بحار الانوار ج2 ص 81 - باب 14 : من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ، وذم التقليد والنهي عن متابعة غير المعصوم في كل مايقول ، ووجوب التمسك بعروة اتباعهم عليهم السلام ، وجواز الرجوع إلى رواة الاخبار والفقهاء الصالحين
الايات ،
المائدة : وإذا قيل لهم تعالوا إلى ماأنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ماوجدنا عليه آباءنا أو لوكان آباؤهم لايعلمون شيئا ولايهتدون 107
الاعراف : وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا 27
يونس : أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون 35 " وقال تعالى " : قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا 78
مريم : ياأبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا 43
الشعراء : قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون 74
لقمان : وإذاقيل لهم اتبعوا ماأنزل الله قالوا بل نتبع ماوجدنا عليه آباءنا أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير 21 الصافات : إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون 69 , 70
الزمر : والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى 17
الزخرف : وكذلك ماأرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون 23
1 - كش : محمد بن سعد الكشي ( 1 ) ، ومحمد بن أبي عوف البخاري ، عن محمد بن أحمد ابن حماد المروزي ، رفعه قال : قال الصادق عليه السلام : اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا ، فإنا لانعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا ، فقيل له : أو يكون المؤمن محدثا ؟ قال : يكون مفهما ، والمفهم محدث .
2 - كش : حمدويه وإبراهيم إبنا نصير ، عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن علي بن حبيب المدائني ، عن علي بن سويد السائي قال : كتب إلى أبوالحسن الاول وهو في السجن : وأما ماذكرت ياعلي ممن تأخذ معالم دينك ؟ لا تأخذن معالم دينك عن غيرشيعتنا فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، إنهم اؤتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه ، فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله وملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة .
3 - كش : جبرئيل بن أحمد ، عن موسى بن جعفر بن وهب ، عن أحمد بن حاتم بن ماهويه ( 2 ) قال : كتبت إليه يعني أباالحسن الثالث عليه السلام أسأله عمن آخذ معالم ديني ؟ وكتب أخوه أيضا بذلك ، فكتب إليهما : فهمت ما ذكرتما ، فاعتمدا في دينكما على مسن في حبكما وكل كثيرالقدم في أمرنا ، فإنهم كافو كما إن شاءالله تعالى .
4 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، بإسناده يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قال لرجل من أصحابه : لاتكون إمعة ( 3 ) تقول : أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس
اقول : قد أثبتنا مايناسب هذا الباب في باب ذم علماء السوء
5 - مع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن حسين بن أيوب بن أبي غفيلة الصيرفي ، عن كرام الخثعمي ، عن الثمالي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إياك و الرئاسة ، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال ، فقلت : جعلت فداك : أما الرئاسة فقد عرفتها وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا مافي يدي إلا مماوطئت أعقاب الرجال ، فقال : ليس حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ماقال .
بيان : ظن السائل أن مراده عليه السلام بوطئ أعقاب الرجال مطلق أخذ العلم عن الناس فقال عليه السلام : المراد أن تنصب رجلا غير الحجة فتصدقه في كل مايقول برأيه من غيرأن يسند ذلك إلى المعصوم عليه السلام فأما من يروي عن المعصوم أو يفسرما فهمه من كلامه لمن ليس له صلاحية فهم كلامه من غيرتلقين فالاخذ عنه كالاخذ عن المعصوم ، ويجب على من لايعلم الرجوع إليه ليعرف أحكام الله تعالى .
6 - مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن أبي حفص محمد بن خالد ، عن أخيه سفيان بن خالد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ياسفيان إياك والرئاسة ، فماطلبها أحد إلا هلك ، فقلت له : جعلت فداك قد هلكنا إذا ، ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه ، فقال ليس حيث تذهب إليه ، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ماقال ، وتدعو الناس إلى قوله .
7 - مع : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد ، قال : قال الصادق عليه السلام : كذب من زعم أنه يعرفنا وهو مستمسك بعروة غيرنا .
8 - م : قال أبومحمد العسكري عليه السلام : حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه واله : أن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء فإذا لم ينزل عالم إلى عالم يصرف عنه طلاب حطام الدنيا وحرامها ، ويمنعون الحق أهله ، ويجعلونه لغيرأهله ، واتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغيرعلم فضلوا وأضلوا .
9 - وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا ، إياكم وأصحاب الرأى فإنهم أعداء السنن ، تفلتت منهم الاحاديث أن يحفظوها ، وأعيتهم السنة أن يعوها ، فاتخذوا عبادالله خولا ، وماله دولا ، فذلت لهم الرقاب ، وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب ، ونازعوا الحق أهله ، وتمثلوا بالائمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين ، فسئلوا عما لا يعملون فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لايعلمون ، فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا . أما لوكان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما .
10 - وقال الرضا عليه السلام : قال علي بن الحسين عليهما السلام : إذا ارأيتم الرجل قدحسن سمته وهديه ، وتماوت في منطقه ، وتخاضع في حركاته ، فرويدا لايغرنكم ، فماأكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين فخالها ، فهو لايزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه . وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لايغرنكم فإن شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرما . فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لايغركم حتى تنظروا ماعقده عقله ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ، ثم لايرجع إلى عقل متين ، فيكون مايفسده بجهله أكثر ممايصلحه بعقله ، فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لايغركم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله ؟ أويكون مع عقله على هواه ؟ وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فإن في الناس من خسرالدنيا والآخرة يترك الدنيا للدنيا ، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الاموال والنعم المباحة المحللة ، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة ، حتى إذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد . فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لمالايقدر عليه في طغيانه . فهو يحل ماحرم الله ، ويحرم ماأحل الله ، لايبالي بمافات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد يتقي من أجلها ، فاولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا مهينا . ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هوالذي جعل هواه تبعا لامرالله ، وقواه مبذولة في رضى الله ، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الابد من العز في الباطل ، ويعلم أن قليل مايحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد ، وإن كثيرما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولايزول ، فذلكم الرجل نعم الرجل ، فبه فتمسكوا ، وبسنته فاقتدوا ، وإلى ربكم به فتوسلوا ، فإنه لاترد له دعوة ، ولاتخيب له طلبة .
11 - ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن الرضا عليهما السلام أنه قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : إذا رأيتم الرجل . إلى آخر الخبر .
12 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام في قوله تعالى : ومنهم اميون لايعلمون الكتاب إلا أماني . قال عليه السلام : ثم قال الله تعالى : يامحمد ومن هؤلاء اليهود اميون لا يقرؤون الكتاب ولايكتبون كالامي منسوب إلى امه أى هو كما خرج من بطن امه لايقرا ولايكتب ، لايعلمون الكتاب المنزل من السماء ولا المتكذب به ولا يميزون بينهما إلا أماني أي إلا أن يقرأ عليهم ويقال : هذا كتاب الله وكلامه ، لا يعرفون إن قرئ من الكتاب خلاف مافيه ، وإن هم إلا يظنون أي مايقرا عليهم رؤساؤهم من تكذيب محمد صلى الله عليه واله في نبوته وإمامة علي عليه السلام سيد عترته عليهم السلام وهم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم تقليدهم . فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عندالله ليشتروا به ثمنا قليلا . قال عليه السلام : قال الله تعالى : هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة محمد صلى الله عليه واله ، وهي خلاف صفته . وقالوا للمستضعفين منهم : هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان : أنه طويل ، عظيم البدن والبطن ، أصهب الشعر ، ومحمد صلى الله عليه واله بخلافه وهو يجيئ بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة ، وإنما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رئاستهم ، وتدوم لهم إصاباتهم ، ويكفوا أنفسهم مؤونة خدمة رسول الله صلى الله عليه واله وخدمة علي عليه السلام وأهل خاصته ، فقال الله عزو جل : فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام الشدة لهم من العذاب في أسوء بقاع جهنم ، وويل لهم الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الاولى مما يكسبونه من الاموال التي يأخذونها إذا ثبتوا أعوامهم على الكفر بمحمد رسول الله صلى الله عليه واله ، والجحد لوصيه أخيه علي بن أبي طالب ولي الله . ثم قال عليه السلام : قال رجل للصادق عليه السلام : فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمهم بتقليد هم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم ؟ فإن لم يجز لاولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم ، فقال عليه السلام : بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة أما من حيث استووا فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماء هم كما ذم عوامهم ، وأما من حيث افترقوا فلا . قال : بين لي ياابن رسول الله قال عليه السلام : إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماء هم با لكذب الصريح ، وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الاحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه ، وأعطوا مالا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم ، وظلموهم من أجلهم ، وعرفوهم يقارفون المحرمات ، واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ، ولا تصديقه في حكاياته ، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ، ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلى الله عليه واله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ، وأشهر من أن لاتظهر لهم ، وكذلك عوام امتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة ، والتكالب على حطام الدنيا وحرامها ، وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لاصلاح أمره مستحقا ، والترفرف بالبر والاحسان على من تعصبواله وإن كان للاذلال والاهانة مستحقا . فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم . فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لامرمولاه ، فللعوام أن يقلدوه . وذلك لايكون إلا بعض فقهاء الشيعة لاجميعهم ، فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة ، وإنماكثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك ، لان الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم ، ويضعون الاشياء على غيروجوهها لقلة معرفتهم ، وآخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض الدنيا ماهو زادهم إلى نارجهنم ، ومنهم قوم نصاب لايقدرون على القدح فينا فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا ، وينتقصون بنا عند نصابنا ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن برآء منها فيقبله المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا فضلوا وأضلوا وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد عليه اللعنة على الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه ، فإنهم يسلبونهم الارواح والاموال ، و للقبول منه فيجمع الله له بذلك خيرالدنيا والآخرة ، ويجمع على من أضله لعن الدنيا وعذاب الآخرة ، ثم قال :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : شرارعلماء امتنا المضلون عنا ، القاطعون للطرق إلينا ، المسمون أضدادنا بأسمائنا ، الملقبون أندادنا بألقابنا ، يصلون عليهم وهم للعن مستحقون ، ويلعنونا ونحن بكرامات الله مغمورون ، وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون ، ثم قال : قيل لاميرالمؤمنين عليه السلام : من خيرخلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى ؟ قال : العلماء إذا صلحوا . قيل : و من شرخلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود وبعد المتسمين بأسمائكم وبعد المتلقبين بألقابكم ، والآخذين لامكنتكم ، والمتأمرين في ممالككم ؟ قال : العلماء إذافسدوا ، هم المظهرون للاباطيل ، الكاتمون للحقائق ، وفيهم قال الله عزوجل : اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا . الآية .
الايات ،
المائدة : وإذا قيل لهم تعالوا إلى ماأنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ماوجدنا عليه آباءنا أو لوكان آباؤهم لايعلمون شيئا ولايهتدون 107
الاعراف : وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا 27
يونس : أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون 35 " وقال تعالى " : قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا 78
مريم : ياأبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا 43
الشعراء : قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون 74
لقمان : وإذاقيل لهم اتبعوا ماأنزل الله قالوا بل نتبع ماوجدنا عليه آباءنا أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير 21 الصافات : إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون 69 , 70
الزمر : والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى 17
الزخرف : وكذلك ماأرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون 23
1 - كش : محمد بن سعد الكشي ( 1 ) ، ومحمد بن أبي عوف البخاري ، عن محمد بن أحمد ابن حماد المروزي ، رفعه قال : قال الصادق عليه السلام : اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا ، فإنا لانعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا ، فقيل له : أو يكون المؤمن محدثا ؟ قال : يكون مفهما ، والمفهم محدث .
2 - كش : حمدويه وإبراهيم إبنا نصير ، عن محمد بن إسماعيل الرازي ، عن علي بن حبيب المدائني ، عن علي بن سويد السائي قال : كتب إلى أبوالحسن الاول وهو في السجن : وأما ماذكرت ياعلي ممن تأخذ معالم دينك ؟ لا تأخذن معالم دينك عن غيرشيعتنا فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، إنهم اؤتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه ، فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله وملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة .
3 - كش : جبرئيل بن أحمد ، عن موسى بن جعفر بن وهب ، عن أحمد بن حاتم بن ماهويه ( 2 ) قال : كتبت إليه يعني أباالحسن الثالث عليه السلام أسأله عمن آخذ معالم ديني ؟ وكتب أخوه أيضا بذلك ، فكتب إليهما : فهمت ما ذكرتما ، فاعتمدا في دينكما على مسن في حبكما وكل كثيرالقدم في أمرنا ، فإنهم كافو كما إن شاءالله تعالى .
4 - مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، بإسناده يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام أنه قال لرجل من أصحابه : لاتكون إمعة ( 3 ) تقول : أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس
اقول : قد أثبتنا مايناسب هذا الباب في باب ذم علماء السوء
5 - مع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن حسين بن أيوب بن أبي غفيلة الصيرفي ، عن كرام الخثعمي ، عن الثمالي قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : إياك و الرئاسة ، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال ، فقلت : جعلت فداك : أما الرئاسة فقد عرفتها وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا مافي يدي إلا مماوطئت أعقاب الرجال ، فقال : ليس حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ماقال .
بيان : ظن السائل أن مراده عليه السلام بوطئ أعقاب الرجال مطلق أخذ العلم عن الناس فقال عليه السلام : المراد أن تنصب رجلا غير الحجة فتصدقه في كل مايقول برأيه من غيرأن يسند ذلك إلى المعصوم عليه السلام فأما من يروي عن المعصوم أو يفسرما فهمه من كلامه لمن ليس له صلاحية فهم كلامه من غيرتلقين فالاخذ عنه كالاخذ عن المعصوم ، ويجب على من لايعلم الرجوع إليه ليعرف أحكام الله تعالى .
6 - مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن أبي حفص محمد بن خالد ، عن أخيه سفيان بن خالد قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ياسفيان إياك والرئاسة ، فماطلبها أحد إلا هلك ، فقلت له : جعلت فداك قد هلكنا إذا ، ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه ، فقال ليس حيث تذهب إليه ، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ماقال ، وتدعو الناس إلى قوله .
7 - مع : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد ، قال : قال الصادق عليه السلام : كذب من زعم أنه يعرفنا وهو مستمسك بعروة غيرنا .
8 - م : قال أبومحمد العسكري عليه السلام : حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه واله : أن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء فإذا لم ينزل عالم إلى عالم يصرف عنه طلاب حطام الدنيا وحرامها ، ويمنعون الحق أهله ، ويجعلونه لغيرأهله ، واتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغيرعلم فضلوا وأضلوا .
9 - وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا ، إياكم وأصحاب الرأى فإنهم أعداء السنن ، تفلتت منهم الاحاديث أن يحفظوها ، وأعيتهم السنة أن يعوها ، فاتخذوا عبادالله خولا ، وماله دولا ، فذلت لهم الرقاب ، وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب ، ونازعوا الحق أهله ، وتمثلوا بالائمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين ، فسئلوا عما لا يعملون فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لايعلمون ، فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا . أما لوكان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما .
10 - وقال الرضا عليه السلام : قال علي بن الحسين عليهما السلام : إذا ارأيتم الرجل قدحسن سمته وهديه ، وتماوت في منطقه ، وتخاضع في حركاته ، فرويدا لايغرنكم ، فماأكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين فخالها ، فهو لايزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه . وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لايغرنكم فإن شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرما . فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لايغركم حتى تنظروا ماعقده عقله ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ، ثم لايرجع إلى عقل متين ، فيكون مايفسده بجهله أكثر ممايصلحه بعقله ، فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لايغركم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله ؟ أويكون مع عقله على هواه ؟ وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فإن في الناس من خسرالدنيا والآخرة يترك الدنيا للدنيا ، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الاموال والنعم المباحة المحللة ، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة ، حتى إذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد . فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لمالايقدر عليه في طغيانه . فهو يحل ماحرم الله ، ويحرم ماأحل الله ، لايبالي بمافات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد يتقي من أجلها ، فاولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا مهينا . ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هوالذي جعل هواه تبعا لامرالله ، وقواه مبذولة في رضى الله ، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الابد من العز في الباطل ، ويعلم أن قليل مايحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد ، وإن كثيرما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولايزول ، فذلكم الرجل نعم الرجل ، فبه فتمسكوا ، وبسنته فاقتدوا ، وإلى ربكم به فتوسلوا ، فإنه لاترد له دعوة ، ولاتخيب له طلبة .
11 - ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن الرضا عليهما السلام أنه قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : إذا رأيتم الرجل . إلى آخر الخبر .
12 - م ، ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري عليه السلام في قوله تعالى : ومنهم اميون لايعلمون الكتاب إلا أماني . قال عليه السلام : ثم قال الله تعالى : يامحمد ومن هؤلاء اليهود اميون لا يقرؤون الكتاب ولايكتبون كالامي منسوب إلى امه أى هو كما خرج من بطن امه لايقرا ولايكتب ، لايعلمون الكتاب المنزل من السماء ولا المتكذب به ولا يميزون بينهما إلا أماني أي إلا أن يقرأ عليهم ويقال : هذا كتاب الله وكلامه ، لا يعرفون إن قرئ من الكتاب خلاف مافيه ، وإن هم إلا يظنون أي مايقرا عليهم رؤساؤهم من تكذيب محمد صلى الله عليه واله في نبوته وإمامة علي عليه السلام سيد عترته عليهم السلام وهم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم تقليدهم . فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عندالله ليشتروا به ثمنا قليلا . قال عليه السلام : قال الله تعالى : هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة محمد صلى الله عليه واله ، وهي خلاف صفته . وقالوا للمستضعفين منهم : هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان : أنه طويل ، عظيم البدن والبطن ، أصهب الشعر ، ومحمد صلى الله عليه واله بخلافه وهو يجيئ بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة ، وإنما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رئاستهم ، وتدوم لهم إصاباتهم ، ويكفوا أنفسهم مؤونة خدمة رسول الله صلى الله عليه واله وخدمة علي عليه السلام وأهل خاصته ، فقال الله عزو جل : فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام الشدة لهم من العذاب في أسوء بقاع جهنم ، وويل لهم الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الاولى مما يكسبونه من الاموال التي يأخذونها إذا ثبتوا أعوامهم على الكفر بمحمد رسول الله صلى الله عليه واله ، والجحد لوصيه أخيه علي بن أبي طالب ولي الله . ثم قال عليه السلام : قال رجل للصادق عليه السلام : فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمهم بتقليد هم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم ؟ فإن لم يجز لاولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم ، فقال عليه السلام : بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة أما من حيث استووا فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماء هم كما ذم عوامهم ، وأما من حيث افترقوا فلا . قال : بين لي ياابن رسول الله قال عليه السلام : إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماء هم با لكذب الصريح ، وبأكل الحرام والرشاء ، وبتغيير الاحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه ، وأعطوا مالا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم ، وظلموهم من أجلهم ، وعرفوهم يقارفون المحرمات ، واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ، ولا تصديقه في حكاياته ، ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ، ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول الله صلى الله عليه واله إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ، وأشهر من أن لاتظهر لهم ، وكذلك عوام امتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة ، والتكالب على حطام الدنيا وحرامها ، وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لاصلاح أمره مستحقا ، والترفرف بالبر والاحسان على من تعصبواله وإن كان للاذلال والاهانة مستحقا . فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم . فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لامرمولاه ، فللعوام أن يقلدوه . وذلك لايكون إلا بعض فقهاء الشيعة لاجميعهم ، فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة ، وإنماكثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك ، لان الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم ، ويضعون الاشياء على غيروجوهها لقلة معرفتهم ، وآخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض الدنيا ماهو زادهم إلى نارجهنم ، ومنهم قوم نصاب لايقدرون على القدح فينا فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا ، وينتقصون بنا عند نصابنا ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الاكاذيب علينا التي نحن برآء منها فيقبله المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا فضلوا وأضلوا وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد عليه اللعنة على الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه ، فإنهم يسلبونهم الارواح والاموال ، و للقبول منه فيجمع الله له بذلك خيرالدنيا والآخرة ، ويجمع على من أضله لعن الدنيا وعذاب الآخرة ، ثم قال :
قال رسول الله صلى الله عليه واله : شرارعلماء امتنا المضلون عنا ، القاطعون للطرق إلينا ، المسمون أضدادنا بأسمائنا ، الملقبون أندادنا بألقابنا ، يصلون عليهم وهم للعن مستحقون ، ويلعنونا ونحن بكرامات الله مغمورون ، وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون ، ثم قال : قيل لاميرالمؤمنين عليه السلام : من خيرخلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى ؟ قال : العلماء إذا صلحوا . قيل : و من شرخلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود وبعد المتسمين بأسمائكم وبعد المتلقبين بألقابكم ، والآخذين لامكنتكم ، والمتأمرين في ممالككم ؟ قال : العلماء إذافسدوا ، هم المظهرون للاباطيل ، الكاتمون للحقائق ، وفيهم قال الله عزوجل : اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا . الآية .
تعليق