تقليد المراجع غير شرعي وليس بواجب وغير مبرء للذمة
للدكتور الاثناعشري --زين العابدين الإمارة
يقصد بالتقليد تحديد فقيه عالم مجتهد يرجع اليه المسلمون عند طلب الفتوى في أمر من أمور الدين وينبغي أن يكون هذا العالم معروفا لأهل الخبرة والدراية الشرعية بعلمه وتفقهه في أمور الدين أصوله وفروعه ...... مع ملاحظة أن المقلد(بفتح اللام) غير معصوم .
وكما نعلم ان التقليد عند الشيعة كان قد بدء مع بداية السنين الأولى للقرن العشرين الميلادي ونعلم أيضآ ان عمر الطائفة الشيعية لا يقل عن الألف سنة محسوبة من تاريخ وفاة السفير الرابع للأمام المهدي عليه السلام.. فعندها تكون أول رسالة عملية أصدرها مرجع شيعي أشارت الى وجوب التقليد هي رسالة (العروة الوثقى )من قبل الفقيه كاظم اليزدي والتي صدرت عام 1919ميلادي ..فيما لم تتضمن الرسالة العملية للعلامة الحلي والتي يتم تدريسها في الحوزات العلمية الشيعية بابآ خاصآ للتقليد،بل ولم يرد فيها أي ذكر للتقليد لا من قريب ولا من بعيد على الأطلاق..وكان الشيعة على مدى 900عام من أتباع المدرسة الأخبارية، والتي تدعو الى نقل الرواية والأخبار عن الأئمة المعصومين عليهم السلام، والأجتهاد في تفسيرها دون فرض وجوب ذلك التفسير او جعل العقل مصدرآ للتشريع مع مصادر التشريع الثلاث القرأن،السنة النبوية،وروايات واحاديث الأئمة الأثني عشر المعصومين عليهم السلام، أي ان المدرسة الأخبارية تدعو الى الأجتهاد وليس الى التقليد!!!.. وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وقبله ايضآ بدأت الدعوة الى التقليد عن طريق تأسيس المدرسة الأصولية من خلال سلسلة طويلة من الحوارات بين الفقهاء..و قد تكون من ضمن دوافع وبواعث تلك الحوارات رغبة بعض الفقهاء في أن يكونوا مصدرآ اضافيآ أخرآ لمصادر التشريع الثلاث،وكذلك بسبب الأضطهاد الطائفي الذي تعرضت و تتعرض له الشيعة.. و هناك دوافع مختلفة اخرى،وربما منها الدوافع السياسية وعلى رأس تلك الدوافع السياسية حاجة الدولة الصفوية لمرجع واحد على الأقل يستطيع تسويغ وشرعنة و تنفيذ ماتريده السلطة الصفوية مع ضمان طاعة العامة لذلك الأمر الصادر من المرجع والذي يصب في مصلحة العقلية السلطوية وفي مصلحة الدولة او الحاكم،وكذلك في محاولة من الدولة الصفوية لتقليد الدولة الخصم والمنافسة للدولة الصفوية ألا وهي الدولة العثمانية والتي يوجد لديها منصب المفتي، أي فقيه السلطة لدى السلطان العثماني والذي يجب ان يكون مقابله في الدولة الصفوية المرجع، و وسيلة المرجع الوحيدة بعد تسعمائة عام من الأخبارية هي استنباط وسيلة( التقليد) وفرض وجوبها شرعآ بأمر المصدر الرابع للتشريع( الفقهاء)!!! والله عز وجل يقول (مافرطنا في الكتاب من شيء) ويقول(وكل شيء فصلناه تفصيلآ)ويقول(وتفصيلآ لكل شيء)ويقول(وفيه تبيانآ لكل شيء) ، اذن لم يكن قبل ذلك لا مرجع ولا مجتهد يجب تقليده !!! السؤال الأن هو.. تسعمائة عام تقريبا قبل رسالة اليزدي ما كان حال الشيعة وعلمائهم؟ وماهوموقفهم من قضية التقليد؟ ان الشيعة كانوا (علماء ومجتهدون وعامة) أخباريون لايقلدون بل لايعرفون التقليد ولم يسمعوا به ولم يذكر في مصادر التشريع( الثلاث فقط)التي يعرفونها؟؟؟ والى من يرجع الناس في أمور دينهم ومعاملاتهم في حياتهم اليومية ؟؟؟ هل كانوا على ظلال ؟ الجواب طبعا لا ... لقد كان علمائهم ومجتهديهم مطبقين للكتاب والسنة الشريفة وما ورد من روايات و أخبار عن الائمة المعصومين عليهم السلام.
الحقيقه ان قضية التقليد هي أجتهاد عقلي صرف وغير شرعي أي غير مستند الى أي حجة او دليل او برهان من مصادر التشريع الثلاث!!! وهوتقليد وأقتباس( ولكن بغير مسمى) لنظريتي القياس والأستحسان الموجودتان لدى بعض أخواننا السنة، ولم يدل على التقليد أي نص لا من القرأن ولا من السنة النبوية ولا من أخبار الائمة المعصومين عليهم السلام ، وكل أجتهاد باطل بالدليل الشرعي القاطع مالم يرد فيه نص من مصادر التشريع الثلاث. ان الشيعة طيلة التسعمائة عام عملوا بالاجتهاد وليس بالتقليد فالأجتهاد(التفقه) هو ضرورة لاغنى عنها لمعرفة الأحكام الشرعية وفقآ لما ورد في مصادر التشريع الثلاث . . . ولكن يجب ان نفصل بين الأجتهاد والتقليد ...
الأن اصبح المقلدون(بكسر اللام) في زمن التقليد أي من عام 1919 ميلادي الى هذا اليوم يطيعون المقلد أو المرجع بشكل مطلق ولا يجرئ احد على ابداء اي ملاحظة أو تعليق على ما يصدر من المقلد(بفتح اللام) أو المرجع،و أذا اخطأ غضوا النظرعن ذلك الخطأ أو برروا له وذلك بالقول انه يفكر بطريقة لانستطيع ادراكها!!!!!
اذا كان المرجع غير معصوم ، أذن فهو معرض للخطأ وحكمه ظني وليس قطعي , ومادام الأمر هكذا فمتى يمكن ان نرى له خطأ وهذه الوثنية في التفكير والسلوك( مع شديد الأسف) موجودة، و قد زرعت في نفوس العامه من الناس ، أكذوبة(وجوب التقليد لمن نال الأجتهاد)!!!!! .
حتما المرجع غير معصوم... أذن لماذا لا يجرئ احدا على ان يشخص مرجعا ما أذا أخطأ مع ان المرجع معرض للجنون او الأمراض النفسية، او الأصابة بفتنة التعلق بالمجد الشخصي او حب الملكية والتملك؟أو الرغبة في السلطان والحكم أو حب الدنيا؟؟؟ فاذا أصر الناس على التقليد وأعتقدوا به وأصاب المقلد (بفتح اللام) أو المرجع أحدى تلك العلل أو غيرها ولم يجرئ أحدآ على تشخيصها أو ذكرها والبوح بها..حينها ستصاب الأمة بضرر كبير، الله وحده القادر على كشف ودفع ذلك الضرر.
ولو نظرنا الى قضية التقليد ومفهومها ومهام وصلاحيات المقلد (بفتح اللام) أو المرجع نجد فيها احكام المعاملات والعبادات والسياسة والجهاد والاقتصاد تجدها سلطة تشريعية و قضائية وحتى تنفيذية..!! كلها كامنة في شخص واحد !
اذا كنا في ظل دولة أسلامية فان الدولة الاسلامية حتمآ تحتاج الى مؤسسات وكوادر ضخمة وباحثين عن الأحكام الفقهية ومع ذلك فأن الخطأ وارد، وأحيانا قد نجني من وراء ذلك الأخفاقات والفشل بعد سلسلة طويلة من أراء وفتاوى مليئة بالتخبط والعشوائية، والتجربة الأيرانية خير دليل على ذلك .
هذه القضية لايحلها و لا يستطيع حملها الا شخص له تسديد مباشر من السماء، و قدأوجبت السماء أمرطاعته، حينها لايصلح لهذا الأمر غير الأمام المعصوم... وعليه فأن التقليد لا يكون تحت غطاء مرجع مجتهد بل يكون للأمام المعصوم فقط ،اما في زمن غيبة الامام (عج) لا يصح التقليد بل الأجتهاد في تفسير الروايات والأخبار الواردة عن النبي وأهل بيته الكرام فقط ، دون التأكيد او الأصرار على الصحة المطلقة لتلك التفسيرات والأجتهادات الصادرة من المجتهدين،وطبعآ بلا تقليد...
هناك مجموعة من الأسئلة معروضة للمناقشة والد رس هي:- (( كل سؤال ينفع موضوع مستقل))
1-هل مصدر التقليد شرعي أم عقلي؟
2-هل التقليد أستنباط عقلي؟
3-هل هناك نص وارد في القرأن أو السنة النبوية الشريفة أو في أحاديث وروايات الأئمة المعصومين(عليهم السلام) حول التقليد؟
4-هل ان العقل مصدرآ للتشريع وفق كتاب الله وسنة رسوله وأهل بيته؟
5-كيف ولد التقليد؟وكيف أنشأت المدرسة الأصولية؟
6-ما هو دور الدولة الصفوية في هذين المولدين(مدرسة الأصول والتقليد)؟
7-لماذا ساندت الدولة الصفوية وسيلة التقليد؟وماهي الأسباب السياسية السلطوية الأستعمارية لهذه المساندة والدعم؟
8-ماهو دور البريطانيين في دعم وأشاعة ونشر موضوعي الأصول والتقليد؟وماهو دورهم وعلاقتهم بأصدار أول رسالة عملية توجب التقليد وهي رسالة(العروة الوثقى) للشيخ كاظم اليزدي عام 1919 ميلادي؟
9-لماذا لم يفتي الشيخ اليزدي بوجوب مقاتلة وطرد قوات الأحتلال البريطاني عند دخولها العراق؟علمآ ان جميع المجتهدين حينها قد أفتوا بوجوب القتال وطرد المحتل؟
10-لماذا لم يتدخل الشيخ اليزدي لمنع أعدام ثوار ثورة النجف عام1919ولم يستجب لكل طلبات شيوخ الحوزة وشيوخ العشائر منه لمنع تنفيذ حكم ألأعدام بالثوار،وقوله لهم(ليس لي علاقة بمن ينشر الفوضى والقتل)؟
( هذا جزء من بحث مكون من375 صفحه تقريبا يستند الى آيات الله من القرأن الكريم والسنه النبويه الشريفه ومن مصادر الشيعه الاماميه,وقد عرضت اجزاء من البحث على مراجع الدين في قم والنجف ولم يرد اي رد لا سلبي ولا ايجابي ان البحث المذكور هو تحدي كامل للمراجع الشيعيه والحوزات العلميه )
نشر البحث على موقع كتابات في تاريخ13/6/2005
________________________________________
هل التقليد بدعة أبتدعها ألأصوليون؟
بقلم ---الجماعة المؤمنة
بسمه تعالى
قرأت المقال الذي نشرته كتابات بقلم الشبيبة المسلمة حول الأجتهاد والتقليد والذي ارفق بمقالة سابقة للدكتور زين العابدين الأمارة بعنوان(تقليد المراجع غير شرعي وليس بواجب وغير مبرىء للذمة)..
لقد قرأت مقالة الدكتور لمرات عديدة وها انا اعترف امام الملأ من ان المقالة قد سببت لي صدمة شديدة بل واوصلتني الى حافة الأنهيار واشعرتني بالصعقة وفقدان الثقة والأطمئنان بالمراجع والحوزات وتأريخ التشيع والتقليد والأصول والأصوليين وربما معهم الأخباريون ...وستصبح تلك المشاعر يقينآ ان لم يتم الأجابة على تلك الأشكالات المثارة من قبل الدكتور والشبيبة المسلمة مضافآ اليها اشكالاتي التالية..
1-هل ان التقليد للمراجع هو امر مستحدث من قبل الأصوليين الشيعة ؟ام هو مأمور به من قبل النبي والمعصومين عليهم السلام؟؟
2-اذا كان التقليد مأمور به من قبل النبي والأئمة ..فلماذا كان الشيعة أخباريون لايقلدون ولايجتهدون من اجل التقليد واصدار الأحكام بل من أجل نقل وتوضيح النصوص وألأخبار والروايات المنقولة عن النبي والأئمة عليهم السلام ولا يوجبون التقليد..علمآ انهم الأقرب زمانآ وفهمآ للغة وقواعدها؟؟
3-ان صح ماجاء في الفقرتين السابقتين ،هل ان التقليد بدعة ابتدعها الأصوليون لأسباب شتى لايعلمها كلها وبالتفصيل الا الله والراسخون في العلم..؟؟
4-ماذنب الذين يقلدون المراجع ان ظهر بطلان التقليد والأصول؟؟هل تبرء ذمتهم ام لا؟؟اقول قول رسول الله عليه السلام(انما الأعمال بالنيات ولكل امرء مانوا)وقوله(من سن سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها ،ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها )..وقوله تعالى(ولاتزر وازرة وزر أخرى)..لأني وحشد كبير جدآ من المقلدين نعتقد ان التقليد ضرورة من ضرورات الدين (لاتقبل العبادات من دونه)كما زعم الأصوليون!!؟؟.
تعليق