من الصعب الجزم في كيفية الصيحة ولكن بالرجوع إلى الأحاديث والروايات الواردة عن الأئمة الطاهرين (عليه السلام) وتحليلها ودراستها وفق مقتضيات العلم المعاصر.
نجد أن الصيحة جاء ذكرها في الكثير من الأحاديث والروايات الشريفة وقد عبر عنها في بعض الروايات بالنداء أو الصوت وهذه الأسماء في الواقع تتحدث عن معنى واحد، وهو الصيحة أو النداء أو الصوت الذي يكون عند السحر من ليلة الثالث والعشرين ( ليلة القدر ) من شهر رمضان الذي يسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام).
والذي يظهر من الروايات المعصومية الشريفة أن هناك أكثر من صيحة تقع قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) فقد أجمعت الكثير من الروايات الشريفة أن الصيحة تكون عند السحر من ليلة القدر في شهر رمضان.
فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ( الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة جمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان )( ).
وعن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام) انه قال: ( يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا واطيعوا .....)( ).
إلا أن هناك أحاديث وأخبار أخرى تروي لنا أن الصيحة تكون في أشهر أخرى غير شهر رمضان ففي الحديث الشريف المروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) قال: ( تكون هدة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقضان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم تكون معمعة في ذي القعدة، ثم يسلب الحاج في ذي الحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون صوت في صفر، ثم تتنازع القبائل في ربيع، ثم العجب كل العجب بين جمادي ورجب )( ).
فإن الذي يظهر من هذا الحديث الشريف أن هناك صوت آخر غير الصوت الذي يكون في شهر رمضان وهذا الصوت المشار إليه في الحديث السابق يكون في شهر صفر.
وعن الحسن بن محبوب قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ): ( انه يا حسن سيكون فتنة صماء - إلى أن قال - كأني بهم أيس ما كانوا قد نودوا نداءً يسمعه من بالبٌعد كما يسمعه من بالقرب، يكن رحمة على المؤمنين وعذاباً على الكافرين، فقلت بأبي وأمي أنت وما ذلك النداء ؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب أولها: الا لعنة الله على الظالمين، والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين، والثالث: يرون يدأ بارزاً مع قرن الشمس ينادي: ألا أن الله قد بعث فلاناً على هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم ) ( ).
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه قال: ( في المحرم ينادي مناد من السماء ألا إن صفوة الله (من خلقه) فلان فاسمعوا له وأطيعوه، في سنة الصوت المعمعة )( ).
فمن هذه الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة يظهر لنا واضحاً ان هناك أكثر من صوت وصيحة تكون في أوقات متعددة ومختلفة فصيحة تكون في شهر رمضان وأخرى في شهر صفر أضف إلى ذلك ثلاث صيحات في شهر رجب كما في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) وصيحة في شهر المحرم، إذن فلا يعقل أن تكون كل هذه الأصوات عن طريق الإعجاز بل المتوقع أن تكون تلك الصيحات عن طريق القنوات الفضائية التي باتت منتشرة في كل بقاع العالم كما هو معلوم والكل يمكنه سماعها.
أما كونها من السماء أما لأنها تمثل جانب الحق والدعوة إلى الله عز وجل فيعبر عنها بأنها من السماء أو لأن الفضائيات تستلم بثها من الأقمار الصناعية التي هي في الواقع منتشرة في السماء، أما بالنسبة لكونها من قبل جبرائيل (عليه السلام) فذلك لأنها من الله وإلى الله وجبرائيل هو الواسطة بين جناب المولى تبارك وتعالى وبين خلقه.
وإلا لو قلنا بأن صيحة الحق تكون من قبل جبرائيل (عليه السلام) بالمباشرة لاستلزم ذلك أنها تكون على نحو الإعجاز وكذلك صيحة الباطل من قبل إبليس ويسمعها كل الناس لكانت على نحو الإعجاز أيضا وهذا لا يمكن القول به فلا كرامة لإبليس (عليه اللعنة) ولا يمكن أن يجري الله على يديه المعجزات لأي سبب كان.
وإلا لما امتاز أهل الحق من أهل الباطل فما هي الحكمة والفائدة إذن من أن تكون صيحة الحق من قبل جبرائيل (عليه السلام) بالمباشرة إذا كانت لا تمتاز عن صيحة إبليس وكانت الصيحتان على نحو الإعجاز يا ترى؟ !
ثم إن المعجزات لا تكون إلا للأنبياء والرسل (عليهم السلام) ولربما يتسأل البعض إن لم تكن الصيحة من قبل جبرائيل (عليه السلام) وعلى نحو المعجزة فكيف ذكرت الروايات إن الصيحة يسمعها كل قوم بلغتهم ؟ والحقيقة إن هذا الأمر ليس بالصعب فكما نرى في الفضائيات وجود الترجمة الفورية بحيث إذا نقل خطاب لأحد الأشخاص بلغة ما عبر الفضائيات هناك من يترجم ذلك الخطاب فوريا وأثناء خطاب ذلك الشخص ولعدة لغات حسب الحاجة إليها.
ومما يؤيد ما ذهبنا إليه هو ما جاء في الروايات المعصومية الشريفة من وقوع الشك والارتياب في نفوس السامعين للصيحة الثانية بعدما أمنوا بالصيحة الأولى ((صيحة الحق)) فلو كانت الصيحة الأولى تمتاز عن الصيحة الثانية من ناحية الكيفية على فرض أنها من جبرائيل بالمباشرة وعن طريق الإعجاز فلماذا إذن وقع الشك والارتياب علماً إن الصيحة الثانية إذا قلنا انها من إبليس ومن الأرض فلا يمكن ان تكون كصيحة جبرائيل (عليه السلام) أطلاقاً.
فإن الذي يظهر من الرواية الشريفة المتقدمة ان الصيحة الثانية إذا وقعت يرتاب الناس.
وقد جاء أيضاً في الرواية الشريفة الواردة عن زرارة بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : (عجبت أصلحك الله واني لأعجب من القائم كيف يُقاتَل مع ما يرون من العجائب من خسف البيداء بالجيش، ومن النداء من السماء ؟ فقال: إن الشيطان لا يدعهم حتى ينادي كما نادى برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) يوم العقبة )( ).
وعن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: ( ينادي مناد باسم القائم (عليه السلام)، قلت: خاص أم عام ؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم (عليه السلام) وقد نودي باسمه ؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل يشكك الناس )( ).
والروايات في هذا الصدد كثيرة، ولا يمكن أن تشك الناس وترتاب إذا كانت الصيحة من جبرائيل بالمباشرة وتكون على هذا الفرض مختلفة من ناحية الكيفية عن صيحة إبليس حتماً، إلا أن الروايات كما بينا تؤكد وقوع الشك والارتياب وهذا لا يكون إلا أن تكون الصيحتان متماثلتان من حيث الكيفية أي إنهما تكونان من الفضائيات.
كما إن الذي يظهر من الروايات الشريفة الواردة عنهم (عليهم السلام) ان هذه الصيحة ((صيحة الحق)) تكون معروفة من ناحية الكيفية وقد سمع بها البعض من الناس قبل أن تقع وهؤلاء هم الذين سوف لا يقع منهم الشك والارتياب لأنهم قد سمعوا بها وعرفوها وهذا أيضاً يلزم منه أن تكون هناك دعوة للإمام المهدي (عليه السلام) تكون موجودة قبل قيامه المقدس (عليه السلام) وهي التي تتبنى هذه الصيحة.
فقد جاء في الرواية الشريفة عن الجريري قال: قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام): (إن الناس يوبخونا ويقولون: من أين يُعرف المحق من المبطل إذا كانتا فقال: ما تردّون عليهم ؟ قلت: فما نرد عليهم شيئاً، قال فقال: قولوا لهم يصّدق بها إذا كانت من كان مؤمناً يؤمن بها قبل أن تكون، إن الله عز وجل يقول: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }( ).
فالذي يظهر من هذه الرواية ان الإمام الصادق (عليه السلام) قد أكد ان الذي يصدق بصيحة الحق هو المؤمن وليس كل مؤمن بل المؤمن بالصيحة وكيفيتها كما ان هذه الرواية تؤكد ما ذهبنا إليه من ان الصيحة لا تكون من جبرائيل (عليه السلام) بالمباشرة وليس عن طريق الإعجاز وإلا لو كان كذلك لكان الإمام (عليه السلام)، قد ذكر للسائل ان التصديق بها وتميزها عن الصيحة الثانية ((صيحة الباطل)) بأنها سوف يكون مصدرها من السماء ومن جبرائيل مباشرة وعلى نحو الإعجاز ولما لم يذكر ذلك، تبين أن الصيحتين تكونان متماثلتان من ناحية الكيفية بحيث لا تستطيع الناس التمييز بينهما ومعرفة الصيحة الحقة من الباطلة.
نجد أن الصيحة جاء ذكرها في الكثير من الأحاديث والروايات الشريفة وقد عبر عنها في بعض الروايات بالنداء أو الصوت وهذه الأسماء في الواقع تتحدث عن معنى واحد، وهو الصيحة أو النداء أو الصوت الذي يكون عند السحر من ليلة الثالث والعشرين ( ليلة القدر ) من شهر رمضان الذي يسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام).
والذي يظهر من الروايات المعصومية الشريفة أن هناك أكثر من صيحة تقع قبل قيام الإمام المهدي (عليه السلام) فقد أجمعت الكثير من الروايات الشريفة أن الصيحة تكون عند السحر من ليلة القدر في شهر رمضان.
فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ( الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة جمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان )( ).
وعن أبي بصير عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام) انه قال: ( يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا واطيعوا .....)( ).
إلا أن هناك أحاديث وأخبار أخرى تروي لنا أن الصيحة تكون في أشهر أخرى غير شهر رمضان ففي الحديث الشريف المروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما ) قال: ( تكون هدة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقضان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم تكون معمعة في ذي القعدة، ثم يسلب الحاج في ذي الحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون صوت في صفر، ثم تتنازع القبائل في ربيع، ثم العجب كل العجب بين جمادي ورجب )( ).
فإن الذي يظهر من هذا الحديث الشريف أن هناك صوت آخر غير الصوت الذي يكون في شهر رمضان وهذا الصوت المشار إليه في الحديث السابق يكون في شهر صفر.
وعن الحسن بن محبوب قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ): ( انه يا حسن سيكون فتنة صماء - إلى أن قال - كأني بهم أيس ما كانوا قد نودوا نداءً يسمعه من بالبٌعد كما يسمعه من بالقرب، يكن رحمة على المؤمنين وعذاباً على الكافرين، فقلت بأبي وأمي أنت وما ذلك النداء ؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب أولها: الا لعنة الله على الظالمين، والثاني: أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين، والثالث: يرون يدأ بارزاً مع قرن الشمس ينادي: ألا أن الله قد بعث فلاناً على هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم ) ( ).
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) أنه قال: ( في المحرم ينادي مناد من السماء ألا إن صفوة الله (من خلقه) فلان فاسمعوا له وأطيعوه، في سنة الصوت المعمعة )( ).
فمن هذه الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة يظهر لنا واضحاً ان هناك أكثر من صوت وصيحة تكون في أوقات متعددة ومختلفة فصيحة تكون في شهر رمضان وأخرى في شهر صفر أضف إلى ذلك ثلاث صيحات في شهر رجب كما في الرواية الشريفة الواردة عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) وصيحة في شهر المحرم، إذن فلا يعقل أن تكون كل هذه الأصوات عن طريق الإعجاز بل المتوقع أن تكون تلك الصيحات عن طريق القنوات الفضائية التي باتت منتشرة في كل بقاع العالم كما هو معلوم والكل يمكنه سماعها.
أما كونها من السماء أما لأنها تمثل جانب الحق والدعوة إلى الله عز وجل فيعبر عنها بأنها من السماء أو لأن الفضائيات تستلم بثها من الأقمار الصناعية التي هي في الواقع منتشرة في السماء، أما بالنسبة لكونها من قبل جبرائيل (عليه السلام) فذلك لأنها من الله وإلى الله وجبرائيل هو الواسطة بين جناب المولى تبارك وتعالى وبين خلقه.
وإلا لو قلنا بأن صيحة الحق تكون من قبل جبرائيل (عليه السلام) بالمباشرة لاستلزم ذلك أنها تكون على نحو الإعجاز وكذلك صيحة الباطل من قبل إبليس ويسمعها كل الناس لكانت على نحو الإعجاز أيضا وهذا لا يمكن القول به فلا كرامة لإبليس (عليه اللعنة) ولا يمكن أن يجري الله على يديه المعجزات لأي سبب كان.
وإلا لما امتاز أهل الحق من أهل الباطل فما هي الحكمة والفائدة إذن من أن تكون صيحة الحق من قبل جبرائيل (عليه السلام) بالمباشرة إذا كانت لا تمتاز عن صيحة إبليس وكانت الصيحتان على نحو الإعجاز يا ترى؟ !
ثم إن المعجزات لا تكون إلا للأنبياء والرسل (عليهم السلام) ولربما يتسأل البعض إن لم تكن الصيحة من قبل جبرائيل (عليه السلام) وعلى نحو المعجزة فكيف ذكرت الروايات إن الصيحة يسمعها كل قوم بلغتهم ؟ والحقيقة إن هذا الأمر ليس بالصعب فكما نرى في الفضائيات وجود الترجمة الفورية بحيث إذا نقل خطاب لأحد الأشخاص بلغة ما عبر الفضائيات هناك من يترجم ذلك الخطاب فوريا وأثناء خطاب ذلك الشخص ولعدة لغات حسب الحاجة إليها.
ومما يؤيد ما ذهبنا إليه هو ما جاء في الروايات المعصومية الشريفة من وقوع الشك والارتياب في نفوس السامعين للصيحة الثانية بعدما أمنوا بالصيحة الأولى ((صيحة الحق)) فلو كانت الصيحة الأولى تمتاز عن الصيحة الثانية من ناحية الكيفية على فرض أنها من جبرائيل بالمباشرة وعن طريق الإعجاز فلماذا إذن وقع الشك والارتياب علماً إن الصيحة الثانية إذا قلنا انها من إبليس ومن الأرض فلا يمكن ان تكون كصيحة جبرائيل (عليه السلام) أطلاقاً.
فإن الذي يظهر من الرواية الشريفة المتقدمة ان الصيحة الثانية إذا وقعت يرتاب الناس.
وقد جاء أيضاً في الرواية الشريفة الواردة عن زرارة بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : (عجبت أصلحك الله واني لأعجب من القائم كيف يُقاتَل مع ما يرون من العجائب من خسف البيداء بالجيش، ومن النداء من السماء ؟ فقال: إن الشيطان لا يدعهم حتى ينادي كما نادى برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) يوم العقبة )( ).
وعن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام ) قال: ( ينادي مناد باسم القائم (عليه السلام)، قلت: خاص أم عام ؟ قال: عام يسمع كل قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم (عليه السلام) وقد نودي باسمه ؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل يشكك الناس )( ).
والروايات في هذا الصدد كثيرة، ولا يمكن أن تشك الناس وترتاب إذا كانت الصيحة من جبرائيل بالمباشرة وتكون على هذا الفرض مختلفة من ناحية الكيفية عن صيحة إبليس حتماً، إلا أن الروايات كما بينا تؤكد وقوع الشك والارتياب وهذا لا يكون إلا أن تكون الصيحتان متماثلتان من حيث الكيفية أي إنهما تكونان من الفضائيات.
كما إن الذي يظهر من الروايات الشريفة الواردة عنهم (عليهم السلام) ان هذه الصيحة ((صيحة الحق)) تكون معروفة من ناحية الكيفية وقد سمع بها البعض من الناس قبل أن تقع وهؤلاء هم الذين سوف لا يقع منهم الشك والارتياب لأنهم قد سمعوا بها وعرفوها وهذا أيضاً يلزم منه أن تكون هناك دعوة للإمام المهدي (عليه السلام) تكون موجودة قبل قيامه المقدس (عليه السلام) وهي التي تتبنى هذه الصيحة.
فقد جاء في الرواية الشريفة عن الجريري قال: قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام): (إن الناس يوبخونا ويقولون: من أين يُعرف المحق من المبطل إذا كانتا فقال: ما تردّون عليهم ؟ قلت: فما نرد عليهم شيئاً، قال فقال: قولوا لهم يصّدق بها إذا كانت من كان مؤمناً يؤمن بها قبل أن تكون، إن الله عز وجل يقول: {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }( ).
فالذي يظهر من هذه الرواية ان الإمام الصادق (عليه السلام) قد أكد ان الذي يصدق بصيحة الحق هو المؤمن وليس كل مؤمن بل المؤمن بالصيحة وكيفيتها كما ان هذه الرواية تؤكد ما ذهبنا إليه من ان الصيحة لا تكون من جبرائيل (عليه السلام) بالمباشرة وليس عن طريق الإعجاز وإلا لو كان كذلك لكان الإمام (عليه السلام)، قد ذكر للسائل ان التصديق بها وتميزها عن الصيحة الثانية ((صيحة الباطل)) بأنها سوف يكون مصدرها من السماء ومن جبرائيل مباشرة وعلى نحو الإعجاز ولما لم يذكر ذلك، تبين أن الصيحتين تكونان متماثلتان من ناحية الكيفية بحيث لا تستطيع الناس التمييز بينهما ومعرفة الصيحة الحقة من الباطلة.
تعليق