إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة في ظلال زيارة الناحية المقدسة / من فكر السيد القحطاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    السلام على هود الممدود من الله بمعونته

    ذكر الله سبحانه وتعالى لنا قصة هود (ع) في القرآن الكريم وانه بعثه الى عاد التي كانت تسكن ارض اليمن ولما بعث الله عليهم الريح العقيم واهلكهم بها اتخذ هود والذين امنوا معه مكة وطناً لهم .
    ولقد كان هود قائم ينتظر فقد اوصى به نوح وقال عنه بانه القائم الذي ياتي بعدي ولكنهم لما بعثه الله لم يؤمنوا به الا القليل .
    لقد دعا هود قومه ولم يكن له بينة ظاهرية عليهم سوى ان حاججهم بالهتهم التي لاتنفع ولاتضر ، نعم لقد كان له بينات باطنية ووجدانية لكن الناس الى البينات المحسوسة اميل فالانسان يستانس بالمحسوسات فعندما دعاهم الى عبادة الله سبحانه وتعالى ولم تكن لديه ايات او معاجز قال تعالى{ قالوا ياهود ماجئتنا ببينة وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين } هو53 -
    لذلك فانه (ع) واجه صعوبة بالغة في نشر دعوته خاصة وان قومه كانوا اشداء اقوياء ولكن الله ايد نبيه برحمته بان جعل الملائكة اعوانه وعندما دعا هود قومه اول مرة قاموا بضربه حتى اغمي عليه وبعد ان افاق طلب من الله المعونة فاستجاب له الله وامره بان لا يفتر عن دعوتهم وقد ايده الله هذه المرة بالرعب ان جعل ملائكة الرعب يبثون الرعب في قلوب قوم عاد فلم يجرؤا بعد ذلك على ضرب هود (ع) لقد تجلى الله برحمته في هود (ع) فلو تمعنا الى الايات الكريمة في القرآن لوجدنا حيثما ذكر هود ذكرت الرحمة لقد قرن الله الرحمة مع هود(ع) لانه الممدود بالرحمة قال تعالى{ ولما جاء امرنا نجينا هوداً والذين امنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ} هود58- وقال تعالى { فانجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا باياتنا وما كانوا مؤمنين} الاعراف 72- كما اننا لو لاحظنا سورة هود التي سميت باسمه لوجدنا ان كلمة الرحمة تكررت بكثرة في هذه السورة وما ذلك الا اشارة الى علاقة الرحمة بهود(ع) ثم اننا لو لاحظنا سورة الفاتحة وهي من السبع المثاني كما لايخفى والسبع المثاني هي السور التي تثني السور السبعة الاولى والتي تبدا بالتوبة ثم يونس وهود ويوسف والرعد وابراهيم والحجر . حيث نجد ان البسملة الاية الاولى في الفاتحة تقابل سورة التوبة والتي هي السورة الوحيدة التي وقعت منها البسملة في القرآن الكريم {الحمد لله رب العالمين} تقابل سورة يونس وهي الثانية في السور المثاني كما هو واضح واما الاية الثالثة في سورة الفاتحة والتي هي{الرحمن الرحيم} فنراها تقابل السورة الثالثة من المثاني وهي سورة هود وما ذلك الا تاكيداً على اقتران الرحمة بهود(ع) . لقد مد الله نبيه هود بان جمع له بعض المؤمنين الذين ازروه ونصروه وصدقوه وهذا كله برحمة الله وفضله ومنه ، ولقد ذكر الامام المهدي في هذه الزيارة زيارة جده الحسين (ع) هود (ع) لان هناك علاقة وشيجة بين هود والحسين والمهدي(عليهم الصلاة والسلام) فان القوم الذين قاتلوا الامام الحسين تشابهوا مع قوم عاد الذين كذبوا بهود (ع) بدليل قول الامام (ع){ اللهم العنهم لعن عاد وثمود} كما ان الله قد مد الحسين بمعونته بان انزل اربعة الاف من الملائكة ليقاتلوا مع الحسين (ع) ويعينوه في قتاله ولكن الحسين ما اذن لهم وقد بقي هؤلاء الملائكة عند قبر الحسين (ع) شعث غبرٌ يبكون الحسين الى قيام القائم(ع) حيث يقاتلون معه وهذه المعونة والتأييد والامداد بالرحمة للامام الحسين وللامام المهدي الذي يمده الله بالرعب والملائكة فان الحسين كما لايخفى وارث الانبياء في علومهم ومصائبهم وما لقوه من اعدائهم وقلة انصارهم وما الى ذلك وكل ما ورثه الحسين (ع) فهو يصير الى ولده المهدي(ع) فهو اولى الناس بآل محمد واولى الناس بأدم ولانبياء (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) .

    تعليق


    • #17
      وفقكم الله اخوتي اجمعين وجعلكم من انصار صاحب الزيارة (عليه السلام)
      ولكن يا حبذا لو يكون الموضوع على شكل حلقات وكل حلقة منفصلة في موضوع جديد (صفحة جديدة) ليسهل الامر على القاريء ولا يطول المقام ويضيق الوقت

      تعليق


      • #18
        احييك اخي ابو محمد واشكر ملاحظتك
        ولكني تجنبت جعل كل حلقة في صفحة لكي لا تمتلئ صفحة منتدياتالفلسفات والدراسات بعنوان واحد ولكي افسح المجال لغيري ان تظهر مشاركاتهم ومن اراد المعلومة عليه ان يتعب نفسه قليلا

        تعليق


        • #19
          السلام على اسماعيل الذي فداه الله بذبح عظيم من جنته

          جميع مواضيع هذه السلسلة من فكر السيد القحطاني

          بعدما انتهى خليل الله ابراهيم (ع) من بناء البيت وقام بالطواف حوله هو وولده اسماعيل(ع) امره الله تبارك وتعالى بان يذبح ولده اسماعيل ويقدمه قرباناً للبيت قال تعالى حكاية عن ابراهيم(ع) { يابني اني ارى في المنام اني اذبحك}
          وبعد ان اسلم ابراهيم(ع) وولده اسماعيل(ع) ووضع السكين على رقبة اسماعيل نزل جبرائيل (ع) وامر ابراهيم (ع) بالتوقف وامره بان يذبح بدلاً عن اسماعيل كبشاً كان قد جاء به قال تعالى { وفديناه بذبح عظيم }الصافات 107.
          وقد جاء في تفسير هذه الاية ان الذبح العظيم الذي فدى الله به اسماعيل هو الامام الحسين (ع) كما جاء عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا(ع) يقول ( لما امر الله تعالى ابراهيم (ع) ان يذبح مكان ابنه اسماعيل الكبش الذي انزل عليه تمنى ابراهيم (ع) ان يكون قد ذبح ابنه اسماعيل بيده وانه لم يامر بذبح الكبش مكانه ليرجع الى قلبه مايرجع الى قلب الوالد الذي يذبح اعز ولده بيده فيستحق بذلك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب فاوحى الله عز وجل اليه : يا ابراهيم من احب خلقي اليك؟ قال يارب ما خلقت خلقاً هو احب الي من حبيبك محمد (ص) فاوحى الله عز وجل: يا ابراهيم هو احب اليك او نفسك ؟ قال بل هو احب الي من نفسي قال فولده احب اليك او ولدك ؟ قال بل ولده قال : فذبح ولده ظلما على يدي اعدائه اوجع لقلبك او ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال يارب بل ذبحه على ايدي اعدائه اوجع لقلبي قال يا ابراهيم ان طائفة تزعم انها من امة محمد(ص) ستقتل الحسين(ع) ابنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يذبح الكبش ويستوجبون بذلك سخطي فجزع ابراهيم(ع) لذلك فتوجع قلبه واقبل يبكي فاوحى الله تعالى اليه يا ابراهيم قد فديت جزعك على ابنك اسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله واوجبت لك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب)نور الثقلين .
          فقد جرى الذبح على الحسين(عليه السلام) في كربلاء فقد كان الحسين(ع) قرباناً وفداء للدين الاسلامي الذي بناه واسسه محمد(ص) كما ان اسماعيل كان قرباناً للبيت فالبيت كان يمثل الدين الذي بناه واسسه ابراهيم الخليل الرحمن(عليه السلام)ويظهر ذلك من كلام الامام الحسين(عليه السلام) نفسه حينما قال مقولته المعروفة( ان كان دين محمد لايستقيم الا بقتلي فيا سيوف خذيني ) ومقولة الحوراء زينب عندما وقفت على جسد اخيها المولى ابي عبد الله(عليه السلام) وقالت( اللهم تقبل منا هذا القربان )لقد كان الامام الحسين(عليه السلام) عظيماً ويستمد عظمته تلك من جده المصطفى(ص) ومن دينه الاسلامي القويم كان عظيماً لانه لايرى الا الله العظيم لقد كان الكبش الذي جاء به جبرائيل (عليه السلام) من الجنة هو فداء اسماعيل في الظاهر لكن الفداء في الباطن هو الحسين(عليه السلام) الذي لو لم يكن فداء وذبيح لكان قد ذبح اسماعيل(ع) ولكانت امة ابراهيم (عليه السلام) هي الامة المرحومة ولكن الله ابى الا ان تكون الامة المرحومة هي امة محمد(ص) وهي الامة المباركة من المولى تبارك وتعالى كما جاء في دعاء السمات (وببركاتك التي باركت فيها على ابراهيم خليلك عليه السلام في امة محمد(صلى الله عليه واله وسلم).
          فان الله جعل بركته على خليله ابراهيم في امة حبيبه محمد (صلى الله عليه واله وسلم) لما قدمه محمد(صلى الله عليه واله وسلم) من اجل الدين وخاصة لتقديمه ولده الحسين(عليه السلام) قراباناً وفدائاً للدين الذي بناه وشيده(صلى الله عليه واله وسلم)واتمه الحسين(ع) بدمائه الزاكية ولما كان الحسين (ع) وارث النبيين وهو وارث لاسماعيل(ع) كما في الزيارة المعروفة بزيارة وارث (السلام على وارث اسماعيل ذبيح الله) فقد ورث المولى ابي عبد الله (ع) من اسماعيل الذبح لذلك فان الحسين(ع) في الحقيقة هو ذبيح الله وهو الذبح العظيم الذي ورد ذكره في القرآن العظيم وان الامام المهدي(ع) حينما زار جده الحسين بهذه الزيارة وذكر هذه الكلمة انما اراد ان يوضح هذا المعنى وتلك الصورة التي لاتفارق مخيلته فالمهدي(ع) لم يزل يذكر جده الحسين وقلبه مليئ بالحزن والاسئ والالم انه مازال وعبر هذه السنوات الطويلة يبكيه كل يوم كما جاء في نفس الزيارة (لاندبنك صباحاً ومساء ولابكين عليك بدل الدموع دماً حسرة عليك وتأسفاً على مادهاك حتى اموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب ) فيالها من مصيبة تلك التي تعيش في وجدان الامام المعصوم(ع) كل هذه الفترة الطويلة من السنوات انها مصيبة عظيمة بعظمة من جرت عليه انها عظيمة بعظمة الامام الحسين(ع).

          تعليق


          • #20
            السلام على اسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته

            السلام على اسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته

            عاش ابراهيم الخليل (ع) مع زوجته سارة ردحاً من الزمن لم ينجب منها ولداً فقد كانت سارة عاقراً حتى اصبح ابراهيم شيخاً كبيراً فطلبت منه سارة ذات يوم ان يتزوج من أمة كانت لها اسمها هاجر ، وفعلاً تزوج بها نبي الله ابراهيم (ع) وانجب منها اسماعيل (ع) فأغتمت سارة وحزنت كثيراً ولكن الله جزاها على فعلها هذا ولحكمة هو يعلمها بأن رزقها الله ولداً وسماه ابيه اسحاق.
            وعاش اسماعيل مع امه هاجر في مكة وعاش اسحاق مع امه سارة في فلسطين وكانت مشيئة المولى تبارك وتعالى ان يجعل النبوة من صلب اسحاق فكان النبي من بعده ولده يعقوب (ع) ومن بعد يعقوب يوسف واستمر الامر الى ان وصل الى موسى(ع) فكان بنو اسرائيل من ذرية اسحاق ولم يكن من ذرية اسماعيل نبي يذكر الا خاتم النبيين محمد (ص) وذلك بعد فترة طويلة من الزمن .
            لقد اختص الله نبيه اسحاق بهذه المنزلة وهذه الكرامة اذ جعل من ذريته ونسله انبياء كثيرين والحقيقة ان سنن الانبياء تجري على الائمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وهذه القصة نراها بعينها قد جرت في الحسن والحسين عليهما السلام فعلي (ع) كما لا يخفى سيد الموحدين وهو شبيه ابراهيم ابو الموحدين والحسن (ع) شبيه اسماعيل (ع) من ناحية ان المولى تبارك وتعالى لم يجعل في ذريته الامامة كما لم يجعل في ذرية اسماعيل (ع) النبوة وكان الحسين (ع) شبيه اسحاق (ع) من ناحية كون الائمة من ذرية الحسين (ع) ونسله كما كانت النبوة في ذرية اسحاق (ع) ولهذا ذكر الامام المهدي (ع) ووصف اسحاق بهذه الصفة وتلك العلاقة والمشابهة بينه وبين الامام الحسين (ع) فان الله عز وجل قد خص الحسين (ع) بالكرامة وفضله بان جعل الائمة من ذريته وذلك لعظيم ما قدمه في سبيل الله فقد اعطى الحسين (ع) في سبيل الله والدين كل شيء لذلك فان الله اعطاه كل شيء وخصه بهذه المنزلة والكرامة وكما عوض الله اسماعيل (ع) وجعل الداعي الى الاسلام النبي محمد (ص) من ذريته فكذلك عوض الله تبارك وتعالى وليه وابن نبيه الامام الحسن المجتبى عليه السلام بأن جعل من نسله الداعي الى الاسلام الجديد في اخر الزمان حيث ان صاحب دعوة الامام المهدي (ع) من ذرية الامام الحسن (ع) وهو السيد الحسني اليماني وزير الامام المهدي (ع) .
            ومن هذا نعرف معنى الحديث الوارد عن النبي محمد (ص) وهو يخاطب ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام حيث قال وهو يشير الى الحسن والحسين عليهما السلام (( منهما مهدي هذه الامة )) حيث ان اليماني والذي يسمى ايضاً مهدي يكون من ذرية الحسن (ع) كما قلنا وان الامام الحجة (ع) والذي يسمي الامام المهدي (ع) من ذرية الامام الحسين (ع) وهذا ما ورد ايضاً في الرواية ( كأني بالحسني والحسيني قد قاداها فيسلمها الحسني للحسيني ) .

            تعليق


            • #21
              السلام على يعقوب الذي رد الله عليه بصره برحمته

              لما كان من امر يعقوب ويوسف عليهما السلام وما جرى عليهما من ابتلاء حيث قام اخوة يوسف (ع) بالقائه في الجب وسلبه قميصه وتلطيخه بالدم وذهابهم الى ابيهم باكين حاملين لقميص يوسف (ع) وهو ملطخ بدمه وادعوا ان الذئب قد اكله فحزن عندها يعقوب حزناً شديداً وراح يبكي ليلاً ونهاراً حتى عد من ضمن البكائين الخمسة كما في الرواية عن الامام زين العابدين (ع)ونتيجة لكل ذلك الحزن والبكاء فقد يعقوب عليه السلام بصره قال تعالى:
              (( وتولى عنهم وقال يا اسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )) يوسف 84-
              واستمر الحال بيعقوب عليه السلام حتى دعا الله تبارك وتعالى وتوسل اليه بحق محمد وال محمد ان يرد اليه بصره وكان اولاده يومها قد ذهبوا الى مصر فاعطاهم يوسف عليه السلام بعد ان عرفهم نفسه قميصه وطلب منهم ان يلقوه على وجه ابيه يعقوب عليه السلام وسيرد الله عليه بصره قال تعالى حكاية عن يوسف (( اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه ابي ياتي بصيراً واتوني بأهلكم اجمعين )) يوسف 93-
              فقد كان السبب في رد بصر يعقوب هو قميص ولده يوسف عليه السلام كما يظهر من الاية الكريمة ولكن الذي يظهر من الفقرة الواردة في الزيارة عن الامام المهدي (ع) ان بصر يعقوب رد عليه برحمة الله عز وجل فما هو سر هذا الاختلاف يا ترى ؟
              الحقيقة انه ليس هناك اي اختلاف فان قميص يوسف عليه السلام هو مصداق من مصاديق رحمة الله تبارك وتعالى فقد كان قميص يوسف عليه السلام موروثاً من اباه فهو القميص الذي كان يرتديه ابراهيم (ع) عندما القي في النار وقد كان ذلك القميص هو السبب في حفظ جسد ابراهيم (ع) من نار النمرود فهو انزل من الجنة على ابراهيم(ع) وكان رحمة له كما انه كان سبباً من نجاة يوسف من مكر زليخا وسبباً في نجاته من القتل حينما قال اخاه لاتقتلوه والقوا على قميصه بدم كذب فهو رحمة باصله لانه حامل لسر آل محمد الذين هم رحمة الله الواسعة وهو الذي يظهر الامام المهدي (ع) مع حيث يكون من الادلة على معرفة الامام (ع) ان يستخرج قميص يوسف (ع) حيث يكون سبباً في حفظ المهدي عليه السلام من كل اذى ومخاطر فان هذا القميص سبباً من اسباب الرحمة الالهية التي احاط بها المولى تبارك وتعالى خاصة اوليائه .


              تعليق


              • #22
                من فكر السيد القحطاني

                السلام على يوسف الذي نجاه الله من الجب بعظمته
                كان ليوسف (ع) قصة ما زالت تذكر الى يومنا يذكرها عامة الناس وخاصتهم خلافاً لباقي القصص وخاصة قصص الانبياء . كان يوسف بن يعقوب النبي بن اسحاق بن ايراهيم سلام الله عليهم اجمل اخوته واقربهم الى قلب ابيه وقد حباه ابيه واختصه برعايته لما علمه من شأنه وانه الخليفة والنبي بعده ونتيجة لذلك فقد حسده اخوته وبغوا عليه وظلموه حتى القوه في الجب.
                فعن ابي حمزة الثمالي قال : صليت مع علي بن الحسين صلوات الله عليهما الفجر يوم الجمعة ، فنهض الى منزله وانا معه ، فدعا مولاة له فقال : لا يقف اليوم على بابي سائل الا اطعمتموه ،فان اليوم يوم الجمعة قلت : ليس كل سائق محق . فقال : اخاف ان يكون بعض من يسألنا محقاً فلا نطعمه ونرده فينزل بنا اهل البيت ما نزل بيعقوب واله عليهم السلام - الى ان قال - وكان اول بلوى نزلت بأل يعقوب الحسد ليوسف عليه السلام ، فلما راى اخوةيوسف كرامة ابيه اياه اشتد عليهم فتأمروا حتى قالوا (( ارسله معنا غداً يرتع ويلعب )) فلما خرجوا به اتوا به غيضة اشجار . فقالوا نذبحه ونلقيه تحت شجرة يأكله الذئب ، فقال كبيرهم : لا تقتلوه ولكن القوة في غيابة الجب فالقوه فيه ، وهم يظنون انه يغرق فيه . فلما امسوا رجعوا الى ابيهم (( عشاء يبكون قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب )) فأسترجع وعبر فصبر واذعن للبلوى ، وقال (( بل سولت لكم انفسكم امراً فصبر جميل ) ما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب . قال ابو حمزة : ثم انقطع حديث علي بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليه ، فلما كان من الغد وغدوت اليه ، فقلت : انك حدثت امس بحديث يعقوب ، فما كان من قصة اخوة يوسف بعد ذلك ؟ قفال : انهم لما اصبحوا قالوا : انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف امات ام هو حي ؟ فلما انتهوا الى الجب وجدوا سيارة ارسلوا واردهم ، فأدلى دلوه فلما جذب الدلو اذا هو بغلام متعلق بدلوه ، فلما اخرجه قال اخوة يوسف : هذا عبدنا سقط امس في هذا الجب وجئنا اليوم لنخرج ، فأنتزعوه منه وقالوا له : اما اذ تقر لنا انك عبد لنا ، فنبيعك من بعض هذه السيارة او نقتلك ، قال : اصنعوا ما شئتم ، فاقبلوا الى السيارة وقالوا لهم : امنكم من يشتري هذا العبد منا ؟ فأشتراه بعضهم بعشرين درهماًوسار من اشتراه حتى ادخله مصر .......) قصص الانبياء ص127 –
                هذا ما جرى على يوسف من قبل اخوته وكان ذلك بسبب حسدهم ليوسف (ع) وقد نجاه الله من ذلك من ذلك الجب المظلم بعظمته حيث غيض له في ذلك الطريق قافلة كانت متجهة الى مصر واخرجوه من ذلك الجب بعظمة المولى سبحانه وتعالى وقد البسه الله عز وجل من عظمته حتى صار ملك مصر والملك دلالة على العظمة كما لا يخفى.
                وفي قصة يوسف وما يجري عليه سنة للمهدي (ع) حيث ان المهدي يغيب ويسجن كما غاب يوسف وسجن فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي بصير قال : سمعت ابا جعفر (ع) يقول ( في صاحب هذا الامر سنة من اربع انبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (ص) فقلت : ما سنة موسى ؟ قال : خائف يترقب ، قلت : فما سنة عيسى : فقال : يقال فيه ما قيل في عيسى ، قلت فما سنة يوسف ؟ قال السجن والغيبة ..........) غيبة النعماني .
                ثم انه يجري مع المهدي صاحب هذا الامر ما جرى على يوسف من قبل اخوته حيث ان بعض من يحسبون انهم اخوة لصاحب هذا الامر سوف يحسدونه كما فعل اخوة يوسف حينما حسدوا يوسف وحاولوا قتله وسيكون هذا الحسد من العلماء فان اكثر الحسد واشده كما لا يخفى ما كان بين العلماء والذي يؤكد ذلك ما ورد في الرواية من اخوة يوسف كانوا اسباطاًعقلاء الباء فعن سدير الصيرفي قال : سمعت ابا عبد الله الصادق (ع) يقول: ( يقول ان في صاحب هذا الامر شبهاً من يوسف فقلت : فكأنك تخبرنا بغيبة او حيرة ؟ فقال : ما ينكر هذا الخلق الملعون اشباه الخنازير من ذلك ؟ ان اخوة يوسف كانوا عقلاء الباء اسباطاً اولاد انبياء ........) غيبة النعماني .
                مع كل هذا المدح الوارد في اخوة يوسف الا انهم حاولوا قتل يوسف وقاموا بالقاه بالجب وهكذا يفعل علماء وفقهاء السوء مع المهدي حيث انهم ونتيجة لحسدهم له يحاولون قتله لانهم يعتقدون انه سوف يأخذ منهم مقاماتهم واماكنهم التي حصلوا عليها باسم الدين والعلم فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي خالد الكابلي في سؤاله الامام الباقر (ع) ان يسمي له صاحب هذا الامر فقال في معرض جوابه للامام الباقر حينما سأله : ( فتريد ماذا يا ابا خالد ؟ قلت : اريد ان تسميه لي حتى اعرفه باسمه فقال : سألتني عن امر ما كنت محدثاً احد ، ولو كنت محدثاً به احد لحدثتك ، ولقد سألتني عن امر لو ان بني فاطمة عرفوه حرصوا على ان يقطعوه بضعة بضعة ) غيبة النعماني .
                فان بني فاطمة هم اخوة صاحب هذا الامر كما هو معلوم ولكنهم ونتيجة للحسد الذي يدب في قلوبهم فأنهم ان عرفوا باسم صاحب هذا الامر واستطاعوا الوصول اليه لقتلوه ولقطعوه بضعة بضعة .

                تعليق


                • #23
                  السلام عليكم
                  ...طرح رائع ومفيد
                  احسنتم وبارك الله فيكم
                  موفقين على الجهد المبذول - نسالكم الدعاء
                  عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
                  من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
                  الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

                  تعليق


                  • #24
                    اشكر مروركِ اختي الفاضلة

                    تعليق


                    • #25
                      بارك الله فيك أخي الزعفران على هذا المجهود الرائع
                      عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام):

                      ((إذا خرج القائم (ع) ينتقــم من أهـلِ الفتـوى بما لايعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم ، أوكان الدينُ ناقصاً فتمّموه ؟ أم بهِ عِوَجُ فقوّموه ؟ أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ أم همَّ المختارفيما أوحى إليهِ فذكَّروه ؟ أم الدين لم يكتمل على عهدهِ فكمَّلوه ؟ أم جاء نبَّيُ بعدهُ فاتبعوه )) بيان الأئمــة/ ج3 ، ص298
                      .

                      تعليق


                      • #26
                        من فكر السيد القحطاني

                        السلام على موسى الذي فلق الله البحر له بقدرته

                        عاش بني اسرائيل سنوات طويلة تحت وطأة الظلم والطغيان على امل ظهور المنقذ والمخلص الذي وعدهم به الله عز وجل على لسان انبياءه فقد كان بني اسرئيل ينتظرون ظهور نبوة موسى (ع) ليكون خلاصهم من فرعون وملائه على يديه وبذلك فقد شابه الامام المهدي (ع) النبي موسى (ع) فقد غاب موسى (ع) عن قومه عند شعيب (ع) والاسرائيليون قد عانوا انذاك اشد المعاناة حتى جاءهم الفرج بعودة موسى (ع) من الغيبة فقد جاء في الرواية الواردة عن الامام امير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) لما حضرت الوفاة جمع شيعته واهل بيته فحمد الله واثنى عليه ثم حدثهم بشدة قتالهم تقاتل فيها الرجال وتشق بطون الحبالى وتذبح الاطفال حتى يظهر الله الحق في ولد لاوي بن يعقوب وهو رجل اسمر طويل ووصفه لهم بنعته فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة ببني اسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم اربعمائة سنة حتى اذا بشروا بولادته ورأوا علائم ظهوره واشتدت البلوى عليهم وحمل عليهم بالخشب والحجارة وطلبوا الفقيه الذي كانوا يستريحون الى احاديثه فأستتر وسالوه وقالوا كنا مع الشدة نستريح الى حديثك فخرج بهم ال بعض الصحاري وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الامر وكانت ليلة قمراء فبينا هم كذلك اذ طلع عليهم موسى (ع) وكان في ذلك الوقت حدث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزاهة فعدل عن موكبة واقبل اليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت فقام اليه وانكب على قدميه يقبلها ثم قال الحمد لله الذي لم يمتني حتى رايتك فلما رأى الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم فأكبوا على الارض شكراً لله عز وجل فلم يزدهم الا ان قالوا ارجوا الله ان يجعل فرجكم ثم غاب بعد ذلك وخرج الى مدينة مدين فاقام عند شعيب ما قام فكانت الغيبة الثانية اشد عليهم من الاولى ......) اكمال الدين .

                        كما ان من السنن والشبه بين موسى (ع) وبين المهدي (ع) هو خفاء الولادة وعدم ظهور الحمل على والدته فعن ابي جعفر (ع) قال : ( ان موسى (ع) لما حملته امه لم يظهر حملها الا عند وضعه وكان فرعون قد وكل بنساء بني اسرائيل نساء من القبط يحفظهن وذلك لما كان بلغه عن بني اسرائيل انهم يقولون انه يلد فينا رجل يقال له موسى بن عمران يكون هلاك فرعون واصحابه على يديه ..........) قصص الانبياء ص209 –
                        والواقع ان ما كان من ولادة الامام المهدي (ع) مشابه له كان من امر ولادة موسى (ع) فان الحمل لم يظهر على السيدة نرجس والدة الامام المهدي (ع) وقد قام بني العباس بعد ان علموا ان الامام المهدي (ع) يولد من الامام العسكري (ع) وان نهاية الظلم والظالمين سوف تكون على يديه الشريفتين .
                        ولقد شابه الامام المهدي (ع) النبي موسى (ع) في الصفة حتى ورد ان الامام ادم اي اسمر البشرة ، وكان موسى (ع)اسمر البشرة كما ان الامام المهدي ذكرت الروايات ان جسمه جسم اسرائيلي او كأنه من رجال بني اسرائيل اي انه طويل القامة ضخم الجثة كما كان موسى (ع) فعن الحسن بن محبوب الزراد قال : ( قال لي الرضا (ع) : انه يا حسن - سيكون فتنة صماء صيلم يذهب فيها كل وليجة وبطانة - الى ان قال - بابي وامي سمي جدي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه جيوب النور ......) غيبة النعماني ص186.
                        كما ان للامام المهدي (ع) سنة اخرى شابه فيها موسى (ع) وهي خروجه خائف يترقب من جيش السفياني كما خرج موسى (ع) خائف يترقب الى مدين من فرعون وملائه فقد جاء في الرواية الشريفة عن ابي بصير قال : ( سمعت ابا جعفر الباقر (ع) يقول : في صاحب هذا الامر سنة من اربعة انبياء سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (ص) فقلت : ما سنة موسى ؟ قال : خائف يترقب ..........) غيبة النعماني ص168.
                        لقد قام الامام المهدي (ع) وفي هذه الزيارة المقدسة منه لجده الامام الحسين (ع) بالسلام عليه بهذا المقطع (( السلام على موسى الذي فلق الله البحر له بقدرته)) وذلك لان موسى (ع) حينما فلق الله له البحر بعصاه وقد ورث تلك العصا الامام الحسين (ع) وارث الانبياء ووارث موسى (ع) كما جاء في زيارة وارث ((السلام على وارث موسى كليم الله )) وان هذه العصا يتوارثها الائمة امام بعد امام حتى صارت عند الامام المهدي (ع) وسوف يظهر ومعه تلك العصا فقد جاء في الرواية الواردة في الكافي عن ابي جعفر (ع) قال : ( كانت عصا موسى لأدم فصارت الى شعيب ثم صارت الى موسى وانها لعندنا وان عهدي بها انفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وانها لتنطق اذا استنطقت اعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع بها موسى (ع) وانها لتصنع ما تؤمر....).
                        وعن ابي جعفر (ع) انه قال : ( اذا ظهر القائم (ع) ظهر براية رسول الله (ص) وخاتم سليمان وحجر موسى وعصاه ........) غيبة النعماني ص238 .
                        وبهذا يتبين العلاقة الوثيقة بين موسى (ع) وبين الحسين (ع) وبين الامام المهدي (ع).

                        تعليق


                        • #27
                          السلام على هارون الذي خصه الله بنبوته

                          السلام على هارون الذي خصه الله بنبوته
                          ذكرت لنا الكتب السماوية الكثير من ألانبياء وقد قص علينا المولى تبارك وتعالى في كتابه الكريم قصص بعضهم وذكر لنا الرسول الكريم (ص) وألائمة الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين ان عددهم يعد بمئات الالاف وهذا مما لا يخفى على عامة الناس ولكن لم ورد في هذه الزيارة المقدسة المروية عن مولانا صاحب الزمان (ع) هذا التخصيص لهارون (ع) بالنبوة علماً ان هناك أنبياء ورسل افضل منه (ع).
                          والواقع ان ذلك يعود لكون هارون هو النبي الوحيد الذي اقترنت بنبوته من حيث الزمان والمكان مع نبوة غيره وهو اخيه موسى (ع) فلم يبعث نبي الى قوم وحده , نعم فقد بعث اليهم النبي ألاخر وبذلك يعرف وجه التخصيص او اختصاص هارون بالنبوة فأن معناها انه النبي الوحيد الذي اقترنت نبوته من حيث الزمان والمكان مع مقترنين من حيث الزمان الا ان كل واحد منهم قد بعث لقوم غير القوم الذين بعث اليهم النبي الاخر وبذلك يعرف وجه التخصيص واختصاص هارون بالنبوة فان معناها هو النبي الوحيد الذي خصه الله بالنبوة في وقت كان هناك نبياً اخر غيره وهذه الخاصية في الواقع تجسد مدى الرحمة الالهية التي خص الله عز وجل بها نبيه هارون (ع) وقد كان هارون وزيراً ومستشاراً لموسى (ع) ولما كان الحسين (ع) وارث النبين فقد ورث من هارون هذه الخاصة فان المولى تبارك وتعالى قد خص الامام الحسين (ع) وصفه برحمته ولكن الاختصاص في هذه المرة بالامامة لا بالنبوة لان محمد (ص) هو خاتم النبين انتقلت الامامة بعد استشهاد الامام امير المؤمنين (ع) الى الامام الحسن (ع) الا ان الحسين (ع) كان في نفس الوقت اماماً وقد اجتمعت الامامة للحسن والحسين عليهما السلام وقد اقترنت من ناحية الزمان والمكان كما اقترنت نبؤة موسى وهارون عليهما السلام من ناحية الزمان والمكان كما قلنا فقد جاء في الروايات المعصومية الشريفة (( ان الامامة لم تجتمع في اخوين الا في الحسن والحسين عليهما الاسلام )) كما ان النبوة لم تجتمع في الاخوين موسى وهارون (ع) كما ان وجه الشبه الاخر بين الحسين (ع) وهارون (ع) الذي حدا بالامام المهدي (ع) ان يطلق هذه العبارة هو شبه الحسين (ع) بهارون (ع) من ناحية ان الله عز وجل قد جعل الائمة في ذرية الحسين (ع) وجعل النبوة في ذرية هارون (ع) فان الانبياء كانوا من ذرية هارون (ع) كما ان الائمة (ع) من ذرية الحسين (ع) وليس من ذرية الحسن (ع) فقد خص المولى تبارك وتعالى الحسين بالامامة علماً ان الحسين (ع) كان موجوداً وكان اماماً لذا فقد كان الحسين (ع) للامام الحسن (ع) وزيراً ومستشاراً وكان الحسين يشركه في امره كما كان هارون وزيراً ومستشاراً لموسى (ع) وكما كان يفعل موسى (ع) من اشراك هارون (ع) في امره وكذلك الامر مع الامام المهدي (ع) حيث يخصه المولى تبارك وتعالى بان يجعل من ذريته هادين مهديين يقومون بتولي الامر من بعده والحمد لله رب العالمين.

                          تعليق


                          • #28
                            السلام على شعيب الذي نصره الله على امته
                            لم يختلف حال نبي الله شعيب عليه السلام عن حال باقي الانبياء عليهم السلام فقد كُذب واتُهم من قبل قومه فقد كان يدعوهم الى الاستقامة والصلاح وعدم الافساد في الارض ولكنهم كانوا يردون دعوته ويصدونها ولايقبلون قوله وقد استضعفوا شعيب النبي(ع) كثيراً ولكنه لم ينثني في دعوته لهم ولما ايس منهم شعيب سلام الله عليه ايده الله بنصره حيث وقعت بهم الصيحة قال تعالى((ولما جاء امرنا نجينا شعيباً والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين) هود94.
                            وكان شعيب يوصي قومه دائماً ببقية الله عزوجل قال تعالى حكاية عن شعيب ((بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ)) هود86.
                            جاء في التفاسير الواردة عن اهل البيت (ع) في تفسير هذه الاية ان الامام المهدي(ع) هو بقية الله تبارك وتعالى وهو الذي اذا ظهر قرأ هذه الاية المباركة ولكن التسأول هنا هل كان شعيب(ع) يشير الى الامام المهدي(ع) يا ترى ام ماذا ؟ في الواقع ان شعيب (ع) كان يشير الى المفهوم وليس الى المصداق فقد كان يشير الى مفهوم الهداية والصراط المستقيم والصلاح الذي في الواقع لايكون الا على يد الامام المهدي(ع) في اخر الزمان فان شعيب النبي(عليه السلام) كان يريد من قومه العمل بالهداية والابتعاد عن طريق الغواية والضلال والعمل وفق طريق الحق المستقيم والحقيقة فان هناك علاقة بين هذا النبي المنصور وبين الامام الحسين (ع) فان الامام الحسين (ع) قد قتل من قبل امته وان الامة خذلته ولكن جاء في الروايات المعصومية الشريفة سمي الامام الحسين(ع) بالمنصور فان الله قد نصره على امته حيث انتصر دم الحسين(ع) على سيف يزيد وانتصرت مبادئ الحسين (ع) التي امن بها وقاتل من اجلها على ضلال الامة وانحرافها وهذا ما نراه اليوم واضحاً حيث ان ذكر الحسين(ع) ضل خالداً عبر التاريخ وتناقلته الاجيال جيلاً بعد جيل وانطمس ذكر اؤلئك الملعونين فلم يعودوا يذكرون الا باللعن عليهم .
                            ويكتمل الارتباط بالامام المهدي(ع) وارث ابيه الحسين ووارث الانبياء (عليهم السلام) فان الامام المهدي(ع) هو المصداق الحقيقي المفهوم الذي اشار اليه شعيب (ع) فقد جاء في الرواية الواردة عن الباقر (ع) في حديث له قال وجاءت صيحة من السماء بان الحق فيه وفي شيعته فعند ذلك خروج قائمنا فاذا خرج اسند ظهره الى الكعبة واجتمع عليه ثلاثمئة وثلاث عشر رجلاً واول ما ينطق به هذه الاية ( بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنون ) ثم يقول انا بقية الله في ارضه وخليفته وحجته عليكم فلا يسلم عليه مسلم الا قال السلام عليك يا بقية الله في ارضه فاذا اجتمع اليه العقد وهو عشرة الاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبوداً الا الله عزوجل من صنم وغيره الا وقعت فيه نار فاحترق وذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه ويؤمن به ) اكمال الدين ج2 ص330..
                            وعن ابي عبد الله (ع) سئله رجل عن القائم يسلم عليه بأمرة المؤمنين ؟ فقال: لا ذلك اسم سمى الله به امير المؤمنين(ع) لم يسم احداً قبله ولا سمي به بعده الا كافر . قلت : جعلت فداك كيف يسلم عليه ؟ قال (ع): يقولون السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين ) الكافي ج1ص411 .
                            وعن الامام علي بن محمد الهادي(ع) في حديث له قال وعليه تجتمع هذه الامة ثم قرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين) ثم قال نحن بقية الله ) اكمال الدين ج2ص382.

                            تعليق

                            يعمل...
                            X