إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتنة القرون .. وتحجر العقول/ (الحلقة الثانية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتنة القرون .. وتحجر العقول/ (الحلقة الثانية)

    * مما ورد على لسان أهل الإنصاف

    ـ لا سبيل فيما يجب علمه من الأحكام الشرعية ، سواء كانت تتعلق بأصول الدين أم تتعلق بفروعه إلا بالسماع عن الأئمة الأطهار ، وأنه لا يحق استنباط الأحكام العملية من ظواهر كتاب الله ولا من ظواهر السنة ما لم يعلم تفسيرها من جهة أهل الذكر ، وهم الأئمة ( ع ) بل يجب التوقف والاحتياط ، وأن المجتهد في الأحكام إن أخطأ كذب على الله فعليه الإثم ، وإن أصاب لا يؤخذ عنه ـ
    ـ مقدمه شرح ديوان الشريف المرتضى لرشيد الصفار ص72 ـ

    ويقول الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق الناضرة :

    ( لا ريب أن الأحكام الفقهية من عبادات وغيرها كلها توقيفية تحتاج إلى السماع من حافظ ، ولهذا قد استفاضت الأخبار ، كما في المقدمة الثالثة . بالنهي عن القول في الأحكام الشرعية بغير سماع منهم ( عليهم السلام ) وعلم صادر عنهم ( ع ) ووجوب التوقف والاحتياط مع عدم تيسر طريق العلم ووجوب الرد إليهم في جملة منها ، وما ذاك إلا لقصور العقل المذكور عن الإطلاع على أغوارها وإحجامه عن التلجج في لجج بحارها ، بل لو تم للعقل الاستقلال بذلك لبطل إرسال الرسل وإنزال الكتب .

    ثم ذكر أخبار كثيرة في ذلك .. ثم قال :
    إلى غير ذلك من الأخبار ـ المتواترة ـ معنى ، الدالة على كون الشريعة توقيفية لا مدخل للعقل في استنباط شيء من أحكامها بوجه .. نعم عليه القبول والانقياد والتسليم لما يراد إلا في الأمور البديهية كقولهم : الواحد نصف الإثنين ، فلا ريب في صحة العمل به ـ أ هـ ـ

    ويستمر السيل المتدفق من الحجج والبراهين
    ـ ورد في حديث المناظرة في مجلس المأمون عن ليلة القدر ، ومما قاله الإمام الرضا ( ع ) :
    " .. يا سليمان إن علياً ( ع ) كان يقول : العلم علمان : فعلم علمه الله ملائكته ورسله ، فما علمه ملائكته ورسله فإنه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله ، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد من خلقه يقوم منه ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء .. "
    ـ بحار الأنوار ج1 ص331 ـ
    عن الإمام الباقر ( ع ) قال :
    " كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل "
    " ونحن فيما بينكم وبين الله "
    يقول صاحب البحار
    ( أي نحن الوسائط في العلم وسائر الكمالات بينكم وبين الله فلا تسألوا عن غيرنا)
    عن زيد الشحام عن أبي جعفر ( ع ) في قول الله عز وجل : " فلينظر الإنسان إلى طعامه قال : قلت : ما طعامه ؟ قال ( ع ) علمه الذي يأخذه ممن يأخذه "
    ـ بحار النوار ج2 باب 14 ـ
    يقول العلامة المجلسي
    ـ قد تقدمت الأخبار المستفيضة في كتاب العلم في أن النبي ( ص ) والأئمة ( ع ) لا يتكلمون إلا بالوحي ولا يحكمون في شيء من الأحكام بالظن والرأي والاجتهاد والقياس
    ـ ج17 ص 155 ـ
    عن أبي جعفر ( ع ) قال :
    " كان علي ( ع ) إذا ورد عليه أمر مانزل به كتاب ولا سنة قال برجم فأصاب ، وهي المعضلات "
    جاء في الشرح
    ـ المراد أن له طريقاً من العلم إليه ، وليس كما يظن أي بالطرق العادية ، فهو إلقاء في الفهم وقذف في القلب معاً من غير طريق الفهم العادي ـ
    وعنه عليه السلام أيضاً
    " كان على ( ع ) يعمل بكتاب الله وسنة نبيه فإذا ورد عليه الشيء الحادث الذي ليس في الكتاب ولا في السنة ألهمة الله الحق فيه إلهاماً ، وذلك والله من المعضلات "
    ـ بحار الأنوار ج26 ص54 ـ
    وعن الإمام الصادق ( ع ) :
    " .. أن أمير المؤمنين ( ع ) إذا وردت عليه قضية لم ينزل الحكم فيها في كتاب الله تلقاه به روح القدس "
    ـ بحار الأنوار ج35 ص156 ، بصائر الدرجات133 ـ

    يقول أمير المؤمنين ( ع ) عن الأئمة ( ع ) :
    " .. وهم ولاة أمر الدين الذين قال الله فيهم " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وقال فيهم: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال السائل :
    ما ذلك الأمر ؟ قال ( ع ) الذي تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم "
    ـ الطبرس في الاحتجاج ـ
    ـ أقول ـ
    فهل الفقيه الغير معصوم من أولي الأمر ، وتتنزل عليه ملائكة السماء ، ومن أصحاب ليله القدر وما ينزل فيها ، حتى يستطيع أن يصبح من : " الذين يستنبطونه منهم " ؟ !!

    البرهان الساطع في علم أحكام المستجدات والنوازل
    ـ عن ضريس الكناس قال : سمعت أبا جعفر ( ع ) وعنده أناس من أصحابه وهم حوله :
    " إني لأعجب من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ، ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم فينقصونا حقنا ، ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا ، أترون الله افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفي عليهم أخبار السماوات و الأرض ، ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم .. "
    بيان العلامة المجلسي
    ( .. ثم يخفي : ثم للتراخي الرتبي ، ومواد العلم : ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والأحكام وغيرهما منه مما ينزل عليهم في ليلة القدر وغيره ، والمادة : الزيادة المتصلة ، فيما يرد عليهم ، أي من القضايا وما يسألون عنه من الأخبار ، وقوام دينهم ، كما يكون في الأحكام لذلك يكون في الأخبار بالحوادث ، فإنه يصير سبباً لزيادة يقينهم فيهم ) .
    ـ البحار ج26 ص149 ـ
    وقد سبق أن أوردنا بيان وشرح صاحب بيان الأئمة ( ع ) في أمر ليلة القدر وما ينزل فيها ، وما ينزل كل يوم وساعة منه :
    ـ بل ينزل على الإمام ( ع ) ما يحدث كل يوم من الحوادث ، والوقائع ، والأمور وأحكامها
    وهذا من علم الله الخاص ، والعلم المكنون العجيب المخزون ، المختص بالإمام ( ع ) لا يمنحه أحد ، وذلك العلم الذي يزود به كل يوم ، مثل ما ينزل عليه في ليلة القدر من الأوامر والنواهي والحوادث والوقائع ـ
    ( هذا البيان يكتب بماء الذهب )

    ولنا وقفة
    مع الشيخ الجليل العالي المقام
    حينما قال آنفاً : لو تم للعقل الاستقلال بالقول في الأحكام الشرعية بغير سماع منهم ( عليهم السلام ) لبطل إرسال الرسل وإنزال الكتب ، وهذا حادث ومن بعد رحيل النبوة وحتى يومنا هذا ( وبدايات ونهايات ) ( ورموز وتاريخ ) ( وأتباع ومناصرون )
    وقد وصفنا هذا العمل الخطير من جانب أهل الرأي والاجتهاد ، وعلم الأصول وقواعده ، واستنباط الفتاوى والأحكام منه خصوصاً أحكام الحوادث والوقائع والمستجدات وما يبتلي به الناس خلال عصور الغيبة والاغتراب بأنه : فتنة القرون .. وتحجر العقول ، وتشريع وحاكمية البشر ، مقابل تشريع وحاكميه الخالق سبحانه وتعالى .. شر فتنه تحت أديم السماء فلا غرابة لما توصل إليه الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق وما توصلنا إليه من خلال البرهان الساطع في علم أحكام المستجدات والنوازل ، فهو حق واحد لا يتعدد ولا يختلف
    *************
    و ماذا بعد ؟!
    ماذا بعد ذلك سيقول لنا اتباع الرأي والاجتهاد أو أصحاب علم الأصول والاستنباطات وعلى أي جهة كانوا ؟!!
    لاشك أن ما أوردناه للآن ومن مشكاة العصمة والنور سيثير حفيظتهم _ وقد حدث منهم قبل ذلك _ ويسرعون في القول ويطالبوننا قائلين : إذا ماذا نفعل فيما ينزل بنا من نوازل وبلايا منذ أن غاب عنا صاحب الأمر والزمان ( ع ) ... ماذا نفعل مع ما يستجد لنا من أمور وما يحيطنا ويلحق بنا رغماً عنا ، وماذا وماذا ... وكأني ليس مثلهم في الابتلاء بجميع ما ذكروه وما لم يذكروه ... وكأنهم ليسوا أتباعاً لأهل البيت( ع ) ولا يستضيئون بنورهم ، ولا يرجعوا إليهم فيما يلحق بهم من ملمات كما أمروهم عليهم السلام ليعلموا بالمخرج والنجاة ... وكان الأجدر بهم إن كانوا صادقين بالقول بولايتهم لأهل البيت ( ع ) ، ويؤمنون بأمرهم حقاً أن يراجعوا أنفسهم ألف ألف مرة قبل أن يوجهوا لي مثل ذلك ، ويطالبوني بالحل فيه ، أن يثبتوا لأنفسهم أولاً صدق ما يعتقدونه ويقولونه من جعل أهل البيت ( ع ) أئمة لهم في الدين والدنيا ويتولونهم بحق ، وأن طاعتهم مفترضة عليهم كطاعة الله عز وجل ، فيرجعوا إليهم ويستضيئوا بنورهم ، ويفزعوا إليهم في مثل هذه الملمات ويهتدوا بعلومهم ويحددوا لأنفسهم المخرج والنجاة ...
    ـ ولأني بحمد الله تعالى ممن كتب له النجاة من فتنة القرون ، ورزقني الله عز وجل الاهتداء لأئمتي عليهم السلام في مثل هذه الأمور بل في جميع أمور ديني ودنياي ومحياي ومسعاي ... سأشير فقط ومجرد إشارة عابرة لما توصلت إليه عنهم عليهم السلام ، وبعد ذلك فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء غير ذلك فهو حر في اختياره ومصيره ، ولا يلقي بعد ذلك باللوم على غيره .

    المدخل
    ونبدأ من قول أمير المؤمنين ( ع ) ، عن الإمام المهدي ( ع ) :
    " يكون لغيبته حيرة يضل فيها أقوام ، ويهتدي آخرون أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة " .
    فماذا يفعل طالب الحق والنجاة خلال هذه الحيرة ؟

    يقول أمير المؤمنين ( ع ) :
    " ينظر إلى ما أوجب الله من حق فيتولاه ، وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه وإن كان حميماً قريباً " .
    _ اقتباس من محادثة بين أمير المؤمنين ( ع ) والخضر ( ع ) _
    _ بيان الأئمة ( ع ) ج1 ص57 _

    " إياك والتلون في الدين "
    _ من حديث لرسول الله ( ص ) _

    في حديث للإمام الصادق ( ع ) :
    " إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل ثواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ، ولن يدعه كثير من أهل هذا العالم " .
    _ البرهان في تفسير القرآن ج2 ص168 ، البحار ج1 ص150 _

    وعنه عليه السلام أيضاً :
    " .... ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه ، ورأيت أعلام الحق قد رست ... واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل ، فكن مترقباً ، واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه " .
    _ روضة الكافي _

    العلم أولاً بحقيقة وضع الإسلام الاستثنائي خلال عصور الغيبة
    ومعرفة مساحة وحدود أحكامه وتعاليمه المسموح والمأمور بها خلال عصور الغيبة ، والعلم بما هو مطلوب أن يكون عليه المؤمن خلال هذه العصور ، وتحديد موقفه الشرعي مما يستجد من وقائع وأحداث وأوضاع ومما يبتلى به من نوازل وابتلاءات لم يرد فيها أحكام وتعاليم عن الأئمة عليهم السلام .

    أولاً : العلم بحقيقة وضع الإسلام الاستثنائي خلال عصور الغيبة
    نورد من روايات هذا القسم ثلاثة بترتيب ما يجري على الإسلام ونستخلص النتائج فقط .


    * الرواية الأولى _ وهي قول أمير المؤمنين ( ع ) :
    " المهدي مغترب إذا أغترب الإسلام ، وضرب بعسيب ذنبه ، والصق الأرض بجرانه " .
    ( أي عندما يذهب الإسلام للغيبة يذهب معه الإسلام ، ويغترب معه بليلة القدر وما ينزل فيها ، وما ينزل في كل يوم وليلة ، ولا يبقى منه في واقع الناس إلا ما تم صدوره من أحكام وتعاليم عن الأئمة ( ع ) وهي غير قابلة للزيادة بل قد يفقد معظمها وهذا ما حدث ) .

    * الرواية الثانية _ وهي قول الإمام الباقر ( ع ) :
    " كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه ، ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت " .
    ( أي أن الإسلام يظل مولياً ومفتقداً خلال عصور الغيبة إلى أن يقدم الإمام المهدي ( ع ) بإظهاره وأعادته من جديد ، وإحيائه بعد مواته ) .
    .
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

  • #2
    * الرواية الثانية _ وهي قول الإمام الباقر ( ع ) :
    " كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه ، ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت " .
    ( أي أن الإسلام يظل مولياً ومفتقداً خلال عصور الغيبة إلى أن يقدم الإمام المهدي ( ع ) بإظهاره وأعادته من جديد ، وإحيائه بعد مواته ) .

    * الرواية الثالثة _ وهي قول رسول الله ( ص ) :
    " يأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الإسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس عنه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت أديم السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود " .

    _ منتخب الأثر ، البحار _

    ( أي أن الإسلام في وضعه الاستثنائي خلال عصور الغيبة ( بل وقبلها ) يتعرض لمحن وشدائد عظام لا تبقي ولا تذر حتى لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ورسمه بعد افتقاده معظم ما تم صدوره من جانب الأئمة ( ع ) لأشياعهم .

    وفي جملة واحدة
    أنه لا يبقى من الإسلام خلال عصور الغيبة إلا القليل القليل من أحكامه وتعاليمه الحقة والتي صدرت من مشكاة العصمة والطهارة .


    ثانياً : مساحة أحكام وتعاليم الإسلام المأمور الالتزام والتمسك بها
    يقول السيد محمد صادق بحر العلوم :
    قد استفاض عن أئمة الهدى عليهم السلام أمر أصحابهم بكتابة ما يسمعون من الأخبار قائلين : " سيجيء على الناس زمان لا يأنسون إلا بكتبهم "

    ويروى عن الإمام الصادق ( ع ) مخاطباً أصحابه :
    " أكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا " ... " القلب يتكل على الكتابة " .
    " احفظوا كتبكم فإنكم ستحتاجون إليها " .

    وقال ( ع ) للمفضل بن عمر :
    " أكتب وبث علمك في إخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك ، فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم " .
    _ الكافي _
    والمراد بالكتب في الحديثين الأخيرين ، الأحاديث المروية عنهم عليهم السلام .

    وقوله ( ع ) : " ستحتاجون إليها "
    أي لفقد من تسألونه من الأئمة عليهم السلام من جهة شدة التقية ، أو حصول الغيبة ، فينحصر أخذكم للأحكام من الكتب " .

    وقول ( عليه السلام ) : " يأتي على الناس زمان هرج ... الخ "
    أي زمان فتنة وقتل وخوف فلا يكون لهم مفزع في أخذ الأحكام إلا كتبهم .
    _ من تقديمه لكتاب أمال الشيخ الطوسي ص32 _

    وفي كتاب الكافي أيضاً ورد :
    عن محمد بن الحسن قال : قلت لأبي جعفر الثاني ( ع ) :
    " جعلت فداك مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( عليهما السلام ) وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم ، فلما ماتوا صارت الكتب إلينا ـ فقال ( ع ) " حدثوا بها فإنها حق "
    هكذا كان وضع الشيعة الأوائل رغم وجود الأئمة ( ع ) على مقربة منهم ولكن ضرب بينهم بسور من حديد ، ورفع سيف البطش والتنكيل .. وهكذا كان دينهم كتبهم التي ورثوها وصارت إليهم ، وانحصر أخذ الأحكام عنها . وهذا ما كان ما بأيديهم والأمر الأول الذي كانوا عليه وهو أيضاً ما أمر به الأشياع أن يكونوا عليه خلال عصور الغيبة والاغتراب عند افتقاد الإمام ( ع ) وذهابه للغيبة والغربة ، وفي ذلك أحاديث وأخبار منها :
    عن عبد الله بن سنان قال : دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله ( ع ) فقال :
    " كيف أنتم إذا صرتم في حال لا يكون فيها إمام هدى ولا علماً يرى فلا ينجو من ملك الحيرة إلا من دعا بدعاء الحريق ... فقال أبي هنا والله البلاء فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ ؟ قال ( ع ) : إذا كان ذلك ولن تدركه فتمسكوا بما في أيديكم حتى يصح لكم الأمر " .

    عن ابان بن تغلب عن أبي عبد الله ( ع ) قال :
    " إنه يأتي على الناس زمان يصيبهم منها سبطة يأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها ، فبينما هم كذلك إذا طلع نجم _ قلت فما السبطة ؟ قال ( ع ) : الفترة _ قلت كيف نصنع فيما بين ذلك ؟ فقال ( ع ) : كونوا على ما أنتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم " .

    عن الحارث بن المغيرة النصري عن أبي عبد الله ( ع ) :
    " قلت له : إنا نروي بأن صاحب هذا الأمر يفقد زماناً فكيف نصنع عند ذلك ؟ قال ( ع ) تمسكوا بالأمر الأول الذي أنتم عليه حتى يبين لكم " .
    _ غيبة النعماني ص104،105 _

    يقول الشيخ الجليل النعماني تعليقاً على هذه الروايات :
    ( هذه الروايات التي قد جاءت متواترة تشهد باختفاء العلم وصحة غيبة الإمام القائم ( ع ) ) .
    هذه كانت مساحة التعاليم والأحكام المأمور بها والتمسك والالتزام بها خلال عصر الغيبة ، وكان أمر الأئمة ( عليهم السلام ) بالحفاظ والثبات عليها إلى يومنا هذا وإلى أن يطلع الله عز وجل لنا نجمنا ويصبح لنا الأمر ، وهذا أمر صادر من مشكاة العصمة والطهارة ، ولا بد له من علماء شوامخ يبينوه ويوضحوه أمثال الشيخ الجليل النعماني صاحب كتاب الغيبة حيث صرح قائلاً :
    (.. أي صحة الغيبة واختفاء العلم بافتقاده الإمام الحجة ، وأن يكونوا على ما كانوا عليه _ أي أمر الأئمة ( ع ) للشيعة بأن يكونوا فيها على ما كانوا عليه لا يزالون ولا ينتقلون ، بل يثبتون ولا يتحولون ، ويكونون متوقعين لما وعدوا به ، وهم معذورون في أن لا يروا حجتهم وإمام زمانهم في أيام الغيبة .. صابرون على ما ندبوا إلى الصبر عليه ) .
    _ الغيبة للنعماني ص106 _
    وجاء في هامش ص327 من كتاب كمال الدين للصدوق حول هذه الروايات ما يلي :
    ( أي تمسكوا بما تعلمون من دينكم وإمامكم ولا تتزلزلوا وتتحيروا وترتدوا ) .

    نعم إن أئمة أهل البيت الأطهار ( سلام الله عليهم ) وهم لسان الشيعة ، وقولهم هو قول الإسلام ، والكتاب الناطق قد أخبرونا بأن الإسلام خلال عصور الغربة والاغتراب يصير بحيث لا يبقى منه إلا اسمه ورسمه وتشح أحكامه وتعاليمه ، ولا يبقى إلا ثوابته وضرورياته ، وأن هذا الأمر لا تغيير فيه ولا تبديل ، ولا ابتكار وتعديل فيه حتى يظهر لنا نجمنا ومهدينا ( ع ) ... سواء وقعت الآلاف والملايين من المستجدات والنوازل والأحداث ، وسواء حتى الناس أم أبوا إلا التلون في الدين وأتباع مسيرة الرأي والاجتهاد _ وعلم الأصول وقواعده واستنباط الأحكام منه أو حتى من ظواهر الكتاب والسنة عند بعض الآخرين . الحكم والفتوى في الإسلام لا يصدر إلا من معصوم مؤيد ومسدد ، ومتصل دائماً بالسماء عن طريق وحي السماء المستمر .

    وهذا ما هو مطلوب من المؤمن أن يكون عليه خلال عصور الغيبة والاغتراب ، وموقفه من أمر النوازل والمستجدات وما يبتلى به خلال حياته .

    وأولاً وأخيراً لنبحث دائماً عن كل ما صدر عن الأئمة المعصومين ( ع ) بقدر ما نستطيع في شأن هذا الأمر وغيره ونؤمن ونعمل به ، وإلى مسالك الطريق البعض منه .

    من بيان الإمام جعفر الصادق ( ع ) :
    " العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق ، ولا يزيده سرعة السير إلا بعداً " .
    " اعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله جل ذكره من العمل الكثير على غير يقين " .
    _ أعلام الدين للديلمي _

    " لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت ، والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ، ويجلوا عنكم فيه العمى ، ويعرفوكم فيه الحق ، قال الله تعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " .
    _ زبدة الكافي ج1 ص6 _

    عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله ( ع ) :
    " ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة فننظر فيها فقال ( ع ) لا ، أما إنك إذا أصبت لم تؤجر ، وإن أخطأت كذبت على الله عز وجل " .
    _ أعلام الدين للديلمي _

    " انظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فإن وجدتموه والقرآن موافقاً فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقاً فردوه ، وإن أشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوا إلينا ، حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا ، فإذا كنتم كما أوصيناكم ، لم تعدوا إلى غيره ، فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً " .
    _ أعلام الدين للديلمي ص314 _

    وبعد ،
    ماذا قال الأتباع عندما واجهناهم بجانب من هذه الحقائق من قبل ؟
    قالوا : لماذا وكيف .. وهل يعقل أن الإسلام يغلق دون اتباع أبواب الرحمة وعلم المسائل المستحدثة وأحكام النوازل التي نبتلى بها ، ويتركنا حيارى نتخبط في ظلمات الجهل والضلالة .

    والجواب على ذلك في كلمة واحدة
    ( أمة معاقبة )
    وللجواب تفاصيل وشجون وتنهدات ... يا لها من حسرة وخيبة أن لا تجتمع هذه الأمة عبر خط تاريخها إلا على أمرين :
    أولهما : ظلم أهل البيت عليهم السلام
    وثانيهما: مخالفة أمر أهل البيت ( ع ) .
    وعلى سبيل المثال لا الحصر
    يوم الانقلاب على الأعقاب : " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم " .

    يقول أمير المؤمنين ( ع ) في خطبة :
    " حتى إذا قبض رسول الله ( ص ) رجع قوم على الأعقاب وغالتهم السبل واتكلوا على الولائج ووصلوا غير الرحم ، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ونقلوا البناء عن رس أساسه ، فبنوه في غير موضعه ، معادن كل خطيئة ، وأبواب كل ضارب في غمرة " .

    ويومها لم يثبت من الأمة على العهد إلا أربعة ، رضى الله عنهم وأرضاهم .
    " أما بعد ، فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمداً ( ص ) نذيراً للعالمين ومهيمناً على المرسلين ، فلما قبض عليه السلام تنازع المسلمون الأمر من بعده ( ص ) ... فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعون إلى محق دين محمد " .

    هكذا بدأت بدايات فتنة القرون فتنة دين الرأي والاجتهاد تشريع وحاكمية البشر مقابل تشريع وحاكمية الخالق سبحانه وتعالى
    " يا بن اليمان ستبايع قريش علياً ثم تنكث عليه وتحاربه وتناضله وترميه بالعظائم ، وبعد على يلي الحسن وسينكث عليه ، ثم يلي الحسين فتقتله أمة جدة ، فلعنت أمة تقتل ابن بنت نبيها ولا تعز من أمة ، ولعن القائد لها والمرتب لناسقها ، فوالذي نفسي علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلم وعسف وجور واختلاف في الدين ، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتاب الله ، وإظهار البدع ، وإبطال السنن ، واختلاف وقياس مشتبهات وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع " .

    وبعد مقتل أبي عبد الله الحسين ( ع ) في واقعة الطف لم يكن على الإيمان والعهد من الناس إلا واحد فقط .
    ( لا تزال هذه الأمة بعد قتل الإمام الحسين ( ع ) على دين الأحبار والرهبان أو دين الرجال ، وتشريع البشر وحاكميته مقابل تشريع وحاكمية الخالق سبحانه وتعالى ، حتى تصل الذروة بالافتتان بفتنة القرون على أبواب الظهور .. ويومها تجتث من الجذور ، ويمحى أي أثر لها في الوجود على يد خاتم الأئمة الميامين روحي له الفداء يوم ظهوره الشريف .
    عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

    ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
    .

    تعليق


    • #3
      أمة معاقبة .. أمة مفتونة و ( ملعونة ) .
      بسم الله الرحمن الرحيم
      " الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " العنكبوت 1 : 3
      روي في المجمع عن النبي ( ص ) أنه لما نزلت هذه السورة قال : " لا بد من فتنة تبتلى به الأمة بعد نبيها ليتعين الصادق من الكاذب " وصدق الله عز وجل وصدق رسول الله ( ص )
      أما الفتن .. فتن القرون
      لها جذور وبدايات وتشعبات ، ورموز وتاريخ ودين للرجال ، واتباع مفتونون ومناصرون
      " فتنة صداها مسموع على مر العصور والأيام "
      لقد حددنا وأوضحنا معالم هذه الفتنة الصماء خلال خطب أمير المؤمنين ( ع ) السابقة ، وقد وضع الأساس وبدأ تشييد البناء ( الأول والثاني ) أي مغتصبي الخلافة والحكم من بعد النبوة مباشرة ، وهم رموز دين الرجال والرأي والاجتهاد بعد أن نحو جانباً دين النص والقرآن والوحي المستمر نزوله على الإمام ( ع ) واشتد عصبها وأثرها في واقع الأمة حتى أن من يزعمون بأنهم من أتباع الولاية والتمسك بالطهارة دخلوا في دينها أفواجاً أفواجاً تحت مسمى دين الرأي والاجتهاد وعلم الأصول والقواعد ، والتاريخ بيننا وبينهم ، ولكل دين مسيرة تاريخية ، ولكل دين أساس وبناء يقوم عليه وقد فصلنا القول في رسالتنا السابقة ( أيهما الإسلام ؟ ) والأمر لم يعد يحتمل المزايدات ، وليختار كل منا ما يشاء وما يريده لمصيره ، ولآخرته وهو حر فيما يختار . وبيننا وبينه الدليل والبرهان .
      ـ وتشعبات ـ
      فتنة القرون صارت مفرزة وتفريخ لدين المذاهب والآراء والاجتهادات والذي ما إن يحط بظلاله في ساحة كل فرقة وطائفة حتى تقوم بطلائه وتغيير ديكوراته حتى تختفي صبغته الأولى ويتم صبغته بأخرى بالنسبة لشعارات مرفوعة أخرى وفي النهاية فالجوهر واحد ومصيبته قائمة ، ودين الرجال على قدم وساق والذي خرج من تحت عباءته المذهب الأصولي الشيعي الذي هو علم الأصول والقواعد والرأي والاجتهاد وعبادة الشيطان على أوسع الأبواب .
      وقفة على الطريق
      ليس لأحد أن يناقش ويجادل في الأمر وفي البدايات بعدما صرح وأخبر أمير المؤمنين ( ع ) في خطبه وبياناته والتي أوردنا منها شعاع مجرد شعاع من أشعة الحق والبرهان ، والبيان والتبيين .. وننتقل على جناح السرعة إلى النهايات وهي من أقوى عناصر الفصل في القضية .
      ومن مقدمات وبدايات فتنة القرون إلى نتائجها وقبل الظهور مباشرة ثم نهايتها على الفور
      مع أن النصوص في الكتاب والسنة وفي أخبار وأحاديث الأطهار ( ع ) تقطع بردة وضلال جميع الأمة إلا من رحم الله وعلى طول خط مسيرة وتاريخها إلا أني في حيرة للآن بسبب ما ورد في الشيعة أضعاف ما ورد في غيرهم وعندما تواجه بها أحدهم وخصوصاً من الأصوليين يقول لك أنها لم تنزل فينا، بل في العامة ، ولسان حاله يكون ما ورد عن الأئمة عليهم السلام في الشيعة مع أن الكل تحت المظلة إلا ما رحم .
      من نصوص القرآن في أمة التيه والضلال
      بسم الله الرحمن الرحيم
      " أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "
      الفرقان آية 44
      " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ " يوسف آية 106
      " وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا " يونس آية 36
      " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ " الأنعام آية 116
      " بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ " الأنبياء آية 24
      " وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ " المؤمنون آية 70
      ــــــــــــــ
      قال الله تعالى ( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا )
      جاء في تفسيرها عن الإمام الباقر ( ع ) :
      " يعني ( بموتها ) كفر أهلها ، والكافر ميت ، فيحييها الله بالقائم ( ع ) فيعدل فيها فيحيي الأرض ويحيي أهلها بعد موتهم "
      تفسير البرهان ، وظيفة الأنام للأصفهاني ص 48
      قال الله تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) الحديد 16
      جاء في تفسيرها عن الإمام الصادق ( ع ) :
      " نزلت هذه الآية في أهل زمان الغيبة " ـ تفسير البرهان ـ
      وعنه ( ع ) أيضاً " المؤمن أعز من الكبريت الأحمر " ـ الكافي ج 2 ـ
      وعنه ( ع ) أيضاً وهو يقول لأبي بصير :
      " أما والله لو أني أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي هذا ما استحللت أن أكتم حديثاً "
      ـ الأصول من الكافي ج 2 ص 242 ـ

      يقول أمير المؤمنين ( ع ) :
      " اعلموا علماً يقيناً أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم ، وذلك أن الأمة كلها جاهلية إلا من رحم الله ، فلا تعجلوا فيعجل الخوف بكم "
      بحار الأنوار ج 51 ص 120
      وعن الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قوله :
      " .. وأن للقائم منا غيبتين أحدهما أطول من الأخرى .. وأما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضينا وسلم لنا أهل البيت "
      ـ كمال الدين للصدوق ـ
      قال الإمام الباقر ( ع ) :
      " الناس كلهم بهائم ـ قالها ثلاثاً ـ إلا قليلاً من المؤمنين ، والمؤمن غريب ـ قالها ثلاثاً ـ "
      ـ الكافي ج 2 ص 189 ، أعلام الدين للديلمي ص 152 ـ

      خاطب الإمام الصادق ( ع ) مواليه ذات يوم فقال :
      " ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم ، وتأملت مولوداً غائباً وغيبته وإبطاءه ، وطول عمره ، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان ، وتولد الشك في قلوبهم من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينهم وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم .. "
      " والله لتغربلن ؟، والله لتميزن ، والله لتمحصن ، حتى لا يبقى منكم إلا الأقل وصعر كفه "
      ـ سئل الإمام الحسن العسكري ( ع ) عن غيبة المنتظر ( ع ) فقيل له :
      يابن رسول الله ، وإن غيبته لتطول ؟ فقال ( ع ) : " أي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ، ولا يبقى إلا من أخذ الله عز وجل عهده بولايتنا ، وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه "
      ـ كمال الدين ص 358 ـ
      قال الإمام أبو الحسن ( ع ) :
      " لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة ، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد ، ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي ، إنهم طالما اتكوا على الأرائك ، فقالوا : نحن شيعة علي ، إنما شيعة علي من صدق قوله فعله "
      ـ روضة الكافي ص 191 ـ
      عن الإمام موسى الكاظم ( ع ) أنه قال :
      " إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم أحد عنها ، يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه "
      ـ كمال الدين ج 2 ص 360 ، وظيفة الأنام للأصفهاني ص 106 ـ
      وعنه أيضاً ( ع ) :
      " ليس كل من قال بولايتنا مؤمناً ، ولكن جعلوا أنساً للمؤمن "
      ـ كمال الدين ص 303 ـ
      سئل الإمام محمد الجواد ( ع ) عن الإمام المنتظر ( ع ) فقيل له :
      يا بن رسول الله ( ص ) ولم سمي بالقائم ؟ قال : " لأنه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته "
      وأخيراً في هذه اللمعة من أخبار الأئمة ( ع ) في حال شيعتهم
      عن سدير عن الإمام الصادق ( ع ) في حديث عنه :
      " أنه ( ع ) نظر إلى غلام يرعى جدياً فقال : يا سدير ، والله لو كان لي سبعة عشر بعدد هذه الجديان ، ما وسعني القعود "
      وقوله ( ع ) أيضاً
      " إن المؤمن لقليل ، وإن أهل الضلالة لكثير "
      ـ الكافي ، أعلام الدين للديلمي ص 124 ـ

      أمة معاقبة ومفتونة
      ها قد علمنا لما هذه الأمة معاقبة ومفتونة ، ولا ينجو منها إلا القليل الأندر ، الآحاد من الناس في كل زمان ، وشخصنا فتنتها الكبرى وأم الفتن ومنبعها ، فتنة القرون .. والأمر لا يقف عند هذا الحد ، بل لا بد في النهاية من الامتحان الأكبر والتمحيص والتمييز لتحقيق شرط الفرج والظهور ، وهو تواجد أهل العهد والميثاق من الأمة المعدودة في القرآن عدة أهل بدر وهم نجباء مصر وأبدال الشام وعصائب أهل المشرق ( أو العراق ) وعدتهم 313 مؤمناً بحق ، وهو من ناحية أخرى مضاعفة العقاب للأمة المفتونة المتمردة على أمر ربها وهدى الأطهار ( ع ) بعزلها تماماً عن منبع علم الإسلام المستمر نزوله من السماء .. عن ليلة القدر وما ينزل فيها وما ينزل في كل يوم وساعة ، وهو عقاب وغضب عليها ، ومن جهة أخرى هو امتحان وفتنة واختبار لجانب محدود في هذه الأمة لكل من يدعي أنه من موالي أهل البيت ( ع ) ومن أتباعهم ، بل ويرى أنه من المتمسكين بأمرهم والتسليم الكامل لهم ( ع ) . وهذا الامتحان والاختبار هو أن يغيب عنهم صاحب الزمان ( ع ) وينقطع علمه عن الناس ، ويتوقف صدور الأحكام فيما يغشى الناس ويقع لهم من مستجدات ونوازل وابتلاءات ، وهنا تجري عملية التمحيص والتمييز بين من يتمسك بالعهد والميثاق ويثبت ويتوقف ويصبر على المحنة ، ولا يتلون في الدين ولا ينتقل عنه ويلتزم ويتمسك بأوامر وتعاليم أئمته الأطهار ( ع ) خلال عصر الغيبة والفتنة والانتظار .. التسليم المطلق لأهل البيت ( ع ) والثبات على أمرهم خلال المحنة والمرحلة ، فيسقط في المحنة من يسقط وهم الأكثرية ، وينجو منها من يستحق النجاة بجدارة ، وهنا يصفو الإيمان من الكدر ويتحقق الفصل والتمييز بين جموع الأمة الضاربة في الفتنة والتيه والضلال المبين ، وبين خط الأمة المعدودة في القرآن وعدتهم ، وهم الذين يبحثون وينقبون عن معالم الحق والنور وسط هذا الظلام والتيه الضارب في جنبات الأمة حتى يستخلص الفرد منهم الحق والحقيقة ويمتلك البرهان الساطع والحجة بعد رسول الله ( ص ) ، وهي ليلة القدر وما ينزل فيها وحمل أمرها ومعرفة تفسيرها ومعرفة حقيقة علاقتها الرسالية بصاحب الزمان وما تمثله للإسلام وأمره من الألف إلى الياء . وحتى يعلم بيقين حقيقة وضع الإسلام وواقعه خلال عصور الغيبة والاغتراب ، حتى يصبح من الذين ينتظرون بحق يوم الفرج الأكبر ، يوم ظهور قائدهم الرسالي الغائب ليقيم ويظهر الإسلام من جديد ، بعد أن يهدم صروح الفتن ويجتثها من جذورها ويمحو من الواقع أي آثار لها ، ويهدم ما قبله ويبطل ما في أيدي الناس
      .
      يقول الإمام الصادق ( ع ) في أمر القائم ( ع ) :
      " تمتد غيبته ليصرح الحق عن محضه ، ويصفوا الإيمان من الكدر ، بارتداد كل من كان طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم "
      ـ ص 178 من كتاب المهدي للسيد صدر الدين ـ
      عن الإمامان الباقر والصادق ( ع ) في قول الله تعالى : " أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة "
      قالا : أن الأمة المعدودة هم أصحاب المهدي في آخر الزمان ثلثمائه وثلاثة عشر رجلاً كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف .
      فإلى الخاتمة بباب التمييز والتمحيص
      ـ ورد في كتاب الغيبة للنعماني باب خاص بعنوان :
      ( ما روي فيما يلحق الشيعة من التمحيص والتفرق والتشتت عند الغيبة حتى لا يبقى على حقيقة الأمر إلا الأقل الذي وصفه الأئمة ( ع ) )
      منه :
      عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

      ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
      .

      تعليق


      • #4
        ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ( ع ) أنه قال :
        " مع القائم ( ع ) من العرب شيء يسير ، فقيل له : إن من يصف الأمر منهم لكثير ، قال : لا بد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا وسيخرج من الغربال خلق كثير "
        ـ قال الإمام أبو الحسن الرضا ( ع ) :
        " والله لا تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا ، وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر "
        ـ عن الإمام الباقر ( ع ) أنه قال :
        " إنما مثل شيعتنا مثل أندر يعني بيدراً فيه طعام أصابه أكل فنقي حتى يبقى منه ما لا يضره للأكل وكذلك شيعتنا يميزون ويمحصون حتى يبقى عصابة لا يضرها الفتنة " .. أ هـ
        ــــ ــــ ــــ
        ـ عن الإمام الرضا ( ع ) أنه قال :
        " لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا ، فلا يبقى منكم إلا القليل ثم قرأ : " الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ "
        ـ إلزام الناصب ج 2 ص 147 ـ
        ـ من حديث طويل للإمام الصادق ( ع ) منه :
        " أنه دخل عليه بعض أصحابه فقال له : جعلت فداك إني والله أحبك وأحب من يحبك يا سيدي ما أكثر شيعتكم ، فقال له أذكرهم ، فقال كثير ، فقال تحصيهم ، فقال : هم أكثر من ذلك ، فقال أبو عبد الله ( ع ) : " ما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي يريدون ... فقلت فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون أنهم يتشيعون ، فقال ( ع ) : فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل ، يأتي عليهم سنون تفنيهم وسيف يقتلهم واختلاف تبددهم ..."
        ـ الغيبة للنعماني ص 136 ـ
        ـــــــــــــــ
        لعلي بذلك ومن خلال ما كتبته وسطرته للآن من رسائل ومداخلات كمستبصر وباحث عن الحق ، قد أوصلت للشيعة الذين وجدت الحق أمام أعينهم وهم أبعد الناس عنه ، أن يفهموا معنى هذه الرسالات والغرض منها ، والله سبحانه وحده المطلع على خفايا السرائر ، وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت .
        " سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين "
        وصلي الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
        والحمد لله رب العالمين
        __________________




        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        إستكمالاًً لما سبق .. قال المستبصر / علي محمد علي :
        إلحاقاً لما تقدم منا بخصوص كتابنا بعنوان : الإسلام وحي مستمر أم رأي واجتهاد مبتكر ،( فصل فتنة القرون وتحجر العقول ) .

        لازلنا بفضل الله تعالى وبرحمته نلحق ونتشبث بسفينة الأطهار سلام الله عليهم ونتمسك بحبلهم فلا نضل ولا نشقى .. ومازالت ينابيع الحق والنور تفيض علينا كل حين بالمزيد من الحقائق الهامة والخطرة والتي يتوقف عليها المصير وتحقيق الفوز والنجاة يوم العرض ووزن الأعمال ، وهذا الهام والخطير يشكل ظلاً ظليلاً لرسالتنا أو فصل : فتنة القرون وتحجر العقول ، وهو يريح الفؤاد ويكشف الغمام عن الغرباء مسلمي عصور الغربة والاغتراب وبخصوص ما يبتلون به من مستجدات ، وحوادث ووقائع ، ونوازل وبلايا ، وتغير في الأنماط وتحول في الأطوار ... رغم الانقطاع الكامل عن علم وأحكام وتعاليم صاحب الزمان ( ع ) وما ينزل عليه كل يوم وساعة من أخبار السماء والوحي المستمر بخصوص هذه الأمور والمواضيع وغيرها .

        والمعادلة صعبة للغاية وأمرها جلل خطير ، سقط ويسقط فيها من يسقط في شباك وفخاخ المتألهين ، ومسيرة المتشرعين ، مسيرة تشريع وحاكمية البشر مقابل تشريع وحاكمية الخالق سبحانه وتعالى : " اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ " .

        وقد صح عن النبي ( ص ) قوله :
        ( سيكون في أمتي كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضبع لدخلتموه ) . ـ نقله عن الطبرسي المجلسي في البحار ج 53 ص 127 ، والحر العاملي في الإيقاظ ص 250 ـ
        وقوله ( ص ) :
        ( أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل لتركبن طريقتهم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة حتى لا أدري أتعبدون العجل أم لا ؟ )
        ـ المجلسي في البحار ج 35 ص 140 ، الشيعة والرجعة ج 2 ص 54 ـ

        ونقلا من كتاب ( مختصر البصائر ) عن حمران بن أعين عن أبي جعفر الباقر ( ع ) قال : قلت له : هل كان في بني إسرائيل شيء لا يكون مثله ها هنا ؟
        قال ( ع ) : لا ) الحديث .
        ـ ونقله عن المصدر المذكور الحر العاملي في الإيقاظ ص 108 ـ

        وأولاً وأخيراً قول الله عز وجل : بسم الله الرحمن الرحيم
        ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ) الانشقاق 19
        عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبى عبد الله عليه السلام قال : إن للقائم منا غيبة يطول أمدها ، فقلت له ، يا ابن رسول الله ولم ذلك ؟ قال : لان الله عزوجل أبى إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم ، وإنه لا بد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال الله تعالى : « لتركبن طبقا عن طبق » أي سنن من كان قبلكم ) ـ كمال الدين و تمام النعمة باب علة الغيبة ـ

        وقد روى القمي في تفسير هذه الآية عن رسول الله ( ص ) أنه قال :
        " لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، ولا تخطئون طريقتهم شبر بشر ، وذراع بذراع ، وباع بباع ، حتى أن لو كان من قبلكم دخل حجر ضب لدخلتموه . قالوا : اليهود والنصارى تعني يا رسول الله ؟ فقال ( ص ) : فمن أعني ، لينقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فيكون أول ما تنقضون من دينكم الإمامة ، وآخره الصلاة " .
        ـ وذكر هذا المعنى الطبرسي في تفسيره مجمع البيان ج5 ص462 نقلاً عن الإمام الصادق ( ع ) في تفسير الآية الكريمة ـ

        ـ وهذه المعادلة الصعبة والخطرة لم يترك أمرها هملاً أو سدى ، ولم يترك للعقول القاصرة ولعبث الناس وجهلهم ولرأيهم واجتهادهم بل أحاطها الإسلام من كل جانب وجعل لها مقومات وتعاليم وتصورات تشكل الحصن الحصين للمؤمن الغريب خلال عصور الغربة والاغتراب ، وليس للحائد عنها والناقض أو المخالف لها إلا نهج فتنة القرون ودين الرجال ، وعبادة العجل والرهبان .

        ومن لهذه المعادلة الصعبة غير أئمة أهل البيت الأطهار ( سلام الله عليهم )
        منابع الحق والنور وأصحاب الوحي المستمر في ليلة القدر وفي كل يوم وساعة .

        • ولنبدأ بالمقدمات أولاً :
        عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل :
        " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ معين " قال ( ع ) : هذه نزلت في القائم ، يقول إن أصبح إمامكم غائباً عنكم لا تدرون أين هو فمن يأتيكم بإمام ظاهر ، يأتيكم بأخبار السماء والأرض ، وحلال الله عز و جل وحرامه ،
        ثم قال ( ع ) : والله ما جاء تأويل هذه الآية ولا بد أن يجيء تأويلها .
        ـ كمال الدين ، الغيبة للطوسي ـ
        أي عندما يغيب الإمام ( ع ) عن الناس خلال عصور الغيبة يغيب معه ما لم يصل للناس من حلال الله عز وجل وحرامه ، وما يتنزل عليه من أخبار السماء والوحي المستمر بأحكام وتعاليم المستجدات والوقائع والحوادث وتغير الأنماط والأطوار ... أي ينقطع عنهم جميع ذلك تماماً ، ولا حيلة لهم في الوصول إلى شيء منه خلال هذه العصور إلا إذا غيروا أو بدّلوا في الدين ... " فمن يأتيكم ... " لا أحد على الإطلاق وكذب من يقول خلاف ذلك .
        ـ عن أم هانئ قالت : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الباقر ( عليهما السلام ) ما معنى قول الله تعالى : " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس "
        فقال ( ع ) : يا أم هانئ إمام يخنس نفسه حتى ينقطع علمه عن الناس على سنة ستين ومأتين ثم يبدوا كالشهاب الثاقب في الليلة الظلماء ، فإن أدركت ذلك الزمان قرت عينك " .
        ـ تفسير البرهان ج4 ص433 ـ
        عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

        ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
        .

        تعليق

        يعمل...
        X