنسوب للإمام (عليه السلام) ويقولون أن مدعي المشاهدة بمعنى مدعي النيابة ولا أدري ماهو الربط بين مدعي المشاهدة ومدعي النيابة خصوصاُ أذا عرفنا بأن المشاهدة في اللغة تعني المعاينة لسان العرب ج3 ص 239
فهل الامام المهدي (عليه السلام) أراد ان يقول وسيأتي لشيعتي من يدعي النيابة ولكنة لم يستطع التعبير عن النيابة فقال المشاهدة وشتان مابين الاثنين , ام هل الامام لايجيد اللغة العربية وهو أبن أسياد المتكلمين ووارث علومهم .
والان وبعد ماتقدم لنقرء ما قاله الفقهاء الذين تعرضوا لهذا الموضوع ومنهم الشيخ عباس القمي حيث قال : ( فمن أدعى بعدها السفارة والنيابة الخاصة أو أدعى المشاهدة مع هذه الدعوى فهو كذاب مفتري على الحجة (عليه السلام) ) تأريخ الامام الثاني عشر ص 189
أن الذي يقراء كلام الشيخ القمي والذي يقراء التوقيع المنسوب للامام المهدي (عليه السلام) يجد أختلافاً موضوعياً بين الاثنين فأن الكلام المنسوب للإمام (عليه السلام) يقول بالمشاهدة ولم يتطرق للنيابة الخاصة أو العامة لامن قريب ولامن بعيد فمالكم كيف تحكمون .
ومن الغريب ايضاً ان الشيخ القمي في نفس الصفحة يقول ( فيكون المرجع في الدين وشرائع العلماء والفقهاء والمجتهدين بأمر الامام (عليه السلام) فأن النيابة ثابتة لهم على سبيل العموم )
وقد أحتج الشيخ القمي على نيابة الفقهاء و العلماء للإمام المهدي (عليه السلام) بما أخرجه الشيخ محمد بن عثمان العمري عن الإمام المهدي (عليه السلام) في حديث طويل الى ان قال (( وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا بها الى رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم )) .
وقد ناقشنا هذا التوقيع في مبحث التقليد عند الامامية فتأمل .
ومن الذين تطرقوا لهذا الموضوع أيضاً هو علي بن عيسى الإربلي في كتاب كشف الغمه حيث أردف قائلاً (فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كذاب مفتر والذي أراه أنه إن كان يراه أحد فقد علم منهم أنهم لا يدعون رؤيته و مشاهدته و أن الذي يدعيها كذاب فلا مناقضة إذا و الله أعلم) كشفالغمة ج : 2 ص : 539
وهذا الكلام غير صحيح بطبيعة الحال فأن الذي يدعي المشاهدة كثيرون ومنهم ثقاة ووصول هذا الامر فيهم الى حد التواتر بحيث اصبح قطعيات كالشمس الطالعة وأذا قمنا بتكذيبهم فهذا يتطلب منا عزل أكثر من تسعون بالمئة من ثقاة الشيعة أن لم نقل مئة بالمئة .
ومن الذين تطرقوا لهذا الموضوع هو العلامة المجلسي في البحار قائلاً :
(أنه خبر واحد مرسل غير موجب علما فلا يعارض تلك الوقائع و القصص التي يحصل القطع عن مجموعها بل و من بعضها المتضمن لكرامات و مفاخر لا يمكن صدورها من غيره (عليه السلام) فكيف يجوز الإعراض عنها لوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله و هو الشيخ في الكتاب المذكور كما يأتي كلامه فيه فكيف بغيره و العلماء الأعلام تلقوها بالقبول و ذكروها في زبرهم و تصانيفهم معولين عليها معتنين بها) بحارالأنوار ج : 53 ص : 319
ولعل الشيخ المجلسي قد أصاب كبد الحقيقة بهذه الكلمات فماهو الداعي من الشيخ الطوسي أن ينقل في كتاب الغيبة هذا الخبر ثم في نفس كتابة ينقل أخبار من تشرف بمشاهدة الامام المهدي (عليه السلام) وهم من الثقاة والمعول عليهم أليس هذا دليل على عدم عمل الشيخ بهذا الخبر ياأولوا الالباب .
وقد ناقش السيد حسن الابطحي التوقيع الذي أصدره السمري في كتابة الكمالات الروحية قائلاً ( ومن زعم أنة على صلة دائمة بالإمام بقية الله (روحي فداه) وأنة يتحدث مع الإمام متى شاء وينقل جواب الإمام (عليه السلام) للناس عما يسألون .. فأنه كذاب قد أدعى (( النيابة )) اذ ورد في التوقيع المقدس الصادر من صاحب الأمر (عليه السلام) لآخر نوابه الاربعة (( الإمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة , فهو كذاب مفتري . ولا حول ولاقوة ألابالله العلي العظيم )) الكمالات الروحية - السيد حسن الابطحي - ص216
نفهم من كلام السيد أن كلمة المشاهدة التي جاءت في الخبر تعني كل من يدعي أنه على صله بالإمام وأنه يستطيع أن يراه ويتحدث معه متى شاء فهو كذاب مفتري ولكن الملفت للنظر ان السيد الابطحي نفسه قد نقل قصة لقاء السيد أبو الحسن الاصفهاني بالإمام المهدي (عليه السلام) وكان السيد الاصفهاني يتمتع بصفة اللقاء مع الإمام المهدي (عليه السلام) متى شاء بل الأكثر من ذلك فأنه يستطيع أيصال الشاكين بالإمام لللقاء به لكي يؤمنو بالمهدي (عليه السلام) فهل السيد الأصفهاني كذاب مفتري ياترى !!! وعلى ايه حال لابأس من ذكر القصة التي ذكرها في كتابة اللقاء مع الامام صاحب الزمان نقلاً عن كتاب (كنز العارفين) للسيد حسن ميرجهاني والقصة هذه : ( كان أحد علماء اليمن وأسمه بحر العلوم يراسل العديد من علمائنا في النجف طالباً منهم اثبات الوجود المقدس لبقية الله في أرضه (عليه السلام) . وكان السيد بحر العلوم زيدياً غير مصدق بوجود الحجة (عليه السلام) فكتب له العلماء الأعلام رسائل عديدة وشرحوا له اثبات وجوده ولكنه لم يقتنع حتى كتب رسالة الى المرجع الأعلى للشيعة آنذاك السيد أبو الحسن الاصفهاني(رضوان الله تعالى عليه) يطلب منه اثبات ذلك . وفي جوابه , قال السيد أبو الحسن الأصفهاني للسيد بحر العلوم , اذا أرت اثبات ذلك والتأكد من والوجود المقدس لصاحب العصر فعليك المجيء الى النجف الأشرف لأثبت لك ذلك حضورياً وبعد عشرة أشهر وصل السيد بحر العلوم وابنه وعدد من أتباعه الى النجف الاشرف وزاروا السيد أبو الحسن وطلب منه أن يثبت له ذلك بعد أن حضر شخصياً الى النجف مع ابنه .
فقال له المرحوم السيد ابو الحسن الأصفهاني : تعال غداً أنت وابنك الى داري حتى اعطيك جواب سؤالك .
ثم جاء بحر العلوم وابنه وبعض أتباعه وبعد تناول العشاء والاحاديث الدينية وانصراف الضيوف وانتصاف الليل , قال السيد أبو الحسن الى خادمه مشهدي حسين , هات المصباح معك ووجه كلامه للسيد بحر العلوم وابنه وقال لهما . اتبعاني .
ثم أضاف السيد ميرجهاني : كنت احد الذين بقوا بعد انصراف الضيوف فأرت أن أذهب مع السيد أبو الحسن لكنه قال لي : يجب أن تبقى هنا ويأتي معي فقط بحر العلوم وابنه .
ثم ذهب الثلاثة في تلك الليلة المظلمة ولم نعرف وجهة سيرهم ولا الى اين ذهبوا.
ولكن وفي الصباح وعندما التقيت مع بحر العلوم وابنه وسألته عن أحداث الليلة الماضية قال : الحمد لله لقد تشرفنا ليلة أمس بخدمة ولي العصر (عليه السلام) وأصبحت من المعتقدين بوجودة المقدس .
فسألته : وكيف ذلك ؟
فقال : لقد أراني السيد أبو الحسن الأصفهاني الحجة بن الحسن (عليه السلام) .
فسألته : وكيف ذلك ؟
فقال بحر العلوم : عندما تركنا الدار لم ندر الى أين وجهتنا حتى وصلنا الى وادي السلام وفي وسط الوادي دخلنا مكاناً قال انه مقام صاحب الزمان (عليه السلام) .
وعندما وصل السيد أبو الحسن الى باب المقام , أخذ المصباح من خادمه مشهدي حسين ودخل منفرداً الى المقام ثم اشار الي أن أدخل وحدي معه ثم توضأ وبدأ بالصلاة وصلى أربع ركعات ثم قال شيئاً لم نفهمه ولكن شاهدت فجأة أنواراً خاطفة وقد غمر المكان نور ساطع .
وهنا يكمل الحكاية ولده فيقول :
كنت في هذه اللحظات خارج المقام ولكنني بعد دقائق سمعت صيحة عظيمة من قبل والدي ثم أغمي عليه فتقدمت قليلاً فوجت السيد أبو الحسن الأصفهاني يُمَسِد كتفيه حتى استفاق من غيبوبته فقال مباشرة : لقد رأيت ولي العصر والزمان (عليه السلام) وأصبحت من شيعته الإثنى عشرية , ولكنه لم يزد شيئاً على هذا الكلام ولم يوضح لقاءه بالحجة (عليه السلام) ثم عدنا الى اليمن بعد أيام وتشيع أكثر من أربعة آلاف من أتباعه) اللقاء مع الامام صاحب الزمان - السيد حسن الابطحي - ص129
بعد هذه القصة نوجه الحكم الى القارىء الكريم بخصوص ماتقدم من كلام السيد الابطحي في كتابة الكمالات الروحية ومانقله في كتابة اللقاء مع الامام صاحب الزمان من القصة أعلاه فهل السيد أبو الحسن الاصفهاني كذاب مفتري ياترى !!!
بعد أستعراض أراء بعض الفقهاء حول قضية التوقيع المنسوب للإمام المهدي (عليه السلام) بقي علينا أن ندرس مصلحة الحكومة العباسية من هذا التوقيع , فقد عرفنا ما للسلطات العباسية من تدخلات في موضوع السفارة وما كان همهم إلا غلق هذا الباب نهائياً وهذا كان مرادهم وقد استطاعوا ذلك من خلال التوقيع المذكور وأن من يدعي مشاهدة الإمام (عليه السلام) فهو كذاب مفتري وبذلك ارتاحت السلطات من مسأله وجود سفير أو نائب ينغص عليهم ملكهم وهذا بطبيعة الحال نصرٌ مابعدة نصر ولكن هيهات يافراعنة بني العباس لاتأمنوا مكر الله فقد وعدكم أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال (( ... إن لبني العباس يوما كيوم الطموح و لهم فيه صرخة كصرخة الحبلى الويل لشيعة ولد العباس من الحرب ... ))
_ بحارالأنوار ج : 52 ص : 228 _
وأن أمير المؤمنين لايخلف الميعاد لانه متصف بصفات ربه وان موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب وسيأتي يومكم الذي يكفر فيه بعضكم بعض ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار ومالكم من ناصرين حتى إذا رأوا مايوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقل عدداً والله بالغ أمره ولا حول ولاقوة ألابالله العلي العظيم .
ان المتتبع للفترة القريبة من أستشهاد الامام العسكري (عليه السلام) أي بعد تولي الامام المهدي (عليه السلام) الامامة يجد انها فترة عصيبة عليه (عليه السلام) وعلى شيعته وموالية أيضاً فأن السلطات العباسية الظالمة كانت تقتفي أثر الامام وأثر كل من يوصلهم ألية وذلك للقبض علية (عليه السلام) كما ذكر السيد الصدر في موسوعة الامام المهدي ماهذا نصة (كان القبض علية احد الاهداف الكبرى للدولة من حيث انها تعلم مافي كيانها من ضعف وانحراف وتسيب وتعلم ان المهدي (عليه السلام) هو المذخور لرفع الظلم والجور عن بني البشر اذن فهو يناقض باساس وجودة وعمق هدفة كيان هذه الدولة من الصميم ويشكل ضدها الخطر الاصيل . ولم تكن الدولة لتعلم انة سيتأخر ظهورة ماحصل له من تأخر بعد ذلك فأن من مميزات ظهور الامام المهدي (عليه السلام) كونه محتمل الظهور في كل وقت لكي يخافة كل ظالم ويخشاه كل منحرف) تاريخ الغيبة الصغرى – السيد محمد الصدر - ص 549
أن حملات القبض عليه كانت مستمرة وقد أجرت السلطات العباسية ثلاثة حملات ضده (عليه السلام) أحدها قام بها المعتمد العباسي والأخريان قام بها المعتضد العباسي الذي تولى الحكم بعد المعتمد ولكن الخلفاء الذين تلوا المعتضد لم يذكر التاريخ بان لهم حملات ضد الامام المهدي (عليه السلام) نعم كان هنالك تجسس وتلفت دائم ضد القضية المهدوية بشكل عام وضد الامام المهدي (عليه السلام) بشكل خاص بل أن هذا التجسس والتلفت موجود الى يومنا هذا من قبل الغرب عموما وأسرئيل وامريكا خصوصاً ومن الجدير بالذكر ماذكرة السيد الصدر في احدى خطب الجمعة بأن أمريكا تمتلك ملفاً كاملاً حول الامام المهدي (عليه السلام) وأن هذا الملف لاينقصة الاالصورة له (عليه السلام) .
ومن ما تقدم كان هذا سبب من أسباب كون الامام المهدي (عليه السلام) في خفاء الى يومنا هذا
تعليق