إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتنة القرون .. وتحجر العقول/ الحلقة الأولى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتنة القرون .. وتحجر العقول/ الحلقة الأولى

    فتنة القرون .. وتحجر العقول

    شر فتنة تحت أديم السماء .. تشريع وحاكمية البشر مقابل تشريع وحاكمية الخالق سبحانه وتعالى .. واغتصاب حق الألوهية

    فتنة ذات جذور وتشعبات ، وبدايات ونهايات ، ورموز وتاريخ ، وأتباع ومناصرون ، ونتائج ومصير ، طال فيها المراء والجدل واللجاج والاستخفاف ، ولم يعد الأمر يحتمل التأجيل والكتمان والسكوت عما كنا نخشاه على ضعاف النفوس ومفتقدي العقول والوجدان.
    فتنة صداها مسموع على مر العصور والأيام ، وتأخذ طرقاً وصوراً شتى وألوان ( التلون في الدين ) فتارة اغتصاب للحكم ومقام الإمامة الشرعية ، وتارة اغتصاب حق التشريع وإصدار الأحكام والفتوى .. منها ما تقع في حقل السياسة و الحكم والزعامات ، ومنها ما يقع في حقل وفي ساحات المذهبيات والطائفيات وهذه الأخيرة ما يعنينا أمرها هنا خلال بحث مصغر في صفحات للكشف عن الجذور والخفايا والمستور وتحت عنوان :

    من له حق الفتوى والتشريع خلال عصر الغيبة والاغتراب
    في أحكام النوازل والمستجدات ، والوقائع والابتلاءات
    من له الإجابة ويملك الدليل والرواية .. ومن له العصمة عن الخطأ والغواية ، ومن أين لنا بهذه القضية والأمة معاقبة بتغيب الإمامة ، فهل إلى خروج من سبيل ؟ نعم فخالق الكون سبحانه وتعالى جعل لسالك الطريق نور يهتدي به في الظلمات .. إنها الحجة البالغة من بعد النبوة ، والعقيدة الحقة للإسلام وأمره ، وعقيدة برهان حق أهل البيت الأطهار ( ع ) والتسليم لأمرهم .. إنها عقيدة ليلة القدر وما ينزل فيها ، أم العقائد في الإسلام راسخة الجذور تنطق بالشهادة الأبوية والتوحيد الخالص بأن صاحب هذا الحق وحده هو الله ولا أحد سواه ، ولا شريك له فيه .. وكل من يقترب من سياج هذا الحق ، ويتجرأ عليه أو يتقمصه ويدعيه ، أو يمارسه من وراء ستاره ، وإن زعم أنه يتعبد بذلك ويتقرب إلى الله عز وجل ، يكون بذلك مغتصباً لحق الألوهية ، وحق التشريع والحاكمية ، ومنازعاً لله عز وجل في سلطانه ..

    ونبدأ بأصل الأصول :

    الحكم والتشريع في الإسلام لمن ، لله تعالى وحده
    قال تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه " ـ " ولا يشرك في حكمه أحداً "
    " ألا له الخلق والأمر " ـ " ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين " ـ
    " ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون " ـ " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "

    الحكم والنبوة
    ـ قال تعالى ـ
    " وأن احكم بينهم بما أنزل الله إليك " ـ " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله " ـ " فاصبر لحكم ربك ، ولا تطع منهم آثماً أو كفورا ً " ـ " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى " ـ
    " ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء " ـ " ما فرطنا في الكتاب من شيء " .

    الحكم والناس
    قال تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله " ـ " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا ، وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم " ـ " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " ـ فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون ، أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون " ـ " وما يتبع أكثرهم إلا ظناً . إن الظن لا يغني من الحق شيئاً . إن الله عليم بما يفعلون " ـ
    " وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله . إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون "
    " وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين " ـ " ولكن أكثرهم للحق كارهون " ـ " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " .

    الحكم والإمامة المعصومة
    لا أحد يجهل كيف كان رسول الله ( ص ) يحكم بأمر الله وبما أنزل الله تعالى .. بما يتنزل عليه بواسطة وحي السماء .
    قال تعالى :
    " إنا أنزلناه إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله "
    لا بما تراه أنت من نفسك
    وقال تعالى :
    " قل إنما أتبع ما يوحي إلىّ من ربي " فلم يجعل الله عز وجل لرسوله الحكم برأيه ، وإنما يصدر في الأحكام في جميع ما يجري ويحدث على وجه الأرض عن الله عز وجل .. فلا مجال ولا مكان في الإسلام للتشريع والحكم والرأي والاجتهاد ، ولا يقدم عليه إلا كل متمرد على أمر الله عز وجل .. وكيف يكون للرأي والاجتهاد مكان في الإسلام بعد أن بعث الله عز وجل بنبيه ( ص ) إلى خلقه بجميع ما يحتاجون إليه من الحلال والحرام والفرائض والأحكام ..
    وصدق القائل : أن من يعمل ويقول بالرأي والاجتهاد في دينه يكون مكذباً لكل ما أوردناه .

    والسؤال العقائدي هنا
    ـ بعد تسلم الإمامة المعصومة للأمر ، للإسلام كله ، للكون كله ، هل تغير شيء في طريقة الإسلام وخطته ونهجه وفي حكمه وإقامته . عن نهج النبوة ، وعلى ما كان عليه رسول الله ( ص ) ؟

    والجواب العقائدي
    لا : لم يتغير شيئاً والأمر كما هو عليه أيام النبوة

    لماذا ؟
    لأن الإسلام من الألف إلى الياء هو ليلة القدر وما ينزل فيها ، وما ينزل في كل يوم وساعة .. لأن الإسلام وحي مستمر وطريقته مستمرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها .. وكما أن هذا الأمر كان صاحبه رسول الله ( ص ) فكذلك فالإمام ( ع ) صاحبه من بعده ، ويجري هذا الأمر معه تماما كما كان يجرى مع رسول الله ( ص ) لا فرق إلا في النبوة فقط ، فلا نبي مرسل من بعد رسول الله ( ص ) .. يقول الإمام الصادق عليه السلام : " كلنا محمد ماعدا النبوة " وكما أن الرأي والاجتهاد في الدين خلال عصر النبوة هو اغتصاب لحق التشريع والحاكمية ، فهو كذلك في عصر الإمام ( ع ) سواء كان ظاهراً مشهوراً ، أو غائباً مغموراً ( عصر الغيبة ) .. بل في عصور الغيبة والغربة تقمص أصحاب الرأي والاجتهاد كل شيء .
    ـ فمن خلال ليلة القدر وما ينزل فيها يكون الإسلام هو دين الرسالة والوحي المستمر ..
    ومن خلال الرأي والاجتهاد وعلم الأصول والقواعد يكون الدين ، دين الرجال وعبادة الرجال .
    ـ ومن خلال ليلة القدر وما ينزل فيها كان علم ومواريث النبوة ، ويكون علم الإسلام مستمر في الزيادة حتى قيام الساعة .

    في الكافي عن الإمام محمد الباقر( ع ) قال :
    " قال الله عز وجل في ليلة القدر ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) يقول : ينزل فيها كل أمر حكيم ، والمحكم ليس بشيئين وإنما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت ، إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه كذا وكذا ، وفي أمر الناس كذا وكذا ، وإنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله الخاص والمكنون العجيب المخزون ، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم
    (بيان)
    دل الخبر أن ليلة القدر ينزل فيها كل أمر حكيم ، أي كل أمر يحكمه الله تعالى ويثبته في اللوح المحفوظ ، فينزل إلى ولي الأمر ، وهو الإمام المعصوم ( ع ) وهو تفسير الأمور لكل سنة سنة من الأوامر الخاصة بالنسبة إلى نفسه ، والأوامر العامة الراجعة لعامة الناس ، بل ينزل على الإمام ما حدث في كل يوم من الحوادث ، والوقائع ، والأمور وأحكامها ، وهذا من علم الله الخاص ، والعلم المكنون العجيب المخزون المختص بالإمام ، لا يمنحه أحد ، وذلك العلم الذي يزود به كل يوم ، مثل ما ينزل عليه في ليلة القدر من الأوامر ، والنواهي ، والحوادث ، والوقائع ، فترى الملائكة كل يوم ينزلون عليه يخبرونه بأوامر عجيبة ، وبعلم مكنون ، وأمر مخزون ، وهذا العلم العجيب لا نفاد له ، لأنه مستمد من ساحة القدس ، ومن ساحة ذي الجلال والإكرام ، وذي الأسماء العظام ، حتى لو نفد البحر الذي يمده من بعده سبعة أبحر ، بحيث كان مداداً ، وكتب به حتى نفد ، فهذا العلم الفياض الذي يفيض من العالم الملكوتي لا ينفد أبداً ، وذلك لأن مقام الإمام مقام النبي ( ص ) ، والذي انتهت إليه الإمامة ، هو سيدنا ومولانا الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وهو القائم بالإمامة ، والسفارة ، والزعامة في زمن الغيبة ، وعليه تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر ، وفي كل يوم وليلة ، وتخبره عن العلوم المكنونة ، والأمور المخزونة ، وعن الوقائع والحوادث ... )
    راجع بقية البيان في بيان الأئمة ج 3 ص 216
    * عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله ( ع ) عن قول الله تعالى :
    " وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان "
    قال ( ع ) : خلق من خلق الله تعالى أعظم من جبرائيل وميكائيل ، كان مع رسول الله ( ص ) يخبره ويسدده ، وهو مع الأئمة من بعده .
    بيان
    ( هذا الخبر يدل على أن الروح ملك عظيم من ملائكة الله تعالى أعظم من جبرائيل وميكائيل ، كان يصحب النبي ( ص ) ويخبره بجميع الأمور ويسدده ، كما يصحب الأئمة ( ع ) ، ويصحب الإمام القائم ( ع ) ويخبره عن جميع المسائل ، والوقائع والأمور )
    ـ المصدر السابق ص 299 ـ
    قال الإمام محمد الباقر ( ع ) :
    " كان والله علي ( ع ) أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه ، ثم إن رسول الله ( ص ) حضره الذي حضر ، فدعا علياً فقال : يا علي إني أريد أن أئتمنك على ما ائتمني الله عليه من غيبه وعلمه ومن خلقه ومن دينه الذي ارتضاه لنفسه ، فلم يشرك والله فيها يا زياد أحداً من الخلق "
    ـ الكافي ج 1 ص 290 ـ من حديث طويل
    بهذا النص لا يشارك الإمام المعصوم ( ع ) أحداً من الناس في حمل مواريث النبوة وأحكام الإسلام إلا أن يستمده فقط من المعصوم ( ع ) .
    لهذا قال الإمام الصادق ( ع ) :
    " من دان الله بغير سماع من صادق ألزمه الله البتة إلى العناء ، ومن ادعى سماعاً من غير الباب الذي فتحه الله فهو مشرك ، وذلك الباب ، المأمون على سر الله المكنون "
    ـ الكافي ج 1 ص 317 ـ
    من حديث للإمام محمد الباقر ( ع ) جاء فيه :
    " لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا ، ولقد خلق فيها أول نبي يكون ، وأول وصي ، ولقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة ، من جحد ذلك فقد رد على الله عز وجل علمه ، لأنه لا يقوم الأنبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة ، مع الحجة التي يأتيهم بها جبرائيل ( ع ) ... ثم قال أبو جعفر ( ع ) : فضل إيمان المؤمن بحمله " إنا أنزلناه " وبتفسيرها على من ليس مثله في الإيمان بها ، كفضل الإنسان على البهائم ، وأن الله عز وجل ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا ـ لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم ـ ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين ولا أعلم أن في هذا الزمان جهاداً إلا الحج والعمرة والجوار "
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

  • #2
    وعنه أيضاً ( ع ) وهو يجيب سائل :
    " ... لا لم يمت نبي إلا وعلمه في جوف وصيه وإنما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد ، قال السائل : وما كانوا علموا ذلك الحكم ؟ قال ( ع ) : بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة ..."
    ـ من أصول الكافي كتاب الحجة ـ

    هنا خط أحمر
    ( الأئمة ( ع ) لا يستطيعون إمضاء شيء من الأحكام التي في حوزتهم حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون )
    ولنفترض جدلاً
    أن غير المعصوم ( ع ) استطاع أن يصل إلى معرفة الحكم وتحديده في النازلة ( وهذا محال ) هل يستطيع أن يمضيه بدون أن يؤمر في ليالي القدر كيف يصنع ؟!

    ورد في تفسير الصافي للكاشاني :
    عن يعقوب قال : سمعت رجلاً يسأل أبا عبد الله ( ع ) عن ليلة القدر ؟ فقال اخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام ؟ فقال أبو عبد الله ( ع ) لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن " .
    يقول صاحب التفسير :
    وذلك لأن في ليلة القدر ينزل كل سنة من تبيين القرآن وتفسيره ما يتعلق بأمور تلك السنة إلى صاحب الأمر ( ع ) فلو لم يكن ليلة القدر لم ينزل من أحكام القرآن مالا بد منه في القضايا المتجددة .
    ـ من المقدمة التاسعة ـ
    ولما كان غير المعصوم لا علاقة له البتة بليلة القدر وما ينزل فيها أي أنه ليس من أصحابها فمحال عليه أن يصل إلى معرفة حكم المسألة المتجددة والنازلة الحاضرة إلا عن جهة المعصوم ( ع ) فقط ، وغير ذلك يكون دين الرأي والاجتهاد .

    ونكرر البيان لعلى وعسى
    الأئمة ( ع ) ليس لهم إمضاء شيء من الأحكام والتعاليم والأوامر إلا بعد أن يؤمروا به من خلال الوحي المستمر نزوله عليهم ( وهذا أمر عقائدي من يخالفه أو ينكره فبئس المصير ) ، فماذا يكون أمر من يتعرض برغم ذلك لأحكام القضايا والمسائل المتجددة ، والبلايا والنوازل ويتقمص دور الإمام المعصوم ( ع ) ، برغم أنه ليس من أصحاب ليلة القدر وما ينزل فيها ... ماذا يكون أمره غير الفتوى بالإجتهادات الظنية والآراء العقلية المبنية على علم الأصول وقواعده البشري الصناعة والمتجول بين ساحات مذاهب الأمة ... فماذا يكون غير تشريع وحاكمية البشر مقابل تشريع وحاكمية الله عز وجل . واغتصاب حق من حقوق الألوهية ؟ !! .

    عن الحسن بن يحيى المدائني عن أبي عبد الله ( ع ) قال :
    " قلت : أخبرني عن الإمام إذا سئل كيف يجيب ؟ فقال ( ع ) : إلهام وسماع ، وربما كانا جميعاً " .
    ـ بحار الأنوار ج26 من ص54 ـ

    عن عيسى بن حمزة الثقفي قال : قلت لأبي عبد الله ( ع ) :
    " إنا نسألك أحياناً فتسرع في الجواب ، وأحياناً تطرق ثم تجيبناً ، قال ( ع ) : نعم إنه ينكت في آذاننا وقلوبنا فإذا نكت نطقنا ، وإذا أمسك عنا أمسكنا " .
    ـ المصدر السابق ـ
    ير ... عن بشير بن إبراهيم عن أبي عبد الله ( ع ) قال :
    " كنت جالساً عند أبي عبد الله ( ع ) إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فقال : ما عندي فيها شيء ، فقال الرجل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، هذا الإمام المفترض الطاعة سألته مسألة فزعم أنه ليس عنده فيها شيء .فأصغى أبو عبد الله ( ع ) أذنه إلى الحائط كأن إنساناً يكلمه فقال : أين السائل عن مسألة كذا وكذا ؟ وكان الرجل جاور أسكفة الباب قال : ها أناذا ، فقال : القول فيها هكذا ، ثم التفت إلى فقال : لولا نزاد لنفد ما عندنا " .
    ـ الأسكفة : خشب الباب التي يوطأ عليها ـ
    ـ بحار الأنوار ج26 من ص79 ، بصائر الدرجات :117 ـ

    عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله ( ع ) فقلت :
    " جعلت فداك سمعتك وأنت تقول غير مرة : لولا أنا نزاد لأنفدنا ، قال : أما الحلال والحرام فقد أنزله الله على نبيه ( ص ) بكماله ، وما يزاد الإمام في حلال ولا حرام . قال فقلت : فما هذه الزيادة ؟ قال ( ع ) في سائر الأشياء ، سوى الحلال والحرام ... " .
    ـ بحار الأنوار ج2 ، الاختصاص للمفيد ـ

    عن هشام بن سالم قال قلت : لأبي عبد الله ( ع ) :
    كلام قد سمعته من أبي الخطاب ، فقال اعرضه على ، قال فقلت : يقول أنكم تعلمون الحلال والحرام وفصل ما بين الناس ، فلما أردة القيام أخذ بيدي فقال ( ع ) يا محمد كذا علم القرآن والحلال والحرام يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار " .
    ـ بحار الأنوار ج2 باب 14 ، الاختصاص للمفيد ـ

    عن محمد بن نعمان قال : سمعت أبا عبد الله ( ع ) وهو يقول : " إن الله لا يكلنا إلى أنفسنا ، ولو كلنا إلى أنفسنا لكنا كعرض الناس ، ونحن الذين قال الله عز وجل :" ادعوني أستجب لكم " ...ـ كعرص الناس أي كعامتهم ، يقال هو من عرض الناس أي العامة ـ

    عن الحسين بن عمر بن يزيد عن أبي الحسن ( ع ) قال : قلت له :
    " إن أبي حدثني عن جدك أن أسأله عن الإمام متى يفضى إليه علم صاحبه ؟ فقال ( ع ) : في الساعة التي يقبض فيها يصير علم صاحبه ، فقال : هو أو ما شاء الله يورث كتاباً ولا يوكل إلى نفسه ، ويزاد في الليل والنهار ، فقلت له : عندك تلك الكتب وذلك الميراث ؟ فقال : إي والله أنظر فيه " .

    ـ بحار الأنوار ج2 ، باب 14 ، بصائر الدرجات 138 ـ

    عن الإمام الباقر ( ع ) قال :
    " كان على ( ع ) يعمل بكتاب الله وسنة نبيه ، فإذا ورد عليه الشيء الحادث الذي ليس في كتاب ولا في سنة ألهمة الله الحق فيه إلهاماً ، وذلك من المعضلات " .
    ـ بحار الأنوار ج26 ص54 ، بصائر الدرجات : 64 ـ
    عن الحارث بن المغيرة النضري قال : قلت لأبي عبد الله ( ع ) :
    " جعلت فداك الذي يسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شيء من أين يعلمه ؟ قال ( ع ) : ينكت في القلب أو ينقر في الأذن نقراً " .
    ـ المصدر السابق ، بصائر الدرجات :91 ـ

    عن أبي جعفر الثاني ( ع ) قال :
    " من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق من الله ، فقد عبد الله ، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس " .
    ـ بحار الأنوار ج2 باب 14 الحديث رقم 9 ـ

    نعم ثم نعم : إما تشريع وحاكمية الخالق سبحانه وتعالى ... وإما تشريع وحاكمية البشر .

    فليلة القدر الخط والحد الفاصل بين حاكمية البشر وحاكمية الخالق ، بين الإسلام وأحكامه وتشريعه ، وبين دين الرجال بآرائه واجتهاداته ... ليلة القدر التي تحقق للإسلام خاصية الاستمرارية لأحكامه وتعاليمه ، وأحكام المستجدات ، ولهذا فبالقطع واليقين ، بل إيماناً وعقيدة بأن هذه الأحكام لا وجود لها إلا في حوزة صاحب العصر والزمان ( ع ) ، وعلى كل من يريد أن يتعرض لها عليه أولاً أن يثبت لنا أنه على اتصال دائم بصاحب الزمان ( ع ) وأنه يأتينا بها من عنده .. لا طريق ولا حيلة للناس للوصول لهذه الأحكام خلال عصور الغبية ، وليس أمامهم إلا التوقف والتثبت ويطيعوا أمر خالقهم فيما وصل إليهم عن أئمتهم ( ع ) بخصوص هذه الفترة ، ولا يحيدوا فيها قيد أنملة ... ومن يقل لماذا وكيف و.. الخ سنكشف له في ختام هذا البحث بأن الأمر للامتحان والفتنة والاختبار ، وللتمحيص والتمييز ... تمييز الخبيث من الطيب .

    يقول أمير المؤمنين ( ع ) :
    " ألا وإن لكل مأموم إمام يأتم به ويستضيء بنور علمه ، فإذا فقد العالم فقد خمد نور علمه وبقيت الأمة بلا نور تهتدي به ، فتدخل في الظلمات والغياهب ، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور " .
    أولاً
    هل قد تم الفصل في القضية بأصل الأصول وهو كاف لأصحاب العقول .. والمزيد من أجل غيرهم لعل وعسى ـ فسبحانه وتعالى يهدي من يشاء ـ



    ثانياً هل للناس أن يفسروا القرآن ويستنبطوا منه الأحكام أم أن ذلك خاص بالأئمة ( ع ) ، فقط وليس لأحد غيرهم

    عقيدتنا الراسخة أن القرآن لا يفسره ولا يستنبط منه الأحكام إلا أئمة أهل البيت ( ع ) وما أبعد ذلك عن عقول الناس .

    يقول صاحب الحدائق الناضرة :
    ( قد ورد في تفسير قوله تعالى : " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " ـ فاطر 32 ـ دلالة على اختصاص ميراث الكتاب بهم ( عليهم السلام )

    وجملة في تفسير قوله تعالى : " بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " ـ العنكبوت 49 ـ بأن المراد بهم الأئمة ( صلوات الله عليهم ) .

    وجملة في تفسير : " قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " ـ الرعد 43 ـ .

    قال ( ع ) ـ إيانا عنى ـ

    وكذلك تفسير قوله سبحانه : " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " ـ آل عمران ـ .
    ( عن الإمام الصادق ( ع ) :" ونحن الراسخون في العلم ) .

    وفي جملة من الأخبار
    " ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن "

    وفي مناظرة الشامي لهشام بن الحكم بمحضر الإمام الصادق ( ع ) :
    قال الشامي عن اختلاف الناس
    أو ما يكفيكم القرآن ؟ قال ( ع ) : بلا لو وجدوا له مفسراً
    قال الشامي : أو ما فسره رسول الله ( ص ) ؟
    قال الإمام ( ع ) : بلا فسره لرجل واحد وفسر للأمة شأن ذلك الرجل ( يعني أمير المؤمنين ( ع ) ... الحديث

    * في كتاب الوسائل باب 13 عدم استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن :
    عن أبي عبد الله الصادق ( ع ) : " إنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم ، ولقوم يتلونه حق تلاوته وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه .. وأما غيرهم فما أشد أشكاله عليهم وأبعده من مذاهب قلوبهم ... إلى أن قال :" وإنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه ويعبدوه وينتهوا في قوله إلى طاعة القواّم بكتابه والناطقين عن أمره ، وان يستنبطوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم لا عن أنفسهم ... ) الحديث

    ويدل على ذلك الحديث المتواتر بين العامة والخاصة من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا على الحوض " .

    فإن الظاهر أن المراد من عدم افتراقهما إنما هو باعتبار الرجوع في معان الكتاب إليهم ( عليهم السلام ) وإلا لو تم فهمه كلاً أو بعضاً بالنسبة إلى الأحكام الشرعية والمعارف الإلهية بدونهم لصدق الافتراق ولو في الجملة .

    ويؤيد ذلك أيضاً قول أمير المؤمنين ( ع ) :

    " القرآن كتاب الله الصامت وأنا كتاب الله الناطق " فلو فهم معناه بدونه ( ع ) لم يكن لوصفه بكونه صامتاً معنى .

    ومن ذلك أيضاً
    ما ورد من أن القرآن مشتمل على الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابهة ، والخاص والعام والمطلق والمقيد والمجمل والمفصل ، والتقديم والتأخير والتغيير والتبديل ، واستفادة الأحكام الشرعية من مثل ذلك لا يتيسر إلا للعالم بجميع ما هنالك وليس إلا هم ( عليهم السلام ) خصوصاً الآيات المتعلقة بالأحكام الشرعية فإنها لا تخرج عن هذه الأقسام المذكورة
    ـ ومن الأخبار في ذلك ما رواه العياشي عن أبي عبد الله ( ع ) :
    " من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر وإن أخطأ خر أبعد من السماء "
    ـ وفي الكافي ـ قال " ما ضرب رجل القرآن بعضه بعضاً إلا كفر "
    وعن النبي ( ص ) " من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار "
    ( إن تفسيرهم ( ع ) إنما هو حكاية عن مراد الله تعالى ، فالآخذ بتفسيرهم آخذ بالكتاب ، وأما ما لم يرد فيه تفسير عنهم ( ع ) فيجب التوقف فيه وقوفاً على الأخبار وتقييداً لهذه الأخبار بها .

    ويقول في مكان آخر
    وأما الآية الثالثة فظاهر سياقها ما قبلها وهو قوله تعالى " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يدل على كون المستنبطين هم الأئمة ( ع ) وبذلك تواترت الأخبار عنهم ( ع ) .
    ففي الجوامع عن الإمام الباقر( ع ) : " هم الأئمة المعصومون "
    العياشي عن الإمام الرضا ( ع ) : " يعني آل محمد ( ص ) وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام " .. أ هـ ـ

    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

    تعليق


    • #3
      من مواقف العلماء مع أئمة أهل البيت عليهم السلام
      كان قتادة يفسر القرآن برأيه وقد امتحنه الإمام الصادق ( ع ) في ذلك فظهر جهله وشدة ضلاله .. فقال له الإمام( ع ) :" ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ... ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به "
      راجع المحادثة كاملة في روضة الكافي ص 259
      * رسول الله ( ص ) لم يفسر القرآن من تلقاء نفسه بل علمه الله عز وجل علم تأويله وتنزيله وأسرار بيانه *
      ـ عن بريد بن معاوية قال : قلت لأبي جعفر ( ع ) : قول الله عز وجل " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " قال ( ع ) : يعني تأويل القرآن كله ، إلا الله والراسخون في العلم ، فرسول الله ( ص ) أفضل الراسخين قد علمه الله عز وجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله منزلاً عليه شيئاً لم يعلمه تأويله ، وأوصيائه من بعده يعلمونه كله "
      الكافي كتاب الحجة ، تفسير البرهان ، بحار الأنوار ج 19 ص 25

      عن الأئمة عليهم السلام
      " أن الله علم نبيه ( ص ) التنزيل والتأويل ، فعلمه رسول الله ( ص ) علياً ( ع ) "
      تفسير البرهان ، بحار الأنوار ج 19 ص 26
      قال الإمام الباقر ( ع ) : " ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء "
      يقول شارح الكافي :
      ( المراد بجميع القرآن ظاهره وباطنه : أن علمه وتأويله وتفسيره وتنزيله ، ومحكمه ومتشابهه وحلاله وحرامه ، وخاصه وعامه ، وناسخه ومنسوخه ، وأوامره وزواجره ، ووعده ووعيده ...الخ )
      ـ الكافي كتاب الحجة ص 228 ـ
      وقال الإمام الباقر ( ع ) أيضاً :
      " يا جابر إن للقرآن بطناً وللبطن ظهراً ، يا جابر وليس أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، إن الآية لتكون أولها في شيء وآخرها في شيء ، وهو كلام يتصرف على وجوه " .
      هذا هو الأمر الإلهي نحو تفسير القرآن واستنباط الأحكام منه ، وأنه يختص به الإمام المعصوم ( ع ) دون الناس جميعاً فهل التزم الأشياع بهذا الأمر ، وخصوصاً من بعد أن غاب عنهم الإمام ( ع ) حتى يومنا هذا .. ها هو الواقع والحال أمام أعيننا وماذا يكون غير التمرد وعدم الالتزام والخروج على الأمر بالكلية ، وإلا فمن أين ظهر فيهم مثل دين الرأي والاجتهاد والمذهب الأصولي عند الشيعة للآن ؟! وأخشى أن يكون غيرهم داخل المذهب الشيعي يعطي لنفسه حق تفسير القرآن واستنباط الأحكام منه .. لا شك أنها ستكون الطامة الكبرى
      بسم الله الرحمن الرحيم
      " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً "
      ـ يقول أمير المؤمنين ( ع ) :
      " فأنا الذكر الذي عنه ضل ، والسبيل الذي عنه مال ، والإيمان الذي به كفر ، والقرآن الذي إياه هجر ، والدين الذي به كذب ، والصراط الذي عنه نكب "
      ـ الكافي ـ
      لم يكن غريباً أن يتخذ أهل الخلاف والشقاق القرآن مهجوراً ، وفي مقابل ذلك يلجأون إلى تشريع وحاكمية البشر ، مقابل تشريع وحاكمية الخالق عز وجل ...أما أن يلحق بهم الكثير والكثير ممن يقولون بولاية أهل البيت ( ع ) فهذه الطامة الكبرى .. ويفعلون ذلك رغم ما بأيديهم من أوامر وتعاليم ، ونهي وتحذير .. الخ من جانب الأئمة الأطهار ( ع ) من الوقوع والسقوط في هاوية المنشقين من ذلك !
      يقول أمير المؤمنين ( ع ) محذراً
      " يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا إياكم وأصحاب الرأي "
      " وإنما بدء وقوع الفتن من أهواء تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله ، يتولى فيها رجال رجالاً "
      " إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن آتاه من ربه فأخذ به ... أنا إذا قلنا حدثنا عن رسول الله ( ص ) عن جبرائيل عن الله "
      " أيها الناس لا تستوحشوا من طريق الهدى لقلة من يسلكه "
      " إنما الناس رجلان : متبع شرعة ومبتدع بدعة ، وليس معه من الله سبحانه برهان سنة ولا ضياء حجة "
      "ألا وأنه من لا ينفعه الحق يضره الباطل ، ومن لا يستقيم به الهدى يجر به الضلال إلى الردى "
      " ويل لخلف اتبع سلف فانهار به في نار جهنم "

      وفي ذمه عليه السلام لأهل الرأي والاجتهاد
      " ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ، ثم يجتمع القضاء بذلك عند الإمام الذي استقضاهم ، فيصوب آراءهم جميعاً ، وإلههم واحد ، ونبيهم واحد ، أفأمرهم الله ـ سبحانه ـ بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم فعصوه ، أم أنزل الله ـ سبحانه ـ ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه ، أم كانوا شركاء له ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ، أم أنزل الله ـ سبحانه ـ ديناً تاماً فقصر الرسول ( ص ) عن تبليغه وأدائه ، والله سبحانه يقول " ما فرطنا في الكتاب من شيء "وفيه تبيان لكل شيء وذكر أن القرآن يصدق بعضه بعضاً ، وأنه لا اختلاف فيه ، فقال سبحانه " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " وأن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلا به "
      " وآخر قد تسمى عالماً وليس به ، فاقتبس جهائل من جهال ، وأضاليل من ضلال ، ونصب للناس أشراكاً من حبائل غرور ، وقول زور ، قد حمل الكتاب على آرائه ، وعطف الحق على أهوائه ، يؤمن الناس من العظائم ، ويهون كبير الجرائم ، يقول : أقف عند الشبهات ، وفيها وقع ، ويقول اعتزل البدع ، وبينها اضطجع ، فالصورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان ، لا يعرف باب الهدى فيتبعه ، ولا باب العمى فيصد عنه ، وذلك ميت الأحياء "
      " فيا عجباً . وما لي لا أعجب من خطاء هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتفون أثر نبي ، ولا يعتدون بعمل وصي ، ولا يؤمنون بغيب ، ولا يعفون من عيب ... "
      " وواأسفاه من فعلات شيعتنا من بعد قرب مودتها اليوم ، كيف يستذل بعدي بعضها بعضاً ، وكيف يقتل بعضها بعضاً ؟ المتشتتة غداً عن الأصل ، النازلة بالفرع ، المؤملة الفتح من غير جهته ، كل حزب منه آخذ منه بعضه ، أينما مال الغصن مال معه .. ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل "
      * قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( ع ) :
      " أن دين الله عز وجل لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ، ولا يصاب إلا بالتسليم ، فمن سلم لنا سلم ، ومن اقتدى بنا هدى ، ومن كان يعمل بالقياس والرأي هلك ، ومن وجد في نفسه شيئاً مما نقوله أو نقضي به حرجاً كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم "
      ـ كمال الدين ج1 ص303 ـ
      وقال الإمام الصادق ( ع )
      " لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد "
      ـ وسائل الشيعة ـ
      عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله ( ع ) :
      وترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة فننظر فيها فقال ( ع ) _ لا _ أما إنك إذا أصبت لم تؤجر ، وان أخطأت كذبت على الله عز وجل "
      ـ أعلام الدين للديلمي ـ
      في رواية طويلة عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن ( ع ) :
      " جعلت فداك ، فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسالة ويحضره جوابها فيما منّ الله علينا بكم ، فربما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عن آبائك شيء فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به ـ فقال : هيهات هيهات في ذلك ، والله هلك من هلك يابن حكيم ـ قال : ثم قال : لعن الله أبا حنيفة كان يقول : قال علي ( ع ) وقلت "
      ـ زبدة الكافي ج1 ص8 ـ

      وفي حديث عن الإمام الرضا ( ع ) :
      " وبعد أن ذكر وجوه عرض الأمر المختلف فيه على الكتاب والسنة قال ( ع ) :
      وما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك ، ولا تقولوا بآرائكم ، وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وانتم طالبون باحثون ، حتى يأتيكم البيان من عندنا "
      ـ من مقدمات الحدائق الناضرة ج1 ص94 ـ

      قال تعالى : " ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله "
      فسرها الإمام أبو الحسن ( ع ) بقوله : يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى ( ع ) .
      ـ زبدة الكافي ج1 ص41 ـ


      وقال الإمام الصادق ( ع )
      " لا يسعكم فيما ينزل مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى ( ع ) حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلوا عنكم فيه العمى ويعرفوكم فيه الحق ، قال تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
      ـ زبدة الكافي ج1 ص6 ـ

      قال الإمام الباقر ( ع )

      " من عمل بما يعلم ، علمه الله ما لا يعلم "
      " انظروا أمرنا وما جاءكم عنا منه ، فإن وجدتموه موافقاً للقرآن فهو من قولنا ، وما لم يكن موافقاً للقرآن ، فقفوا عنده وردوه إلينا حتى نشرحه لكم كما شرح لنا "

      البحث قُّسِمَ الى مواضيع تطرح في المنتدى الشريف على شكل حلقات لسهولة المتابعة
      عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

      ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
      .

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك اخي خادم ابن الإنسان على هذا الطرح المميز
        حبذا لو اعلمتنا هل انت كاتب الموضوع

        تعليق


        • #5
          لا والله يا اخي admin
          ليس أنا كاتب الموضوع
          هناك باحثين عن الحقائق التي رسمها لنا أهل بيت النبوة (عليهم السلام) التي من خلالها وضعوا هذهِ البحوث.
          وهذهِ البحوث من تلك الحقائق غنية عن التعريف التي جاءت مصداقاً لعلوم واحاديث المعصومين (عليهم السلام)
          وليس فيها غايات كالاساءة والتشويه وغيرها لمذهب آل النبوة كما يظنها الكثير من الاخوة المقلدين.
          عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

          ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
          .

          تعليق

          يعمل...
          X