خلاصة في بيان حقيقة اللحيدي
إن حسين بن موسى بن حسين اللحيدي ما هو إلا دجال أفاك ، يدعي ما لا يمكن لعاقل أن يصدقه ، وهو من أصحاب الفرق الباطنية الذين هم زنادقة كفار تظاهروا بالإسلام ، ودخلوه فيه ليعملوا على هدمه من الداخل ، ولا يبعد أنه مدعوم من دول الكفر والاستعمار . ولم يختلف أهل العلم في هذا الزمان على أن اللحيدي دجال كافر زنديق ، فقد أتى بكفر بواح ، وإلحاد صُراح ، لا يجعل أحدا من المسلمين يشك أو يتردد في الحكم عليه بالكفر الأكبر .
يدعي اللحيدي أنه رسول الله ، وأنه مُحَدَّث معصوم ، وأنه المهدي المنتظر ، والسفاح القادم ، وخليفة الله الذي تنتظره الأرض والسماء ، وأنه أفضل من الصحابة كلهم ، وأنه الممهد لرجعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا مع غيره من الأنبياء .
ويتبرأ اللحيدي من نسبه إلى القبيلة التي يُعرف بها ، ويدعي أنه من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويصرح بأن القرآن له ظاهر وباطن ، فالظاهر يعرفه العوام ، والباطن يعرفه هو .
ويزعم أن الله ناداه في القرآن في أول سورة النمل {طس} أي : ياطائر السماء ، وهو اللحيدي ، وأن الحرفين {حم} في أول سورة الدخان يشيران إلى أول حرف من اسمه (حسين) ، وإلى أول حرف من وصفه (مهدي) .
ويدعو اللحيدي إلى إبطال ثلاثة من أعظم شعائر الإسلام ، وهي : الجهاد في سبيل الله ، وصلاة الجمعة والجماعة في المساجد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ويرى أن حضور صلاة الجمعة والجماعة في المساجد في هذا العصر من علامات الكفر والنفاق الأكبر .
ويصرح اللحيدي بوقوع التحريف في القرآن بنوعيه : تحريف اللفظ ، وتحريف المعنى ، وأن هذا التحريف أشد من التحريف الذي وقع في الكتب السابقة . وأعلن بكل صراحة ووقاحة بأن مصحف عثمان الذي لا تعرف الأمة قرآنا غيره وقع فيه خلل ولحن وخطأ النساخ ، وأن هناك من القرآن ما فات الصحابة ولم يدخلوه في المصحف إما لموت حامليه ، وإما لأنه مما أكله الدجاج ، وهناك ما تعمد الصحابة طرحه افتراء على كلام الله وقرآنه العظيم ، ويصرح بكل قبح أن الأمة اجتمعت على ضلالة ، يدعي اللحيدي أنه مهدي محدث مرسل ، فهذا أعظم لبس وقعت فيه الأمة وضلت به حتى جحدت بمكر إبليس قرآنا يهدي به الله إلى حقيقة أمر المهدي ، وأنه رسول لله تعالى وخليفة بأمره ؛ مكرا من الشيطان وطمسا لنبوءات القرآن في هذا الأمر العظيم الجلل . ويصف اللحيدي أولئك الصحابة الكرام الذي جمعوا القرآن بالجاهلين المحرفين ، وأنهم فعلوا ذلك بإيحاء من الشيطان ، وأن فعلهم من الضلال المبين ، وفيه نسبة العيب إلى الله ، وهو من جنس تحريف اليهود للكلم . وكذَّب اللحيدي ا سائر الصحابة الذين يقولون بنسخ تلك الآيات التي لم يثبتوها في المصحف ، وصرح بأن الصحابة بجمعهم للقرآن في مصحف وقعوا في مخالفة منكرة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو منكر ولو فعله عمر أو عثمان ، وهو محدث وعمل ليس عليه أمر الله ورسوله . ويصف عامة الصحابة بالجهل حين صوبوا جمع القرآن .
ولا شك أن اللحيدي حين يرمي الصحابة بتحريف القرآن فإنه يحكم عليهم بالكفر ، كما كَفَرَ من حرف الكتب السابقة ، ولا خلاف في كفر من يحرف القرآن .
ولم يكتف اللحيدي بالتصريح بوقوع التحريف في القرآن لفظا ومعنى ، وإنما باشر بنفسه تصحيح مازعم أنه محرف في كتاب الله عزوجل ، وزعم أنه مرسل من الله ليطهر القرآن من التحريف الذي أصابه ، ولم يقتصر فعله على ما يتعلق بأدلة مهديته وتحديثه ، وإنما جاوز ذلك إلى آيات لاعلاقة لها بموضوعه .
فمن ذلك أنه حكم على قوله تعالى في سورة الواقعة :{فلا أقسم بمواقع النجوم } بالتحريف ، وزعم أن صوابها (بمواقع التخوم) ، وأمر أتباعه أن يقرؤوها كذلك .
ومن ذلك أنه حكم على قول الله تعالى { أصحاب الأيكة } في أربع سور من كتاب الله : الحجر ، والشعراء و(ص) ، و(ق) ، بالتحريف ، وزعم أن صوابها (أصحاب الأيلة) .
ومن ذلك أنه حرف السين إلى الزاي في كلمة {الرجس} في آيتين من القرآن ، وهي قوله تعالى :{ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ } (يونس : 100) ، وقوله تعالى :{كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } (الأنعام :125) ، فحرفهما اللحيدي ، وكتبهما هكذا ويجعل الرجز على الذين لا يعقلون) ، (كذلك يجعل الله الرجز على الذين لايؤمنون) .
وأعلن اللحيدي بأن رسم المصحف باطل .
وتسلط اللحيدي على مئات من آيات القرآن فحرف معانيها ، وأتى لها بمعان تؤيد مذهبه الباطل على غرار من سبقه من الباطنية . وادعى أن أكثر ما في القرآن إنما هو خطاب له ، وحديث عنه وعن أتباعه وعن أعدائه ، وأن الله تعالى قد يذكر أثناء تلك الآيات التي يعني بها اللحيدي آيات في موضوع آخر للتعمية على الآيات التي قبلها لئلا يفهمها كل من هب ودب .
ويدعي اللحيدي أنه أوتي علم التفسير الحق الذي لايجوز لأحد أن يعترض عليه فيه ولو خالف الأمة جميعها ، ويصرح بأن الأمة بأغلب تأويل القرآن جاهلة ضالة بل حمقاء ، يأتي مفسروها بالمضحكات المبكيات ، بل أحيانا بالكذبات الكبار ، وأحيانا أخرى بالكفريات ، وهم لا يشعرون ، أغواهم الشيطان مثل ما أغوى قبلهم يهود .
ولا يكف اللحيدي عن وصف الأمة الإسلامية وفي مقدمتها الصحابة وتابعوهم بإحسان بالضلال والجهل والغباء والعمى والموت ، وأنها أمة غبية لا تعي ولا تفقه إلى آخر الأوصاف السيئة التي هو أحق بها وأهلها . ولايأبه بأي أجماع ، ولا يلتفت إلى أي اتفاق مادام يخالف ضلاله ، ويصرح بأنه أهل ليخرق أي إجماع للأمة وأن الأمة قد تجتمع على ضلالة ، ويصف السلف وجمهور المفسرين بالكذب على كتاب الله .
ومن ألفاظه :" أجمعت الأمة وما أضلها في هذا الإجماع " . ويقول : " كثيرة هي المسائل التي يخالف بها المهدي وأتباعه الأمة وإجماعاتها سواء إجماع من يسمونهم " أهل السنة والجماعة " أو من خالفهم من المبتدعة على أصول أولئك ، إن اجتمعوا أو افترقوا الأمر سيان ، وما أهون ذلك على المهدي وأتباعه ، وما أيسر الظهور له بذلك عليهم كلهم بالحجة والبرهان " ويقول : "ما أصاب الغرور في الدين أحد مثل ما أصاب من يسمون أنفسهم بأهل السنة ، وما خدع أحد مثل ما خدع هؤلاء في قوة ظنهم أنهم على الحق في مجمل الدين وتفاصيله " .
ويصف اللحيدي الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما بأنه أكبر تكفيري ، ويصف الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بالتحريف والضلال والتسبب في ضلال الأمة ، ويصف الصحابي الجليل حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما بأنه تاه وأنه في عمى عن أمر الله .
ولم يسلم صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد القرآن من طعن اللحيدي واحتقاره وذمه .
تعليق